21 - 09 - 2012, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 1661 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لديك رسالة هامة من يسوع!
ما أحلى رائحتك أيها الخادم الذى فطم نفسه عن الشهوة، تفوح منك يأخى رائحة البتول بل رائحة المسيح الزكية لله، كل من يتنسم رائحتك يحس بالطهارة وقوة الخلود تسرى فى أحشائه، أه من منظر عينيك الذابلتين المرتسم عليهما وجه العذراء ،بل وجه الله، بريق الخلود يشع منهما فيبدد الشهوة من قلوب ناظريك، لماذا تتكلم كثيرا أيها الطاهر البتول؟ إن منظرك عظة، ووقوفك رجاء، وجلوسك سلام وابتسامتك بهجة، ودموعك تحل الخطية من الأعضاء!! انظر يأخى أن لا تخور فى جهادك، فإكليلك يتلألأ فوق رأسك محمولا على أيدى ملاك ومكتوب عليه : هنا صبر القديسين!! أنت لست وحدك، معك مجاهدون يؤازرونك بالدموع. و تنُّهدك تضج له الملائكة فى السموات، ألامك محبوبة وأنينك نغم يلذذ أرواح الأبرار. تقوّ وتشدد ليتقوى بك المنتظرون الخلاص علانية. من كتاب الخدمة (الأب متى المسكين) |
||||
21 - 09 - 2012, 06:35 PM | رقم المشاركة : ( 1662 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلام وضيق وغلبة يوحنا ٣٣:١٦ قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ». كثيرا ما نردد الجزء الثاني من الاية عندما نمر بالضيقات بان ربنا قال (فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ) ونعزي انفسنا به . وهذا الامر صحيح للغاية . لكننا لا ناخد بداية كلام الرب لنتقوى به (قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ) المفروض ان يكون لنا دائما سلام في الرب يسوع فهو دائما معنا فقد قال لنا متى ٢٠:٢٨ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ. وايضا لا ناخذ بالحسبان قول الرب في الجزء الاخير من الاية (وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ( هكذا ينبغي ان تكون ثقتنا دائما بل وحتى ان نعيش بثقة ان ربنا قذ غلب العالم بكل ضيقاته وكل اوجاعه وكل مشاكله وهو المكتوب عنه أشعياء ٩:٦٣ فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ. نعم فربنا يسوع معنا دائما يملئنا بسلامه في خضم ضيفاتنا فهو رئيس السلام وهو المُخلص . وهو الذي بقدرته الغير محدودة يعطينا الصبر ويعزينا في كل أوقات ضيفتنا ويعطينا القوة ليرفعنا فوق كل الضيقات . ويعطينا الغلبة والنصرة دائما . للرب الهنا يسوع المجد دائما |
||||
21 - 09 - 2012, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 1663 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كرازة السامرية الناجحة كلنا نعرف قصه السامريه لكن سأتكلم اليوم عن كرازتها من خلال تجميعاتى من النت سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم، وتمتعها بمن يملأ أعماقها. لم يهبها الرجال الستة سعادة، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم. كانت السامربة حكيمة في كرازتها إذ لم تملي عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه: "ألعل هذا هو المسيح؟!" "فتركت المرأة جرتها، ومضت إلى المدينة، وقالت للناس إذ تمتعت السامرية بالحق الإلهي تركت جرتها، ونسيت ما جاءت من أجله، وعادت إلى المدينة دون الماء، إنما لتقدم ماء الحق لأهل المدينة. تركت جرتها لأنها لم ترد أن تعوقها الجرة عن الإسراع نحو المدينة لتشهد للحق. أخبرت الجميع في الشوارع أنها وجدت الكنز الذي تبحث عنه، ووجدت ينبوع سرورها الداخلي. سبق أن طلب السيد منها أن تدعو زوجها وها هي قد دعت كل رجال المدينة ونجحت في مهمتها. لم تخبرهم أنه حاورها في أمور دينية خطيرة خاصة بمكان العبادة وطريقة ممارستها، بل ما لمس قلبها حقًا أنه عرف أسرارها واجتذبها بقوة كلمته إليه، فتعرفت على شخصه، إنه هو المسيا. ربما تركت جرة الماء التي كانت في بئر تعتز بعمقها، أي بالتعاليم، إذ احتقرت الأفكار التي سبق أن قبلتها، وتقبلت جرة أفضل من جرة الماء، تحوي ماءً ينبع إلى حياة أبدية يو ٤: ١٤ هنا امرأة أعلنت عن المسيح للسامريين، وفي نهاية الأناجيل أيضًا امرأة رأته قبل كل الآخرين تخبر الرسل عن قيامة المخلص (يو ٢٠: ١٨) لقد جلبت أيضًا نفعًا للذين سكنوا معها في ذات المدينة، على أساس معتقداتها القديمة، أي شاركوها تعاليمها الخاطئة. إنها العلة التي جعلتهم يخرجون من المدينة ويأتون إلى يسوع العلامة أوريجينوس إذ استقبلت الرب المسيح في قلبها ماذا يمكنها أن تفعل سوى أن تترك جرّتها وتجري لتكرز بالإنجيل؟ لقد طردت الشهوة، وأسرعت تعلن عن الحق. ليتعلم الذين يريدون أن يكرزوا بالإنجيل أن يتركوا جرتهم عند البئر القديس أغسطينوس جاءت لتستقي ماءً، وعندما استنارت وعرفت الينبوع الحقيقي للتو احتقرت الينبوع المادي. وهي في هذه الواقعة البسيطة تعلمنا أن نتجاوز عن أمور الحياة المادية عندما نصغي للروحيات... دون أن يوجه لها أحد أمرًا تركت جرتها، وعلى جناحي الفرح والبهجة أسرعت وصنعت ما فعله الإنجيليون، ولم تدعُ واحدًا أو اثنين، كما فعل أندراوس وفيلبس، إنما دعت مدينة بأكملها، وأتت بهم إلى الرب يسوع آمنت المرأة السامرية على الفور، وبذلك اتضح أنها أكثر حكمة من نيقوديموس، بل وأكثر شجاعة وثباتًا. لأن نيقوديموس بعد أن سمع قدر ما سمعت المرأة آلاف المرات لم يذهب ويدعو آخرين لسماع هذه الكلمات، ولا تحدث بصراحة على الملأ. لكن هذه المرأة فعلت ما لم يفعله الرسل، إذ قامت بالكرازة للجميع تدعوهم إلى المسيح. بذلك قادت مدينة بأكملها إلى الإيمان بيسوع المسيح القديس يوحنا الذهبي الفم "هلموا انظرواإنسانًا قال لي كل ما فعلت، ألعل هذا هوالمسيح؟" كلمات السامرية تكشف عن سعادتها الداخلية بلقائها مع المسيا مخلص العالم، وتمتعها بمن يملأ أعماقها. لم يهبها الرجال الستة سعادة، لكن لقاءها مع مخلصها بعث فيها روح السعادة والعمل من أجل الآخرين لخلاصهم. لم تكن الدعوة أن يأتوا ليروا أمرًا غريبًا، ولا أن يدخلوا معه في حوارٍ، بل أن يتمتعوا بفاحص القلوب، المسيا مخلص العالم. فمن أهم السمات التي كان اليهود ينتظرونها في المسيا أنه عالم بما في القلوب. كانت السامربة حكيمة في كرازتها، إذ لم تملي عليهم إيمانها فيه بل بحكمة طلبت منهم أن يأتوا وينظروا ليتحققوا من شخصه: "ألعل هذا هو المسيح؟!" مرة أخرى لاحظوا حكمة المرأة العظيمة. فإنها لم تعلن الحقيقة بوضوح، ولا بقيت صامتة، ولا رغبت في إحضارهم باقتناعها هي، بل لتجعلهم يشتركون في هذا الرأي باستماعهم له، حيث صارت كلماتها لهم مقبولة فعلاً لم تخجل من قولها أنه قال لها كل مع فعلته... فإنها لم تعد تنظر إلى ما هو أرضي، ولا تعود تلقي بالاً إلى مجد دنيوي أو عارٍ، لكنها أصبحت منتمية إلى شيءٍ واحدٍ فقط، وهي تلك الشعلة المقدسة المتقدة داخلها والممتلئة بها "ألعل هذا هو المسيح؟!" لم ترغب في أن تأتي بهم بإرادتها هي واقتناعها، بل أرادت أن يكون لهم الرأي عندما يستمعون إليه. هذا ما جعل كلماتها أكثر قبولاً لديهم... لم تقل "هلموا آمنوا" بل "هلموا انظروا"، وهو تعبير أكثر رقة وجاذبية لهم القديس يوحنا الذهبي الفم ليس إنسان أسعد من المسيحي، إذ له الوعد بملكوت السماوات. ليس أحد يجاهد بقوة أكثر منه إذ يخاطر بحياته كل يوم. ليس من أقوى منه إذ يغلب الشيطان... هل يوجد من هو أكثر خسة من المرأة السامرية؟ لكن ليست هي وحدها آمنت... وجدت بعد رجالها الستة الرب الواحد، ليس فقط تعرفت على المسيّا عند البئر، هذا الذي فشل اليهود في التعرف عليه في الهيكل، إنما قدمت الخلاص لكثيرين، بينما كان الرسل يشترون طعامًا لسدْ جوعالمخلص وإراحته من تعبه القديس جيروم الأقوال التي قيلت للمرأة ألهبتها إلى أن أوصلها الشوق المتقد إلى ترك جرتها وإهمال الحاجة التي جاءت بسببها، ورجعت إلى مدينتها لتجتذب إلى المسيح كافة الجموع التي كانت فيها. تأمل حرص المرأة وفهمها، لأنها جاءت تستقي، فلما وجدت الينبوع الحقيقي احتقرت الينبوع المحسوس، فأصبحت معلمة لنا. وعلى حسب قوتها عملت العمل الذي عمله رسل ربنا، لأن أولئك لما دُعوا تركوا شباكهم، وهذه فمن ذاتها تركت جرتها وعملت عمل المبشرين. ولم تستدعِ واحدًا أو اثنين، لكنها استنهضت مدينة بأكملها وجمعًا جزيلاً تقديره، واقتادتهم إلى المسيح. تأمل كيف اقتادت المرأة أهل المدينة بأوفر فهمٍ، لأنها لم تقل لهم: تعالوا أبصروا المسيح، لكنها اجتذبت الناس بالمقارنة التي اقتنصها بها المسيح فقالت: "هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت". قالت المرأة السامرية: "هلموا انظرواإنسانًا قال لي كل ما فعلت"،لم تخجل أن تقول ذلك، مع أنه كان يمكنها أن تقول قولاً غير هذا، وهو: تعالوا انظروا من يتنبأ. إذا أضرمت النار الإلهية نفوس أحدنا لا ينظر إلى شيءٍ من الأمور الأرضية، لا إلى الشرف ولا إلى خجل. انظر حكمة المرأة إنها لم تجزم أنه هو المسيح بحكم واضح ولا صمتت، لأنها أرادت أن تجتذبهم إليه، ليس بحكمها هي، وإنما باستماعهم له. القديس يوحنا الذهبي الفم رئيس الكهنة لم يعرفه، والسامرية أعلنت عنه قائلةً: "انظرواإنسانًا قال لي كل ما فعلت،ألعل هذا هو المسيح؟! " (يو29:4) "فخرجوا من المدينة وأتوا اليه". ها هي امرأة سامرية لها ماضٍ مؤلم تصير أول كارزة بالأخبار المفرحة للسامرة، فتكسب المدينة كلها لحساب السيد المسيح. القديس يوحنا الذهبي الفم بينما انطلقت المرأة السامرية للكرازة بكل قوة، إذ بالتلاميذ ينشغلون بتقديم طعام للسيد المسيح، لأنه كان جائعًا ومُتعب. كان السيد المسيح ينتهز كل فرصة ليرفع عقول تلاميذه وقلوبهم إلى ما فوق الزمن، إلى السماء عينها. لقد أعلن لهم عن مدى بهجته بخلاص النفوس بكونه طعامه الشهي. لقد وجد شبعه وراحته في التعب من أجل كل نفسٍ، ومن أجل تحقيق خطة أبيه. إنه لن يستريح، بل يبقى مثابرًا على العمل حتى يعبر من هذا العالم. العلامة أوريجينوس كان الرب جالسًا جائعًا وعطشانًا اقتات بإيمان المرأة السامرية القديس جيروم "فقال التلاميذ بعضهم لبعض: ألعل أحدًاأتاه بشيءٍ لياكل؟" لم يدرك التلاميذ أن الكلمة الإلهي هو الذي عال إيليا في البرية عند نهر كريت، فكان يُرسل له طعامًا يوميًا بواسطة غراب (١ مل ١٧: ٤–٦). وأنه في البرية جاءت ملائكة تخدمه (مت ٤: ١١). "قال لهم يسوع: طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني، وأتمم عمله". |
