18 - 07 - 2024, 06:08 AM | رقم المشاركة : ( 166671 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون مارون و نيقولاوس الكورنثي و اوكسينتيوس وداميان و ابرام نيقولاوس الكورنثي القديس الشهيد التحق بأحد التجار، خادمًا، في سن الثانية عشرة. تزوج وأنجب، سلك بمخافة الله. أصاب، في عمله نجاحًا. بعض الاتراك حسدوه. اتهموه بأنه أهان نبيّهم محمد. أوقف أمام القاضي فاعترف بالمسيح بجرأة. أُسلم للجلد وأُلقي في السجن مدمّى. أخرجوه الى الشارع مقيّدًا بسلاسل ثقيلة. أحرقوه قليلاً قليلا ثم قطعوا رأسه. أحد المسيحيين اشترى جسده وهو اليوم في دير التجلي في الميتيورة (اليونان). كان تاريخ استشهاده في الرابع عشر من شباط من العام 1554 الميلادي. وهو نفس اليوم الذي تُعيد له فيه الكنيسة. فبشفاعة شهيدك نيقولاوس أيها المسيح إلهنا ارحمنا وخلصنا. آمين |
||||
18 - 07 - 2024, 06:16 AM | رقم المشاركة : ( 166672 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة القديس الشهيد ولد ونشأ في قرية اسمها بخعا، وهي من قرى الشام لأبوين مؤمنين تقيين. وكان استشهاده في مدينة دمشق في القرن الخامس عشر. فقد دخل الى دمشق مرة معتمرا عمامة بيضاء متسترا لئلا يصادفه حنفاء مسلمون فينالون منه. وشاء التدبير الإلهي أن يلتقيه بعض ّهؤلاء. فلما وقعت عيونهم عليه ارتابوا في أمره فتقدّموا منه وسألوه قائلين: متى آمنت يا هذا؟! فأجابهم: أنا مؤمن من أمس وقبل أمس. فظنوا أنه يعني الإيمان بدينهم، فتركوه ومضوا مستبشرين. وبعد قليل رأوه من جديد، فاذا به أمام عيونهم وقد نزع العمامة عن رأسه وتزيّا بزيّ المسيحيين. فقبضوا عليه وأشهروا قائلين: ألم تقل لنا أنك آمنت؟! فقال: بلى، أنا مؤمن بسيّدي وإلهي يسوع المسيح. فاغتاظوا منه أشدّ الغيظ وتعالت أصواتهم واجتمع عليه قوم كثيرون، فجعلوا يضربونه على رأسه وعلى فمه. ثم اقتادوه مسحوبا على الأرض الى الوالي وقضاة المدينة، ولما بلغوهم أخبروهم بما كان من أمره. فاستجوبه هؤلاء، فجاهر لديهم بإيمانه بالرب يسوع المسيح سيّدا وربا وإلها من غير تردّد. وقد عجب الناظرون في تلك الساعة القاسية المخوفة، على ما روى كاتب سيرته، لِما بدر من قوة عزمه وصلابة إرادته وحسن مجاهرته بالإيمان بربّه بحيث لم يؤثر فيه لا الوعيد ولا التهديد ولا التعذيب. ثم انهم طرحوه في السجن. وعادوا بعد أيام فأوقفوه أمام المجلس وسألوه عن معتقده. فأجابهم بما خاطبهم به بدءاً وبالثقة عينها. فحاولوا استمالته بالحسنى والملاطفة فخابوا. ولبث هو يشيد باسم المسيح السيّد، له المجد، بلا تردّد ولا وجل. فلما رأوه صامدا لا يتزحزح وثابتا لا يلين، لا بتأثير وعد ولا بإزاء وعيد، أمروا به فطرحه رجال على الأرض وجعلوا يضربونه كثيرا بالعصي ضربا لا هوادة فيه، ثم ردّوه الى سجنه. وكان هو فرحا بالروح يشكر الله على حسبانه مستأهلاً للضرب والمهانة من أجل اسمه القدوس. كما جعل يبتهل الى ربّه أن يؤهله لقبول الشهادة باسمه، فلم يخيّبه. فلقد أظهر الرب الإله عبده صحيحاً معافى من أثر الضرب، كما قوّاه وأعانه على احتمال الآلام. ولم يلبث الشيطان أن حرك معذّبيه عليه من جديد فاستحضروه. فلما أتوا به طرحوه أرضاً وانهالوا عليه ضرباً مضاعفاً. ويبدو أنهم بالغوا في تعذيبه حتى لم يبق لقدميه جلد ولم يعد بإمكانه أن ينتصب البتة. بعد ذلك رفعوه وطرحوه في السجن. ولم يمضِ عليه وقت طويل حتى أسلم روحه المغبوطة بين يدي سيده فحظي بإكليل الشهادة. كان قد مضى عليه في هذه الحال عامان كاملان. وكان استشهاده في الثامن من تشرين الثاني عام 1470 او 1471ميلادي. أُخذت هذه السيرة من كتاب “القديسون المنسيون في التراث الانطاكي” الذي جمع فيه الارشمندريت توما (بيطار) سيَر القديسين الذين لا نجد لهم عيداً في التقويم. |
||||
18 - 07 - 2024, 06:21 AM | رقم المشاركة : ( 166673 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نيقولا كاباسيلاس القديس البار |
||||
