منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 15 - 07 - 2024, 02:40 PM   رقم المشاركة : ( 166501 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مفردات الملكوت فى الخدمة
السماء المفتوحة

حقيقة السماء المفتوحة هى من اهم إعلانات الرب لشعبه. (يوحنا 1: 51) من الآن ترون السماء مفتوحة و ملائكة الله يصعدون و ينزلون على أبن الإنسان.
من بداية أنجيل يوحنا يعلن يسوع لنا ان مرحلة الخدمة الجديدة تتحرك تحت سماء مختلفة بسبب تواجده. بداية هذا الاعلان كانت مع يعقوب فى (تكوين 28) برغم عدم الاستحقاق و بسبب العهد الرب اعلن ليعقوب عن السماء المفتوحة له والتى تضمن له تحقيق الوعد. السماء المفتوحة هى حياة من التواصل بين الارض و السماء.
الرب صالحنا مع الآب (2كورنثوس 5: 18) و بالتالى صالحنا على السماء و اعطانا الصلاحية ان نتواجد تحت سماء مفتوحة من الرضى الالهي و الاستجابات السماوية.
ماذا تعنى السماء المفتوحة:

1- الحضور الالهي
2- الرضى السماوي
3- السماء تنزل و تلمس الحياة اليومية
4- الملائكة المقتدرة قوة تتحرك بين السماء و الارض باستجابات قوية
5- قوانين العالم تنحنى امام قوانين سماوية
 
قديم 15 - 07 - 2024, 02:42 PM   رقم المشاركة : ( 166502 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




القوى المضادة للإرسالية والنبوة فى الخدمة


هناك قوى من مملكة الظلمة مضادة بصورة خاصة للإرسالية و النبوة فى حياة الشعب لان هاتين المسحتين مسئولتين بصورة مباشرة عن القوة الحقيقية فى شعب الرب. التدين – روح ضد المسيح – إيزابل
ملخص إستراتيجيات هذه القوى يتلخص فى سلب القوة من العمل الروحى والحفاظ عليه فى شكل مظهرى فقط يغطى على الضعف العام.
الدِقة الروحية

الرب لم يدعونا ان نكون قوس مخطئة (مزمور 78: 57) – (هوشع 7: 16) لكن ان نكون شعب يتحرك فى دقة روحية و كلمة الرب المنطوقة للزمن (1اخبار الأيام 12: 32) – (لوقا 12: 54 – 56).
الدقة الروحية فى الكلمة و دراستها من الأهمية لشعب الملكوت (2تيموثاوس 2: 15).
فى الملكوت هناك مبادئ لدراسة الكلمة بحسب روح الملكوت

1- كل لاهوت لا تراه فى يسوع المسيح يمكنك ان ترفضه. يسوع هو ملء اللاهوت جسديا و إظهار الله الآب الكامل فيه وليس فى غيره.
2- لا يمكن ان يكون هناك فهم كتابى مخالف عن شخصية الله المعلنه فى الكلمة و ظاهرة فى يسوع المسيح. (الأمر لا يقتصر على شواهد كتابية لكن عن شخصية إلهية تستعلن من كل الكلمة).
3- الكلمة تفهم من خلال روح الإرسالية (كل فقرة كتابية هناك فيها إرسالية لك) و من خلال الروح النبوى (كل فقرة كتابية بها ذخائر نبوية للزمن الروحى الذى تمر به).
التوازن فى دراسة الكلمة لا يعنى المساومة مع البرودة. لا امور وسط بين النار و البرودة = فتور. التوازن لا يعنى تخفيف قوة الكلمة و سلطانها النبوى و الرسولى. التوازن ليس إبقاء الرقعة القديمة فى الثوب الجديد. التوازن يعنى مقارنه الحق بالحق بحيث تكون الكلمة مشهود لها من شخصية الرب و من شواهد اخرى و من الروح القدس.
من خلال الكلمة هناك إستعلان لما يسميه الرسول بطرس الحق الحاضر (2بطرس 1: 12) وهو الكلمة النبوية المنطوقة للزمن الحالى الذى نمر به. فى كل مرحلة هناك ترنيمة جديدة و إعلان جديد يتحرك به الرب ليقود شعبه الى مرحلة جديدة من الامتلاك.
الدقة الروحية تحافظ على الخدمة فى تواضع و اعتماد مستمر على سماع الصوت و الحركة فى الإرسالية.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 166503 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






المزمور المئة والرابع عشر
الله القدير المخلص


"عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم" (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: غير معروف لأن ليس له عنوان، فهو من المزامير اليتيمة.

2. متى كتب؟

يحدثنا هذا المزمور عن عبور البحر الأحمر، ثم نهر الأردن، وبالتالي يكون ميعاد كتابته في أحد هذه الاحتمالات:

أ - عند دخول أرض كنعان في الجلجال بعد عبور نهر الأردن مباشرة.

ب - بعد انتصارات داود على الأمم تمجيدًا لله القوى.

جـ- بعد الرجوع من السبي تمجيدًا لله الذي أرجع شعبه، وتشجيعًا للشعب على بناء الهيكل بأورشليم.

3. إذ يحدثنا المزمور عن عبور البحر الأحمر والأردن، فهو يشجع النفس التي تردده على الخروج من تحت سلطان إبليس وخطاياه، للتوبة وبدء حياة جديدة مع الله.

4. هذا المزمور ليتورجى كان يصلي قبل أكل الفصح،الذى هو أهم أعياد بني إسرائيل.

5. يذكر هذا المزمور في لقان عيد الغطاس، فيقرأ قبل الإنجيل، ثم يتكرر ذكره أثناء قداس اللقان، ليعلن سلطان الله على المياه. وإن كان المسيح قد غطس في المياه ليكمل كل بر عنا، لكنه هو خالق المياه، وكل الطبيعة تخضع له.

6. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية.



(1) مكايد الأشرار للأبرار (ع1-4)



1- عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍأَعْجَمَ

2- كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ.

أعجم:
غريب اللغة.

يبين المزمور أن شعب إسرائيل عند خروجه من مصر، ثم تملكه أرض الميعاد، كان سبط يهوذا الذي تقع فيه أورشليم والهيكل مكان الله المقدس؛ لأن في يهوذا كانت تقدم العبادة في الهيكل، فهو أقدس مكان في العالم وقتذاك. وعبدوا الله وشكروه؛ لأنه أخرجهم بقوة عظيمة من مصر بالضربات العشر، من بين شعب يتكلم لغة غريبة عنهم. والمقصود بيهوذا ليس فقط سبط يهوذا الكبير الذي فيه الهيكل، ولكن كل مملكة بني إسرائيل؛ لأن الله ساكن في وسطهم.

يقصد أيضًا بإسرائيل كل مملكة بني إسرائيل، وليس فقط العشرة أسباط. وقد ظهر سلطان الله وقوته في إسكان شعبه مكان الكنعانيين الأشرار في أرض تفيض لبنًا وعسلًا، وفى حمايته لهم من الأمم المحيطة عندما كانوا متمسكين به، مثل أيام داود وسليمان. وسلطان الله وحمايته مرتبطة بخضوع شعبه له، وتمسكهم بوصاياه وشريعته. والخلاصة أن شعب الله يتمتع بالقداسة وحماية الله له طالما يعبده بأمانة في هيكله ويحيا بوصاياه.



ع3: الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ.

يظهر سلطان الله على الطبيعة في هروب مياه البحر أمام قوة الله المتمثلة في عصا موسى، فانشق البحر، وعبر بنو إسرائيل. ونهر الأردن أيضًا تراجع إلى الخلف، ليفسح طريقًا لعبور شعب الله إلى أرض كنعان. وهذان حدثان في زمانين مختلفين يمثلان سلطان الله على الطبيعة؛ لمنفعة شعبه.

البحر يرمز للعالم والشر والشياطين التي تهرب كلها أمام الله، والنهر يرمز لمحبة الماديات التي تتراجع أمام محبة المؤمن لله، بل الموت أيضًا يرمز إليه النهر، فقد تراجع أمام سلطان الله القائم من الأموات، وأمام القديسين الذين أقاموا الموتى. والخلاصة أن المؤمن بالمسيح له سلطان على الطبيعة والشياطين، وكل شر إن تمسك بالله.



ع4: الْجِبَالُ قَفَزَتْ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَالآكامُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ.

الآكام:
التلال.

الجبال والآكام هي أكبر الأشياء على الأرض وهي ثابتة وصلبة، ولكنها تتحرك أمام الله وتقفز مثل الكباش والحملان، وترتعد أمام قوة الله، كما تزلزل الجبل عندما ظهر الله عليه لموسى، ولكل شعب إسرائيل، حينما أعطى موسى الوصايا والشريعة (خر19: 18). والجبال أيضًا تتحرك أمام قوة الله في أولاده، كما انتقل جبل المقطم بصلاة سمعان الخراز مع البابا والشعب.

الجبال ترمز للقديسين مثل الأنبياء والرسل، وكل القديسين الذين يفرحون، ويقفزون بكل قلوبهم مسبحين الله. وعندما تحرك الأنبياء والرسل مبشرين بكلمة الله من مكان لآخر كانوا كمن يقفز أمام الله في حماس لإعلان صوته.

† إن كان الله له كل السلطان على العالم، فلا تنزعج من تغيرات الطبيعة، وقوة رؤساء وأقوياء العالم، وهم جميعًا في قبضة الله ضابط الكل، ويحركهم لمنفعتك إن كنت متمسكًا بإيمانك ووصايا الله وعبادته.


