18 - 07 - 2024, 09:16 AM | رقم المشاركة : ( 166741 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا كاسيان [كان كبرياء القلب وحده كفيلًا أن يطرح من السماء إلى الأرض بقوة عظيمة هكذا متحلية بسمات قديرة كهذه؛ فإن سقوط (إبليس) العظيم جدًا يلزمنا أن ندرك أي حذر يجب أن نكون عليه نحن المحاطون بضعف الجسد من كل جانب... لقد أنتفخ فظن أنه في غير حاجة إلى العون الإلهي ليستمر في النقاوة التي كان عليها، وظن في نفسه أنه يشبه الله . بهذا حسب أنه غير محتاج إلى أحد، متكلًا على قوة إرادته الذاتية التي بها يقدر أن يمد نفسه بكل ما هو ضروري لتحقيق الفضيلة واستمرارية البركة الكاملة. هذا الفكر وحده هو علة سقوطه الأول]. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 166742 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوحنا كاسيان ["هكذا إذ يعرف الله الخالق طبيب الكل أن الكبرياء هي علة كل الشرور ورأسها لهذا يحرص أن يُشفي الضد بالضد، فما هلك بواسطة الكبرياء يُصلح بواسطة الاتضاع"... يقول واحد: "أصير مثل العلي" [14]، أما الآخر: "إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد... وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (في 2: 6-8). يقول واحد: "أرفع كُرسيِّيَ فوق كواكب الله"، بينما يقول الآخر: "تعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 28). واحد يقول: "أنهاري هي لي وأنا أصنعها" (حز 29: 3) Lxx والآخر: "لست أفعل شيئًا من نفسي لكن الآب الحال في هو يعمل الأعمال" (يو 5: 30، 14: 10)].. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:20 AM | رقم المشاركة : ( 166743 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خراب آشور: 24 قَدْ حَلَفَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: «إِنَّهُ كَمَا قَصَدْتُ يَصِيرُ، وَكَمَا نَوَيْتُ يَثْبُتُ: 25 أَنْ أُحَطِّمَ أَشُّورَ فِي أَرْضِي وَأَدُوسَهُ عَلَى جِبَالِي، فَيَزُولَ عَنْهُمْ نِيرُهُ، وَيَزُولَ عَنْ كَتِفِهِمْ حِمْلُهُ». 26 هذَا هُوَ القَضَاءُ الْمَقْضِيُّ بِهِ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَهذِهِ هِيَ الْيَدُ الْمَمْدُودَةُ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. 27 فَإِنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ قَضَى، فَمَنْ يُبَطِّلُ؟ وَيَدُهُ هِيَ الْمَمْدُودَةُ، فَمَنْ يَرُدُّهَا؟ يذكر النبي ما سيحل بآشور وفلسطين لكي يتأكد السامعون صدق النبوة الخاصة ببابل والتي ستتم بعد حوالي 200 عامًا من إعلانها. لقد تعدى آشور أرض يهوذا بلا مبرر، وجدف على الله، لهذا يسمح له الله بالدخول إلى أرض يهوذا وجبالها بكونها أرض الله وجباله وهناك يُحطمه، في المواضع المقدسة التي انتهكها [24-25]، فتصير آشور مثلًا أمام كل الأمم التي تفكر في الاعتداء [26]. يكشف الله عن خطته في تأديبه للأشرار، ألا وهي أنه يتركهم يُتممون إرادتهم الشريرة بكامل حريتهم، فيجنون ثمر شرهم فسادًا وهلاكًا، كأن الخطية تحمل عقوبتها فيها كما أن الحياة المقدسة في الرب تحمل مجدها داخلها. لهذا قيل: "قد حلف رب الجنود قائلًا: إنه كما قصدتَ يصير وكما نويتَ يثبت" [24]. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:21 AM | رقم المشاركة : ( 166744 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خراب فلسطين: 28 فِي سَنَةِ وَفَاةِ الْمَلِكِ آحَازَ كَانَ هذَا الْوَحْيُ: 29 لاَ تَفْرَحِي يَا جَمِيعَ فِلِسْطِينَ، لأَنَّ الْقَضِيبَ الضَّارِبَكِ انْكَسَرَ، فَإِنَّهُ مِنْ أَصْلِ الْحَيَّةِ يَخْرُجُ أُفْعُوانٌ، وَثَمَرَتُهُ تَكُونُ ثُعْبَانًا مُسِمًّا طَيَّارًا. 30 وَتَرْعَى أَبْكَارُ الْمَسَاكِينِ، وَيَرْبِضُ الْبَائِسُونَ بِالأَمَانِ، وَأُمِيتُ أَصْلَكِ بِالْجُوعِ، فَيَقْتُلُ بَقِيَّتَكِ. 31 وَلْوِلْ أَيُّهَا الْبَابُ. اصْرُخِي أَيَّتُهَا الْمَدِينَةُ. قَدْ ذَابَ جَمِيعُكِ يَا فِلِسْطِينُ، لأَنَّهُ مِنَ الشَّمَالِ يَأْتِي دُخَانٌ، وَلَيْسَ شَاذٌّ فِي جُيُوشِهِ. 32 فَبِمَاذَا يُجَابُ رُسُلُ الأُمَمِ؟ إِنَّ الرَّبَّ أَسَّسَ صِهْيَوْنَ، وَبِهَا يَحْتَمِي بَائِسُو شَعْبِهِ. "في سنة وفاة الملك آحاز كان هذا الوحي: لا تفرحي يا جميع فلسطين لأن القضيب الضار بك انكسر، فإنه من أصل الحية يخرج أفعوان، وثمرته تكون ثعبانًا سامًا طيارًا" [28-20]. كانت فلسطين في ذلك الحين مكونة من عدة إمارات، لهذا يُخاطبها قائلًا: "يا جميع فلسطين". يطلب منها ألا تفرح لأن القضيب الضار بها قد انكسر. يرى البعض أن هذا القضيب هو تغلث فلاسر الذي استولى على مدن فلسطينية، وقد مات قبل آحاز بسنة أو سنتين، فسيخلفه شلمناصَّر وسرجون وسنحاريب وهم أشر منه. يرى غالبية الدارسين أن القضيب المكسور هو عزيا الذي ضرب الفلسطينيين بقسوة ففرحوا بموته (2 أي 26: 6). وأن أصل الحية هو بيت داود حيث يأتي حزقيا الملك الذي ضربهم ضربة أقسى من عزيا جده (2 مل 18: 8)، واستعبدهم. أما الحية الطائرة فهي مثل الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية، ترمز لشخص السيد المسيح المصلوب، الحامل سم خطايانا في جسده ليبيده بموته المحييّ. هكذا ينتقل النبي من خلاص شعب الله من الأعداء البشريين إلى خلاصهم الأبدي من إبليس عدو الخير وذلك خلال الصليب. يعلن النبي أن فلسطين تواجه مجاعة قاسية [30]، وحربًا مدمرة فتتحول مدنهم إلى دخان بينما في النهاية يحمي الرب شعبه ويترفق ببائسيه [32]. الله -في صلاحه- لا يمنع الشر ولا يلزم الأشرار على التوبة، لكنه في النهاية يُتمم خطة خلاصه لمؤمنيه المتكلين عليه، محولًا كل الأمور لبنيانهم. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:22 AM | رقم المشاركة : ( 166745 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وحيّ من جهَة موآب يقدم إشعياء النبي نبوات تخص بعض الأمم المحيطة بيهوذا وإسرائيل تتحقق سريعًا حتى يتأكد الشعب من أمرين: صدق نبوات إشعياء النبي فيما يخص المستقبل البعيد مثل السبي والرجوع منه ومجيء المسيا وأعماله الخلاصية، وأن الله هو إله الأرض كلها، ضابط الكرة الأرضية ومحرك الشعوب. في هذا الأصحاح يبرز النبي تحطيم