منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 10 - 2012, 02:40 PM   رقم المشاركة : ( 1661 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس مرقس الأنطوني
القديس مرقس المتوحد بجل أنطونيوس


نبوة عن قداسته:


عاش في القرن الرابع عشر الميلادي، وكان معاصرًا للبابا متاؤس الأول البطريرك السابع والثمانين الشهير بمتاؤس المسكين. نشأ في بلدة منشاة النصارى بالصعيد، ولما بلغ الخامسة من عمره كان سائرًا ذات يوم مع أمه فقابلهما الأنبا ساويرس أسقف أسيوط فحمله على ذراعه وسأله عن اسمه، فأجاب الولد "مرقس"، فتهلل وجه الأسقف وقال له: "حقًا يا ولدي إنك ستشابه مرقس صاحب كورة مصر"، ثم باركه وأرجعه إلى أمه موصيًا إياها برعايته.
أصوامه:


القديسين بالحروف الأبجدية


أيقونة قبطية حديثة إصدار دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، مصر. في أعلى الصورة نرى ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، والسيدة مريم العذراء القديسة. ثم نرى من اليمين إلى اليسار: القديس الأب الراهب أبونا يسطس الأنطونى، القديس أنبا يوساب الابح الأسقف القبطي، القديس الانبا مرقس الانطوني، القديس الآنبا بولس البسيط، والقديس الأنبا انطونيوس المصري أب كل رهبان العالم.

شب مرقس على عادة الصوم الانقطاعي يوميًا منذ الخامسة من عمره تشبهًا بوالديه، كما تعلم منهما الصلاة، فكان يظل واقفًا حتى ينتهيا من صلاتهما. إذ كان أبواه فقيرين اضطر للعمل منذ طفولته، فاشتغل بالفلاحة وكان يوزع الطعام الذي تعطيه له أمه على من يجده أكثر احتياجًا ويظل هو صائمًا إلى أن يعود مساءً لأمه.
رهبنته:


لما بلغ الثالثة والعشرين من عمره اشتاق إلى حياة الرهبنة، فاستأذن من أمه - إذ كان أبوه قد تنيح - وقصد إلى أحد الأديرة القريبة من منطقته، ولكنه دُهش حين رأى الرهبان لا يصومون طيًا بل ويتهاونون حتى في الصلوات، ولما لم يرقه هذا السلوك عاد إلى أمه. وما أن وقعت عيناها عليه حتى قال له: "لقد ظننت أنك متْ عن هذا العالم، فما الذي أتى بك؟ أحذر يا بني لأن الذي يضع يده على المحراث لا ينظر إلى الوراء أبدًا لئلا يفشل في أن يكون صالحًا لملكوت السماوات". وحالما سمع كلماتها تركها لساعته وقصد إلى دير كوكب البرية الأنبا أنطونيوس، وكان القمص روفائيل النعناعي أبوه الروحي في الدير ساعة وصوله، ففرح به وتولى رعايته بضعة أيام ثم أخذه إلى دير الأنبا بولا لقلة عدد رهبان ذلك الدير وحتى يعيش مرقس في شبه عزلة كي لا تعوقه المخالطة عن جهاده الروحي.
في الدير حفر لنفسه مغارة بجانب بستان الدير ودرب نفسه على الاختلاء فيها، وأخذ أيضًا يدرب نفسه على الصوم يومين فثلاثة حتى استطاع أن يقضي أسبوعًا بأكمله صائمًا.ولم يعقه الصوم عن العمل إذ كان يشتغل حمالًا للحطب في برية الأنبا بولا. وعاش في دير الأنبا بولا ست سنوات على هذا النحو فأنهك جسمه إلى حد أن الرهبان حملوه ذات يوم وذهبوا به إلى دير الأنبا أنطونيوس ورجوا من رهبانه أن يعتنوا به ويجعلوه أن يأكل ما يشدد به جسمه.
مضايقة أمير يلبغا له:


حينما استبد الأمير يلبغا بالأنبا متاؤس واقتحم دير الأنبا أنطونيوس ساق هذا الشيخ ضمن من ساقهم أمامه، ولم يحترم قداسته ولا شيخوخته بل ضربه ورمى به على الأرض ورفض طلبه حين ترجى منه أن يعطيه من الماء، وعند ذاك رفع مرقس عينيه نحو السماء وقال للأمير في ثقة تامة: "ما دمت ترفض أن تعطينا ماء فإن الله تعالى سيروينا من يده"، وما كاد يتفوه بهذه الكلمات حتى نزل سيل جارف من المطر رغم أن الوقت كان صيفًا. ومع هذا لم يلين قلب الأمير القاسي إذ لم يكف عن أذية هؤلاء القديسين حتى وصلوا إلى أطفيح واضطر إلى إطلاق سراحهم بناء على أمر من السلطان.
مد عمره عامين:


قد مد الله في أيامه فبلغ شيخوخة صالحة، وكان يجمع الرهبان ويوصيهم بالمحبة الأخوية والإرشادات المحيية، وذات مرة حين رآهم يبكون لأنه كان يحدثهم عن قرب رحيله قال لهم: "لا تبكوا يا أولادي لأنني رأيت الكوكبين الساطعين أنطونيوس وبولا يسجدان أمام العرش ويطلبان إلى السيد المسيح أن يتركني معكم قليلًا. فاستجاب لهم رب المجد وأخبرهما بأنه سيهبني سنتين أخرتين". وعاش القديس السنتين اللتين تحدث عنهما ولكنه كان ضعيفًا إلى حد أنه قضاهما ملازمًا الفراش ولكنه ظل صاحي العقل، ثم انتقل في هدوء تام إذ أسند رأسه على كتف تلميذ له في سكينة ووداعة. روى أحد نساك الدير بأنه رأى ساعة انتقال القديس جمهورًا من الأجناد السماوية نزلوا إلى الدير وأحاطوا به إلى أن جاءت امرأة حاملة طفلًا يغطي جلالها نور الشمس فجلست إلى جانبه وتقبلت روحه حتى أصعدتها إلى السماء. كذلك عرف الأنبا رويس - الذي كان معاصرًا له - بالروح ساعة نياحة هذا القديس وخاطبه من مكانه بدير الخندق.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 1662 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

البابا مرقس الثامن البابا المائة وثمانية


نشأته:


القديسين بالحروف الأبجدية


مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810

وُلد في أواسط الجيل الثامن عشر في بلدة طما من أعمال مديرية جرجا، ودعي باسم يوحنا. اشتاق إلى الحياة الرهبانية فالتحق بدير القديس أنبا أنطونيوس. ولما رقد سلفه الأنبا يوأنس البطريرك 107 خلا الكرسي لمدة أربعة شهور ثم اختير هذا الأب بطريركًا بواسطة القرعة الهيكلية. تمت السيامة بكنيسة السيدة العذراء بحارة الروم في يوم الأحد 28 توت سنة 1513ش، سنة 1796 م.، في عهد السلطان سليم الثالث بن السلطان مصطفى الثالث العثماني، وشيخيّ البلد إبراهيم بك ومراد بك.
نقل مركز البطريركية:


كانت مصر يحكمها المماليك، وكان الولاة يعينون من قبل الدولة العليا. وقد عانى هذا الأب وشعبه المرارة إذ عاصر ثلاث حكومات: الولاة العثمانيون ثم دخول الفرنسيين مصر بعد سيامته بسنتين، ورجوع العثمانيين مرة أخرى.
في أيامه حدثت مواقف كثيرة مؤسفة ومظالم للكنيسة وللأقباط، منهم حرق الكنيستين العليا والسفلى بحارة الروم.
قد امتاز عهد البابا مرقس الثامن برجال عظام اشتهروا في مجال الدين والسياسة امتيازًا عظيمًا، منهم الأنبا يوساب الأبح أسقف جرجا وأخميم، المعلم جرجس الجوهري، المعلم ملطي، والجنرال يعقوب.
كما في أيامه انتقل مركز البطريركية من حارة الروم إلى الأزبكية، وذلك لأنه إذ دخل الفرنسيون مصر أصاب الأقباط إهانات مرة وقاسى البابا الكثير فانتقل إلى الأزبكية في مواضع كان قد بناها المعلم إبراهيم الجوهري قبل وفاته. حيث نجح المعلم إبراهيم الجوهري في أخذ فرمان ببناء كنيسة بالدرب الواسع وبناء مقر بطريركي، وقام أخوه المعلم جرجس بإتمام هذا المشروع وتم نقل مقر البابا إلى هذه الكنيسة التي أطلق عليها اسم كاتدرائية الكاروز مرقس، فعرفت باسم الكنيسة المرقسية.
في عهد تأسيس المسيحية بمصر على يد القديس مرقس الرسول كان الكرسي بالثغر السكندري
وفي أيام الأنبا إخرستوذولس (عبد المسيح) السادس والستين من البطاركة سنة 1039، انتقل إلى كنيسة العذراء بقصر الشمع المعروفة بالمعلقة. ثم بعد ذلك إلى دير الشهيد مرقريوس (أبي سيفين) بمصر القديمة بعد تأسيس القاهرة على يد جوهر القائد في ايام الفاطميين. ثم نقل إلى حارة زويلة فكنيسة حارة الروم السفلى ثم الأزبكية في أيام هذا البابا، ودفن في مقبرة البطاركة بالأزبكية، وهو أول بطريرك يدفن فيها.
الحملة الفرنسية:


القديسين بالحروف الأبجدية


الجامع الأزهر (359-361 هـ) (970 – 972 م)

في أيامه جاءت الحملة الفرنسية على مصر. إذ احتلت عساكر نابليون بونابرت القطر سنة 1798 ودخل الجنود الإسكندرية هاج رعاع المسلمين وأذاقوا الأقباط كؤوس المرارة بالرغم من اجتهاد أمرائهم الذين أخبروهم بأن هؤلاء المسيحيين من جملة رعايا الدولة، وإن من يمس شرفهم يمس شرف الدولة نفسها. لكن لم يرهبهم هذا ولا خشوا سطوة بونابرت.
إذ انتصر الفرنسيون على المماليك تجمهر المسلمون في الجامع الأزهر وساروا في الشوارع منادين، "فليذهب كل من يوجد الله إلى الجامع الأزهر. هذا هو يوم الجهاد في محاربة الكفار وأخذ الثأر". هاجت المدينة وظن كثيرون أن دخول الإفرنج إنما بخيانة الأقباط وإيعازهم السري معهم، فجالوا ينهبون بيوت المسيحيين على اختلاف أجناسهم ويقتلون كل من يلتقون به سواء كان رجلًا أو امرأة، شيخًا أو طفلًا.
عندما اُنقضت المعاهدة بين القائد كليبر الفرنسي والصدر الأعظم بأمر من الباب العالي دارت رحى القتال بين الفريقين في المطرية. اغتنم المسلمون فرصة خروج العسكر الفرنسيين من القاهرة وثاروا على المسيحيين. وكان نصيف باشا أحد قواد الجيش العثماني جاء إلى المدينة مع جماعة من المماليك ونادى بأنهم قد غلبوا الإفرنج وأمر بقتل ما تبقى من المسيحيين، فكانوا يجزرونهم غير مميزين بين قبطي وسوري والإفرنجي. استدرك عثمان بك أحد ضباط الأتراك الأمر وجاء إلى نصيف وقال له: "ليس من العدالة أن تهرقوا دماء رعايا الدولة، فإن ذلك مخالف للإرادة السنية"، وأمر بالكف عن قتل المسيحيين.
الفرنسيون يضايقون الأقباط:


عندما تولى مينا قيادة الجيش الفرنسي بعد موت كليبر قتلًا اعتنق الإسلام ودعى نفسه عبد الله وطرد الأقباط من الديوان وعهد للمسلمين جباية الخراج. وقد تنيح البابا مرقس سنة 1809 م.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 1663 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا مرقس الخامس البابا الثامن والتسعون

سيامته بطريركًا:


من دير القديس مقاريوس الكبير ببرية شيهيت، اتفق الأساقفة والأراخنة على اختيار الراهب "مرقس المقاري" الذي من بلدة البياض ببني سويف، وتمت مراسيم سيامته في كنيسة القديس مرقوريوس (أبى سيفين) بنفس اسم كاروز الديار المصرية في 26 بؤونة 1327ش 1603 م. ليكون الثامن والتسعين من باباوات الإسكندرية، وذلك في أيام السلطان محمد الثالث.
بدأ البابا الجديد أيام خدمته على الأرض بافتقاد شعبه في كل مكان حتى إلى القدس ليقوى عزائمهم ويثبت إيمانهم مستخدمًا ما وهبه الله من سعة العلم والتضلع في الشرائع.
متاعب للبابا من داخل الكنيسة:


ومن العجب أن تأتى المتاعب للبابا الجديد من داخل الكنيسة، إذ اتجه الموسرون من القبط إلى الزواج بأكثر من واحدة، ولما وبخهم البابا وحرمهم للتعدي على الشرائع المسيحية غضبوا وأوعزوا للوالي العثماني بالقبض عليه وسجنه وفعلًا تم القبض على البابا وسجنه.

والمرجح أن أسقف دمياط انضم إلى هؤلاء المارقين ظنًا منه أنه يستطيع أن يحل محل البابا، ولكن وقف القبط وقفة رجل واحد حتى أفرج الوالي عن باباهم، وانعقد مجمع مقدس حرم من تزوج بأكثر من واحدة، وحرم الأسقف الذي انحاز مع الهوى. وليس غريبًا أن الوالي ينقلب على هؤلاء المنحرفين ويطردهم من مناصبهم فيتشتتون في كل صوب بعد مصادرة أموالهم وأملاكهم.
متاعب من الأتراك:


تجلت وطنية الأقباط في عدم اشتراكهم في الثورات التي قامت من طنطا إلى القاهرة ضد الحكم التركي، ومع هذا عندما أخمدها الترك لم يفرقوا بين غادر وعابر.
متاعب من روما:

نجح البابا الروماني في استمالة ملك أثيوبيا واعتبر من ليس معه فهو عليه، فأغلق كنائس القبط وحتم إعادة معمودية الأقباط وإعادة تكريس الكنائس التي استولى عليها فثار الشعب بمساندة المطران القبطي، وقامت حرب أهليه استمرت ما يزيد على ست سنوات راح ضحيتها الكثير من الأثيوبيين. ولم تفلح المناورات الرومانية في الاستمرار في أثيوبيا، كما لم تفلح الضيقة العثمانية التي أحكمها الولاة على أقباط مصر، ووسط الدفاع الإلهي عن كنيسة الآباء والأجداد انتقل البابا مرقس سنة 1619 م. في أيام السلطان عثمان وولاية مصطفى باشا على مصر، وتمت المراسيم الجنائزية على جسده الطاهر في كنيسة العذراء بحارة زويلة - المقر البابوي آنذاك - ثم نقل بعدها جسده إلى ديره ببرية شيهيت.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:44 PM   رقم المشاركة : ( 1664 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا مرقس الرابع البابا الرابع والثمانون