(2) خضوع الطبيعة لله (ع5-8)



5- مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ؟ وَمَا لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ؟

6- وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟

يتعجب كاتب المزمور من سلطان الله الجبار على الطبيعة حتى أن البحار والأنهار تهرب وتخاف منه، وكذا الجبال والآكام تتحرك كأنها أطفال بين أيدي أبيها، فالحملان هي صغار الأغنام والكباش. ويسأل الطبيعة عن سبب تحركها هذا ولا تجيب إلا بأنها خاضعة لإلهها وخالقها. وهذا التكرار الذي ذكر في (ع3، 4) هو تأكيد لعظمة الله وسلطانه.



7- أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ!
8- الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.


غدران: جع غدير وهو النهر الصغير.

الصوان: حجر صخرى شديد الصلابة يسمى الجرانيت.

يجيب هنا كاتب المزمور عن تساؤله في (ع5، 6) بأن الطبيعة عندما رأت الرب المخوف تزلزلت. والرب هو إله يعقوب، فتزلزلت الأرض أمام شعب الله عندما ظهر الرب على الجبل لموسى كما ذكرنا. وتزلزلت أيضًا عندما أعلن رئيس الملائكة ميخائيل قيامة الرب يسوع من الأموات. وفى برية سيناء عندما ضرب موسى الصخرة أفاضت ماء كنهر، وشرب الشعب، ومجدوا الله (عد20: 11).

هذه الآيات ترمز إلى تزلزل الإنسان أمام قوة الله في المعمودية، فيموت الإنسان العتيق، ويولد الإنسان الجديد، ثم تفيض بالروح القدس من بطنه أنهار ماء حية. وقلب الإنسان كان قد تقسى بالخطية، ولكن بالإيمان يستعيد حيويته، بل يفيض منه الروح القدس مياه النعمة، فتشبعه، وتشبع الآخرين، إذ يتحول إلى نور للعالم، وملح للأرض.

† إن الروح القدس مستعد أن يعمل في قلبك مهما كانت خطاياك، فيلين قلبك وترتبط بمحبة المسيح، وتشبع به، بل تفيض على الآخرين بذلًا وعطاء.







المزمور المئة والخامس عشر
الله الحي والأوثان الميتة


"ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك اعط مجدًا ... " (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: غير معروف فلا يوجد عنوان لهذا المزمور، ويعتبر من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبه. وتوجد آراء كثيرة في كاتب هذا المزمور، فيرى البعض أنه:

أ - موسى النبي.

ب - داود النبي.

جـ- مردخاى.

د - الثلاثة فتية.

هـ- حزقيا الملك.

2. متى كتب ؟ يمكن أن يكون في أحد الأزمنة السابقة، أي أيام موسى، أو داود، أو أثناء السبي. ويرى البعض أنه كتب بعد الرجوع من السبي للصلاة به في الهيكل كتشجيع لليهود الراجعين.

3. يوجد تشابه بين هذا المزمور وسابقه في أنهما يتحدثان عن الله القادر على كل شيء، والذي يحمى شعبه ويباركه.

4. توجد علاقة بين هذا المزمور والمزمور التالي له حيث أن هذا المزمور يطلب معونة الله ويتكل عليه ويدعو لتسبيحه، أما المزمور التالي، ففيه شعب الله المنتصر يسبحه.

5. يناسب كل إنسان في ضيقة أن يلتجئ لله بترديد هذا المزمور، ويتكل عليه.

6. يناسب هذا المزمور أبناء الله عندما يتعرضون للضيقة، فيتكلون على الله، ويطلبون بركته؛ لينصرهم على الأعداء.

7. يعتبر هذا المزمور ليتورجى، إذ كان يردده الشعب بالتناوب مع اللاويين والكهنة.

8. تصلى أجزاء من هذا المزمور وهي (ع16-18) في تجنيز الرجال والنساء؛ لأنها تعبر عن أهمية التسبيح طوال الحياة.

9. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية.



(1) مَنْ هو الله (ع1-3)



ع1: لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا، لكِنْ لاسْمِكَ أَعْطِ مَجْدًا،

مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكَ مِنْ أَجْلِ أَمَانَتِكَ.

يعلن كاتب المزمور باتضاع عدم استحقاقه لأى نعمة، أو بركة لكثرة خطاياه.

يبين أن سبب رعاية الله واهتمامه بشعبه يرجع إلى أمرين:

أ - رحمته الغير محدودة على كل البشر، وخاصة أولاده المؤمنين.

ب - أمانته في أبوته ووعوده لشعبه.



ع2، 3: لِمَاذَا يَقُولُ الأُمَمُ: «أَيْنَ هُوَ إِلهُهُمْ؟ ».
إِنَّ إِلهَنَا فِي السَّمَاءِ. كُلَّمَا شَاءَ صَنَعَ.

تشكك الأمم أولاد الله في وجوده وقدرته، كما فعل ربشاقى الأشوري مع حزقيا الملك (أش36: 18-20؛ 37: 10-13) والأخطر أن يتشكك الإنسان مع نفسه في قوة الله. كل هذه محاولات من الشيطان ليفصلناعن الله، فلا نتمتع بحمايته لنا. ويشككنا أيضًا بأنه في السماء بعيدًا عنا ولا يشعر بنا.

تعلن (ع3) حقيقة إيمان أولاد الله به أن إلهنا قوي، ويسمو عن كل المخلوقات التي على الأرض، وقادر على كل شيء، فيصنع ما يشاء، وبالتالي هو قادر على حماية شعبه. وهذا ما طمأن به أشعياء النبي حزقيا الملك، وقتل ملاك الله جيش سنحاريب، وهرب الباقون (إش 37: 33-38).

† التأمل في عظمة الله وقوته، وأعماله الكثيرة مع أولاده، بل وفى حياتنا الخاصة يثبت إيماننا فلا ننزعج من تقلبات الحياة، أو تشكيكات الشيطان الكاذبة.



(2) ما هي الأصنام (ع4-8)



ع4: أَصْنَامُهُمْ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ.


هذه الأصنام التي يعبدها الوثنيون سواء الصور، أو التماثيل المصنوعة من الحجارة والأخشاب، أو حتى المصنوعة من الفضة والذهب؛ كلها عمل أيدي الناس، وبالتالي فهي ليست آلهة، بل مصنوعات صنعها الناس، فهي أقل من أى مخلوق خلقه الله.

الأصنام في حياتنا الآن هي ما نتعلق به في الحياة من ماديات، مثل المال والمقتنيات والعلاقات .. وكلها زائلة.

صور القديسين المصنوعة من فضة أو ذهب، أو أية مادة هي مقدسة؛ لأن أصحابها حياتهم مقدسة، ونتذكرهم بهذه الصور لنكرمهم من أجل الله الذي عاشوا له بأمانة، ونقتدى بهم، وهذا يفرح قلب الله.



ع5-7: لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ.
لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. لَهَا مَنَاخِرُ وَلاَ تَشُمُّ. لَهَا أَيْدٍ وَلاَ تَلْمِسُ.
لَهَا أَرْجُلٌ وَلاَ تَمْشِي، وَلاَ تَنْطِقُ بِحَنَاجِرِهَا.

الأصنام تصور على شكل بشر، أو حيوانات، ولكنها أضعف وأحقر بكثير منها، فهي وإن كان لها شكل أفواه فهي عاجزة عن الكلام، ولها شكل عيون ولكنها عاجزة عن البصر، ومنظر الآذان لا يعطيها قدرة على السمع، وإن كان لها أنوف، فهي لا تستطيع الشم. وإن كان لها شكل الأيدى والأرجل فهي عاجزة عن اللمس والمشى، ولا تنطق رغم أن لها حناجر، فأصغر حيوان قادر أن يحدث أصواتًا، أو يمشى أو يعمل حركات تعجز عنها الأصنام، فبالطبع لا يمكن أن تكون آلهة.



ع8: مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، بَلْ كُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا.

إن كانت الأصنام عاجزة وضعيفة وحقيرة، فكل من يتعلق بها سواء من يصنعها، أو يعبدها، ويتكل عليها يصير مثلها ضعيفًا وحقيرًا، بل وزائلًا مثلها، ويصير قاسى القلب مثل هذه الأصنام الحجرية. وهكذا ينحط الإنسان وينفصل عن الله بعبادة الأصنام.

وعلى العكس فمن يعبد الله يصير مثله في النقاوة والحب والكمال والقداسة والخلود.

† لا تتعلق بماديات العالم الزائلة وشهواته؛ لئلا تسبى قلبك وتستعبدك وتبعدك عن الله. إنك أعظم منها، فاستخدمها لمجد الله وإلهك قادر أن يوفرها لك بقدر ما تحتاجها.





(3) الاتكال على الرب (ع9-11)




ع9-11: يَا إِسْرَائِيلُ، اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ. هُوَ مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ.
يَا بَيْتَ هَارُونَ، اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ. هُوَ مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ.

يَا مُتَّقِي الرَّبِّ، اتَّكِلُوا عَلَى الرَّبِّ. هُوَ مُعِينُهُمْ وَمِجَنُّهُمْ.

مجنهم:
المجن هو الترس الكبير. وهو آلة دفاعية عبارة عن قطعة خشبية لها عروة من الخلف، يدخل فيها الجندى يده، ويحركها أمام رأسه وجسده ليحميه من السهام.

