10 - 03 - 2017, 05:34 PM | رقم المشاركة : ( 16691 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة البارة تائيس، الزانية التائبة 8 تشرين الأول شرقي (21 تشرين الأول غربي) عاشت في الإسكندرية في القرن الرابع الميلادي. أودعتها أمها بيتاً من بيوت الدعارة وهي في السابعة عشرة من عمرها. وإذ كانت على قسط وافر من الجمال فإنها جذبت الكثيرين إليها وجمعت ثروة كبيرة، حتى أن بعض الناس كانوا يبيعون ممتلكاتهم لوالديها طالبين القرب منها. وصل خبرها إلى قديس راهب اسمه سيرابيون فحرك الله قلبه صوبها وقرر العمل على هدايتها. لبس سيرابيون ثياباً عسكرية وجاء إليها. أعطاها قطعة ذهبية فأدخلته إلى غرفة الخطيئة. قال لها: "أليست هناك غرفة أخرى غير هذه؟". قالت: "بلى"، قال: "لندخل إليها إذن"، قالت: "إن كنت تخجل من رؤية الناس لك فاعلم لأنه لن يرانا أحد في أي مكان نحل فيه". إذ ذاك كشف لها سيرابيون ثوبه الرهباني تحت حلته العسكرية وقال لها: "هل تعلمين، يا ابنتي، أن الله موجود؟". قالت: "نعم أعلم أيضاً أنه سوف تكون هناك دينونة وملك". قال: "ما دمت تعلمين أن الله موجود وأنه ستكون هناك دينونة، فلماذا تتسببين في هلاك هذه الكثرة من الناس وخراب بيوتهم؟!". عند ذاك استفاقت تائيس من دوار الشهوة وازدحمت مشاعر التوبة في قلبها فألقت بنفسها عند قدمي القديس سيرابيون وقالت: "أنا أعرف أنه توجد توبة للخطأة. لكن أسألك، يا أبتي، أن تصبر علي ساعة واحدة، وبعد ذلك أذهب معك إلى حيث تأخذني". أسرعت تائيس وجمعت ثيابها ومثمناتها والأثاث وأشعلت فيه النار في وسط المدينة وهي تصرخ وتقول: "تعالوا يا من اشتركتم معي في النجاسة! ها أني أودع النار ما جنيته منكم لتكون لي توبة، منذ الآن، عند ربي". وأخذها سيرابيون إلى دير للعذارى، أقامت فيه حبيسة لا تتناول من الطعام إلا قليله، خبزاً وماء، مرة كل يومين، تسكب الدموع كل حين وترفع زفرات قلبها إلى العلي سائلة إياه الرحمة. بقيت على هذا النحو ثلاث سنوات، إلى أن مضى سيرابيون إلى القديس انطونيوس الكبير وسأله عما إذا كان الله قد قبل توبة تائيس أم لا. فدعا القديس انطونيوس تلاميذه وقال لهم: "ليحبس كل منكم نفسه هذه الليلة، لنرى لمن منكم يكشف الله الأمر الذي جاء البار سيرابيون من أجله". ولما فعل التلاميذ ذلك، رأى واحد منهم، وهو بولا البسيط، أن ثمة مكاناً معداً في السماء جماله عظيم وثلاثة ملائكة يحملون المصابيح واقفين أمامه، وتاج الظفر موضوع عليه. فلما عاين بولا هذا المنظر البديع قال: "إن هذا المجد لا يمكن أن يكون إلا لأبي انطونيوس"، فجاءه صوت من السماء يقول له: "لا، بل هذا المجد للعابدة الناسكة تائيس". وعند الصباح أخبر بولا بما جرى له ففرح القديس سيرابيون لأجل تائيس وذهب إلى دير العذارى ليخرجها من محبسها فلم ترد قائلة: "اتركني هنا إلى يوم وفاتي لأن خطاياي كثيرة". قال لها سيرابيون أن الله قد قبل توبتك، فقالت: "في الحقيقة يا أبي، إني قد جعلت خطاياي حملاً ثقيلاً وضعته أمام عيني منذ أن دخلت هذه القلاية، وهكذا كما أن النفس لم ينفصل عني كذلك خطاياي لم أدعها تعبر من أمام عيني". قال لها سيرابيون: "إن الله لم يغفر لك خطاياك من أجل توبتك إنما من أجل الفكر الذي كان لك. ومن أجل إرادتك الصادقة في تسليم نفسك للمسيح". وانضمت تائيس إلى العذارى، لكنها لم تبق معهن إلا خمسة عشر يوماً انتقلت بعدها إلى حضن ربها. |
