15 - 07 - 2024, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 166471 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وإِن لم يَقبَلْكُم مَكانٌ ولم يَستَمِعْ فيه النَّاسُ إِليكم، فارحَلوا عنهُ نافِضينَ الغُبارَ مِن تَحتِ أَقدامِكم شَهادَةً علَيهم "شَهادَةً علَيهم" فتشير إلى شهادة ذات قيمة قضائيَّة يُدلى بها على أحد الأشخاص (مرقس 6: 11) أو أمامه أو شهادة لديهم (مرقس 13: 9). يبدو أن هذه الشَّهادة تكون للتَّأييد أو الاتهام وَفقا لكيفية قبولها. كما قبل النَّاس يسوع بالرَّفض هكذا سيقابلون تلاميذه. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 166472 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فمَضَوا يَدْعونَ النَّاسَ إِلى التَّوبَة تشير عبارة "فمَضَوا" إلى إطاعة التلاميذ لأمر المسيح وتجوُّلهم في قرى الجليل (لوقا 9: 6). أمَّا عبارة "التَّوبَة" فتشير إلى افتتاح تبشيرهم بالتَّوبة كما افتتح يوحنا المعمدان كلام تبشيره بالتَّوبة (مرقس 1: 4) وكما فعل المسيح أيضًا (مرقس 1: 15). والتَّوبة تقوم بتغيير التَّفكير والاتِّجاه، وبالتَّالي السُّلوك والعمل وتغيير القلب. وهي أول مهمة تفرضها إرساليَّة يسوع في سبيل مجيء ملكوت الله، وهي إعلان التَّوبة كما أعلنها يسوع: "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة" (مرقس 1: 15). وهذه المُهمَّة تقتضي ضرورة الارتداد وتغيير الحياة. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 166473 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وطرَدوا كَثيرًا مِنَ الشَّياطين، ومَسَحوا بِالزَّيْتِ كَثيرًا مِنَ المَرْضى فَشَفَوْهم تشير عبارة "طرَدوا كَثيرًا مِنَ الشَّياطين" إلى المُهمَّة الثَّانيَّة التي تفرضها إرساليَّة يسوع في سبيل مجيء ملكوت الله. وتقوم هذه المُهمَّة على مقاومة قوى الشَّر كي يعيش النَّاس في سلام مع بعضهم البعض، لآنَّ الشَّيطان يضع الفساد والعداوة بين النَّاس. وقدّم مرقس البشير هذه المعجزة على كل ما ذكره من المعجزات كأنَّها أعظم من الكل. وهذه المُهمَّة في طرد الشَّياطين تُثبت صحة تعاليمهم. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 166474 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وطرَدوا كَثيرًا مِنَ الشَّياطين، ومَسَحوا بِالزَّيْتِ كَثيرًا مِنَ المَرْضى فَشَفَوْهم "مَسَحوا بِالزَّيْتِ كَثيرًا مِنَ المَرْضى فَشَفَوْهم" فتشير إلى المُهمَّة الثَّالثة التي تفرضها إرساليَّة يسوع، وهي شفاء المرضى وتحسين نمط الحياة. وهذه المُهمَّة تُثبت صحة تعاليمهم. ويخضع طرد الشَّياطين وشفاء المرضى لسلطان يسوع. فالمرض دليل لسيطرة الخطيئة والشَّيطان، والشَّفاء دليل الانتصار على الشَّيطان (متى 17:18). فالكرازة بالإنجيل لا توجّه إلى الرُّوح والعقل فحسب، إنما توجَّه أيضًا إلى الجسد وصعوبات الحياة البشريَّة. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 166475 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وطرَدوا كَثيرًا مِنَ الشَّياطين، ومَسَحوا بِالزَّيْتِ كَثيرًا مِنَ المَرْضى فَشَفَوْهم "مَسَحوا بِالزَّيْتِ" فلا تشير إلى المعالجة الطَّبية لتخفيف الألم عن الجروح (لوقا 10: 34)، أو علاجًا طبِّيَّا كما اعتاد اليهود (أشعيا 1: 6) بل تشير إلى علاقة خارجيَّة ظاهرة لسلطان المرسل على إجراء المعجزات تماما كما فعل يسوع شأن اللَّمس أو وضع اليدين (مرقس 5: 21-43). تكلم يعقوب الرَّسول عن هذه الوصيَّة: "هل فيكُم مَريض؟ فلْيَدْعُ شُيوخَ الكَنيسة، ولِيُصَلُّوا عليه بَعدَ أَن يَمسَحوه بِالزَّيتِ بِاسمِ الرَّبّ"(يعقوب 5: 14). هذا الطقس يُفهم في الكنيسة المسيحيَّة كفعل رمزي وديني يمثل الشِّفاء الإلهي والنعمة الإلهيَّة. المسح بالزيت يرتبط بالشفاء، سواء كان جسديًا أو روحيًا، ويُظهر إيمان المؤمنين بأن الله قادر على الشفاء والاستجابة للصلوات. فقد قال غالينوس الطَّبيب الإغريقي المشهور "إنّ الزَّيت هو أفضل الأدوية للجَسَد المتألّم" ولكن الزَّيت في يد مُرْسَل المسيح وتلميذه يُساعد في شفاء الجسد ولكن مع هذا الشِّفاء يُعطي الرُّوح القدس شفاءَ الرُّوح للإنسان. وباختصار، إنَّ الدَّعوة إلى التَّوبة وطرد الشَّياطين وشفاء المرضى هي العلامات الثَّلاثة للملكوت السَّماوي. لقد تمَّم التَّلاميذ الإرساليَّة بنجاح. وكان محور كرازتهم التَّوبة الصَّادقة النَّابعة عن الإيمان بالسَّيد المسيح الذي يملك في القلب، أمَّا ثمر هذه الكرازة فهو شفاء النَّفس والجسد. تُشفى النَّفس بإخراج الشَّياطين، ويُشفى الجسد بموهبة الشِّفاء خلال الدُّهن بالزَّيت. ومن هنا، تتميز رسالة يسوع في إنجيل مرقس بعملين: طرد الشَّياطين وشفاء المرضى. وأما دهن الموتى عند الدَّفن بالزَّيت في العادات الشَّرقيَّة فهي وسيلة استعداد النَّفس للموت. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 166476 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غالينوس الطَّبيب الإغريقي المشهور "إنّ الزَّيت هو أفضل الأدوية للجَسَد المتألّم" ولكن الزَّيت في يد مُرْسَل المسيح وتلميذه يُساعد في شفاء الجسد ولكن مع هذا الشِّفاء يُعطي الرُّوح القدس شفاءَ الرُّوح للإنسان. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:26 PM | رقم المشاركة : ( 166477 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأديبات الرب لهم: 13 وَالشَّعْبُ لَمْ يَرْجعْ إِلَى ضَارِبِهِ وَلَمْ يَطْلُبْ رَبَّ الْجُنُودِ. 14 فَيَقْطَعُ الرَّبُّ مِنْ إِسْرَائِيلَ الرَّأْسَ وَالذَّنَبَ، النَّخْلَ وَالأَسَلَ، فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ. 15 اَلشَّيْخُ وَالْمُعْتَبَرُ هُوَ الرَّأْسُ، وَالنَّبِيُّ الَّذِي يُعَلِّمُ بِالْكَذِبِ هُوَ الذَّنَبُ. 16 وَصَارَ مُرْشِدُو هذَا الشَّعْبِ مُضِلِّينَ، وَمُرْشَدُوهُ مُبْتَلَعِينَ. 17 لأَجْلِ ذلِكَ لاَ يَفْرَحُ السَّيِّدُ بِفِتْيَانِهِ، وَلاَ يَرْحَمُ يَتَامَاهُ وَأَرَامِلَهُ، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٌ وَفَاعِلُ شَرّ. وَكُلُّ فَمٍ مُتَكَلِّمٌ بِالْحَمَاقَةِ. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! 18 لأَنَّ الْفُجُورَ يُحْرِقُ كَالنَّارِ، تَأْكُلُ الشَّوْكَ وَالْحَسَكَ، وَتُشْعِلُ غَابَ الْوَعْرِ فَتَلْتَفُّ عَمُودَ دُخَانٍ. 