يدعو كاتب المزمور جميع شعب الله للاتكال عليه؛ لأنه هو معينهم في كل ضيقاتهم، ويدافع عنهم أمام أعدائهم، فينتصروا عليهم. ويخص بالأكثر الكهنة والخدام عندما يقول "بيت هارون" ثم يؤكد أن الله معين ومدافع عن أتقياء الرب، أي من يخافونه؛ بمعنى أن شعب الله كله مدعو للاتكال عليه، وبالأكثر الكهنة والخدام، ثم يتمتع بمعونة الله ودفاعه عنه أكثر من الكل هو من يخافه ويتقيه.

يرى بعض المفسرين أن المقصود يمتقى الرب هم الأمم الذين خافوا الله وآمنوا به، وانضموا إلى شعبه فهؤلاء يعينهم الله، ويدافع عنهم مثل شعبه، بل وأكثر من شعبه على قدر مخافتهم وإيمانهم به.

الله معين لأولاده في كل جيل في حروبهم ضد الشياطين، وهو أيضًا المدافع عنهم، فيصد عنهم هجمات كثيرة دون أن يشعروا، ويزيد من حمايته لمن يخدمونه وفوق الكل من يخافونه ويتقونه، فيحيون في سلام وطمأنينة مهما كانت حروب الشياطين.

† الاتكال على الرب هو السفينة التي نعبر بها في بحر هذا العالم، مهما كان أمواجه عالية، ورياحه شديدة، فتتمتع داخل السفينة بعشرة الله الذي يحمينا. وإن كنا نرى بأعيننا حروب الشياطين، ولكنها تعجز عن أن تعطلنا عن الله، بل يستخدمها الله لنمونا الروحي.


(4) مباركة الرب (ع12-18)



ع12-14: الرَّبُّ قَدْ ذَكَرَنَا فَيُبَارِكُ. يُبَارِكُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ.

يُبَارِكُ بَيْتَ هَارُونَ. يُبَارِكُ مُتَّقِي الرَّبِّ، الصِّغَارَ مَعَ الْكِبَارِ.
لِيَزِدِ الرَّبُّ عَلَيْكُمْ، عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَبْنَائِكُمْ.

الله يحب شعبه ويذكره لأنه في فكره دائمًا، فيباركه، كما يبارك بركة خاصة خدامه الذين هم بيت هارون، وفوق الكل من يتقيه، سواء من اليهود، أو الأمم المنضمين إليهم. ويزيد بركته لهم، وأيضًا لأولادهم؛ ليسعد قلوب الآباء؛ لأن إلهنا سخى في العطاء والبركة، وسخاؤه على قدر تمسك أولاده بوصاياه، ومخافتهم له، ومحبتهم التي تظهر في خدمتهم لاسمه القدوس.

الله يذكر أولاده حتى لو كانوا قليلين وضعفاء كما كانوا أثناء السبي، أو عند عودتهم ورجوعهم من السبي، فيباركهم، ويزيد عددهم وقوتهم. وكذا أيضًا في حروبهم مع الأعداء، كما كان مع جدعون، ويفتاح، وشمشون في عصر القضاة، وكما كان مع داود وسليمان، وأيضًا أيام المكابيين. وما زال حتى الآن يحمى كنيسته، ويباركها بقوته مهما كان عدد المؤمنين به قليلين، ولكنهم أقوياء بقوته. فهو يبارك ويزيد كل من يتقيه الصغار والكبار، بل يهتم بالضعفاء المتكلين عليه أكثر من الباقين.

هذه الآيات العظيمة الثلاث كان الكاهن يرددها عند تقديم الذبائح في خيمة الاجتماع، أو هيكل سليمان؛ لتشمل البركة كل الشعب؛ وخاصة الكهنة والخدام ومن يتقون الرب.



ع15: أَنْتُمْ مُبَارَكُونَ لِلرَّبِّ الصَّانِعِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.

هذه البركة التي يهبها الله لأولاده تؤثر فيهم، وتجذبهم لمحبته، فيكونون مباركين للرب، فيحيون له، ويعبدونه بأمانة، ويشكرونه، بل ويخدموه من كل قلوبهم، خاصة وأنهم يؤمنون أن إلههم في يده كل شيء لأنه خالق الكل السماء والأرض. وهذه البركة يذكرها ملكى صادق لإبراهيم عندما باركه معلنًا أن البركة له من الله خالق السماء والأرض، أي الذي في يده كل البركات (تك14: 19).



ع16-18: السَّمَاوَاتُ سَمَاوَاتٌ لِلرَّبِّ، أَمَّا الأَرْضُ فَأَعْطَاهَا لِبَنِي آدَمَ.
لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ.
أَمَّا نَحْنُ فَنُبَارِكُ الرَّبَّ مِنَ الآنَ وَإِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا.

الله هو خالق السماء والأرض، فهو يسمو عن كل شئ؛ لذا يعبر كاتب المزمور عن سمو الله بأنه يسكن السماء، وخلق الإنسان الأول في الفردوس، ولكن بعد السقوط أعطاه فرصة ليحيا على الأرض؛ ليظهر أمانته، ومحبته لله، فيعيده إلى السماء، ويتمتع بحرية مع الملائكة بعشرة الله ويسبحه إلى الأبد.

الأرض فرصة للإنسان المؤمن أن يحيا مع الله ويسبحه، ليس فقط بلسانه، بل بقلبه وأعماله الصالحة؛ لأن من تنتهي حياته ويموت ويذهب إلى الجحيم (أرض السكوت)، كما كان يحدث في العهد القديم، ليس له فرصة أن يسبح أو يعمل أعمالًا صالحة.

الذين يعيشون على الأرض وهم أموات بالخطايا لا يسبحون الله، ولا يحيون له، فيفقدون بركته التي تعينهم للحياة معه، ولا يصلون بالتالي إلى السموات.

† أشكر الله كل يوم على بركاته ومعونته وحمايته لك، وارفع قلبك بالتسبيح له، فتتذوق حلاوة عشرته؛ حتى تقترب كل يوم من حياة الملائكة، وبركات السماء.







المزمور المئة والسادس عشر
شكر الله المخلص


" أحببت لأن الرب يسمع صوت تضرعاتى " (ع1)


مقدمة:

كاتبه: غير معروف لأن المزمور ليس له عنوان، فيعتبر من المزامير اليتيمة. ولكن هناك رأى بأن كاتبه هو داود النبي.

متى كتب؟ إن كان داود هو كاتبه فقد كتبه أثناء، أو بعد هروبه من مطاردات شاول، أو مطاردة أبشالوم ابنه له.

هذا المزمور يعبتر مزمور شكر لله يناسب كل إنسان مؤمن يمر بضيقة، أو انتهت ضيقته، فيسبح الله.

المزمور السابق (مز115) يتكلم بروح الجماعة مع الله، أما هذا المزمور فيتكلم بصيغة الفرد وهذا يجعله أكثر تأثيرًا في النفس.

هذا المزمور مسيانى لأنه يتكلم عن آلام المسيح وموته، وانتصاره.

هذا المزمور ليتورجى؛ لأنه يستخدم في العبادة بكنيسة العهد الجديد، إذ يصلى الجزء الأول منه (ع1-9) في تجنيز الرجال.

في الترجمة السبعينية ينقسم هذا المزمور إلى مزمورين (ع1-9)، (ع10-19).

يوجد هذا المزمور بصلاة الأجبية في صلاة الساعة التاسعة؛ لأنه يتكلم عن آلام المسيح وموته وانتصاره على الشيطان الذي قيده بالصليب في هذه الساعة.


(1) طلب النجاة من الضيقة (ع1-4):



ع1، 2: أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي، تَضَرُّعَاتِي.
لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي. اكْتَنَفَتْنِي حِبَالُ الْمَوْتِ.

عندما اختبر كاتب المزمور اهتمام الله بسماع صلواته، وتضرعاته أحبه، وأحب الصلاة، فاستمر يصلى طوال اليوم وكل يوم متمتعًا بعشرة الله.

الله أب حنون لذا آمال أذنه ليسمع صلاتى، وهذا أيضًا اتضاع من الله، واهتمام كبير، خاصة وأنى خاطئ وإنسان ضعيف فأخجل أن أرفع صوتى، ومع هذا يحبنى، وينزل إلىَّ ليسمعنى. فهذه إشارة واضحة لتجسد المسيح، الذي نزل إلينا من السماء ليفدينا لأنه يحبنا جدًا؛ ولذا أصبح من الطبيعي أن نحبه من كل القلب.

الصلاة ودعوة الله مدة الحياة لا تعنى فقط الاستمرار في الصلاة طوال الحياة على الأرض، بل أيضًا الاستمرار في الصلاة في الملكوت إلى الأبد.



ع3: أَصَابَتْنِي شَدَائِدُ الْهَاوِيَةِ. كَابَدْتُ ضِيقًا وَحُزْنًا.

اكتنفتنى:
أحاطت والتصقت بى.

كابدت: عانيت.

واجه داود النبي ضيقات شديدة في هروبه من مطاردة أعدائه، وتعرض للموت مرات كثيرة. ويقول حبال الموت؛ لأن الحبال تستخدم في تقسيم الأراضي، فكأن نصيبه كان هو الموت، وأحاط به لدرجة الالتصاق به، فكان في حزن وشدة عظيمة.

