منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 08 - 2024, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 168781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثقوا في حناني واطلبوا
ما تحتاجوا مني




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 01 - 08 - 2024, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 168782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 01 - 08 - 2024, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 168783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فهو يروي النَفس العطشانة
ويشبع النفس الجوعانة خيرات

(مز 107: 9)





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 01 - 08 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 168784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والسادس والثلاثون
لماذا نشكر الله؟

"احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته" (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: غير معروف فهو من المزامير اليتيمة، أي الغير معروف اسم كاتبها في عنوانها. ولكن هناك رأى أن كاتبه داود بدليل أنه قال عن الله "لأن إلى الأبد رحمته" عندما نقل التابوت إلى أورشليم (1 أى16: 41). ثم ردده سليمان ابنه بعده عند تدشين الهيكل (2 أى5: 13). وبعدهما صلاها عزرا في يوم إعادة بناء الهيكل الثاني (عز3: 11).

2. هذا المزمور من أهم مزامير الشكر لله ويسمى الهليل الكبير، أي التهليل العظيم مع زميله المزمور السابق.

3. هذا المزمور ليتورجى كان يرنم يوميًا في تسبيح الله بالإضافة لرأس السنة الجديدة وعيد الفصح.

4. طريقة ترديد هذا المزمور كانت على أشكال مختلفة:

أ - ترديد جماعى.

ب - مجموعة تردد الجزء الأول من كل ربع (آية) وهو الجزء المختلف في كلماته عن باقي الأرباع، والمجموعة الأخرى تردد الجزء المتكرر وهو هللويا لأن إلى الأبد رحمته.

جـ- مرنم واحد يقول الجزء المختلف من الآية، وجماعة المرنمين تردد الجزء المتكرر.

5. يناسب هذا المزمور كل من يحب الله، ويبغى أن يسبحه، ويمجده، فيثبت في إيمانه، ويزداد فرحه، بل وتلذذه في الحياة.

6. يردد هذا المزمور في الكنيسة يوميًا ويسمى الهوس الثاني، أي التسبيح الثاني.

7. كان هذا المزمور يرنم في العهد القديم وفى الكنيسة الأولى أيضًا، فيذكر لنا تاريخ الكنيسة في القرن الرابع أن البابا أثناسيوس الرسولى كان في الكنيسة يرنم هذا المزمور مع الشعب، بينما هجم العساكر للقبض عليه بأمر الملك، فأشار في هدوئه للكل أن يستمروا في التسبيح بصوتهم العالى فتوقف العسكر أمام هذا الاحتفال القوى، وانسحب هو بهدوء من الأبواب الخلفية، ولم يستطيعوا القبض عليه.

8. تكرار الجزء الأخير من كل آية 26 مرة في هذا المزمور ليس تكرارًا باطلًا، لكنه بسبب:

أ - عظم رحمة الله التي لا تحد، ولا يستطيع العقل أن يستوعب مداها.

ب - ليثبت في القلب شكر الله على مراحمه، فيزداد تعلق الإنسان بالله.

جـ- لصد كل هجمات إبليس بالشك والتذمر.

9. هذا المزمور غير موجود بالأجبية.



(1) طلبات المحتاج (ع1-5):



ع1: اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.


يدعو كاتب المزمور كل المؤمنين في العالم كله وعلى مر الأجيال أن يحمدوا الله لأنه صالح، وطبيعته أن يعمل الخير مع كل خلائقه، وخاصة المؤمنين به، فيسندهم في ضعفهم، وينقذهم من أعدائهم ويشبعهم من خيراته.

يُذكَّر كاتب المزمور المسبحين بأن رحمة الله ليست فقط على الأرض، كما يظهر من هذا المزمور، ولكن تمتد إلى الأبد في ملكوت السموات بعطايا وبركات تفوق العقل، لا يستطيع اللسان التعبير عنها.



ع2، 3: احْمَدُوا إِلهَ الآلِهَةِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمتَهُ.
احْمَدُوا رَبَّ الأَرْبَابِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

يدعو كاتب المزمور كل العالم ليشكر، ويحمد الله إله الآلهة. والمقصود بالآلهة كل من يشعر البشر بقوته وسلطانه، سواء من البشر مثل الملوك والرؤساء (مز82: 6، يو10: 34) أو من يدعون أنهم آلهة، وهي الأصنام (دا2: 47)، فهو فوق كل قوة وسلطان، وهو وحده الإله الحقيقي القادر أن يرحم في الأرض وإلى الأبد.

الشكر يقدم لله أيضًا لأنه رب الأرباب، والمقصود بالأرباب كل المخلوقات العظيمة في السماء، أي رتب الملائكة الكبيرة ذات السلطان، فالله أيضًا هو خالقها، وربها، أي سيدها وأبوها، وهو وحده القادر أن يرحم في الأرض وفى السماء.

† خيرات الله عليك كثيرة، فمن الطبيعي أن تشكره عليها. وعندما تتعود الشكر كل يوم سيفتح الله عينيك الروحيتين، فترى وتكتشف أعماله، ورعايته، ومحبته لك بأكثر وضوح، فيزداد فرحك.


(2) شكر الخالق (ع4-9):



ع4-9: الصَّانِعَ الْعَجَائِبَ الْعِظَامَ وَحْدَهُ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

الصَّانِعَ السَّمَاوَاتِ بِفَهْمٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
الْبَاسِطَ الأَرْضَ عَلَى الْمِيَاهِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
الصَّانِعَ أَنْوَارًا عَظِيمَةً، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. الشَّمْسَ لِحُكْمِ النَّهَارِ
لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. الْقَمَرَ وَالْكَوَاكِبَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

الله وحده هو الخالق، وصنع كل شيء من المخلوقات الكبيرة والصغيرة، ويسرد هنا مجموعة من أعماله العظيمة، وهي السماء والأرض، والشمس، والقمر، والنجوم، كأمثلة لمخلوقاته، وتظهر من خلقتها مدى عظمته، ويسميها المزمور عجائب إذ تظهر فيها قوة الله وتدابيره التي تفوق العقل الإنسانى وبهذا يحمى المزمور الإنسان المرنم من الانحراف وراء أية آلهة وثنية، وكلها عديمة القيمة لأن الله وحده هو القادر على الخلقة.

السموات وما فيها من خلائق؛ أي الملائكة تعلو عن إدراك الإنسان ولا يعرف إلا القليل عنها. هذه كلها خلقها الله بفهم، أي بحكمة تفوق العقل.

عمل الله العجيب في بسطه الأرض على المياه، إذ تحيط بها المحيطات من كل جانب. فالأرض وإن كانت تدور حول نفسها وحول الشمس، ولكنها ثابتة لتعطى استقرارًا لحياة الإنسان.

خلق الله أيضًا الشمس لتعلن ساعات النهار على الأرض، لأن الأرض تدور مرة حول نفسها كل يوم، فتضاء بنور الشمس حوالي نصف اليوم، أو أكثر، أما النصف الآخر وهو ما يسمى بالليل، وتستضئ فيه بنور القمر والكواكب. لذا فالشمس تحكم وترتب ساعات النهار، والقمر والكواكب تحكم وترتب ساعات الليل. كل هذا بترتيب الخالق العظيم الله وحده.

كل ما ذكر في هذه الآيات مذكور في سفر التكوين بترتيب أيام الخليقة (تك1: 6-18).

† إذا تأملت في الطبيعة ستشعر بعظمة الله الذي خلق كل شيء لأجلك، فتمجده وتشكره في نفس الوقت على محبته لك، ويطمئن قلبك؛ لأن الله القادر على كل شيء يحبك ويحميك.


(3) شكر المخلص المنتصر (ع10-26):



ع10-15: الَّذِي ضَرَبَ مِصْرَ مَعَ أَبْكَارِهَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

وَأَخْرَجَ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَسَطِهِمْ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
الَّذِي شَقَّ بَحْرَ سُوفٍ إِلَى شُقَق، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
وَعَبَّرَ إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِهِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
وَدَفَعَ فِرْعَوْنَ وَقُوَّتَهُ فِي بَحْرِ سُوفٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

بعد أن أظهر الله عمله الذي ينفرد به وحده وهو الخلق، يتكلم هنا عن إنقاذه لشعبه بني إسرائيل من عبودية مصر. ويظهر هنا إشراكه للبشر والملائكة معه في أعماله العظيمة، وحتى نهاية الأصحاح؛ لأن الله يحب خلائقه ويشجعها، بل ينسب لها بعضًا من أمجاده.

يشير هنا إلى عجائبه في مصر لإنقاذه شعبه، وهي الضربات العشر، ويركز على الضربة العاشرة وهي قتل أبكار المصريين، التي بسببهاخضع فرعون، وسمح لبني إسرائيل أن يخرجوا من مصر، وإن كان هذا الخضوع مؤقت لأنه عاد بقساوة قلبه وخرج وراءهم ليعيدهم مرة ثانية للعبودية، فأهلكه الله.

