منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 08 - 08 - 2024, 01:22 PM   رقم المشاركة : ( 169511 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:29 PM   رقم المشاركة : ( 169512 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس








مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أخطر نار

في التاريخ الإنساني

تعتبر النار أحد مكونات

نظرية العناصر الأربعة وهي:

الماء– الهواء– النار–التراب.

وليس المقصود في هذا المقال “النار المادية” التي تدمر وتحرق وتترك كل شيء رمادًا كما في الحرائق التي تحدث لأسباب مادية أو بيئية، مثل حرائق الغابات والتي تأكل ملايين الأشجار بسبب تغيرات المناخ، أو ثورة البراكين والحمم المحرقة التي تفيض منها وتدمر كل شيء.

إنما المقصود من هذا المقال النار المعنوية التي يشعلها اللسان الذي كتب عنه يعقوب الرسول في رسالته قائلاً: “فَاللِّسَانُ نَارٌ عَالَمُ الإِثْمِ” (يعقوب 3: 6). وقديمًا قال سفر الأمثال (18: 21) “اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ”.

إن الإنسان كائن ناطق يتواصل من خلال الكلام والاستماع والقراءة والكتابة، وهذا هو سر حضارة الإنسان، لأننا في المقابل مع سائر الكائنات الحية الأخرى من نباتات وحيوانات والتي ليس لديها لسان الكلام وبالتالي ليس لديها أي حضارة على مستوى تاريخ الوجود البشري.

وتكمن أهمية اللسان بأهمية النار في التأثير والحضور والبناء والهدم وبه نبارك الله وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله (يعقوب 3: 12).

ويخصص القديس يعقوب الرسول

أصحاحًا كاملاً عن اللسان

ويصفه بصفات عديدة مثل:

– عضو صغير يفتخر متعظمًا

– عالم الإثم

– يدنس الجسم كله

– يضرم (يشعل) دائرة الكون

– يضرم من جهنم

– هو شر لا يضبط

– مملوء سُمًا مميتًا – … إلخ.

ولكن يتربع على هذه الصفات كلها أنه “نار” فعلية تستطيع أن تشعل النفوس والقلوب والعقول وتحرق وتبيد وتدمر وهكذا يكون الاستخدام السيء للسان.

فاللسان البذيء يصدر الكذب والغش والرياء والاغتياب والنميمة، كما أنه أفعى (مز 140: 4)، وهو موسى مسنونة (مزمور 52: 2)، وسيف حاد (مز 57: 5)، وسهم قاتل (إرمياء 9: 7، 18: 18).

وصارت أكاذيب اللسان في كل العصور سهام شريرة توقد نارًا بين الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.. حتى حذَّر منها السفر الأخير في الكتاب المقدس حين وصف الفئات الثمانية التي لا تدخل إلى حضرة الله: “وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي” (رؤيا 21: 8). ثم يؤكد في الأصحاح الأخير من نفس السفر على ذلك بقوله: “لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا” (رؤيا 22: 15).

وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العديدة على شبكة الإنترنت وانتشار أجهزة التليفون المحمول (الموبايل) والتي تعد بالمليارات في أيدي الصغار والكبار.. صار الكذب بكل صوره وأشكاله وأحداثه هو الطاغي في عالم اليوم بين الناس، ووجد “اللسان البشري” وسيلته البارعة في نقل ونشر الكذب على كل المستويات بدءً من الأخبار الدولية والمحلية وانتهاءً بعمليات النصب والسرقة بين الأفراد والعصابات.. ونسمع عن الأمن السيبراني الذي يهدف إلى حفظ البيانات بدلاً من تزويرها واستخدامها بصورة سلبية في شتى المجالات.

في بداية الكنيسة المسيحية وبعد يوم الخمسين سجل الكتاب المقدس قصة حنانيا وسفيرة زوجته كمثال صارخ عن حالة الكذب وإخفاء الحقيقة طمعًا في المال والكرامة والشهرة. ولكن كان العقاب قاسيًا إذ ماتا بسبب كذبهما (أعمال 5: 1-11).