19 بِسَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ تُحْرَقُ الأَرْضُ، وَيَكُونُ الشَّعْبُ كَمَأْكَل لِلنَّارِ. لاَ يُشْفِقُ الإِنْسَانُ عَلَى أَخِيهِ. 20 يَلْتَهِمُ عَلَى الْيَمِينِ فَيَجُوعُ، وَيَأْكُلُ عَلَى الشَّمَالِ فَلاَ يَشْبَعُ. يَأْكُلُونَ كُلُّ وَاحِدٍ لَحْمَ ذِرَاعِهِ: 21 مَنَسَّى أَفْرَايِمَ، وَأَفْرَايِمُ مَنَسَّى، وَهُمَا مَعًا عَلَى يَهُوذَا. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! يبقى الشعب متحجر القلب لهذا: "يقطع الرب مع إسرائيل الرأس والذنب، النخل والأسل (الحلفاء أو القش) في يوم واحد" [14]. أ. ينتزع رؤساء الشعب مهما كانت منزلتهم (الرأس، النخل). ب. ينتزع الأنبياء الكذبة (الذنب، الأسل). ج. إبادة المرشدين لأنهم مضلون [16]. د. لا يرق للفتيان بسبب صغر سنهم، ولا للأيتام أو الأرامل مع أنه "أبو اليتامى وقاضي الأرامل" (مز 68: 5)... فقد اشترك الكل معًا في الشر مع عناد وعجرفة وحماقة [17]. كان الملوك الأشوريون في غاية القسوة: تغلَثْ فَلاسِر لم يترفق بالصغار ولا بالأرامل أو الأيتام في أفرايم. ه. يتحول الشعب كله إلى أشبه بغابة تحترق بنار الغضب الإلهي [19]، ليس لأن الله ينتقم لنفسه وإنما لأن فجورهم نار مدمرة [18]. ز. تتحول الأمة إلى حالة من الفوضى قانونها العنف والظلم وعدم التشبع، تسودها حروب أهلية دموية مدمرة: "لا يشفق الإنسان على أخيه، يلتهم على اليمين فيجوع، ويأكل على الشمال فلا يشبع، يأكلون كل واحد لحم ذراعه (أي جاره أو قريبه)" [19-20]... هذه صورة بشعة لمجتمع شريعته الحرب والعنف والأنانية مع الجشع. يُفني الواحد الآخر (غل 5: 15)، وكما يقول حجي النبي: "زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلًا، تأكلون وليس إلى الشبع، تشربون ولا تروون، تكتسون ولا تدفأون، والأخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس مثقوب" (حج 1: 6)، علامة خلو حياتهم من بركة الرب ونعمته. ح. لا يقف التطاحُن على الأفراد وإنما يتسلل إلى الأسباط نفسها فيتحالف سبط مع آخر ضد ثالث وهكذا: "مَنسَّي أفرايم وأفرايم مَنسَّي، وهما معًا على يهوذا" [21]. "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد" [21]. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:29 PM | رقم المشاركة : ( 166478 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هجوم آشور على يهوذا ومعاقبة آشور يحوي هذا الأصحاح ويْليْن، الويل الأول ضد رؤساء الشعب بسبب شرهم، والثاني ضد آشور لأن الله سمح له بغزو يهوذا للتأديب فإذا به ينتفخ على الله ويجدف عليه، حاسبًا أن آلهته غلبت إله إسرائيل. يرى البعض أن هذا الأصحاح كُتب في السنوات الأولى من حكم حزقيا ملك يهوذا، بعد سقوط السامرة في سرجون ملك آشور (إش 10: 11). الويل الأول ضد القيادات: 1 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَقْضُونَ أَقْضِيَةَ الْبُطْلِ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ جَوْرًا 2 لِيَصُدُّوا الضُّعَفَاءَ عَنِ الْحُكْمِ، وَيَسْلُبُوا حَقَّ بَائِسِي شَعْبِي، لِتَكُونَ الأَرَامِلُ غَنِيمَتَهُمْ وَيَنْهَبُوا الأَيْتَامَ. 3 وَمَاذَا تَفْعَلُونَ فِي يَوْمِ الْعِقَابِ، حِينَ تَأْتِي التَّهْلُكَةُ مِنْ بَعِيدٍ؟ إِلَى مَنْ تَهْرُبُونَ لِلْمَعُونَةِ، وَأَيْنَ تَتْرُكُونَ مَجْدَكُمْ؟ 4 إِمَّا يَجْثُونَ بَيْنَ الأَسْرَى، وَإِمَّا يَسْقُطُونَ تَحْتَ الْقَتْلَى. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! يرى البعض أن الويل الموجه ضد القيادات هنا هو تكملة لما ورد في الأصحاح السابق عن كبرياء إسرائيل، ويدللون على ذلك أنه انتهى أيضًا بالعبارة التي تكررت قبلًا: "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد" (إش 9: 12، 17، 21؛ 10: 4). بهذا يكون الحديث موجهًا ضد قيادات الأسباط العشرة (إسرائيل). غير أن تكملة الحديث موجه إلى أورشليم عاصمة يهوذا لهذا يرى بعض الدارسين أن ما ورد هنا ينطبق على قيادات المملكتين لأنهما تشابهتا في الشر. يكشف الله تصرفات القادة الجائرة، التي تتركز في القضاء بالباطل والحكم بالظلم [1]، يصدون الضعفاء عن التمتع بحقوقهم المسلوبة، ويسلبون حق البائسين خاصة الأيتام والأرامل [2]. وكما يقول الحكيم: "ثم رجعت ورأيت كل المظالم التي تُجرى تحت الشمس فهوذا دموع المظلومين ولا معزٍ لهم ومن يد ظالميهم قهر" (جا 4: 1). الآن إذ يُدرك إشعياء عدل الله خاصة في دفاعه عن الضعفاء يسأل هؤلاء القادة: "وماذا تفعلون في يوم العقاب حين تأتي التهلكة من بعيد؟ إلى من تهربون للمعونة؟ وأين تتركون مجدكم؟ إما يجثون بين الأسرى وإما يسقطون تحت القتلى" [3-4]. العقاب قادم لا محالة خاصة تجاه القيادات الدينية والمدنية، هذا أمر مفروغ منه وحقيقة لا يمكن تجاهلها. وكما سبق فقال: "ويل للشرير شر، لأن مجازاة يديه تُعمل به" (إش 3: 11). لا يجدون معونة، لأن الذي يعيننا في الحكم هو رحمتنا وترفقنا بالغير. تزول أمجادهم لأنها ارتبطت بالزمن لا بالله، لهذا منهم من يسقط أسيرًا ليجثو في مذلة بين الأسرى، ومنهم من يُقتل عندما يهاجمهم آشور، فيسقط تحت جثث الآخرين. لقد داسوا حق الضعفاء فيطأهم الغير تحت أقدامهم. مع هذا كله لا زال الله يمد يد محبته ليُخلصهم من شرهم: "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد" [4]. الويل الثاني ضد آشور: 5 «وَيْلٌ لأَشُّورَ قَضِيبِ غَضَبِي، وَالْعَصَا فِي يَدِهِمْ هِيَ سَخَطِي. 6 عَلَى أُمَّةٍ مُنَافِقَةٍ أُرْسِلُهُ، وَعَلَى شَعْبِ سَخَطِي أُوصِيهِ، لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْبًا، وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ. 7 أَمَّا هُوَ فَلاَ يَفْتَكِرُ هكَذَا، وَلاَ يَحْسِبُ قَلْبُهُ هكَذَا. بَلْ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُبِيدَ وَيَقْرِضَ أُمَمًا لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ. 8 فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَلَيْسَتْ رُؤَسَائِي جَمِيعًا مُلُوكًا؟ 9 أَلَيْسَتْ كَلْنُو مِثْلَ كَرْكَمِيشَ؟ أَلَيْسَتْ حَمَاةُ مِثْلَ أَرْفَادَ؟ أَلَيْسَتِ السَّامِرَةُ مِثْلَ دِمَشْقَ؟ 10 كَمَا أَصَابَتْ يَدِي مَمَالِكَ الأَوْثَانِ، وَأَصْنَامُهَا الْمَنْحُوتَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنَ الَّتِي لأُورُشَلِيمَ وَلِلسَّامِرَةِ، 11 أَفَلَيْسَ كَمَا صَنَعْتُ بِالسَّامِرَةِ وَبِأَوْثَانِهَا أَصْنَعُ بِأُورُشَلِيمَ وَأَصْنَامِهَا؟». 