![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 16891 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار جرمانوس مبشر ألاسكا والقديسان الشهيدان جوفانال وبطرس (القرن18م) 13 كانون الأول شرقي (26 كانون الأول غربي) ![]() سنة 1741 جرى اكتشاف جزر الأليوت في آلاسكا. أضحت الأرض الجديدة مستعمرة روسية. أخذا لتجار والصيادون والمغامرون من كل وزن ولون يتهافتون على الأرض الجديدة. بناء لطلب الإمبراطورة كاترين الثانية اختير جرمانوس الراهب مع اثنين من المبتدئين الملتصقين به بين ثمانية رهبان ليتوجهوا مرسلين إلى الرض الجديدة. ولد جرمانوس في موسكو سنة 1756م. ترهب في لافرا الثالوث القدوس – القديس سرجيوس رادونيج وهو في سن السادسة عشرة. لبس الإسكيم الرهباني باسم جرمانوس وهو في سن السابعة والعشرين. انتقل إلى دير بلعام عند بحيرة لادوغا. تتلمذ لأب معروف هو نازاريوس الذي كان أباً روحياً للقيس سرافيم ساروفسكي. تنسك بعد حين وصار له تلاميذ. سنة 1793 سافر في عداد الإرسالية. بلغ جزيرة كودياك في آلاسكا بعد سنة. باشر المرسلون عملهم. لاقوا تجاوباً طيباً من شعب الأليوت. في غضون سنة. عمّدوا سبعة آلاف شخص وأقاموا ألفاً وخمسمائة إكليل زواج. تنقل المرسلون بين الجزر الجليدية في ظروف قاسية للغاية. كانوا يدعون السكان المحليين إلى نبذ أوثانهم والتخلي عن تعدد الزوجات والعادات الوثنية. واقتبال الإنجيل. واجهوا بعض المقاومة واستشهد أحدهم جوفانال سنة 1796م. شنة 1796 أيضاً اختير الأرشمندريت يواصاف أسقفاً على ألاسكا، لكنه غرق في البحر بعد حين. القديس جرمانوس وحده بقي على رأس الإرسالية. بالإضافة إلى الصعوبات البيئية وأخطار السحرة الوثنيين المحليين. كان على جرمانوس أن يواجه الممارسات اللا أخلاقية التي أجازها المستعمرون الروس لأنفسهم في استغلال البلاد. جرمانوس ورفقته باتوا حماة لشعب الأليوت في مواجهة جشع التجار والمستغلين. الشركة التجارية الروسية الأميركية كانت هي التي تولت استثمار المستعمرة الجديدة. القيمون عليها ضغطوا فاضطر ثلاثة من المرسلين إلى التخلي عن عملهم البشاري ولم يبق غير جرمانوس وحيداً. أقام في جزيرة قاحلة صغيرة بالقرب من كودياك سماها "بلعام الجديد". أضحى مرسلاً يحدث عن ملكوت الله بمثاله. اتخذ لنفسه قلاية خشبية صغيرة فقيرة عرضة لقسوة الطبيعة. أسلم نفسه لناموس الروح. ثيابه كانت هي إياها على مدار السنة. مارس الأصوام الطويلة. اقتصر طعامه على ما كان متوفراً حوله من نباتات. اعتاد أن يحمل على بدنه سلسلة حديدية وزنها ثمانية كيلوغرامات. عمل بقسوة. لم يكف عن الصلاة ليل نهار. بالصلاة المستمرة واجه الأفكار السمجة وتجارب الشيطان. كانت في حوزته نسخة من كتاب الفيلوكاليا. لما كان يُسأل ما إذا كانت عزلته ثقيلة عليه أم لا كان يجيب: "لست وحيداً. الله هنا كما في كل مكان آخر، وكذلك الملائكة. ولا شيء يداني رفقة من هذا النوع". كما كان يقول: "إني خاطئ مسكين وأنا أبذل جهدي، منذ أربعين عاماً، لأحب الله ولست متأكداً أنني أحبه كما يليق. أن نحب الله معناه أن نفكر فيه كل حين، وأن نخدمه ليل نهار ونصنع في كل أمر مشيئته". منّ عليه الرب الإله بمحبة فائقة لكل الناس، لاسيما للأليوت المضنوكين الذين كان لهم بمثابة أب. أقام بالقليل الذي كان معه ميتماً. بنى بيديه كنيسة صغيرة. كان يجمع المؤمنين الجدد فيرتل لهم ويعظهم بكلمة الله. في الصيف كان يعلم الصبية بعض مبادئ الزراعة. بذل نفسه بالكلية على صورة مسيحه. إثر وباء تفشى في كودياك كان يطوف بيوت الناس رغم الخطر ليعتني بالمرضى ويعزي المكروبين ويصلي للراقدين. حتى بعض المستعمرين ربحهم للمسيح. لما شاخ فقد بصره، لكن الرب الإله عوض عليه بمعاينة الملائكة. تعاطى الأشفية مرات. رقد جرمانوس بسلام في الرب في 15 تشرين الثاني سنة 1836م عن عمر ناهز الحادية والثمانين. القديس جرمانوس هو شفيع المسيحيين في آلاسكا والكنيسة الأرثوذكسية في أمريكا. أعلنت قداسته في 9 آب سنة 1970م. أما بطرس الأليوتي فهو أول شهيد محلي قضى على يد الأسبان والمرسلين الكاثوليك الذين حاولوا إجباره وإجبار آخرين معه على قبول الإيمان الكاثوليكي. تذكار الزلزلة التي ضربت القسطنطينية في 14 كانون الأول سنة 557م. ورد في شأنها في المصادر القديمة الطروبارية التالية: "مبارك أنت أيها المسيح إلهنا. يا من تؤدب وتشفي. با من بقدرتك تنهض المطروحين. وتنعم على الواثقين بك. أنت نجهم في كل حين. واحرس مدينتك وشعبك المؤمن. احفظهم بحسب مسرتك. مانحاً إيانا الرحمة العظمى". يُذكر أن خبر الزلزلة في السنكسارات العربية القديمة ورد بتعابير عامة درج استعمالها في الإشارة إلى كل زلزلة. دونك مل قيل: "ذكر وعيد الزلزلة المريعة التي وردت إلينا فقدانا منها الاهنا بتعطفه وتحننه بعد اياس وانقطاع أملنا كله". (مخطوط عربي. القرن 13م). |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16892 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس البار المتوشح بالله جراسيموس الناسك الجديد 20 تشرين الأول شرقي (2 تشرين الثاني غربي) ![]() هو من إحدى جزر البليوبونيز. مال قلبه إلى الإلهيات منذ نعومة أظفاره، وكان لحضانة أبويه دور كبير في ذلك. ترك موطنه في أول مراهقته وراح يبحث عن الرهبان والنساك ليتعلم الحياة الرهبانية منهم. امتاز بكونه كثير التجوال. أقام طويلاً في جبل آثوس وصار راهباً مجداً في الأصوام والأسهار والصلوات. كهن في أورشليم ردحاً من الزمان. أقام في المغاور في بعض الجزر اليونانية سنوات طويلة لا يقتات إلا من بقول الأرض. حرص على الهرب من مجد الناس. استقر به في جزيرة اسمها أومالا حيث أيقن بالروح أنه قد آن الأوان لاقتبال التلاميذ بعد هذه السنوات الطويلة من المراس الرهباني. أسس في أومالا ديراً نسائياً على اسم أورشليم الجديدة. عرف بالروح يوم وفاته. رقد بالرب في عيد رقاد والدة الإله من العام 1579م. تذكاره اليوم هو تذكار نقل رفاته. ما يزال جثمانه محفوظاً اليوم تفوح منه رائحة الطيب، وتجرى به عجائب كثيرة. ![]() القديسون مطرونه الشهيدة وجراسيموس البار وأرتاميوس (شليطا) الشهيد |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16893 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل سرق موسي من قوانين حمورابي ؟ ![]() نموزج للسرقة قانون حمورابي ١٩٦ إذا، فقأ سيد عين ابن أحد الأشراف، فعليهم أن يفقأوا عينه. قانون التوراة الكسر بالكسر والعين بالعين والسن بالسن لاويين 24:20 الرد باختصار وتصرف لCharlie Campbell هناك بعض التشابه بين ما جاء في قوانين حمورابي وما بين بعض المقاطع التي كتبها موسي .وهذه المقاطع عددها قليل (1) والتشابه لا يعني السرقة او الانتحال . فمعظم اوجه التشابه بين حامورابي وما كتبه موسي بالروح القدس كان عباره عن امور تتعلق بالقتل او السرقة او الزنا .وما الي ذلك .فجميع هذه الامور يعاني منها كل مجتمع .ويبحث كل مجتمع عن علاجها .ولا يعني هذا سرقة او الانتحال . فالولايات المتحده الامريكية لديها عشرات القوانين التي تتعلق بهذه المواضيع .فهل الهند وفرنسا واستراليا عندما نجد تشابه بينهم وبيننا .هل هذا يعني ان هذه البلاد سرقت ؟بالطبع لا .فالتشابه في بعض القوانين لا يشير الي السرقة او الانتحال . لكن جميع البشر خلقوا علي صورة الله وفي رومية 2 : 15 الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم.فالضمير الانساني يعلم ان هذا السرقة والخطف والقتل وغيره هي امور خاطئة .وهكذا ظهرت قوانين علي مر التاريخ لتنظيم المجتمعات حول هذا الامر فهذا لا يعني ان البلدان سرقت من بعضها البعض او ان الحضارات قد سرقت من بعضها البعض .اذا نتسائل لماذا يقول البعض ان العهد القديم سرق من قوانين حامورابي ؟ قد يقول المشكك ما رايك في قول قوانين حامورابي العين بالعين ؟ الحقيقة لم تقل شريعة حامورابي العين بالعين لكن قالت عن فقع العين .فاين السرقة ؟ فمقصود موسي ان العقاب يجب ان يكون علي قدر الجريمة .لكن حامورابي اشار الي نقطة اخري .وهي فقع العين فمفهوم العقاب مختلف ومفهوم الاية مختلف والكلمات مختلفة . والله اعلن عن مشيئته لموسي مع الكلمات ووضح مفاهيم الكلمات .وبعض الاراء تقول ما المانع اذا كان الاسرائيلي يفهم من قبل مفهوم عين بعين ؟ واستخدم هذا المفهوم بمفهوم الله بطريقة الهية وتصحيح له ؟فالله اعطي مفهوم المساواه في الجريمة . فحتي اذاً ما المانع ؟ يقول Fred Wight عن ذكر البعض بوجود ايضاً اشارة الي ان الله قدوس بحسب لاويين 19 : 1 – 2 . ان ناموس موسي يركز علي الخطية وانه بسبب الخطية تنهار اسرائيل .لكن شريعة حمورابي تفتقر لهذا المبدأ فالكتاب المقدس في لاوين 11 : 45 تحدث عن عبارة الرب كونوا قديسين لاني قدوس .فبالبليين كانوا مفتقدين هذا المفهوم في قوانينهم (2) ويقول عالم الاثار Alfred Hoerth : ان مفتاح العهد القديم هو ديني ومدني .وبلاد بين النهرين كان هناك اعتقاد ان الاله Shamash اعطي حمورابي قانونه لكي يعيش الناس جنباً الي جنب بينما في الكتاب المقدس كان المقام الاول حتي يعيش الناس بجانب الله (3) لذلك فان كان هناك بعض اوجه التشابه بين قوانين حمورابي وشريعة العهد القديم .فان اوجه الاختلاف اوسع بكثير من ان تكون شريعة العهد القديم مقتبسة او مسروقة من شريعة حمورابي . ليكن للبركة المراجع
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16894 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الكنيسة قتلت وعذبت جاليليو ![]() يزعم العديد من النقاد ان الكنيسة الكاثوليكية قامت بتعذيب جاليليو لتعليمه ان الارض تدول حول الشمس ويقولون ان ما تم فعله من قبل الكنيسة الكاثوليكية يوحي بان الكتاب المقدس يقف في طريق التقدم العلمي ! وكان هذا الزعم لشخص يدعي S omeone . ونحن هنا لسنا بصدد او تبرير او الدفاع عن افعال الكنيسة الكاثوليكية في العصور المظلمة .لكن الكنيسة الكاثوليكية قدمت اعتذار عن معاملة جاليليو (1) . لكن يجب علينا ان نعرف الحقائق حول ما حدث له . فزعم كارل ساجان ان جاليليو كان في زنزانة وكان مهدد ويعذب ! (2) والحقيقة ان جاليليو لم يكن في زنزانة او سجن للتعذيب (4)فالمتعارف عليه علي نطاق واسع في يومنا هذا من خلال كتب التاريخ والموسوعة البريطانية ان جاليليو كان فقط قيد الاقامة الجبرية في فيلا خاص به بالقرب من فلورنسا ايطاليا (5).وقد سمح له بان يواصل الكتابة وان يواصل عمله .والكنيسة الكاثوليكية قامة باعطاءه معاش (6)حتي مات في سريره بسلام (7) وهذا بعد تسع سنوات حيث كان عمره حينئذ 77 عام .بالطبع جاليليو عاني من الاقامة ولا نبرر لكن يجب ان نضع الحقائق كما هي فلم تقتل الكنيسة جاليليو كما زعم البعض ولم تحاول تعذيبه في زنزانه ! ولم تكن الكنيسة الكاثوليكية من ترفض اراءه بل المع المفكرين والفلاسفة والاساتذة الجامعيين (8) لماذا لا يذكر غير المؤمنين او الملحدين هذا الامر ؟ فحجة جاليليو هددت الراي السائد في هذا الوقت مما جعلها محط انتقاد اكاديميات علمية .فكان فكر ارسطوا موجود ان الارض هي مركز الكون (9) وفكر بطليموس الذي قال ان الارض ثابته والشمس تدور حولها .وترسخ هذا الراي في كل مكان .فلم تكن الكنيسة وحدها التي عارضت ما قاله جاليليو ! لكن اختلف معه المع المفكرين في ايامه .وايضاً الفلاسفة غضبوا لانتقاده لارسطو (10) وحتي تيخو براهي من اعظم الفلكيين قد عارض هذا علي اوسع نطاق (11).لكن الملحدين يذكرون ان الكنيسة والكتاب سبب اما التقدم الم يكن هؤلاء ايضاً سبب ؟ ويشير الملحدين لجاليليو انه مؤسس علم الفلك (12) ولم يشيروا انه كان انسان مؤمناً يحب الكتاب المقدس وظل طوال حياته هكذا .حتي بعد رفض الكنيسة لافكاره (13).وقد شرح جاليليو في رسالة علمية دينية وقال ان الكتاب المقدس لا يمكن ان يخطئ (14 ) وايضاً نيكولاس كوبرنيكوس كان مسيحياً (15)وهو الذي اقترح النظام الشمسي وكان يعتقد ان للكون خالق اسمي ومنظم . (16) المراجع
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16895 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أيّها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام!.