يمكن أن تكون حروب إبليس شديدة، فتحيط أولاد الله، وتحاول إسقاطهم في الخطية. وفى جهادهم ضدها يتحملون معاناة وأتعاب كثيرة، ولكنها غالية في نظر الله.



ع4: وَبِاسْمِ الرَّبِّ دَعَوْتُ: «آهِ يَا رَبُّ، نَجِّ نَفْسِي!»..

شدة الضيقة دفعت داود النبي لدعوة الله. و"آه" تعنى الالتجاء والتوسل إلى الله، فليس له منقذ في ضيقته إلا الله، وهذا عزى قلبه، وأعطاه راحة.

عندما دعى داود الرب في ضيقته، وظهرت آثار هذه الصلاة عليه في هدوئه وسلامه، كان بهذا بشارة صامتة لمن حوله؛ ليقتدوا به في ضيقاتهم، ويطلبوا الله المنقذ من الشدائد.

† الله قريب منك جدًا، ويحبك، فلا تضطرب إذا اقتربت منك الضيقات، بل والتصقت بك. فالله أقرب منها إليك، وهو قادر أن ينجيك منها، فتخرج سالمًا، بل تستفيد من التجربة، وتتقوى روحيًا.


(2) الله الحنون المخلص (ع5-9):



ع5: الرَّبُّ حَنَّانٌ وَصِدِّيقٌ، وَإِلهُنَا رَحِيمٌ.

صديق:
عادل وبار.

الله حنون على أولاده؛ إذ يشعر بضعفهم كبشر، ويساعدهم ليحيوا معه. ولكنه في نفس الوقت عادل، فيحاسبهم عن خطاياهم، فينبغى مراعاة عدله، والتمتع بحنانه الذي يشجعنا. وقد أعلن الله نفسه لموسى بهذا المعنى في أحد لقاءاته به (خر34: 6)

يعود فيؤكد أن الله رحيم؛ لأن الإنسان كثير الخطايا، ولكن رحمة الله واسعة، وبهذا يشجعه على التوبة، ومن يتوب يتمتع بحنان الله ورحمته.



ع6: الرَّبُّ حَافِظُ الْبُسَطَاءِ. تَذَلَّلْتُ فَخَلَّصَنِي.

يقصد بالبسطاء الأطفال الصغار، كما في الترجمة السبعينية، فالله يحفظ أولاده الذين يشعرون باحتياجهم إليه مثل الأطفال. وقد عرف داود الطريق إلى الله عندما تذلل أي اتضع، فصار مثل الأطفال، كما طلب المسيح في العهد الجديد (مت18: 3)، وأنقذه من كل ضيقاته.



ع7: ارْجِعِي يَا نَفْسِي إِلَى رَاحَتِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْكِ.

يعبر داود عن فرحه، فيطلب من نفسه أن تعود إلى راحتها؛ لأن الرب أحسن إليه عندما أنقذه من أعدائه، وأنقذه أيضًا من كل اضطراب وضيق نفسى، فاستعاد سلامه. فالوضع الطبيعي للإنسان الروحي أن يحيا في سلام، وأي اضطراب دخيل عليه، فإذا التجأ إلى الله بالصلاة والجهاد الروحي يهبه الله راحته.

الراحة المذكورة تشير إلى الراحة الأبدية، وهي أعظم إحسان إلهي يقدمه الله إلى أولاده المؤمنين به، الذين طلبوه باتضاع وليس عن استحقاق منهم، ولذا يقرأ هذا المزمور في صلوات التجنيز؛ لتذكر الراحة الأبدية التي دخل إليها المتنقل الذي يصلى على جسده.



ع8: لأَنَّكَ أَنْقَذْتَ نَفْسِي مِنَ الْمَوْتِ،
وَعَيْنِي مِنَ الدَّمْعَةِ، وَرِجْلَيَّ مِنَ الزَّلَقِ.

يوضح داود سبب الراحة التي نالها من الله، وهي:

أ - أنه أنقذ نفسه من الموت نتيجة مطاردات الأعداء له.

ب - جفف دموعه، وعزى قلبه الحزين برفع الضيق عنه.

جـ- حفظ رجله من الانزلاق في خطايا مختلفة، مثل الانتقام من شاول، أو أي خطايا أخرى. فحماية الله كانت حماية مادية وروحية.

تنطبق هذه الآية على الشخص الذي مات، ونصلى عليه في الجناز بأن الله أنقذه من الموت الأبدي، ومن دموع الحسرة في الجحيم، وأيضًا من الانزلاق في الشهوات التي تؤدى به للهلاك.

هذه الآية تناسب كل إنسان يمر بضيقات، ويشكر الله الذي يحفظه أثناءها.



ع9: أَسْلُكُ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي أَرْضِ الأَحْيَاءِ.

العددان (8، 9) ذكرا في مزمور 56: 13. وتعنى الآية هنا أنه ما دام الله قد أنقذنى، وحفظنى في كل ما سبق، فيلزم أن أسلك قدامه في الأرض التي نحيا فيها، أي طوال حياتنا. والسلوك أمام الله يعنى إرضاءه بحياة نقية، والابتعاد عن الخطية، استعدادًا للأبدية التي فيها الأرض الجديدة والحياة الجديدة.

الإنسان التائب، والملتجئ إلى الله باتضاع يشكر الله الذي أنقذه، ويعود للحياة معه، ويعده أن يسلك في مخافته الله ومحبته، ويرضيه كل أيام حياته.

† الحياة فرصة للتوبة، فأسرع بالرجوع إلى الله إذا سقطت، وثق من محبته؛ لأنه يرحب بك، ويسندك لتحيا معه، بل تعوض كل ما فاتك بحياة نقية ترضيه، فتتمتع بعشرته.

(3) شكر الله المحسن إليَّ (ع10-19):



ع10، 11: آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ:
«أَنَا تَذَلَّلْتُ جِدًّا. أَنَا قُلْتُ فِي حَيْرَتِي: «كُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبٌ».

آمنت بأن أرضى الله وأسلك قدامه كما في (ع9). وهذا الإيمان لابد أن يكون إيمانًا عمليًا، وليس فقط نظريًا، وينتج عن هذا الإيمان الاتضاع أمام الله، خاصة وأن الضيقات التي مر بها داود أذلته فتذلل أمام الله ليرحمه وينقذه.

شعر داود بأن كل الناس كاذبون أي باطلون لا منفعة منهم، بل العالم كله لا يسنده، وهو أيضًا باطل لا يستطيع أن يسند نفسه والحل الوحيد هو الإيمان بالله والاتضاع أمامه.







ع12، 13: مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟
كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو.

يتعجب داود النبي من كثرة إحسانات الله عليه؛ حتى أنه يجد نفسه عاجزًا عن إيفاء الله حقه، أو التجاوب معه، والرد عليه، فمهما قدم داود محبة لله هي لا شيء أمام إحساناته الكثيرة. وهو لا يعطى محبة لله فضلًا منه، ولكنه فقط يرد ويتجاوب مع الحب الإلهي الذي بدأ به الله معه.

يشعر داود أن أقل تجاوب مع الله هو الاشتراك في عبادته، وشرب الكؤوس التي كانت مرتبة في عيد الفصح وهي كؤوس من الخمر، علامة الفرح، بالإضافة إلى الصلاة، سواء بتلاوة المزامير، أو أية صلوات.

كأس الخلاص الذي يتناوله رمز واضح لذبيحة العهد الجديد، والتناول من دم المسيح، بالإضافة إلى جسده، ويكون كل هذا مصحوبًا بصلوات القداس المملوءة شكرًا لله.



ع14: أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ كُلِّ شَعْبِهِ.

إن كان الله قد وفى عهوده، وأنقذنى من أعدائى، ومن كل ضيقة، فيلزم أن أتجاوب معه، وأوفى نذورى التي وعدته بها أثناء ضيقتى، كتعبير شكر ومحبة له.

هذه النذور تشمل صلوات، وتقديم ذبائح لله، وأشرك المحتاجين في الأكل منها، فتصبح محبة وشكر لله، وأيضًا محبة للآخرين. ويكون كل هذا قدام شعب الله، ليس للتفاخر، ولكن لنشر روح الشكر بين الشعب وتثبيت التجاوب مع الحب الإلهي، وضرورة إيفاء النذور. كل هذا كان يحدث في العهد القديم، ويمكن أن يحدث أيضًا في العهد الجديد بحسب نوع النذر وما نطقت به شفتاى فيلزم ايفاءه.



ع15: عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ.

الذى يتقى الله، ويخافه فيهتم بعبادته، ويشرب كأس الفرح، ويدعو باسم الرب، ويوفى نذوره، هذا الإنسان إن مات يكون موته عزيزًا، وكريمًا في نظر الرب، ويعد له مكان راحة وفرح في السماء.

الأتقياء يقصد بهم المسيح، والشهداء، وكل من يموتون من أجل خدمة الرب، مثل الرسل، والكهنة، وكل من يخدم الرب. فموت المسيح كان عزيزًا في عينى الآب؛ لأن به تم فداء البشرية. وموت الشهداء، وكل من يرقدون في الرب عزيزًا في عينيه، ويريحهم من أتعاب الأرض، ويعوضهم بأمجاد السماء.