12 فَيَكُونُ مَتَى أَكْمَلَ السَّيِّدُ كُلَّ عَمَلِهِ بِجَبَلِ صِهْيَوْنَ وَبِأُورُشَلِيمَ، أَنِّي أُعَاقِبُ ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ. 13 لأَنَّهُ قَالَ: «بِقُدْرَةِ يَدِي صَنَعْتُ، وَبِحِكْمَتِي. لأَنِّي فَهِيمٌ. وَنَقَلْتُ تُخُومَ شُعُوبٍ، وَنَهَبْتُ ذَخَائِرَهُمْ، وَحَطَطْتُ الْمُلُوكَ كَبَطَل. 14 فَأَصَابَتْ يَدِي ثَرْوَةَ الشُّعُوبِ كَعُشٍّ، وَكَمَا يُجْمَعُ بَيْضٌ مَهْجُورٌ، جَمَعْتُ أَنَا كُلَّ الأَرْضِ، وَلَمْ يَكُنْ مُرَفْرِفُ جَنَاحٍ وَلاَ فَاتِحُ فَمٍ وَلاَ مُصَفْصِفٌ». 15 هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا، أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُودًا! 16 لِذلِكَ يُرْسِلُ السَّيِّدُ، سَيِّدُ الْجُنُودِ، عَلَى سِمَانِهِ هُزَالًا، وَيُوقِدُ تَحْتَ مَجْدِهِ وَقِيدًا كَوَقِيدِ النَّارِ. 17 وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَارًا وَقُدُّوسُهُ لَهِيبًا، فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، 18 وَيُفْنِي مَجْدَ وَعْرِهِ وَبُسْتَانِهِ، النَّفْسَ وَالْجَسَدَ جَمِيعًا. فَيَكُونُ كَذَوَبَانِ الْمَرِيضِ. 19 وَبَقِيَّةُ أَشْجَارِ وَعْرِهِ تَكُونُ قَلِيلَةً حَتَّى يَكْتُبَهَا صَبِيٌّ. سبق أن تحدث النبي عن قوة آشور العسكرية وجبروته ونصرته حتى على شعب الله، كما أكد أن ما حل بالشعب هو بسماح إلهي للتأديب، لكن آشور تعظم على الله وحسب بغلبته هذه أنه غلب إله هذا الشعب وأذله... لهذا يعود الرب فيؤدب آشور نفسه المتعالي والمتعجرف. اعتاد إشعياء النبي أن يتحدث بجرأة وصراحة فبينما يدعو آشور قضيب غضب الله وعصاهم هي سخط الرب [5] لكون آشور أداة لتحقيق تأديبات الرب، نجده يدعو شعب الله "أمة منافقة" و"شعب سخط الله" [6]، لأن هذا الشعب قد حمل صورة العبادة من الخارج بينما دبّ الفساد في حياتهم الداخلية. هذا ما دفعه إلى دعوة الشعب بأسماء ممقوتة وأن يعلن أن الله يُسلمهم لآشور للنهب والغنيمة لكي يطأهم آشور بالأقدام فيصيرون مدوسين كطين الأزقة... من يستخف بالحياة المقدسة في الرب إنما يسلم حياته للفساد والضياع وينهار ليسخر به عدو الخير ويطأه تحت قدميه. لم يدرك آشور هذه الحقيقة أنه مجرد أداة للتأديب [7] إنما في كبرياء قال: "أليست رؤسائي جميعًا ملوكًا؟!" [8]، بمعنى أن الولاة الذين يقيمهم ملك آشور تحت قيادته هم جميعًا ملوك، فماذا يكون مركزه هو؟! إنه ملك ملوك! قال أيضًا: "أليست كلنو مثل كرمشيش؟! أليست حماة مثل أرفاد؟! أليست السامرة مثل دمشق؟!" [9]. يرى الدارسون أن المتحدث هنا سنحاريب الآشوري المفتخر بانتصاراته بجانب انتصارات سرجون السابق له بكونها انتصارات لحساب آشور ككل، تكشف عن عدم جدوى مقاومة الزحف الآشوري. ربما يقصد بكلنو "كلنة" المذكورة مع حماة وجت في (عا 6: 2) والتي يظن أنها كولاني أو كولانهو الحديثة التي تبعد مسافة 6 أميال من أرفاد بالقرب من حلب. كركميش: عاصمة الحثيين الشرقية، غربي نهر الفرات عند فرضة في النهر وشمالي مكان التقائه بساجور. موقعها تجاري ممتاز، غنية جدًا. استوفي آشور ناصر بال (885 - 860 ق.م.) منها جزية كبيرة جدًا، واستولى عليها سرجون عام 717 ق.م.