أنقذ الله شعبه من فرعون بشق البحر الأحمر إلى شقق، أي أقسام، ونفهم من الكتاب المقدس أنه شق طريقًا في البحر الأحمر (بحر سوف). وكانت المياه على الجانبين كالحائط يمينًا ويسارًا، وهذا عمل عجيب لم يسمع مثله من قبل. وعندما تجاسر فرعون وتبع بني إسرائيل أغرقهم الله في البحر الأحمر بعد أن نجى شعبه وخرجوا إلى برية سيناء.

عبور البحر الأحمر يرمز للمعمودية، وعصا موسى التي ضرب بها البحر ترمز للصليب. وبعبور بني إسرائيل البحر الأحمر تخلصوا من عبودية فرعون الذي يرمز للشيطان. وغرق فرعون وجنوده يرمز لموت الإنسان العتيق، أي الطبيعة المائلة للشر في مياه المعمودية.

قوة الله لم تكن فقط في شق البحر الأحمر، ولكن أيضًا في مساندة أولاده، فأعطاهم الشجاعة أن يعبروا وسط الماء إلى البر الثاني، أي برية سيناء. وكان عمود النار يحميهم من الخلف ويفصلهم عن فرعون وجنوده.



ع16-22: الَّذِي سَارَ بِشَعْبِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
الَّذِي ضَرَبَ مُلُوكًا عُظَمَاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
وَقَتَلَ مُلُوكًا أَعِزَّاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. سِيحُونَ مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ،
لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. وَعُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
وَأَعْطَى أَرْضَهُمْ مِيرَاثًا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
مِيرَاثًا لإِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

يحدثنا المزمور في هذه الآيات عن رعاية الله لشعبه في برية سيناء، فأدخلهم أرض كنعان، وكان هو بنفسه قائدهم، وسار بهم في البرية أربعين سنة، وكان يقودهم عن طريق عمود السحاب نهارًا، وعمود النار ليلًا، فعالهم الله بالطعام والشراب، وحفظهم من أعدائهم مثل عماليق، حتى وصل بهم إلى شرق أرض كنعان.

في طريق بني إسرائيل إلى كنعان قابلوا ملوكًا عظماء فقتلوهم بقوة الله، ويذكر منهم على سبيل المثال سيحون وعوج، اللذين تميزا بالقوة وحصانة مدنهما وغناهما، وهما اللذان قاوما بنى إسرائيل أثناء عبورهم. فهؤلاء الملوك يرمزون للشيطان الذي يقاوم أولاد الله، فينصرهم الله عليه.

أعطى الله أرض الملوك الوثنيين لبني إسرائيل؛ لتكون لهم ميراثًا والمقصود بالأرض النفوس التي تعبد الوثنية والتي آمنت بالمسيح في ملء الزمان وصارت شعب الله، أي المسيحيين، والمقصود أيضًا أماكن الشياطين الساقطين من السماء، والتي ينالها البشر المؤمنون بالمسيح، فتكون ملكًا أبديًا لهم في ملكوت السموات.



ع23، 24: الَّذِي فِي مَذَلَّتِنَا ذَكَرَنَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.
وَنَجَّانَا مِنْ أَعْدَائِنَا، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

تظهر أبوة الله وحنانه في إحساسه بشعبه الذي أذله فرعون، واستعبده، وسخره في العمل بقسوة، فصرخ إلى الله باتضاع، طالبًا معونته، فتدخل ونجاه، وأخرجه من مصر بيد موسى. والذي يذل الإنسان هو الشيطان والخطية، أما التوبة والصلاة فتنجى الإنسان من كل ضيقة.



ع25: الَّذِي يُعْطِي خُبْزًا لِكُلِّ بَشَرٍ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

يختتم المزمور بشكر الله الذي يطعم كل البشر؛ اليهود والأمم، وأيضًا الأبرار والأشرار. فهو يهتم بالكل ليثبت الأبرار في برهم، ويدعو الأشرار بمحبته للتوبة والإيمان به. بل هو أيضًا يطعم الحيونات والطيور والنباتات والأشجار، فهو مصدر الحياة لكل خلائقه الحية.



ع26: احْمَدُوا إِلهَ السَّمَاوَاتِ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

وفى النهاية يدعو الجميع لشكر إله السموات، وذلك ليرفع أنظارهم لمستقبلهم الأبدي، فيحيوا مع الله في مخافته، ويؤمنوا به ويحفظوا وصاياه، فتزداد مراحمه عليهم كل أيامهم.

† ارفع عينيك يا أخى نحو السماء كل صباح؛ لتسلك في هذا اليوم بما يليق بالسماويين، فتتمتع برعاية الله وعشرته، وتستعد لملكوت السماوات بنشاط وهمة.







المزمور المئة والسابع والثلاثون
حنين المسبيين لأورشليم


"على أنهار بابل هناك جلسنا ..." (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: هناك أكثر من رأي:

أ- هو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها؛ لأنه لم يذكر في عنوان المزمور اسم الكاتب.

ب- هو داود كما يوجد في عنوان المزمور في الترجمة السبعينية، كتبه بروح النبوة عن السبي البابلي ونهايته.

ج- كُتب في عنوان الترجمة السبعينية "داود لأجل إرميا" أي أن داود كتبه ليردده إرميا عند خراب بابل. ويرى البعض أن كاتبه هو إرميا نفسه، الذي عاصر السبي البابلي ونهايته.

د- هو أحد اللاويين المسبيين الذين رجعوا إلى أورشليم في الرجوع الأول مع زربابل.

2. متى كتب ؟ يوجد أيضًا أكثر من رأى:

أ- أيام داود إن كان الكاتب داود، وكتب بروح النبوة عن أحداث السبي وخراب بابل.

ب- كتب أثناء السبي البابلي، والجزء الأخير من المزمور (ع7-9) كتب بروح النبوة عما سيحدث لبابل من خراب.

ج- كُتب بعد الرجوع من السبي بقليل.

3. يناسب هذا المزمور كل من يشعر بغربته في العالم، واشتياقه لأورشليم السمائية. ويناسب أيضًا كل تائب يرفض عبودية الخطية، ويشتاق للحياة مع المسيح.

4. يمكن اعتبار هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتنبأ عن المسيح في الآية الأخيرة.

5. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة النوم؛ ليرفع أشواقنا إلى ملكوت السموات.


(1) حزن المسبيين (ع1-3):



ع1: عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ.

هذه هي مشاعر المسبيين في بابل، الذين جلسوا على شواطئ نهرى دجلة والفرات، وكل القنوات المتفرعة منها. وتذكروا أورشليم وهيكل الله، فبكوا لفقدانهم العبادة في الهيكل. فإن كان منظرهم مستريح على شواطئ الأنهار، ولكن حزنهم القلبى كان كبيرًا؛ لفقدانهم أهم شيء، وهو الوجود مع الله وعبادته، خاصة وأن بابل ترمز للشر طوال تاريخ الكتاب المقدس؛ لامتلائها بالشهوات الكثيرة، وذلك من أيام برج بابل (تك11: 9) حتى نهاية الكتاب المقدس في سفر الرؤيا (رؤ17: 1-6).

الجلوس على الأنهار، أي شواطئها يرمز للمرتبطين بالعالم، ولكنهم أفضل من الذين نزلوا إلى الأنهار ليسبحوا فيها، والذين يرمزون للمنغمسين في الشهوات.

لعل الجالسين على الأنهار يتذكرون الهيكل تذكروا أيضًا إخوتهم المسبيين، الذين نسوا أورشليم، وانشغلوا بالتجارة، وبناء البيوت، وتركوا الله، بل دخلوا إلى عبادة الأوثان، فبكوا عليهم، طالبين من الله أن يوقظهم ليعودوا إليه.



ع2: عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا.

الصفصاف :
أشجار منتشرة في الشام تنمو على مجارى المياه، وهي من أشجار الظل، أي التي لها أوراق، وكثيرة الفروع، وليس لها ثمار، وأوراقها هرمية الشكل وحوافها مسننة كالمنشار.

جلس المسبيون في ظلال أشجار الصفصاف على أنهار بابل، وعلقوا أعوادهم على هذه الأشجار. فهم وإن كانوا قد خرجوا بها من اليهودية لتعلقهم بالترنيم لله، ولكنهم لم يستطيعوا أن يسبحوا في أرض غريبة، وعبوديتهم لبابل نبهتهم لعبوديتهم، فعلقوا الأعواد لعدم ميلهم للتسبيح بعيدًا عن الهيكل المحرومين منه، ولم يكسروا الأعواد لرجائهم في العودة لأورشليم، أي صهيون.

