27 - 07 - 2024, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 168161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تدنيس الأرض في الأصحاحات السابقة أبرز النبي فاعلية الخطية في حياة الأمم والشعوب مقدمًا نبوات عن سبع أمم لتأكيد فساد كل الشعوب حتى شعبه الخاص يهوذا وآفرايم. الآن يتحدث في الأصحاحات (24-27) عن نبوات عامة تخص الأرض كلها، ليظهر شمولية الفساد. وفي حديثه يشرق بعبارات تبعث الرجاء وتفتح طريق الخلاص. تبدأ النبوات بإعلان أن الأرض ذاتها التي خلقها الله بصلاحه من أجل سعادة الإنسان قد فسدت، واحتاجت أن يفرغها الله ليُجددها. هذا ما حدث بالجسد (لأن الأرض تُشير إلى الجسد الترابي)، فالخطية حطمت قدراته وإمكانيته بل وطبيعة الأمور التي خلقها الله صالحة لتعمل لبنيان الإنسان والجماعة، لقد صرنا محتاجين إلى تجديد خلقتنا، أي الولادة الجديدة فيتقدس الجسد مع النفس بكل الطاقات والقدرات الداخلية. ضربات عامة: 1 هُوَذَا الرَّبُّ يُخْلِي الأَرْضَ وَيُفْرِغُهَا وَيَقْلِبُ وَجْهَهَا وَيُبَدِّدُ سُكَّانَهَا. 2 وَكَمَا يَكُونُ الشَّعْبُ هكَذَا الْكَاهِنُ. كَمَا الْعَبْدُ هكَذَا سَيِّدُهُ. كَمَا الأَمَةُ هكَذَا سَيِّدَتُهَا. كَمَا الشَّارِي هكَذَا الْبَائِعُ. كَمَا الْمُقْرِضُ هكَذَا الْمُقْتَرِضُ. وَكَمَا الدَّائِنُ هكَذَا الْمَدْيُونُ. 3 تُفْرَغُ الأَرْضُ إِفْرَاغًا وَتُنْهَبُ نَهْبًا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ بِهذَا الْقَوْلِ. 4 نَاحَتْ ذَبُلَتِ الأَرْضُ. حَزِنَتْ ذَبُلَتِ الْمَسْكُونَةُ. حَزِنَ مُرْتَفِعُو شَعْبِ الأَرْضِ. 5 وَالأَرْضُ تَدَنَّسَتْ تَحْتَ سُكَّانِهَا لأَنَّهُمْ تَعَدَّوْا الشَّرَائِعَ، غَيَّرُوا الْفَرِيضَةَ، نَكَثُوا الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ. 6 لِذلِكَ لَعْنَةٌ أَكَلَتِ الأَرْضَ وَعُوقِبَ السَّاكِنُونَ فِيهَا. لِذلِكَ احْتَرَقَ سُكَّانُ الأَرْضِ وَبَقِيَ أُنَاسٌ قَلاَئِلُ. 7 نَاحَ الْمِسْطَارُ، ذَبُلَتِ الْكَرْمَةُ، أَنَّ كُلُّ مَسْرُورِي الْقُلُوبِ. 8 بَطَلَ فَرَحُ الدُّفُوفِ، انْقَطَعَ ضَجِيجُ الْمُبْتَهِجِينَ، بَطَلَ فَرَحُ الْعُودِ. 9 لاَ يَشْرَبُونَ خَمْرًا بِالْغِنَاءِ. يَكُونُ الْمُسْكِرُ مُرًّا لِشَارِبِيهِ. 10 دُمِّرَتْ قَرْيَةُ الْخَرَابِ. أُغْلِقَ كُلُّ بَيْتٍ عَنِ الدُّخُولِ. 11 صُرَاخٌ عَلَى الْخَمْرِ فِي الأَزِقَّةِ. غَرَبَ كُلُّ فَرَحٍ. انْتَفَى سُرُورُ الأَرْضِ. 12 اَلْبَاقِي فِي الْمَدِينَةِ خَرَابٌ، وَضُرِبَ الْبَابُ رَدْمًا. 13 إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فِي وَسَطِ الأَرْضِ بَيْنَ الشُّعُوبِ كَنُفَاضَةِ زَيْتُونَةٍ، كَالْخُصَاصَةِ إِذِ انْتَهَى الْقِطَافُ. يشّبه النبي الأرض كلها بإناء كل ما بداخله قد فسد لذا يقوم صاحبه بتفريغه تمامًا بأن يقلبه رأسًا على عقب، فيقول: "هوذا الرب يخلي الأرض ويفرغها ويقلب وجهها ويبدد سكانها. وكما يكون الشعب هكذا الكاهن؛ كما العبد هكذا سيده؛ كما الأَمة هكذا سيدتها؛ كما الشاري هكذا البائع؛ كما المقرض هكذا المقترض؛ وكما الدائن هكذا المديون" [1-2]. هكذا أغلق على الجميع في العصيان، واستحق الكل الموت، واحتاج الجميع إلى مخلص