وعالم اليوم صار فيه الكذب شائعًا بصورة مرعبة بين الأخبار والرسومات والتسجيلات والفيديوهات وغيرها، ودخل الذكاء الاصطناعي في هذا الميدان مما صعب حالة الضلال وعدم التمييز بين ما هو صادق وما هو كاذب. وصارت الكذبة الأولى في أي موضوع تؤدي إلى الثانية ثم الثالثة وهكذا حتى صار “الكذب السلس” هو الذي ينزع وخز الضمير شيئًا فشيئًا حتى يصير الإنسان بلا ضمير ويصير عالمه والهواء الذي يستنشقه هو الكذب والغش والضلال.

ومن صور نار اللسان ما تصفه كتابات بعض المواقع ووصف شخص بأنه “هرطوقي”، والكلمة اتهام قاسي يصف الشخص الذي يبتدع في الإيمان والعقيدة بأقوال غير صادقة وكاذبة بل ومنحرفة. ولكن هذا الاتهام الذي يخص سلامة الإيمان ليس من حق أي إنسان أن يصدره، تمامًا مثل القاضي فقط هو الذي يصدر حكمًا ما في حق إنسان متهم أمامه. أما إطلاق هذا الوصف على إنسان ما فهو يشيع ويشعل نارًا حوله سرعان ما تنتشر دون تحقيق أو تدقيق.

إن الجهة الوحيدة التي لها حق إطلاق هذا الوصف “هرطوقي” على شخص ما هو المجمع المقدس في الكنيسة وبإجماع أعضائه وبعد تحقيقات عديدة يتاح فيها الفرصة للشخص بالدفاع عن نفسه. أما الكتابات والمواقع التي بسبب ألسنة أصحابها تطلق هذا الوصف أو غيره عن أي إنسان فهي تشعل أخطر نار مدمرة ومحطمة لحياة إنسان وأسرته وعائلته.

يا صديقي لسانك نار

إن استخدمته كذبًا وضلالاً ضد آخر،

واعلم أنه بكلامك تتبرر

وبكلامك تدان،

فاحذر هذه النار التي لا تخمد سريعًا

بل تمتد من زمن إلى زمن،

ولا تشترك في مثل هذه الأكاذيب

التي إن صنعتها فقدت نصيبك السماوي

ومن له أذنان للسمع فليسمع ويحذر.




 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 169513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 169514 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:37 PM   رقم المشاركة : ( 169515 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس


يكمن أهمية اللسان بأهمية النار في التأثير والحضور والبناء والهدم وبه نبارك الله وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله (يعقوب 3: 12).

ويخصص القديس يعقوب الرسول

أصحاحًا كاملاً عن اللسان

ويصفه بصفات عديدة مثل:

– عضو صغير يفتخر متعظمًا

– عالم الإثم

– يدنس الجسم كله

– يضرم (يشعل) دائرة الكون

– يضرم من جهنم

– هو شر لا يضبط

– مملوء سُمًا مميتًا – … إلخ.

ولكن يتربع على هذه الصفات كلها أنه “نار” فعلية تستطيع أن تشعل النفوس والقلوب والعقول وتحرق وتبيد وتدمر وهكذا يكون الاستخدام السيء للسان.

فاللسان البذيء يصدر الكذب والغش والرياء والاغتياب والنميمة، كما أنه أفعى (مز 140: 4)، وهو موسى مسنونة (مزمور 52: 2)، وسيف حاد (مز 57: 5)، وسهم قاتل (إرمياء 9: 7، 18: 18).

وصارت أكاذيب اللسان في كل العصور سهام شريرة توقد نارًا بين الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.. حتى حذَّر منها السفر الأخير في الكتاب المقدس حين وصف الفئات الثمانية التي لا تدخل إلى حضرة الله: “وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي” (رؤيا 21: 8). ثم يؤكد في الأصحاح الأخير من نفس السفر على ذلك بقوله: “لأَنَّ خَارِجًا الْكِلاَبَ وَالسَّحَرَةَ وَالزُّنَاةَ وَالْقَتَلَةَ وَعَبَدَةَ الأَوْثَانِ، وَكُلَّ مَنْ يُحِبُّ وَيَصْنَعُ كَذِبًا” (رؤيا 22: 15).

وبسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العديدة على شبكة الإنترنت وانتشار أجهزة التليفون المحمول (الموبايل) والتي تعد بالمليارات في أيدي الصغار والكبار.. صار الكذب بكل صوره وأشكاله وأحداثه هو الطاغي في عالم اليوم بين الناس، ووجد “اللسان البشري” وسيلته البارعة في نقل ونشر الكذب على كل المستويات بدءً من الأخبار الدولية والمحلية وانتهاءً بعمليات النصب والسرقة بين الأفراد والعصابات.. ونسمع عن الأمن السيبراني الذي يهدف إلى حفظ البيانات بدلاً من تزويرها واستخدامها بصورة سلبية في شتى المجالات.
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:38 PM   رقم المشاركة : ( 169516 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس


في بداية الكنيسة المسيحية وبعد يوم الخمسين سجل الكتاب المقدس قصة حنانيا وسفيرة زوجته كمثال صارخ عن حالة الكذب وإخفاء الحقيقة طمعًا في المال والكرامة والشهرة. ولكن كان العقاب قاسيًا إذ ماتا بسبب كذبهما (أعمال 5: 1-11).

وعالم اليوم صار فيه الكذب شائعًا بصورة مرعبة بين الأخبار والرسومات والتسجيلات والفيديوهات وغيرها، ودخل الذكاء الاصطناعي في هذا الميدان مما صعب حالة الضلال وعدم التمييز بين ما هو صادق وما هو كاذب. وصارت الكذبة الأولى في أي موضوع تؤدي إلى الثانية ثم الثالثة وهكذا حتى صار “الكذب السلس” هو الذي ينزع وخز الضمير شيئًا فشيئًا حتى يصير الإنسان بلا ضمير ويصير عالمه والهواء الذي يستنشقه هو الكذب والغش والضلال.

ومن صور نار اللسان ما تصفه كتابات بعض المواقع ووصف شخص بأنه “هرطوقي”، والكلمة اتهام قاسي يصف الشخص الذي يبتدع في الإيمان والعقيدة بأقوال غير صادقة وكاذبة بل ومنحرفة. ولكن هذا الاتهام الذي يخص سلامة الإيمان ليس من حق أي إنسان أن يصدره، تمامًا مثل القاضي فقط هو الذي يصدر حكمًا ما في حق إنسان متهم أمامه. أما إطلاق هذا الوصف على إنسان ما فهو يشيع ويشعل نارًا حوله سرعان ما تنتشر دون تحقيق أو تدقيق.

إن الجهة الوحيدة التي لها حق إطلاق هذا الوصف “هرطوقي” على شخص ما هو المجمع المقدس في الكنيسة وبإجماع أعضائه وبعد تحقيقات عديدة يتاح فيها الفرصة للشخص بالدفاع عن نفسه. أما الكتابات والمواقع التي بسبب ألسنة أصحابها تطلق هذا الوصف أو غيره عن أي إنسان فهي تشعل أخطر نار مدمرة ومحطمة لحياة إنسان وأسرته وعائلته.

يا صديقي لسانك نار

إن استخدمته كذبًا وضلالاً ضد آخر،

واعلم أنه بكلامك تتبرر

وبكلامك تدان،

فاحذر هذه النار التي لا تخمد سريعًا

بل تمتد من زمن إلى زمن،

ولا تشترك في مثل هذه الأكاذيب

التي إن صنعتها فقدت نصيبك السماوي

ومن له أذنان للسمع فليسمع ويحذر.

 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:53 PM   رقم المشاركة : ( 169517 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس







مقال لقداسة البابا تواضروس الثاني في مجلة الكرازة أعظم راحة

تتوزع ساعات اليوم عند الإنسان على ثلاثة أقسام متساوية غالبًا:

8 ساعات للنوم

وهو الاحتياج الأول عند الإنسان.

8 ساعات للعمل أو الدراسة والبحث

وهي ساعات الإنجاز.

8 ساعات تختلف من إنسان لإنسان

ولكنها تتوزع على الأنشطة التالية:

الأسرة والأصدقاء والعبادة

والصحة والهواية والقراءة

والخدمة والنواحي الشخصية.

والمعروف أن جميع البشر يتساوون في عطية الوقت اليومية، إذ ينالون 24 ساعة كل يوم مهما كانت أعمارهم أو أعمالهم أو مؤهلاتهم أو صحتهم أو خدمتهم.