الصفصاف شجر بلا ثمر، فيرمز للإنسان الذي بلا ثمار روحية، فيعجز عن تسبيح الله، والذي في عبودية الخطية لا ينطلق لسانه بالتسبيح.



ع3: لأَنَّهُ هُنَاكَ سَأَلَنَا الَّذِينَ سَبَوْنَا كَلاَمَ تَرْنِيمَةٍ، وَمُعَذِّبُونَا
سَأَلُونَا فَرَحًا قَائِلِينَ: "رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ".

كان المسبيون في حزن وبكاء لابتعادهم عن أورشليم، وطلب منهم البابليون أن يرنموا ترانيم صهيون المشهورة بألحانها الجميلة، فتعجب المسبيون جدًا، وشعروا أنهم لا يستطيعون الترنيم في أرض غريبة؛ لأن عبادة الله بالترنيم تقدم في هيكل أورشليم فقط. بالإضافة إلى أن نفوسهم في حزن، وبعيدة تمامًا عن التلذذ بالألحان الجميلة، وكل شعورهم هو الاشتياق للعودة إلى أورشليم.

إن التائب الحزين على خطاياه، يصعب عليه أن يتلذذ بأفراح العالم وشهواته، إذ يناسبه البكاء على خطاياه، ورفض الشر.

إن البابليين الذين استعبدوا بنى إسرائيل وعذبوهم، أذلوهم عندما طلبوا منهم، وهم في حزن وبكاء أن يرنموا ترانيم الفرح، ولكن هذا الإذلال زاد أشواق المسبيين إلى أورشليم ليقدموا العبادة هناك، كما يظهر من الآيات التالية (ع4-6).

† اهتم بمحاسبة نفسك كل يوم للتوبة عن خطاياك واكتشاف مصادر الشر التي أسقطتك وابتعد عنها. وعندما تقدم توبة أمام الله وتعترف بخطاياك أمام الكاهن تنال سلامًا، وميلًا للبدء الجديد مع الله.




(2) محبة أورشليم (ع4-6):



ع4: كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَةَ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ؟

لم يستطع المسبيون أن يرنموا لله في أرض غريبة؛ لأن ترانيم العبادة تقدم فقط في هيكل أورشليم.

الترنيم في بابل يشير إلى تقديم المقدسات والكلام عنها في مجلس المستهزئين، أو أمام من لا يقدرون قيمتها، فلا ينبغى علينا أن نلقى المقدسات والدرر أمام أي إنسان غريب، إذ لا يفهمها، ويمكن أن يحتقرها لعدم فهمه.

أورشليم ترمز للحياة الروحية العميقة، والأرض الغريبة ترمز للابتعاد عن الله. والبعيد عن الله لا يستطيع أن يسبحه؛ حتى لو كانت معه أدوات التسبيح مثل الأعواد، أي إن كان صوته جميلًا، وقدرته على أداء الترانيم متميزة، لكنه لا يشعر بمشاعر التسبيح لله، فتكون تسابيحه أداء خارجي سطحى، ولا يصل إلى الله.



ع5، 6: إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ، تَنْسَى يَمِينِي! لِيَلْتَصِقْ لِسَانِي
بِحَنَكِي إِنْ لَمْ أَذْكُرْكِ، إِنْ لَمْ أُفَضِّلْ أُورُشَلِيمَ عَلَى أَعْظَمِ فَرَحِي!

يقول المسبى أنه إذا نسى أورشليم تنسى يمينه، ِأى تعجز يده عن العزف على الآلة الموسيقية، وأيضًا إذا لم يردد لسانه ما يعبر عن محبته لأورشليم، فإن لسانه يعجز عن الكلام العادي مع الناس، ولا يستطيع بالتالى أن يغنى ليتلذذ بالألحان كتلذذ عالمى. وهذا يبين مدى تعلق قلبه بأورشليم، وعبادة الله في هيكله، فلا يستطيع أن ينشغل بشهوات العالم ومباهجه.

إن كان المسبى كإنسان له ما يفرحه من ماديات العالم، أي الطعام والملبس، والمقتنيات، ولكن فرحه بالله، وعبادته تعلو علوًا كبيرًا جدًا عن أفراح العالم، ففرحه بالله أعظم من كل شيء، وقلبه كله منشغل بالله.

† تذكر مع كل صباح كلمات المسيح تحب الرب إلهك من كل قلبك؛ حتى تعطى لنفسك فرصة كبيرة للصلاة والوجود مع الله، وتتذكره أيضًا أثناء أعمالك وانشغالاتك الكثيرة.


(3) انتقام الله (ع7-9):



ع7: اُذْكُرْ يَا رَبُّ لِبَنِي أَدُومَ يَوْمَ أُورُشَلِيمَ، الْقَائِلِينَ: "هُدُّوا، هُدُّوا حَتَّى إِلَى أَسَاسِهَا".

شعر المسبى في ضعفه وذله أن ليس له رجاء إلا الله، فرفع إليه عينيه طالبًا أن يتصرف مع من يعذبونه. ولم يذكر بابل فقط، بل طلب بالأكثر من أجل أدوم، وهم جيران اليهود الذين يسكنون جنوب بلادهم، وهم نسل عيسو، أي أقرباء اليهود. هؤلاء كانوا في عداوة شديدة مع بنى إسرائيل، وشمتوا بهم عند هجوم بابل عليهم، وأثناء هدمهم لأورشليم، وأسوارها كانوا يشجعون البابلين على هدم الأسوار؛ حتى قلع الأساس لكي تخرب أورشليم تمامًا؛ هيكلها وقصورها، وأسوارها.

أدوم ترمز للشياطين التي تفرح وتحارب الأبرار، وتريد إهلاكهم تمامًا، ونزع أساسهم وهو المسيح من قلوبهم. وأدوم معناه أحمر؛ لذا يرمز للشيطان سافك الدماء.



ع8: يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ، طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا!

ينادى هنا على أدوم التي ساعدت بابل في القبض على اليهود وبيعهم عبيدًا أثناء الهجوم البابلي على أورشليم. ويلقبها ببنت بابل، فهي ابنتها في الشر ويطلب من الله أن يعلن عدله، فتنال أدوم مجازاتها؛ حتى يثبت الأبرار في إيمانهم، ويتوب الأشرار، ولا ينبهروا بقوة الشر، فهي ليست شماتة من اليهود، بل تمسك بالعدل الإلهي.

ينادى الإنسان الروحي على نفسه الشقية بنت بابل في الشر، والتي أسقطته في الخطية، وأبعدته عن الله، و يجازيها بالصوم والجهاد الروحي. وكما أبعدته عن الله، يجازيها نفس المجازاة، أي يعيدها بقوة إلى الله في توبة؛ لتحيا معه من جديد.



ع9: طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!

يستكمل كاتب المزمور كلامه عن أدوم، ويطوب من استخدمهم الله لمعاقبة أدوم، وهم أبيشاى قائد الجيش أيام داود الذي ألقى الأدوميين من على صخرة عالية في وادي الملح، فهلكوا (1 أى18: 12). وأيضًا أمصيا الملك قتل 10.000 من الأدوميين وأخذ 10,000 آخرين منهم وألقاهم من على رأس سالع، فسقطوا وتكسروا (2 أى25: 11، 12).

يرمز أطفال الأدوميين إلى خطايا أولاد الله الذين يتوبون، فيضربوا شهواتهم وشرورهم على الصخرة التي هي المسيح، لتتكسر وتزول عنهم، فيحيوا في نقاوة بقوة المسيح المخلص.

† لا تصاحب الأشرار، أو تسير في طريقهم، لئلا تتدنس وتسقط في خطاياهم، بل اقطع علاقتك بهم بقوة مهما كان الثمن، وأسرع إلى التوبة، فإن مسيحك ينتظرك لينقيك، فتحيا في طهارة وسلام معه.







المزمور المئة والثامن والثلاثون
شكر الله على أبوته

لداود

"أحمدك من كل قلبى قدام الآلهة ارنم لك" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يظهر في عنوان المزمور في الترجمة العبرية التي بين أيدينا. ويلاحظ أنه في الترجمة السبعينية يذكر العنوان "لحجى وزكريا" أو "لزكريا" بعد اسم داود. وهذا معناه أن حجى وزكريا كانا يرددان هذا المزمور بعد الرجوع من السبي، ولكن معنى هذا أن الكاتب هو داود. وكلمات هذا المزمور تشبه مزامير داود.

متى كتب؟ بعد انتصارات داود على الأعداء المحيطين انتصارات عظيمة، أى أنه كان في الجزء الأخير من حياة داود.

يعبر هذا المزمور عن مشاعر داود العميقة نحو الله، واختباراته لقوة الله في الضيقات.

يناسب هذا المزمور كل من يحب الله، أو يحمده على عطاياه، فيزداد إيمانه ويثبت أثناء الضيقات.

