منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 07 - 2024, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 167611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الإيمانيات العامة فى خدمتنا فها هى:

نؤمن بإله واحد الله الآب خالق كل شيء.
نؤمن بكلمته المسيح المتجسد من أجل فداء البشرية من خلال صليبه، قيامته و صعوده.
نؤمن بقوة روحه القدوس الحى و العامل اليوم فى العالم و يملأ المؤمنين بقوه للخدمة المؤيدة بآيات و عجائب لكى يأتى بكل الأشياء و يجمعها فى المسيح يسوع.
نؤمن بمشيئة الرب أن يأتى بقوة ملكوته على كل تجمع لمؤمنين يطلبون حضوره “ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما فى السماء كذلك على الأرض”. قوة ملكوت الله تأتى بخلاص للنفوس، تحرير للمقيدين و شفاء للأمراض و قيامة للأموات. قوه ملكوت الله لا يقف أمامها أى محدوديات وضعها العالم، الشيطان أو سنين الموت الروحى فى الكنائس.
نؤمن بقوه كلمه الله فى الكتاب المقدس و أنها الدستور الموحى به من الله لهذا الملكوت السماوي.
نؤمن بأن مشيئة الله أن ينقل المؤمنين دائما من حاله إلى حاله أفضل و أقوى (إلى صوره المسيح فينا) من خلال العلاقة الحقيقية معه و التواجد فى محضره (2كورنثوس 3: 18) لذلك التغيير فى حياه المؤمنين هو الحاله الطبيعيه “من مجد ألى مجد”، “من قوة إلى قوة”، “من إيمان إلى إيمان”. الارتحال الروحى الى صورة يسوع هو الشيء الطبيعى فى حياة الملكوت الذى يصنعه الرب فى كنيسته. القلب المُكرَس و المستيقظ، السلوك فى القداسه، التواضع والإيمان الجاد أساسيات هذا الارتحال.
نؤمن بالكنيسه، العروس، جسد المسيح على الأرض وهو يشمل كل المؤمنين الحقيقين من مختلف طوائفها و خلفياتهم. نؤمن أيضا بالكنيسة المحليه (جماعه المؤمنين فى منطقه ما) وأن الكنيسة المحليه هى مكان العباده الحية، الأعداد النمو و الانطلاق للخدمة القوية.
نؤمن بالقيادة الروحيه للكنيسة و التى تأتى من خلال النعمه التى أعطاها المسيح للجسد فى وظائف قياديه خمسة نابعة من حكمة نازلة من فوق (أفسس 4: 1-12).
نؤمن بالإرسالية العظمى لخدمه كل الأمم حتى أقصى الأرض لكى يسمع كل الأمم و الشعوب و الألسنه بالأخبار السارة التى فى المسيح لكى يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل لينقذ من الجحيم بقوه روح القيامة التى فى المسيح.
نؤمن بالمجئ الثانى للمسيح الذى سيأخذ معه كنيسته للأمجاد، يحكم و يدين بالدينونة الأبدية غير المؤمنين أما المؤمنين سيقفوا أمام كرسيه ليقدم كل واحد منهم حسابا عن حياته و وكالته.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 167612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نؤمن بقوة روحه القدوس يملأ المؤمنين بقوه للخدمة
المؤيدة بآيات و عجائب لكى يأتى بكل الأشياء
و يجمعها فى المسيح يسوع
 
قديم 23 - 07 - 2024, 03:55 PM   رقم المشاركة : ( 167613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نؤمن بمشيئة الرب أن يأتى بقوة ملكوته
على كل تجمع لمؤمنين يطلبون حضوره
“ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما فى السماء كذلك على الأرض”.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 03:57 PM   رقم المشاركة : ( 167614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قوة ملكوت الله تأتى بخلاص للنفوس،
تحرير للمقيدين و شفاء للأمراض و قيامة للأموات.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 167615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الارتحال الروحى الى صورة يسوع هو الشيء الطبيعى
فى حياة الملكوت الذى يصنعه الرب فى كنيسته.
القلب المُكرَس و المستيقظ، السلوك فى القداسه،
التواضع والإيمان الجاد أساسيات هذا الارتحال.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 167616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نؤمن أيضا بالكنيسة المحليه (جماعه المؤمنين فى منطقه ما)
وأن الكنيسة المحليه هى مكان العباده الحية،
الأعداد النمو و الانطلاق للخدمة القوية
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 167617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نؤمن بالإرسالية العظمى لخدمه كل الأمم حتى أقصى الأرض
لكى يسمع كل الأمم و الشعوب و الألسنه بالأخبار السارة
التى فى المسيح لكى يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل
لينقذ من الجحيم بقوه روح القيامة التى فى المسيح.
نؤمن بالمجئ الثانى للمسيح الذى سيأخذ معه كنيسته للأمجاد،
يحكم و يدين بالدينونة الأبدية غير المؤمنين أما المؤمنين
سيقفوا أمام كرسيه ليقدم كل واحد منهم حسابا عن حياته و وكالته.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 167618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الاشتياق لكلمة الله (ع 145-152):
الهدف:


لأن كلام الله هو العدل والحق، لذا اشتاق البار إليه، وحفظه، وإذ تغذى به ارتفعت صلواته إلى الله.


ع145، 146: صَرَخْتُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ.
فَرَائِضَكَ أَحْفَظُ. دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ.

أحب داود الصلاة؛ حتى صارت عميقة جدًا بدليل:

تحولت لصراخ، أي تمسك بالله بشدة.

من كل القلب، وليس فقط من الشفاه، أو الذهن، بل بكل مشاعره.

أدت الصلاة إلى تمسكه بالعبادة، أي الفرائض، وحفظها، فتمتع بالعبادة الفردية والعبادة الجماعية.

الاستمرار في الصلاة والدعاء إلى الله.

الاتكال على الله وطلب الخلاص منه وحده؛ لينقذه من ضيقاته.

طلب الخلاص من الله ليرتفع فوق كل خطية واهتمام أرضي، ولم يطلب طلبات مادية، أو شهوات زائلة.

حفظ شهادات الله وكلامه وتمسك بها.



ع147، 148: تَقَدَّمْتُ فِي الصُّبْحِ وَصَرَخْتُ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ.
تَقَدَّمَتْ عَيْنَايَ الْهُزُعَ، لِكَيْ أَلْهَجَ بِأَقْوَالِكَ.

الهزع: جمع هزيع وهو قسم من الليل. واليهود يقسمون الليل إلى ثلاثة هزع كل منها إلى 4 ساعات أما الرومان فيقسمونه إلى أربعة أقسام كل منها ثلاثة ساعات.

ازدادت أشواق داود إلى الله؛ حتى أنه قام منذ الصباح ليصلي، منتظرًا أن يعرفه الله بكلامه؛ ليحيا به.

استمر ازدياد أشواق داود إلى الصلاة؛ حتى أنه لم يطق أن ينام طول الليل دون أن يصلي، فقبل أن يعلن حارس الليل عن بدء الهزيع، كان داود يستيقظ، ويفتح عينيه، ويقف للصلاة، ويردد كلام الله ويلهج به. وهذا يبين مدى تعلق داود بالصلاة وكلام الله ليلًا ونهارًا.