قادر على تجديد طبيعتهم، يشترك في هذا الكاهن مع الشعب، العظيم مع المحتقر، الغني مع الفقير. هذا الأمر يحتاج كما إلى تفريغ الأرض لتعود إلى ما قبل خلقة العالم -خالية وخاوية- فيُعيد الرب نفسه خلقتها. هذا هو الأساس اللاهوتي للخلاص، أن الخليقة قد فسدت تمامًا واحتاجت إلى صانعها لتجديد خلقتها، وكما يقول البابا أثناسيوس الرسولي: [هذا يشبه صورة لإنسان رسمت على لوحة، ثم حدث أن تشوهت بأصباغ خارجية، فصار لزامًا أن يحضر صاحب الصورة مرة أخرى لتجديد صورة الوجه على ذات الخشب (اللوحة)]. ماذا فعلت الخطية أو العصيان بالبشرية؟ لقد اقتربت البشرية إلى نيران الغضب الإلهي فاحترقت، أما سرّ الاحتراق فهو إرادة الإنسان العاصية التي تسحبه نحو الهلاك. يقدم إشعياء النبي تشبيهًا يكشف عن حال البؤس التي وصلت إليه البشرية، فقد اعتاد الناس في فترة حصاد الكروم أن يقيموا حفلات مبهجة، يشربون الخمر ويغنون بفرح ويقدمون تقدمات للفقراء. جاء وقت الجني فإذ بالكروم تعلن حدادها إذ لا تحمل عنبًا، أصحاب الدفوف يتوقفون عن الضرب بها، ليس من يُغني ولا من يفرح فقد هرب كل سرور من على وجه الأرض وحلّ الدمار بنار غضب الله فصار كل ما في العالم رمادًا [7-12]. هكذا يشبّه العالم بمدينة محترقة تحولت رمادًا وحقول حزينة جافة لا تحمل ثمرًا. يشبّهه بشجرة زيتون نفضت أوراقها وصارت عارية بلا ثمر ولا أوراق [13]، وككرمة بعد انتزاع كل عناقيدها منها. يليق بالكاهن أن يدرك حاجته للخلاص مثله مثل الشعب [2] وكما يقول القديس غريغوريوس النزينزي: [بالحقيقة لا يوجد تمييز بين الشعب والكهنة...]. |
||||
27 - 07 - 2024, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 168162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هكذا أغلق على الجميع في العصيان، واستحق الكل الموت، واحتاج الجميع إلى مخلص قادر على تجديد طبيعتهم، يشترك في هذا الكاهن مع الشعب، العظيم مع المحتقر، الغني مع الفقير. هذا الأمر يحتاج كما إلى تفريغ الأرض لتعود إلى ما قبل خلقة العالم -خالية وخاوية- فيُعيد الرب نفسه خلقتها. هذا هو الأساس اللاهوتي للخلاص، أن الخليقة قد فسدت تمامًا واحتاجت إلى صانعها لتجديد خلقتها، وكما يقول: [هذا يشبه صورة لإنسان رسمت على لوحة، ثم حدث أن تشوهت بأصباغ خارجية، فصار لزامًا أن يحضر صاحب الصورة مرة أخرى لتجديد صورة الوجه على ذات الخشب (اللوحة)]. ماذا فعلت الخطية أو العصيان بالبشرية؟ لقد اقتربت البشرية إلى نيران الغضب الإلهي فاحترقت، أما سرّ الاحتراق فهو إرادة الإنسان العاصية التي تسحبه نحو الهلاك. البابا أثناسيوس الرسولي |
||||
27 - 07 - 2024, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 168163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقدم إشعياء النبي تشبيهًا يكشف عن حال البؤس التي وصلت إليه البشرية، فقد اعتاد الناس في فترة حصاد الكروم أن يقيموا حفلات مبهجة، يشربون الخمر ويغنون بفرح ويقدمون تقدمات للفقراء. جاء وقت الجني فإذ بالكروم تعلن حدادها إذ لا تحمل عنبًا، أصحاب الدفوف يتوقفون عن الضرب بها، ليس من يُغني ولا من يفرح فقد هرب كل سرور من على وجه الأرض وحلّ الدمار بنار غضب الله فصار كل ما في العالم رمادًا [7-12]. هكذا يشبّه العالم بمدينة محترقة تحولت رمادًا وحقول حزينة جافة لا تحمل ثمرًا. يشبّهه بشجرة زيتون نفضت أوراقها وصارت عارية بلا ثمر ولا أوراق [13]، وككرمة بعد انتزاع كل عناقيدها منها. يليق بالكاهن أن يدرك حاجته للخلاص مثله مثل الشعب [2] وكما يقول : [بالحقيقة لا يوجد تمييز بين الشعب والكهنة...]. القديس غريغوريوس النزينزي |