هذا المزمور من المزامير المسيانية التي تتكلم بوضوح عن تجسد الكلمة، الذي هو أعظم إعلان لله وتجليه للبشر، ليعرفهم ذاته، ويخلصهم من خطاياهم.

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة النوم ليشجعنا على شكر الله على أعماله معنا طوال اليوم، وخاصة في الضيق.



(1) الله مجيب الدعوات (ع1-3):



ع1: أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. قُدَّامَ الآلِهَةِ أُرَنِّمُ لَكَ.

داود يشكر الله ليس فقط بلسانه، ولكن بكل مشاعره، أي من قلبه، ويحمده في كل حين؛ حتى وسط الضيقات، خاصة وأن الله قبله رغم خطاياه وضعفه، وأدخله إليه، فوقف أمامه يشكره. وهذا معناه أيضًا أنه لا يوجد في قلب داود إلا الله، إذ يحمده من كل قلبه. فقد سبق وعاش كلام المسيح الذي أعلنه "تحب الرب إلهك من كل قلبك.." ( مت 22: 37).

في فرح يرنم داود أمام الآلهة، أي الملائكة، كما تذكر الترجمة السبعينية، فقد ارتفع داود عن الأرضيات إلى السمائيات، فوقف أمام الله الذي تحيط به الملائكة، والذين يشكرون الله، ويسبحونه على الدوام، فهو بين الملائكة يتمثل بهم، وترك عنه الاهتمامات الأرضية، وانشغل بالسماء وروحانيتها. وعندما يشعر بوجوده بين الملائكة، فهو ليس فقط يرتفع إليهم، بل هم أيضًا يتنازلون ويشاركونه التسبيح، ولذا تسمى الكنيسة بيت الملائكة، بل وظهر كثير من الملائكة والقديسين وشاركوا الأرضيين في التسبيح في ظهورات كثيرة. وهو يرنم أيضًا أمام الآلهة، أي الملوك رؤساء العالم. فهو يشهد لله بشجاعة في كل مكان، حتى أمام عظماء العالم.

قد يكون المقصود بالآلهة الوثنيين وآلهتهم. فداود بجرأة يشكر الله أمام الأمم الوثنية بآلهتها التي ليست آلهة، بل مجرد أصنام. فيحمد الإله الحقيقي وهو الله، ويشكره من كل قلبه.



ع2: أَسْجُدُ فِي هَيْكَلِ قُدْسِكَ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ،

لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ.

يحمد داود الله على رحمته؛ لأنه قبله، وغفر له خطاياه الكثيرة، ويشكره أيضًا على حقه؛ لأن الله أظهر الحق بإنقاذه من يد شاول، وأبشالوم، وأنقذه أيضًا من يد أعدائه، ونصره عليهم. ويعلن شكره، وخضوعه لله بالسجود في هيكله المقدس، والمقصود خيمة الاجتماع أمام تابوت العهد، خاصة بعد سقوط داود في خطاياه الكبيرة، وتوبته عنها، وغفران الله له، وسماحه له أن يسجد أمام هيكله.

شكر داود الله على رحمته وحقه يرمز إلى شكرنا على فدائه لنا على الصليب الذي اجتمعت فيه الرحمة والحق؛ الرحمة في رفع خطايانا، والحق في إيفاء العدل الإلهي بموت المسيح عنا.

عظم الله كلمته على كل اسمه. فإسم الله يعنى شخصه، أي أن الله المعروف في العهد القديم لشعبه أعلن نفسه بإعلان عظيم في وصاياه وشريعته التي أعطاها لموسى، ثم تزايدت عظمته بإعلان نفسه في تجسده وفدائه. وإن كان الله مخفيًا ومتضعًا في شكل الجسد الإنسانى، ولكنه أعظم إعلان أن نرى الله يسير بيننا بالكمال كمثال لنا، ثم يرفع خطايانا على الصليب، وبعد هذا يقوم من الأموات بقوة لاهوته. وبهذا ارتفع المسيح فوق كل اسم في السماء وعلى الأرض عندما أعلن لاهوته بقيامته (في 2: 9).



ع3: فِي يَوْمَ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي. شَجَّعْتَنِي قُوَّةً فِي نَفْسِي.

يعلن داود خبرته اليومية مع الله في أنه يستجيب لطلباته. وهذا بالطبع يفرحه، ويطمئنه. وليس هذا فقط، بل يشجعه الله بقوة إلهية في داخله؛ ليتحرك ويتحمل كل المسئوليات وينجح، ويرشده أيضًا في كل ظروفه أن يقوم ليحارب، أو ينسحب ويهرب.

استجابة الله لداود ترمز لاستجابته للجنس البشرى بتجسده في ملء الزمان وإعطائه الروح القدس كهبة دائمة تسكن في الإنسان الجديد، وتعطيه قوة للحياة مع الله والخدمة مهما كان ضعفه، كما حدث مع الرسل، الذين أعطاهم قوة للاحتمال، وشجاعة لمواجهة كل المواقف، والتبشير في كل مكان(أع5: 41).

† ما أجمل أن تشعر بالسماء وأنت تصلى، وحضرة الله وملائكته المسبحين إياه، فترتفع عن كل خطية بالتوبة، وتلقى عنك هموم العالم، وينجذب قلبك لشخص الله، فتسبحه، وتتمتع بالوجود بين يديه.


(2) الله العالي محب المتضعين (ع4-6):



ع4: يَحْمَدُكَ يَا رَبُّ كُلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ، إِذَا سَمِعُوا كَلِمَاتِ فَمِكَ.

ملوك الأرض عندما يحمدون الله، فهذا معناه أنهم سمعوا كلامه، وآمنوا به، فهذه نبوة عن دخول الأمم إلى الإيمان. وملوك الأرض هم ملوك الأمم الوثنية، وهذه نبوة عن انتشار المسيحية في الأرض كلها.

ملوك الأرض هم كل المؤمنين الروحيين الذين ضبطوا أنفسهم عن شهوات الأرض، وملك الله على قلوبهم، وسمعوا وصاياه وحفظوها، وعاشوا بها، فاستطاعوا حينئذ أن يسبحوه.



ع5: وَيُرَنِّمُونَ فِي طُرُقِ الرَّبِّ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ عَظِيمٌ.

سيرنم المسبحون في طرق الرب، أي وصاياه، لأنهم قد حفظوها، وعملت في قلوبهم، وظهرت في تسابيح جميلة لله، بل وشعروا بعظمة الله ومجده، فاتضعوا أمامه، مهما كان مركزهم وعلى قدر توبتهم زاد اتضاعهم، وارتفع تسبيحهم.



ع6: لأَنَّ الرَّبَّ عَال وَيَرَى الْمُتَوَاضِعَ، أَمَّا الْمُتَكَبِّرُ فَيَعْرِفُهُ مِنْ بَعِيدٍ.

بالرغم من كمال فضائل الله، وهو أعلى من كل البشر والملائكة، لكن قلبه مملوء بالحب، فيحنو على المتضعين، أما المتكبرون فيبتعد عنهم، إذ هم لا يحبون الله، بل أنفسهم. المتضع يشعر باحتياجه لله، ويحبه، فيفيض عليه الله بمراحمه وبركاته. أما المتكبر فيحرم نفسه من نعم الله.

المتضع هو داود الذي يحب الله، ويشعر بعلوه، فيراه الله، ويتنازل إليه، ويشمله ببركاته. ولكن أعداء داود المتكبرين، مثل شاول وعبيده، فيبتعد عنهم الله لأجل كبريائهم.

† الاتضاع هو أقصر طريق لقلب الله، فبه تنال كل طلباتك، بل وتفيض عليك مراحمه فوق ما تطلب أو تفتكر. وثق أن خطاياك لا تعطلك عن التمتع بالله ما دمت تائبًا عنها. فالله يحب الضعفاء، ويسندهم، ويشفق عليهم، ولذا طوبهم بقوله طوبى للمساكين بالروح.


[3] الله المخلص من الضيقات (ع7، 8):



ع7: إِنْ سَلَكْتُ فِي وَسَطِ الضِّيْقِ تُحْيِنِي.
عَلَى غَضَبِ أَعْدَائِي تَمُدُّ يَدَكَ، وَتُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ.

الذى آمن بالله، ويسبحه لا ينزعج من الضيقات، فالله قادر أن يعطيه حياة مطمئنة سعيدة، رغم وجود الضيقات حوله. فليس من الضرورى أن يرفع الله الضيقة، ولكنه يهب أولاده حياة مملوءة بالفرح وسط الضيقات (يو16: 33).

إن قام الأعداء بغضب ليسيئوا إلىَّ لا يستطيعون؛ لأن يمينك يا رب تخلصنى من مؤامراتهم، وشرهم، كماخلص الله داود من يدى شاول وأبشالوم.