ع149: صَوْتِيَ اسْتَمِعْ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. يَا رَبُّ، حَسَبَ أَحْكَامِكَ أَحْيِنِي.

يطلب داود في صلواته لله أن يهبه الحياة معه، ولكن بحسب مشيئة الله ورحمته وأحكامه، فلا يطلب داود مشيئته، أو آية طلبات، ولكن يسلم حياته لله في طمأنينة، إذ يتفرغ قلبه للصلاة وتسبيح الله.



ع150: اقْتَرَبَ التَّابِعُونَ الرَّذِيلَةَ. عَنْ شَرِيعَتِكَ بَعُدُوا.

يصف داود الأشرار الذين يضطهدونه، ويطاردونه بأنهم يقتربون من تابعي الرذيلة والشر؛ لأن الأشرار الذين يطاردونه يحبون الشر وكل من يفعله، وبالتالي بسلوكهم هذا يبتعدون عن شريعة الله؛ لأنه ليس شركة للنور مع الظلمة، وتوضح الترجمة السبعينية معنى هذه الآية فتقول "اقترب بالإثم الذين يطردونني، وعن ناموسك ابتعدوا".



ع151: قَرِيبٌ أَنْتَ يَا رَبُّ، وَكُلُّ وَصَايَاكَ حَقٌّ.

الذين يطاردون داود يضايقونه، وهو ثابت في وصايا الله، ويشجعه الله بإشعاره بأنه قريب منه، فيطمئن ويتعزى قلبه، ويتأكد أن وصايا الله هي الحق، فيزداد تمسكه بها، ولا ينزعج من الأشرار المطاردين له. وبهذا اختبر داود أنه كلما اقترب من الله يبتعد عن الشر، أما مطاردوه فعلى العكس يقتربون من الشر، ويبتعدون عن الله. داود يستنير ويعرف أن وصايا الله حق، أما مطاردوه فقد انشغلوا بالشر، وعاشوا فيه وأصبح هو حياتهم.



ع152: مُنْذُ زَمَانٍ عَرَفْتُ مِنْ شَهَادَاتِكَ أَنَّكَ إِلَى الدَّهْرِ أَسَّسْتَهَا.

عرف داود وتأكد أن كلام الله قد أسسه منذ الدهر، أي منذ الأزل، فإن كان الله أزلي فكلامه أيضًا أزلي، وبالتالي ثابت حتى اليوم وإلى الأبد، فيستطيع داود أن يسند حياته عليه، ويحيا به قويًا مستقرًا.

كلام الله الأزلي هو المسيح الموجود منذ البدء، والذي تجسد في ملء الزمان. وهو الطريق والحق والحياة، والإيمان به يعطي ثباتًا، وقوة وحياة أبدية.

† اعلم أن الله قريب منك جدًا؛ حتى لا تقلق إذا أحاطت بك الضيقات أو الخطايا، فاصرخ إلى الله وهو حتمًا يستجيب لك وينقذك؛ بل يعزي قلبك أيضًا وسط الضيقة.



الحياة بكلمة الله (ع 153-160):
الهدف:


بعد إظهار داود أشواقه للوجود مع الله، واقتراب الله إليه ليعزيه، أعلن حاجته لحكمة الله، وحزنه على الأشرار لابتعادهم عن وصاياه، وطلب الحياة بكلمة الله فهو الحق والعدل.




ع153: اُنْظُرْ إِلَى ذُلِّي وَأَنْقِذْنِي، لأَنِّي لَمْ أَنْسَ شَرِيعَتَكَ.

قابل داود ضيقات ومطاردات من الأعداء حتى أنه صار في ذل شديد، ولكن إيمانه بالله لم يهتز، فطلب منه أن ينقذه. والتذلل أمام الله، والاتضاع هو أقصر طريق لقلب الله لنوال مراحمه.

رأى داود بعين النبوة المسيح المخلص، ورأى نفسه عضوًا في جسده، فيشبه المسيح رأس الجسد في اتضاعه، وهو يحتمل الآلام حتى الصليب، فتقدم باتضاع نحو الصليب؛ لينال الرحمة الإلهية.



ع154: أَحْسِنْ دَعْوَايَ وَفُكَّنِي. حَسَبَ كَلِمَتِكَ أَحْيِنِي.

يتقدم داود بدعواه إلى الله الحاكم العادل بعد أن حكم البشر بالشر عليه. لكنه يستأنف ويرفع دعواه إلى المحكمة العليا الإلهية، ويطلب من الله أن يفكه، ويحرره من مضايقات أعدائه، متمسكًا بوعد الله في كلامه أن يوضع وينجي المتضعين. وها هو في اتضاع وذل يطلب رحمته بحسب وعوده.



ع155: الْخَلاَصُ بَعِيدٌ عَنِ الأَشْرَارِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَلْتَمِسُوا فَرَائِضَكَ.

رغم أن الله يطلب خلاص الكل، والمسيح المخلص مات لفداء جميع الخطاة، لكن بعض الخطاة يرفضون التوبة، ويبتعدون عن وصايا الله، وبالتالي يشعرون أن الله بعيد عنهم، إذ هم أبعدوه. وهذا بالطبع يثير حزن داود عليهم لأنهم سيهلكون.


ع156: كَثِيرَةٌ هِيَ مَرَاحِمُكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ أَحْكَامِكَ أَحْيِنِي.

إن كان الخطاة قد رفضوا التوبة وكلام الله، وبالتالي فقدوا مراحمه وخلاصه. فإن داود - على العكس - اقترب من الله؛ ليتمتع بمراحمه الكثيرة، ويحيا بكلامه. فعلى قدر ما يقترب الإنسان من الله، ويطلب مراحمه ينال الحياة في الله ويتمتع بكلمته المحيية.



ع157: كَثِيرُونَ مُضْطَهِدِيَّ وَمُضَايِقِيَّ. أَمَّا شَهَادَاتُكَ فَلَمْ أَمِلْ عَنْهَا.

لم يكتفِ الخطاة بالابتعاد عن الله، ولكن لابتعادهم عنه امتلأوا شرًا فأساءوا إلى الأبرار دون سبب واضطهدوهم، وضايقوهم. ولكن تمسك الأبرار بمنقذهم وهو شهادات الله التي عاشوا بها، ولم ينحرفوا، أو يميلوا عنها.



ع158: رَأَيْتُ الْغَادِرِينَ وَمَقَتُّ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوا كَلِمَتَكَ.

مقت:
كرهت بشدة.

إذ تمسك داود بكلام الله لم ينزعج من اضطهادات الأشرار، بل وأكثر من هذا أشفق عليهم؛ لأنه كره طرقهم الشريرة، وتمنى أن يتوبوا، وأن يعودوا إلى كلمة الله ويحفظوها فيخلصوا. فسبب سقوطهم في الشر والغدر هو ابتعادهم عن كلام الله.



ع159: انْظُرْ أَنِّي أَحْبَبْتُ وَصَايَاكَ. يَا رَبُّ، حَسَبَ رَحْمَتِكَ أَحْيِنِي.