||||
27 - 07 - 2024, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 168164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرح المؤمنين بالرب: 14 هُمْ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ وَيَتَرَنَّمُونَ. لأَجْلِ عَظَمَةِ الرَّبِّ يُصَوِّتُونَ مِنَ الْبَحْرِ. 15 لِذلِكَ فِي الْمَشَارِقِ مَجِّدُوا الرَّبَّ. فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ مَجِّدُوا اسْمَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 16 مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ سَمِعْنَا تَرْنِيمَةً: «مَجْدًا لِلْبَارِّ». فَقُلْتُ: «يَا تَلَفِي، يَا تَلَفِي! وَيْلٌ لِي! النَّاهِبُونَ نَهَبُوا. النَّاهِبُونَ نَهَبُوا نَهْبًا». وسط هذا الدمار الذي أفقد البشرية سلامها الداخلي وفرحها توجد بقية مقدسة تعلن بهجتها وفرحها بالرب بواسطة التسبيح والترنم. "هم يرفعون أصواتهم ويترنمون، لأجل عظمة الرب يصوتون من البحر. لذلك في المشارق مجدوا الرب. في جزائر البحر مجدوا اسم الرب إله إسرائيل. من أطراف الأرض سمعنا ترنيمة: مجدًا للبار" [14-16]. يتحدث هنا عن البقية القليلة في العالم التي قبلت الإيمان ورجعت إلى الله، هؤلاء يعيشون في المشارق أي يتمتعون بشمس البر المشرق عليهم (ملا 4: 3). ولئلا يظن بالمشارق هنا مجرد مكان قال: "في جزائر البحر مجدوا اسم الرب" ليؤكد أن الساكنين في الغرب (جزائر البحر الأبيض غرب أورشليم) يتمتعون بالخلاص مع الشرقيين. موضوع التسبيح هو "مجدًا (للمسيح) البار!" |
||||
27 - 07 - 2024, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 168165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسبيح مع رعدة: 17 عَلَيْكَ رُعْبٌ وَحُفْرَةٌ وَفَخٌّ يَا سَاكِنَ الأَرْضِ. 18 وَيَكُونُ أَنَّ الْهَارِبَ مِنْ صَوْتِ الرُّعْبِ يَسْقُطُ فِي الْحُفْرَةِ، وَالصَّاعِدَ مِنْ وَسَطِ الْحُفْرَةِ يُؤْخَذُ بِالْفَخِّ. لأَنَّ مَيَازِيبَ مِنَ الْعَلاَءِ انْفَتَحَتْ، وَأُسُسَ الأَرْضِ تَزَلْزَلَتْ. 19 اِنْسَحَقَتِ الأَرْضُ انْسِحَاقًا. تَشَقَّقَتِ الأَرْضُ تَشَقُّقًا. تَزَعْزَعَتِ الأَرْضُ تَزَعْزُعًا. 20 تَرَنَّحَتِ الأَرْضُ تَرَنُّحًا كَالسَّكْرَانِ، وَتَدَلْدَلَتْ كَالْعِرْزَالِ، وَثَقُلَ عَلَيْهَا ذَنْبُهَا، فَسَقَطَتْ وَلاَ تَعُودُ تَقُومُ. 21 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يُطَالِبُ جُنْدَ الْعَلاَءِ فِي الْعَلاَءِ، وَمُلُوكَ الأَرْضِ عَلَى الأَرْضِ. 22 وَيُجْمَعُونَ جَمْعًا كَأَسَارَى فِي سِجْنٍ، وَيُغْلَقُ عَلَيْهِمْ فِي حَبْسٍ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ يَتَعَهَّدُونَ. 