يمين الله ترمز للمسيح المتجسد الذي خلصنا من غضب إبليس الذي يشتكى علينا ويريد إهلاكنا، وبصليبه ليس فقط يخلصنا، بل يعطينا حياة؛ حتى وسط الضيقات. فحياتنا على الأرض هي الضيق، الذي نتخلص منه. إذا عشنا سماويًا على الأرض.

من يحيا وعينيه نحو السماء لا يتضايق من ضيقات الأرض، إذ يرى اتساع محبة الله، ويحيا بالروح سماويًا، فيفرح في كل حين وهو على الأرض؛ أرض الضيقات.



ع8: الرَّبُّ يُحَامِي عَنِّي. يَا رَبُّ، رَحْمَتُكَ إِلَى الأَبَدِ.
عَنْ أَعْمَالِ يَدَيْكَ لاَ تَتَخَلَّ.

يختم داود المزمور بإعلان إيمانه، وسر طمأنينته وهو حماية الله له، الذي يصد عنه كل هجمات الأعداء، ويحميه إن سلك في وسطهم.

أيضًا يثق داود أن رحمة الله هي التي تحفظه طوال حياته، فهو يغفر خطاياه، ويفيض عليه ببركاته. وتستمر هذه الرحمة معه في يوم الدينونة، فلا يدينه الله؛ لأجل إيمانه، وتوبته، وتتعاظم رحمة الله عليه في بركات الأبدية.

سلام داود مبني على ثقته بالله الذي يحميه، ويدوم في حمايته له، فإن تخلى عنه البشر، وصاروا أعداء أيضًا، لكن الله لا يمكن أن يتخلى عنه، حتى لو وقف العالم كله ضده، فالله معه، كماحدث مع أثناسيوس الرسولى.

† ما أجمل الطمأنينة بين يدى الله، اتكل عليه، واقبل مشيئته في حياتك، حتى لو بدت صعبة؛ لأنه قادر أن يعبر بك بسلام وسط الآلام، ويفرح قلبك في كل حين.





المزمور المزمور المئة والتاسع والثلاثون
علم الله الكامل

لإمام المغنين. لداود. مزمور

"يا رب قد أختبرتنى وعرفتنى" (ع1)


مقدمة

كاتبه: داود النبي، كما يذكر في عنوان هذا المزمور.

يعتبر كثير من المفسرين أن هذا المزمور تاج المزامير؛ لأنه يعلن خبرة روحية عملية لداود عن الله، ويتكلم بالتفصيل عنها طوال المزمور.

يناسب هذا المزمور المصلى الذي يحب الله، ويريد أن يحيا في أحضانه، ويرفض الشر.

يدعو المزمور إلى محاسبة النفس، ومراجعتها على ضوء كلام الله ووصاياه (ع23).

يتكلم هذا المزمور بالتفصيل عن صفات الله، وعلمه بالخفايا، ووجوده في كل مكان، وسلطانه على كل شيء.

يوبخ المرنم الأشرار ويدعوهم للتوبة بسرعةِ، لأن التمادي في الشر سيؤدى بهم حتمًا إلى الهلاك (ع19، 20).

يوجد تشابه بين هذا المزمور وسفر أيوب (أى10).

لا يوجد هذا المزمور في الأجبية.



(1) الله كلي المعرفة والحضور (ع1-18):



ع1-4: يَا رَبُّ، قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي.
أَنْتَ عَرَفْتَ جُلُوسِي وَقِيَامِي. فَهِمْتَ فِكْرِي مِنْ بَعِيدٍ.
مَسْلَكِي وَمَرْبَضِي ذَرَّيْتَ، وَكُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ.
لأَنَّهُ لَيْسَ كَلِمَةٌ فِي لِسَانِي، إِلاَّ وَأَنْتَ يَا رَبُّ عَرَفْتَهَا كُلَّهَا.

ذريت :
نشرت أو نثرت.

مربض : مكان رقاد الحيوانات، والمقصود مكان راحتى.

يعلن داود لله، وهو يتحدث معه حديثًا خاصًا، أنك يا الله تعرف عنى كل شيء بفحص وتدقيق كامل، كمن يذرى الحبوب ليفصلها عن القشِ. فتعرف الخير والشر الذي فىَّ وكل ميولى، وليس فقط أعمالى وكلامى، وتعرف طباعى، تعرفنى في راحتى وضيقى، بل وتعرف ما أنوى أن أعمله، أو أقوله. فأنت ترى من بعيد كل ما فىَّ، ولست محتاجًا أن تعاشرنى مثل البشر لتعرفنى؛ لأنك أنت خالقى، ولك علم كامل بكل ما فىَّ.

ترمز هذه الآيات للسان حال المسيح وهو في الجسد، في حديثه مع الآب، ولأن الإثنين جوهر واحد، فالآب يعرف كل ما في الإبن، ويعلم محبته للبشر، وكيف اتضع في تجسده، وكيف سيتألم ويحمل كل شر البشرية على كتفيه عندما يصلب ويموت لأجل الفداء.



ع5: مِنْ خَلْفٍ وَمِنْ قُدَّامٍ حَاصَرْتَنِي، وَجَعَلْتَ عَلَيَّ يَدَكَ.

أنت تعرف عنى يا رب كل شئ؛ مافات من حياتى حديثًا، أو قديمًا، وما سيحدث في المستقبل. وتعرف أيضًا إلى أين أذهب، وما سأنجح فيه، أو أفشل، تعرف ما سأنمو فيه روحيًا وما أعجز عنه. ويدك علىَّ تحمينى، وتبعد عنى الشر طالما أنا أطلبك. فأنت ضابط الكل، إليك التجئ، وأثق في يدك التي تحمينى. وإذا فكرت في الشر فإنك تعلن لى مخافتك حتى أتوب. وأنا في يدك أستريح، وأطمئن؛ حتى لو سمحت لى بضيقات، فهي لمنفعتى، ولتحمينى من شرور كثيرة.



ع6: عَجِيبَةٌ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ، فَوْقِي ارْتَفَعَتْ، لاَ أَسْتَطِيعُهَا.

أنت يا رب تعرف كل شيء عنى، أما أنا فلا أستطيع أن أعرف عنك إلا القليل؛ لأنك غير محدود، وأنا محدود. فأنت عجيب لا أستطيع أن أحتويك، بل أنت تحتوينى، وتعرفنى ذاتك قدر ما أحتمل، ومعرفتك عنى كل شيء تفوق إدراكى وهي عجيبة في عينى.



ع7-10: أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟

إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ
فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ.
فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.

يظهر داود أنه لا يستطيع أن يهرب من الله حتى لو اتجه في أي مكان في العالم، فالله موجود ويراه ويستطيع أن يمسكه ويعمل معه أمرين:

أ - يهديه ويعيده إليه وللحياة الروحية معه، مهما انشغل عنه، أو ابتعد في طريق غير سليم. وهذا يظهر محبة الله التي تفرح قلب الإنسان.

ب - يضبطه بعدله ويحاكمه، وهذا يولد مخافة الله داخل القلب، فيجعله يبتعد عن الشر، ويتذكر وجود الله دائمًا أمامه.

يظهر الله بثالوثه القدوس في (ع7) "روحه" أي الروح القدس، "ووجهه" أي الابن المتجسد، والآب هو الذي يخاطبه داود.

الاتجاه الرأسى يظهر في (ع8) بالصعود إلى السماء مكان الأبرار، أو الفرش في الهاوية، أي رقود القبر والموت. وهذا ما تخيله داود، بالارتفاع إلى السماء، أو النزول إلى أسفل سيجد الله الذي يوجد في كل مكان؛ ليمجد الأبرار في السماء، ويدين الأشرار في الهاوية. ومن ناحية أخرى إن اتجه أفقيًا مع بداية الصبح؛ ليصل إلى أقصى الأرض فالله موجود في كل مكان. والاتجاه الرأسى والاتجاه الأفقى يرمزان للصليب الذي صلب عليه المسيح ليخلص الجميع؛ كل من يؤمن به في كل اتجاه من الاتجاهات الأربع، فهو مخلص البشرية كلها.



ع11، 12: فَقُلْتُ: «إِنَّمَا الظُّلْمَةُ تَغْشَانِي».
فَاللَّيْلُ يُضِيءُ حَوْلِي! الظُّلْمَةُ أَيْضًا لاَ تُظْلِمُ لَدَيْكَ،
وَاللَّيْلُ مِثْلَ النَّهَارِ يُضِيءُ. كَالظُّلْمَةِ هكَذَا النُّورُ.

تغشانى :
تغطينى.

إن كان الإنسان يشعر أنه في ظلمة لا يراه أحد، ليفعل الشر في ظلمة الليل، ولكن يغيب عنه أن الله نور، ويضيئ الليل بنوره، فهو الذي خلق الشمس لضياء النهار، والقمر والنجوم لضياء الليل، وهو فاحص القلوب والكلى، فحتى لو استتر الشرير في ظلمة الليل، فالله يرى كل أعماله وأفكاره ومشاعر قلبه.