يتقدم داود بدالة إلى الله، ويطلب منه أن ينظر إليه ؛ ليرى كيف أحب داود وصاياه، وظهرت في كلامه وأعماله. وبدالة البنوة يطلب من الله أن يهبه الحياة برحمته، وليس باستحقاقه. فهو متضع ولا يحاول إظهار بره بتمسكه بوصايا الله، ولكن لاحتياجه تمسك بالوصايا، طالبًا الرحمة الإلهية والحياة مع الله.



ع160: رَأْسُ كَلاَمِكَ حَقٌّ، وَإِلَى الدَّهْرِ كُلُّ أَحْكَامِ عَدْلِكَ.

يختم داود هذه القطعة بإعلان أن كلام الله الحق موجود منذ البدء، وهو رأس وبداءة كل شيء لأنه أزلي، وإلى الدهر؛ أي إلى الأبد أحكام الله العادلة تسود وتقود العالم، ويتمتع بها المؤمنون في الملكوت. فكلمة الله، أي المسيح هو البداية والنهاية، ولذا فالتمسك بالمسيح المخلص، وكلامه المحيي يعطي الحياة والفرح، والتمتع بعشرة الله.

† اقرأ كلمة الله كل يوم، فهي المقياس التي تزن بها كل أفكارك وكلامك وأعمالك، وتفرز بها الصحيح من الخاطئ من أفكار العالم، فتسلك بطمأنينة وسلام وفرح.



سلام وفرح (ع 161-168):
الهدف:


إن الحياة بكلمة الله دفعت داود للتمسك بها، فصارت بهجة قلبه، وأحبها جدًا، فتمتع بالسلام الداخلي، وترجى خلاص الله وحفظ شهاداته وعمل بها.



ع161: رُؤَسَاءُ اضْطَهَدُونِي بِلاَ سَبَبٍ، وَمِنْ كَلاَمِكَ جَزِعَ قَلْبِي.

جزع:
خاف.

يقصد داود بالرؤساء شاول وعبيده، الذين قاموا عليه، وطاردوه، وحاولوا قتله دون أن يسئ إليهم، أو يقاومهم، أو يطلب أن يأخذ مكانهم، بل على العكس كان خاضعًا لكل الأوامر، ومعاونًا في قتل جليات، ومحاربة الفلسطينين الأعداء؛ لذا فهو متعجب لهذا الاضطهاد، خاصة وأن الرئيس متوقع منه الرعاية لشعبه، فكيف يتحول إلى عدو ومضطهد؟!

لم يخف داود من اضطهاد الرؤساء ؛ لأنه كان يخاف الله وكلامه، ويسعى لتنفيذ شريعته. والذي يخاف من الله يتقوى قلبه، فلا يخاف من أحد مهما كان مركزه، إذ يثق في حماية الله ورعايته، ويرتفع عن الشهوات الأرضية. وهكذا لم يخف كل أولاد الله في العهدين القديم والجديد سواء من الأنبياء ورجال الله، أو الرسل والشهداء وكل القديسين.



ع162: أَبْتَهِجُ أَنَا بِكَلاَمِكَ كَمَنْ وَجَدَ غَنِيمَةً وَافِرَةً.

إن مخافة الله جعلت داود يتمسك بكلام الله، فيختبر حلاوته، ويبتهج جدًا بهجة لم يستطع أن يعبر عنها إلا بتشبيه أنه قد حصل على غنيمة وافرة. فمخافة الله لا تمنع فرح الإنسان، بل على العكس فإنها تطرد الخوف من الناس، وتولد الفرح، وتعلق القلب بالحب الإلهي. أما من يهمل مخافة الله، فلا يستطيع أن يتمتع بمحبته، ولا يفرح بكلامه، كما قال داود نفسه في المزامير "ليفرح قلبي عند خوفه من اسمك بحسب الترجمة السبعينية" (مز 86: 11).



ع163: أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَكَرِهْتُهُ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا.

النتيجة الطبيعية لمخافة الله أن يحب الإنسان وصاياه، وإذا أحب الإنسان كلام الله فإنه يكره الخطية، والالتواء، مثل الكذب، وهذا يبعده عن عن السقوط في الكذب. وكلما تباعد الإنسان عن الشر ازداد حبه لكلام الله. وأيضًا كلما أحب كلام الله ابتعد عن الشر.



ع164: سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي النَّهَارِ سَبَّحْتُكَ عَلَى أَحْكَامِ عَدْلِكَ.

إن كانت مخافة الله تدفع إلى محبة الوصية، ومحبة الوصية تبعد الإنسان عن الخطية، فعندما يبتعد عن الشر يزداد تعلقه بالله، بل يستنير، ويكتشف عظمة رعاية الله له، فيسبحه على أحكامه العادلة، وكيف أن الله حفظه من حروب الشياطين، واضطهاد الرؤساء؟ ويزداد هذا التسبيح حتى يملأ اليوم كله، كما عبر داود عن هذا وقال "سبع مرات سبحتك" ورقم سبعة عدد كامل، أي يقصد اليوم كله نهارًا وليلًا.

قد أخذت الكنيسة نظام صلواتها في الأجبية من هذه الآية، فتصلي سبع صلوات، كما رتبها القديس باسيليوس في القرن الرابع، بعد تعلمه، وتلمذته من الآباء الرهبان في براري مصر.




ع165: سَلاَمَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ.

جزيلة:
كثيرة ووافرة.

نتيجة مخافة الله ومحبة وصاياه، والصلوات، والتسابيح الكثيرة ينال الإنسان في النهاية أعظم نعمة وهي السلام الداخلي، ويكون كثيرًا بشرط أن يبتعد الإنسان عن العثرة في كلام الله، والمقصود الشك، فيؤمن بكلام الله، ويستطيع بالتالي أن يحيا به، فيتمتع بالسلام، الذي يثبت داخله، مهما قابلته اضطرابات من الخارج.

إن محبة الشريعة لا تهب الإنسان فقط سلامًا داخليًا، بل أيضًا تبعده عن العثرات، أي الخطايا إذ تشغله بالله، وترفعه للسمائيات، فيتباعد عن الشر ولا يعثر به.



ع(166-168): رَجَوْتُ خَلاَصَكَ يَا رَبُّ، وَوَصَايَاكَ عَمِلْتُ.
حَفِظَتْ نَفْسِي شَهَادَاتِكَ، وَأُحِبُّهَا جِدًّا.
حَفِظْتُ وَصَايَاكَ وَشَهَادَاتِكَ، لأَنَّ كُلَّ طُرُقِي أَمَامَكَ.

العمل بوصايا الله جعل داود يختبر محبته لله، فيترجى خلاصه، ولا يستطيع أن ينال الإنسان خلاص الله ونعمته ما لم يجاهد ويحفظ وصاياه، فالنعمة تعمل مع المجاهدين الذين يتمسكون بالله، فتسندهم، وتحركهم، وتشبعهم.

إذا حفظ الإنسان وصايا الله فإنه بالتأمل فيها يحبها. وإذا أحبها وتعلق قلبه بها يتحرك لتنفيذها، فيختبر أعماقًا جديدة فيها.

داود يترجى خلاص الله الذي ينقذه من أعدائه، ومطارديه، ولكن بعين النبوة يترجى أيضًا خلاص المسيح في ملء الزمان، وحينئذ يتقدم بأشواق نحو السماء، فيرجى الخلاص الكامل في الأبدية.