23 وَيَخْجَلُ الْقَمَرُ وَتُخْزَى الشَّمْسُ، لأَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ مَلَكَ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَقُدَّامَ شُيُوخِهِ مَجْدٌ. الخلاص الذي يقدمه الله للبشرية يلهب قلب المؤمنين فرحًا وتهليلًا، ويبعث رعبًا بالنسبة لغير المؤمنين الجاحدين وأيضًا للشياطين. لقد أدرك عدو الخير أن نهبًا قد تم بالنسبة له، فقد اجتذب الصليب الكثير من النفوس التي استعبدها العدو، وحطمت القيامة كل قوات الظلمة وفتحت أبواب الفردوس. يرى النبي عدو الخير أشبه بوحش بري سقط في الشباك في حفرة، وفتح فاه يندب حاله في يأس مع خوف ورعدة [16-18]. ارتعب عندما رأى نفسه ينحدر نحو الهاوية كما في حفرة عميقة للغاية، بينما وقفت السماء والأرض تشهدان للصليب: "ميازيب من العلاء انفتحت، وأسس الأرض تزلزلت؛ انسحقت الأرض انسحاقًا، تشققت الأرض تشققًا، تزعزعت الأرض تزعزعًا" [18-19]، "في ذلك اليوم يخجل القمر وتخزى الشمس لأن رب الجنود قد ملك على جبل صهيون في أورشليم" [23]. هكذا تشهد الطبيعة عن ثقل الخطية التي حملها السيد المسيح عنا، كأنها كتلة ثقيلة للغاية دُفعت نحو الأرض فشققتها وزعزعتها وأثارت فيها زلازل حتى خجل القمر وخزيت الشمس مما فعلته الخطية. هذا ومن جانب آخر وقفت الطبيعة كما في خزي وخجل أمام ما فعله الإنسان بمخلصه وفاديه. بالصليب دخلنا في المُلك الروحي (رؤ 20) حيث يملك رب الجنود على جبل صهيون في أورشليم [23]؛ يملك بالصليب على قلوب المؤمنين، مقيدًا إبليس وكل جنوده الروحيين كأسرى حتى يأتي وقت الارتداد [22]، إذ شهر بهم جهارًا (كو 2: 15)، واهبًا إيانا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. منظر الصليب حطم العدو، معلنًا المجد الإلهي أمام الشيوخ [23]، فقد عاين الرسل قوة الخلاص وأدركوها في حياتهم كما في كرازتهم. |
||||
27 - 07 - 2024, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 168166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسبحة شكر من أجل الملكوت بنهاية الأصحاح السابق ينتهي الجزء الخاص بتهديدات إشعياء النبي بالخراب الذي يحل بالأمم بسبب البعد عن الله وعصيانه ومقاومته، أما الأصحاحات 25-27 فتُقدم تسابيح الخلاص وتعلن مقاصد الله من جهة التأديب، كما تكشف عن مدى اشتياق الله نحو كرمه المشتهاة ودعوته شعبه للتمتع بالوليمة العظيمة وتحطيم قوى إبليس. الأصحاح 25 (إش 25) يمثل تسبحة من أجل عمل الله مع شعبه الذي يردهم من السبي ويهلك أعداءهم (من بينهم موآب)، كرمز لعمله الخلاصي في العهد الجديد حيث يُقيم ملكوته، واهبًا الحرية لشعبه والغلبة على قوات الظلمة. يدخل بنا هذا الأصحاح إلى ملكوت العهد الجديد حيث يظهر الرب قادمًا ليُقيم مملكته السماوية في حياة البشر. هذا ما أعلنه القديس يوحنا المعمدان في بدء خدمته قائلًا: "توبوا فأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات"، أما الملك نفسه فقال: "ملكوت الله داخلكم" (لو 7: 21). لقد رفض الجاحدون الملك المسيا، ومع هذا فلا يكف الملك عن أن يدعو كل البشرية إلى ملكوته قائلًا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت 11: 28). إنها دعوة مفتوحة للجميع عبر كل الأجيال. تسبحة حمد لله: 1 يَا رَبُّ، أَنْتَ إِلهِي أُعَظِّمُكَ. أَحْمَدُ اسْمَكَ لأَنَّكَ صَنَعْتَ عَجَبًا. مَقَاصِدُكَ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَمَانَةٌ وَصِدْقٌ. 