18 - 07 - 2024, 06:22 AM | رقم المشاركة : ( 166674 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نيقولا كاباسيلاس القديس البار في العشرين من حزيران تعيد كنيسة القسطنطينية للقديس نيقولا كاباسيلاس. لا نعرف الا القليل عن حياته، فقد ولد في مدينة تسالونيكي عام 1322. تعليمه المسيحي اخذه على يد المتروبوليت دوروثيوس فلاتيوس -متروبوليت تسالونيكي من عام 1371 الى 1379، وأسس دير “الضابط الكل” وهو لا يزال موجوداً الى يومنا هذا ويعرف بدير “فلاتادون”-. دخل مدرسة الفلسفة في القسطنطينية وبرع في فن الخطابة والكتابة، حتى ان بعض النقاد المعاصرين يعتبرون كتاباته تضاهي كتابات اليونانيين القدماء من جهة اللغة والبلاغة. كان القديس نيقولا احد اعوان الامبراطور يوحنا السادس. تقول بعض المصادر بأن قديسنا دعي ليكون خلفاً لخاله نيلوس كاباسيلاس متربوليت تسالونيكي (1361-1363)، الا أنه بقي علمانياً. وهذا دليل على اهمية دور العلماني في الكنيسة. فالقداسة والمعرفة اللاهوتية ليست حكراً على الاكليروس. عاش القديس نيقولا في أزمنة سادها صراع سياسي وجدل لاهوتي، ففي ايامه برزت مسألة الهدوئيين التي دافع عنها. وضع كاباسيلاس العديد من المؤلفات والعظات، الا ان شهرته تعود الى عملين هامين هما: 1. “الحياة في المسيح”، عربه البطريرك الياس الرابع وصدر عن منشورات النور. 2. “تفسير القداس الإلهي”، عربه الاب منيف (حمصي) وصدر عن منشورات معهد القديس يوحنا الدمشقي. في كتابه “الحياة في المسيح” يشدد القديس نيقولا على ثلاث حقائق: * المعمودية التي هي الولادة وبداية الحياة في المسيح لارواحنا. وتتلخص ب” محو الخطيئة، مصالحة الانسان مع الله، سكنى الله في الانسان، فتح اعين النفس بالاشعة الإلهية، تهيئة كل شيء للعالم الآتي…”. *المسحة وهي تعطي المسيحيين على مدى الزمان المواهب النافعة للنفوس والتقوى والابتهالات والمحبة والنقاوة… وتعطي ايضا روح حكمة، روح فهم، روح مشورة، روح قوة، روح تقوى. مواهب عديدة توهب لمن يقبل هذه النعمة. * سر الشكر وبه نحظى بالاشتراك الدائم مع الله. وبه نقدم عبادة حقيقية مرضية، ونصبح أبناء الله وأقرباء المسيح عندما نشترك في العشاء الروحي… وفي كل هذه تلعب الارادة البشرية دورها في الحياة الجديدة وعليها يتوقف تقرير نوعيتها، ،فالاختيار من خصائصها وذلك بالحرية التي منحها اياها الرب احتراماً لمّا خلقه حراً مختاراً. |
||||
18 - 07 - 2024, 06:34 AM | رقم المشاركة : ( 166675 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقولا خشّه القديس الشهيد في الكهنة ولد نقولا خشّه في مدينة دمشق في 31 آب سنة 1856م من أبوين تقيين هما يوسف خشّه ومريم مقبعة. تلقّى العلم في المدرسة الآسية البطريركية. انضم الى الجمعية الأرثوذكسية الوطنية الساعية الى تعريب الكرسي الأنطاكي فكان أحد أبرز العاملين فيها. وقد عانى، من جرّاء ذلك، السجن والمضايقة والملاحقة. تعاطى تجارة الحرير. ولما عطلت مطاردة البوليس له، في دمشق، عمله انتقل الى مصر ولازمها ثمانية أشهر. إثر انتخاب السيد ملاتيوس الدوماني بطريركاً سنة 1899م اتجهت أنظار رعية دمشق صوب نقولا خشّه فسيم شماساً لها في 25 آذار سنة 1900 وكاهناً، بعد ما يزيد قليلاً على الشهرين، في 3 حزيران. نطاق خدمته خدم الخوري نقولا رعية دمشق “بكل ما أوتي من همّة وحكمة واختبار” (1). أدار جمعية القدّيس يوحنا الدمشقي مدة طويلة واهتم بمدرستها الليلية والنهارية في القصّاع وكذلك بغرف المطالعة التابعة لها. يذكر أنه كانت للجمعية يومذاك مكتبة خاصة تذخر بالمخطوطات القيّمة والمطبوعات الفريدة في شتى اللغات (2). جعله البطريرك ملاتيوس ملاحقاً لأعمال البطريركية في الدوائر الرسمية، ووكيلاً عنه خلال زيارته التفقدية لبعض نواحي وأبرشيات الكرسي الأنطاكي كزحلة وبيروت وجبل لبنان واللاذقية وأنطاكية والاسكندرونة. تولّى وكالة دير صيدنايا البطريركي مدة من الزمن وتعب في ضبط حساباته وتحسين أوقافه. اعتاد البطريرك ملاتيوس إيفاده لمعالجة إشكالات وأزمات رعائية مختلفة كانت تطرأ، بين الحين والآخر، في بقاع شتى من أرجاء الكرسي الأنطاكي كحلب وحاصبيا ودير عطية ويبرود. الخوري نقولا، في هذا الإطار، كان “محبوباً جداً، حائزاً على اعتبار عظيم وفضّاضاً للمشاكل” (3). سنة 1908، أوفده البطريرك غريغوريوس الرابع وكيلاً بطريركياً عنه في أبرشية كيليكيا بعد استعفاء المثلث الرحمات السيد الكسندروس طحّان. كان للخوري نقولا في مرسين دور بارز في تهدئة الخواطر والدفاع عن مصالح بعض الطوائف المسيحية، غير الأرثوذكسية، إثر المذابح التي وقعت في الولاية. سعى الخوري نقولا، في مرسين، لإصلاح الأوقاف وكنيسة رؤساء الملائكة. كما أعاد فتح مدرستين فيها، احداها للصبيان والأخرى للبنات. اهتمّ بإنشاء جمعية لمساعدة الفقراء وأخرى للعناية بمدرسة البنات. كما عزّز المجلس الملّي. وكانت له حظوة لدى متصرف مرسين لاستقامته وغيرته ودماثته. ولما وقعت الحرب العالمية الأولى كان له دوره في احتضان العائلات المحتاجة والتوسط لأجل المظلومين وتسهيل أمور الرعية لدى السلطات الرسمية. مناقبه