والإنسان يبحث دائمًا عن الراحة سواء الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية، حتى أنه من الوصايا العشر وصية “اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ” (خر 20: 8)، أي تخصصه لأعمال المحبة والرحمة والعبادة والتفرغ من كل أشكال العمل الأرضية ليكون يومًا مخصصًا لأجل الله. وفي الخلقة التي تمت في ستة أيام انتهت بخلقه الإنسان ذكرًا وأنثى في اليوم السادس ليكون قمة الخليقة ثم مكتوب: “وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ، وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا” (تكوين 2: 2، 3).

والراحة في مفهوم الوصية رمز للتحرر من العمل والمسؤولية وليس راحة الكسل والنوم، رغم أن الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم والاسترخاء، وهذا يعتبر أحد الأسرار الإنسانية عند علماء الدراسات الإنسانية: لماذا ينام الإنسان؟! والإجابة البسيطة: لكي يرتاح. ويأتي السؤال الذي لم يجد له العلماء إجابة وهو: لماذا يرتاح؟!..

وفي تاريخ بني إسرائيل كانوا يشتاقون إلى أرض الراحة أو أرض الميعاد، كما هو موصوف في كتب العهد القديم، ويعتبرون ذلك أنه الراحة المرجوة، ولكنهم لم ينعموا بذلك على الإطلاق، فيقال أن مدينة السلام أورشليم القدس بنيت منذ ثلاثة آلاف سنة لم تنعم بالسلام سوى ثلاثين عامًا فقط عبر تاريخها الطويل.

ويأتي السؤال الشخصي: ما هي أعظم راحة عند الإنسان؟!

والإجابة مدهشة إذ أن أعظم راحة هي خدمة الآخرين والتعب والبذل من أجلهم!!!

وما أحلى الراحة الداخلية التي يشعر بها الإنسان بعدما يخدم الآخرين في أي من مجالات الخدمة الواسعة وربما كان هذا السبب وراء إنشاء المنظمات والهيئات التي تخدم الآخرين دون مقابل، مثل هيئة الصليب الأحمر أو أطباء بلا حدود وغيرها، والتي تعتمد أساسًا على عنصر الخدمة التطوعية دون أي منافع مادية، وتمتد خدمتهم عبر الشعوب والدول دون غرض معين سوى مساعدة وخدمة الإنسان في وقت الأزمات دون أدنى منفعة سوى الراحة الداخلية.

واجتماعيًا يختلف مفهوم الراحة من إنسان لآخر، فالبعض يعتبر أن الراحة هي الإجازة أو الفسحة أو السفر إلى بلاد أخرى أو التنزه بين الحدائق أو الراحة المنزلية بكافة صورها، وهذه وغيرها غير مفهوم الكسل والتراخي وعدم العمل بأي شكل بل والنوم حتى في أوقات غير ساعات الليل أو عدم بذل المجهود بأي شكل، ومكتوب إن “الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا” (أم 12: 27).

ومن أجمل الفقرات الكتابية التي تتحدث في هذا الموضوع سفر الأمثال: “اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا” (أمثال 6: 6).

إذن الراحة الحقيقية هي التعب من أجل الآخرين حتى أن السيد المسيح جاء إلينا مكملاً عمل الخلاص للإنسان حيث قال على الصليب: “قَدْ أُكْمِلَ” (يو 19: 30) فكان بذل الصليب وآلامه هي عطية الخلاص للإنسان وفرح الله أن تكون لخليقته الحياة الأبدية: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16).

وطبعًا هناك فرق كبير بين العمل في وظيفة ما لها أجر أو مرتب أو مقابل مالي، وبين الهواية التي يمارسها الإنسان بدون أجر أو مقابل مادي سوى الحصول على متعة وراحة نفسية تجعل الإنسان يمضي الساعات والساعات دون كلل أو ملل محصلاً سلامًا نفسيًا وراحة داخلية حتى وإن بذل العرق والوقت والمجهود المضني وهذا يحقق سعادته الداخلية. هكذا خدمة الآخرين في مجالات عديدة ولكن الهدف هو إسعاد الآخر سواء كان طفلاً يتيمًا مثلاً أو إنسانًا معاقًا من ذوي القدرات أو مريضًا أو مسنًا متقدمًا في الأيام أو الانخراط في مساعدة البشر في أوقات الضيق والكوارث الطبيعية أو النزاعات والحروب القتالية.