(١ يوحنّا ٥: ٢١) ![]() كلّ تعلّق بغير الله صنميّ؛ وكلّ ما يتعلّق به الإنسان، من دون الله، هو صنم، هو وثن، كائنًا ما يكون، حيًّا أو جمادًا. التّعلّق من العلاقة؛ ولا علاقة، إلاّ علاقة المحبّة. وحده الله محبّة. لذلك، لا تستقيم علاقة، إلاّ بالله. ومن دون الله، كلّ علاقة هي خالية من المحبّة ولو بدَتْ غيرَ ذلك. لذلك، الإنسان فيها يسلك في الذّلّ؛ لأنّه خُلق، أساسًا، لكي يحبّ. قلبٌ هو!. فإذا ما أحبّ أشياء، أو إذا ما أحبّ كائنات مائتة؛ فإنّه، في الحقيقة، يكون ذليلاً حقيرًا!. الكرامة، يا عبدُ، من القلبِ!. الإنسان الّذي يحبّ الله يقاربه كعبد. أجل، نحن نقارب الله كعبيد!. الحبيبُ يستعبدُ نفسَهُ لحبيبه!. هكذا علّم عبدُ الله في أشعياء!. هذا لا يعني أنّ الله يجعلنا عبيدًا؛ بل نحن نقاربه، إراديًّا، كعبيد. وهذا الفعل، بدل أن يكون عبوديّة، يكون عبادة. هذه هي العبادة الحقّ. والإنسان، في مقاربته الله، يجعل نفسه عبدًا بإزاء الله؛ لأنّه يعي، في نفسه، أنّه يأتي من العدم؛ يعي، في قرارة نفسه، أنّه تراب ورماد. لذلك، يتّضع حتّى الحضيض، بإزاء الله؛ فيرفعه الرّبّ الإله، بمحبّته؛ ويجعله ابنًا له. أمّا ما نتعلّق به، في هذا العالم، فإنّ تعلّقنا يجعلنا في موقف العبادة لِما ولِمَن نتعلّق به. ومثل هذه العبادة هي العبوديّة عينها. والإنسان، في الحقيقة، في عبادته الله، إنّما يعبد الله في نفسه. المسيحُ يُمسي حياتَه. لذا يعتبر نفسه “لا شيء” بإزاء الله. وهذا يجعله يلتمس هويّة لنفسه، بالانتماء إلى ربّه. فإذا ما كان ربّه فيه، فإنّه، إذ ذاك، يكون موجودًا، يكون حيًّا، يصير من معدن الله. وإذا كان الله محبّة، فالإنسان، إذ ذاك، يصير، أيضًا، محبّة. أمّا إذا ما تعلّق الإنسان بما في هذا الدّهر، من دون الله؛ فإنّه، في الحقيقة، يتعاطى أصنامًا. الصّنميّة جذورها في قلب الإنسان، لأنّ الصنّم بإمكاننا أن نحدّده على النّحو التّالي: هو أن يطلب الإنسان ما لنفسه، في كلّ شيء، وفي كلّ أحد. وهذا ما يعادل القول إنّ الإنسان، بعبادته أَشياء هذا الدّهر، إنّما يعبد، في الحقيقة، نفسه من دون الله؛ ولا يشاء إلاّ أن يكون هو إلهًا أوحد لذاته، وكأنّ له حياة في ذاته، وما له حياة. في ضوء ما تقدّم، بين الله والإنسان صراع!. الله يريد أن يعطي ذاته، بالمحبّة، للإنسان. وقد صارع الرّبّ الإله من أجل هذا القصد، إلى المنتهى، حتّى الموت. لذلك، بذل الله ابنه الوحيد، لكي “لا يهلك كلّ من يؤمن، به بل تكون له حياة أبديّة”. إذًا، الله يصارع، من أجل أن يعطي ذاته للإنسان، حتّى الموت!. في المقابل، الإنسان يتمسّك بعبادته نفسَه، حتّى الموت!. لذلك، الله والإنسان في صراع دائم. لا يشاء الرّبّ الإله أن يتخلّى عن الإنسان، لأنّ المحبّة لا تتخلّى عن نفسها. والإنسان مخلوق محبّة، فيضٌ من محبّة الله. لكنّه يصارع إلى المنتهى، لكي يبقى متمسّكًا بما لنفسه، عابدًا ذاتَه، صغائرَه، تفاهاتِه. لهذا، أعطى الرّب الإله الإنسانَ، لأجل المفارقة، أن يخلص بالسّقوط؛ لأنّ السّقوط، الّذي عنى الانقطاع الكيانيّ للإنسان عن الله، ألقى الإنسان في حمأة الألم، والمعاناة، والضّيق!. السّقوط ألقاه في الموت. ما هو الموت؟ ليس هو العدم؛ إنّما هو، إذا أردنا أن نحدّده بدقّة، اللاّحبّ!. إذا كان الله هو الحياة، فلأنّه محبّة. وحيث “لامحبّة”، فهناك “لاحياة”. اللاّحياة هي الموت، لأنّ الإنسان الّذي يذوق الموت – وأتكلّم على كونه يذوق الموت، لا فقط في مستوى البشرة، بل في مستوى الحقيقة الكيانيّة الّتي خُلق عليها – يكون، في الحقيقة، قد تغرّب، بالكامل، عن محبّة الله. ولا يمكن إلاّ أن يكون التّغرّب عن الله كاملاً. لذلك، قولة الرّبّ يسوع هي: “مَن آمن بي، فلو مات سيحيا”. وهنا، يتحدّث عن موت الجسد، الّذي سوف يُستردّ ممجّدًا، في المجيء الثّاني. “مَن آمن بي، فلو مات سيحيا. ومَن كان حيًّا، وآمن بي؛ فلن يرى الموت إلى الأبد”. هنا، يتحدّث عن الإنسان الّذي يمتلئ حياة، لأنّه يمتلئ حبًّا لله!. الإنسان الّذي يحبّ الله هو إنسان يعبر بالموت كما يعبر النّائم بالرّقاد. من هنا تسمية الموت رقادًا. إذًا، السّقوط كان للخلاص. لو لم يكن هناك سقوط، لما كان هناك إمكان خلاص؛ لأنّ الإنسان خلقه الرّبّ الإله حرًّا من أجل أن يستجيب لمحبّة ربّه بمحبّة. ما كان يمكن الرّبّ الإله، في خلقه الإنسانَ، إلاّ أن يخلقه حرًّا؛ ما يعني أنّ الإنسان، بوعيه حرّيّتَه، ولو للحظة، وعى أنّ فيه شيئًا من الله، شيئًا عظيمًا جدًّا، وهذا قد يدفعه إلى الله، وقد يدفعه عن الله. وإذ اندفع الإنسان عن الله، بالشّيطان – الحيّة، أُلقيت البشريّة، خارج الفردوس، إلى ملء الزّمن، الّذي يكتمل فيه وعي الإنسان أنّ حرّيّته، ما لم يحبِبْ، إنّما تلقيه في الجحيم!. كلّ ما نختبره، على الأرض، أكثره ذوق للجحيم. والإنسان، بلا شكّ، يتعزّى ببقايا خليقة الله بِكرًا، هنا وثمّة. لكن، كلّ شيء يتخلّله السّقوط، ومن ثمّ يستحيل مادّة جحيميّة. امرأة جميلة، جمالها من الله. لكنّها، بسهولة، تستحيل مضغة لحبّ المال وروح الزّنى. جمالات هذه الأرض من عند الله. لكنّها، بسهولة، بسبب سقوط الإنسان، يستأثر بها الطّمع والجشع، ويكون كلّ واحد مستعدًّا لأن ينقضّ على أخيه؛ لكي يخنقه، ولكي يستأثر بما في الأرض. أما هكذا فعل قايين بأخيه هابيل؟!. هذه قصّة البشريّة. في حبّه لذاته، الإنسان يريد كلّ شيء لنفسه. وكلّ ما لأخيه يكون موضع حسد لديه. لذلك، التّاريخ تاريخ فشل بشريّ ذريع!. هناك لعنة يتوارثها البشر من جيل إلى جيل. التّلفيق في كلّ شيء، لأنّ الإنسان لا يشاء أن يتنقّى، أن يتطهّر. يريد لنفسه كلّ شيء. حتّى علاقته بالله تبقى علاقة تلفيق، إلى المنتهى. لذلك، صرخة الرّبّ الإله كانت: “بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت السّموات”. نعبد الله؟. في الحقيقة، نعبد بالأكثر، أنفسنا في الله، نحيل الله صنمًا. لذلك، نعمته لا تفعل فينا. لماذا أُعطيت الشّريعة؟. الشّريعة كانت مؤدّبنا إلى المسيح. الإنسان كان بحاجة إلى تأديب. الرّبّ الإله أدّبه، لأنّه ابنه، لأنّه يحبّه، لأنّه يريد أن يخلّصه، لأنّه يريد أن يغتصبه من عبادته لنفسه، من عشقه لذاته. من هنا تنبع كلّ الآلام، وينبع كلّ القلق، وتنبع كلّ المعاناة… وكلّ شيء يصير مختومًا بختم الموت. كلّ هذا لأنّ الإنسان لا يشاء أن يحطّم أصنام نفسه. يكذب في كلّ شيء، لأنّ الكذب بات سيرة لديه، في كلّ ما يفعل، ويفكّر، ويقول. الرّبّ الإله في إثرِه، عن كثب، يؤدّبه بالكلمة، بالإعراض، بالرّحمة… يسلّمه إلى أعدائه، يستردّه منهم… لا يترك الرّبّ الإله أسلوبًا إلاّ يتّبعه التماس أن يتأدّب مخلوق محبّته، وهو لا يشاء أن يتأدّب!. لذلك، كان الموت لطفًا، من عند