21 - 07 - 2024, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 167221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلًا. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. تشير عبارة "تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ" إلى دعوة يسوع للرُّسل، بعد عودتهم من الرِّسالة، لمشاركته في عزلته وخلوته. هذه الدَّعوة عينها يوجهها يسوع لنا اليوم، يدعونا لمشاركته الشخصية لمجرّد إتمامنا لرسالته. فكم هي عظيمة ثقته بنا! أمَّا عبارة “مَكانٍ قَفرٍ" في الأصل اليونانيل¼”دپخ·خ¼خ؟خ½ د„ل½¹د€خ؟خ½ (معناها موضع خلاء) فتشير إلى أرض غير صالحة للفِلاحة والزِّراعة (مزمور 107: 35 وأشعيا 14: 17)، وهذا المكان يدل هنا على الجهة الشِّماليَّة الشّرقيَّة لبحيرة طبريَّة في منطقة الطَّابغة حيث قام يسوع بتكثير الخبز والسَّمكتين. أمَّا في إنجيل لوقا يبدو هذا المكان كأنَّه في ارض بيت صيدا شرقي بحيرة طبريَّة (لوقا 9: 10) وتُعرف هذه الأرض باسم "سهل البطيحة". في مفهوم الكتاب المقدس مَكانٍ قَفرٍ لم يكن مكانًا يقصده المرء للاستجمام والرَّاحة، بل مكان صراع وعطش وجوع وتجربة ومسيرة شاقة. إنَّه المكان الذي يختاره الله لشعبه كي يتعلم فنَّ الاتكال عليه تعالى وفن المشاركة مع كل متطلبات ذلك. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 167222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلًا. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. "تَعتَزِلونَ" في الأصل اليوناني خ؛خ±د„' ل¼°خ´ل½·خ±خ½ (معناها على انفراد) إلى علاقة حميمة وشخصيَّة بين يسوع وتلاميذه، إذ تتيح مجال الصَّداقة والاستماع والمشاركة والمعرفة المتبادلة؛ وتتكرَّر هذه العبارة في وحي يسوع نفسه لتلاميذه في إنجيل مرقس: عندما " انفَرَدَ يسوع بِتَلاميذِه فسَّرَ لَهم الأمثال" ( 4: 34)، عندما " مضى يسوعُ بِبُطرُسَ ويعقوبَ ويوحَنَّا فانفَرَدَ بِهِم وَحدَهم على جَبَلٍ عالٍ، وتَجَلَّى بِمَرأَى منهم" (مرقس 9: 2)، عندما كان لدى تلاميذه أسئلة صعبة ولا يريدون الإحراج " ولمَّا دَخَلَ البَيت، اِنفَرَدَ بِه تَلاميذُه وسأَلوه: لماذا لَم نَستَطِعْ نَحنُ أَن نَطرُدَه؟" (مرقس 9: 28) " وبَينَما هو جالِسٌ في جَبَلِ الزَّيتونِ قُبالَةَ الهَيكَل، اِنفَرَدَ بِه بُطرُسُ ويَعقوبُ ويوحَنَّا وأَندَراوس وسأَلوه (مرقس 13: 3). تصبح خبرة "الاعتزال " مساحة لنمو الصَّداقة والرَّغبة في الإصغاء والمشاركة والمعرفة المتبادلة. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 167223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلًا. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. "استَريحوا قَليلًا" فتشير إلى تأمين قليل من الرَّاحة للرُّسل بعد جولاتهم التَّبشيريَّة. إن فعاليَّة القيام بعمل الله بحاجة إلى فترات من الرَّاحة والاستجمام لاسترجاع القوى لانطلاقة جديدة في رسالة مقبلة (لوقا 9: 10). فالجسد له حقٌ في الرَّاحة، لاسترجاع الهمّة وكسب قوّةٍ جديدة والنشاط للبدء من جديد. والرُّوح له حق في التَّجدَّد بالطَّاقة والنِّعمة، لأنَّ الجسم المُنهَك لا يُنتِج. والخطر الذي نقع فيه جميعًا يكمن في أن أشغالنا الكثيرة التي تُنسِّينا أنفسنا، لا بل ترهق طاقتنا الجسديَّة والرُّوحيَّة. فمن المُحبَّذ أن تمتزج حياة الخدمة بالتَّأمل المستمر بغير انقطاع. الراحة في منظور يسوع هي إعادة اكتشاف المعنى الكامن وراء اختياراتنا ووجودنا. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 167224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلًا. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. " لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ" فتشير إلى الجموع المحيطة بيسوع بعضهم من المشاهدين لآياته، " فتَبِعَه جَمعٌ كثير، لِما رَأوا مِنَ الآياتِ الَّتي أَجْراها على المَرْضى."(يوحنا 6: 1) ، وبعضهم من المحتاجين إليه، للاستماع إليه " لأَنَّه كانَ يُعَلِّمُهم كَمَن له سُلْطان، لا مِثلَ الكَتَبَة" (مرقس 1: 22) أو لطلب الشِّفاء كما جاء في إنجيل لوقا " لكِنَّ الجُموعَ عَلِموا بِالأَمْرِ فتَبِعوه، فاستَقبَلَهم وكَلَّمَهُم على مَلَكوتِ الله، وأَبرأَ الَّذينَ يَحتاجون إِلى الشِّفا" (لوقا 9: 11)؛ أو لمصلحة في نفوسهم كما صرّح لهم يسوع " أَنتُم تَطلُبونَني، لا لِأَنَّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لِأَنَّكم أَكَلتُمُ الخُبزَ وشَبِعتُم" (يوحنا 6: 26) وبعضهم أخيرا من المراقبين إيَّاه مثل الكتَبة والفريسيِّين "بَلَغَ حِقْدُ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّينَ عَليهِ مَبلغًا شَديدًا، فجعَلوا يَستَدرِجونَه إلى الكَلامِ على أُمورٍ كَثيرة" (لوقا 11: 53). ولعلَّ من أسباب ذلك الازدحام هو اقتراب عيد الفصح، فكان النَّاس يأتون إليه وهم ذاهبون إلى أورشليم (يوحنا 6: 1). فنحن من أيَّة فئة عندما نأتي إلى يسوع؟ |
||||
21 - 07 - 2024, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 167225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقالَ لهم: تَعالَوا أَنتم إِلى مَكانٍ قَفرٍ تَعتَزِلونَ فيه، واستَريحوا قَليلًا. لأَنَّ القادِمينَ والذَّاهِبينَ كانوا كَثيرينَ حَتَّى لم تَكُنْ لَهم فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام. " فُرصَةٌ لِتَناوُلِ الطَّعام " فتشير إلى انتهاز اقل فرصة ليأخذ الرُّسل لقمة تسكينًا لجوعهم كالعادة. ورغم دعوة يسوع لهم إلى أخذ قسط من الرَّاحة لتناول الطَّعام فإنَّنا نجد النَّاس تلحّ في طلب رؤية يسوع. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:27 PM | رقم المشاركة : ( 167226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فمَضَوا في السَّفينَةِ إِلى مَكانٍ قَفرٍ يَعتَزِلونَ فيه تشير عبارة "مَكانٍ قَفرٍ" إلى مكان منعزل يجد فيه يسوع والتَّلاميذ الاختلاء والرَّاحة، والعلاقة الشخصية والثِّقة والمشاركة. يذهب المرء إلى هناك لفَتْحِ نفسه أمام العطش والجوع نحو الله والآخرين والتعمُّق في العلاقة مع الله. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 167227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرآهُمُ النَّاسُ ذاهبين، وعَرَفَهُم كثيرٌ مِنهُم، فأَسرَعوا سَيرًا على الأَقدامِ مِن جَميعِ المُدُن وسبَقوهم إِلى ذلك المَكان. تشير عبارة "فأَسرَعوا سَيرًا على الأَقدامِ مِن جَميعِ المُدُن" إلى عدم إمكانيَّة التَّهرب من النَّاس. لا يقدر يسوع ورسله أن يعتزلوا الجمع، وذلك بسبب العطش لغذاء الرُّوح والجسد الذي يدفعهم للبحث عنه والسَّير إليه (يوحنا 6: 26). |
||||
