القديس نيقولاوس العجائبي أسقف ميرا
لقب القديس نقولاوس بصانع العجائب لما أجرى الله على يده من المعجزات فقد كان كثير العجائب في حياته وكثير العجائب بعد وفاته، ومن احدى عجائبه أن قبض الملك قسطنطين مرةً على ثلاثة من القضاة بتهمة وحكم عليهم بالإعدام، و كانوا أبرياء، فصلى أحدهم وتضرع إلي الله أن ينقذه هو ورفاقه المظلومين بشفاعة القديس نقولاوس فلم يتم صلاته حتى رأى الملك قسطنطين في الحلم شيخاً داخلاً عليه وقال له :” انهض أيها الملك واطلق سراح القضاة الثلاثة الذين حكمت عليهم بالإعدام لأنهم أبريأ وقد وشي بهم إليك ظلما ً”. دهش الملك وقال للشيخ :” من أنت حتى تكلمنى هكذا ؟” فقال :” أنا نقولاوس أسقف ميرا “. فقام الملك لساعته ودعا رئيس الشرطة وقص عليه ما رآه في الحلم فقال له رئيس الشرطة وأنا أيضاً رأيت نفس الحلم في منامي فأرسل الملك وأتي بالمحكومين و سألهم كيف أرسلوا الأسقف نقولاوس، ليشفع فيهم ؟ فصاح أحدهم وقال يا مولاى هو الله الذي استجاب لطلبي وأرسل الأسقف نقولاوس يدعوكم إلى إعادة النظر في دعوانا وقص عليه ما حدث، فأمر الملك أن تعاد محاكمتهم فأعيدت وثبتت براءتهم فشكروا الله على خلاصهم من الموت بشفاعة القديس نقولاوس.
وأراد الملك قسطنطين أن يظهر للقديس نقولاوس سامي تقديره لكونه خلص أبرياء من الموت فبعث إليه بكأس وصينية من الذهب الخالص المحلى بالحجارة الكريمة تقدمة منه إلى كنيسة ميرا ليستعملها نقولاوس في إقامة الذبيحة الإلهية، ومن عجائبة انه قد هدأ البحر وسكن أمواجه، وأقام من الموت نوتيا كان قد سقط من أعلى السارى ومات، وقد أضحى شفيع البحارة وصيادي الأسماك والمسافرين بحراً وبر، و اتخذه المظلومون في المحاكم شفيعاً لهم أيضاً.
كنائس اللاتين والسريان اليعاقبة والأرمن والموارنة وسواهم بالإضافة إلى الروم الأرثوذكس. يذكر أن اسمه عند الموارنة هو زخيا، وزخيا اسم سرياني يعني تقريباً ما يعنيه اسم نيقولاوس، أما باليونانية فيعني نيقولاوس ” المنصور” أو ” الظافر” والمعنى الدقيق لنيقولاوس هو ” الشعب المظفر” .
يعد القديس نقولاوس من أكثر القديسين شعبية وهو صديق الأطفال و شفيعهم و يتذكرونه في أعياد الميلاد ” سانتا كلوز ” حيث يتبادل الجميع هدايا العيد. تحتفل كنيستنا بتذكاره في اليوم السادس من شهر كانون أول شرقي ( 19 كانون الأول ) من كل عام.