† حاول عندما تقرأ كلام الله كل يوم أن تحفظ آية واحدة، أو تتأمل فيها فهذا يحرك مشاعرك نحو الله، وتحب كلامه، فتتأهل لتنفيذ وصاياه، وتختبر عمل نعمته فيك، وتتذوق حلاوة كلامه والوجود معه.





طلب الخلاص (ع 169-176):


الهدف:


السلام والفرح الذي تذوقه داود دفعه إلى الصلاة، معتمدًا على وعد الله الذي يريد أن يقرب أولاده إليه. فطلب أن يكون أمام الله ويسبحه ويغني له، ويطلب خلاصه والحياة معه، ولا يتركه يضل بسبب خطاياه لأنه يحب وصاياه.





ع169، 170: لِيَبْلُغْ صُرَاخِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ. حَسَبَ كَلاَمِكَ فَهِّمْنِي.
لِتَدْخُلْ طِلْبَتِي إِلَى حَضْرَتِكَ. كَكَلِمَتِكَ نَجِّنِي.

في هذه القطعة الأخيرة من المزمور يقترب داود من الله؛ لأنه أحبه، وأحب وصاياه جدًا. ولكن عندما اقترب شعر بعدم استحقاقه لهذا الاقتراب، ولكنه أحب الله، فتوسل إليه أن يبلغ ويصل صراخه إليه، وتدخل أيضًا طلباته أمامه، إذ شعر بضعفه وخطاياه التي تعطله عن المثول في حضرة الله.

طلب من الله أن يفهمه كيف يقف أمامه ويهبه الحياة الجديدة فيه، وينجيه من خطاياه، ومن كل شيء محيط به؛ لأنه في سرور عظيم لوجوده في حضرة الله، ولا يريد أن يتركه أبدًا.



ع171، 172: تُنَبِّعُ شَفَتَايَ تَسْبِيحًا إِذَا عَلَّمْتَنِي فَرَائِضَكَ.
يُغَنِّي لِسَانِي بِأَقْوَالِكَ، لأَنَّ كُلَّ وَصَايَاكَ عَدْلٌ.

عندما وجد داود نفسه قريبًا من الله، وفي حضرته فاضت شفتاه بتسبيح الله كنبع خرجت منه مياه كثيرة. ولأن الله علمه فرائضه، وعبادته التي اختبر فيها عشرة الله، فازدادت تسابيحه وأغانيه الروحية مبتهجًا بحضرة الله.

إن داود في فرح بسبب عدل الله الذي أنعم عليه بالوجود معه، وعوضه عن الضيقات المحيطة به بتمتع لا يُعَبَّر عنه.



ع173، 174: لِتَكُنْ يَدُكَ لِمَعُونَتِي، لأَنَّنِي اخْتَرْتُ وَصَايَاكَ.
اشْتَقْتُ إِلَى خَلاَصِكَ يَا رَبُّ، وَشَرِيعَتُكَ هِيَ لَذَّتِي.

اختار داود شريعة الله ليحيا بها، وهذا الاختيار عكس اختيار أعدائه، الذين اختاروا الشر ولذا يطلب معونة الله لينفذ وصاياه، ويثبت فيها مهما كانت مقاومة الأعداء. وعندما اختبر وصايا الله ومعونته اشتاق أن يخلص من خطاياه، وحروب إبليس، ومقاومة الأعداء؛ ليتفرغ لكلمة الله، ويتلذذ بالتأمل فيها. فهذه هي الحياة الحقيقية لداود في الوجود مع الله، والتمتع بوصاياه.

إن يد الله التي يطلبها داود لمعونته هي نبوة عن المسيح الفادي، وهو مشتاق لخلاصه الذي يتممه على الصليب في ملء الزمان، فيهبه هو وكل المؤمنين التلذذ بالوجود في الفردوس معه. لقد انجذب قلب داود إلى الله، فعبر الزمان ورأى المسيح، بل ارتفع إلى الفردوس والملكوت.



ع175: لِتَحْيَ نَفْسِي وَتُسَبِّحَكَ، وَأَحْكَامُكَ لِتُعِنِّي.

تعلق قلب داود بالله، وتسبيح اسمه القدوس، فطلب منه أن يهبه الحياة الروحية، أي الوجود الدائم معه؛ ليستمر في تسبيحه نهارًا، وليلًا. وطلب أيضًا من الله أن يعينه بأحكامه ووصاياه؛ حتى لا يسقط في خطية، أو هم من هذا العالم، أو ينشغل بأي شكل عن الله؛ لأن الحياة أصبحت في نظر داود هي الوجود في صلاة وتسبيح دائم معه، بل هو مشتاق إلى التسبيح الدائم في ملكوت السموات.



ع176: ضَلَلْتُ، كَشَاةٍ ضَالَّةٍ. اطْلُبْ عَبْدَكَ، لأَنِّي لَمْ أَنْسَ وَصَايَاكَ.

شاة:
بهيمة ولكن المقصود هنا خروف.

بعد أن ارتفع داود جدًا، وتمتع لم ينسَ ضعفه، وعدم استحقاقه، وتعرضه للسقوط في أية خطية، وتذكر خطاياه السابقة، فنادى الله معينه وقال له لقد ضللت بخطاياي مثل شاة، وليس لي معين سواك يا رب، ولا أستطيع أن أعود إليك لضعفي، فاطلبني أنت وأنقذني، وليس لي دالة أمامك إلا أني أحببت وصاياك، وأرددها، وأسعى لأحيا بها. فأنا رغم ضعفي وخطاياي أحبك، وأحب وصاياك، وأتمنى أن أظل في حضرتك أسبحك كل أيام حياتي وإلى الأبد.

† ما أجمل الوجود مع الله، فلا تحرم نفسك من التأمل والتسبيح كل يوم. إعطي وقتًا كافيًا للصلاة؛ حتى تتذوق حلاوة عشرة الله، وترتفع إلى السماء وأنت على الأرض، ويتعلق قلبك بالأبدية فتحيا لها.



ترانيم المصاعد



1- Song of Ascents هي المزامير من (مز 120 - مز 134) فهي خمسة عشر مزمورًا.


2- كاتبها:

تنسب أربعة منها لداود وهي (مز 122، 124، 131، 133).

ينسب أحدها لسليمان وهو (مز 127).

باقي هذه المزامير وهي عشرة غير معروف كاتبها.


3- متى تُقال؟

أ- عند صعود بني إسرائيل إلى أورشليم المبنية على خمسة تلال، أو جبال، وكانوا يصعدون إلى أورشليم للعبادة في هيكلها، وخاصة في الأعياد الثلاثة الكبرى، التي لابد أن يأتي كل ذكر من بني إسرائيل أمام الرب في هيكله، وهي أعياد الفصح والخمسين والمظال.

ب- رددها الراجعون من السبي معلنين فرحهم بالرجوع من الهيكل وإعادة بنائه.

ج- يرددها اللاويون عند صعودهم الدرجات الصاعدة من الدار الخارجية إلى الدار الداخلية وعددها سبعة، ثم الصاعدة من الدار الداخلية إلى بيت الرب وعددها ثمانية، وكانوا يقفون على كل درجة ويقولون مزمورًا من مزامير المصاعد الخمسة عشر، ولعلهم كانوا يتذكرون الملائكة الصاعدين على سلم يعقوب في حلمه العجيب، وأيضًا الخمسة عشر سنة التي وهبها الله لحزقيا، وأطال بها عمره .