||||
10 - 03 - 2017, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 16692 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار نيقولاوس تْشرنيكوف (+1143م) 14 تشرين الأول شرقي (27 تشرين الأول غربي) الابن الأصغر للأمير شفياتوسلاف ياروسلافوفيتش حامي لافرا مغاور كييف . ترّهب في لافرا كييف . سلك في الفقر و الاتضاع و الطاعة . اعتزل و عاش في السكون و الصلاة المتواترة . كان شديد التقشف . تنيّح في 14 تشرين الأول سنة 1143 م . |
||||
10 - 03 - 2017, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 16693 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد في الكهنة الجديد تيموثاوس الآثوسي (+1820م) 29 تشرين الأول شرقي (11 تشرين الثاني غربي) راهب في دير أسفيغمينو في جبل آثوس . قطع الأتراك رأسه لتمسكه بالمسيح في 29 تشرين الأول سنة 1820 م . |
||||
10 - 03 - 2017, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 16694 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس تيريدات، ملك أرمينيا 29 تشرين الثاني شرقي (12 كانون الأول غربي) كان هذا الملك مضطهداً للمسيحية أول الأمر، فهو الذي أمر بإلقاء القديس غريغوريوس المنير، مبشر أرمينية، في البئر، وقضى على القديستين ريبيسيما وغيانا والعذارى الاثنتين والثلاثين اللواتي معهما. ومن رحمة الله عليه أنه جعله يفقد صوابه ويتحول، في التصرف، إلى شبه وحش. لكن شقيقته التي درت في رؤية أن القديس غريغوريوس الملقى في البئر هو وحده القادر على إبرائه، أحضرته إليها مكرماً وسألته الصلاة من أجل أخيها فشفى تيريدات لتوه بنعمة الله. وكانت هذه نقطة تحول في حياته، إذ نُقل أنه سلك في التوبة والتقى إلى آخر حياته، كما أطلق يد القديس غريغوريوس في حمل الإنجيل إلى كل أرمينية. عاصر الإمبراطور الروماني ذيوكليسيانوس ورقد في الرب في القرن الرابع للميلاد. |
||||
10 - 03 - 2017, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 16695 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد تيميستوكليس الذي من ميرا (+2502م) 21 كانون الأول شرقي (3 كانون الثاني غربي) كان إنساناً بسيطاً طيّباً نقياً يعمل في رعاية الأغنام في الجبال المتاخمة لميرا في ليسيّة أيام اضطهاد الإمبراطور الروماني داكيوس. جاءه، مرة، رجل مسيحي من المدينة، اسمه ديوسكوريدوس، يلاحقه جنود أسكلابيوس الوالي بسبب إيمانه. طلب منه ديوسكوريدوس أن يخبِّئه فخبّأه. بعد لحظات وصل مطاردوه فسألوه عنه فأجابهم ببساطة قلب راجياً أن يحِّرك فيهم حس الرأفة: "دعوه، يا إخوتي، يذهب لينجو من الموت. لا تسلموه إلى الوالي. هبوه هبة الحياة. فرغم كونه مسيحياً كما أنا أيضاً مسيحي فإنه إنسان مثلكم". فاغتاظوا لكلامه وأجابوه: "دلّنا عليه أو نأخذك مكانه". فأردف: "اقترحت عليكم ما اقترحت لتكون لكم من صنيعكم المنفعة. فإن لم تريدوا فإني أقبل بفرح أن توقفوني بدلاً منه. لأننا كلانا واحد، فأنا وهو خادمان للمسيح وعضوان في جسد واحد". ألقوا عليه الأيادي واستاقوه أمام أسكلابيوس الوالي وهو في حلّته الرعائية وعصا الرعاية في يده. أدهش المجلس بمظهره وحكمته. سأله الوالي: "أين خبّأت المسيحي الهارب؟ قل الحقيقة لتخلّص نفسك. فأجاب: "أنا لي حياة أخرى ولا أعرف حقيقة غير المسيح الذي قال: أنا الحق والحياة". وبعدما رفض تقديم العبادة للأوثان وندّد بخدعتها من حيث هي شهوات الناس مستترة، أسلمه الوالي إلى الجلادين. تعليق رجل الله كان: "أتريد أن تخضعني للتعذيب؟ لا بأس! إني بفرح، أقبل الموت من أجل المسيح، مقرّباً نفسي ضحية لمجد معلّمي، ولخلاص نفسي وخادم الله ديوسكوريدوس. ولتعلم أني "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوّيني". (في13:4). فسَّخ المعذّبون أطرافه وجلدوه على بطنه حتى بانت أحشاؤه. ثم علّقوه على سارية وسلخوه بأمشاط من حديد تستعمل لندف الصوف. رغم آلامه المبرِّحة كان فرحه في ازدياد. وإذ أصعدوه إلى منصّة الإعدام قال للوالي: "ألا تعلم يا أسكلابيوس أنه بالخشبة ظهرت لنا الحياة وخلّصنا؟ ألا تعلم أنه بالخشبة صارالخلاص للعالم وتمجّد المسيح سيّداً في كل المسكونة؟!" فلما نظره أسكلابيوس مظفراً لا معدماً مكسوراً، أمر بإنزاله من المنصّة وجعله في الشوك وجرِّه خارج المدينة حتى الموت. هكذا استكمل رجل الله شهادته للرب يسوع. وقد ذكر أن مؤمنين نصبوا عصا رعايته فوق ضريحه، فخرج منها جذر وامتد في الأرض ثم نما شجرة لوز قوية بقيت، سنين طوالاً، تعطي ثماراً ذات مفعول طبي. |
||||
10 - 03 - 2017, 05:39 PM | رقم المشاركة : ( 16696 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||
10 - 03 - 2017, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 16697 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار تداوس المعترف (القرن9م) 29 كانون الأول شرقي (11 كانون الثاني غربي) أصله من سكيثيا. كان عبداً لعائلة القديس ثيودوروس الستوديتي فأعتقه القديسي لما صار راهباً. لم يشأ تداوس أن ينصرف عن ثيودوروس بل تبعه واتخذه أباً روحياً له. سلك بشكل صارم في الأصوام والأسهار. لم تكن له أية قنية وسلك في الطاعة الكاملة. تقدم بسرعة في طرق الحياة الرهبانية. فلما جرى نفي القديس ثيودوروس أيام الإمبراطور لاون الخامس المحارب للإيقونات. توزع الرهبان مجموعات صغيرة لأن لاون كان جاداً في إثرهم. قُبض على تداوس يوماً وحاول عمال الإمبراطور إجباره على الكفر بالإيقونات. إذ ألقوا أمامه إيقونة السيد وجرروه جراً ليدوسها. كلم تداوس الملك بكلام قاس وأبى التعاون معه تحت أي ظرف. جلدوه بأعصاب البقر. مائة وثلاثين جلدة، ثم ألقوه خارجاً نصف ميت. رقد في الرب بعد ذلك بيومين. |
||||
10 - 03 - 2017, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 16698 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار تيطس الجندي 27 كانون الثاني غربي (9 شباط شرقي) راهب في دير الكهوف كييف . جُرح في احدى المعارك . توجه الى لافرا كييف فنال الشفاء فترهب . قضى بقية عمره يبكي على خطاياه . لما حضرته ساعة الوفاة أُعطى علامة تأكد له فيها ان خطاياه قد غفرت . رقد بفرح و سلام في الرب و جعلت رفاته في مغارة القديس ثيودوسيوس . |
||||