وفضائله هكذا وصفه ولده، الشهيد في الكهنة حبيب (4). قال: “كان رحمه الله كريم الأخلاق مضيافاً بشوشاً ذا إرادة حديدية وحكمة وثبات وانعطاف على المظلوم. من فطرته تضحية كل ما كان بإمكانه لمساعدة الضعيف من أي مذهب وجنس. ولا ينسى لطفه وعنايته وجهاء بيروت والشام الذين كانوا مدة الحرب منفيين في مرسين. وكان لا يهاب ملامة ولا يهمه حظوة في سبيل الحق. واكليروس الكرسي الأنطاكي كلهم يعرفونه حق المعرفة وكانوا يحترمون آراءه ونفوذه وإخلاصه ويقدّرون خدماته. غيوراً على الدين والعلم، كثير المطالعة، كثير الاختلاط بجميع طبقات الناس. ينال مراده بأحسن أسلوب. يصلح بين فريقين وينال محبة كليهما. يعرف كيف يتصرّف مع كل إنسان حسب مداركه ومقامه. وكان ذا نفوذ ومنزلة كبرى عند أولي الأمر وأصحاب الجاه والمراكز الرفيعة، يعرف كيف يعاملهم وينجز الأشغال المتعلقة بهم. وبالإجمال كان رجلاً اجتماعياً وخادماً للشعب بكل معنى الكلمة” (حبيب خشّه، ذكرى شهيد، 1920، ص7). وكان الخوري نقولا الى ذلك، خطيباً جريئاً وواعظاً مفوّهاً. وقد بقيت رعية دمشق تذكر مواعظه المرتجلة في الكنيسة المريمية، بعد استشهاده بزمان. قال عنه السيّد أثناسيوس عطا الله، مطران حمص وتوابعها بعد استشهاده: ” أذكر طلاقة لسانه واسترساله في الوعظ والتفسير مما يذكرنا بالذهبي الفم” (5). استشهاده جاء في خبر استشهاد الخوري نقولا أن رجلاً من أهل مرسين اسمه جرجي، من أبناء الرعية الأرثوذكسية فيها، اضطرته الفاقة والعوز الى الانتقال الى جزيرة قبرص. وهناك اتصل بالقنصل الإنكليزي في مرسين، المدعو الخواجا أبيلا، فكلّفه هذا الأخير بنقل رسائل الى عدد من الأشخاص المعروفين في مرسين لقاء مبلغ من المال. حمل جرجي الرسائل وعاد بها الى بلده. ولكن قبل أن يعمل على توزيعها على أصحابها خطر بباله أن يستشير الخوري نقولا، فلما عرض عليه الأمر وبّخه ومنعه من تنفيذ مهمّته، ثم أخذ الرسائل منه وأتلفها وكتم خبرها. لكن جرجي ما لبث، حباً بالمال، أن تحرّك باتجاه قبرص من جديد فألقى الأتراك القبض عليه. ولما أخضعه القومندان بهاء الدين، المشهور بعدائه للمسيحيين، للتعذيب اعترف أنه اتصل بالخوري نقولا. فجيء بالخوري وبعدد من وجهاء الطائفة وسلّموا للتحقيق. غرض بهاء الدين، منذ البداية، كان انتزاع اعتراف المقبوض عليهم باعتبارهم متّهمين بالعمالة لا فرق أأبرياء كانوا أم مذنبين. يقول أحد الرواة أن القومندان كان يصدر الى هيئة التحقيق “الأمر تلو الأمر بأن تنزل في المتهمين أفظع ما يمكن أن يخترعه العقل البشري من وسائل التعذيب ليجيء قرارهم على ما يوافق رغبته الخبيثة من وقوع التهمة على الأبرياء بجرم خيانة الوطن والتمتّع بلذّة الانتقام” (6). وبعد أن ضاقت بأكثر المتهمين فسحة تحمّل فنون التعذيب وقّعوا مرغمين على اعتراف بالعمالة والخيانة. أما الخوري نقولا فلم يثنه عن عزمه لا جوع ولا ألم ولم يبال بالسياط ولا بقلع الأظافر وتكسير الأضلاع. احتمل بمنتهى الجلد فظاظة حارس ضخم قضى الليل بطوله يرتمي بجثته الضخمة على الصدر النحيف للخوري نقولا. لم ينبس ببنت شفة ولا ذكر أياً من أسماء الذين كانت الرسائل موجّهة اليهم لئلا يعرّض أحداً منهم للأذى. عزاؤه في عذابه كان بتلاوة فصول من الكتاب المقدّس. ولم يزل الجلاّدون يشبعون الخوري نقولا ضرباً وتهشيماً حتى حطّموا جمجمته فقضى نحبه شهيداً للمسيح، غيوراً على ما لله وما لشعب الله. كان ذلك في الثاني من شهر آب من السنة الميلادية 1917. شهادات أهل زمانه فيه (7) * في رسالة للبطريرك غريغوريوس الرابع وجّهها، في 17 تشرين الثاني سنة 1918، الى عائلة الشهيد في مصر، جاء ما يلي: “تمسّك بالأمانة واستودع نفسه بيد خالقه متيقناً أنه ينال إكليل الحياة في مجد القدّيسين الأبدي” (ص14). * وقال عنه السيّد أثناسيوس عطا الله، مطران حمص وتوابعها: “لا تمر في مخيّلتي صورة الشهيد في الكهنة المثلث الرحمات الخوري نقولا خشّه حتى أذكر لأول وهلة وقفة العبد الصالح الأمين الذي أحسن الجهاد في مدة تجنّده وهو ينتظر كلمة مولاه الأخيرة… هنالك في تلك الساعة الرهيبة… تبرز تلك الكلمة العذبة… معلنة أن العدل الإلهي قد قدر له خدماته حق قدرها وهو يكافئه عما فعل…” (ص14). * وقال عنه السيد جراسيموس مسرّة، مطران بيروت وتوابعها: “… عرفناه عامياً فإكليريكياً وكان في كلتا الحالتين مثال البر والصلاح وقدوة في السيرة الفاضلة ونموذجاً في الأعمال الحسنة وأباً حقيقيا لأولاده الروحيين… قضى نحبه تحت أشد الظلم… فكان موته موت استشهاد يذكره أبناء الكنيسة بالمديح