الله؛ حتّى إذا ما كان الإنسان ليرزح، في عبادته لنفسه، كمُقعَد، يصير له، أقلّه في ساعة الموت، أن يكون في منتهى الضّعف، في منتهى العجز؛ لكي يعرف نفسه على حقيقتها!. إذ ذاك، أقلّه، يكون الرّبّ قد أعطاه الفرصة، كاملةً، أن يكفر بنفسه، أن يعي أنّه ضلّ، وأنّه أنفق نفسه وحياته في رعاية الخنازير الفكريّة، وفي عبادة الأصنام الصّمّاء، في نفسه. فإذا ما وعى، للحظات، كلصِّ اليمين، أنّ حياته كلّها كانت سلسلةً من الفشل، الّذي آل به إلى الموت؛ فإنّه، إذ ذاك، تكون له فرصة الفرص أن يصير كالابن الشّاطر، أن يعود إلى أبيه: “أخطأت إلى السّماء وأمامك؛ ولست، بعد، مستحقًّا أن أدعى لك ابنًا”. هنا، لم يدعه أبوه يُكمل القولَ، بل انقضّ على عنقه، وشدّه إلى صدره. إذا كان يوحنّا قد اتّكأ على صدر السّيّد، فالبشريّة الرّبّ الإله يشدّها إلى صدره شدًّا؛ إذ يكون فرح عظيم، في السّماء، بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين لا يحتاجون إلى توبة.وهؤلاء ليسوا موجودين، في الحقيقة؛ فقط، ليقول لنا الكتاب إنّ الرّبّ الإله، الخالق، والكلّيّ القدرة، والضّابط الكلّ، يجيّش ذاته، ومحبّته، وألطافه، وملائكته، من أجل مخلوق قزم، ولو واحدٍ، مطروحٍ في أقصى الأرض، يتمرّغ في الحمأة!. السّماء تنتظره ليصرخ: “أللّهمّ، بادر إلى معونتي. يا ربّ، أسرع إلى إغاثتي”. إذ ذاك، يبادر الرّبّ الإله، بنفسه، في ملائكته، يبادر في كلّ شيء، في قدّيسيه؛ لينتشل مخلوقه من الحمأة، من النّجاسة؛ لكي يغسله بنوره، ويعطّره بمحبّته؛ لكي يلبسه الحلّة الأولى؛ لكي يبسط له المائدة السّماويّة؛ “لأنّ ابني هذا كان ميتًا فعاش، وكان ضالاًّ فوجد”. لذلك، كان لا بدّ للسّماء من أن تفرح. هذه لغة المحبّة. هذه لغة مَن أفاض محبّته في هذا المخلوق التّافه، في ذاتِه، الّذي هو الإنسان الّذي رفعه الرّبّ الإله، وأجلسه عن يمينه بابنه، وجعله ابنًا، وأورثه الحياة الأبديّة. صومُنا، اليوم، مذاق من الصّوم الأعمّ للإنسان عن نفسه، في مسارّ تحطيمه أصنامَه الدّاخليّة، إلى أن يصير المسيحُ الكلمةُ خبزَه الأوحد!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16896 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يقول الكتاب المقدس في أعمال الرسل 2: 38 بضرورة معمودية الماء للخلاص؟ ![]() الجواب: أعمال الرسل 2: 38 "فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ". كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط. لماذا إذاً يصل البعض إلى نتيجة أنه يجب أن نتعمد بالماء لكي نخلص. أحياناً تركز المناقشة حول ما إذا كانت هذه الآية تقول بضرورة المعمودية للخلاص على الكلمة اليونانية eis التي تترجم "لـ" أو "لأجل" في هذه الآية. فمن يقولون بأن المعمودية ضرورية للخلاص يسارعون إلى الإشارة إلى هذه الآية ولكونها تقول: "وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا"، مفترضين أن حرف اللام هنا يعني "لكي تحصلوا على". ولكنه في اليونانية والعربية يحتمل عدة معانٍ. فمثلاً عندما نقول: "خذ قرصي أسبرين للصداع"، من الواضح أننا لا نقصد: "خذ قرصي أسبرين لتحصل على الصداع"، بل: "خذ قرصي أسبرين لأنك تعاني من الصداع". توجد ثلاث إحتمالات لإستخدام حرف اللام يمكن أن تناسب ما جاء في أعمال الرسل 2: 38. 1) "لكي تكون أو تصبح أو تحصل على أو تحافظ على...الخ"؛ 2) "بسبب، نتيجة...الخ"؛ 3) "متعلق بـ أو يخص...الخ". بما أن أي من هذه المعاني الثلاث يمكن أن تناسب نص هذه الآية فيستلزم الأمر المزيد من الدراسة لتحديد أيها هو الصحيح. يجب أن نبدأ بالرجوع إلى اللغة الأصلية ومعنى الكلمة اليونانية eis. هذه كلمة يونانية شائعة (إستخدمت 1774 مرة في العهد الجديد) وتترجم بطرق مختلفة. مثل كلمة "لأجل" في العربية فهي تحتمل عدة معانٍ. لذلك نرى على الأقل معنيين أو ثلاثة في هذه الأية، أحدها يدعم فكرة أن المعمودية شرط للخلاص، والمعاني الأخرى لا تقول نفس الشيء. ولكن قال علماء اللغة اليونانية أن هذه الكلمة في أعمال الرسل 2: 38 يجب أن تترجم "بسبب"، أو "في ضوء" وليس "لكي" أو لأجل". ونرى مثال لهذا الإستخدام للكلمة في مقاطع كتابية أخرى مثل متى 12: 41 حيث تستخدم لتعني "نتيجة" فعل معين. في هذه الحالة يقال أن شعب نينوى "تابوا بمناداة يونان" (الكلمة المستخدمة في اللغة اليونانية هي نفس الكلمة eis). من الواضح أن المعنى هنا هو أنهم تابوا "بسبب" أو "نتيجة لـ" مناداة يونان. وبنفس الكيفية من الممكن أن أعمال الرسل 2: 38 يعبر عن حقيقة كونهم يجب أن يتعمدوا "نتيجة" أو "بسبب" أنهم قد آمنوا وبهذا قد نالوا فعلاً غفراناً لخطاياهم (يوحنا 1: 12؛ 3: 14-18؛ 5: 24؛ 11: 25-26؛ أعمال الرسل 10: 43؛ 13: 39؛ 16: 31؛ 26: 18؛ رومية 10: 9؛ أفسس 1: 12-14). هذا التفسير لهذا المقطع يتسق مع الرسالة المسجلة في عظتي بطرس التاليتين لغير المؤمنين حيث يربط بين مغفرة الخطايا والتوبة والإيمان بالمسيح دون أن يذكر شيء عن معمودية الماء (أعمال الرسل 3: 17-26؛ 4: 8-12). بالإضافة إلى أعمال الرسل 2: 38 توجد ثلاث آيات أخرى حيث تستخدم الكلمة اليونانية eis مع كلمة "يعمد" أو "معمودية". أولها في متى 3: 11 "أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ". بالتأكيد لا تعني الكلمة اليونانية eis هنا "لكي تحصلوا على". فلم يعمدوا "لكي يحصلوا على التوبة" بل قد تعمدوا "لأنهم كانوا قد تابوا". الآية الثانية هي رومية 6: 3 حيث يقول: "اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ". وهذا أيضاً يتفق مع المعنى "بسبب". الآية الثالثة والأخيرة هي كورنثوس الأولى 10: 2 "جَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِي السَّحَابَةِ وَفِي الْبَحْرِ". هنا أيضاً لا تعني هذه الكلمة "لكي يحصلوا على" لأن شعب إسرائيل لم يتعمدوا لكي يصبح موسى قائد لهم، لكن لأنه كان فعلاً قائدهم وقد قادهم للخروج من مصر. إذا التزمنا بهذا المعنى في إستخدام كلمة eis مع لكمة معمودية فإننا لا بد ان نصل إلى نتيجة أعمال الرسل 2: 38 يشير بالتأكيد إلى معموديتهم "بسبب أنهم" قد قبلوا غفراناً لخطاياهم. بعض الآيات الأخرى التي لا تعني فيها كلمة eis "لكي يحصل على" هي متى 28: 19؛ بطرس الأولى 3: 21؛ أعمال الرسل 19: 3؛ كورنثوس