موآب على يديْ ملك أشور سرحدون أو سنحاريب بطريقة قاضية، الأمر الذي لأجله صرخ قلب النبي مشتاقًا إلى رجوعهم إلى الله وخلاصهم عوض الدمار الذي حلّ بهم بسبب جحد الإيمان. سرعة تحقيق النبوة: "وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مُوآبَ: إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ خَرِبَتْ عَارُ مُوآبَ وَهَلَكَتْ. إِنَّهُ فِي لَيْلَةٍ خَرِبَتْ قِيرُ مُوآبَ وَهَلَكَتْ." [1]. جاء الموآبيون من نسل لوط، لذا فهم يمتّون بصلة قرابة لإسرائيل، سكنوا شرق البحر الميت، وكانت بلادهم تنقسم إلى بلاد موآب وعربات موآب وهذه كانت في وادي الأردن مقابل أريحا. سمح بنو رأوبين للموآبيين بالسكنى في مدنهم وأخذوا عنهم عبادة الإله كموش، كما وجدت علاقات طيبة أحيانًا بين موآب وإسرائيل، فقد تغربت نُعمى هناك ورجعت ومعها راعوث، وعندما قاوم شاول داود أودع الأخير والديه لدى ملك موآب، ومع هذا فقد حمل الموآبيون روح عداوة تجاه إسرائيل ويهوذا، فكثيرًا ما تحالفوا مع الشعوب المجاورة ضدهم. يتنبأ إشعياء النبي عن خراب المدن الكبرى في موآب، وقد تحققت هذه النبوة حرفيًا وبدقة خلال ثلاث سنوات من إعلانها (إش 16: 14)، وقد حلّ الخراب على يديْ ملك آشور فجأة وبطريقة غير متوقعة. "عار": اسم سامي معناه "مدينة"؛ تبعد هذه المدينة حوالي 14 ميلًا جنوبي نهر أرنون (عد 21: 15؛ 22: 36)، سميت أيضًا عروعير (تث 2: 36)، دعاها الإغريق عريوبوليس نسبة إلى إله الحرب "أريس" Ares، ودعاها اليهود "ربة موآب"، وهي خربة الربة. "قير" اسم سامي معناه "سور" أو "مدينة ذات أسوار"، تبعد حوالي أحد عشر ميلًا شرقي الجزء الجنوبي من البحر الميت، موضعها اليوم مدينة كرك في الأردن. هلكت المدينتان عار وقير في ليلة واحدة، وليس في يوم واحد أو نهار واحد. فإنه إذ يغيب شمس البر عن النفس البشرية التي تشبه مدينة عظيمة مسوّرة، يحل بها ظلام الشر والجهل وتفقد كل ما تعبته لسنوات طويلة ليحل بها الخراب. لذلك يقول القديس بولس: "جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة، فلا ننم إذًا كالباقين بل لنسهر ونصح، لأن الذين ينامون فبالليل ينامون، والذين يسكرون فبالليل يسكرون" (1 تس 5: 5-6). * من يشبه ذاك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء، تحيطه هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية، أما الشرير فكابن للظلمة يسلك، إنه يقف في ضياء النهار، ومع أن النور يكسوه من الخارج لكن الظلمة تكتنفه من الداخل. أيها الأحباء، ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون، لأن من لا يسهر بالبر، فسهره لا يُحسب له! القديس مار أفرام السرياني القديس غريغوريوس النيسي |
||||
18 - 07 - 2024, 09:23 AM | رقم المشاركة : ( 166746 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* من يشبه ذاك الواحد الجلي الذي يسهر ويصلي في الخفاء، تحيطه هالة من النور الخفي وسط الظلمة الخارجية، أما الشرير فكابن للظلمة يسلك، إنه يقف في ضياء النهار، ومع أن النور يكسوه من الخارج لكن الظلمة تكتنفه من الداخل. أيها الأحباء، ليتنا لا ننخدع بأننا ساهرون، لأن من لا يسهر بالبر، فسهره لا يُحسب له! القديس مار أفرام السرياني |