ويكتبه له الباري في صحيفة الأبناء المخلصين في سفر الحياة…” (ص16). * وقال عنه السيد الكسندروس طحّان، مطران طرابلس وتوابعها: “…في عصر تهافت فيه الناس على اختراع أساليب الحيلة للنجاة من الموت… نرى صورة مخشعة تتجلى فيها أمامنا نفس الخوري نقولا خشّه تجود بجسدها الخائر القوى من تعذيب المعذّبين وقلة القوت لتخلص آخرين. هذه صورة… لامعة للصورة العظيمة التي رآها العالم يوماً ما في الجلجلة يوم صلب فادي العالم لخلاص البشر… سأذكر اسمك مثالاً للرعاة الأمناء على رعيّتهم وأورد ذكرك وعملك كلما ذكرت خدمتك في مرسين البلد الذي خدمت نفوس رعيتك فيه خدمة الأمين ومتّ من أجلهم موت الأبطال لتخلص الغير” (ص 16 – 17). * وقد رثاه السيد ايليا ديب مطران صور وصيدا وتوابعهما بقصيدة طويلة هذا بعض أبياتها (ص 21 – 22): سديد الرأي مقداماً جريئ شديد الحزم بين العاملين رشيداً في مناحيه مفيد مجيداً في مآتيه رصين فكم جبرت عنايته كسير وكم عزّت مواعظه حزين وكم آوت بشاشته غريب وكم شملت رعايته سجين وكم أحيا ليالي ساهرات ليجلي عن ذوي البؤس الشجون ولست مبالغاً في وصف خلّ أقرت بأنس طلعته العيون بأبناء الكنيسة هام حب لذا في عشقه هام البنون فأعلاه الفضا منه سنام وأركبه الهوا منه متون وتوّجه العلي بتاج فخر وكلّل بالسنا منه الجبين وألبسه فضائله رداء منيراً أسوة بالنيّرين وها هو يسمع التبريك منهم وينشد مع صفوف المنشدين * وقال عنه السيد روفائيل نمر، مطران حلب واسكندرونة وتوابعهما: “… كان ممن تاجروا بوزناتهم فربحت أضعافاً… مات شهيداً بيد الجور والظلم يكلله الوفاء… فذكّرتنا أعماله… بجهاد الشهداء والأبرار…” (ص23). * ومن قصيدة رثاه بها الخوري برناردس نحاس مدبّر الرهبنة الباسيلية الحلبية (الملكية الكاثوليكية) نقتطف الأبيات التالية (ص 24 – 25): اذا قدّر الرحمن موت امرىء فما لنا غير إذعان لرب البريّة ولكن من لم يجن يوماً جناية فكيف به إن مات أصعب ميتة كمن قد مضى والنور كلّل رأسه وسار به جند العلاء بغبطة هو الأب نيقولا الذي عمّ ما جرى به من ضروب الجور كل البسيطة لقد عاش وألا للعفاة وقد قضى شهيداً حميد الذكر سامي الفضيلة سقى الله أرضاً حل فيها رفاته سحاب الرضا والعفو عن كل هفوة * وكتبت عنه السيدة روزا توفيق اسكندر من هليوبوليس في مصر تقول: “…طوباكم يا أبانا الحنون لصبركم على ما قاسيتموه. طوبى لغيرتكم وحكمتكم وتفانيكم… طوبى لرأفتكم بالقاصر والفقير… ان ذكركم الكريم… في سبيل مساعدة الضعيف لا تمحوه الأيّام من قلب كل من عرفكم” (ص26). * وكتب فيه من القاهرة سيرافيم أفندي كسّاب الذي عرفه قبل استشهاده بسنوات في دمشق، فقال: “… عرفته نقيّاً تقيّاً غير متعصب ورعاً عاملاً مخلصاً سباقاً الى المكرمات واعظاً مؤثراً وخطيباً متدفّق اللسان عذب المنطق ظريف العشرة بشوش الوجه ولكنه عصبي المزاج… فكان يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت غير هيّاب ولا وجل… أما حياته البيتية فكانت مثالاً يحتذى… فهل… توحي الى نفوسنا… وضع مثالك أمام عيوننا حتى نقوى على اجتياز هذه المخاضة الملأى بالأخطار؟!… ولربما كلامك غير الملفوظ بكلمات يسمع أوقع في النفوس من كلامك المسموع!…” (ص 29 – 30). * ورثاه عيسى اسكندر المعلوف بأبيات منها (ص 30 – 31): يعز عليّ أن تقضي شهيد وفي مرسين عن وطن بعيد وأن يجنى عليك بغير ذنب وقد أحموا لمقتلك الحديد فذقت الموت ألواناً بصبر عجيب قد أراك الموت عيد نظيرك معشر الأبرار كانو وقد سفكوا دماءهم صديد فنلت منالهم إكليل مجد وكنت بجنّة الأخرى سعيدا كما رثاه نجيب اللاذقاني من بيروت بأبيات منها (ص32): أبعدوا الخوري نقولا عنوة وجنود خانة تتبعه ضربوه بعصي بعد أن أثخنوه ووهت أضلعه قتلوه صابراً مستسلم للردى والموت لا يفزعه وأذاعوا أنه قد مات من علّة قلبية توجعه أيها الكاهن طوباك فقد نلت إكليلا سما موضعه * وتحدثت جريدة الحوادث بطرابلس الشام (عدد 343، تاريخ 22 تموز سنة 1919) عن الخوري الشهيد نقولا خشّه فاعتبرته “ذلك الذبيح الذي آثر الموت على خرق حرمة الواجب… في سبيل افتداء المئات من أبنائه”. ولاحظت أن “أعظم دليل على فضل هذا الكاهن الشهيد إجماع الكل على محبته وتقدير فضله”. ثم خاطبته بقولها: “لقد عشت عيشة العاملين الأبرار ومتّ ميتة الشهداء الأخيار فذكر هذه الشهادة لا يمحوه كرور الأدهار” (ص 33 – 34). * وفي رسالة كتبها المعلم حنا ياسمين في مرسين جاء ما يلي: “… رأيته وكنت بمعيّته أيام حصول المذبحة بولاية اطنه فكان يطوف ليل نهار في شوارع مرسين مسكّناً قلق