||||
21 - 09 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 1664 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التوبة (17) تأملات في البشارة بحسب القديس لوقا الاصحاح الخامس عشر "وَقَالَ:«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي" لو 11:15-18. عندما فكرت في طلب الإبن الأصغر للحظة فهمت أن طلبه إنما هو في الحقيقة طلب بموت الأب! أن يطالب إبن بميراثه في حياة أبيه هو ضمنياً طلب بوفاة الأب! إذا حدث هذا مع أي أب فسنجده يفعل ما نراه في المسلسلات التليفزيونية و "يحرم الإبن من الميراث و يعلن غضبه عليه إلى يوم القيامة"! و لكن ليس هذا ما حدث في مثل التوبة بل نرى الأب يُخفي مشاعره بالألم و يرضخ لطلب الإبن! و لكن الغريب هو أنه على الرغم من الألم الدفين الذي شعر به الأب إلا أنه لم يطالب الإبن بأن يترك المنزل بعد أن أخذ ميراثه بل تركه في البيت! قد تقول أن الأب صبر على الإبن و لم يطرده أو يُعاقبه أملاً منه في أن يجعله هذا يُعيد التفكير و يعدل عن فكره الخاطئ. و لكن الأغرب هو أن الإبن ترك المنزل بالفعل و "وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ" و مع ذلك لا نجد الأب يستأجر رجالاً ليتبعوا الإبن و يلقنوه درساً و لا حتى نراه يلعنه أو يندم على وجوده! بل كل ما يذكره لنا الكتاب أنه بعد فترة حينما بدأ الإبن في الرجوع "وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ" مما يُعطي الإيحاء أن الأب كان ينتظر الإبن كل هذا الوقت! هذا هو إلهنا! إن الأب في هذه الحالة يرمز للرب و كيف يتعامل معنا عندما نخطئ. كل مرة نخطئ فيها نحن في الحقيقة نتخلى عن ميراثنا في الرب و هذا يؤلم الرب جداً و لكنه ينتظر بقلب حنون رجوعنا بفارغ الصبر. و لكن هذا يتناقض مع الفكرة التي كوَنتها منذ صغري أن الرب يُعاقبني إذا أخطأت! لقد تربيت و هذه الفكرة ثابتة في ذهني و الغريب أنها كانت تتأكد لي فأجد نفسي أخطئ و في نفس اليوم أُصاب أو يحدث لي مكروه فكنت أفكر أن هذا هو عقاب الله على الخطية. ما لم أفكر فيه هو أن أجرة الخطية ليست إصابة أو مُشادة مع أمي بل "أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" رو 23:6. و لا توجد آية تقول أن الرب يسوع عندما مات عوضاً عنا قد خفف الموت إلى إصابة أو مُشادة! بل يقول الكتاب "إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا." 1يو1:2،2. إن الرب لا يُدين أبنائه حيث يقول الكتاب "إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" رو1:8 و لا يطردهم من البيت لأنه قال "أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى [في البيت] إِلَى الأَبَدِ" يو35:8 بل ينتظرنا بفارغ الصبر و مع ذلك فنحن نُصر أنه يُعاقبنا على خطايانا لأن شيئاً حدث لنا بعد أن أخطأنا! نجني على أنفسنا مثل الإبن الضال و نُحمل الرب المسئولية! نرفض الرب و نهجره و نمنعه من حياتنا و أخيراً نتهمه بالإنتقام! لقد ظلمت الرب طوال حياتي و أظن أنني يجب أن أعتذر و أتوقف عن هذا الألم له و لي لإني لم أجد في غيابه إلا العَوز و الخرنوب! الصلاة: (صلاتي أن توحد الصلوات الآتية قلوبنا أمام الرب) صلاة عامة: نطلب يا رب سلاماً لأرض مصرو سوريا و العالم كله. صلاة شخصية: أطلب يا رب أن تعطيني توبة فعالة. سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. في 7:4 |
||||
21 - 09 - 2012, 07:05 PM | رقم المشاركة : ( 1665 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل أنت مستعد ؟ تنبأ الانبياء في العهد القديم عن مجيء الرب يسوع الاول وعن حياته وفدائه ِ فتمت جميع هذه النبوات بحذافيرها ، لكن في العهد الجديد نجد الرب يسوع نفسه ينبئنا عن مجيئه الثاني . لقد تكلم المسيح عدة مرات ٍ وفي مناسبات ٍ مختلفة عن هذا الموضوع ، ففي انجيل يوحنا 14 : 2 ، 3 : قال لتلاميذه : " أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا ، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " . وفي سفر اعمال الرسل 1 : 11 بينما كان التلاميذ شاخصين الى السماء عندما ارتفع المسيح عنهم قالت لهم الملائكة : " إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ . " . نقرأ ايضا ً في انجيل متى 24 انه فيما كان الرب يسوع جالسا ً على جبل الزيتون تقدم اليه تلاميذه ِ على انفراد وسألوه عن موعد مجيئه ِ الثاني . لقد ارادوا ان يعرفوا اي متى سيأتي الرب ثانية ً الى هذه الارض ، لكنه اجابهم : " وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ ................... اِسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فِي أَيَّةِ سَاعَةٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ.......... لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ . " لماذا لم يُعلم الرب يسوع تلاميذه ُ واتباعه ُعن موعد مجيئه الثاني ؟ لا شك أن كتمان هذه المعرفة عنا هو لخيرنا . هل فكرت مرة ً ً ماذا يمكن ان يحدث لو اننا عرفنا تاريخ مجيء الرب ثانية ً ؟ هل فكرت كيف يمكن ان يتصرف الناس ازاء ذلك ؟ ان البعض سيقول : طالما ان المسيح لن يأتي قبل هذا التاريخ المعين فباستطاعتي ان اعيش على هواي َ ، وقبل موعد مجيئه بايام ٍ قليلة سأتوب وسأرتب حياتي بالطريقة التي ترضي الرب . البعض الآخر من الناس سيتوقفون عن كل أعمالهم ونشاطاتهم جالسين فقط ومنتظرين الرب . منذ عدة سنوات قررت حكومة ولاية تينيسي أن تغمر واديا ً معينا ً بالماء وتحوله الى بحيرة ، ووعدت جميع سكان البلدة الموجودة هناك بنقلهم الى منطقة ٍ أخرى واعطائهم بيوتا ً جديدة ً وجميلة . هل تظن ان الناس بينما كانوا ينتظرون الانتقال الى المنطقة الجديدة كانوا يعملون بفرح ٍ واجتهاد ٍ في تجديد بيوتهم وتحسينها ؟ طبعا ًً لا ، هكذا سيكون الحال معنا لو عرفنا ان الرب سيأتي في نهاية هذا العام مثلا ً . فلنشكره اذا لأنه من محبته ِ وحكمته ِ منع عنا هذه المعرفة . لكن عدم معرفتنا للوقت المحدد لمجيء المسيح لا ينفي حقيقة مجيئه . يقول الرسول بطرس في رسالته الاولى الاصحاح 3 " أَنَّهُ في آخر الايام اي في ايامنا هذه سيقول قوم ٌ مستهزئون : " أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ " فيجيب الرسول على هذا بالقول : " لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا ، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. " . ان الهدف من عدم اعلامنا عن اليوم وعن الساعة التي سيأتي فيها ابن الانسان هو لكي نكون دائما ً مستعدين فلا يفاجئنا ذلك اليوم كما فاجأ العذارى الجاهلات اللواتي تحدث عنهن الرب يسوع في متى 25 ، هؤلاء العذارى لم يكنّ مستعدات لاستقبال العريس ، ففيما كن يبتعن الزيت جاء العريس والمستعدات دخلن معه الى العرس وأُغلق الباب . يقول الرب يسوع : " أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ : يَا سَيِّدُ ، يَا سَيِّدُ ، افْتَحْ لَنَا ! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنّ َ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ . " ثم يضيف قائلا ً : " فَاسْهَرُوا إِذًا لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ ." رغم اننا لا نعرف الوقت بالتحديد لكننا نعرف ان المجيء اصبح قريبا ً جدا ً وعلى الأبواب لأن الرب يسوع سبق وانبئنا بكل العلامات التي ستسبق مجيئه والتي نراها تحدث في ايامنا . لذا قال الرب : " فَمِنْ شَجَرَةِ التِّينِ تَعَلَّمُوا الْمَثَلَ : مَتَى صَارَ غُصْنُهَا رَخْصًا وَأَخْرَجَتْ أَوْرَاقَهَا ، تَعْلَمُونَ أَنَّ الصَّيْفَ قَرِيبٌ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا ، مَتَى رَأَيْتُمْ هذَا كُلَّهُ ( أي هذه العلامات ) فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَرِيبٌ عَلَى الأَبْوَابِ. " ( متى 24 : 32 ، 33 ) فهل نحن مستعدون ؟ |
||||
21 - 09 - 2012, 07:08 PM | رقم المشاركة : ( 1666 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا التجارب ؟ لا احد منا يرحب بالتجارب . كثيرا ما نتسائل عندما نواجه صعوبات الحياة ومعضلاتها : لماذا حدث لنا هذا ؟ نحن نؤمن بالله ونحبه وهو يحبنا . نحن نحسب ما دام الله يحبنا انه لن يصبنا اي ضرر او سوء ، لكن نحن في مأزق ، نحن امام مشكلة ٍ كبيرة . كان للرب يسوع علاقة صداقة قوية مع عائلة ٍ في بيت عنيا . كانت هذه العائلة تتألف من اخ ٍ واختين يحبون الرب يسوع كثيرا وهو يحبهم اكثر . يوما ً من الايام مرض لعازر مرضا ً شديدا ً مما دعا الاختين مريم ومرثا ان يرسلا بسرعة ٍ الى الرب يسوع رسالة عاطفية تمس القلب يقولان له : " يَا سَيِّدُ ، هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ " ان ما حدث كان بعكس ما توقعت الاختان تماما ً، فبدلا ً من ان يهرع الرب اليهما لكي يشفي أخاهما مكث في الموضع الذي كان فيه يومين ، ولعل أصعب ما في هذا أن مكوثه كان مقصودا ً واختياريا ً . لكن هنالك حقيقة أهم بكثير من الشفاء ، يقول الكتاب : " فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ ، قَالَ: «هذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللهِ، لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللهِ بِهِ " ( يوحنا11 : 4 ) قال هذه الكلمات ثم صمت وبقي حيث هو لمدة يومين كاملين . هل اختبرت يوما ً صمت المسيح عندما تكون مجربا ً ومتالما ً ؟ ما أرهب َ هذا الصمت . لماذا هذه التجربة ؟ لماذا مرض لعازر هذا المرض الخطير ؟ لماذا حكمت الظروف ان يكون يسوع بعيدا ً عن بيت عنيا ؟ لما لم يتجاوب مع الدعوة ويأتي ؟ لماذا لم يقل كلمة حتى ولو من بعيد فيشفى المريض ؟ لماذا هذا الصمت وهذا الغياب ؟ أسئلة ٌ كثيرة لا جواب لها . إن كان يصعب علينا ان نفسر كلام المسيح بعمقه ومعناه الاصيل فكيف لنا أن نفسر صمته الرهيب ؟ . إن عدم تجاوب المسيح مع رغباتنا وطلباتنا بالطريقة التي نتوقعها وبالسرعة التي نتوخاها يجعلنا نصاب بالحيرة والاحباط ونشعر ان كل الابواب قد اوصدت امامنا . ألا يكفي ان الجميع اهملونا حتى المسيح الذي لم يطلب احد منه مساعدة الا ولبى طلبه بسرعة ؟ لقد شفى ابن خادم الملك في كفرناحوم من بعيد ( يوحنا 4 ) كما أبرأ في بركة حسدا مريضا ً منذ 38 سنة ( يوحنا 5 ) ووهب البصر للمولود اعمى ( يوحنا 9 ) واسرع لشفاء غلام قائد المئة ( متى 8 ) لماذا الآن هذا الاهمال المتعمد ؟ إن للرب قصدا ً لكل ما يحدث في حياتنا ، لقد رأى المسيح انه آن الاوان لهذه العائلة المؤمنة أن تنتقل الى مستوى ارفع واقوى من الايمان والى علاقة ً أعمق بشخصه ، فتدرك بأن يسوع محب وحنون سواء لبى الدعوة أم لا ، سواء كان قريبا ً أم بعيدا ً ، سواء تجاوب معنا أم لم يتجاوب . لنا الثقة انه يفعل ما يجب فعله ، لا شك ان الموقف يحتاج الكثير من التدريب ومن النضوج الروحي . مهما حدث في حياتنا من تجارب لنتأكد أن الله يريد خيرنا ، كيف لا وهو الذي احبنا محبة ً لا مثيل لها ، كيف لا وهو الذي تحمل الآلام وموت الصليب لكي يؤمّن لنا خلاصا ً ومستقبلا ً سعيدا ً في السماء . لم يعدنا المسيح يوما ً بالحماية من تجارب الحياة وصعوباتها لكنه وعدنا بحضوره ورفقته لنا وسط هذه التجارب ، كما يقول كاتب المزامير : " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي " ( مزمور 23 : 4 ) . لقد وعدنا بالسلام وسط العاصفة ، هذا السلام الذي يفوقُ كل عقل ٍ والذي يحفظ قلوبنا وافكارنا مطمئنة ً في شخصه . يسمح الله بالتجارب لكي يصل بنا الى هذا النوع من الايمان ، الايمان الذي يرى ما بعد التجربة من بركات ٍ وامجاد ، كما كتب الرسول بولس الى اهل رومية يقول : " ( رومية 8 : 18 ) فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا." ويقول لاهل كورنثوس : " كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ ........ كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ." ( 2 كورنثوس 6 : 10 ) . نعم نحن نملك الايمان والثقة والرجاء . نحن نملك المسيح ، هذا يساعدنا لكي نتخطى كل الصعاب فلا نتكل على شعورنا عندما تحسسنا الظروف ان الله بعيد ٌ عنا ، بل لنتأكد من محبته وقربه لأن كلمتهُ ومواعيده ُ صادقة . تقول كلمة الله في رسالة فيلبي 4 : 5 - 7 " اَلرَّبُّ قَرِيبٌ. لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ . وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ " . |
||||
21 - 09 - 2012, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 1667 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا تأخرت ؟ كثيرا ً ما نصرخ معاتبين ونقول للرب : لماذا تأخرت ؟ كم صليت بدموع ٍ ، وكم طلبت منك بلجاجة ٍ لكي تأتي الي وتخرجني من هذا المكان أو من هذا الظرف أو من هذا المأزق ، لماذا لم تأتي حين دعوتك ، لماذا تأخرت يا رب ؟ هذا ما حدث تماما ً مع الاختين مريم ومرثا أختي لعازر ، لقد تمنتا أن يأتي يسوع اليهما وأخوهما ما يزال على قيد الحياة لكنه حسب الظاهر تأخر ، فهما تؤمنان ان الرب يسوع يستطيع ان يشفي المريض لكن الامنية لم تتحقق فقد مات لعازر وعندما وصل الرب يسوع الى القبر ، كان رجاءهما قد مات والميت قد انتن . لا شك ان مريم ومرثا عاتبتا الرب في داخلهما وقالتا في نفسيهما : يا سيد اين كنت ؟ ألم نستدعيك ونخبرك ان لعازر الذي تحبه مريض ؟ ألم تصلك رسالتنا ؟ أم انك لم تهتم بالامر ، يا سيد لماذا تأخرت هوذا الذي تحبه قد مات ولا ينفع مجيئك المتأخر . لكن المسيح طمأن الاختين طالبا ً منهما أن يؤمنا به فقط . ربما فكرتا وتهامستا قائلتين : ان كل محاولة ٍ لاسعافه ستفشل ، انه لم يمت منذ دقائق أو حتى منذ ساعات لكنه في القبر منذ اربعة ايام ، قد انتن . نحن نؤمن ان المسيح هو ابن الله لكن حالتنا اصبحت مستعصية والرب تأخر جدا ً . هذه القصة تتكرر ، وتتكرر معنا نحن . كثيرا ً ما نكون كالطفل الذي يريد اللعبة في هذه اللحظة ، ويتأخر الرب ، فنفقد كل بهجة ٍ في الحياة ونركز كل حواسنا على ما نحن فيه وعلى ما نريده ونتوقعه ونصلي بكل ما نملك من قوة ٍ طالبين تحقيق رغبتنا في الوقت المناسب لنا وقد يتأخر الرب ثانية ً . فنفشل وربما يصيبنا اليأس ، قد نقبل الامرلكن بمرارة ، ونستسلم لكن على مضض . ثم يأتي الرب يسوع الى المكان الذي قُبرت فيه اشتياقاتنا وتوقعاتنا ويحس بما يجوز في نفوسنا ويبكي معنا فنجري الى حضنه معاتبين : يا سيد لماذا تأخرت ؟ لماذا لم تتدخل في الوقت المناسب ؟ فيجيبنا بمحبة : يا بني انت لا ترى الصورة َ كاملة ً . انت محصور ٌ فقط في حاضرك ترى فقط الجزء المظلم والظلال الباهتة أما انا فارى الصورة كاملة ً بحاضرها ومستقبلها . اراها جميلة ومتكاملة ، أما هذه القتامة فهي أحد مصادر روعتها . اصبر حتى يأتي الوقت الذي فيه تنقشع الغيوم وتسطع الشمس من جديد . يقول لنا الرب : هل تعتقد انني اغلقت اذني َّ عن صلواتك وتضرعاتك ؟ لا يا بني ، لا يا ابنتي انني حسب وعودي اسير معك خطوة ً بعد الاخرى لكن احيانا ً أغلق الابواب واسمح بالتأخير لان توقيتي لم يحن بعد . هل تظن انني تركت يوسف لمؤامرات اخوته او لافتراء زوجة فوطيفار ؟ هل نسيه ساقي الملك ؟ لا ، انني انا الذي رتبت كل هذه الاحداث حتى يأتي الوقت الذي فيه امهد الهضاب واكسّر مغاليق الحديد وافتح الابواب المغلقة في لحظة " فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ " ( اشعياء 60 : 22 ) آمن فقط إن آمنت ترى مجد الله . ان الهنا المحب والامين لا يتركنا فريسة ً للعواطف لكي تطيح بنا يمنة ويسرى وكأنها هي التي تسيّر سفينة حياتنا لكن لنعلم يقينا ً انه هو ورائها يأمرها لتتحرك ويأمرها لتهدأ وفي كلتا الحالتين تطيعه . فلنصلي معا ً قائلين : يا رب افتح أعيننا لنرى الصورة الجميلة التي تراها انت واذا لم نكن لنراها هبنا ان نؤمن بوجودها لانها بالحقيقة هي موجودة ، يا رب اعن ضعف ايماننا وثبت ثقتنا في شخصك حتى لا تزعزعها رياح الحياة لكن تزيدها رسوخا ً وقوة ً ، آمين |