21 - 07 - 2024, 05:29 PM | رقم المشاركة : ( 167228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرآهُمُ النَّاسُ ذاهبين، وعَرَفَهُم كثيرٌ مِنهُم، فأَسرَعوا سَيرًا على الأَقدامِ مِن جَميعِ المُدُن وسبَقوهم إِلى ذلك المَكان. "سبَقوهم إِلى ذلك المَكان" فتشير إلى امر غير معقول أن يسبق النَّاس الذين جاؤوا سيرًا على الأقدام يسوع ورسله الذين ركبوا السَّفينة. إنه مكان صراع وعطش وجوع وتجربة ومسيرة على مثال مسيرة بني العهد القديم في الصحراء. اليّوم نحن مع الشعب مدعويّن للسّير نحو يسوع مع الجمع. نحن أمام لوحة فنيَّة رسمها مرقس بوحي من الرُّوح القدس. ولا يجوز أن نتوقف عند التَّفاصيل فقط. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 167229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلَمَّا نَزَلَ إِلى البَرّ رأَى جَمعًا كثيرًا، فَأَخذَتْه الشَّفَقَةُ علَيهم، لِأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها، وأَخَذَ يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة تشير عبارة "فلَمَّا نَزَلَ إِلى البَرّ" إلى خروج يسوع من السَّفينة إلى البر كما جاء في إنجيل يوحنا: " فصَعِدَ يسوعُ الجَبَل وجَلَسَ مع تلاميذِه. وكانَ قدِ اقتَرَبَ الفِصحُ، عيدُ اليَهود. فرَفَعَ يسوعُ عَينَيه، فرأَى جَمعًا كثيرًا مُقبِلًا إِلَيه" (يوحنا 6: 3-5)؛ بعض الأحيان يستحيل علينا تحقيق مشاريعنا، لأن أمرًا غير منتظر عاجل قد يقلب مشاريعنا ويتطلّب منّا ليونةً واستعدادًا لتلبية حاجات الآخرين. |
||||
21 - 07 - 2024, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 167230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلَمَّا نَزَلَ إِلى البَرّ رأَى جَمعًا كثيرًا، فَأَخذَتْه الشَّفَقَةُ علَيهم، لِأَنَّهم كانوا كَغَنَمٍ لا راعِيَ لها، وأَخَذَ يُعَلَّمُهم أَشياءَ كثيرة "فَأَخذَتْه الشَّفَقَةُ" ل¼گدƒد€خ»خ±خ³د‡خ½ل½·دƒخ¸خ· فتشير إلى تحرُّك أحشاء يسوع بدافع حبِّه الشّديد (متى 6: 34). وهذا يدل على حنان يسوع ورحمته، لأنَّه كان يهتم بالشّعب الذي كان كغنم لا راعي لهم، ولهم عطشٌ إلى ما لا يملكون، وتوقٍ إلى بلوغ السَّلام الحقيقي. هذا الراعي الّذي يجسّد نبوءة ارميا من خلال علاقة الرَّاعي بالرَّعيّة بحسب إرادة الله الآب الذي يرعى شعبه بالأمانة والشفقة. وهذه الشَّفقة تعكس قلب الرَّب ذاته في صورة فائقة من الرِّقة (ارميا 23: 1-4)، ويُظهر موقف يسوع حنان الله حيث أنه يشعر بالحنان تُجَاهَ الخراف الجائعة للإنجيل (مرقس 6: 34)، جوعها للخبز (8: 2)، وتأخذه الشّفقة تُجَاهَ المَحرومين أكثر من غيرهم: البرص (مرقس 1: 4)، والعميان (متى 20: 34)، والأمهات الثَّكالى والأخوات الحزينات (لوقا 7: 13، يوحنا 11: 33). إن حنان يسوع، مثل حنان الله، لا يتعب ولا يكلّ، وينتصر على الخطيئة، ويصل إلى حد الصَّفح عن أكثر النَّاس بؤسًا: أعني الخطأة (لوقا 23: 34). فهو يتصرف كالرَّاعي الصَّالح (حزقيال 34: 23)، على مثال موسى (عدد 27: 15-17) وداود (مزمور 78: 70) بل على مثال الله نفسه الذي اقتاد شعبه في البريَّة (مزمور 78: 52-53). هذه الشّفقة تعكس قلب الرَّب ذاته في صورة فائقة من الرِّقة والحنان (ارميا 23: 1-4). كما تدلّ على شفقته في تعليم الشّعب وإعطائهم الخبز والسَّمك. (مرقس 6: 35-44). يدعونا يسوع أن نكون حاضرين في المواقف الصَّعبة، وأن نتقبل عن طيب خاطر معاناة الآخرين كما لو كانت معاناتنا. ومن هذا المنطلق ترتبط الراحة ارتباطًا وثيقًا بالرحمة والمحبَّة، لأنَّ محبة الآخرين لا تستنزف الطاقة فقط، بل تضاعفها. ويعلق أوريجانوس: " حين رأى يسوع نوعيّة الأشخاص المحيطين به، وجدهم جديرين أكثر بالشّفقة. هو الذي يُعتبَر خارج الألم بصفته الله، ها هو يتألّم بسبب حبّه للبشر؛ لقد سيطر عليه التَّأثّر الشّديد، فشفاهم من أمراضهم كلّها وحرّرهم من الشّرّ". إنها دعوة لانفتاح المرء على حاجة أخيه. |
||||