إن سار أولاد الله في ظلمة الليل فلا يخافوا شرًا؛ لأن الله ينير حياتهم، ويحفظهم من أعدائهم الشياطين، ومن كل تجربة، وإن هاجمتهم الخطايا لتظلم فكرهم، فالله ينبههم بنوره ليرفضوا كل شر، وإن سقطوا في ظلمة الخطية، فالله ينخسهم بروحه القدوس فيسرعوا إلى التوبة.

"الليل مثل النهار يضئ" إن كانت الظلمة هي طبيعة الليل وفى نفس الوقت الله طبيعته نور وضياء، هكذا أيضًا التجربة المظلمة تظهر قاسية وصعبة للإنسان. لكنها عند الله منيرة ولمنفعة الإنسان ولمصلحته، ويجعلها منيرة ومريحة له، أي يحول مشاعر الضيق إلى راحة وسلام، بل وفرح أيضًا.

"الليل مثل النهار يضئ" نبوة عن قيامة المسيح النور الحقيقي الذي قام من ظلمة القبر بنور مجده العظيم.

"الليل يضئ حولى" معناه تحويل العناصر إلى عكس طبيعتها، فالليل مظلم، والنهار مضئ، ولكن الليل يضئ، مثلماجعل الله النار تكون لطيفة بالنسبة للثلاث فتية رغم حرقها للبابليين الذي ألقوا الثلاث فتية في النار (دا3: 27).



ع13، 14: لأَنَّكَ أَنْتَ اقْتَنَيْتَ كُلْيَتَيَّ. نَسَجْتَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي.

أَحْمَدُكَ مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدِ امْتَزْتُ عَجَبًا. عَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ،
وَنَفْسِي تَعْرِفُ ذلِكَ يَقِينًا.

الله اقتنى كليتى، أي اقتنى مشاعرى؛ لأنه فوق الكلية توجد الغدة الجاركلوية المسئولة عن انفعالات الإنسان. والمقصود أن الله اقتنانى كلى بكل إمكانياتى وعواطفى، وهو الذي صنعنى مثلما يصنع الصانع النسيج، وكوننى تدريجيًا في بطن أمى. وبهذا فإن الله هو العارف كل شيء عنى، وهو يحتوينى، ويقودنى في طريق البر إذا سرت معه.

تكوين الإنسان يتميز عن باقي الخلائق في جسده وروحه. وهذا يدعو لشكر وتمجيد الله، بل إن كل إنسان يتميز عن غيره من البشر، مما يظهر محبة الله الخاصة لكل إنسان. وهذا يجعل الإنسان في ثقة وقوة من أجل اهتمام الله به شخصيًا.

أعمال الله الخالق فىَّ وفى باقي المخلوقات يفوق عقلى، ولكن بالإيمان نفسي تفهم هذا العجب الذي صنعه الله. وكلما تقدم العلم يكتشف شيئًا من أعمال الله العجيبة في خلق الإنسان وفى باقي المخلوقات.



ع15، 16: لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ
وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. رَأَتْ عَيْنَاكَ أَعْضَائِي، وَفِي سِفْرِكَ
كُلُّهَا كُتِبَتْ يَوْمَ تَصَوَّرَتْ، إِذْ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهَا.

الله كون في ذهنه صورة للإنسان، أى في الخفاء كان الإنسان في فكر الله، وهذا منذ الأزل. وفى الوقت المناسب خلقه بدقة، فكل عظمة من عظام الإنسان ولو صغيرة كان لها رقم عند الله، أي معروفة ومعدودة. ولأن الإنسان خلقة الله من التراب؛ لذا يقول "رقمت في أعماق الأرض" وكون الله أعضاء الإنسان التي كانت في سفر الله، أي مكتوبة في فكره، بل ويعرف عنها ماضيها وحاضرها ومستقبلها. فكل شيء معروف عند الله منذ الأزل وكل ما سيحدث له. كل هذا يبين محبة الله واهتمامه الذي يفوق العقل، فلا يوجد من يهتم مثله، ولا حتى الإنسان يهتم بنفسه، مثلما يهتم الله به.

الله يرى الإنسان بنقائصه، ويفرح به كلما نما وتكامل، وهذا يعطى رجاء لكل إنسان ضعيف وناقص في فهمه ونضجه، فالله يحبه ويقبله وينميه؛ حتى يكمل فيه.



ع17، 18: مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ يَا اَللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا!
إِنْ أُحْصِهَا فَهِيَ أَكْثَرُ مِنَ الرَّمْلِ. اسْتَيْقَظْتُ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكَ.

إن أفكار الله وتدابيره، ومحبته لخليقته كثيرة جدًا لا يمكن حصرها؛ لأن الله غير محدود، ومحبته، واهتمامه بالإنسان غير محدود، فما أكثر جملتها وهي أكثر من الرمل. هذا يجعل الإنسان يشكر الله في كل حين، ولا يمكن إدراك كرامة، وعظمة أفكار الله، ولكن يؤمن الإنسان بحب الله له اللانهائى.

الله يحب الإنسان قبل أن يولد، فعندما يستيقظ الإنسان، أي يولد يجد الله معه يعتنى به. وإن نام الإنسان كل يوم واستيقظ يجد رعاية الله تحوطه في نومه، وفى صحوه. وإن تغافل الإنسان عن نفسه، أو عن حياته الروحية، ثم انتبه بفعل روح الله القدوس يجد محبة الله معه دائمًا.

† انظر إلى محبة الله وعنايته بك منذ ولدت حتى الآن ليطمئن قلبك، وتشكره وتثق في نفسك المعتمدة على الله، وتنطلق في أعمال حب لله والناس، وتفرح الله في كل حين.


(2) رفض الشر (ع19-24):



ع19-22: لَيْتَكَ تَقْتُلُ الأَشْرَارَ يَا اَللهُ. فَيَا رِجَالَ الدِّمَاءِ، ابْعُدُوا عَنِّي.
الَّذِينَ يُكَلِّمُونَكَ بِالْمَكْرِ نَاطِقِينَ بِالْكَذِبِ، هُمْ أَعْدَاؤُكَ.
أَلاَ أُبْغِضُ مُبْغِضِيكَ يَا رَبُّ، وَأَمْقُتُ مُقَاوِمِيكَ؟
بُغْضًا تَامًّا أَبْغَضْتُهُمْ. صَارُوا لِي أَعْدَاءً.

أمقت :
أكره بشدة.

إذ أحب داود الله أحب أيضًا الخير وعاش فيه، وبالتالي لم يعد يطيق الشر، وتضايق من الأشرار لأجل شرورهم. وإن كان يتمنى توبتهم وخلاصهم، فلماذا يكرههم داود؟

يكره شرهم؛ لأنه ضد الله، وهم أعداء الله.

لأن الأشرار مخادعون يتظاهرون بالتقوى لكنهم متمسكون بالشر، فيخدعوا أنفسهم وقد يخدعوا الآخرين.

يخشى داود أن يتأثر بشرهم ولو جزئيًا فيعثر ويسقط في أحد الشرور التي يفعلونها.

تأثر داود وكره تمامًا استهانة الأشرار بحياة الأبرار وقتلهم.

تضايق أيضًا داود من إساءة الأشرار وقتلهم الآخرين قتلًا أدبيًا، أي وجهوا إليهم كلمات صعبة لا يستطيع الإنسان احتمالها، فتأثر داود من أجل إذلال الأبرار.



ع23، 24: اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي.

وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا.

بعد أن أظهر داود رفضه للشر يقترب من الله باتضاع، طالبًا اختبار الله له وامتحانه لأفكاره، لئلا يكون في داخله أى شر، أو تهاون ولو صغير، حتى ينقيه الله منه. والطريق الباطل هو أي شيء ليس له منفعة، ولا يقرب الإنسان من الله، بل على العكس يمكن مع الوقت أن يسقط الإنسان في شرور كبيرة. وهذا يبين تدقيق داود واهتمامه بنقاوته، بل وأيضًا اهتمامه بحياته الأبدية، فلا يريد أن يتعطل بأى شر، وبالتالي نتأكد أنه لم يرفض الشر ككبرياء منه، بل نفورًا من الشر، ومحبة في البر، فهو يحب الأشرار ويبغض شرهم الذي ذكره في (ع21) وهذه البغضة لا تعتبر طريقًا باطلًا بل هي محبة لله ونقاوة قلب نحو الأشرار، فهو يتمنى توبتهم.

† كن مدققًا في علاقاتك، والأماكن التي تجلس فيها حتى تبتعد عن مصادر الشر، فيساعدك هذا على حياة البر، وعلاقة حب نامية مع الله.







المزمور المائة والأربعون
الله المخلص من الشر


لإمام المغنين. لداود. مزمور

"انقذنى يا رب من أهل الشر من رجل الظلم احفظنى" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور.