سيامته بطريركًا:


كان في الأصل كاهنًا راهبًا لكنيسة العذراء المعروفة بالمعلقة، ومن ضمن الآباء الذين شاركوا في الصلاة على زيت الميرون المقدس أيام حبرية البابا بطرس الخامس، وكان له اسم الملاك المبشر جبرائيل (غبريال)، فأجمعوا عليه الرأي وصار راعيًا أعلى للكنيسة المجاهدة وتمت رسامته في 5 سبتمبر سنة 1348 م. وذلك في الأيام الأخيرة لابن قلاوون، وقد عاصر ابنه الصالح الثاني.
ضيق بسبب الأسبان:


من الأحداث الهامة في حبرية البابا مرقس الرابع أن طلب الأسبان فتح كنائس الملكانيين والإفراج عن أسير أسباني، وبعد أن وافق السلطان عاد وطلب فدية كبيرة عن الأسير، فرفضت أسبانيا ووقع الخلاف.وتحمَّل الأقباط المشاركون في المسيحية وإن اختلفوا في المعتقد الضيقات بإيعاز من حسود شرير، ومن مراحم الله أن مات ابن قلاوون وخلفه ابنه الصالح الثاني ولم يكن يحمل من صفات اسمه شيئًا. فكان غضب السماء عليه فانتشر وباء الطاعون وحصد الكثيرين، والعجيب أنه وسط هذا كان الاضطهاد واضحًا إذ قبضوا على رجل قبطي أتى من الريف إلى القاهرة وكان ينادى على اخوته بحفظ الإيمان ويوبخ الجاحدين وعذبوه مدة أسبوع وبعد ذلك قطعوا رأسه وأحرقوا جثته على قارعة الطريق، وان كان غير القبط قد عانوا من الطاعون فقد عانى القبط من الاضطهاد والطاعون.
هدم الكنائس وإحراقها:


بدأت مرحلة جديدة من هدم الكنائس وإحراقها ونهب محتوياتها وصودرت أموال القبط وألزموهم بالملابس الخاصة بأهل الذمة الزرقاء وسجنوا البطريرك مُعَذَبًا. ومن مراحم الله أن تأتى النجدة من الحبشة ومن خارج مصر من النوبة. ويهدد الكل بمعاملة المسلمين من رعاياهم بالمثل، فأمام الإرهاب الخارجي يهدأ الإرهاب الداخلي. قضى البابا مرقس الرابع بقية حياته بين شعبه يشدد من أزرهم ويحافظ على إيمانهم ويقبل من يرجع إلى الإيمان معترفًا بخطيته ويرفع الصلوات مع القلوب المحبة لكي يرفع الله الغمة عن شعبه. فتتجاوب السماء وتريحه من الظلم والبطش بعد أن قضى في الخدمة البابوية قرابة الخمس عشر عامًا، وكانت نياحته في يوم 31 يناير سنة 1363 م. في أيام السلطان محمد المنصور ودفِن بدير شهران.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 1665 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس مرقس الرسول


اللغة الإنجليزية: Mark the Evangelist - اللغة العبرية: מרקוס‎ - اللغة اليونانية: Μᾶρκος - اللغة القبطية: Markoc piqe`wrimoc% pimarturoc% pieuaggelicthc% pi`apoctoloc - اللغة اللاتينية: Mārcus - اللغة الآرامية: - اللغة السريانية: ܡܪܩܘܣ ܐܘܢܓܠܣܛܐ.

نشأته:


هو يوحنا الملقب مرقس الذي تردد اسمه كثيرًا في سفر الأعمال والرسائل. حمل اسمين: يوحنا وهو اسم عبري يعني "يهوه حنان"، ومرقس اسم روماني يعني "مطرقة".
وُلد القديس مرقس في القيروان Cyrene إحدى المدن الخمس الغربية بليبيا، في بلدة تُدعى ابرياتولس، من أبوين يهوديين من سبط لاوي، اسم والده أرسطوبولس، ووالدته مريم امرأة تقية لها اعتبارها بين المسيحيين الأولين في أورشليم.
تعلم اليونانية واللاتينية والعبرية وأتقنها.
إذ هجمت بعض القبائل المتبربرة على أملاكهم تركوا القيروان إلى فلسطين وطنهم الأصلي وسكنوا بأورشليم. نشأ في أسرة متدينة كانت من أقدم الأسر إيمانًا بالمسيحية وخدمة لها.
علاقته بالسيد المسيح:


تمتع مع والدته مريم بالسيد المسيح، فقد كانت من النساء اللواتي خدمن السيد من أموالهن، كما كان لكثير من أفراد الأسرة صلة بالسيد المسيح. كان مرقس يمت بصلة القرابة للرسل بطرس إذ كان والده ابن عم زوجة القديس بطرس الرسول أو ابن عمتها. ويمت بصلة قرابة لبرنابا الرسول بكونه ابن أخته (كو 4: 10)، أو ابن عمه، وأيضًا بتوما.
فتحت أمه بيتها ليأكل الفصح مع تلاميذه في العلية، فصار من البيوت الشهيرة في تاريخ المسيحية المبكر. وهناك غسل رب المجد أقدام التلاميذ، وسلمهم سرّ الإفخارستيا، فصارت أول كنيسة مسيحية في العالم دشنها السيد بنفسه بحلوله فيها وممارسته سرّ الإفخارستيا. وفي نفس العُلية كان يجتمع التلاميذ بعد القيامة وفيها حلّ الروح القدس على التلاميذ (أع 2: 1-4)، وفيها كانوا يجتمعون. وعلى هذا فقد كان بيت مرقس هو أول كنيسة مسيحية في العالم اجتمع فيها المسيحيون في زمان الرسل (أع 12: 12).
أما هو فرأى السيد المسيح وجالسه وعاش معه، بل أنه كان من ضمن السبعين رسولًا، لذا لقبته الكنيسة: "ناظر الإله".
كان القديس مرقس أحد السبعين رسولًا الذين اختارهم السيد للخدمة، وقد شهد بذلك العلامة أوريجينوس والقديس أبيفانيوس.
ويذكر التقليد أن القديس مرقس كان حاضرًا مع السيد في عرس قانا الجليل، وهو الشاب الذي كان حاملًا الجرة عندما التقى به التلميذان ليُعدا الفصح للسيد (مر 14: 13-14؛ لو 22: 11). وهو أيضًا الشاب الذي قيل عنه أنه تبع المخِّلص وكان لابسًا إزارًا على عريه فأمسكوه، فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر 14: 51-52). هذه القصة التي لم ترد سوى في إنجيل مرقس مما يدل على أنها حدثت معه.
كرازته:


بدأ الرسول خدمته مع معلمنا بطرس الرسول في أورشليم واليهودية. يسجل لنا سفر أعمال الرسل أنه انطلق مع الرسولين بولس وبرنابا في الرحلة التبشيرية الأولى وكرز معهما في إنطاكية وقبرص ثم في آسيا الصغرى. لكنه على ما يظن أُصيب بمرض في برجة بمفيلية فاضطر أن يعود إلى أورشليم ولم يكمل معهما الرحلة. عاد بعدها وتعاون مع بولس في تأسيس بعض كنائس أوروبا وفي مقدمتها كنيسة روما.
إذ بدأ الرسول بولس رحلته التبشيرية الثانية أصر برنابا الرسول أن يأخذ مرقس، أما بولس الرسول فرفض، حتى فارق أحدهما الآخر، فانطلق بولس ومعه سيلا، أما برنابا فأخذ مرقس وكرزا في قبرص (أع 13: 4-5)، وقد ذهب إلى قبرص مرة ثانية بعد مجمع أورشليم (أع 15: 39).
اختفت شخصية القديس مرقس في سفر الاعمال إذ سافر إلى مصر وأسس كنيسة الإسكندرية بعد أن ذهب أولًا إلى موطن ميلاده "المدن الخمس" بليبيا، ومن هناك انطلق إلى الواحات ثم الصعيد ودخل الإسكندرية عام 61 م. من بابها الشرقي.
دخل مار مرقس مدينة الإسكندرية على الأرجح سنة 60 م. من الجهة الغربية قادمًا من الخمس مدن. ويروي لنا التاريخ قصة قبول أنيانوس الإيمان المسيحي كأول مصري بالإسكندرية يقبل المسيحية... فقد تهرأ حذاء مار مرقص من كثرة السير، وإذ ذهب به إلى الإسكافي أنيانوس ليصلحه له دخل المخراز في يده فصرخ: "يا الله الواحد"، فشفاه مار مرقس باسم السيد المسيح وبدأ يحدثه عن الإله الواحد، فآمن هو وأهل بيته... وإذ انتشر الإيمان سريعًا بالإسكندرية رسم أنيانوس أسقفًا ومعه ثلاثة كهنة وسبعة شمامسة.
هاج الشعب الوثني فاضطر القديس مرقس أن يترك الإسكندرية ليذهب إلى الخمس مدن الغربية (برقه بليبيا) ومنها إلى روما، حيث كانت له جهود تذكر في أعمال الكرازة عاون بها الرسول بولس، لكنه ما لبث أن عاد إلى مصر ليتابع العمل العظيم الذي بدأه.
عاد إلى الإسكندرية عام 65 م. ليجد الإيمان المسيحي قد ازدهر فقرر أن يزور المدن الخمس، وعاد ثانية إلى الإسكندرية ليستشهد هناك في منطقة بوكاليا.
وحدث بينما كان الرسول يحتفل برفع القرابين المقدسة يوم عيد الفصح - واتفق ذلك اليوم مع عيد الإله الوثني سيرابيس - أن هجم الوثنيون على الكنيسة التي كان المؤمنون قد أنشأوها عند البحر، في المكان المعروف باسم بوكاليا أي دار البقر. ألقوا القبض على مار مرقس وبدأوا يسحلونه في طرقات المدينة وهم يصيحون: "جرُّوا التنين في دار البقر". ومازالوا على هذا النحو حتى تناثر لحمه وزالت دماؤه، وفي المساء وضعوه في سجن مظلم، وفي منتصف تلك الليل ظهر له السيد المسيح وقواه ووعده بإكليل الجهاد. وفي اليوم التالي أعاد الوثنيون الكرَّة حتى فاضت روحه وأسلمها بيد الرب، في آخر شهر برمودة سنة 68 م. وإمعانًا في التنكيل بجسد القديس أضرم الوثنيون نارًا عظيمة ووضعوه عليها بقصد حرقه، لكن أمطارًا غزيرة هطلت فأطفأت النار، ثم أخذ المؤمنون الجسد بإكرام جزيل وكفَّنوه.
وقد سرق بعض التجار البنادقة هذا الجسد سنة 827 م. وبنوا عليه كنيسة في مدينتهم، أما الرأس فما تزال بالإسكندرية وبُنِيت عليها الكنيسة المرقسية.
تعتقد لبنان أن القديس كرز بها، هذا وقد كرز أيضًا بكولوسي (كو 4: 10)، وقد اتخذته البندقية شفيعًا لها، وأكويلًا من أعمال البندقية. نختم حديثنا عن كرازته بكلمات الرسول بولس في الرسالة إلى فليمون يذكره الرسول بولس في مقدمة العاملين معه (فل 4: 2)، وفي الرسالة إلى كولوسي يذكره بين القلائل العاملين معه بملكوت الله بينما كان هو أسيرًا مدة أسره الأول في روما. وفي أسره الثاني - بينما كان يستعد لخلع مسكنه - كتب إلى تيموثاوس يطلب إليه إرسال مرقس لأنه نافع له للخدمة (2تي 4: 11).
إنجيله:


القديس مرقس هو كاتب الإنجيل الذي يحمل اسمه (أنجيل مرقص)، وهو واضع القداس المعروف حاليًا باسم القداس الكيرلسي نسبة للقديس كيرلس عمود الدين البطريرك السكندري الرابع والعشرين لأنه كان أول من دوَّنه كتابة وأضاف إليه بعض الصلوات.
إنشاء المدرسة اللاهوتية:


للقديس مرقس الرسول الفضل في إنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية، تلك المدرسة التي ذاع صيتها في العالم المسيحي كله شرقًا وغربًا، وأسدت للمسيحية خدمات جليلة بفضل علمائها وفلاسفتها الذين خرَّجتهم.
القديس مارمرقس والأسد:


يُرمز للقديس مارمرقس بالأسد، لذلك نجد أهل البندقية وهم يستشفعون به جعلوا الأسد رمزًا لهم، وأقاموا أسدًا مجنحًا في ساحة مارمرقس بمدينتهم. ويعلل البعض هذا الرمز بالآتي:

أولًا: قيل أن القديس مرقس اجتذب والده أرسطوبولس للإيمان المسيحي خلال سيرهما معًا في الطريق إلى الأردن حيث فاجأهما أسد ولبوة، فطلب الأب من ابنه أن يهرب بينما يتقدم هو فينشغل به الوحشان، لكن الابن طمأن الأب وصلى إلى السيد المسيح فانشق الوحشان وماتا، فآمن الأب بالسيد المسيح.
ثانيًا: بدأ القديس مرقس إنجيله بقوله: "صوت صارخ في البرية"... وكأنه صوت أسد يدوي في البرية كملك الحيوانات يهيء الطريق لمجيء الملك الحقيقي ربنا يسوع المسيح. هذا وإذ جاء الإنجيل يُعلن سلطان السيد المسيح لذلك لاق أن يرمز له بالأسد، إذ قيل عن السيد أنه "الأسد الخارج من سبط يهوذا" (رؤ 5: 5).
ثالثًا: يرى القديس أمبروسيوس أن مارمرقس بدأ إنجيله بإعلان سلطان ألوهية السيد المسيح الخادم "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1: 1)، لذلك بحق يرمز له بالأسد.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:54 PM   رقم المشاركة : ( 1666 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

قداسة البابا مرقس السابع البابا السادس بعد المائة

رفع المؤمنين من الأرض إلى السماء!