الأولى 1: 15 وأيضاً 12: 13. أما بشأن هذه الآية و إستخدام كلمة eis فإن الدليل اللغوي واضح أنه في حين يحتمل كلا المعنيين فإن الدليل الغالب يؤيد تعريف هذه الكلمة بأنها "بسبب" وليس "لكي تحصل على". لذلك عندما يتم تفسير أعمال الرسل 2: 38 لا يعلمنا أن المعمودية شرط للخلاص. بالإضافة إلى المعنى الدقيق لهذه الكلمة في هذه الآية يوجد منظور لغوي آخر يجب دراسته بعناية – إستبدال صيغة المخاطب وصيغة الغائب في الأفعال والضمائر في الآية. مثلاً، في أمر بطرس للمعمودية فإن الفعل اليوناني المترجم "توبوا" هو في صيغة المخاطب الجمع، بينما "ليعتمد" هو في صيغة الغائب المفرد. عندما نضيف هذا إلى الضمير المخاطب الجمع في "غفران خطاياكم" فإننا نلاحظ تمييزاً واضحاً هنا. إن نتيجة هذا التغيير من صيغة المخاطب الجمع إلى صيغة المفرد الغائب، ثم العودة إلى الصيغة الأولى يربط عبارة "غفران الخطايا" بـ "التوبة". لهذا، عندما نضع في الإعتبار هذا التغيير في الصيغة فإن معنى الآية يكون: "توبوا أنتم (جمع) من أجل مغفرة خطاياكم (جمع) وثم يعتمد (مفرد) كل واحد منكم (مفرد). أو بصيغة أكثر وضوحاً: "توبوا كلكم لتنالوا غفراناً لخطاياكم، وليعتمد كل واحد منكم". خطأ آخر يقع فيه من يؤمنون أن أعمال الرسل 2: 28 يعلم أن المعمودية ضرورة للخلاص هو ما نسميه أحياناً مغالطة الإستدلال السلبي. ببساطة هذه الفكرة هي أنه لكون عبارة ما صحيحة هذا لا يعني أننا نستطيع أن نفترض أن كل ما يناقض تلك العبارة صحيح تلقائياً. بكلمات أخرى، لمجرد أن أعمال الرسل 2: 38 يقول "توبوا وليعتمد...لغفران الخطايا...وعطية الروح القدس" هذا لا يعني أنه لو تاب شخص دون أن يعتمد فلن ينال غفراناً للخطايا ولا عطية الروح القدس. يوجد إختلاف مهم بين حالة الخلاص وبين شروط أو متطلبات الخلاص. إن الكتاب المقدس واضح في أن الإيمان حالة وشرط في نفس الوقت، ولكن ليس كذلك المعمودية. الكتاب المقدس لا يقول أنه إن لم يعتمد الإنسان فإنه لا ينال الخلاص. لو كان هذا صحيحاً، لم يكن بمقدور يسوع أن يؤكد للص على الصليب أنه سيكون معه في الفردوس في نفس ذلك اليوم (لوقا 23: 39-43). يمكننا أن نضيف أي عدد من الشروط إلى الإيمان (الذي هو ضروري للخلاص) دون أن نؤثر على ما هو مطلوب فعلاً للخلاص. مثلاً، لاحظ عبارة: "لو آمن الإنسان، وتعمد، وذهب إلى الكنيسة، وأعطى الفقراء، سيخلص". يوجد خطأ في إعتبار أن كل هذه الشروط – "المعمودية والذهاب الى الكنيسة والعطاء للفقراء" – هي شروط للخلاص. بينما تكون هذه الأفعال دليل على الخلاص، إلا أنها ليست من متطلباته. إن حقيقة كون المعمودية ليست من شروط الحصول على الغفران وعلى عطية الروح القدس تتضح عندما نستمر في قراءة ما جاء أيضاً في سفر أعمال الرسل. في أعمال الرسل 10: 43 يقول بطرس لكرنيليوس أنه "بإسم الرب فإن كل من يؤمن به ينال غفراناً للخطايا" (لاحظ أنه حتى هذه اللحظة لم يقل شيئاً عن المعمودية، ولكن بطرس يربط بين الإيمان بالمسيح مع غفران الخطايا). ثم بعد قبول رسالة بطرس عن المسيح "حل الروح القدس على جميع السامعين" (أعمال الرسل 10: 44). فبعد أن آمنوا، ونالوا غفراناً لخطاياهم وقبلوا الروح القدس تمت معمودية كرنيليوس وأهل بيته (أعمال الرسل 10: 47-48). إن المعنى والنص واضحين: قبل كرنيليوس وأهل بيته غفران الخطايا وعطية الروح القدس قبل أن يتعمدوا بالماء. في الواقع، إن سبب سماح بطرس لهم بأن يتعمدوا كان أنهم أظهروا دليل قبول الروح القدس "كما فعل بطرس والمؤمنين اليهود". في الختام، إن أعمال الرسل 2: 38 لا يعلمنا أن معمودية الماء شرط للخلاص. بينما المعمودية مهمة كعلامة عن تبرير الشخص بالإيمان وهي الإعلان العالني لإيمان الإنسان بالمسيح وعضويته في جسد المؤمنين، إلا أنها ليست الوسيلة لغفران الخطايا. إن الكتاب المقدس واضج في أننا ننال الخلاص بالنعمة فقط من خلال الإيمان بيسوع فقط (يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ أعمال الرسل 16: 31؛ رومية 3: 21-30؛ 4: 5؛ 10: 9-10؛ أفسس 2: 8-10؛ فيلبي 3: 9؛ غلاطية 2: 16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16897 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يعلمنا مرقس 16: 16 بأن المعمودية ضرورية للخلاص؟ ![]() الجواب: كما في حالة أية آية أو مقطع كتابي فإننا نميز ما يعلمنا إياه أولاً بأن نفحصه في ضوء ما نعرفه من باقي الكتاب المقدس حول ذات الموضوع. في حالة المعمودية والخلاص، فإن الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص هو بالنعمة من خلال الإيمان بالرب يسوع المسيح، وليس بأعمال من أي نوع بما في ذلك المعمودية (أفسس 2: 8-9). لذلك فإن أي تفسير يقول بأن المعمودية أو أي فعل آخر ضروري للخلاص هو تفسير مغلوط. وفيما يخص مرقس 16: 16 من المهم أن نتذكر أنه توجد بعض التساؤلات حول نص ما جاء في مرقس 16 الآيات 9-20. حيث يتساءل البعض ما إذا كانت هذه الآيات جزء من إنجيل مرقس في الأصل أم لا. نتيجة لهذا، من الأفضل ألا تؤسس أية عقائد أساسية على ما جاء في مرقس 16: 9-20 مثل التعامل مع الحيات، ما لم يوجد له سند في مقاطع كتابية أخرى. مع القول بأن الآية 16 هي جزء من النص الأصلي لإنجيل مرقس، فهل تعلمنا أن المعمودية ضرورية للخلاص؟ الإجابة ببساطة هي كلا، لا تعلمنا هذا. في الواقع عندما ندرس هذه الآية بعناية يتضح أنه لكي نفهم منها انها تعلم بضرورة المعمودية للخلاص فإننا يجب أن نمضي إلى أبعد مما يقوله النص فعلاً. ما يعلمنا إياه هذا النص هو أن الإيمان ضروري للخلاص، وهذا يتفق مع كل النصوص الكتابية التي تتكلم عن الخلاص، خاصة الآيات العديدة التي يذكر فيها أن الإيمان وحده ضروري للخلاص (مثال: يوحنا 3: 18؛ 5: 24؛ 12: 44؛ 20: 31؛ يوحنا الأولى 5: 13). "مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ" (مرقس 16: 16). لو فحصنا هذه الآية عن كثب لوجدنا أنها تنقسم إلى جملتين أساسيتين. 