||||
21 - 09 - 2012, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 1668 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من قَسَم َ التاريخ ؟ من هو هذا الرجل الذي غزا تاريخ البشرية فشطره الى شطرين جاعلا ً الانسان يقيس الزمن بما قبل ميلاده وما بعده ؟ هل هذا الرجل هو مجرد نجار ٍ من بلدة الناصرة أم اعظم من ذلك بكثير ؟ لقد أتى الرب يسوع الى ارضنا بمعجزة الميلاد ثم انطلق منها بمعجزة القيامة . هذه الشخصية العجيبة والفريدة التي لعبت دورا ً أساسيا ً في صنع التاريخ تستحق ان تستوقفنا . يقول الكتاب المقدس في انجيل يوحنا عن المسيح : " كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. " ويقول عنه الرسول بولس : " فَإِنَّهُ فِيهِ ( أي في المسيح ) خُلِقَ الْكُلُّ : مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى ،…… ……الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ " ويقول ايضا ً : " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى : اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " ان الرب يسوع فريد ٌ جدا ً في طبيعته لانه وحده ابن الانسان وابن الله معا ً لكي يستطيع ان يصالح الانسان الخاطئ مع الله القدوس . في بشريته نعس في السفينة ونام وفي الوهيته انتهر البحر والريح فصار هدوء عظيم . في بشريته جاع وفي الوهيته اشبع الالاف بخمسة ارغفة وسمكتين وصرّح ان كل من يقبل اليه لا يجوع . في بشريته عطش وسأل السامرية ماء ً لكن في الوهيته قال لها ان من يشرب من الماء الذي يعطيه هو فلن يعطش الى الابد . في بشريته تعب من السفر وفي الوهيته نادى قائلا : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ " . في بشريته جُرب من ابليس وفي الوهيته انتهر الارواح النجسة والشريرة فكانت تخضع لامرته وسلطانه . في بشريته حزن وبكى مع مريم ومرثا لكن في الوهيته وقف امام قبر لعازر وناداه : " لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا فَخَرَجَ الْمَيْتُ." في بشريته تعرض للموت لكن في الوهيته قال : " أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ . مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا ". ماذا يعني لك هذا الشخص العظيم ؟ هل هو مجرد شخصية تعرف الكثير عنها أم لك معها علاقة شخصية ؟ هل تقول ان الرب يسوع هو رب ٌ ومخلص أم تقول ان الرب يسوع هو ربي ومخلصي ؟ إن الشخص الذي يسلم حياته للمسيح بكل ثقة ٍ وايمان لا يرتجف على أعتاب الاعوام ولا يرهب مما يخبأه له الزمان لكنه يعيش بسلام ٍ وأمان متمسكا ً بكلام الله ومواعيده ِ المباركة . تجتاح العالم اليوم موجات ٌ جارفة من الخوف عما سيأتي على المسكونة ، الكل يتسائل بحق : أليس من الممكن أن الذي حدث في آسيا يحدث هنا أو في أي مكان ٍ آخر . هل يخبأ لنا المستقبل ويلات ومفاجئات مرعبة ؟ هل تظن أن أولئك السواح الذين كانوا متمددين على الرمال البيضاء يتمتعون باشعة الشمس وجمال الطبيعة كانوا يتوقعون ما حل بهم ؟ هل خطر ببالهم ان تلك الاوقات الطيبة ستنتهي بمأساة ٍ مرعبة لا مثيل لها ؟ هل ظن أولئك الناس سواء كبارا ً أو صغارا ً أن العمر سينتهي فجأة ً والموت سيحصد الآلاف ؟ حقا ً لا يوجد قوة في العالم بأسره تستطيع أن تقف في وجه الطبيعة الغاضبة سوى قوة من اوجد الطبيعة وخلق الكون ، لذا وقف الرب يسوع وكلم البحر الهائج والمائج قائلا ً له : " اسْكُتْ! اِبْكَمْ . فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ " . ما هو موقفك أزاء المستقبل ؟ هل تعارك الحياة بقوة ساعديك أم تواجهها بقوة الله ومعونته ؟ هل تقوم انت بقيادة حياتك أم سلمت الدفة للقادر على كل شيء فاستسلمت لنعمته ولقيادته الحكيمة ؟ ما أجمل كلمات الترنيمة التي تقول : اجهل ما سوف يأتي في الغد أو بعدهُ فالغد ُ في علم ربي ليس خاف ٍ عنده ُ ليس همي ما يصير ُ من أمور ٍ آتيات همي أن أرضي ربي في الحياة والممات لست أدري ما يكون من حياتي في الغدٍِ أعلم شيئا ً يقينا ً ربي ممسك ٌ يدي أعلم َ الدرب منير ُ أعلم ُ ربي أمين فهو لي خير رفيق ٍ وهو لي خير ُ معين عن قريب ٍ سوف امضي الى موطن الخلود حيث لا الدمع ُ يسيل ُ لا ولا الموت ُ يسود لست أدري ما يكون ُ من حياتي في الغد ٍ أعلم ُ شيئا ً يقينا ً ربي ممسك ٌ يدي |
||||
21 - 09 - 2012, 07:23 PM | رقم المشاركة : ( 1669 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنت تغسل رجلي؟!