الأهالي. ولقد دعاني أن أطوف معه أكثر من مرة في الليل لهذا الغرض… كان يحسن لكل إنسان لا فرق عنده من أي ملّة كان… كان ليّن الجانب… يقابل الكبير والصغير بالإحترام وبتواضع… كان كل من رآه يحبّه… وكثيراً ما كنت أصحبه لقضاء بعض الأشغال فأعجز من كثرة وقوفه بالطريق مع من يصادفهم من الأهالي… كان إنساناً بكل معنى الكلمة…” (ص 36 – 37). * وكتبت “فتاة مرسين” التي كانت تلميذة في المدرسة التي انشأها الخوري نقولا هناك، أقول كتبت مقالاً بعنوان “مات من ذكره لن يموت”، جاء فيه: “مات كما لا يموت سواه… وهو يتمّم الصلاة من أجل خلاص شعبه والوطن… قدّم روحه فداء عن الغير… كان لمرسين راعياً أميناً… أتى مرسين رجل الله الحقيقي… كنت أجده وراء مكتبه يكتب حتى الغروب واصلاً ليله مع نهاره حارقاً نفسه كالشمعة كي يضيء طريق الظلمة… له همّة لا تعرف الملل وحكمة نادرة… أب حنون للفقير وأخ مخلص للغني… يرشده ويذكّره دوماً بأخيه البائس المسكين… هو رب الخطابة وأمير من أمراء المنابر… أب مجاهد يعزّ وجود من يماثله… أما ذكرك فسيبقى خالداً على مدى الأيّام” (ص 38-40). * وظهر في “مرآة الغرب” بنيويورك، (عدد الأربعاء في 8 كانون الثاني سنة 1919) مقال كتبته إحدى خريجات المدرسة في مرسين. مما جاء فيه انه “أب ساهر على خير رعيته سهر الأم على طفلها. وهو المحامي عن الطائفة كلها والشبان خصوصاً من اعتداء الحكومة. فكم وكم من مرة حماهم في منزله متحملاً المسؤولية وذهب يدافع عنهم دفاع الأسد في دار حكومة الظلم مخاطراً بنفسه فلا يعود الا وإكليل النصر معقود فوق رأسه بفضل جرأته الأدبية وبراعته المشهورة وحماية روسيا… اني أشعر بعجزي وقصوري عن تدوين مآثره الغرّاء لكن صوت ضميري أبى أن يسكت عن مصدر الفضل…” (ص 42 – 44). * وفي قداس لراحة نفسه أقيم له في الكاتدرائية السورية الأرثوذكسية في بروكلين ترأسه الأسقف أفتيميوس وإكليروسه، أبّنه المتقدم في الكهنة باسيليوس خرباوي فوصف ما لاقاه رجال الكنيسة المسيحية من قديم الزمن من الاضطهادات وقال ان قتل الخوري نقولا ليس الا من تلك الاضطهادات فلذلك هو أحد الشهداء الذين تقوم على ثباتهم في الإيمان والوطنية أسس المبادىء. وقد وزع رسم الشهيد على المصلّين لدى خروجهم من الكنيسة (نقلاً عن جريدة السائح بنيويورك عدد 27ك2 سنة 1919). (ذكرى شهيد. ص 45). (عن القديسون المنسيّون في التراث الأنطاكي للأرشمندريت توما بيطار) (1) ان المعلومات التي أوردناها في هذه السيرة استعرناها، بصورة أساسية، من كتيّب للخوري الشهيد حبيب خشّه، ابن الخوري نقولا، وضعه وطبعه في مطبعة الهلال بمصر سنة 1920. وقد جمع الخوري حبيب، في هذا الكتيّب، ما تمكّن من جمعه، آنذاك، من رسائل ومقالات وأخبار، في الوطن والمهجر، تناولت استشهاد أبيه. دونك عنوان الكتيّب: ذكرى شهيد ” مراثي قيلت في شهيد الكنيسة والوطن المثلّث الرحمات الخوري نقولا خشّه الدمشقي”. مصر: مطبعة الهلال، 1920 . الى هذا استعنّا بورقة مخطوطة وضعها جوزيف زيتون، أمين الوثائق البطريركية بدمشق في 14/12/1992، واعتمد فيها على عدد من مصادر البحث نجد من المفيد ذكرها للقرّاء: أ – الوثائق البطريركية (أبرشية دمشق، مرسين) ب- السجلاّت البطريركية. مسوّدة سجل القومسيون 1892 – 1894 ج- حبيب خشّه، شهيد الكنيسة والوطنية د- روايات شفهية هـ- مشاهدات من رحلة غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع الى أنطاكية والاسكندرونة وكيليكيا (زيارة مرسين) 1992 . عنوان ورقة جوزيف زيتون هو التالي: زيتون جوزيف، شهيد الكنيسة والوطنية: الخوري الشهيد نقولا خشّه. مقال مخطوط. يذكر ان مقالاً بعنوان “الخوري الشهيد نقولا خشة الدمشقي وابنه الخوري الشهيد حبيب خشة” ظهر في زاوية “أعلام أرثوذكسيون” من نشرة البطريركية، عدد تموز، 1994 ص 33 – 45 . (2) ذكرى شهيد. ص 5 (3) شهيد الكنيسة والوطنية. ص1 (4) ذكرى شهيد. ص7 (5) المصدر عينه. ص15 (6) المصدر عينه ص11 (7) هذه كلها مستعارة من كتيب “ذكرى شهيد”. |
||||