إن كان المسيح قد مات لأجلى وقدم لى كأس الخلاص، التي هي دمه على مذبح العهد الجديد، فمن الطبيعي أن أتجاوب مع محبته، وأموت عن الخطية؛ لأحيا له، وعندما أموت بالجسد يكون هذا كريمًا في عينيه.



ع16: آهِ يَا رَبُّ، لأَنِّي عَبْدُكَ! أَنَا عَبْدُكَ ابْنُ أَمَتِكَ. حَلَلْتَ قُيُودِي.

أمتك:
عبدتك.

يعلن داود النبي خضوعه لله وإيمانه به، فيقول أنا عبدك وأيضًا ابن أمتك، فيفهم من هذا أن أم داود كانت امرأة تقية، ربته تربية روحية. فمن أجل إيمانه، وإيمان أمه باركه الله، وحل قيوده، أي أخرجه من ضيقاته.

تنطبق هذه الآية على المسيح، الذي كان وهو في الجسد في صورة العبد، وهو ابن أمة الرب العذراء مريم، التي أعلنت هذا للملاك الذي بشرها (لو1: 38) ولهذا حل الآب قيوده بقيامته من بين الأموات.



ع17-19: فَلَكَ أَذْبَحُ ذَبِيحَةَ حَمْدٍ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو.
أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ شَعْبِهِ. فِي دِيَارِ بَيْتِ الرَّبِّ،
فِي وَسَطِكِ يَا أُورُشَلِيمُ. هَلِّلُويَا.

تتكرر هنا الآيات السابق ذكرها في (ع13، 14) ليؤكد أشواقه في تقديم ذبائح شكر لله مصحوبة بالصلوات، مع إيفاء النذور قدام كل الشعب، وأمام بيت الرب. ولا تقتصر الذبائح على الذبائح الحيوانية، التي هي شكر لله، بل أيضًا ذبائح التسبيح والحمد. ومعنى هذا أن داود كان بعيدًا عن أورشليم، ولكن قلبه كان متعلقًا بالله، وبالعبادة أمام بيته.

† ليتك تهتم بشكر الله على أعماله معك، وخاصة بعد الضيقات. فلا تكتف بطلب احتياجاتك، أو الخلاص من الضيقة، بل بالشكر أيضًا؛ لتثبت محبتك لله، ويزداد إحساسك بمحبته.





المزمور المئة والسابع عشر
دعوة الجميع لتسبيح الله


" سبحوا الرب يا كل الأمم حمدوه يا كل الشعوب " (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: المزمور بدون عنوان فهو من المزامير اليتيمة وغير معروف كاتبه. وهناك رأى بأن كاتبه هو داود النبي.

2. متى كتب؟ هناك رأيان:

أ - كتب أيام داود عندما كانت الأمة اليهودية في قوتها واتساعها، فيدعو داود كل العالم للإيمان بالله وتسبيحه.

ب - كتب بعد السبي عند عودة الشعب لأورشليم واشتياق كاتبه أن تؤمن الأمم التي عاش في وسطها وتسبح الله.

3. يدعو هذا المزمور العالم كله لتسبيح الله من أجل مراحمه الكثيرة، وأمانته، وعنايته بالبشر. فهو يشجع كل مؤمن على التسبيح، وتشجيع من حوله على هذا.

4. هو مزمور مسيانى يتكلم عن كنيسة العهد الجديد التي تضم كل الأمم والشعوب.

5. أشار المسيح إلى هذا المزمور بعد قيامته، عندما دعى تلاميذه للتبشير وتلمذة كل الأمم (مت28: 18-20؛ مر16: 15-16).

6. اقتبس بولس الرسول من هذا المزمور في رسالته إلى رومية (رو15: 11).

7. يناسب هذا المزمور كل مؤمن عندما يبدأ يومه، فيردد هذا المزمور ليشجع نفسه ومن حوله على تسبيح الله، كما كان يفعل البابا كيرلس السادس.

8. يوجد هذا المزمور بالأجبية في بداية صلاة الغروب؛ لأن خلاص المسيح شمل ليس فقط اليهود، بل الأمم أيضا، الذين يرمز إليهم بأصحاب الساعة الحادية عشر، أي ساعة الغروب، فقبلهم المسيح، وأعطاهم الخلاص، ومكانًا في ملكوته.


ع1: سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. حَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ.

تمثل هذه الآية أشواق داود النبي، وكل الأتقياء في العهد القديم، الذين يتمنون أن تؤمن كل الأمم والشعوب، وتسبح الله، وتشكره.

هى نبوة واضحة عن كنيسة العهد الجديد التي تشمل كل الأمم، والشعوب، فيؤمن منها الكثيرون ويسبحون الله في كنائسه.

يكمل التسبيح من كل الشعوب في السماء، فلا يوجد فيها يهودي، أو أممى، بل الكل مؤمنون بالمسيح ويسبحونه إلى الأبد.



ع2: لأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا.

ظهرت رحمة الله القوية في تقديم الخلاص للعالم كله الذي كانت له إشارات في العهد القديم بقبول القليل من الأمم في الإيمان، بل صاروا في نسب المسيح، مثل راحاب الزانية، وراعوث الأممية. ولكنه اتضح تمامًا في الخلاص المقدم على الصليب، وبشر به الرسل في العالم كله، فآمن الكثيرون وسبحوا الله.

ظهرت أمانة الله في إيفائه بوعوده، فقد وعد حواء بأن نسلها يسحق رأس الحية، ونسلها هو المسيح الذي قيد الشيطان على الصليب. وكل وعوده التي نطق بها الأنبياء تحققت في تجسد المسيح وفدائه للعالم كله، وقبول الأمم الإيمان.

† ليتك تصلى من أجل كل من حولك؛ ليشاركوك محبتك لله، ويسبحوه بإيمان وفرح، فتفرح أنت وتفرح قلب الله، فيعمل في قلوب الكثيرين.







المزمور المئة والثامن عشر
الفرح ببركات الخلاص


" احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته " (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: هناك رأيان:

أ - داود النبي، فهو يعبر عن تعلقه بعبادة الرب في بيته، وقوة الله التي ساندته ضد أعدائه.

ب - كاتب غير معروف كتبه بعد الرجوع من السبي؛ لأن المزمور بدون عنوان؛ أي أنه من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.

2. متى كتب ؟ هناك احتمالان:

أ - في أواخر حياة داود بعد نقل تابوت عهد الله وانتصاراته على أعدائه المحيطين به.

ب - بعد الرجوع من السبي وإعادة بناء بيت الرب.

3. يعبر هذا المزمور عن خلاص الرب مهما كانت صعوبة الضيقات، فهو يناسب كل مؤمن يتعرض لضيقات، فيصليه ليتشدد، ويثبت إيمانه.

4. هو آخر مزامير الهليل المصرية (مز113-118) والتي يرددها اليهود بعد أكل الفصح، فرحًا بخلاص الرب.

5. هذا المزمور صلاة المسيح مع تلاميذه بعد أكل الفصح (مت26: 30).

6. هذا المزمور يصلى في عيد المظال، إذ يذكر في (ع24) أن هذا هو اليوم الذي صنعه الرب. ولأهمية عيد المظال كان يقال عنه العيد، أو اليوم، ويفهم أنه عيد المظال (نح8: 14؛ مز81: 3). وكان القرار الذي يردد في عيد المظال هو (ع26) وسعف النخل الذي كان يستخدم في عيد المظال يسمونه "هوصنا". بالإضافة لأن في عيد المظال كان الاهتمام بطقس الأنوار مهمًا جدًا كما يذكر (ع27). وكان يصلى هذا المزمور كل يوم من الأيام الستة للإحتفال بعيد المظال، ويصلى سبع مرات في اليوم السابع للعيد.

7. هذا المزمور مزمور ليتورجى، حيث نفهم أنه كان يردد في عيد الفصح وعيد المظال، وكان يشترك في ترديده الملك والكاهن والشعب. فتردد كل مجموعة جزء منه، وترد عليه المجموعة الأخرى. والمسيح عندما ردده بعد الفصح كان يقول جزءًاً منه ويرد عليه التلاميذ.

8. هذا المزمور من المزامير المسيانية القوية؛ لأنه يتكلم عن المسيح، فهو البار الذي احتمل ضيقات كثيرة، وعاش بالبر، وهو حجر الزاوية.

9. يستخدم هذا المزمور في طقس الكنيسة، فيردد جزء منه كل يوم أحد في تقديم الحمل (ع24)، ويقال في مزمور عيد القيامة (ع24-26). ويصلى به في ثانى يوم عيد الصليب (ع15، 16، 28).

10. اقتبس العهد الجديد كثيرًا من هذا المزمور، فقد ردد اليهود (ع25، 26) عند استقبالهم المسيح وهو داخل أورشليم (مت21: 9). واقتبس منه المسيح (ع22، 23) في حواره مع اليهود (مت21: 42). بالإضافة إلى اقتباس بولس الرسول (عب13: 6) واقتبس منه بطرس في (اع4: 11؛ 1 بط2: 7).

11. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب التي فيها أنزلوا جسد المسيح من على الصليب، فنتذكر آلام المسيح التي أكملهاعنا؛ ليهبنا الخلاص، كما يوضح هذا المزمور.