د- يرددها الكهنة عند صعودهم من القدس إلى قدس الأقداس، أي من البيت إلى المحراب، وعدد هذه الدرجات خمسة عشر فكان الكهنة يقفون على كل درجة ويرددون مزمورًا من مزامير المصاعد.



4- معانيها:

أ- تشمل معاني مختلفة ولها مقاصد روحية متعددة تناسب العابدين المصلين المحبين لله. ويمكن وضع معنى روحي وغرض لكل مزمور يناسب الصاعد من الأرض إلى السماء، 2- أو من العالم إلى بيت الرب ليتمتع بالوجود في حضرته. وإليك أحد هذه المعاني:

(مز 120): إلى الرب في ضيقي صرخت ... يمثل صرخة إنسان يعاني في الأرض، ولكن له رجاء في السماء

(مز 121): أرفع عيني إلى الجبال ...

التأمل في سمو الله ومعونته، وعمله في أولاده.

(مز 122): فرحت بالقائلين لي ...

الفرح بالصعود إلى بيت الرب الذي هو عربون أورشليم السماوية.

(مز 123): إليك رفعت عيني كعيون العبيد ...

اتضاع الصاعد وشعوره أنه عبد أمام سيده.

(مز 124): لولا أن الرب كان معنا

الثقة في الله الذي يسندنا في صعودنا.

(مز 125): المتوكلون على الرب مثل جبل صهيون

الاتكال على الرب

(مز 126): إذا ما رد الرب سبى صهيون صرنا مثل المتعزين

التعزيات الإلهية وسط آلام الصعود:

(مز 127): إن لم يبن الرب البيت

الرب يبني بيتنا الجديد، أي طبيعتنا الجديدة في المعمودية:

(مز 128): طوبى لكل من يتقي الرب

بركات الرب للمتكلين عليه:

(مز 129): كثيرًا ما ضايقوني منذ شبابي

آلام الصعود التي يختبر فيها نصرة الرب، فالذي يحمل الصليب يختبر القيامة:

(مز 130): من الأعماق صرخت إليك يا رب

صراخ الخاطي برجاء في الله:

(مز 131): يا رب لم يرتفع قلبي

الاتضاع طريق الصعود:

(مز 132): اذكر يا رب داوود وكل ذله.

سكن الرب في القلب، فيجد الإنسان راحته:

(مز 133): هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معًا.

الشركة بين المؤمنين تشجع الصاعدين:

(مز 134): هوذا باركوا الرب

تسبيح الصاعدين إذ امتلأوا بالروح القدس، ووصلوا إلى الله:

ب- يمكن تقسيم الخمسة عشر مزمورًا إلى خمسة وحدات في معانيها، وكل وحدة تضم ثلاثة مزامير وهذه الوحدات هي:

(مز 120 - 122): الحاجة إلى الرب المخلص.

(مز 123 - 125): الإيمان والاتكال على الرب الرحوم.

(مز 129 - 131): الاحتمال والتوبة والاتضاع علامات الصاعدين.

(مز 132 - 134): تسبيح الله الساكن بين أولاده.

5- صلوات الأجبية:

توجد جميع مزامير المصاعد في صلاة الأجبية، فتصلي في الأجبية من خلال صلاة الغروب والنوم، بالإضافة إلى تكرارها في صلاة الستار ونصف الليل، فلماذا تصلي في هذه الأوقات؟

أ- صلاة الغروب: تشمل العشرة مزامير الأولى من مزامير المصاعد وهي من (مز 120 - 129)، وهي تحدثنا عن رجاء أصحاب الساعة الحادية عشر في الله، الذي نصعد إليه في اتضاع وإيمان، واتكال عليه ليفرح قلوبنا ويعزينا وسط آلام الحياة.

ب- صلاة النوم: وتشمل الخمسة مزامير الباقية من مزامير المصاعد وهي من (مز 130 - 134)، وهي تحدثنا عن توبة الخاطئ قبل أن ينتهي يومه، ويقابل الله، فيتقدم باتضاع طالبًا سكن الله في قلبه، وفي وسط كنيسته، ليرفع القلوب إلى التسبيح.

ج- صلاة الستار: تشمل (المزمورين (مز 121، مز 129) من صلاة الغروب، والخمسة مزامير المصاعد الموجودين بصلاة النوم. فإذا يقبل علينا ستار الليل يرفع المصلي قلبه إلى الله، بعد أن احتمل آلام النهار، ويتقدم في توبة واشتياق للوجود مع الله في هدوء الليل.

د- صلاة نصف الليل: وتشمل جميع مزامير المصاعد، ففي نصف الليل يرتفع الإنسان في الصلاة عن الأرضيات، ويتجه للسماويات باتضاع وتوبة واشتياق لله.


6- سماتها:

أ- جميع مزامير المصاعد قصيرة؛ لتناسب المصلي وهو صاعد من درجة إلى أخرى، فيستطيع التركيز فيها واستيعاب معانيها.

ب- كلمات هذه المزامير تلمس مشاعر الإنسان لأنه صاعد وقلبه متعلق ببيت الله والوجود معه.

ج- توجد علاقات بين معاني هذه المزامير يمكن فهمها من البند الرابع من هذه المقدمة.




المزمور المئة والعشرون
الله المعين في الضيقات


ترنيمة المصاعد
مقدمة:

1- كاتبه: لا يذكر في عنوان هذا المزمور اسم الكاتب، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

2- يبين هذا المزمور أن الكاتب يعاني من خداعات ورياء المحيطين به وكلام كاذب كثير؛ حتى أنه شعر بغربته وسطها. فهو يمثل صرخة إنسان بار يريد أن يحيا مع الله وسط عالم مملوء بالشر.

3- تلمس في هذا المزمور طمأنينة وإيمان في قلب كاتبه وسلام عجيب، وهذا يؤكد علاقته القوية مع الله.

4- يناسب هذا المزمور كل إنسان يمر بضيقة، أو يتعرض لمشاكل من المحيطين به.

5- يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يعبر عن الآلام النفسية التي تعرض لها المسيح من اليهود الذين اضطهدوه، وخادعوه، وحاولوا اصطياده بكلمة، مستترين وراء كلمات مدح كاذبة (ع2).

6- يوجد هذا المزمور بصلاة الأجبية في صلاة الغروب ونصف الليل، فهو يعبر عن الآلام التي عانى منها الإنسان الروحي طوال النهار ويلقيها أمام الله في اتكال عليه؛ ليستعيد سلامه.


(1) النجاة من المرائين (ع 1 - 4):

ع(1):

يعاني كاتب المزمور من ضيق شديد؛ حتى أنه صرخ إلى الله، ولم يقدم مجرد صلاة عادية، أو طلبة، ولكنه يتمتع بإيمان عظيم؛ حتى أنه آمن أن الله استجاب له رغم أن الاستجابة لم تظهر بعد، ولكنه يثق في استجابة الله مما أعطاه سلامًا داخليًا؛ لأنه يعتمد على خبرة روحية سابقة مع الله الذي أنقذه من آلام كثيرة.