القديسين بالحروف الأبجدية


مملوك، عثماني، لوحة لـ كارل فيرنيه عام 1810

اسمه سمعان، ترك العالم ودخل دير الأنبا بولا أول السواح ورسمه البابا يوأنس السابع عشر قسا لما امتاز به من الرحمة وحب الخير للجميع وعذوبة الصوت وفصاحة المنطق، فكان عندما يصلى يرفع المؤمنين من الأرض إلى السماء فيتمتعون بتسبيح السيرافيم مؤكدًا ما جاء في القداس الأغريغوري: "اقبل منا نحن أيضًا تسبيحنا مع غير المرئيين، احسبنا مع القوات السمائية".
سيامته بطريركًا:


بعد مرور أربعين يوما على نياحة البابا يوأنس السابع عشر كانت الآراء قد اتفقت على اختياره ليصبح البابا السادس بعد المائة باسم "مرقس"، وذلك في ذكرى دخول السيد المسيح له المجد أرض مصر.
ولان مرقس هذا كان رجل صلاة ولم يكن ممن اختبروا مرارة الحياة وضنكها فقد تركته العناية الإلهية لمدة عامين لكي يتبلور ويؤهل لمواجهة الصعاب والضيقات، وفعلا بعد عامين من هدوء نسبى ساد عصره التقى فيها بشعبه فعرفهم وعرفوه وصلى معهم وعنهم وصلوا معه وعنه لكي يؤازره الله ثم بعدها تبدد السلام بفتنه بين الأمراء والعسكر المماليك استمرت 8 شهور.
أول أسقف على "الشعب القبطي الكاثوليكي":


حالما انتهت الضيقة الخارجية بدأت الضيقة الداخلية إذ بادر الكاثوليك برسم أول أسقف على "الشعب القبطي الكاثوليكي"، ومن سخريات القدر أن رسموه باسم "أثناسيوس" وأقام هو في أورشليم، وأقام نائبا عنه في مصر اسمه "يسطس المراغي".
كتاباته:


وسط هذا وذاك يسهر الراعي على رعيته من الذئاب الخاطفة فتظهر لنا كتابات أصيلة عنه: المعمودية وشروط الاعتراف والتوبة وتفسير الوصايا وتطهير القلب والصوم والصلاة وفائدة حضور القداس الإلهي وموضوعات عن الموت والقيامة ونهاية الأيام وعن الجحيم وعذاباته.كما انه لأول مره يظهر كتاب "الخدمات الكنسية" وفيها القراءات على جرن المعمودية والقراءات على المرأة التي تلد ابنًا والتي تلد ابنة والصلوات من أجل الموعوظين. وهكذا كانت العظات والرسائل البابوية والكتب الطقسية زادا يملأ النفوس بهجة وسرور وسط آلام الدهر.
نياحته:


في كنيسة العذراء بالعدوية حيث كان يحلو له البقاء التقت روحه مع أرواح السمائيين يوم تذكار جند رئيس جند السمائيين الملاك ميخائيل وعيد استشهاد العفيفة دميانة وذلك سنة 1770 م. وقد ظهر ساعة نياحته القديسان المضيئان في الأرض والسماء أنبا بولا وأنبا أنطونيوس، وذلك بعد حوالي ربع قرن من جهاده على الكرسي المرقسي. العجيب أن هذا البابا الصبور الذي عرف بالروح ساعة انتقاله من هذا العالم، رأى بثاقب فكره ألا يترك الكنيسة في حرج بعد نياحته، فأوصى أنبا بطرس مطران جرجا وهو كبير مطارنة الوجه القبلي على شعبه، مؤتمنًا إياه على الرعية لحين اختيار من يخلفه.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:56 PM   رقم المشاركة : ( 1667 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

البابا مرقس السادس البابا المائة وواحد


سيامته بطريركًا:


لم تنقضِ عشرون يومًا على نياحة الأنبا متاؤس الثالث حتى اختير الراهب مرقس البهجوري الأنطوني بناء على مشورة أرخن ذي رأى مسموع اسمه "بشارة"، فوصلوا إلى ديره واستحضروه إلى القاهرة حيث تمت سيامته في أيام الخماسين المقدسة، وصار البابا الواحد بعد المائة على كرسي الإسكندرية.
نشأ هذا الأب في ناحية بهجورة بالوجه القبلي، وترهب بدير القديس الأنبا أنطونيوس باسم الراهب مرقس الأنطوني. وقد سيم بطريركًا في سنة 1646 م. وكان ذلك في أيام السلطان إبراهيم الأول وكان محمد باشا بن حيدر باشا واليًا على مصر.
عودة الرهبان إلى أديرتهم:


في مستهل بابويته أصدر أمرًا بوجوب عودة الرهبان إلى صوامعهم وأديرتهم مما يتفق مع القوانين الكنسية والقواعد الرهبانية.
استاء من هذا القرار بعض الرهبان فلم يرضخوا له بل والتجأوا إلى الوالي يشكوه سوء معاملة البطريرك، فوجدها الوالي التركي فرصة طيبة للقبض على البابا القبطي وإيداعه السجن، ولم تنقضِ أيام حتى عاد زعيم المارقين واسمه "قدسي" إلى رشده واتجه إلى الوالي ينفى الاتهامات ويطلب الإفراج عن البابا ولكن الوالي فرض ضريبة ضخمة على الكنيسة وأكابر القبط.
اضطهاد الأقباط:


تنقل البابا بين ربوع مصر لمدة أربع سنوات ليس من أجل رعاية شعبه ولكن لجمع الأموال قصرًا من الكنائس وكبار القبط حتى ولو بطريقة غير لائقة وأسلوب عنيف، وانتهز الوالي الفرصة فصب على الأقباط جام غضبه وأصدر أوامر مشددة بأن يمتنع أي قبطي عن ركوب الخيل ولا حق لهم في ارتداء الملابس الملونة الحمراء وإنما فرض عليهم الملابس الزرقاء فقط. وأصدر أوامر أخرى أشد تعسفًا بأن يرث الوالي من يموت من القبط، فحرم بذلك الأرامل والأيتام حقوقهم الشرعية والطبيعية، ولكي تزداد ثروة الوالي كان يأمر بقتل قبطي أو اثنين يوميًا حتى بلغ من قُتلوا في أيامه من القبط - من أجل الميراث - ألف ومائتي رجلًا.
نياحته:


ليس غريبًا أن مثل هذا البابا ينتقل إلى دار البقاء يوم الجمعة العظيمة إذ ينشغل الكل بأحداث الصلب والفادي وبالتالي تقل قيمة كل إنسان سواه وصُلى على جثمانه ساعة من ساعات البصخة كالمعتاد ثم تمت صلوات التجنيز يوم سبت النور ودُفِن في كنيسة القديس مرقوريوس أبو سيفين بمصر القديمة بعد أن قضى على الكرسي البابوي ما يزيد على العشر سنوات، وكانت نياحته سنة 1656 م.، وخلى الكرسي بعده أربع سنوات وسبعة شهور وستة عشر يومًا.
الكاتب القبطي يوسف أبو دقن المنوفي:


كتب يوسف أبو دقن المنوفي دافعًا عن الإيمان المستقيم بأسلوب مهذب لا يخدش أية طائفة أخرى، كما أوضح كيف استؤمن القبط على أموال الدولة وخدماتها. وعند حديثه عن الرهبان والراهبات أشاد بنسكهم وتقشفهم ودقة تعاليمهم ومحافظتهم على الطقوس الكنسية وتواجد أديرة الراهبات بجوار الكنائس.

ومن كتابات هذا الأرخن المؤرخ "مختصر دقيق لطقس رفع بخور عشية وباكر" وطقس تقديم الحمل المقدس. وأشاد بمهارة القبط في صناعة المجوهرات والحلي بالإضافة إلى النجارة والحدادة والخياطة وصنع الأحذية والحفر على الخشب والجلد والمعادن إلى جانب حذق الأقباط في الهندسة والعمارة والفلك، وكانت الكتاتيب (المدارس) الملحقة بالكنائس يتعلم فيها الجميع دون تفريق مبادئ القراءة والحساب والجغرافيا واللغتين القبطية والعربية. بالرغم من موقف القبط هذا من الدولة، إلا أن التعصب الأعمى جعل الترك يزعمون أن اضطهاد القبط هو مفتاح للجنة فقتلوا الكثيرين، مع أن القبط كان لهم دورهم الكبير في حياكة الستور والأغطية التي يستتر وراءها جدران الكعبة في مكة عندما أعيد بناؤها بعد نزول سيل جارف عليها فهدمها آنذاك.
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:58 PM   رقم المشاركة : ( 1668 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأنبا مرقس الترمقى السائح

من فضلك ركز جيدا فى هذه القصة انها قصة سائح ناسك وصل الى كل الدرجات الروحية على الأرض وظل 95 سنة سائح بجبل ترمقة دون ان يرى وجه انسان واستحق لطهارته ان الله يسخر له الملائكة لخدمته وقد فتح الله له السماء فرأى جنة عدن وشجرة معرفة الخير والشر واخنوخ وايليا ومكان الفردوس .