18 - 07 - 2024, 06:36 AM | رقم المشاركة : ( 166676 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقولا خشّه القديس الشهيد في الكهنة نطاق خدمته خدم الخوري نقولا رعية دمشق “بكل ما أوتي من همّة وحكمة واختبار” . أدار جمعية القدّيس يوحنا الدمشقي مدة طويلة واهتم بمدرستها الليلية والنهارية في القصّاع وكذلك بغرف المطالعة التابعة لها. يذكر أنه كانت للجمعية يومذاك مكتبة خاصة تذخر بالمخطوطات القيّمة والمطبوعات الفريدة في شتى اللغات . جعله البطريرك ملاتيوس ملاحقاً لأعمال البطريركية في الدوائر الرسمية، ووكيلاً عنه خلال زيارته التفقدية لبعض نواحي وأبرشيات الكرسي الأنطاكي كزحلة وبيروت وجبل لبنان واللاذقية وأنطاكية والاسكندرونة. تولّى وكالة دير صيدنايا البطريركي مدة من الزمن وتعب في ضبط حساباته وتحسين أوقافه. اعتاد البطريرك ملاتيوس إيفاده لمعالجة إشكالات وأزمات رعائية مختلفة كانت تطرأ، بين الحين والآخر، في بقاع شتى من أرجاء الكرسي الأنطاكي كحلب وحاصبيا ودير عطية ويبرود. الخوري نقولا، في هذا الإطار، كان “محبوباً جداً، حائزاً على اعتبار عظيم وفضّاضاً للمشاكل”. سنة 1908، أوفده البطريرك غريغوريوس الرابع وكيلاً بطريركياً عنه في أبرشية كيليكيا بعد استعفاء المثلث الرحمات السيد الكسندروس طحّان. كان للخوري نقولا في مرسين دور بارز في تهدئة الخواطر والدفاع عن مصالح بعض الطوائف المسيحية، غير الأرثوذكسية، إثر المذابح التي وقعت في الولاية. سعى الخوري نقولا، في مرسين، لإصلاح الأوقاف وكنيسة رؤساء الملائكة. كما أعاد فتح مدرستين فيها، احداها للصبيان والأخرى للبنات. اهتمّ بإنشاء جمعية لمساعدة الفقراء وأخرى للعناية بمدرسة البنات. كما عزّز المجلس الملّي. وكانت له حظوة لدى متصرف مرسين لاستقامته وغيرته ودماثته. ولما وقعت الحرب العالمية الأولى كان له دوره في احتضان العائلات المحتاجة والتوسط لأجل المظلومين وتسهيل أمور الرعية لدى السلطات الرسمية. |
||||
18 - 07 - 2024, 06:38 AM | رقم المشاركة : ( 166677 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقولا خشّه القديس الشهيد في الكهنة مناقبه وفضائله هكذا وصفه ولده، الشهيد في الكهنة حبيب . قال: “كان رحمه الله كريم الأخلاق مضيافاً بشوشاً ذا إرادة حديدية وحكمة وثبات وانعطاف على المظلوم. من فطرته تضحية كل ما كان بإمكانه لمساعدة الضعيف من أي مذهب وجنس. ولا ينسى لطفه وعنايته وجهاء بيروت والشام الذين كانوا مدة الحرب منفيين في مرسين. وكان لا يهاب ملامة ولا يهمه حظوة في سبيل الحق. واكليروس الكرسي الأنطاكي كلهم يعرفونه حق المعرفة وكانوا يحترمون آراءه ونفوذه وإخلاصه ويقدّرون خدماته. غيوراً على الدين والعلم، كثير المطالعة، كثير الاختلاط بجميع طبقات الناس. ينال مراده بأحسن أسلوب. يصلح بين فريقين وينال محبة كليهما. يعرف كيف يتصرّف مع كل إنسان حسب مداركه ومقامه. وكان ذا نفوذ ومنزلة كبرى عند أولي الأمر وأصحاب الجاه والمراكز الرفيعة، يعرف كيف يعاملهم وينجز الأشغال المتعلقة بهم. وبالإجمال كان رجلاً اجتماعياً وخادماً للشعب بكل معنى الكلمة” (حبيب خشّه، ذكرى شهيد، 1920، ص7). وكان الخوري نقولا الى ذلك، خطيباً جريئاً وواعظاً مفوّهاً. وقد بقيت رعية دمشق تذكر مواعظه المرتجلة في الكنيسة المريمية، بعد استشهاده بزمان. قال عنه السيّد أثناسيوس عطا الله، مطران حمص وتوابعها بعد استشهاده: ” أذكر طلاقة لسانه واسترساله في الوعظ والتفسير مما يذكرنا بالذهبي الفم” . |
||||
18 - 07 - 2024, 06:39 AM | رقم المشاركة : ( 166678 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقولا خشّه القديس الشهيد في الكهنة استشهاده جاء في خبر استشهاد الخوري نقولا أن رجلاً من أهل مرسين اسمه جرجي، من أبناء الرعية الأرثوذكسية فيها، اضطرته الفاقة والعوز الى الانتقال الى جزيرة قبرص. وهناك اتصل بالقنصل الإنكليزي في مرسين، المدعو الخواجا أبيلا، فكلّفه هذا الأخير بنقل رسائل الى عدد من الأشخاص المعروفين في مرسين لقاء مبلغ من المال. حمل جرجي الرسائل وعاد بها الى بلده. ولكن قبل أن يعمل على توزيعها على أصحابها خطر بباله أن يستشير الخوري نقولا، فلما عرض عليه الأمر وبّخه ومنعه من تنفيذ مهمّته، ثم أخذ الرسائل منه وأتلفها وكتم خبرها. لكن جرجي ما لبث، حباً بالمال، أن تحرّك باتجاه قبرص من جديد فألقى الأتراك القبض عليه. ولما أخضعه القومندان بهاء الدين، المشهور بعدائه للمسيحيين، للتعذيب اعترف أنه اتصل بالخوري نقولا. فجيء بالخوري وبعدد من وجهاء الطائفة وسلّموا للتحقيق. غرض بهاء الدين، منذ البداية، كان انتزاع اعتراف المقبوض عليهم باعتبارهم متّهمين بالعمالة لا فرق أأبرياء كانوا أم مذنبين. يقول أحد الرواة أن القومندان كان يصدر الى هيئة التحقيق “الأمر تلو الأمر بأن تنزل في المتهمين أفظع ما يمكن أن يخترعه العقل البشري من وسائل التعذيب ليجيء قرارهم على ما يوافق رغبته الخبيثة من وقوع التهمة على الأبرياء بجرم خيانة الوطن والتمتّع بلذّة الانتقام”. وبعد أن ضاقت بأكثر المتهمين