2 لأَنَّكَ جَعَلْتَ مَدِينَةً رُجْمَةً. قَرْيَةً حَصِينَةً رَدْمًا. قَصْرَ أَعَاجِمَ أَنْ لاَ تَكُونَ مَدِينَةً. لاَ يُبْنَى إِلَى الأَبَدِ. 3 لِذلِكَ يُكْرِمُكَ شَعْبٌ قَوِيٌّ، وَتَخَافُ مِنْكَ قَرْيَةُ أُمَمٍ عُتَاةٍ. 4 لأَنَّكَ كُنْتَ حِصْنًا لِلْمِسْكِينِ، حِصْنًا لِلْبَائِسِ فِي ضِيقِهِ، مَلْجَأً مِنَ السَّيْلِ، ظِّلًا مِنَ الْحَرِّ، إِذْ كَانَتْ نَفْخَةُ الْعُتَاةِ كَسَيْل عَلَى حَائِطٍ. 5 كَحَرّ فِي يَبَسٍ تَخْفِضُ ضَجِيجَ الأَعَاجِمِ. كَحَرّ بِظِلِّ غَيْمٍ يُذَلُّ غِنَاءُ الْعُتَاةِ. انفتحت عينا إشعياء النبي على ملكوت المسيح ففاض قلبه تهليلًا وانطلق لسانه يُسبح الله من أجل عمله الخلاصي؛ بعدما تنبأ عن التأديبات المُرّة صار مرتلًا يُقدم مزامير حمد لله. أما سرّ تسبيحه وحمده لله فهو: أ. تحقيق كلمات الله ومواعيده الأمينة الصادقة: "يا رب أنت إلهي أُعظمك، أحمد اسمك لأنك صنعت عجبًا، مقاصدك منذ القديم أمانة وصدق" [1]. لقد أدرك النبي أن سرّ الخلاص يكمن في مواعيد الله الأمينة وعمل يديه العجيبة. لهذا يعلق القديس إيرناؤسعلى هذه التسبحة قائلًا: [نرى هنا أننا لا نخلص بأنفسنا بل بعون الله]. نسبح الله ونحمده من أجل مقاصده الإلهية الأزلية العجيبة، فمنذ القديم مهتم بخلاصنا، قبل أن نوجد، لأننا كنا في فكره، موضع حبه. ب. إبادة الشر (بابل): "لأنك جعلت مدينة رجمة، قرية حصينة ردمًا، قصر أعاجم أن لا تكون مدينة، لا يبُنى إلى الأبد" [2]. خلاصنا بالذراع الإلهي يتحقق بالقضاء على الشر، أي على مدينة بابل المتعجرفة والمملوءة ارتباكًا، المحتضنة بضد المسيح. وكأن سرّ تسبيحنا هو قيام مملكة المسيح الذي يُلازمه انهيار مملكة إبليس المقاوم للحق وتحطيم لمدينته وهدم لقصره. لعل المدينة هنا تُشير إلى سيطرة عدو الخير على الجماعة، والقرية تُشير إلى سيطرته على جماعة أقل مثل الأسرة، والقصر يُشير إلى تملكه على القلب، فان عدو الخير يعمل على كل المستويات ليملك خلال الجماعة أو الأسرة أو الفرد... ومسيحنا أيضًا يُقاومه على كل المستويات ليهدم كل أثر لمملكته. أما دعوة النفس التي يُسيطر عليها العدو "قصر الأعاجم" أو "قصر الغرباء" فلأن عدو الخير بملائكته يحتلون النفس كغرباء وأعاجم، يملكون ما ليس لهم؛ إنها خليقة الله الصالحة التي تسللوا إليها. لعل أيضًا هدم المدينة أو القرية أو القصر يُشير إلى هدم إنساننا القديم بكل أعماله لأجل التجديد المستمر لإنساننا الداخلي على صورة خالقه (2 كو 4: 16). ج. الكرازة: مما يفرح القلب ويملأه تسبيحًا أن قيام مملكة المسيح الداخلية مع هدم مملكة عدو الخير فينا يصحبه شهادة أو كرازة لعمل الله وإنجيل خلاصه، فتُجتذب نفوس كثيرة لتقوم كنيسة قوية لا من جهة العدد وإنما من حيث مسيحها القدير الحالّ فيها. يقول النبي: "لذلك يكرمك شعب قوي، وتخاف منك قرية أمم عُتاة" [3]. تتهلل نفوسنا بشعب الله القوي الذي يحمل فيه قوة قيامته الغالبة للموت، فيعيشون كنفوس عتاة (جبابرة بأس) يمارسون المخافة الإلهية. وكما قيل عنهم: "فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدًا جدًا" (حز 37: 10)، "مرهبة كجيش بألوية" (نش 6: 10). حينما تنهار فينا مدينة بابل وتتحطم قرية إبليس الحصينة