أنت تغسل رجلي؟! القديس يوحنا ذهبي الفم "قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة وإتزر بها" (يو 13). لاحظ كيف أظهر الإتضاع ليس فقط بواسطة حقيقة غسله لأقدامهم، بل في نواحي أخرى أيضاً. إذ أنه قام ليس قبل الإتكاء للأكل بل بعد أن جلس الجميع على المائدة. وأيضاً لم يقم بمجرد الغسل بل فعل ذلك بعد أن خلع ثيابه وأتزر بمنشفة. علاوة على ذلك، لم يكتف بذلك بل هو بنفسه ملأ الطشت. لم يطلب من شخص آخر ملئه بل فعل كل هذه الأمور بنفسه، لكي يعلمنا أنه يجب علينا عندما نفعل الخير أن لا نفعل مثل هذه الأشياء بروح الروتين بل بغيرة حماسية. يبدو لي أنه غسل أقدام الخائن أولاً، لأن الإنجيلي قال: "وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ"، ثم أضاف: "فجاء إلى سمعان بطرس فقال له ذاك: أنت تغسل رجلي؟!" يقصد: "أتغسل أنت قدمي بتلك الأيدي التي بها فتحت أعين العميان، بتلك الأيدي التي بها طهرت البرص، بتلك الأيدي التي بها أقمت الموتى؟!". حقاً كان كلام بطرس مُشدداً جداً، لذا لم يحتاج أن يقول أكثر من كلمة "أنت"، لأنها كانت كافية لتحمل كل هذا المعنى. قد يتسائل شخص قائلاً: "لماذا لم يمنع أحد من التلاميذ الآخرين المسيح، لكن بطرس فقط، مع أنه كان تصرف يدل على المحبة والإحترام للسيد المسيح؟ ما السبب في ذلك؟ يبدو لي أنه غسل أقدام الخائن أولاً، ثم جاء بعد ذلك إلى بطرس، ثم تم توجيه بقية التلاميذ بمثال بطرس. من الواضح إذن من قول يوحنا: "فجاء إلى سمعان بطرس"، أنه غسل قدمي شخص آخر قبله. على أية حال، لم يُصرح الأنجيلي ذلك بوضوح، إلا أن كلمة "ابتدأ" تشير لذلك. ومع كون بطرس هو الأول في المرتبة، إلا أنه من المحتمل أن الخائن كان أمامه، وأخذ مكانه قبل القائد على المائدة. أقول هذا لأن تقدمه للأمام قد ظهر أيضاً في وقت لاحق على المائدة، عندما غمس اللقمة مع السيد الرب في الصحفة، وعندما وُبّخ لم يشعر بالندم. في هذا الوقت، بطرس على العكس لكونه وُبخ مرة في بداية العشاء - بالرغم من أنه كان يتكلم بدافع الحب - إتضع جداً لدرجة أنه في خوف ورعدة إحتاج آخر ليسأل عنه السؤال (يا سيد من هو؟ (يو 12: 25))، أما يهوذا فإستمر في وقاحته حتى بعد تحذيره مراراً وتكراراً. عندما جاء المسيح لبطرس، قال له بطرس: "يا سيد، أنت تغسل رجلي؟!" أجابه الرب: "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد". أي يقصد : "أنك ستعرف فيما بعد عظمة الربح الذي ستحصل عليه من هذا التصرف، وكم هو مفيد للتوجيه والإرشاد، وكيف من الممكن أن يقودنا لإنكار الذات بالكامل". ماذا أجاب بطرس؟ لقد عارض الرب قائلاً: "لن تغسل رجلي أبداً". ماذا تفعل يا بطرس؟ ألا تتذكر ما قلته قبل ذلك؟ ألم تقل :"حاشاك يارب لا يكون لك هذا"؟ وألم تسمع الإنتهار: "أذهب عني يا شيطان"؟ (مت 16). ألم تصر بعد حكيماً؟ أما زلت مندفعاً؟ يجيب بطرس: "نعم، لأن ما فعله الرب أخذني بالكامل على حين غرة" ولأن بطرس كان يتصرف من حبه الشديد للرب، تغلب المسيح عليه أيضاً مرة أخرى بالوسيلة نفسها. لذلك كما فعل في المناسبة الأخرى ووبخه بحدة قائلاً "أنت معثرة لي" تصرف الرب نفس الطريقة وقال له: "إن كنت لا أغسلك فليس لك معي نصيب"، وماذا أجابه تلميذه المتحمس والغيور؟ "يا سيد ليس رجلي فقط بل أيضاً يدي ورأسي". لقد كان بطرس عنيفاً في رفضه، وكان مندفعاً بدرجة أكبر في خضوعه وموافقته، وفي كلا الحالتين تصرف بدافع الحب. لماذا حقاً لم يوضح السيد المسيح الغرض الذي من أجله فعل ذلك، لكنه أجاب بتهديد؟ لأن بطرس ما كان سيطيعه. لأنه لو كان الرب قد قال: "إسمح لي أن أغسل قدميك لأنه بهذه الوسيلة سوف أحثك على ممارسة الإتضاع"، لكان بطرس قد تعهد عشرة آلاف مرة بممارسة الإتضاع، حتى يمكنه أن يقنع الرب بالإحجام عن فعل ذلك. وماذا قال السيد الرب؟ لقد قال شيئاً جعل بطرس يخاف ويرتعد، قال أنه سوف ينفصل عنه. إذ أن بطرس هو الذي سأل الرب بشكل متكرر: "يا سيد إلى أين ذاهب"؟ ولهذا السبب أعلن أيضاً: "أني أضع نفسي عنك" (يو 13: 36، 37). لأنه إذا كان بطرس عند سماعه: "لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد" لم يرضخ، فكم يكون الأمر أصعب إذا علم بقصد الرب. لذلك قال المسيح: "ستفهم فيما بعد"، لأنه أدرك أن بطرس لو علم بالقصد في الوقت الحاضر لقاوم الأمر. وبطرس أيضاً لم يقل للرب: "أرشدني حتى أستوعب ما أنت فاعله"، بل على العكس قال شيئاً أكثر حدَّة، ولم يمنح نفسه الفرصة للتعلم، بل أبدى مقاومة مرة ثانية بقوله: "لن تغسل رجلي أبداً". لكن عندما هُددّ، لطّف حالاً من نبرته. والآن ما معنى عبارة :"ستفهم فيما بعد"، "فيما بعد" متى؟ لقد قصد: "عندما ستطرد الشياطين باسمي، عندما تراني صاعداً إلى السموات، عندما تتعلم من الروح القدس أنني جالس عن يمين الآب، حينئذ سوف تفهم ما يحدث". بماذا أجاب السيد المسيح؟ عندما صرَّح بطرس: "يا سيد ليس رجلي فقط بل أيضاً يدي ورأسي"، قال الرب: "الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله، وأنت طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه". إذا كانوا طاهرين فلماذا يغسل أرجلهم؟ لقد فعل ذلك لكي نتعلم السلوك بالإتضاع. لهذا السبب لم يغسل أي عضو آخر من الجسم بل فقط العضو الذي يبدو أقل كرامة من الأعضاء الأخرى. |
||||
21 - 09 - 2012, 07:26 PM | رقم المشاركة : ( 1670 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايليا و عوبديا
فعرفه وخَرَّ على وجهه وقال أَ أَنت هو سيدي إيليا؟ فقال له أنا هو. اذهب وقُل لسيدك هوذا إيليا ( 1مل 18: 7 ،8) لقد كان كل من إيليا وعوبديا مؤمناً بالله، لكن مقابلتهما الواحد للآخر كشفت حالة كل منهما. لم تكن المقابلة مقابلة شركة بين مؤمن ومؤمن، وكيف تكون شركة بين مؤمن ملتصق بالرب ومؤمن ملتصق بملك شرير؟ يحاول عوبديا التهرب من خدمة يرى فيها كل الخطر على نفسه. وهذا واضح من رده على إيليا "ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد آخاب ليُميتني؟". حقاً ما أكبر الفرق بين إيليا وعوبديا. كان عوبديا يتلقى الأوامر من الملك الشرير، أما إيليا فمن الرب، فكان يتحرك وكان يعمل حسب أمر الرب إلهه. نعم كان عوبديا يخشى الرب جداً، لكنه لم يكن يخدم الرب. كان أخآب سيده ومنه يتلقى الأوامر، ففي اللحظة التي التقيا فيها كان عوبديا يبحث عن عشب للخيل والبغال تنفيذاً لأمر سيده الملك. لقد كان عوبديا في مستوى روحي ضعيف، وضعيف للغاية، فأمام إيليا خَرَّ على وجهه وقال أ أنت هو سيدي إيليا؟ وإن دلت هذه العبارة على شيء فإنما تدل على مستوى عوبديا الروحي الضعيف جداً. المراكز العالمية تخلع على الإنسان مجداً عالمياً ولكنها لا تستطيع أن تهبه عظمة روحية. ونحن لا نرى إيليا يعترف بعوبديا كخادم للرب بل كخادم للملك الشرير، فيقول له "اذهب قُل لسيدك هوذا إيليا". وجواب عوبديا كشف بكل وضوح أنه كان يعيش في خوف من الملك، وأنه كان يخشى غضب الملك إذا ما حمل إليه رسالة إيليا "فقال ما هي خطيتي حتى إنك تدفع عبدك ليد آخاب ليُميتني؟". وفي الواقع لم يكن عوبديا في قلق وخوف من الملك فحَسَب، بل كان في حالة أفقدته الثقة في الله. كان يظن أن روح الله سيحمي إيليا من غضب الملك، أما هو فلم يكن له إيمان يضع به نفسه في حماية الرب، ولا شك أن ضميره القلِق هو الذي سلبه هذه الثقة في الله. وعوبديا، إذ لم تكن له ثقة في الله، لم يكن بالتبعية مهيأ لأن يخدم الرب ويحمل رسالة تعرضه للخطر وربما للموت، فنراه يكرر ثلاث مرات هذه الكلمة "يقتلني" فيعتذر عن القيام بالأمر خوفاً من غضب الملك وشره من ناحية، واعتماداً على صلاحه هو من ناحية أخرى (ع12،13). حقاً ما أكبر الفرق بين إيليا وعوبديا. |
||||