||||
18 - 07 - 2024, 09:25 AM | رقم المشاركة : ( 166747 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* إذ يترك الإنسان (محبة) العالم المظلم يصبح نقيًا طاهرًا بعمل الروح وبالتصاقه بالنقاء الحقيقي... فتشع النفس ضوءًا وتصير هي نفسها نورًا كوعد الرب (مت 13: 43). القديس غريغوريوس النيسي |
||||
18 - 07 - 2024, 09:36 AM | رقم المشاركة : ( 166748 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم في البشارة ولقد حَسُن لدى أبي النعم أن يسبق التجسد رضى هذه الأم المختارة، حتى أنه كما ساهمت امرأةٌ في عمل الموت، تساهم أيضاً امرأةٌ في الحياة. وهذا ما يَصحُّ بنوعٍ عجيب في أم يسوع التي أعطت العالم الحياة، حياةً منها تجدَّدَ كلُّ شيء، وقد حَباها الله نِعماً على مستوى مهمة عظمى كهذه. وبالتالي فليس من الغرابة بأمر، أن تكون راسخةٌ العادةُ المتَّبَعة عند الآباء القديسين أن يَدعوا أمَّ الله كليَّة القداسة وبريئةً من كلِّ دنسِ الخطيئة، وكأنَّ الروح القدس قد جَبَلَها وجعل منها خليقة جديدة. وقد زهت عذراء الناصرة، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، بقداسةٍ وهّاجة وفريدة جداً، فحيَّاها ملاك البشارة المنتدب من الله ممتلئةً نعمة (لو 1، 28). فأجابت البشير السماوي، “هاءنذا أمةُ الربِّ، فليكن لي حسب قولك” (لو 1، 38). وهكذا قد أعربت مريم، بنت آدم، عن قبولها كلمة الله، فأصبحت بذلك أم يسوع وقد تجاوبت بملء رضاها وإرادة الله الخلاصية دون أن تُعيقها أيةُ وصمةِ خطيئةٍ، بتقديم ذاتها كلياً أمةً للربِّ لشخصِ ابنها وعمله، لتُسهِم معه وتحت أمره في سرِّ الخلاص وذلك بنعمة الله القدير. وهكذا يَعتبر الآباء القديسون بحقٍّ أنَّ مريم لم تسهم في خلاص البشر كأداةٍ سلبية بين يدي الله فقط، وإنّما بحرَّيةِ إيمانها وطاعتها. وبالفعل هي نفسها بطاعتها، على حسب قول القديس إيريناوس “قد غدت سبب خلاصٍ لِذاتها وللجنس البشري بأجمعه” ولقد عبَّرَ عن ذلك معه وبرضى عددٌ غفيرٌ من آباءِ الكنيسة الأولين في مواعظهم إذ قالوا، “إن العقدة التي سبَّبَها عصيان حواء، حُلَّت بطاعةِ مريم؛ وما ربطته العذراء حواء بقلَّة إيمانها، حلَّته مريم العذراء بإيمانها”، وبمقارنتهم مريم بحواء، يسمون مريم “أمَّ الأحياء” ويصرِّحون مِراراً “على يد حواء كان الموت، وبمريم كانت الحياة”. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:39 AM | رقم المشاركة : ( 166749 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العذراء القديسة وطفولة يسوع إنَّ الاتحاد الذي يربط الأم بابنها في عمل الخلاص لظاهرٌ منذُ ساعة الحَمْل البتولي بيسوع حتى موته، ويبدو أول ما يبدو ساعةَ ذهبت مريم مسرعةً لتزورَ أليصابات؛ فحَيَّتها هذه بالمباركة التي آمنت بالخلاص الموعود به، في حين ارتكض السابق في أحشاء أمه (لو 1، 41 – 45) ثم في الميلاد عندما أرت أم الله بفرحٍ إلى الرعاة والمجوس، ابنها البكر الذي كانت ولادته تكريساً لبتوليَّتها