(1) شكر الله على رحمته (ع1-4):



ع1: اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

يدعو كاتب المزمور، وقد يقول هذه الآية الملك، أو رئيس الكهنة، ليدعو الجميع بدون تخصيص أن يحمدوا، ويشكروا الرب لأجل أمرين هما :

أن الرب صالح، أي صانع للخيرات، وينعم ببركات كثيرة على البشر، وهو في نفس الوقت كامل في فضائله ليضئ على البشرية بنوره، فتتعلم منه.

أن رحمته عظيمة ومستمرة إلى الأبد، فهو حنون وغافر للخطايا، وليس هذا في وقت معين، بل طوال العمر على الأرض، وأيضًا في الأبدية تستمر رحمته في شكل عطاياه، وبركاته العظيمة التي لا نستحقها.



ع2: لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: "إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ".

يدعو المزمور إسرائيل، وهم شعب الله إلى التأمل في عظمة الله وتسبيحه، لأجل صلاحه ورحمته المستمرة لهم، فقد صنع معهم خيرات كثيرة، إذ أطعمهم المن وسقاهم الماء في البرية، وأعطاهم أرض كنعان التي تفيض لبنًا وعسلًا. ورحمته أيضًا مستمرة معهم، فقد أنقذهم من عبودية مصر، والعبودية في عصر القضاة، وكذا السبي الأشوري، والسبي البابلي ...

في هذه الآية يبدأ التخصيص، فيخص شعب الله إسرائيل؛ لأن الآية الأولى دعوة للعالم كله، ويخص إسرائيل؛ لأنهم مؤمنون بالله، فيعرفون صلاحه ورحمته، وبالتالي فمن الطبيعي أن يسبحوه ويشكروه.



ع3: لِيَقُلْ بَيْتُ هَارُونَ: "إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ".

يزداد تخصيصه في التسبيح، فينادى بيت هارون، أي الكهنة، لأن الله خصهم ببركة الكهنوت، وأباد من قاومهم وتذمر عليهم، وهم قورح وداثان وأبيرام ومن معهم. ومتعهم بالإقتراب إليه في خدمته. وأعلن الله عظمة الكهنوت عندما أفرخت عصا هارون.



ع4: لِيَقُلْ مُتَّقُو الرَّبِّ: "إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ".

الفئة الرابعة التي يناديها المزمور لتسبيح الله هم متقى الرب، أي خائفيه، ويقصد بهم المؤمنين من شعبه الذين يخافونه، وأيضًا من يخافونه من الأمم، وسينضمون لشعبه ويؤمنون. فهؤلاء يشعرون أكثر من غيرهم بصلاح الله ونعمه، وأيضًا رحمته الدائمة إلى الأبد.

نادى بالتسبيح لأربعة فئات في الآيات الأربعة، فهي ترمز لأربعة أركان العالم، أي نبوة عن المسيحية التي تنتشر في العالم كله. فيسبح المؤمنون الله من أركان العالم الأربع.

في الآيات (ع2-4) يبدأ بكلمة "ليقل" سواء لإسرائيل، أو بيت هارون، أو متقو الرب، أي يعلنون الحمد والشكر لله ؛ حتى يحركوا قلوب من حولهم، فيشتركوا معهم في التسبيح.

† تسبيح الله وشكره يشعرك بمحبة الله لك، ويفرح قلب الله، فتزداد عطاياه وبركاته لك، وتشيع الفرح في قلوب المحيطين بك. فليتك لا تنسى التسبيح كل يوم ولو بجزء صغير من التسبحة، أو مزمور واحد للتسبيح.


(2) الاتكال على الرب المخلص (ع5-18):



ع5: مِنَ الضِّيقِ دَعَوْتُ الرَّبَّ فَأَجَابَنِي مِنَ الرُّحْبِ.

الرحب:
الاتساع.

ينادى داود، أو كل إنسان في ضيقة، أو المسيح وسط آلامه كممثل للبشرية، فيسأل الله أن يخرجه من ضيقته. ولأن الله غير محدود، أي عنده كل الاتساع، فهو قادر أن يفك ضيقتى، ويوسع لى، فلا أشعر بالضيقة رغم وجودها، فيهبنى سلامًا وقوة، ويعطينى راحة، فأسلك بنجاح ونشاط.

عندما يدعو المتألم الله، وهو وسط الضيقات فإن الله يسمعه، ويعطيه سلامًا، ثم يعده بالراحة الكاملة والانطلاق، والتلذذ بعشرته في الأبدية، حيث الاتساع الكامل.

إذا كنت أنا متألم في ضيقى فلا أستطيع أن أطلب من إنسان لأنه محدود مثلى ويعيش وسط ضيقات العالم، لكن الوحيد الذي له كل الرحب هو الله، لأنه غير محدود، وبالتالي هو وحده القادر أن يريحنى وسط الضيقة، كما قال الآباء القديسون "لا تضع رجاءك في إنسان ولكن في الله".



ع6: الرَّبُّ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي الإِنْسَانُ؟

عندما يشعر المتألم أن الرب له، أي اقتنى بالإيمان الله الكامل في اتساعه، فلا يعود يخاف من أي إنسان، بمعنى أنه لا يتسطيع أي إنسان أن يضايقه؛ لأنه قد اقتنى السلام والراحة في داخله، وحتى لو تألم بالجسد، ولكنه في سلام داخلي، ولا يخشى إنسان، فداود طارده شاول سنوات طويلة، ولم ينزعج لأن الله كان معه.



ع7: الرَّبُّ لِي بَيْنَ مُعِينِيَّ، وَأَنَا سَأَرَى بِأَعْدَائِي.

إن كانت لى أية إمكانيات مثل المال، أو الصحة، أو العلاقات، فأنا أشكر الله عليها لأنه وهبنى إياها، ولكنى أتمسك، وأفتخر بالله معينى، فهو سندى الحقيقي، والقادر أن يستخدم أية إمكانيات من التي وهبنى إياها. وبهذا أرى ضعف أعدائى الشياطين الذين سيبعدهم الله عنى وينصرنى عليهم.



ع8، 9: الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ.

الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ.

يقرر المزمور هنا حقيقة هامة، وهي أن الاتكال، والاحتماء بالله وحده، وليس على أي إنسان؛ لأن الله وحده هو القادر على كل شيء، أما البشر فضعفاء.

لو كان البشر رؤساء، فهم أيضًا ضعفاء لا يمكن الاتكال عليهم. فرغم مساندة الملك ارتحشستا لنحميا لم يمنع هذا من مقاومة طوبيا، وسنبلط وجشم له. ورغم صداقة داريوس الملك لدانيال، لم يمنع رؤساء المملكة أن يقوموا على الملك، ويهددوه بالقتل، ويأخذوا دانيال، ويلقوه في جب الأسود ستة أيام، ولكن الله حفظه وأرسل له طعامًا بيد حبقوق النبي (دا14: 36).



ع10-12: كُلُّ الأُمَمِ أَحَاطُوا بِي. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ.
أَحَاطُوا بِي وَاكْتَنَفُونِي. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ. أَحَاطُوا بِي مِثْلَ النَّحْلِ.
انْطَفَأُوا كَنَارِ الشَّوْكِ. بِاسْمِ الرَّبِّ أُبِيدُهُمْ.

اكتنفوني:
أحاطوا بى عن قرب والتصقوا بى.

يعلن داود، أو المسيح، أو كل مؤمن متألم أن الأشرار وغير المؤمنين يحيطون به، ويحاولون الإساءة إليه، ويقتربوا إليه جدًا، ويحاصروه بل ويقتلوه . ويشبههم بنحل حول الشهد، أي أعدادهم كبيرة، وقادرة أن تصيب وتلسع من تحيط به. ويشبههم أيضًا بنار تلتهب في شوك، فتسرى سريعًا فيه، ولكن بقوة الله يقدر أن يتغلب عليهم، ويبيدهم.

اعتماد المؤمن على اسم الرب يحميه، وينتقم من أعدائه الشياطين. ويكرر اسم الرب ثلاث مرات على مثال الثالوث القدوس.



ع13: دَحَرْتَنِي دُحُورًا لأَسْقُطَ، أَمَّا الرَّبُّ فَعَضَدَنِي.

دحرتنى دحورًا : دفعتنى بقوة لأسقط.

عضدنى: سندنى.

إن كانت الضيقات شديدة جدًا ودفعتنى لأسقط،، ولكن سندنى الرب بقوة، فلم تنتصر علىَّ الشياطين. فلا أخاف من قوة الحروب ما دام الله معى يحمينى من أية ضربات للعدو. ولا أنزعج إن زادت الضيقة علىّ، فالله في النهاية لابد أن يتدخل ما دمت قد التجأت إليه. وإن سمح الله بضيقات، فهو يعطى سلامًا أثناءها؛ حتى يستفيد منها الإنسان.



ع14: قُوَّتِي وَتَرَنُّمِي الرَّبُّ، وَقَدْ صَارَ لِي خَلاَصًا.

إذ أرى عمل الله العجيب داخل الضيقات وقوته، أرنم وأسبح إسمه القدوس؛ لأنه يخلصنى دائمًا من كل ضيقة.

لأجل عظمة هذه الآية نجدها مأخوذة من تسبحة موسى (خر15: 2) ورددها إشعياء (إش12: 2)، وترددها الكنيسة يوم الجمعة العظيمة في تسبحة لك القوة والمجد.

"صار لى خلاصًا" تتحدث عن خلاص المسيح الذي أتمه بالصليب، وأنا أناله بالإيمان من خلال الأسرار المقدسة ووسائط النعمة.