جاءت سيرة هذا الناسك، في مخطوطة يونانية قديمة، ونصها كما يلي :
كان الأنبا سيرابيون أبا لستة آلاف راهب يعيشون (متوحدين) في مغارات أرسينوي، وهى الفيوم الحالية، وذات مرة قرر القديس زيارة راهبٍ آخر في البرية (في صحراء ليبيا).
وبعد سفر طويل، استراح عند راهبٍ يدعى يوحنا. وهناك رأى حلمًا، وإذا باثنين (من الملائكة) في زي نسكي، كانا يتحدثان معًا عن شيخ متوحد، يسكن جبل ترمقة في ليبيا. وجاء في حوارهما أن له من العمر مائة وثلاثين عامًا، منها 95 سنة لم يرَ فيها وجه إنسان. وذكرا أيضًا أنه سيرحل من العالم خلال أربعين يومًا، لينضم إلى زمرة النساك الذين انتقلوا إلى السماء، بعدما قضى حياة حافلة بالجهاد.


ولما استيقظ القديس سيرابيون فجأة من نومه، قص حلمه على الراهب يوحنا. وكان الأخير يعرف عدة أماكن (بليبيا)، إلا أنه لم يسمع عن ترمقة من قبل، ومع ذلك نصحه بالسفر إلى القديس (الذي أشار إليه الملاكان في الحلم). وودعه متمنيًا حفظ الله له في الطريق، وطلب منه أن يصلى القديس من أجله (عندما يصل إليه).
فاتجه الأنبا سيرابيون إلى الإسكندرية، حيث التقى بقائد لإحدى القوافل الصحراوية (يعرف دروبها). وسأله قائلاً: "هل جبل ترمقة الليبي بعيد جدًا؟!" فأجابه "نعم"! ثم قال له: "إن السفر عن طريق البحر (المتوسط) أسرع كثيرًا، بينما الطريق البرى (الساحلي) يحتاج إلى نحو ثلاثين يومًا، ربما يعنى باستخدام وسائل الانتقال السائدة وليس بالطبع سيرًا على الأقدام).
لكن القديس (سيرابيون) لم يتردد في الرحيل إليه (سيرًا على الأقدام) وملأ جرته ماء، وطلب معونة الله وإرشاده... وسار في صحراء مارماريكا الموحشة. ومشى عشرين يومًا، دون أن يشاهد طيرًا أو حيوانًا.
وبدأ الماء ينفذ وشعر بالعطش وأشرف على الموت. وطرح نفسه أرضًا

متضرعًا إلى الله (لكي ينقذه) وإذ به يجد الشخصين (الملاكين) اللذين رآهما فى الحلم قد اقتربا منه، وقالا له: "قم يا رجل الله، واتبع أثر خطواتنا". فأحس بالراحة (فورًا) وأشار أحدهما (إلى نبع ماء)، وقال له: "تطلع إلى هناك وخذ من الماء الذي يخرج من بين الرمل".
وأشار (الملاك) إلى أعواد نبات جافة، وقال له: "كل منها واستمر في طريقك متكلاً على قوة الله". ثم خاطباه (الملاكان) بأن يسرع الخطى، لأن الأنبا مرقس يريد لقاءه قبل أن يتنيح ثم اختفيا عنه.
وهكذا سار القديس - دون أن يشعر بالتعب - سبعة أيام أخرى، إلى أن وصل إلى سفح جبل ترمقة وهم بالصعود إليه. ورأى منظر الزهور الجميلة فوق الهضبة وتحتها مياه البحر الزرقاء وتناول بعض الأعشاب البرية، وجذبه النسيم العليل إلى الخلود للنوم والراحة".
وقضى القديس الأيام التالية في البحث عن الناسك العجيب بين الجبل والغابة الخضراء. ورفع قلبه للسماء شاكيًا من فشله فى العثور عليه. وفى منتصف إحدى الليالي، لمح فجأة ملائكة الله تهبط إلى بقعة قريبة منه، وسمعها تقول: "طوباك يا أنبا مرقس لأنك وجدت نعمة عند الله وقد وصل إليك الأنبا سيرابيون الذي كنت تتمنى أن تعرفه، وهو ههنا، وعندما يقابلك استقبله ببشاشة".
وبعد ذلك سمعه القديس سيرابيون يردد هذه العبارات: "يا سيدي الرب، إن يومًا واحدًا فى حضرتك خير من ألف عام في قصور البشر".
ثم تحدث مع نفسه وقال: "إن روحك تبتهج كثيرًا يا مرقس لأنها لم تتدنس بالمعيشة (في هذا الموضع) طوال قرن من الزمان. وان جسدك لسعيد جدًا يا مرقس ، لأنه لم يعرف الشهوات الفاسدة. وان عينيك تفرحان كثيرًا يا مرقس لأن الشيطان لم يدنسهما بالمناظر الخارجية (الشريرة). وان يديك أكثر غبطة يا مرقس لأنهما لم يمسا أو يمتلكا أشياء أرضية. وقد شبعت نفسك من غذاء الروح، وتقدس جسدك بمخالطة الملائكة... باركي يا نفسي الرب ولا تنسى كل حسناته".
ثم خرج من المغارة، ووجهه مبتل بالدموع، ونادى بصوت مرتفع وقال: "يا أنبا سيرابيون أنا أعرف أنك قد وصلت بسلام الله... اقترب منى يا ابني". وعانقه بتأثر، ثم قال: "ليتبارك اسم الرب، الذي قادك إلى هنا... ها قد مرت 95 سنة لم أرَ فيها وجه إنسان، وأنت أول من أقابله... أرجوك الجلوس".
وقد انتهز القديس سيرابيون فرصة وجوده مع هذا الأب الفاضل وسأله عدة أسئلة. فأجابه القديس عن كل أسئلته بكل تواضع وقال:
"ها قد مرت خمسة وتسعون سنة، قضيتها فى هذا الكهف. وعلى هذا الجبل المقدس، لم أذق فيها أي طعام بشري، ولم أرتدِ ملابس ما عدا تلك... وفى الثلاثين عاما الأولى عانيت بشدة من الجوع والعطش والعرى. وماذا يكون كل هذا (التعب) إذا ما قورن بفخاخ الشيطان؟... كان طعامي طين الغدير، وشرابي ماء البحر... وقد أقسمت الشياطين ألف مرة على خنقي ودفعي إلى هوة سحيقة إلى أسفل الجبل. وكانوا يطلقون صيحات مزعجة ويقولون: "اخرج من هذه