الكاملة وليس فقداناً لها، وأيضاً في الهيكل بعدما قدَّمت ذبيحةَ الفقراء، إذ قرَّبَت ابنها للربِّ؛ فسمعت سمعان يتنبأ في الوقت عينه، أن الابن سيكون علامةَ خلافٍ، وإنَّ نفسَ الأمِّ سيَنفذ فيها سيفٌ، وهكذا ستظهر أفكارُ الكثيرين (لو 2، 34- 35). أمَّا وقد ضاعَ الطفل يسوع ففتش عنه والداه حزينين، ووجداه في الهيكل منشغلاً بأعمالِ والده، لكنّهما لَمْ يفهما كلمة الصبي. أمّا أمه فكانت تحفظ كل هذا في قلبها وتتأمل فيه (لو 2، 41– 51). العذراء القديسة في حياة يسوع العامة في حياة يسوع العامَّة تظهر أمُّه بكل وضوحٍ منذ البدء عندما حصلت بشفاعتها، وقد حرَّكَتها الشفقة، على أن يبدأ يسوع المسيح عجائبه في عرس قانا الجليل (يو 2، 1- 11). وطيلة كرازة يسوع قَبِلَت الكلام الذي به وَضَعَ الابنُ الملكوتَ فوق كلِّ اعتباراتِ وعلاقاتِ اللحم والدم، وذلك عندما أعطى الطوبى للذين يسمعونَ كلمةَ الله ويحفظونها (را. مر 3، 35؛ لو 11، 27- 28)، كما كانت تعملُ هي بكلِّ أمانةٍ (لو 2، 19 و51). هكذا تقدَّمَت العذراء مريم في غُربة الإيمان مُحافظةً بكلِّ أمانةٍ على الاتحاد مع ابنها حتى الصليب حيث كانت واقفة (يو 19، 25) -ولم يكن ذلك بدون تصميمٍ إلهي- تتألَّم بقوّةٍ مع ابنها الوحيد، مشتركةً بقلبها الأمومي في ذبيحته، معطيةً إلى تقدمة الذبيح، المولودِ من لحمها، رِضى حبِّها، إلى أن يُعطيها يسوع المسيح بالذات، المُنازع على الصليب، إلى تلميذه أُمَّاً له بهذه الكلمات “يا امرأة هذا ابنك” (يو 19، 26– 27). العذراء القديسة بعد الصعود ولكنَّ الله الذي أراد ألا يظهر سرَّ خلاص البشر بجلاءٍ إلا في الساعة التي يُرسل الروح الذي وَعَدَ به المسيح، نرى الرسلَ قبل يوم العنصرة “مثابرين بقلبٍ واحدٍ على الصلاة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته” (رسل 1، 14). ونرى مريم تطلب هي بصلواتِها عطيَّةَ الروح الذي كان حلَّ عليها يومَ البشارة. أخيراً إنَّ العذراء البريئة وقد وقاها الله من كلِّ دنسِ الخطيئةِ الأصلية، بعد أن كَمَّلت مجرى حياتها الزمنية، صَعِدت بالنفس والجسد إلى مجدِ السماء، وعظَّمها الرب كملكةَ العالمين حتى تكون أكثرَ مشابهة لابنها ربِّ الأرباب (رؤ 19، 16) المنتصر على الخطيئة والموت. |
||||
18 - 07 - 2024, 09:43 AM | رقم المشاركة : ( 166750 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم أمة الرب والمسيح الوسيط الأوحد إنَّ وسيطَنا وحيدٌ وفقاً لكلمات الرسول القائل، “لأنَّ الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، الإنسان، المسيح يسوع، الذي بَذل نفسه فداءً عن الجميع” (1 طيم 2، 5- 6). لكنَّ دورَ مريم الأمومي نحو البشر لا يَحجُب ولا يُنقِص بشيءٍ وساطة المسيحِ الوحيدة هذه بل يُظهر قوَّتَها. لأنَّ كلَّ تأثيرٍ خلاصيٍّ للطوباويةِ مريم في خلاص البشر، لا يُولد عن حتميَّةٍ ما، بل يَنبع عن رضى الله ويَصدر عن فيضِ استحقاقات المسيح. إنه يرتكز على وساطته، ويتعلق بها تماماً، ويستمدُّ كلَّ قوته منها؛ ولا يعيق اتحاد المؤمنين المباشر مع المسيح بطريقةٍ ما، بل بالعكس يعززه. |
||||