هذه الآية نبوة عن المسيح وسط آلامه واحتماله الصليب، فهو يثق في استجابة صلاته سواء في بستان جثسيماني أو على الصليب، وأنه سيفدي البشرية ويقوم من الأموات، معلنًا نصرته على الخطية لأجلنا.



ع(2، 3):

يتعجب كاتب المزمور من الإنسان ذى اللسان الغاش الكاذب؛ لأنه ماذا يستفيد من هذا الشر والرياء، وتماديه في هذا الغش الذي لابد وأن يؤدي به للهلاك الأبدي. ويقصد بصاحب اللسان الغاش الشيطان، وكل شرير يتبع الشيطان، والعذاب الذي ينتظر الكذاب ليس فقط في نهاية حياته بل أيضًا فإن الغش والخداع يعذبان صاحبه، إذ يشعر بانقسام وازدواجية في داخله، فيكون مضطربًا وليس له سلام، وإن كان المخادع يظن أنه يحصل بكذبه على بعض ماديات العالم فهي زائلة.

في بداية الطريق الروحي عندما يحاول الإنسان أن يصعد إلى الله؛ لأن هذا هو أول مزامير المصاعد؛ أي أول درجة في طريق الجهاد الروحي، عندما يقرر أن يحيا الإنسان مع الله، تلتف حوله الشياطين بخداعاتهم، فتمتدحه، وتغريه بالشهوات، لعله يسقط في الكبرياء، أو الدنس، فيتعطل عن الصعود إلى الله.

هذه الآيات أيضًا نبوة عن المسيح ويهوذا الإسخريوطي، الذي سلمه بقبلة غاشة، وفي رياء أظهر نفسه كصديق للمسيح.



ع(4):

الرتم: نوع من أشجار الشيح الموجود في الصحاري مثل صحراء شبه الجزيرة العربية ويسمى العرع، ويعمل منه الفحم، الذي يتميز بشدة حرارته، وطول مدة اشتعاله.

الأشرار المخادعون يشبههم كاتب المزمور بسهام جبارة مسنونة يريدون بها قتل من يسيئون إليهم، ويشبههم أيضًا بنار مشتعلة بشدة لتحرق من حولهم، ولكن الأبرار أولاد الله يحتمون فيه فلا تصيبهم إساءات هؤلاء الأشرار.

الأشرار الكذابون سينالون عذابًا شديدًا يشبههم بسهام مسنونة قوية ونار شديدة الاشتعال، فيكون عذابهم مؤلمًا جدًا.

على الجانب الأخر يرى القديس أوغسطينيوس أن السهام المسنونة هي سهام كلمة الله التي تنخس الأشرار، وتقودهم للتوبة، وجمر الرتم هو نار الروح القدس، التي تحرق بالتوبة خطاياهم، وتشغل محبتهم نحو الله.

† لا تتأثر بالغش والخداع المحيط بك في العالم، بل التجئ إلى الله بالصلاة، ليثبتك في وصاياه، فلا تنجرف مع تيار الشر، ولا تنزعج من خداع الأشرار، بل تحيا في سلام بقوة إيمانك.


(2) غربة العالم (ع 5– 7):

ع(5، 6):

ماشك : هم نسل يافث ابن نوح (تك 10: 2) وهم قبائل سكنت شمال شرق بلاد اليهود وعملوا بالتجارة، وهم يمثلون أهل العالم البعيدين عن الله، والمنشغلين بالماديات.

قيدار: الابن الثاني لإسماعيل، وهم قبائل تجولت في شبه الجزيرة العربية، وتميزت بالعنف والشراسة، وكانوا يسكنون خيام مصنوعة من جلد الماعز الأسود، فخيامهم ترمز للظلمة والشر.

يعلن كاتب المزمور عن ضيقه من السكن ليس بين قبائل ماشك أو قبائل قيدار، ولكن السكن بين أناس أشرار يشبهون قبائل ماشك البعيدة عن الله، أو قبائل قيدار المملوءة شرًا وعنفًا، ولذا فقد شعر بغربته عمن حوله، فطلب معونة الله ليطمئنه، ويحوطه بمحبته.

يشعر الإنسان الروحي السالك بوصايا الله أنه غريب وسط العالم، لأجل سلوك من حوله في الشر والخداع والكذب، فيطلب معونة الله ليخلصه من هذا الضيق النفسي، ويسانده بمحبته، ويعيد إليه سلامه.



ع(7):

رغم إحساس كاتب المزمور بالغربة وسط الأشرار أهل العالم، وانشغالهم بالخداع والكذب لكنه تمسك بالله ووصاياه، فوهبه الله سلامًا لا يتزعزع.

كان متمسكًا بالسلام والحب، فلم يحتملوا كلامه، وأصروا على الحرب مع الآخرين، ومعه هو أيضًا. ولم ينزعج لأن الله يحميه، ويثبتة في السلام والحب لهم، ولكل البشر.

هذه الآية نبوة عن المسيح الذي هو إله السلام واحتمل مقاوميه وأعداءه الذين حاولوا اصطياده بكلمة وشتموه، وحاولوا قتله، ولكنه ظل يحبهم ومات لأجلهم.

† كن راسخًا في إيمانك بالله، واطلب معونته لتحيا في سلام مهما استفزك الأشرار، لا تسلك بعنف وقسوة ردًا على إساءاتهم، وثق أن محبتك تطفئ لهيب الشر وتظل نورًا للعالم.







المزمور المئة والحادى والعشرون
الرب هو المعين والحافظ


ترنيمة المصاعد

"أرفع عينى إلى الجبال من حيث يأتي عونى" (ع1)


مقدمة:

كاتبه: لا يوجد في عنوان المزمور اسم لكاتب المزمور، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

هذا المزمور كان يتلى على الدرجة الثانية بعد المزمور السابق أثناء الصعود، فهو من ترانيم المصاعد كما يذكر العنوان.

بعد أن أظهر المزمور السابق غربة الإنسان الروحي الذي يطلب الله، يبين هذا المزمور الله الذي يعين أولاده، ويحفظهم في كل خطواتهم، فهو يناسب كل إنسان في ضيقة، أو يتوقع ضيقة مقبلة عليه؛ حتى يثبت إيمانه بالله.

هذا المزمور ليتورجى كان الصاعدون يرنمونه بالمرابعة بين المجموعات الصاعدة فمجموعة ترنم (ع1، 2)، ثم مجموعة أخرى ترنم (ع3، 4) ثم بعد هذا يرنمون (ع5-8).

يوجد هذا المزمور بالأجبية بصلاة الغروب؛ حيث يرفع المصلى عينيه إلى الله قبل أن تغرب شمس حياته طالبًا معونته، وحفظه في الساعات الباقية قبل أن ينام، ليس فقط في هذه الليلة، بل باقي أيام حياته.

(1) الرب المعين (ع1، 2):



ع1: أَرْفَعُ عَيْنَيَّ إِلَى الْجِبَالِ، مِنْ حَيْثُ يَأْتِي عَوْنِي!


كان الصاعد إلى أورشليم وهيكلها يرفع عينيه إلى الجبل الذي يرتفع نحو السماء، حيث مسكن الله القادر أن يعين الإنسان في كل خطواته، فيتشدد ويحتمل آلام وتعب الصعود.

