كيف يمكن للشباب الحفاظ على النقاء خلال فترة الخطوبة الطويلة؟
أولاً، يجب أن نفهم أن الطهارة لا تتعلق فقط بتجنب بعض الأفعال الجسدية. إنها تتعلق بتنمية قلب وعقل نقيين، مركزين على محبة الله وشريكك بطريقة تعكس محبة المسيح للكنيسة. وكما يذكّرنا القديس بولس: "إن مشيئة الله أن تتقدّسوا: أن تتجنّبوا الفسق الجنسيّ، وأن يتعلّم كل واحد منكم أن يضبط جسده بطريقة مقدّسة ومشرّفة" (1 تسالونيكي 3:4-4).
تتمثل إحدى الخطوات العملية في وضع حدود واضحة في وقت مبكر من العلاقة. وكما ينصح الأب مورو، يجب على الأزواج مناقشة أشكال المودة الجسدية المناسبة والاتفاق عليها. ويقترح قائلاً: "نتشارك المودة فقط - العناق واللمسات وتشابك الأيدي. القبلات رقيقة جدًا، وفقط لقول ليلة سعيدة. لا قبلات هوليود." يمكن أن يؤدي إجراء هذه المحادثات في وقت مبكر إلى منع سوء الفهم والإغراءات لاحقًا.
يجب أن تكون الصلاة والنمو الروحي في قلب علاقتكما. صليا معًا بانتظام، واطلبا من الله القوة لإكرامه في علاقتكما. احضروا الكنيسة معًا، وادرسا الكتاب المقدس، وشجعا علاقة بعضكما البعض الشخصية مع الله. يمكن لهذه العلاقة الحميمة الروحية أن تعمق علاقتكما بطريقة لا يمكن للعلاقة الحميمة الجسدية أن تفعلها.
من المهم أيضًا تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى الإغراء. كن حذرًا من قضاء الوقت بمفردك في أماكن خاصة، خاصةً في وقت متأخر من الليل عندما يضعف التعب من عزيمتك. وبدلاً من ذلك، خطط لأنشطة في الأماكن العامة أو مع الأصدقاء والعائلة. كما ينصح أحد المصادر، "احرص على الاستمرار في المواعيد الغرامية وقضاء وقت منتظم في التلامس الحسي الذي لا يستمر إلى ممارسة الجنس".
تذكر أن النقاء لا يتعلق فقط بما لا تفعله بل بما تسعى إليه بنشاط. ركزوا على بناء الحميمية العاطفية والروحية. أجريا محادثات عميقة، وقوما بخدمة الآخرين معًا، وابحثا عن طرق للتعبير عن الحب لا تتضمن العلاقة الحميمة الجسدية. يمكن لهذا في الواقع أن يقوي علاقتكما ويؤهلكما لزواج أقوى.
إذا كنتم تعانون من الإغراءات، فكونوا صادقين مع بعضكم البعض ومع مرشدين أو مستشارين روحيين موثوقين. يمكن أن تكون المساءلة أداة قوية في الحفاظ على النقاء. لا تخجلوا من طلب المساعدة والدعم بالصلاة.
من المهم أيضًا أن نفهم أن الحفاظ على الطهارة لا يعني كبت النشاط الجنسي، بل توجيهه بطريقة تحترم الله. قدّرا جمال انجذابكما لبعضكما البعض، ولكن اختارا التعبير عنه بطرق تحترم تصميم الله للجنس في إطار الزواج.
إذا أخطأتم، لا تيأسوا. اطلبوا المغفرة من الله ومن بعضكم البعض، والتزموا بحدودكم من جديد، وامضوا قدمًا. تذكروا أن نعمة الله كافية، ورحمته جديدة كل صباح.
وأخيرًا، حافظي على تركيزك على الصورة الأكبر. الطهارة في الخطوبة لا تتعلق فقط باتباع القواعد، بل بالإعداد لحياة من الحب المخلص في الزواج. وكما يذكرنا البابا فرنسيس: "يجب أن تكون العائلة المسيحية "جماعة مؤمنة ومبشرة". داخل الأسرة وخارجها، للزوجين رسالة نشر الإنجيل والتبشير". إن الخطوبة هي وقت لبناء أساس لهذه الدعوة الجميلة.
الحفاظ على النقاء في الخطوبة أمر صعب، لكنه ممكن بعون الله. يتطلب الالتزام والتواصل والتركيز على النمو معًا في الإيمان والمحبة. ليبارككما الله ويقويكما الله وأنتما تكرمانه في علاقتكما.