10 - 03 - 2017, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 16699 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة الشهيدة تتيانا (القرن3م) 12 كانون الثاني غربي (25 كانون الثاني شرقي) عاشت القديسة تتيانا في زمن الإمبراطور الروماني ألكسندروس ساويروس (225-235م). كان والدها قنصلاً معروفاً في رومية، وقيل جُعل شماساً في الكنيسة هناك. لم تُغوِ الرفعة تتيانا ولا مباهج الحياة الدنيا، فلقد أمضت طفوليتها في دياميس رومية حيث اعتاد المسيحيون أن يجتمعوا. وقد ورد أنها لما كبرت صارت شمّاسة هي أيضاً. رغبة قلبها كانت أن تبذل نفسها لمسيحها حتى الموت، موت الشهادة. وإذ كانت أمة الله مجدّة في الكرازة بالرب يسوع دون مهابة جرى القبض عليها وأوقفت في حضرة الإمبراطور. فبعدما كلّمها الإمبراطور بكلام ملق في محاولة لاستردادها إلى آلهته رافقها إلى هيكل الأوثان أملاً في أن يجعلها تضحّي لها هناك. أخذت تتيانا في الصلاة إلى ربّها وإذ بالأوثان تهوي أرضاً وتتحطّم. عظم الأمر لدى الإمبراطور وشعر بالمهانة فأمر بها جنده فنزعوا جلد وجهها. وإن ملائكة الله جاءت فأعانتها. وقد ذكر أن جلاّديها الثمانية عاينوا الملائكة في نور الله فاختشوا وامتنعوا عن إنزال العذابات بأمة الله معترفين بالمسيح نظيرها، فتقدم الجنود وفتكوا بهم فأحصوا في عداد الشهداء القديسين. أما تتيانا فاستمر تعذيبها حيناً. حلقوا شعر رأسها ونزعوا ثدييها وألقوها في ألسنة اللهب ثم رموها للحيوانات، ولكن لمّا تقضي كل هذه التدابير عليها وبدت الحيوانات المفترسة بإزائها هادئة مسالمة. مع ذلك أمعن الجلاّدون في تحطيم عظامها وتقطيع أوصالها. رغم كل شيء بقيت تتيانا ثابتة راسخة في الإيمان لا تتزعزع. أخيراً عيل صبر الإمبراطور وبدا له كأن محاولاته باءت بالفشل ولم يتمكّن من استعادة الفتاة إلى ما كان يرغب فيه. فإنقاذاً لكرامته الجريح، أمر بقطع رأسها، فتم له ذلك وانضمّت تتيانا إلى موكب الشهداء المعظّمين. طروبارية القديسة تتيانا باللحن الرابع نَعْجَتُكَ يا يَسُوعُ تَصْرُخُ نَحْوَكَ بِصَوتٍ عَظِيمٍ قائِلَة: يا خَتَنِي إِنِّي أَشْتاقُ إِلَيكَ وأُجاهِدُ طالِبَةً إِيَّاكَ، وأُصْلَبُ وأُدْفَنُ مَعَكَ بِمَعْمُودِيَّتِكَ، وأَتأَلَّمُ لأَجْلِكَ حَتَّى أَمْلُكَ مَعَك، وأَمُوتُ عَنْكَ لِكَي أَحَيا بِكَ. لَكِنْ كَذَبِيحَةٍ بِلا عَيْبٍ تَقَبَّلِ التي بِشَوقٍ قَدْ ذُبِحَتْ لَكَ. فَبِشَفاعاتِها بِما أَنَّكَ رَحِيمٌ خَلِّصْ نُفُوسَنا. |
||||
10 - 03 - 2017, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 16700 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الرسول تيموثاوس (القرن2م) 22 كانون الثاني غربي (4 شباط شرقي) تيموثاوس، الاسم، يوناني معناه "عابد الله" أو من يكرم الله". من أب وثني وأم يهودية تدعى أفنيكي (أعمال1:16:2 تيمو5:1) وله جدّة اسمها لوئيس. كان لأمه وجدّته، بشهادة الرسول بولس، إيمان عديم الرياء أخذه تيموثاوس عنهما (2 تيمو5:1). عرف الكتب المقدّسة منذ الطفولية (2تيمو15:3) لكنّه لم ينضمّ إلى أمّة اليهود بدليل إنه لم يختتن (أعمال1:16-3) إلا بإيعاز من الرسول بولس لضرورات بشارية. أغلب الظّن أن تيموثاوس كان من لسترة. أغلب الظنّ أيضاً أن أمّه وجدّته قبلتا الإيمان بالرب يسوع إثر قدوم الرسول بولس إلى دربة ولسترة خلال رحلته التبشيرية الأولى. متى انجذب تيموثاوس نفسه إلى الإيمان بالمسيح؟ لا نعلم تماماً. ولكن ثمّة ما يشير إلى أنه تتبّع الرسول بولس وتأثّر بتعليمه وآلامه، ربما في أنطاكية وربما في إيقونية ولسترة لأن الرسول المصطفى قال في رسالته الثانية له: "أما أنت فقد تبعت تعليمي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي مثل ما أصابني في أنطا كية وإيقونية ولسترة، أيّة اضطهادات احتملت" (2تيمو10:3-11). أنّى يكن الأمر فإن بولس، لما أتى إلى دربة ولسترة، سمع من الإخوة في لسترة وإيقونية شهادة حسنة عن تيموثاوس. فلما كان بحاجة إلى رفيق معاون له في أسفاره وكرازته فقد أخذ تيموثاوس معه. تيموثاوس، إذأ، كان قد اقتبل الإيمان وكان ناشطاً في كنيسة المسيح قبل ذلك. ولعل الرسول بولس هو الذي عمّده. هو كان في كل حال أحد أو من وضع يده عليه بعدما استبانت موهبة الله فيه وسبق عليه بعض النبوءات (1تيمو18:1-19، 12:4-16). جال تيموثارس مع الرسول المصطفى في فيرجيا وغلاطية وتسالونيكية وبيرية وأثينا وسواها وتبعه إلى قيصرية فلسطين وإلى رومية. وكان له موفداً شخصياً إلى أماكن عدّة كتسالونيكي وكورنثوس وفيليبي وأفسس. كان لتيموثاوس في كل هذه الجولات دور فاعل. لأهل كورنثوس قال عنه بولس إنه يعمل عمل الرب كما هو أيضاً (1كور16:10-11) ولأهل تسالونيكي قال إنه العامل معنا في إنجيل المسيح. كذلك كان لتيموثاوس دور تثبيت الكرازة (1تسا2:3-3) والتذكير بطرق الرسول بولس في المسيح (1كور17:4). في كل شيء أبدى تيموثاوس أمانة للرسول المصطفى لا غش فيها. لذا قال عنه الرسول إنه الأمين في الرب ويعلّم كما يعلّم هو نفسه في كل مكان وفي كل كنيسة (1كور17:4). ولم يكن للإناء المصطفى من يتّكل عليه بالكامل غير تيموثاوس. في بعض الحالات اعتبره كنسخة عنه، فقد قال لأهل فيليبي إنه ليس له أحد آخر نظير نفسه يهتم بأحوالهم بإخلاص (فيليبي2:19-22). إذن كانت علاقة بولس بتيموثاوس دافئة مميّزة. كولد مع أبيه خدم معه لأجل الإنجيل (فيليبي أيضاً). من هنا طريقة مخاطبته الخاصة له. أسماه "تيموثاوس الأخ" (2 كور1:1) و"إنسان الله" (1تيمو11:6) ودعاه "ابني (2تيمو1:2) و"ابني الحبيب" (1كور17:4) و"الابن الصريح في الإيمان" (1تيمو2:1). وخاطبه بكثير من العطف والحنان والمحبة. في رسالته الثانية إليه قال له: "أذكرك بلا انقطاع في طلباتي ليلاً ونهاراً مشتاقاً أن أراك ذاكراً دموعك لكي امتلئ فرحاً" (3:1-4). وعندما كان بولس في المعتقل في رومية وتخلى عنه الكثيرون، إلى تيموثاوس اتّجه ذهنه ليكون بقربه. "بادر أن تجيء إليّ سريعاً... الجميع تركوني... لوقا وحده معي...". وقد حرص بولس على تزويد تلميذه بكل ما رآه محتاجاً إليه من الوصايا والنصائح والدعم. تيموثاوس كان شاباً معرَّضاً لكل أنواع الشهوات والنزوات والنزاقة الشبابية. لذا حثّه على الهرب من الشهوات الشبابية والمباحثات الغبيّة لأنها تولّد الخصومات (2تيمو22:2-23) ودعاه إلى الصحو في كل شيء (2تيمو4:5) وإلى الإعراض عن الكلام الباطل الدنس (1تيمو20:6) وإلى التعامل مع الشيوخ كآباء والأحداث كإخوة والعجائز كأمّهات والحدثات كأخوات بكل طهارة (1تيمو1:5-2)، وإلى اجتناب حبّ المال الذي هو أصل الشرور وطعن للنفس بأوجاع كثيرة (1تيمو10:6-11). كما دعاه، بعامة، لأن يكون قدوة للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبّة والروح والإيمان والطهارة وإلى الانكباب على القراءة والوعظ وملاحظة نفسه والتعليم (12:4-16). وحثّ المؤمنين على احتضانه وإكرامه والتعاون معه (1كور10:16-11). هذا ويبدو إن صحة تيموثاوس كانت، أقلّه في وقت من الأوقات، رقيقة ولعله كان متشدِّداً في إمساكه. قال له الرسول المصطفى: "لا تكن في ما بعد شرّاب ماء بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة" (1تيمو23:5). ثم يبدو إن تيموثاوس كان إنساناً حييّاً وكان عرضة، لحداثته، أن يستخفّ الآخرون به. لهذا السبب نبّهه: "لا يستهن أحد بحداثتك" (1تيمو12:4) ودعاه لأن يوبّخ وينتهر ويعظ المخالفين (2تيمو2:4). "الذين يخطئون وبّخهم أمام الجميع لكي يكون عند الباقين خوف"(1تيمو5:20)، على أن يكون هذا بلا غرضيات ومن دون محاباة (21). والظاهر من كلام الرسول بولس إن تلميذه تعرّض للسجن ثم أُطلق سراحه. هذا حدث في إيطاليا. وثمّة إشارة إلى ذلك في الرسالة إلى العبرانيين التي كُتبت على يد تيموثاوس (انظر عبرانيين23:13). أما الرسالتان اللتان وجّههما رسول الأمم إلى تيموثاوس فكانت أولاهما في حدود السنة 64. يومها كان قد تمّ إطلاق سراحه من سجنه الأوّل في رومية بعدما اشتكى عليه أهل أمّته كما هو مبيّن في سفر أعمال الرسل (الإصحاح 21 وما يتبعه). أما الرسالة الثانية، فكانت بعد القبض على الرسول المصطفى للمرة الثانية، نحو السنة 67، إثر حرق نيرون لرومية. في الأولى عالج بعض الصعوبات التي تعرّض لها التلميذ وبسط لصفات معلّمي الكنيسة وخدّام الإنجيل وواجباتهم. أما في الثانية فشدّد تلميذه وحضّه على الثبات في البشارة والتمسّك بالأمانة عارفاً ممن تسلّمها (14:3)، والاشتراك في المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح (2تيمو1:2-3). ويشير رسول الأمم إلى قيوده وإلى ارتداد العديدين عنه بسبب ذلك (15:1)، ويعلن عن قرب حضور وقت انحلاله. "أنا الآن أسكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر. جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان. أخيراً وُضع لي إكليل البرّ الذي يهبه لي في ذلك اليوم الربّ الديّان العادل" (6:4-8). ثم يطلب منه أن يوافيه سريعاً قبل الشتاء (16:4-21). القديسان تيموثاوس الرسول وأنسطاسيوس الفارسي الشهيد لا نعرف بالضبط ماذا حدث بعد ذلك التاريخ. ولكن ورد في التراث إن تيموثاوس التقى في أفسس القديس يوحنا الحبيب وأخذ منه بركة ونعمة. فلما تمّ نفي يوحنا، ساس تيموثاوس الكنيسة في أفسس بروح بولس ويوحنا معاً. ثم ذات يوم، فيما كان الوثنيون، في المدينة، يحتفلون بأحد أعيادهم حاول تيموثاوس ردّهم عن ضلالهم فثاروا عليه كالوحوش وضربوه بشدّة، فجاء بعض تلامذته وسحبوه من بينهم نصف ميت، لكنه ما لبث أن رقد بعد قليل. كذلك ورد أن تيموثاوس دُفن غير بعيد عن ضريح القديس يوحنا الحبيب. ثم في حدود السنة 356م نُقلت رفاته إلى القسطنطينية وأُودعت كنيسة الرسل القدّيسين هناك. وقد جرت بها عجائب جمّة وبقيت إلى أن اختلسها الصليبيّون إثر نهب القسطنطينية في السنة 1204م. |
||||