الجبل يرمز للقديسين الذين يرتفعون بحياتهم إلى السماء، فهم قدوة لنا بحياتهم لنتمثل بهم، فنجد معونة الله في حياتنا مثلهم.

الجبل يرمز للمسيح القوى الجبار، الذي نزل من السماء ليرفعنا إلى العلو بالإيمان به، ومعونته.



ع2: مَعُونَتِي مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، صَانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.

يشعر كاتب المزمور أن معونته من عند الرب خالق السموات والأرض، الذي بيده كل شيء، ولا يصح أن ينظر إلى أحد غيره؛ لأنه هو ضابط الكل. فمعونة الإنسان هي من الله، وإن سمح لأحد أن يعين الإنسان، فالله هو الذي يعمل به.

عندما أخطأ بنو إسرائيل، وعبدوا الأوثان، وابتعدوا عن الله، وانشغلوا بالشهوات، دخلوا في ضيقة السبي، ولما رجعوا إلى الله أعادهم من السبي؛ لأن الله وحده هو المعين.

† كلما رفعت عينيك إلى السماء، واتكلت على الله ترتفع تدريجيًا عن الشهوات الأرضية، وهم هذا العالم، فحينئذ تنال السلام الداخلي، بالإضافة لبركات وفيرة.


(2) الله الحافظ (ع3-8):



ع3، 4: لاَ يَدَعُ رِجْلَكَ تَزِلُّ. لاَ يَنْعَسُ حَافِظُكَ.
إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ.

الله يحفظك حتى لا تزل، والمقصود بالزلل هو السقوط والإصرار على السقوط، أي عدم التوبة. وهذا يأتي من الكبرياء، أو عكسه صغر النفس، الذي يؤدى إلى اليأس. أما من يتوب فمهما زل وسقط فالله الحنون يقبله. فالمؤمن بالله، ويتكل عليه لا يبقى في الزلل، أو اليأس؛ لأنه ينظر إلى الرب حافظه فينقذه مهما سقط.

إن الرب يختلف عن كل البشر في أنه لا ينعس ولا ينام، أما كل البشر فمهما كانت قوتهم، أو محبتهم لك فهم ضعفاء ينعسون ويتغافلون عنك، فلا يستطيعون أن يحفظوك؛ لذا فمن الجهل الاعتماد عليهم، لكن الرب حارس إسرائيل، أي حارس شعبه هو وحده القادر أن يحفظك.



ع5: الرَّبُّ حَافِظُكَ. الرَّبُّ ظِلٌّ لَكَ عَنْ يَدِكَ الْيُمْنَى.

الرب يظلل على الإنسان أثناء الضيقات، فيعينه فيها، والتي ترمز إليها أشعة الشمس الحارقة. ويظلل على الإنسان المجاهد إن سقط ليقيمه ويتوب. وبهذا الظل يحنو على أولاده، كما تحنو الدجاجة على فراخها، حتى يشجعهم في جهادهم الروحي.

يظلل على اليد اليمنى وهي ترمز إلى الأعمال الصالحة، وهي الصلوات المرفوعة أمام الله، وأعمال الخير، وكل خدمة روحية، فيشجع أولاده عليها، ويسندهم ضد مكايد إبليس.

إن كان ظل بطرس يشفى الأمراض ( أع 5: 15) فكم بالأحرى ظل المسيح يشفى ويسند في كل الأمراض الروحية والجسدية.



ع6: لاَ تَضْرِبُكَ الشَّمْسُ فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ فِي اللَّيْلِ.

الله الذي يحفظ أولاده يحفظهم من ضربات الشمس التي ترمز للتجارب، وحروب الشيطان الواضحة، فيسند الله أولاده، ويصد عنهم هذه الهجمات، طالما هم متمسكون به، يطلبون معونته.

الرب يحفظ أيضًا أولاده من ضربات القمر، فيقولون أن ضوء القمر يؤذى في الصحارى الساكنين فيها إن لم يحترسوا. وضربات القمر ترمز لضربات الشيطان الخبيثة المخادعة، ولكل خطية تعمل في الظلام خوفًا من أعين الناس. والخلاصة أن الله يحمى أولاده ليلًا ونهارًا، وطوال حياتهم؛ لأنهم اتكلوا عليه.



ع7: الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ.

الرب يحفظ أولاده من كل شر كبيرًا أو صغيرًا، ويحفظ نفوسهم في الإيمان به، ثابتين في وصاياه ؛ حتى لو لم يرفع الضيقة، ولكن يعطيهم نعمة، ويختبروه بعمق أثناء الضيقة. بل يتجلى عمله بقوة إن استبقى الضيقة، كما حفظ الثلاث فتية داخل الأتون، فلم يطفئه، بل ظهر لهم، وتمشى معهم، فسبحوه.



ع8: الرَّبُّ يَحْفَظُ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ.

الرب يحفظ دخولك إلى العالم، وخروجك منه، أي يحفظك طوال حياتك. ويحفظك أيضًا عند دخولك إلى الكنيسة من خلال المعمودية، ويحفظ خروجك إلى ملكوت السموات. وكذلك يحفظك في خروجك من شهوات العالم، ودخولك إلى علاقة عميقة مع الله، تبدأ الآن وتستمر إلى الأبد في السموات.

هذه الآية نبوة عن المسيح في دخوله للعالم بالتجسد وخروجه بالقيامة والصعود.

† إن كان الرب يحفظك في كل أطوار حياتك، وطوال عمرك، فاطمئن، وإلقى همك عليه؛ لتتمتع بعنايته، وتتفرغ للتأمل فيه، والتمتع بعشرته.







المزمور المئة والثانى والعشرون
الفرح بأورشليم بيت الرب

ترنيمة المصاعد . لداود

"فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب" (ع11)


مقدمة:

كاتبه: داود النبي كما يذكر في عنوان هذا المزمور.

يبين هذا المزمور محبة داود، وتعلق قلبه ببيت الرب، والعبادة فيه.

هذا المزمور نبوة عن مشاعر الراجعين من السبي إلى أورشليم لبناء الهيكل واستعادة العبادة في بيت الرب، التي حرموا منها طوال فترة السبي.

بيت الرب في أورشليم يرمز لكنيسة العهد الجديد، وأيضًا لأورشليم السماوية.

يصلى هذا المزمور على الدرجة الثالثة عند الصعود إلى بيت الرب.

يظهر هذا المزمور أهمية الصلاة والعبادة الجماعية (ع4).

يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب، حيث يتذكر المصلى بيت الرب، والعبادة فيه ليرتفع قلبه إلى السماء، حيث البيت الأبدي مع الله. فعندما يقترب النهار أن ينتهى نتذكر أننا مقبلون على الحياة الأبدية، فنستعد بالصلوات الكثيرة والتسبيح.




(1) الفرح في ببيت الرب (ع1-5):



ع1: فَرِحْتُ بِالْقَائِلِينَ لِي: "ِلَى بَيْتِ الرَّبِّ نَذْهَبُ"

يفرح الإنسان بمن يشجعه على الذهاب إلى بيت الرب إذا كان تائبًا، أو أحب الله ويريد أن يوجد أمامه في بيته ليسبحه ويشكره.