ع15، 16: صَوْتُ تَرَنُّمٍ وَخَلاَصٍ فِي خِيَامِ الصِّدِّيقِينَ:
"يَمِينُ الرَّبِّ صَانِعَةٌ بِبَأْسٍ. يَمِينُ الرَّبِّ مُرْتَفِعَةٌ.
يَمِينُ الرَّبِّ صَانِعَةٌ بِبَأْسٍ".

بأس:
قوة.

الأبرار والصديقون تصدر من مساكنهم الترانيم والتسابيح لله مخلصهم. والخيام تشير إلى المظال التي كانوا يسكنون فيها في عيد المظال، والتي يردد فيه هذا المزمور. وهذا الترنم يستمر طوال حياتهم، ويزداد قوة في الحياة الأبدية.

يمين الرب تشير إلى قوته، وقد ظهرت في تجسده في ملء الزمان. إذ يتكلم عن اليمين التي تمثل الجسد، وذكرت ثلاث مرات لتشير إلى الثالوث القدوس. وقوة الله هذه ترتفع فوق كل قوى الشياطين التي تحاربنى، ومن يتبعهم من الأشرار.



ع17: لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ.

إن كنت أقابل ضيقات شديدة تكاد تفقدنى الحياة من قسوتها، ولكن الله ينجدنى بقوة عظيمة، فأحيا معه أثناء الضيقات، وأخرج منها، بل وأتحدث بعجائب الله معى، فأبشر كل المتضايقين، وأثبت الأبرار في الإيمان. هذا ما حدث مع داود الذي طارده شاول وحاول قتله كثيرًا، ولكنه تملك على بني إسرائيل وكان أعظم ملوكها. والمسيح تألم حتى الموت، ثم قام من الأموات. ويتكرر هذا مع كل مؤمن يتمسك بالله، فيخرج من الضيقات ببركات وفيرة، ويحدث بأعمال الله معه.



ع18: تَأْدِيبًا أَدَّبَنِي الرَّبُّ، وَإِلَى الْمَوْتِ لَمْ يُسْلِمْنِي.

إن الضيقات التي تمر بى حتى ولو كانت قاسية هي تأديبات من الله أبى الذي يحبنى، ويستخدم هذه التأديبات ليخلصنى من ضعفاتى وخطاياى. واختير أيضًا عشرته أثناء الضيقة، فأحيا ولا يغلبنى موت الخطية، بل أتمتع بحياة البر.

† لا تنزعج من كثرة الضيقات فهي سبيلك إلى الملكوت، وإن كانت كثيرة، فستختبر فيها بركات وفيرة لا تستطيع تذوقها خارج الضيقات، فيفرح قلبك أكثر من كل من حولك.

(3) العبادة شكر للمخلص (ع19-23):



ع19-21: اِفْتَحُوا لِي أَبْوَابَ الْبِرِّ. أَدْخُلْ فِيهَا وَأَحْمَدِ الرَّبَّ.
هذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ.
أَحْمَدُكَ لأَنَّكَ اسْتَجَبْتَ لِي وَصِرْتَ لِي خَلاَصًا.

أبواب البر هي أبواب الهيكل التي يريد المؤمن أن يدخل منها؛ ليقدم عبادته لله، وعندما يسمح له بالدخول يحمد الله ويشكره. وفى العهد الجديد هي أبواب الكنيسة التي يدخل إليها، فينال أعظم عطية من الله وهي جسده ودمه، وكل أسرار الكنيسة، ويتمتع بالصلاة في حضرة الله، فيحمده ويسبحه.

الذى يطلب فتح أبواب البر هو المسيح، الذي تصعد روحه بعد موته؛ ليدخل إلى الفردوس والملكوت، بعد أن تممم فداء البشرية معلنًا إمكانية عودة الإنسان إلى السماء كما جاء في (مز24: 7، 9). ويحمد الرب عن البشرية كلها؛ أي البشرية تشكر الله الذي أعاد لها نعمة الدخول إلى السماء بعد فداء المسيح.

الذين يدخلون إلى الهيكل والكنيسة هم الصديقون، أى الأبرار، وهم المؤمنون الذين يريدون أن يعيشوا مع الله، ويتمتعون بعشرته.

الذى ينادى بفتح أبواب البر هو الله، الذي يريد أن يدخل قلوب أولاده المؤمنين به، والمحبين للبر. وحينئذ يفرح أولاده، ويشكرونه لاتضاعه بسكناه في داخلهم، ولأنه استجاب لطلباتهم في (ع19)، وفتح لهم أبواب البر والفضيلة، وأعطاهم القوة بسكناه فيهم؛ ليتمتعوا بكل ما أتمه على الصليب لأجلهم.

كانوا قديمًا يسيرون في موكب إلى الهيكل في عيد الفصح، وعيد المظال وعندما يصلون إلى أبواب الهيكل ينادون بـ(ع19)، فيرد عليهم المسئول عن الأبواب من الداخل بـ(ع20)، ثم يستكملون ترديد الآيات التالية في المزمور بعد ذلك.

باب الرب هو المعمودية التي منها يدخل الصديقون أولاد الله بعد معموديتهم إلى الكنيسة.

الحجر الذي رذله البناؤون لعله هو الذي أشار إليه دانيال بأنه الحجر الذي قطع بغير يدين وصار جبلًا كبيرًا (دا2: 34) والمقصود به بالطبع هو المسيح المولود من العذراء بغير زرع بشر، وصار خلاصًا عظيمًا للبشرية كلها.



ع22، 23: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ.
مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا.

عندما كان اليهود يبنون هيكل سليمان وجدوا حجرًا كبيرًا قد قطع، ورأوا أنه أكبر من باقي الأحجار، ولا يتفق معها، فتركوه جانبًا. وبعد بناء الحائطين المتعامدين للبناء وجدوا فراغًا في الزاوية لا يملأه إلا هذا الحجر المرذول، فتعجبوا أن هذا الحجر صار أهم الأحجار، إذ صار رأسًا للزاوية، وبه يستند الحائطان، ويثبتان. وصار هذا مثلًا عند اليهود "أن الحجر الذي رذله البناؤون صار رأسًا للزاوية" إلى أن علموا أن هذا رمز للمسيح.

المسيح أشار إلى (ع22) في (مت21: 42) عند كلامه مع اليهود، وأعلن أن هذا الحجر كان رمزًا له. فقد رذله الكهنة والكتبة والفريسيون، وقاوموه وصلبوه، ولكن اكتشف المؤمنون بعد ذلك أنه الفادى والمخلص، والقائم من الأموات، فصار هذا عجيبًا في أعينهم.

كل قديسى العهد القديم والجديد تنطبق عليهم هاتان الآيتان. فالأنبياء قاومهم اليهود، مثل موسى وإيليا، وأشعياء وإرميا، وبعضهم قتلوهم نشرًا بالمنشار مثل أشعياء أو رجمًا بالحجارة مثل إرميا، ولكن اكتشف المؤمنون بعد هذا أن كلامهم هو كلام الله، وتم وتحقق في حياتهم فصار عجيبًا في أعينهم. وكذا تكرر مع الرسل، مثل بطرس وبولس الذين احتملوا آلامًا كثيرة، واستشهدوا مع أن كلامهم كان هو كلام الحياة. وكذلك حياة الشهداء التي روت الكنيسة بدمائهم، فنمت وترعرعت وصارت قوية على مدى الأجيال. وما زال هذا الأمر عجيبًا في أعين الكل حتى الآن.

† لا ترفض كلام الله الذي تسمعه، ولا تهمله لئلا تدان به. حاول أن تنفذه قدر ما تستطيع حتى لو كان جزئيًا. فالله يفرح بمحاولتك ويسندك. ثابر في جهادك الروحي، وثق أنك ستنتصر في النهاية.


(4) الاحتفال بالخلاص في بيت الرب (ع24-29):



ع24-27: هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ فِيهِ.

آهِ يَا رَبُّ خَلِّصْ! آهِ يَا رَبُّ أَنْقِذْ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ.
بَارَكْنَاكُمْ مِنْ بَيْتِ الرَّبِّ. الرَّبُّ هُوَ اللهُ وَقَدْ أَنَارَ لَنَا.
أَوْثِقُوا الذَّبِيحَةَ بِرُبُطٍ إِلَى قُرُونِ الْمَذْبَحِ.

اليوم هو يوم القيامة الذي أعلن فيه إتمام الخلاص للبشرية لكل من يؤمن به، وتعيد له الكنيسة ليس فقط في عيد القيامة والخمسين يومًا التالية، بل أيضًا في كل يوم أحد. وهذا اليوم -يوم القيامة- يقصد به أيضًا كل ما يتصل بالفداء من تجسد المسيح وكرازته، ودخوله أورشليم، وموته على الصليب.

يفرح المؤمنون بهذا اليوم - يوم الخلاص - ويطلبون من الله أن يهبهم هذا الخلاص بقولهم آه يا رب خلص "آه يا رب أنقذ"، أي يخلصهم من خطاياهم، وينقذهم من سلطان إبليس.

هذه الآيات الأربعة تنطبق بوضوح على المسيح، فقد استقبل اليهود المسيح في أورشليم بكلمات (ع26) معلنين أنه هو المخلص الآتي لخلاصهم بإسم الرب.

يقول الشعب الآتي بموكب إلى الهيكل الآيات من (ع24-26) فيرد عليهم اللاويون من الداخل بكلمات (ع27) ويقصدون أن الله هو نور حياتنا، ويطلب من الشعب أن يرتبوا ويدخلوا بموكب إلى المذبح؛ ليحتفلوا ويفرحوا بهذا العيد العظيم، عيد الفصح أو عيد المظال. أما في كنيسة العهد الجديد، فالمقصود أن الرب يسوع المسيح هو الله، وقد أنار وأضاء علينا بخلاصه الذي أتمه على الصليب، ويطلب من المؤمنين أن يأتوا إلى مذبح العهد الجديد بموكب عظيم وفرح؛ ليتناولوا من الأسرار المقدسة. هذا هو احتفال الكنيسة الأعظم.

لعل داود النبي قد قال هذه الآيات عندما أتم انتصاراته، وفرح، وعيد لله، ودخل لهيكله، وقدم ذبائح شكر له.



ع28، 29: إِلهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ، إِلهِي فَأَرْفَعُكَ.
احْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ.

يختم المزمور بشكر الله وحمده وتعظيمه لأجل صلاحه وأيضًا كل أعماله التي ذكرها المزمور.

أخر آية في هذا المزمور هي بداية المزمور، فالمزمور يبدأ وينتهى بالحمد. وعدد (28) كان ينادى به الملك و(ع29) كان يرنمه خورس اللاويين.

لعل هذه الآيات كتبها داود بروح النبوة، إذ رأى المسيح إلهه، وشكره على الخلاص، الذي سيقدمه عن البشرية كلها.

† لا تنسى أن تشكر الله بعد كل عمل يعمله معك، أو بك، فتزداد محبتك لله، وتنمو ثقتك بنفسك، وتفيض عليك بركات جديدة من الله.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 166504 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






المزمور المئة والرابع عشر
الله القدير المخلص


"عند خروج إسرائيل من مصر وبيت يعقوب من شعب أعجم" (ع1)


مقدمة:

1. كاتبه: غير معروف لأن ليس له عنوان، فهو من المزامير اليتيمة.

2. متى كتب؟

يحدثنا هذا المزمور عن عبور البحر الأحمر، ثم نهر الأردن، وبالتالي يكون ميعاد كتابته في أحد هذه الاحتمالات:

أ - عند دخول أرض كنعان في الجلجال بعد عبور نهر الأردن مباشرة.

ب - بعد انتصارات داود على الأمم تمجيدًا لله القوى.

جـ- بعد الرجوع من السبي تمجيدًا لله الذي أرجع شعبه، وتشجيعًا للشعب على بناء الهيكل بأورشليم.

3. إذ يحدثنا المزمور عن عبور البحر الأحمر والأردن، فهو يشجع النفس التي تردده على الخروج من تحت سلطان إبليس وخطاياه، للتوبة وبدء حياة جديدة مع الله.

4. هذا المزمور ليتورجى كان يصلي قبل أكل الفصح،الذى هو أهم أعياد بني إسرائيل.

5. يذكر هذا المزمور في لقان عيد الغطاس، فيقرأ قبل الإنجيل، ثم يتكرر ذكره أثناء قداس اللقان، ليعلن سلطان الله على المياه. وإن كان المسيح قد غطس في المياه ليكمل كل بر عنا، لكنه هو خالق المياه، وكل الطبيعة تخضع له.

6. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية.



 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 166505 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






مكايد الأشرار للأبرار (ع1-4)



1- عِنْدَ خُرُوجِ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبَيْتِ يَعْقُوبَ مِنْ شَعْبٍأَعْجَمَ
2- كَانَ يَهُوذَا مَقْدِسَهُ، وَإِسْرَائِيلُ مَحَلَّ سُلْطَانِهِ.

أعجم: غريب اللغة.

يبين المزمور أن شعب إسرائيل عند خروجه من مصر، ثم تملكه أرض الميعاد، كان سبط يهوذا الذي تقع فيه أورشليم والهيكل مكان الله المقدس؛ لأن في يهوذا كانت تقدم العبادة في الهيكل، فهو أقدس مكان في العالم وقتذاك. وعبدوا الله وشكروه؛ لأنه أخرجهم بقوة عظيمة من مصر بالضربات العشر، من بين شعب يتكلم لغة غريبة عنهم. والمقصود بيهوذا ليس فقط سبط يهوذا الكبير الذي فيه الهيكل، ولكن كل مملكة بني إسرائيل؛ لأن الله ساكن في وسطهم.

يقصد أيضًا بإسرائيل كل مملكة بني إسرائيل، وليس فقط العشرة أسباط. وقد ظهر سلطان الله وقوته في إسكان شعبه مكان الكنعانيين الأشرار في أرض تفيض لبنًا وعسلًا، وفى حمايته لهم من الأمم المحيطة عندما كانوا متمسكين به، مثل أيام داود وسليمان. وسلطان الله وحمايته مرتبطة بخضوع شعبه له، وتمسكهم بوصاياه وشريعته. والخلاصة أن شعب الله يتمتع بالقداسة وحماية الله له طالما يعبده بأمانة في هيكله ويحيا بوصاياه.

 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 166506 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يظهر سلطان الله على الطبيعة في هروب مياه البحر أمام قوة الله المتمثلة في عصا موسى، فانشق البحر، وعبر بنو إسرائيل. ونهر الأردن أيضًا تراجع إلى الخلف، ليفسح طريقًا لعبور شعب الله إلى أرض كنعان. وهذان حدثان في زمانين مختلفين يمثلان سلطان الله على الطبيعة؛ لمنفعة شعبه.

البحر يرمز للعالم والشر والشياطين التي تهرب كلها أمام الله، والنهر يرمز لمحبة الماديات التي تتراجع أمام محبة المؤمن لله، بل الموت أيضًا يرمز إليه النهر، فقد تراجع أمام سلطان الله القائم من الأموات، وأمام القديسين الذين أقاموا الموتى. والخلاصة أن المؤمن بالمسيح له سلطان على الطبيعة والشياطين، وكل شر إن تمسك بالله.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 166507 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






† إن كان الله له كل السلطان على العالم،
فلا تنزعج من تغيرات الطبيعة، وقوة رؤساء وأقوياء العالم،
وهم جميعًا في قبضة الله ضابط الكل،
ويحركهم لمنفعتك إن كنت متمسكًا بإيمانك ووصايا الله وعبادته.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 166508 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خضوع الطبيعة لله (ع5-8)



5- مَا لَكَ أَيُّهَا الْبَحْرُ قَدْ هَرَبْتَ؟ وَمَا لَكَ أَيُّهَا الأُرْدُنُّ قَدْ رَجَعْتَ إِلَى خَلْفٍ؟

6- وَمَا لَكُنَّ أَيَّتُهَا الْجِبَالُ قَدْ قَفَزْتُنَّ مِثْلَ الْكِبَاشِ، وَأَيَّتُهَا التِّلاَلُ مِثْلَ حُمْلاَنِ الْغَنَمِ؟

يتعجب كاتب المزمور من سلطان الله الجبار على الطبيعة حتى أن البحار والأنهار تهرب وتخاف منه، وكذا الجبال والآكام تتحرك كأنها أطفال بين أيدي أبيها، فالحملان هي صغار الأغنام والكباش. ويسأل الطبيعة عن سبب تحركها هذا ولا تجيب إلا بأنها خاضعة لإلهها وخالقها. وهذا التكرار الذي ذكر في (ع3، 4) هو تأكيد لعظمة الله وسلطانه.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 166509 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








7- أَيَّتُهَا الأَرْضُ تَزَلْزَلِي مِنْ قُدَّامِ الرَّبِّ، مِنْ قُدَّامِ إِلهِ يَعْقُوبَ!
8- الْمُحَوِّلِ الصَّخْرَةَ إِلَى غُدْرَانِ مِيَاهٍ، الصَّوَّانَ إِلَى يَنَابِيعِ مِيَاهٍ.


غدران: جع غدير وهو النهر الصغير.

الصوان: حجر صخرى شديد الصلابة يسمى الجرانيت.

يجيب هنا كاتب المزمور عن تساؤله في (ع5، 6) بأن الطبيعة عندما رأت الرب المخوف تزلزلت. والرب هو إله يعقوب، فتزلزلت الأرض أمام شعب الله عندما ظهر الرب على الجبل لموسى كما ذكرنا. وتزلزلت أيضًا عندما أعلن رئيس الملائكة ميخائيل قيامة الرب يسوع من الأموات. وفى برية سيناء عندما ضرب موسى الصخرة أفاضت ماء كنهر، وشرب الشعب، ومجدوا الله (عد20: 11).

هذه الآيات ترمز إلى تزلزل الإنسان أمام قوة الله في المعمودية، فيموت الإنسان العتيق، ويولد الإنسان الجديد، ثم تفيض بالروح القدس من بطنه أنهار ماء حية. وقلب الإنسان كان قد تقسى بالخطية، ولكن بالإيمان يستعيد حيويته، بل يفيض منه الروح القدس مياه النعمة، فتشبعه، وتشبع الآخرين، إذ يتحول إلى نور للعالم، وملح للأرض.
 
قديم 15 - 07 - 2024, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 166510 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة








† إن الروح القدس مستعد أن يعمل
في قلبك مهما كانت خطاياك،
فيلين قلبك وترتبط بمحبة المسيح،
وتشبع به، بل تفيض على الآخرين بذلًا وعطاء.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024