ويخرب قصره، يملك الرب ليُقيم منا شعبًا قويًا مرهبًا للعدو... ما هو هذا الشعب المرهب إلاَّ تقديس النفس والجسد والفكر والكلمات والعواطف حتى ظل الإنسان؟! ألم تهرب الأمراض من ظل بطرس الرسول (أع 5: 15)؟! ألم تخرج الشياطين والأرواح الشريرة لمجرد رؤية عصائب الرسول بولس؟! د. إنصاف المظلومين: "لأنك كنت حصنًا للمسكين، حصنًا للبائس في ضيقه، ملجأ من السيل، ظلًا من الحرّ، إذ كانت نفخة العتاة كسيل على حائط كحر في يبس (جفاف) تخفض ضجيج الأعاجم..." [4-5]. تئن البشرية من قانون الظلم الذي سادها منذ دخلت إليها الخطية لهذا يتقدم الله نفسه كسرّ تعزية عملية، يسند كل نفس جريحة، مقدمًا نفسه قوة وحصنًا للمسكين والبائس وقت الضيق، ملجأ من السيول (العواصف)، وظلًا من الحر بينما تكون نفخة الإنسان الجبار مثل عاصفة ضد حائط. وكأن الله في حبه الفائق ورعايته الأبوية يُقدم نفسه لمؤمنيه حسب احتياجاتهم، يصير لهم كل شيء من أجل سلامهم وبنيانهم وشبعهم، فهو القوة والحصن والملجأ والسحابة المظلمة والخبز النازل من السماء إلخ... |
||||
27 - 07 - 2024, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 168167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحقيق كلمات الله ومواعيده الأمينة الصادقة "يا رب أنت إلهي أُعظمك، أحمد اسمك لأنك صنعت عجبًا مقاصدك منذ القديم أمانة وصدق" [1]. لقد أدرك النبي أن سرّ\ الخلاص يكمن في مواعيد الله الأمينة وعمل يديه العجيبة. لهذا يعلق القديس إيرناؤسعلى هذه التسبحة قائلًا: [نرى هنا أننا لا نخلص بأنفسنا بل بعون الله]. نسبح الله ونحمده من أجل مقاصده الإلهية الأزلية العجيبة، فمنذ القديم مهتم بخلاصنا، قبل أن نوجد، لأننا كنا في فكره، موضع حبه. القديس إيرناؤس |
||||
27 - 07 - 2024, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 168168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وليمة العهد الجديد: 6 وَيَصْنَعُ رَبُّ الْجُنُودِ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ فِي هذَا الْجَبَلِ وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ، سَمَائِنَ مُمِخَّةٍ، دَرْدِيّ مُصَفًّى. 7 وَيُفْنِي فِي هذَا الْجَبَلِ وَجْهَ النِّقَابِ. النِّقَابِ الَّذِي عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ، وَالْغِطَاءَ الْمُغَطَّى بِهِ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. 8 يَبْلَعُ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ، وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ. 9 وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ». يتقدم كلمة الله المخلص إلى كل نفس ليكون هو المشبع لاحتياجاتها وواهبها السلام والقوة ضد العدو الشرير، فتتمتع النفس بالحياة الجديدة في المسيح كوليمة مفرحة دائمة. هذه الوليمة في حقيقتها هي الحياة الإنجيلية المشبعة والمقدمة لكل الشعوب، يصفها هنا هكذا: أ. وليمة عامة: "ويصنع رب الجنود لجميع الشعوب وليمة..." [6]. لقد انفتح الباب على مصراعيه لجميع الشعوب لتتمتع بكلمة الله وعهوده ومواعيده وشرائعه وأعماله الخلاصية، خاصة الشركة في الأفخارستيا (جسد الرب ودمه)، ولم تعد عطايا الله حكرًا على شعب معين أو جنس