متى كتب ؟ عندما كان داود مطرودًا من وجه شاول الملك.

يناسب هذا المزمور كل متألم من الأشرار، ويطلب إنقاذ الله له.

يوجد تشابه بين هذا المزمور، والثلاثة مزامير التالية، وكلها تظهر معاناة البار، وطلبه الخلاص من الله، وتتشابه أيضًا مع المزامير 58، 64.

لا يوجد هذا المزمور بالأجبية.

(1) إنقاذ من الشر (ع1-5):



ع1، 2: أَنْقِذْنِي يَا رَبُّ مِنْ أَهْلِ الشَّرِّ. مِنْ رَجُلِ الظُّلْمِ احْفَظْنِي.

الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ بِشُرُورٍ فِي قُلُوبِهِمْ. الْيَوْمَ كُلَّهُ يَجْتَمِعُونَ لِلْقِتَالِ.

يطلب داود من الله أن ينقذه من الأشرار، والظالمين، خاصة، وأنهم قد لا يظهرون شرهم في البداية، أو يكونوا منافقين، ويظهرون عكس ما بداخلهم، ولكنهم بالتأكيد يفكرون بالشر في قلوبهم. ويظهر هذا الشر في الإساءة إلى الآخرين ومقاتلتهم، لذا يطلب داود قبل أن يحدث الشر أن ينقذه الله. وهذا يبين احتياج داود واتضاعه، بالإضافة إلى الشر المحيط به، وحاجته إلى نجدة من الله، ويبين بالتأكيد إيمانه القوى بقوة الله.

إن الأشرار هم الشياطين وكل من يتبعهم من البشر. هؤلاء أنانيون يفكرون فقط في أنفسهم، ويظلمون الآخرين، ولكنهم يتحدون فقط في الشر، فيجتمعون لمقاتلة الأبرار وظلمهم، لكن قوة الله قادرة أن تنقذ الأبرار، حتى لو اجتمع عليهم جميع الشياطين.



ع3: سَنُّوا أَلْسِنَتَهُمْ كَحَيَّةٍ. حُمَةُ الأُفْعُوَانِ تَحْتَ شِفَاهِهِمْ. سِلاَهْ.

ال
أفعوان : ذكر الثعبان السام.

حمة : سم الثعبان أو العقرب.

يشبه داود هؤلاء الأشرار في خبثهم وشرهم بالحية، التي تحتفظ بالسم، فيحتفظون بالسم تحت ألسنتهم وشفاههم، أي أن هؤلاء الأشرار ألسنتهم قاسية وحادة وتريد قتل من يقابلها. وقد كرر بولس الرسول هذه الآية؛ ليظهر شر الأشرار (رو3: 13).

هؤلاء الأشرار الذين ألسنتهم تقتل الآخرين هم الهراطقة، والخدام المغرضين الذين ينادون بأى تعاليم غريبة عن فكر الله والكنيسة.

تختتم هذه الآية بكلمة سلاه وهي وقفة موسيقية؛ ليفكر المرنم في هذا المزمور ويحترس من الأشرار، ويطلب معونة الله. وقد تكررت كلمة سلاه ثلاث مرات في هذا المزمور. وظهرت كثيرًا في الجزء الأول من المزامير، ولكن في الجزء الأخير الذي نحن فيه فهذه أول مرة.



ع4، 5: احْفَظْنِي يَا رَبُّ مِنْ يَدَيِ الشِّرِّيرِ. مِنْ رَجُلِ الظُّلْمِ أَنْقِذْنِي.
الَّذِينَ تَفَكَّرُوا فِي تَعْثِيرِ خُطُوَاتِي. أَخْفَى لِي الْمُسْتَكْبِرُونَ فَخًّا وَحِبَالًا.
مَدُّوا شَبَكَةً بِجَانِبِ الطَّرِيقِ. وَضَعُوا لِي أَشْرَاكًا. سِلاَهْ.

تعثير : يسقطونى في عثرة، أي يسقطوننى في خطية ويبعدوننى عن الله.

أشراك : جمع شرك وهو المصيدة، أو الفخ.

يؤكد هنا على الله في صلاة متضرعة إليه أن ينقذه من الشرير والظالم اللذين يفكران في إسقاطه، مستخدمين كل المكر والخبث، الذي يشبهه بمكر الصياد الذي يستخدم الفخاخ والحبال والشباك والأشراك. فهذا يبين تنوع حروب إبليس والأشرار الذين يحيطون بداود، إذ حاول شاول محاولات متنوعة في القبض على داود وإهلاكه، ولكن الله نجاه من يده.

الشباك والفخاخ توضع بجوار الطريق، فإن سار البار في طريق الله لا يعثره شيء، ولكن إن انحرف عن الطريق يقع في يد الشيطان.

الطريق هو المسيح كما قال عن نفسه (يو14: 6) وهو متضع ويريد أن أولاده يتضعون مثله. أما الشياطين فهم المستكبرون، فإن سلك الأبرار باتضاع في طريق الله تعجز الشياطين عن محاربتهم.

تختم هذه الآية بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في أهمية الصلاة التي تنقذنا من كل فخاخ الشياطين.

† تمسك بوصايا الله، واثبت في الكنيسة وأسرارها باتضاع، فيعجز الشيطان عن محاربتك.


(2) مخلص المساكين (ع6-13):



ع6، 7: قُلْتُ لِلرَّبِّ: «أَنْتَ إِلهِي». أَصْغِ يَا رَبُّ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
يَا رَبُّ السَّيِّدُ، قُوَّةَ خَلاَصِي، ظَلَّلْتَ رَأْسِي فِي يَوْمِ الْقِتَالِ.

أمام فخاخ الشياطين المتنوعة لم ينزعج داود، بل نظر إلى الله، وشعر بدالته عنده فقال له أنت إلهى. وتضرع إليه، أى طلبه باتضاع، بل ونسب إليه القوة، فقال له قوة خلاصى. كل هذا جعله يطمئن، ويتشجع ويزداد تمسكًا بالله.

شكر الله الذي ظلل عليه في يوم القتال. والظل هنا هو حماية رأسه من سهام الأعداء، أي صار الله له كخوذة يحميه من حروب الأشرار، وبالتالي تقدم داود وانتصر على الأعداء؛ لأن الله يحميه، أي أن داود استعاد خبرته مع الله بشكره إياه، فاطمأن وصار قويًا. وخوذة الخلاص يؤكدها لنا بولس الرسول (1 تس5: 8). والله ظلل على شعبه في برية سيناء بعمود السحاب، أي حماهم من الشمس الحارقة في البرية، كما يحمينا الآن من تجارب إبليس.



ع8: لاَ تُعْطِ يَا رَبُّ شَهَوَاتِ الشِّرِّيرِ. لاَ تُنَجِّحْ مَقَاصِدَهُ. يَتَرَفَّعُونَ. سِلاَهْ.

يطلب داود من الله أن لا يعطى الشرير شهوته، أي إهلاك داود، بل يبطل مقاصده الشريرة بالإساءة إلى الأبرار، ويظهر بطلان كبريائه وترفعه، وكراهيته للأبرار، بهذا يعطى فرصة للشرير ليراجع نفسه ويتوب، وفى نفس الوقت يثبت إيمان الأبرار بالله.

تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في بطلان الشر، وقوة الله التي تبطله شره وذلك عن طريق الصلاة.


ع9: أَمَّا رُؤُوسُ الْمُحِيطِينَ بِي فَشَقَاءُ شِفَاهِهِمْ يُغَطِّيهِمْ.

تكلم الأشرار بشفاه غاشة وخداع ليهلكوا البار، ولكن الله تدخل، وقلب شرورهم على رؤوسهم. فانقلب عليهم الشقاء الذي تمنوه بشفاههم للبار وأساء إليهم. وهكذا فإن السم الذي تحت شفاههم المذكور في (ع3) ظهر على رؤوسهم، أي أن الله أظهر خبثهم وشرهم علنًا أمام الناس. هذا ماحدث مع شاول الذي يطارد داود، إذ سقط مرتين تحت يد داود، ولكن داود سامحه، وإخوة يوسف باعوه عبدًا، فصاروا عبيدًا له، وأبشالوم حاول قتل أبيه داود، وقام عليه بجيش عظيم، فمات أبشالوم ميتة شنيعة.

هذه الآية نبوة عن المسيح الذي قام عليه الشيطان، وسُمر على الصليب فمات، وبموته أوفى الدين عنا وقيد الشيطان.



ع10، 11: لِيَسْقُطْ عَلَيْهِمْ جَمْرٌ. لِيُسْقَطُوا فِي النَّارِ، وَفِي غَمَرَاتٍ فَلاَ يَقُومُوا.
رَجُلُ لِسَانٍ لاَ يَثْبُتُ فِي الأَرْضِ. رَجُلُ الظُّلْمِ يَصِيدُهُ الشَّرُّ إِلَى هَلاَكِهِ.