1) من آمن وإعتمد خلص، و 2) من لم يؤمن يدن. من الواضح أن العامل الذي يحدد ما إذا كان المرء يخلص أو يدان هو إيمانه من عدمه. في التفسير الصحيح لهذه الآية، من المهم أن ندرك أنه بينما تتكلم عن المؤمنين الذين تمت معموديتهم (إنهم يخلصون)، إلا أنها لا تقول شيئاً عن المؤمنين الذين لم يتعمدوا. لكي تكون هذه الآية تعلمنا بأن المعمودية ضرورية للخلاص، كان يجب إضافة عبارة ثالثة إليها مثل "من يؤمن ولم يعتمد يدان" أو "من لم يعتمد يدان". ولكن بالطبع لا توجد أي من هذه العبارات في الآية. إن الذين يحاولون إستخدام مرقس 16: 16 لكي يعلموا بأن المعمودية ضرورية للخلاص يرتكبون خطأ شائعاً مع كونه خطأ خطير حتى أنه يسمى أحياناً خطأ إستدلالي سلبي. هذا الخطأ يمكن وصفه كالتالي: "إذا كانت عبارة ما صحيحة، فيمكننا إفتراض أن كل ما هو عكسها صحيح أيضاً". بكلمات أخرى، لمجرد أن مرقس 16: 16 يقول "من آمن واعتمد خلص" لا يعني أنه إذا آمن الشخص ولم يعتمد فلن يخلص. ولكن هذا هو ما يعتقده من يستخدمون هذه الآية لمساندة الرأي القائل بضرورة المعمودية للخلاص. أحيانا عندما ندرس الأخطاء الفكرية يكون من المفيد أن ندرس أمثلة أخرى على نفس النمط. وهذا يساعدنا أن نرى الخطأ بوضوح أكثر. في هذه الحالة دعونا ندرس عبارتين مختلفتين ولكن لهما نفس البناء. أولها عن الإعصار المدمر الذي دمر جزء كبير من نيوألأورليانز في خريف عام 2005. نتيجة ذلك الإعصار، فقد الكثيرين حياتهم، ودمرت مناطق كاملة من نيوأورليانز. مع هذه الخلفية، دعونا نفكر في أول عبارة تتشابه في بناؤهامع ما نجده في مرقس 16: 16 "الذين تركوا بيوتهم وهربوا من نيوأورليانز خلصوا، والذين بقوا في بيوتهم هلكوا". لو طبقنا على هذه العبارة نفس المنطق الذي يطبقه من يؤمنون أن مرقس 16: 16 يعلم بأن المعمودية ضرورية للخلاص فيكون لزاماً علينا أن نقول بأنه لو لم ينطبق الشرطين الأولين (ترك المنازل، والهروب من نيوأورليانز) لهلك كل ما عداهم. ولكن في الواقع نعلم أن هذا ليس حقيقي. إن بعض الناس قد بقوا في منازلهم في المناطق المنخفضة ولم يهلكوا. في هذا الموقف يسهل رؤية أنه في حين أن العبارة الأولى صحيحة، إلا أنه ليس صحيحاً أن الذين لم يتركوا نيوأورليانز كلهم هلكوا. ولكن إذا إستخدمنا نفس المنطق الذي يستخدمه من يقولون بأن مرقس 16: 16 يعلم أن المعمودية ضرورية للخلاص تكون تلك هي النتيجة التي يجب الوصول اليها. ومن الواضح أن هذه نتيجة خاطئة. يمكن أن تكون العبارة التالية مثال أيضاً: "كل الذين يؤمنون ويعيشون في كانساس يخلصون، ومن لا يؤمنون يدانون". مرة أخرى لاحظ تركيب الجملة المشبه لمرقس 16: 16. فإن القول بأنه فقط المؤمنين الذين يعيشون في كانساس يخلصون هو إفتراض خاطيء وغير منطقي. بينما مرقس 16: 16 يقول بأن المؤمنين الذين تعمدوا يخلصون إلا أنه لا يقول أي شيء عن المؤمنين الذين لم يتعمدوا. "من يؤمن ويعيش في كانساس يخلص". "من آمن وإعتمد خلص" (مرقس 16: 16). بينما نجد كلتا هاتين العبارتين صحيحتين، إلا أننا يجب أن نلاحظ أن العبارة الأولى لا تقول أي شيء عمن يؤمنون ولا يعيشون في كانساس. وبنفس الطريقة، لا يخبرنا مرقس 16: 16 أي شيء عمن يؤمنون ولم يتعمدوا. إنه إستدلال منطقي وإفتراض خاطيء أن نجعل العبارة الأولى تقول بأنك يجب أن تعيش في كانساس لكي تخلص أو العبارة الثانية أنك يجب أن تتعمد لكي تخلص. لكون مرقس 16: 16 يشمل أمرين مرتبطين بالخلاص (الإيمان والمعمودية)، هذا لا يعني أن كليهما شرط لحدوث الخلاص. هذا يكون صحيحاً أيضاً لو أن ظرفاً ثالثاً قد أضيف. سواء كانت العبارة التي تتحدث عن الخلاص تحوي ظرفين أو ثلاثة هذا لا يعني أن الثلاثة يجب أن تتوافر لإتمام الخلاص. في الواقع يمكننا أن نضيف أي عدد من الأمور الثانوية إلى الإيمان مثل إن أمنت وإعتمدت خلصت، أو إن آمنت واعتمدت وذهبت الى الكنيسة ودفعت عشورك خلصت. ولكن أن نقول بأن كل هذه الأمور شروط للخلاص هو أمر غير صحيح. هذا مهم لأنه لكي نعرف ما إذا كان أمر معين ضروري للخلاص يجب أن تتوافر عبارة أخرى نافية له كما نجد في النصف الثاني من مرقس 16: 16 "كل من لا يؤمن يدن". الخلاصة هي أن ما فعله يسوع في هذه الآية هو أنه أعطانا الأمر الإيجابي للإيمان (من آمن خلص) والأمر السلبي الذي هو عدم الإيمان (من لا يؤمن يدن). لذلك، يمكننا أن نقول بكل تأكيد أن الإيمان هو شرط للخلاص. والأهم من هذا، فإننا نرى كلا هذين الجانبين الإيجابي والسلبي يتكرران في الكتاب المقدس (يوحنا 3: 16، 18، 36؛ 5: 24؛ 6: 53-54؛ أعمال الرسل 16: 31). في حين أن يسوع يقدم الشرط الإيجابي للمعمودية (كل من إعتمد) في مرقس 16: 16 وآيات أخرى، إلا أننا لا نجد في أي موضع في الكتاب المقدس الأمر النافي المتعلق بالمعمودية (مثل: من لا يعتمد يدن). لهذا لا نستطيع أن نقول أن المعمودية ضرورية للخلاص بناء على مرقس 16: 16 (أو أية آيات مشابهة). والذين يفعلون هذا يؤسسون حجتهم على منطق مغلوط. هل يعلمنا مرقس 16: 16 أن المعمودية ضرورية أم غير ضرورية للخلاص؟ كلا لا يعلمنا أي منهما. إنه يؤسس بوضوح مبدأ أن الإيمان ضروري للخلاص، ولكنه لا يثبت أن المعمودية شرط للخلاص من عدمه. فكيف يمكننا أن نعرف إذاً إن كان يجب أن نعتمد لكي نخلص أم لا؟ يجب أن ننظر الى ملء كلمة الله لكي نعرف هذا. وهذا ملخص الأدلة ضد كون المعمودية شرط للخلاص: 1. الكتاب المقدس واضح بأن الخلاص بالإيمان فقط. إبراهيم خلص بالإيمان، ونحن نخلص بالإيمان (رومية 4: 1-25؛ غلاطية 3: 6-22). 2. في كل الكتاب المقدس، في كل تدبير إلهي، خلص الناس دون معمودية. كل مؤمن في العهد القديم (مثل: إبراهيم، ويعقوب، وداود، وسليمان) خلص ولكن دون معمودية. اللص على الصليب خلص دون معمودية. كرنيليوس خلص قبل أن يتعمد (أعمال الرسل 10: 44-46). 3. المعمودية هي شهادة وإعلان علني عن إيماننا بالمسيح. تقول الكلمة المقدسة بوضوح أننا ننال الحياة الأبدية في اللحظة التي نؤمن فيها (يوحنا 5: 24)، والإيمان يأتي دائماً قبل المعمودية. المعمودية لا تخلصنا مثلما لا يخلصنا تقدمنا للأمام في الكنيسة أو تلاوة صلاة معينة. نخن ننال الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان (أفسس 2: 8-9). 4. لا يقول الكتاب المقدس أنه لو لم يتعمد الشخص فإنه لا يخلص. 5. لو كانت المعمودية شرط للخلاص، فهذا يعني أنه لا يستطيع شخص ان يخلص دون وجود طرف ثالث. بكلمات أخرى، لو كانت المعمودية ضرورية للخلاص فيجب أن يعمدنا شخص آخر قبل أن ننال الخلاص. هذا يحد جداً من يمكن أن يخلص ومتى يمكن أن يخلص. إنه يعني أن الشخص الذي يؤمن بموت ودفن وقيامة المسيح ولكن ليست لديه الفرصة للمعمودية لا يمكن أن يخلص. إن عواقب هذا التعليم عندما نصل إلى نتيجته المنطقية هي عواقب مدمرة. فالجندي الذي يؤمن ولكنه بلقى الموت في المعركة قبل أن يتعمد سوف يهلك...