ملائكة الله يفرحون بنا عندما نتمنى الذهاب لبيت الرب مثلهم.

الفرح بالذهاب لبيت الرب هو اشتياق للصلاة الجماعية، وإيمان ببركة الله في بيته التي تتميز عن بركته في كل مكان آخر.



ع2: تَقِفُ أَرْجُلُنَا فِي أَبْوَابِكِ يَا أُورُشَلِيمُ.

يتخيل داود أنه قد أكمل الصعود إلى أورشليم، ووقف أمام أبوابها، وهذا يعطيه فرحًا يفوق كل فرح؛ لأنه وصل إلى مدينة الله وهيكلها، أي سيدخل إلى حضرة الله ويتمتع بالوجود بين يديه. وهناك يقدم توبته عن كل خطاياه، ويظهر محبته في تسابيح، ويشترك مع إخوته في العبادة.



ع3: أُورُشَلِيمُ الْمَبْنِيَّةُ كَمَدِينَةٍ مُتَّصِلَةٍ كُلِّهَا.

أورشليم يشعر بها داود أنها كمدينة متصلة بعضها ببعض، ويقصد ترابط المؤمنين المتعبدين لله في هيكل أورشليم، فيصلون بقلب واحد أمامه.

هذه نبوة عن وحدانية المؤمنين في كنيسة العهد الجديد، حيث يصيرون أعضاء في جسد المسيح وهو الرأس. وتظهر هذه الوحدانية بوضوح أكثر في أورشليم السمائية، حيث يتحد المؤمنون في تسبيح المسيح القائم وسطهم.



ع4، 5: حَيْثُ صَعِدَتِ الأَسْبَاطُ، أَسْبَاطُ الرَّبِّ، شَهَادَةً لإِسْرَائِيلَ،
لِيَحْمَدُوا اسْمَ الرَّبِّ. لأَنَّهُ هُنَاكَ اسْتَوَتِ الْكَرَاسِيُّ لِلْقَضَاءِ، كَرَاسِيُّ بَيْتِ دَاوُدَ.

استوت :
استقرت، أو انتصبت أو جلست.

أسباط إسرائيل، أي كل المؤمنين يأتون للعبادة في أورشليم، خاصة في الأعياد الثلاثة الكبرى؛ الفصح، والخمسين، والمظال. الكل مؤمنون محبون لعبادة الله، وكل سبط يتميز عن غيره، ولكن في وحدانية يقفون أمام الله. أيضًا في أورشليم هناك يحتكمون للقضاة العارفين الشريعة، الجالسين على كراسى الحكم، ويجلس الملك داود ونسله بين هؤلاء القضاة.

يتنبأ هنا عن اجتماع المؤمنين في الكنيسة ليعبدوا، ويشكروا الله، ويخضعوا لتعليمها، وإرشاد كهنتها، الجالسين على كراسى الإرشاد والحكم.

يتنبأ أيضًا عن اجتماع المؤمنين في ملكوت السموات ويوم الدينونة، حيث يجلس الإثنا عشر تلميذًا على الإثنى عشر كرسيًا ليدينوا الأسباط الأثنى عشر الذين لم يؤمنوا بالمسيح، ويحيوا معه.

قد تعنى الكراسى قلوب المؤمنين التي يجلس فيها الله، ويستريح ليقود حياتهم، وينبههم بالروح القدس للابتعاد عن الخطية، ويدينهم ويوبخهم ويبكتهم ليقوموا منها. وهكذا يقودهم في طريق الحياة إلى الملكوت.

† ما أجمل الوجود أمام الله في بيته، فتشجع مع إخوتك لتكون أمامه قدر ما تستطيع؛ لتتمتع ليس فقط بحضرته، بل بتناول جسده ودمه.




(2) سلامة أورشليم (ع6-9):



ع6، 7: اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ:
"ِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ. لِيَكُنْ سَلاَمٌ فِي أَبْرَاجِكِ، رَاحَةٌ فِي قُصُورِكِ".

إذ استقر القضاء بشريعة الله في أورشليم عم الانضباط والسلام في المدينة، وبالتالي نال محبو أورشليم راحة للإقامة فيها، وعبادة الله؛ راحة للجميع سواء الساكنين فيها على أبراج في الجبال، أو الساكنين في أورشليم في قصور، أي بيوت عظيمة.

يتنبأ هنا عن كنيسة العهد الجديد، ويطلب لها السلام، كما نصلى الآن ونطلب في أوشية سلامة الكنيسة في القداس الإلهي. والأبراج هم القديسون، إذ يشبهون الأبراج في مرتبتهم الروحية العالية ويشبهون الأبراج أيضًا في حصانتهم لأنهم في حماية الله. والقصور هم المؤمنون الحقيقيون الذين هم هياكل الروح القدس وقصور يسكن فيها الله الملك. والقصور ترمز لكثرة الخيرات فيها، كما أن المسيح يعطى خيرات وفيرة روحية، ومادية لأولاده.



ع8، 9: مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِي وَأَصْحَابِي لأَقُولَنَّ: "سَلاَمٌ بِكِ".
مِنْ أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْرًا.

يطلب داود سلامًا لأورشليم من أجل أقاربه وأصدقائه، أي كل اليهود المقيمين، والزائرين لأورشليم؛ حتى يتمتعوا بالعبادة في جو هادئ. بل يطلب أيضًا خيرًا وبركات لأورشليم؛ لأن فيها بيت الرب، فالله يقدس مدينته بسكناه فيها.

هذه الآيات نبوة عن المسيح الذي يطلب سلامًا لكنيسته من أجل إخوته، إذ هو بكر بين إخوة كثيرين، ويطلب خيرًا لها؛ لأنها بيته الذي يحل فيه.

† ليتك تصلى من أجل سلام الكنيسة، وسلام كل من حولك ليحيوا مع الله في عبادة مقدسة، ولا تنسى نفسك فتتطلب من أجل سلامك الداخلي لتستطيع أن تعاين الله.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:37 PM   رقم المشاركة : ( 167619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لأن كلام الله هو العدل والحق
لذا اشتاق البار إليه، وحفظه
وإذ تغذى به ارتفعت صلواته إلى الله.
 
قديم 23 - 07 - 2024, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 167620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




صَرَخْتُ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. اسْتَجِبْ لِي يَا رَبُّ.
فَرَائِضَكَ أَحْفَظُ. دَعَوْتُكَ. خَلِّصْنِي، فَأَحْفَظَ شَهَادَاتِكَ.

أحب داود الصلاة؛ حتى صارت عميقة جدًا بدليل:

تحولت لصراخ، أي تمسك بالله بشدة.

من كل القلب، وليس فقط من الشفاه، أو الذهن، بل بكل مشاعره.

أدت الصلاة إلى تمسكه بالعبادة، أي الفرائض، وحفظها، فتمتع بالعبادة الفردية والعبادة الجماعية.

الاستمرار في الصلاة والدعاء إلى الله.

الاتكال على الله وطلب الخلاص منه وحده؛ لينقذه من ضيقاته.

طلب الخلاص من الله ليرتفع فوق كل خطية واهتمام أرضي، ولم يطلب طلبات مادية، أو شهوات زائلة.

حفظ شهادات الله وكلامه وتمسك بها.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024