غمرات :
مياه كثيرة وعميقة.

يواصل داود شرحه لما سيحدث للأشرار، فيقول أنه سيسقط من السماء عليهم نار فيهلكوا، كما حدث مع أهل سدوم وعمورة، وكذا مع المتذمرين الذين تبعوا قورح وداثان وأبيرام (عد16: 32) وهذه النار التي تحرقهم تقودهم إلى النار الأبدية. ويصف ما يحدث لهم بأنهم يغرقون في الماء ويهلكون، كما حدث مع فرعون وجيشه في البحر الأحمر، وكما حدث للأشرار في الطوفان. كل هذا يحدث للشرير ذى اللسان القاسى والظالم، الذي يقوده ظلمه ويسقطه في الهلاك.



ع12، 13: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الرَّبَّ يُجْرِي حُكْمًا لِلْمَسَاكِينِ وَحَقًّا لِلْبَائِسِينَ.
إِنَّمَا الصِّدِّيقُونَ يَحْمَدُونَ اسْمَكَ. الْمُسْتَقِيمُونَ يَجْلِسُونَ فِي حَضْرَتِكَ.

إن كان الأشرار -كما ظهر في الآيات السابقة- سيعانون من آلام نتجت عن شرورهم، فيتعذبون كما بالنار والمياه المغرقة، فعلى العكس الله ضابط الكل يهتم بالمساكين والبائسين، أي المتضعين الذين اتكلوا عليه، فيعطيهم أحكامًا عادلة، أي يكافئهم بالسلام في قلوبهم، فيحمدون الله، ويجلسون في حضرته، أي يتمتعون بعشرته ويفرحون؛ كل هذا على الأرض.

إن كانت نهاية الأشرار هي العذاب الأبدي، فالله الديان العادل يجرى حكمًا عادلًا للمساكين والبائسين، ويكافئهم بملكوت السموات، حيث يواصلون حمدهم وشكرهم لله إلى الأبد، ويتمتعون بالجلوس بين يديه في ملكوته.

† انظر إلى الأمجاد التي أعدها الله لك حتى تحتمل آلام الأرض، ولا تنبهر بالنجاح المؤقت للأشرار، فسيأتى على رؤوسهم. فقط تمسك بإيمانك واعلم أن الله يساندك، ولن يتركك أبدًا.
 
قديم 01 - 08 - 2024, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 168785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المزمور المئة والسادس والثلاثون
لماذا نشكر الله؟

"احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته" (ع1)



1. كاتبه: غير معروف فهو من المزامير اليتيمة، أي الغير معروف اسم كاتبها في عنوانها. ولكن هناك رأى أن كاتبه داود بدليل أنه قال عن الله "لأن إلى الأبد رحمته" عندما نقل التابوت إلى أورشليم (1 أى16: 41). ثم ردده سليمان ابنه بعده عند تدشين الهيكل (2 أى5: 13). وبعدهما صلاها عزرا في يوم إعادة بناء الهيكل الثاني (عز3: 11).

2. هذا المزمور من أهم مزامير الشكر لله ويسمى الهليل الكبير، أي التهليل العظيم مع زميله المزمور السابق.

3. هذا المزمور ليتورجى كان يرنم يوميًا في تسبيح الله بالإضافة لرأس السنة الجديدة وعيد الفصح.

4. طريقة ترديد هذا المزمور كانت على أشكال مختلفة:

أ - ترديد جماعى.

ب - مجموعة تردد الجزء الأول من كل ربع (آية) وهو الجزء المختلف في كلماته عن باقي الأرباع، والمجموعة الأخرى تردد الجزء المتكرر وهو هللويا لأن إلى الأبد رحمته.

جـ- مرنم واحد يقول الجزء المختلف من الآية، وجماعة المرنمين تردد الجزء المتكرر.

5. يناسب هذا المزمور كل من يحب الله، ويبغى أن يسبحه، ويمجده، فيثبت في إيمانه، ويزداد فرحه، بل وتلذذه في الحياة.

6. يردد هذا المزمور في الكنيسة يوميًا ويسمى الهوس الثاني، أي التسبيح الثاني.

7. كان هذا المزمور يرنم في العهد القديم وفى الكنيسة الأولى أيضًا، فيذكر لنا تاريخ الكنيسة في القرن الرابع أن البابا أثناسيوس الرسولى كان في الكنيسة يرنم هذا المزمور مع الشعب، بينما هجم العساكر للقبض عليه بأمر الملك، فأشار في هدوئه للكل أن يستمروا في التسبيح بصوتهم العالى فتوقف العسكر أمام هذا الاحتفال القوى، وانسحب هو بهدوء من الأبواب الخلفية، ولم يستطيعوا القبض عليه.

8. تكرار الجزء الأخير من كل آية 26 مرة في هذا المزمور ليس تكرارًا باطلًا، لكنه بسبب:

أ - عظم رحمة الله التي لا تحد، ولا يستطيع العقل أن يستوعب مداها.

ب - ليثبت في القلب شكر الله على مراحمه، فيزداد تعلق الإنسان بالله.

جـ- لصد كل هجمات إبليس بالشك والتذمر.

9. هذا المزمور غير موجود بالأجبية.

 
قديم 01 - 08 - 2024, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 168786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يجب على كل المؤمنين في العالم كله وعلى مر الأجيال أن يحمدوا الله لأنه صالح، وطبيعته أن يعمل الخير مع كل خلائقه، وخاصة المؤمنين به، فيسندهم في ضعفهم، وينقذهم من أعدائهم ويشبعهم من خيراته.

أن رحمة الله ليست فقط على الأرض ولكن تمتد إلى الأبد في ملكوت السموات بعطايا وبركات تفوق العقل، لا يستطيع اللسان التعبير عنها.
 
قديم 01 - 08 - 2024, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 168787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يجب على كل العالم ليشكر ويحمد الله إله الآلهة. والمقصود بالآلهة كل من يشعر البشر بقوته وسلطانه، سواء من البشر مثل الملوك والرؤساء (مز82: 6، يو10: 34) أو من يدعون أنهم آلهة، وهي الأصنام (دا2: 47)، فهو فوق كل قوة وسلطان، وهو وحده الإله الحقيقي القادر أن يرحم في الأرض وإلى الأبد.

الشكر يقدم لله أيضًا لأنه رب الأرباب، والمقصود بالأرباب كل المخلوقات العظيمة في السماء، أي رتب الملائكة الكبيرة ذات السلطان، فالله أيضًا هو خالقها، وربها، أي سيدها وأبوها، وهو وحده القادر أن يرحم في الأرض وفى السماء.

 
قديم 01 - 08 - 2024, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 168788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




† خيرات الله عليك كثيرة، فمن الطبيعي أن تشكره عليها.
وعندما تتعود الشكر كل يوم سيفتح الله عينيك الروحيتين،
فترى وتكتشف أعماله، ورعايته، ومحبته لك بأكثر وضوح،
فيزداد فرحك.
 
قديم 01 - 08 - 2024, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 168789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الله وحده هو الخالق وصنع كل شيء من المخلوقات الكبيرة والصغيرة
ويسرد هنا مجموعة من أعماله العظيمة، وهي السماء والأرض
والشمس، والقمر، والنجوم، كأمثلة لمخلوقاته،
وتظهر من خلقتها مدى عظمته، ويسميها المزمور عجائب
إذ تظهر فيها قوة الله وتدابيره التي تفوق العقل الإنسانى وبهذا يحمى الإنسان المرنم من الانحراف وراء أية آلهة وثنية،
وكلها عديمة القيمة لأن الله وحده هو القادر على الخلقة.
 
قديم 01 - 08 - 2024, 05:05 PM   رقم المشاركة : ( 168790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,538

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




السموات وما فيها من خلائق؛ أي الملائكة تعلو عن إدراك الإنسان ولا يعرف إلا القليل عنها. هذه كلها خلقها الله بفهم، أي بحكمة تفوق العقل.

عمل الله العجيب في بسطه الأرض على المياه، إذ تحيط بها المحيطات من كل جانب. فالأرض وإن كانت تدور حول نفسها وحول الشمس، ولكنها ثابتة لتعطى استقرارًا لحياة الإنسان.

خلق الله أيضًا الشمس لتعلن ساعات النهار على الأرض، لأن الأرض تدور مرة حول نفسها كل يوم، فتضاء بنور الشمس حوالي نصف اليوم، أو أكثر، أما النصف الآخر وهو ما يسمى بالليل، وتستضئ فيه بنور القمر والكواكب. لذا فالشمس تحكم وترتب ساعات النهار، والقمر والكواكب تحكم وترتب ساعات الليل. كل هذا بترتيب الخالق العظيم الله وحده.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024