، وبسقوطها سقطت الإمبراطورية الحثية. دعاها الرومان كركيسيوم، في موقعها الآن جرابلس. أرفاد: مدينة في آرام تبعد حوالي 13 ميلًا شمال حماة، في موضعها الآن "تل أرفاد". استولى عليها الآشوريون في القرن التاسع قبل الميلاد، لكنها ثارت ضدهم ثم عادوا فاستولوا عليها عدة مرات، وهم يفخرون بغلبتهم عليها. هكذا لم تقف أمام آشور أعظم مدن الحثيين أو الأراميين، فهل تقف أمامه مدن يهوذا وإسرائيل؟! لقد حسب آشور نفسه أنه غلب آلهة الأمم وأوثانها التي تحميها فلن يقف إله إسرائيل أو يهوذا قدامه [10-11]، ظانًا أنه على ذات مستوى هذه الأصنام. لقد سمح الله له بذلك، لكنه يعود فيؤدب آشور على سخريته به: "فيكون متى أكمل السيد كل عمله بجبل صهيون وبأورشليم إني أعاقب ثمر عظمة قلب ملك آشور وفخر رفعة عينيه، لأنه قال: بقدرة يدي صنعت وبحكمتي، لأني فهيم، ونقلت تخوم شعوب ونهبت ذخائرهم وحططت الملوك كبطل، فأصابت يدي ثروة الشعوب كعش وكما يجمع بيض مهجور أنا كل الأرض ولم يكن مرفرف جناح ولا فاتح فم ولا مصفصف" [13-14]. هكذا ظن آشور أنه بقدرته وحكمته صنع أعمالًا خارقة: حكم ملوكًا ونقل الشعوب، دمر وقتل واغتنى، في غزواته يتطلع إلى الشعوب كعش طائر لا حول له ولا قوة، ينهب ما فيه من بيض مهجور... لم يوجد من يقف أمامه أو ينطق بكلمة. لم يدرك آشور أنه كان فأسًا أو منشارًا يستخدمه الله للتأديب، فتشامخت الأداة على من يستعملها. لذلك يقوم الله بتأديبه هكذا: أ. يرسل على "سِمانه"، أي أبطال جيشه الجبابرة، هزالًا [16]. ب. يوقد تحت "مجده"، أي جيشه، وقيدًا كوقيد النار [16]، فتلتهمه ليصير رمادًا. يصير الله "نور إسرائيل" نارًا آكلة لآشور، والقدوس لهيبًا يُحطم العدو [17]. بمعنى آخر الله الذي هو نور للمؤمنين وسرّ تقديس لحياتهم يكون نارًا آكلة ولهيبًا للأشرار المقاومين. ج. يُفني جيشه فيبقى عدد قليل (أشجار وعرة) يستطيع صبي أن يكتب أسماءهم [19]، هذا من جهة العدد أما من جهة القوة فيفقدون طاقتهم النفسية والجسدية ويكونون كمسلول يذوب [18]. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:30 PM | رقم المشاركة : ( 166479 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الناجون من إسرائيل: 20 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضًا عَلَى ضَارِبِهِمْ، بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. 21 تَرْجعُ الْبَقِيَّةُ، بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ، إِلَى اللهِ الْقَدِيرِ. 22 لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. 23 لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ الْجُنُودِ يَصْنَعُ فَنَاءً وَقَضَاءً فِي كُلِّ الأَرْضِ. كثيرًا ما تحدث الأنبياء عن "البقية" التي تخلص، قصدوا بها القلة القليلة التي تبقى أمينة للرب وسط انهيار القيادات الدينية وفساد القضاة والرؤساء والشعب أيضًا. هذه البقية التي تنجو من فساد الجماعة ورجاساتهم، يخلصون من الضيق الشديد وقت التجربة المُرّة (رؤ 3: 10). هذه البقية التي تنجو من ظلم آشور لا تفرح بعودتها إلى أورشليم إنما بما هو أعظم، تفرح بلقائها مع الله القدير نفسه [21]. اقتبس الرسول بولس قول إشعياء النبي [(إش 22، 23) Lxx] قائلًا: "وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص، لأنه متمم أمر وقاض بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به على الأرض" (رو 9: 27-28). جاء هذا القول في إشعياء [(إش 22، 23) Lxx] وكان يحمل نبوة عن المسبيين إذ كانوا كثيرين جدًا بالنسبة للقلة القليلة التي تنجو من الأسر... وأن الله سمح بذلك، بل وقضى بهذا التأديب لأجل البر. طبق الرسول هذه النبوة بصورة أشمل على العصر المسياني حيث يؤسر عدد كبير جدًا من اليهود تحت الجحود رافضين الإيمان بالمسيا، وقليلون هم الذين يخلصون بقبولهم المسيا المخلص، وقد سمح الله بذلك لأجل البر، ليفتح الباب للأمم. يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه يعني أنني لا أهتم بالجمع (بالعدد الضخم)، ولا أتأثر بالجنس (اليهود)، وإنما أخلص من يتقدمون كمستحقين للخلاص. إنه لم يذكر "كرمل البحر" بلا سبب. إنما ليذكرهم بالوعد القديم (تك 22: 17؛ 32: 12) الذين جعلوا أنفسهم غير أهل له. لماذا ترتبكون إذن إن كان الوعد لا يتحقق (للكل) إذ أظهر كل الأنبياء أنه ليس الجميع يخلصون؟ عندئذ يظهر الرسول أيضًا طريق الخلاص... "لأنه متمم أمر وقاض (بسرعة) بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به (سريعًا) على الأرض" (رو 9: 28)... هذا الأمر هو الإيمان الذي يحمل خلاصًا في كلمات قليلة: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامة من الأموات خلصت" (رو 10: 9). ها أنتم ترون أن الرب متمم كلمة قليلة على الأرض، والعجيب أن هذه الكلمة القليلة لا تحمل خلاصًا فحسب بل وبرًا]. كما يقول: [لئلا تظن أن الله يهتم بالعدد الضخم فقط يقول: "وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص"]. ويقول القديس أغسطينوس: [هذه هي البقية من تلك الأمة التي تؤمن بالمسيح]. |
||||
15 - 07 - 2024, 01:32 PM | رقم المشاركة : ( 166480 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص، لأنه متمم أمر وقاض بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به على الأرض" (رو 9: 27-28). يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم [إنه يعني أنني لا أهتم بالجمع (بالعدد الضخم)، ولا أتأثر بالجنس (اليهود)، وإنما أخلص من يتقدمون كمستحقين للخلاص. إنه لم يذكر "كرمل البحر" بلا سبب. إنما ليذكرهم بالوعد القديم (تك 22: 17؛ 32: 12) الذين جعلوا أنفسهم غير أهل له. لماذا ترتبكون إذن إن كان الوعد لا يتحقق (للكل) إذ أظهر كل الأنبياء أنه ليس الجميع يخلصون؟ عندئذ يظهر الرسول أيضًا طريق الخلاص... "لأنه متمم أمر وقاض (بسرعة) بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به (سريعًا) على الأرض" (رو 9: 28)... هذا الأمر هو الإيمان الذي يحمل خلاصًا في كلمات قليلة: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامة من الأموات خلصت" (رو 10: 9). ها أنتم ترون أن الرب متمم كلمة قليلة على الأرض، والعجيب أن هذه الكلمة القليلة لا تحمل خلاصًا فحسب بل وبرًا]. كما يقول: [لئلا تظن أن الله يهتم بالعدد الضخم فقط يقول: "وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص"]. ويقول القديس أغسطينوس [هذه هي البقية من تلك الأمة التي تؤمن بالمسيح]. |
||||