فسحة تحمّل فنون التعذيب وقّعوا مرغمين على اعتراف بالعمالة والخيانة. أما الخوري نقولا فلم يثنه عن عزمه لا جوع ولا ألم ولم يبال بالسياط ولا بقلع الأظافر وتكسير الأضلاع. احتمل بمنتهى الجلد فظاظة حارس ضخم قضى الليل بطوله يرتمي بجثته الضخمة على الصدر النحيف للخوري نقولا. لم ينبس ببنت شفة ولا ذكر أياً من أسماء الذين كانت الرسائل موجّهة اليهم لئلا يعرّض أحداً منهم للأذى. عزاؤه في عذابه كان بتلاوة فصول من الكتاب المقدّس. ولم يزل الجلاّدون يشبعون الخوري نقولا ضرباً وتهشيماً حتى حطّموا جمجمته فقضى نحبه شهيداً للمسيح، غيوراً على ما لله وما لشعب الله. كان ذلك في الثاني من شهر آب من السنة الميلادية 1917. |
||||
18 - 07 - 2024, 06:40 AM | رقم المشاركة : ( 166679 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقولا خشّه القديس الشهيد في الكهنة شهادات أهل زمانه فيه * في رسالة للبطريرك غريغوريوس الرابع وجّهها، في 17 تشرين الثاني سنة 1918، الى عائلة الشهيد في مصر، جاء ما يلي: “تمسّك بالأمانة واستودع نفسه بيد خالقه متيقناً أنه ينال إكليل الحياة في مجد القدّيسين الأبدي” (ص14). * وقال عنه السيّد أثناسيوس عطا الله، مطران حمص وتوابعها: “لا تمر في مخيّلتي صورة الشهيد في الكهنة المثلث الرحمات الخوري نقولا خشّه حتى أذكر لأول وهلة وقفة العبد الصالح الأمين الذي أحسن الجهاد في مدة تجنّده وهو ينتظر كلمة مولاه الأخيرة… هنالك في تلك الساعة الرهيبة… تبرز تلك الكلمة العذبة… معلنة أن العدل الإلهي قد قدر له خدماته حق قدرها وهو يكافئه عما فعل…” (ص14). * وقال عنه السيد جراسيموس مسرّة، مطران بيروت وتوابعها: “… عرفناه عامياً فإكليريكياً وكان في كلتا الحالتين مثال البر والصلاح وقدوة في السيرة الفاضلة ونموذجاً في الأعمال الحسنة وأباً حقيقيا لأولاده الروحيين… قضى نحبه تحت أشد الظلم… فكان موته موت استشهاد يذكره أبناء الكنيسة بالمديح ويكتبه له الباري في صحيفة الأبناء المخلصين في سفر الحياة…” (ص16). * وقال عنه السيد الكسندروس طحّان، مطران طرابلس وتوابعها: “…في عصر تهافت فيه الناس على اختراع أساليب الحيلة للنجاة من الموت… نرى صورة مخشعة تتجلى فيها أمامنا نفس الخوري نقولا خشّه تجود بجسدها الخائر القوى من تعذيب المعذّبين وقلة القوت لتخلص آخرين. هذه صورة… لامعة للصورة العظيمة التي رآها العالم يوماً ما في الجلجلة يوم صلب فادي العالم لخلاص البشر… سأذكر اسمك مثالاً للرعاة الأمناء على رعيّتهم وأورد ذكرك وعملك كلما ذكرت خدمتك في مرسين البلد الذي خدمت نفوس رعيتك فيه خدمة الأمين ومتّ من أجلهم موت الأبطال لتخلص الغير” (ص 16 – 17). * وقد رثاه السيد ايليا ديب مطران صور وصيدا وتوابعهما بقصيدة طويلة هذا بعض أبياتها (ص 21 – 22): سديد الرأي مقداماً جريئ شديد الحزم بين العاملين رشيداً في مناحيه مفيد مجيداً في مآتيه رصين فكم جبرت عنايته كسير وكم عزّت مواعظه حزين وكم آوت بشاشته غريب وكم شملت رعايته سجين وكم أحيا ليالي ساهرات ليجلي عن ذوي البؤس الشجون ولست مبالغاً في وصف خلّ أقرت بأنس طلعته العيون بأبناء الكنيسة هام حب لذا في عشقه هام البنون فأعلاه الفضا منه سنام وأركبه الهوا منه متون وتوّجه العلي بتاج فخر وكلّل بالسنا منه الجبين وألبسه فضائله رداء منيراً أسوة بالنيّرين وها هو يسمع التبريك منهم وينشد مع صفوف المنشدين * وقال عنه السيد روفائيل نمر، مطران حلب واسكندرونة وتوابعهما: “… كان ممن تاجروا بوزناتهم فربحت أضعافاً… مات شهيداً بيد الجور والظلم يكلله الوفاء… فذكّرتنا أعماله… بجهاد الشهداء والأبرار…” (ص23). * ومن قصيدة رثاه بها الخوري برناردس نحاس مدبّر الرهبنة الباسيلية الحلبية (الملكية الكاثوليكية) نقتطف الأبيات التالية (ص 24 – 25): اذا قدّر الرحمن موت امرىء فما لنا غير إذعان لرب البريّة ولكن من لم يجن يوماً جناية فكيف به إن مات أصعب ميتة كمن قد مضى والنور كلّل رأسه وسار به جند العلاء بغبطة هو الأب نيقولا الذي عمّ ما جرى به من ضروب الجور كل البسيطة لقد عاش وألا للعفاة وقد قضى شهيداً حميد الذكر سامي الفضيلة سقى الله أرضاً حل فيها رفاته سحاب الرضا والعفو عن كل هفوة * وكتبت عنه السيدة روزا توفيق اسكندر من هليوبوليس في مصر تقول: “…طوباكم يا أبانا الحنون لصبركم على ما قاسيتموه. طوبى لغيرتكم وحكمتكم وتفانيكم… طوبى لرأفتكم بالقاصر والفقير… ان ذكركم الكريم… في سبيل مساعدة الضعيف لا تمحوه الأيّام من قلب كل من عرفكم” (ص26). * وكتب فيه من القاهرة سيرافيم أفندي كسّاب الذي عرفه قبل استشهاده بسنوات في دمشق، فقال: “… عرفته نقيّاً تقيّاً غير متعصب ورعاً عاملاً مخلصاً سباقاً الى المكرمات واعظاً مؤثراً وخطيباً متدفّق اللسان عذب المنطق ظريف العشرة بشوش الوجه ولكنه عصبي المزاج… فكان يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت غير هيّاب ولا وجل… أما حياته البيتية فكانت مثالاً يحتذى… فهل… توحي الى نفوسنا… وضع مثالك أمام عيوننا حتى نقوى على اجتياز هذه المخاضة الملأى بالأخطار؟!