المنطقة التي اغتصبتها منا، لأنه منذ خلق العالم لم يتجاسر إنسان على التواجد فيها".
وبعد فترة طويلة من تجارب (حروب) الشياطين أشفق الله عليّ وسترني بستر مظلته، ومنح جسدي قوة خاصة، وكانت الملائكة تلازمني باستمرار، وقد ذقت يا ابني سعادة الفردوس، ورأيت نعيم الملكوت المعد للذين يعيشون بالتقوى (في الفضيلة)، كما شاهدت جنة عدن، وشجرة معرفة الخير والشر التي أكل منها آدم وحواء. ورأيت أخنوخ وايليا، في مقرهما غير المعروف على الأرض. وبالإيجاز فان الله لم يرفض لي أية رغبة في التعمق في المعرفة وفى التأملات (الروحية)".
ثم سأله الأنبا سيرابيون: "كيف أتيت إلى هذا الجبل؟" فأجابه بقوله: "يا ابني لقد ولدت في أثينا، حيث عشت سني حياتي الأولى. وتعلمت في مدارسها الفلسفية المشهورة. ولما اختطف الموت أبي ثم أمي كنت أقول لنفسي: لا بد أنك ستموت لا محالة، فما الحاجة بعد إلى علوم تعطيك مركزًا مرموقًا في العالم… إذن فلنعش للرب فقط، ولنتحلل من كل رباطات العالم، ولنتجه نحو الممارسات الروحية (وحدها)".
وفى الحال سافرت إلى شاطئ الصحراء (الليبية)، ثم أتيت إلى هذا المكان، ولست أعرف كيف جئت إلى هنا..."
وسأله الأنبا مرقس الناسك بدوره عن أحوال العالم وعن حكامه (في تلك الأيام)، وعن انتشار الإيمان المسيحي (في العالم المعمور)، وما قابله المسيحيون من متاعب (من السلطات)، ومن المسيحيين من أصحاب الهرطقات. واختتم أسئلته للأنبا سيرابيون بقوله: "هل يعيش قديسون في أيامنا هذه؟ هل يوجد خدام يجرون العجائب، كما أعلن السيد المسيح فى إنجيله؟ فأجابه القديس سيرابيون بقوله: "إن الإيمان (المسيحي) ينتشر وينمو، كنمو حبة الخردل (التي تصير شجرة كبيرة بعد نموها)".
وقال الأنبا مرقس: "ما أشقى الأرض... لأن المسيحيين ليس لهم سوى الاسم فقط، وليس لهم الإيمان الذي يطالبهم به المسيح". وأضاف قائلاً: "أباركك يا إلهي لأنك قدتني إلى الصحراء، وحفظتني هكذا من الاتصال برجال آخرين، ومنعتني من المعيشة في أرض ملوثة بالآثام".
ولما اختفى قرص الشمس وراء أمواج البحر، قال القديس: "يا أنبا سيرابيون لقد حل وقت تسبيح الله، وليقدم (الله) لنا أجمل واجبات الضيافة"!
ولما نطق بهذه الكلمات المباركة، قام وبسط يديه نحو السماء، وبدأ فى تلاوة مزمور (الراعي) وقال : "الرب راعي فلا يعوزني شيء، في مراع الخضر يربضني، إلى مياه الراحة يوردني،... ترتب قدامي مائدة تجاه مضايقي الخ." يا إلهي كم هي جميلة كأس الخمر التي أمسكها بيدي"!
قال وهو يزرف الدموع: يا ابني لقد أعدت لنا المائدة! فلندخل ولنتناول من الوجبة التي أرسلها الرب لنا". فدخل الأنبا سيرابيون إلى المغارة بدون تردد وأحس كأن غمامة قد ظللتها، فلم يرَ شيئًا. وبعد قليل رأى مائدة وبجوارها مقعدين وفوقها مفرشًا جديدًا عليه خبز طازج أبيض كالثلج، وسمكتين مشويتين، وحلوى شهية، وزيتونًا وتمرًا وعسل النحل.
ولما جلسا قال مرقس: "يا أنبا سيرابيون أرجوك أن تبارك الطعام الذي سنأكله". ولم يجد سيرابيون الوقت لقبول أو رفض الدعوة (للصلاة على المائدة)، لأن يدًا خفية ظهرت من أسفل المائدة ، ورسمت صليبًا كبيرًا على هذا الطعام العجيب!
ولما انتهت الوجبة قام مرقس وخاطب خدامه الغير مرئيين ( الملائكة ) قائلاً: "يا أولادي! ارفعوا المائدة". وفى لحظة اختفى كل شيء!
وحينئذ خاطب القديس ضيفه الذي كان في دهشة من أمره وقال له: "يا ابني أنظر إلى الحب الذي يمنحه الله لخدامه. إذ أنه لم يكن يرسل لي يوميا سوى سمكة واحدة. ومن أجلك أرسل لنا (الرب) سمكتين. وقد حفظني هذا الطعام إلى هذه السن المتقدمة بدون مرض وبلا ضعف ما ولا تعب من أي نوع! والآن أيامي قد كملت وقد قادك الرب إليَّ لتقدم لي الفرائض الدينية الأخيرة. وسامحني عما سأسببه لك من متاعب. وسأرحل هذه الليلة إلى الأبدية. فلنقضها معا في الصلاة وبعد موتي ادفن جسدي في هذه المغارة ثم سد مدخلها بحجارة كبيرة وخذ طريقك إلى ديرك، لأن الرب لا يريدك أن تقطن هنا".
وزرف سيرابيون الدموع وقال: "يا أبي صلِ إلى الرب من أجلي واطلب منه لكي أتبعك حيثما تذهب، لأنني لا أعرف من أي طريق أعود إلى مصر"!
فقال له أنبا مرقس: "يا ابني لا تحزنني بهذه الدموع، لأنها اللحظة التي فيها منتهى فرحي. والرب سيحفظك بأمانٍ تامٍ حتى تصل إلى وطنك، وسأدخل حالاً إلى موضع الراحة الأبدية".
وفجأة أضيئت المغارة بنور مبهر، وتعطرت برائحة جميلة جدًا. ثم قال القديس:
"وداعًا أيتها المغارة الغالية التي عشت فيها مع الله روحًا وجسدًا، وستحتفظين بجسدي حتى يوم القيامة...
وداعًا أيها الجسد موضع الكد والتعب والعوز، بسببك عانيت من الجوع والعطش، والبرد والحر.
والآن تقلد المجد والبهاء.
وداعًا يا عيناي اللتان سهرتا الليالي. الآن اغلقا الجفون.
وداعًا يا قدماي العاريتان اللتان كلتا من الوقوف طويلاً خلال الصلاة.
وداعًا يا اخوتي النساك القديسين الذين يعيشون في مغارات الجبال، والمتوحدين في الصحارى.
وداعًا أيها المسجونون والمضطهدون من أجل ملكوت السموات.
وداعًا يا مؤمنو الكنيسة.
وداعًا أيها المساكين بالروح.
وداعًا أيتها الأرض. ليعش كل من عليك في سلام وفى محبة المسيح".
ثم عانق الأنبا سيرابيون وقال له: "وداعًا لك يا ابني وأخي المحبوب. ليكافئك المسيح عن تعبك فى هذه الرحلة الطويلة... استحلفك باسم الرب ألا تنزع شيئا من جسدي البائس، ولا شعرة واحدة، ولا تضعه في أي رداء... اتركه في الحالة التي خلقه الله عليها"!
حينئذ سمع سيرابيون صوتًا جميلاً كالموسيقى ينبعث من السماء ويقول: "تعال يا ابني مرقس، تعال استرح إلى الأبد فى مواضع السعادة الحقيقية والفرح الروحي". فصاح القديس مرقس قائلا: " لنركع على ركبتينا ، ولنرفع أيدينا نحو السماء ".
وفى تلك اللحظة دخل ملائكة غير مرئيين المغارة وصعدوا إلى السماء بروح مرقس وهى متوجه بإكليل المجد. وظل (سيرابيون) يرنم طوال الليل. وفى الصباح حفر حفرة ودفن فيها الجسد، ثم وضع عدة أحجار على فم المغارة. وصلى طالبًا معونة الله لكى يساعده على الرجوع (إلى قلايته) . وانحدر ببطء نحو الصحراء. ولما حل المساء ظهر له الملاكان اللذان رآهما (في الحلم) عند القديس يوحنا، وقالا له: "في الصباح أقمت قبرًا لرجل لم يكن العالم مستحقًا له.... لقد قمت بعملٍ من أعمال الرحمة، يرضى الله كثيرًا. ومن الأفضل لك أن تسير ليلاً، لان الجو يكون أكثر اعتدالاً منه بالنهار".
وأطاعهما القديس (سيرابيون) وسارا (الملاكان) وهو يتبعهما ليلاً. وكانا يختفيان عنه بالنهار ويقودانه بالليل إلى أن وصل إلى صديقه الراهب يوحنا".
 