صديقي القارئ العزيز لن تشعر بالراحة الحقيقية إلا عندما تتعب في خدمة الآخرين:

الأب والأم الذين يبذلون الكثير والكثير في تربية وتنشئة أبنائهم.

المدرس والمعلم وهو ينقل خبرات الحياة في تعب وبذل لكل تلاميذه.

الخادم والخادمة الذي يتعب في افتقاد أبنائه وربطهم الحيوي بالكنيسة.

الكاهن الذي يكرس حياته في خدمة ورعاية شعبه بكل قطاعاته.

المسؤول الكنسي أو المدني في خدمته أو عمله المتعلق بخدمة الآخرين وتسهيل أمور الحياة أمامهم.

إن الراحة المتحصلة من خدمة الآخرين أينما كانوا وأينما ظهروا هي التي تحصن الإنسان ضد الأنانية والتقوقع حول الذات، حيث يخرج الإنسان من انحساره حول نفسه إلى الآخرين في تعب وبذل وتضحية حقيقية تجعله يشعر بإنسانيته وبرسالته في الحياة كما أرادها الله له.

وينطبق نفس الأمر عندما ندعو أحدًا إلى الخدمة أو التكريس أو الكهنوت أو الأسقفية.. هي ليست دعوة ترقية أو منصب أو رياسة ولكنها دعوة إلى “التعب المريح” أي خدمة الآخرين.. خدمة كل إنسان وكل الإنسان.

صديقي

تمتع بالراحة الحقيقية

في تعبك وبذلك لكل أحد.
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 169518 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس






تتوزع ساعات اليوم عند الإنسان على ثلاثة أقسام متساوية غالبًا:

8 ساعات للنوم

وهو الاحتياج الأول عند الإنسان.

8 ساعات للعمل أو الدراسة والبحث

وهي ساعات الإنجاز.

8 ساعات تختلف من إنسان لإنسان

ولكنها تتوزع على الأنشطة التالية:

الأسرة والأصدقاء والعبادة

والصحة والهواية والقراءة

والخدمة والنواحي الشخصية.

والمعروف أن جميع البشر يتساوون في عطية الوقت اليومية، إذ ينالون 24 ساعة كل يوم مهما كانت أعمارهم أو أعمالهم أو مؤهلاتهم أو صحتهم أو خدمتهم.

والإنسان يبحث دائمًا عن الراحة سواء الشخصية أو الأسرية أو الاجتماعية، حتى أنه من الوصايا العشر وصية “اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ” (خر 20: 8)، أي تخصصه لأعمال المحبة والرحمة والعبادة والتفرغ من كل أشكال العمل الأرضية ليكون يومًا مخصصًا لأجل الله. وفي الخلقة التي تمت في ستة أيام انتهت بخلقه الإنسان ذكرًا وأنثى في اليوم السادس ليكون قمة الخليقة ثم مكتوب: “وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ، وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا” (تكوين 2: 2، 3).

والراحة في مفهوم الوصية رمز للتحرر من العمل والمسؤولية وليس راحة الكسل والنوم، رغم أن الإنسان يقضي ثلث عمره في النوم والاسترخاء، وهذا يعتبر أحد الأسرار الإنسانية عند علماء الدراسات الإنسانية: لماذا ينام الإنسان؟! والإجابة البسيطة: لكي يرتاح. ويأتي السؤال الذي لم يجد له العلماء إجابة وهو: لماذا يرتاح؟!..

وفي تاريخ بني إسرائيل كانوا يشتاقون إلى أرض الراحة أو أرض الميعاد، كما هو موصوف في كتب العهد القديم، ويعتبرون ذلك أنه الراحة المرجوة، ولكنهم لم ينعموا بذلك على الإطلاق، فيقال أن مدينة السلام أورشليم القدس بنيت منذ ثلاثة آلاف سنة لم تنعم بالسلام سوى ثلاثين عامًا فقط عبر تاريخها الطويل.
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 169519 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس






ما هي أعظم راحة عند الإنسان؟!

والإجابة مدهشة إذ أن أعظم راحة هي خدمة الآخرين والتعب والبذل من أجلهم!!!