خاص. يعلن السيد المسيح عمومية الدعوة بقوله: "اذهبوا إلى مفارق الطرق وكل من وجدتموه فادعوه إلى العرس" (مت 22: 9). ب. وليمة دسمة، دعاها "وليمة سمائن" [6]. ما هذه الوليمة الدسمة أو العيد الدسم إلاَّ سرّ الافخارستيا، حيث يشترك المؤمنون من كل الشعوب مع السمائيين في التسبيح، وتنفتح أبواب السماء أمامهم، أو قل تصير الكنيسة سماء ليتمتع المؤمنون بجسد الرب المبذول ودمه الكريم خلاصًا وشبعًا لهم؟! * ["الرب راعيّ فلا يعوزني شيء..." (مز 23)] اسمعوا عن ماهية الأسرار التي نلتموها. اسمعوا داود ماذا يقول لكم...؟ كيف استهل مزموره بأنه لم يعد في عوز إلى شيء؟ لماذا؟ لأن من يتناول جسد المسيح لا يعود يجوع بعد. القديس أمبروسيوس القديس ديديموس الضرير * عندما ترى المائدة معدة قدامك قل لنفسك: من أجل جسده لا أعود أكون ترابًا ورمادًا، ولا أكون سجينا بل حرًا! من أجل هذا (الجسد) أترجى السماء، وأتقبل الخيرات السماوية، والحياة الخالدة، ونصيب الملائكة، والمناجاة مع المسيح. سُمّر هذا الجسد بالمسامير وجُلد، ولا يعود يقدر عليه الموت! إنه الجسد الذي لُطخ بالدماء وطعن، ومنه خرج الينبوعان المخلصان العالم: ينبوع الدم وينبوع الماء. القديس يوحنا الذهبي الفم * تسكرنا كأس الرب بطريقةٍ ما كما شرب نوح كأس خمر مسكر في سفر التكوين، ولكن سكر كأس الرب ودمه ليس كسكر خمر العالم... فان كأس الرب يجعل شاربيه عقلاء ويرد أفكارهم إلى الحكمة الروحية؛ تنقل الإنسان من تذوق العالم إلى فهم الله... أنها تُحرر النفس وتنزع عنها الغم... أنها تهب راحة للنفس إذ تقدم لها فرح الصلاح الإلهي عوض كآبة القلب القاتم بسبب ثقل أحمال الخطية. الشهيد كبريانوس * الشعب الذي تطهر وامتلأ بالمواهب العجيبة يبدأ بالسير نحو المذبح قائلين: "إلى بيت الله نذهب، الله يُفرح شبابنا..." إنهم يسرعون تجاه الوليمة السماوية. القديس أمبروسيوس الأب ثيؤدور * بواسطة (هذه الذبيحة) ننتظر نحن المائتون بالطبع عدم الموت، ونحن الفاسدون عدم الفساد، وعوض الأرض وشرورها ننال بركات السماء ومباهجها. الأب ثيؤدور القديس ايريناؤس حياتنا جهاد وصراع ضد قوات الظلمة، معركة دائمة أرضها القلب الداخلي، لكن مسيحنا يهبنا الغلبة والنصرة، يضمد كل جرح ويمسح كل دمعة. * المائدة السرائرية هي جسد الرب الذي يعضدنا قبالة شهواتنا وضد الشيطان. حقًا يرتعد الشيطان من الذين يشتركون في هذه الأسرار بوقار. القديس كيرلس الإسكندري |
||||
27 - 07 - 2024, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 168169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* ["الرب راعيّ فلا يعوزني شيء..." (مز 23)] اسمعوا عن ماهية الأسرار التي نلتموها. اسمعوا داود ماذا يقول لكم...؟ كيف استهل مزموره بأنه لم يعد في عوز إلى شيء؟ لماذا؟ لأن من يتناول جسد المسيح لا يعود يجوع بعد. القديس أمبروسيوس |
||||
27 - 07 - 2024, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 168170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* الذين حُرِمُوا من البركات الأرضية بسبب صِغَر سنهم تُعْطَى لهم المواهب السماوية بِغِنَى للملء، فيحق لهم الترنم بفرح، قائلين: "الرب راعيّ فلا يعوزني شيء" (مز 23: 1). القديس ديديموس الضرير |
||||