قديم 12 - 10 - 2012, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 1669 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

الأب مرقس المصري

عدم الإدانة:


قالوا عن الأب مرقس المصري إنه أقام في قلايته ثلاثين سنة لم يخرج منها قط. وكان من عادة الكاهن أن يأتي إليه لكي يصنع له القربان. فلما رأى الشيطان صبره الفاضل غضب، وأراد أن يجربه بالإدانة. فأوعز إلى إنسان فيه روح شرير أن يأتيه بحجة الصلاة. فجاء هذا إلى الشيخ، وقبل البدء بأية كلمة خاطب الشيخ قائلًا له: "إن كاهنك له رائحة الخطيئة، فلا تدعه بعد اليوم يدخل إلى قلايتك". أما الشيخ الملهم من الله فقال له: "يا ولدي، الكل يطرحون الفساد خارجًا، أما أنت فقد أحضرته إليّ. ولكنه مكتوب: "لا تدينوا لئلا تدانوا" (مت 7: 1). فالكاهن وإن كان خاطئًا إلاّ أن الرب يخلصه. لأنه قد كتب أيضًا: "صلّوا من أجل بعضكم لتشفوا" (يع 5: 16).
بهذه الكلمات أخرج الأب مرقس الشيطان من الإنسان، بعد أن صلّى عليه ثم أطلقه صحيحًا معافى. أمّا الكاهن، فكان يأتي حسب مألوف العادة إلى الأب مرقس، وهذا كان دائمًا يقبله بفرح. فحينما رأى الله الصالح براءة مرقس أظهر له آية.
عندما أزمع الكاهن أن يقف أمام المائدة المقدسة، كما تحدث الشيخ، كان الأب مرقس يرى ملاك الرب ينزل من السماء ويضع يده على رأس الكاهن فيستحيل إلى عامود من نار. أما الأب مرقس فلما تعجب لهذا المنظر سمع صوتًا يقول: "يا أيها الإنسان، لماذا تتعجب لهذا الأمر؟ إن كان الملك الأرضي لا يترك الذين أمامه، فكم بالأحرى القوة الإلهية! ألا تطهّر القوة الإلهية الذين يقيمون الأسرار المقدسة منتصبين أمام المجد السماوي؟" استحق مرقس المصري، مجاهد المسيح، هذه الموهبة، لأنه لم يرد أن يدين ذلك الكاهن.
 
قديم 13 - 10 - 2012, 03:25 PM   رقم المشاركة : ( 1670 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,579

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسين بالحروف الأبجدية

القديس مرقس الناسك


يُعتبر القديس مرقس الناسك من مشاهير الآباء المصريين الأمجاد. وبالرغم من إننا لا نعرف عن ظروف حياته إلا القليل، غير أن بالاديوس الذي حظي بمقابلته شخصيًا يصف هدوءه ووداعته بأنهما فائقان لا يُقارنا. وأنه كان منذ حداثته مولعًا بدراسة الأسفار المقدسة، حتى أنه حفظ منذ حداثته العهدين القديم والجديد عن ظهر قلب.
وقد ارتفع إلى درجة عالية من الكمال الروحي، باستقامة حياته مع نقاوة قلبه. وقد شهد له القديس مقاريوس السكندري، إذ رأى في رؤيا خاصة أثناء التناول شهادة من النعمة الإلهية توضح عظم إيمان القديس مرقس الناسك ومدى اتقاد محبته للرب وتواضعه الشديد.
يقول القديس بالاديوس: [أخبرني مقاريوس الطوباوي هذا إذ كان كاهنًا، "لاحظت أثناء توزيع الأسرار إنني لم أعطِ قط الأسرار لمرقس الناسك، بل بالأحرى كان ملاك يقدمه له من المذبح. لاحظت فقط رسغ يد الكاهن الخادم".]
عاش القديس مرقس أكثر من مائة عام، ويرجح أنه رقد في بداية القرن الخامس تقريبًا. غير أنه قد رأى الرعيل الأول الذي أخذ نموذج حياته وتعاليمه عن القديس أنطونيوس، ويحتمل أن يكون قد قابل القديس أنطونيوس نفسه.
وقد أكسبته النعمة الإلهية وخبرة الحياة ودراسة كلمة الله معرفة زاخرة بأسرار الحياة الروحية، فلم يُخفِ هذه الموهبة بل علَّم وكتب الكثير، إلا أن ما وصل إلينا من كتاباته قليل.
من كتابته:

العماد والحرية الإنسانية:


تهبنا المعمودية المقدسة حرية كاملة، ومع ذلك فإن للإنسان مطلق الحرية والإرادة، إما أن يُستعبد مرة أخرى برباطات شهوانية، أو يبقى حرًا في تنفيذ الوصايا.
فان التصق بالفكر إحدى الشهوات، فهذا من عمل إرادتنا الخاصة، وليس رغمًا عنا. إذ يقول الكتاب إنه قد أُعطى لنا سلطان "هادمين ظنونًا" 2 كو 5:10.
ويكون الفكر الشرير، بالنسبة لمن يهدمونه، علامة على حبهم لله وليس للخطية.لأن وجود الفكر الشرير ليس فيه خطية، إنما تكمن الخطية في حديث العقل معه حديث ود وصداقة.
إننا لسنا مُغرمين بالفكر الشرير، فلماذا نتباطأ نحن فيه؟ فما نبغضه من كل القلب، يستحيل أن تطيل قلوبنا الحديث معه، إلا إذا كانت لنا شركة خبيثة معه؟!
كل خطية تسلمنا إلى أخرى:


توجد علاقة وثيقة بين شهواتنا وأفكار الشر المضايقة لنا، وكأنما قد جمعتهما رباطات القربى الشريرة.
فكل فكر يتأصل في الإنسان الذي يرحب به، يسلمه إلى (الفكر) القريب التالي له، حتى أن الإنسان الذي ينساق في عادةٍ ينحرف إلى الأخرى رغمًا عنه.
من يقدر أن يهرب من الكبرياء إن كان مملوء مجدًا باطلًا؟!
كيف لا يستسلم للأفكار الدنسة، من ينام كفايته ويستسلم للملذات؟! وكيف لا يُؤسر بالقسوة وعدم الرحمة من اختار الاغتصاب؟ وكيف يقدرون أن يهربوا من الثورة والغضب من يتلذذون بهذه جميعها؟!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما لم يستطع الناموس أن يتمّمه بالحروف تحقّق بالإيمان
صلوات سهمية بالحروف الأبجدية
ايات بالحروف الابجدية من الكتاب المقدس
توبيكاتنا الجميلة بالحروف الابجدية
الأحباب ينتحرون بالحروف والسهر والحنين


الساعة الآن 02:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024