… ولربما كلامك غير الملفوظ بكلمات يسمع أوقع في النفوس من كلامك المسموع!…” (ص 29 – 30). * ورثاه عيسى اسكندر المعلوف بأبيات منها (ص 30 – 31): يعز عليّ أن تقضي شهيد وفي مرسين عن وطن بعيد وأن يجنى عليك بغير ذنب وقد أحموا لمقتلك الحديد فذقت الموت ألواناً بصبر عجيب قد أراك الموت عيد نظيرك معشر الأبرار كانو وقد سفكوا دماءهم صديد فنلت منالهم إكليل مجد وكنت بجنّة الأخرى سعيدا كما رثاه نجيب اللاذقاني من بيروت بأبيات منها (ص32): أبعدوا الخوري نقولا عنوة وجنود خانة تتبعه ضربوه بعصي بعد أن أثخنوه ووهت أضلعه قتلوه صابراً مستسلم للردى والموت لا يفزعه وأذاعوا أنه قد مات من علّة قلبية توجعه أيها الكاهن طوباك فقد نلت إكليلا سما موضعه * وتحدثت جريدة الحوادث بطرابلس الشام (عدد 343، تاريخ 22 تموز سنة 1919) عن الخوري الشهيد نقولا خشّه فاعتبرته “ذلك الذبيح الذي آثر الموت على خرق حرمة الواجب… في سبيل افتداء المئات من أبنائه”. ولاحظت أن “أعظم دليل على فضل هذا الكاهن الشهيد إجماع الكل على محبته وتقدير فضله”. ثم خاطبته بقولها: “لقد عشت عيشة العاملين الأبرار ومتّ ميتة الشهداء الأخيار فذكر هذه الشهادة لا يمحوه كرور الأدهار” (ص 33 – 34). * وفي رسالة كتبها المعلم حنا ياسمين في مرسين جاء ما يلي: “… رأيته وكنت بمعيّته أيام حصول المذبحة بولاية اطنه فكان يطوف ليل نهار في شوارع مرسين مسكّناً قلق الأهالي. ولقد دعاني أن أطوف معه أكثر من مرة في الليل لهذا الغرض… كان يحسن لكل إنسان لا فرق عنده من أي ملّة كان… كان ليّن الجانب… يقابل الكبير والصغير بالإحترام وبتواضع… كان كل من رآه يحبّه… وكثيراً ما كنت أصحبه لقضاء بعض الأشغال فأعجز من كثرة وقوفه بالطريق مع من يصادفهم من الأهالي… كان إنساناً بكل معنى الكلمة…” (ص 36 – 37). * وكتبت “فتاة مرسين” التي كانت تلميذة في المدرسة التي انشأها الخوري نقولا هناك، أقول كتبت مقالاً بعنوان “مات من ذكره لن يموت”، جاء فيه: “مات كما لا يموت سواه… وهو يتمّم الصلاة من أجل خلاص شعبه والوطن… قدّم روحه فداء عن الغير… كان لمرسين راعياً أميناً… أتى مرسين رجل الله الحقيقي… كنت أجده وراء مكتبه يكتب حتى الغروب واصلاً ليله مع نهاره حارقاً نفسه كالشمعة كي يضيء طريق الظلمة… له همّة لا تعرف الملل وحكمة نادرة… أب حنون للفقير وأخ مخلص للغني… يرشده ويذكّره دوماً بأخيه البائس المسكين… هو رب الخطابة وأمير من أمراء المنابر… أب مجاهد يعزّ وجود من يماثله… أما ذكرك فسيبقى خالداً على مدى الأيّام” (ص 38-40). * وظهر في “مرآة الغرب” بنيويورك، (عدد الأربعاء في 8 كانون الثاني سنة 1919) مقال كتبته إحدى خريجات المدرسة في مرسين. مما جاء فيه انه “أب ساهر على خير رعيته سهر الأم على طفلها. وهو المحامي عن الطائفة كلها والشبان خصوصاً من اعتداء الحكومة. فكم وكم من مرة حماهم في منزله متحملاً المسؤولية وذهب يدافع عنهم دفاع الأسد في دار حكومة الظلم مخاطراً بنفسه فلا يعود الا وإكليل النصر معقود فوق رأسه بفضل جرأته الأدبية وبراعته المشهورة وحماية روسيا… اني أشعر بعجزي وقصوري عن تدوين مآثره الغرّاء لكن صوت ضميري أبى أن يسكت عن مصدر الفضل…” (ص 42 – 44). * وفي قداس لراحة نفسه أقيم له في الكاتدرائية السورية الأرثوذكسية في بروكلين ترأسه الأسقف أفتيميوس وإكليروسه، أبّنه المتقدم في الكهنة باسيليوس خرباوي فوصف ما لاقاه رجال الكنيسة المسيحية من قديم الزمن من الاضطهادات وقال ان قتل الخوري نقولا ليس الا من تلك الاضطهادات فلذلك هو أحد الشهداء الذين تقوم على ثباتهم في الإيمان والوطنية أسس المبادىء. وقد وزع رسم الشهيد على المصلّين لدى خروجهم من الكنيسة (نقلاً عن جريدة السائح بنيويورك عدد 27ك2 سنة 1919). (ذكرى شهيد. ص 45). |
||||
18 - 07 - 2024, 06:43 AM | رقم المشاركة : ( 166680 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أشكرك يا ربي يسوع المسيح لأنكَ ثبَّتني في كل ما تعرضت له من التجارب آمين |
||||