الخ. 6. في كل الكتاب المقدس نرى أنه في اللحظة التي يؤمن فيها الشخص فإنه يمتلك كل وعود وبركات الخلاص (يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ 5: 24؛ 6: 47؛ 20: 31؛ أعمال الرسل 10: 43؛ 13: 39؛ 16: 31). عندما يؤمن الشخص فإنه ينال الحياة الأبدية ولا تأتي عليه دينونة ويكون قد انتقل من الموت الى الحياة (يوحنا 5: 24) وهذا كله قبل أن يتعمد. إن الذين يؤمنون بالمعمودية للتجديد يجدر بهم أن يراجعوا أنفسهم مصليين فيمن يضعون ايمانهم وثقتهم. هل يضعون الإيمان في فعل بشري (المعمودية) أم في عمل المسيح التام على الصليب؟ في من أو ماذا يؤمنون للخلاص؟ هل يمكن أنهم يؤمنون بالظل (المعمودية) بدلاً من الجوهر (يسوع المسيح)؟ يجب ألا ننسى أبداً أن ايماننا يجب أن يكون ثابتاً في المسيح وحده لأنه "الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ (أفسس 1: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16898 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماذا يقول الكتاب المقدس عن التجديد على فراش الموت؟ ![]() الجواب: إن أشهر مثال على التجديد وقبول المسيح في آخر لحظة /أو قبل الموت في الكتاب المقدس هو حالة اللص الذي صلب مع المسيح (لوقا 24: 39-43). قبل موته بلحظات، كان هذا اللص نفسه يسخر من المسيح (متى 27: 44). ولكن، في آخر لحظة، تاب هذا المجرم وإعترف بالمسيح كالملك السماوي. وأعطاه الرب الوعد المبارك: "اليوم تكون معي في الفردوس". رغم أن قصة اللص على الصليب تبين أنه يمكن أن ينال الإنسان الخلاص في آخر لحظة، إلا أن الكتاب المقدس يحذرنا لكي نتوب الآن، دون الإنتظار ولو لحظة أخرى. حذرنا يوحنا المعمدان قائلاً: "توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات" (متى 3: 2). وقد جاء يسوع بنفس الرسالة فيما يخص الحاجة إلى التوبة الفورية (متى 4: 17). يحذرنا الكتاب المقدس من قصر الحياة. "لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إِنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلاً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ" (يعقوب 4: 14). إنه لا يوصينا بأن نفكر في الخلاص في يوم من الأيام، بل أن نؤمن به اليوم! "الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (عبرانيين 4: 7). لا أحد منا يعرف كم بقي له من الوقت في هذه الحياة، أو في أية ظروف يكون موته. قد نموت بطريقة فجائية غير متوقعة لا تتيح لنا فرصة التجديد على فراش الموت. إن الخيار الوحيد المنطقي هو أن نتوب ونؤمن بالرب يسوع المسيح اليوم. "فِي وَقْتٍ مَقْبُولٍ سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ. هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (كورنثوس الثانية 6: 2). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16899 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يمكن أن يمحى إسم إنسان ما من سفر الحياة؟ ![]() الجواب: يقول الكتاب المقدس في رؤيا 22: 19 "وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْذِفُ مِنْ أَقْوَالِ كِتَابِ هَذِهِ النُّبُوَّةِ يَحْذِفُ اللهُ نَصِيبَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ، وَمِنَ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ، وَمِنَ الْمَكْتُوبِ فِي هَذَا الْكِتَابِ". عادة ما تستخدم هذه الآية في الجدال حول الضمان الأبدي. هل يعني ما جاء في رؤيا 22: 19 أنه بعد أن يكتب إسم شخص ما في سفر حياة الحمل أنه يمكن أن يأتي وقت ويمسح منه؟ بمعنى آخر هل يمكن أن يفقد المؤمن خلاصه؟ أولاً، إن كلمة الله واضحة بشأن أن المؤمن الحقيقي مضمون بقوة الله، ومختوم ليوم الفداء (أفسس 4: 30)، وأن كل الذين أعطاهم الآب للإبن لن يفقد واحد منهم (يوحنا 6: 39). قال الرب يسوع: "أَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي. أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي" (يوحنا 10: 28-29). الخلاص هو عمل الله، وليس عملنا نحن (تيطس 3: 5)، وقوته هي التي تحفظنا. إن كانت كلمة "أحد" المشار إليها في رؤيا 22: 19 لا يقصد بها المؤمنين، فمن المقصود بها؟ بكلمات أخرى، من الذي قد يريد أن يضيف أو يحذف من كلمات الكتاب المقدس؟ غالباً ما يكون التلاعب بكلمة الله ليس من قبل المؤمنين الحقيقيين بل الذين يدعون الإيمان ويظنون أن أسماءهم مكتوبة في سفر الحياة. بصورة عامة فإن الجماعتين اللتين تلاعبتا بكلمة الله هم أصحاب البدع التي تدعي الإيمان المسيحي، واولئك الذين يتبنون معتقدات لاهوتية شديدة الليبرالية. إن الكثير من اللاهوتيين الليبراليين وأصحاب البدع يدعون أنهم ينتمون لإسم المسيح ولكنهم ليسوا مولودين ثانية – بحسب التعريف الكتابي للمؤمن. يقدم الكتاب المقدس عدة أمثلة لأولئك الذين إعتقدوا أنهم مؤمنين ولكن شهادتهم كانت كاذبة. في يوحنا 15 يشير يسوع اليهم كأغصان لم تثبت فيه، هو الكرمة الحقيقية، ولذلك لم يحملوا اية ثمار. نحن نعرف أنهم غير حقيقيين لأنه "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ" (متى 7: 16، 20)؛ إن التلاميذ الحقيقيين يظهرون ثمر الروح القدس الذي يسكن فيهم (غلاطية 5: 22). في رسالة بطرس الثانية 2: 22 يقول عن المؤمنين المزيفين أنهم كلاب تعود إلى قيئها، وخنزيرة "مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ الْحَمْأَةِ". إن الغصن الذي بلا ثمر والكلب والخنزيرة كلها رموز لمن يدعون الخلاص ولكن ليس لديهم أكثر من برهم الذاتي يتكلون عليه، وليس بر المسسيح الذي يخلص حقاً. من غير المعقول أن الذين تابوا عن خطاياهم وولدوا الولادة الثانية يعبثون بإرادتهم بكلمة الله على هذا النحو – بالإضافة أو بالحذف. بالطبع ندرك أن أناساً صالحين قد كانت لهم خلافاتهم من جهة تفسير النصوص. ولكن يمكن التدليل على كيفية قيام أصحاب البدع والليبراليين بكل من "الإضافة" والحذف" من كلمة الله. لهذا يمكننا أن نفهم تحذير الرب في رؤيا 22: 19 هكذا: إن أي شخص يتلاعب بهذه الرسالة الهامة سيجد أن الله لم يكتب إسمه في سفر الحياة، ولن يسمح له بالدخول إلى المدينة المقدسة، ولن ينال أي من الأمور الصالحة التي يعد الله بها قديسيه في هذا الكتاب. ومن جهة منطقية بحتة، لماذا يقوم الله كلي السلطان وكلي المعرفة – الذي يعرف النهاية من البداية (إشعياء 46: 10) – بكتابة إسم في سفر الحياة بينما هو يعرف أنه سوف يمحوه عندما يرتد ذلك الشخص وينكر إيمانه؟ بالإضافة لهذا، إن قراءة هذا التحذير في إطار المقطع الذي ورد به (رؤيا 22: 6-19) يبين بوضوح أن الله يظل ثابتاً: فقط الذين إنتبهوا لتحذيراته، وتابوا، وولدوا ثانية، هم الذين يمكنهم أن يتوقعوا أي شيء صالح في الأبدية. كل الآخرين، للأسف، ينتظرهم مستقبل رهيب ومخيف. إن رؤيا 3: 5 يقدم آية أخرى ترتبط بنفس الموضوع. "مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ ... لَنْ أَمْحُوَ اسْمَهُ مِنْ سِفْرِ الْحَيَاةِ". إن "الغالب" المذكور في هذه الرسالة إلى ساردس هو الشخص المؤمن. قارن هذا مع يوحنا الأولى 5: 4 "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ". وأيضاً الآية 5 "مَنْ هُوَ الَّذِي يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِي يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟" (أنظر أيضاً يوحنا الأولى 2: 13). كل المؤمنين هم "غالبين" لأنهم قد منحوا الغلبة على الخطية وعدم الإيمان الذي في العالم. يرى البعض في رؤيا 3: 5 صورة لقلم الله المستعد لمحو إسم أي مؤمن يقع في الخطية. ويفسرونه على النحو التالي: "إذا أخطأتم ولم تنتصروا، فإنكم ستخسرون خلاصكم! بل إنني في الواقع سأمحو أسماؤكم من سفر الحياة!" ولكن ليس هذا ما تقوله هذه الآية. إن يسوع هنا يقدم وعداً وليس تحذيراً. لا تقول كلمة الله أبداً أن الله يمحو إسم شخص مؤمن من سفر الحياة؛ ولا يوجد حتى تحذير يقول أنه يفكر في هذا! إن الوعد الرائع الوارد في رؤيا 3: 5 هو أن يسوع لن يمحو إسم أي شخص. وفي حديثه إلى "الغالبين" – كل المفديين بدم الحمل – يعد يسوع أنه لن يمحو أسماؤهم. ويؤكد أنه ما أن يكتب إسم في سفر الحياة فإنه يظل فيه إلى الأبد. وهذا بناء على أمانة الله. إن الوعد في رؤيا 3: 5 هو وعد للمؤمنين، الواثقين في خلاصهم. وبالمقابل فإن التحذير في رؤيا 22: 19 هو لغير المؤمنين الذين يحاولون تغيير كلمة الله لتناسبهم بدلاً من أن يحولوا قلوبهم إلى الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 16900 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ماذا لو لم أشعر بأني نلت الخلاص؟ ![]() الجواب: إن هذا سؤال مألوف بين المؤمنين. إذ يشك الكثيرين في خلاصهم بسبب مشاعرهم أو عدمها. يخبرنا الكتاب المقدس الكثير عن الخلاص، ولكنه لا يقول شيء عن "الإحساس بالخلاص". فالخلاص هو عملية يخلص بها الخاطيء من "الغضب"، أي من دينونة الله على الخطية (رومية 5: 9؛ تسالونيكي الأولى 5: 9). إن موت المسيح على الصليب، وقيامته بعد ذلك هو ما قد تمم خلاصنا (رومية 5: 10؛ أفسس 1: 7). دورنا في عملية الخلاص هو أننا نخلص بالإيمان. أولاً، يجب أن نسمع رسالة الإنجيل – الأخبار السارة عن موت وقيامة الرب يسوع (أفسس 1: 13). ثم يجب أن نؤمن – أي نضع ثقتنا الكاملة في الرب يسوع (رومية 1: 16) وتضحيته من أجلنا. فلا نتكل إطلاقاً على أعمال الجسد للحصول على الخلاص. هذا الإيمان – الذي هو عطية من الله، وليس شيئاً نصنعه بأنفسنا (أفسس 2: 8-9) – يتضمن التوبة التي هي تغيير الفكر تجاه الخطية والمسيح (أعمال 3: 19)، والدعوة بإسم الرب يسوع (رومية 10: 9، 13). وتكون نتيجة الخلاص، تغيير الحياة إذ نبدأ نعيش كخليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17). نحن نعيش في مجتمع توجهه المشاعر والأحاسيس، وللأسف فقد إنتقل هذا إلى الكنيسة. ولكن المشاعر لا يعتمد عليها. والأحاسيس لا يمكن الثقة بها. فهي تعلو وتهبط مثل المد والجزر الذي تحمل مياهه إلى الشاطيء كافة أنواع أعشاب البحر والنفايات وتلقيها هناك، ثم تتراجع فتسحب معها الأرض التي نقف عليها. هذه هي حالة من تسيطر مشاعرهم على حياتهم. فإن أبسط الظروف – مثل الصداع، أو الغيوم، أو كلمات غير مقصودة من صديق – يمكن أن تمحو ثقتهم و"تجرفهم إلى بحر" اليأس والإحباط. وتكون النتيجة الحتمية لمحاولة تفسير مشاعرنا على إعتبار أنها الحقيقة، في حين أنها ليست كذلك، أن يغمرنا الشك والإحباط خاصة بشأن الحياة المسيحية. ولكن بالنسبة للشخص المؤمن الذي تم تحذيره وتسليحه ضد هذا، فلا تحكمه المشاعر بل الحق الذي يعرفه. إنه لا يعتمد على مشاعره لكي تثبت له أي أمر. فالإتكال على المشاعر هو بالتحديد الخطأ الذي يقع فيه غالبية الناس في حياتهم. فهم يعتمدون على ما يدور بداخلهم لدرجة أنهم يصبحون مشغولين بأنفسهم، وبتحليل مشاعرهم بصورة دائمة. ويظلون يتشككون في علاقتهم مع الله ويتساءلون: "هل أنا أحب الله حقاً؟"، "هل هو فعلاً يحبني؟"، "هل أنا صالح بقدر كاف؟". علينا أن نكف عن التفكير في أنفسنا والتركيز على مشاعرنا، وبدلاً من ذلك يجب نوجه تركيزنا إلى الله والحق الذي نعرفه عنه من خلال كلمته المقدسة. عندما تتحكم فينا مشاعر شخصية تتمحور حول ذواتنا بدلاً من الحق الموضوعي الذي مركزه الله، فإننا نعيش في حالة مستمرة من الهزيمة. إن الحق الموضوعي يركز على تعاليم الإيمان العظيمة وأهميتها في الحياة، مثل: سيادة الله، وشفاعة المسيح رئيس كهنتنا الأعظم، وموعد الروح القدس، ورجاء المجد الأبدي. إن فهم هذه الحقائق العظيمة، وتركيز أفكارنا عليها، وحفظها في أذهاننا سوف يمكننا أن نفكر بالحق في كل تجارب الحياة، وسوف يكون إيماننا قوياً وحيوياً. إن التفكير من منطلق ما نشعر به تجاه ذواتنا – بدلاً مما نعرفه عن الله – هو الطريق الأكيد إلى الهزيمة الروحية. إن الحياة المسيحية هي حياة الموت عن الذات والنهوض لكي "نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ" (رومية 6: 4)، وتتميز تلك الحياة الجديدة بأفكار المسيح الذي خلصنا، وليس أفكار الجسد المائت الذي صلب مع المسيح. عندما نفكر بإستمرار في مشاعرنا وفي أنفسنا، فإننا بهذا نكون مأخوذين بجثة، يملؤها الفساد والموت. لقد وعدنا الله أن يخلصنا إذا أتينا إليه بالإيمان. ولم يعدنا أبداً أننا سنشعر بأننا خلصنا. |
||||