وما أحلى الراحة الداخلية التي يشعر بها الإنسان بعدما يخدم الآخرين في أي من مجالات الخدمة الواسعة وربما كان هذا السبب وراء إنشاء المنظمات والهيئات التي تخدم الآخرين دون مقابل، مثل هيئة الصليب الأحمر أو أطباء بلا حدود وغيرها، والتي تعتمد أساسًا على عنصر الخدمة التطوعية دون أي منافع مادية، وتمتد خدمتهم عبر الشعوب والدول دون غرض معين سوى مساعدة وخدمة الإنسان في وقت الأزمات دون أدنى منفعة سوى الراحة الداخلية.

واجتماعيًا يختلف مفهوم الراحة من إنسان لآخر، فالبعض يعتبر أن الراحة هي الإجازة أو الفسحة أو السفر إلى بلاد أخرى أو التنزه بين الحدائق أو الراحة المنزلية بكافة صورها، وهذه وغيرها غير مفهوم الكسل والتراخي وعدم العمل بأي شكل بل والنوم حتى في أوقات غير ساعات الليل أو عدم بذل المجهود بأي شكل، ومكتوب إن “الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْدًا” (أم 12: 27).

ومن أجمل الفقرات الكتابية التي تتحدث في هذا الموضوع سفر الأمثال: “اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا” (أمثال 6: 6).

إذن الراحة الحقيقية هي التعب من أجل الآخرين حتى أن السيد المسيح جاء إلينا مكملاً عمل الخلاص للإنسان حيث قال على الصليب: “قَدْ أُكْمِلَ” (يو 19: 30) فكان بذل الصليب وآلامه هي عطية الخلاص للإنسان وفرح الله أن تكون لخليقته الحياة الأبدية: “لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يوحنا 3: 16).

وطبعًا هناك فرق كبير بين العمل في وظيفة ما لها أجر أو مرتب أو مقابل مالي، وبين الهواية التي يمارسها الإنسان بدون أجر أو مقابل مادي سوى الحصول على متعة وراحة نفسية تجعل الإنسان يمضي الساعات والساعات دون كلل أو ملل محصلاً سلامًا نفسيًا وراحة داخلية حتى وإن بذل العرق والوقت والمجهود المضني وهذا يحقق سعادته الداخلية. هكذا خدمة الآخرين في مجالات عديدة ولكن الهدف هو إسعاد الآخر سواء كان طفلاً يتيمًا مثلاً أو إنسانًا معاقًا من ذوي القدرات أو مريضًا أو مسنًا متقدمًا في الأيام أو الانخراط في مساعدة البشر في أوقات الضيق والكوارث الطبيعية أو النزاعات والحروب القتالية.
 
قديم 08 - 08 - 2024, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 169520 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,711

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


البابا تواضروس






لن تشعر بالراحة الحقيقية إلا عندما تتعب في خدمة الآخرين:

الأب والأم الذين يبذلون الكثير والكثير في تربية وتنشئة أبنائهم.

المدرس والمعلم وهو ينقل خبرات الحياة في تعب وبذل لكل تلاميذه.

الخادم والخادمة الذي يتعب في افتقاد أبنائه وربطهم الحيوي بالكنيسة.

الكاهن الذي يكرس حياته في خدمة ورعاية شعبه بكل قطاعاته.

المسؤول الكنسي أو المدني في خدمته أو عمله المتعلق بخدمة الآخرين وتسهيل أمور الحياة أمامهم.

إن الراحة المتحصلة من خدمة الآخرين أينما كانوا وأينما ظهروا هي التي تحصن الإنسان ضد الأنانية والتقوقع حول الذات، حيث يخرج الإنسان من انحساره حول نفسه إلى الآخرين في تعب وبذل وتضحية حقيقية تجعله يشعر بإنسانيته وبرسالته في الحياة كما أرادها الله له.

وينطبق نفس الأمر عندما ندعو أحدًا إلى الخدمة أو التكريس أو الكهنوت أو الأسقفية.. هي ليست دعوة ترقية أو منصب أو رياسة ولكنها دعوة إلى “التعب المريح” أي خدمة الآخرين.. خدمة كل إنسان وكل الإنسان.

صديقي

تمتع بالراحة الحقيقية

في تعبك وبذلك لكل أحد.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024