13 - 07 - 2024, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 166371 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقالَ لَهم: وحيثُما دَخَلتُم بَيتاً، فأَقيموا فيه إِلى أَن تَرحَلوا تشير عبارة "وقالَ لَهم" إلى الانتقال من الأسلوب غير المُباشر إلى الأسلوب المباشر. أمَّا عبارة "حيثُما دَخَلتُم بَيتاً" فتشير إلى الكلام عن واجب الضِّيافة للمُرْسَلين، وعلى المُرْسَلين أن يعتمدوا على عطايا أهل البيت وكرمهم الذين قدَّموا الكرازة لهم؛ فبصفتهم رُسل المسيح هم مستحقُّون أن يُعيل الشَّعب إيَّاهم، كما جاء في تصريح متى الإنجيلي "لأَنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ طَعامَه" (متى 10: 10)؛ فقد كان للرَّبّانِييِّن حقٌ في العيش من عطايا تلاميذهم في أوضاع معينة كما يؤكد بولس الرَّسول: "إِنَّ العامِلَ يَستَحِقُّ أُجرتَه" (1 طيموتاوس 5: 18). تشير تعليمات يسوع إلى إقامة المُرْسَلين في بيت مُعين واتِّخاذه كمركز إشعاع ومنه ينتقلون من بيت إلى بيت (لوقا 10:7). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 166372 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفهوم المُرْسَل أو الرَّسول: كلمة "رسول" في العهد الجديد مشتقة من الكلمة اليونانيَّة " ἀπόστολος ومعناها "رسول، مُرْسَل، مبعوث". وقد وردت كلمة "رسول" أو رسل (68) مرة في أسفار العهد الجديد، وفي معظم هذه المرات، تشير إلى أشخاص دعاهم المسيح إلى خدمة معينة في الكنيسة. نجد في بعض الدِّيانات غير المسيحيَّة فكرة الإرسال الإلهي. يصور مثلا أبيكتيت الفيلسوف نفسه "مُرْسَل الآلهة، ووصيّهم، وداعيتهم"، و"نذير الإله، وكمثال يحتذى به" لكي يُحيي عند النَّاس، تعليمه وشهادته، فاعتقد أنه تسلَّم رسالته هذه من السَّماء. ولكن في الكتاب المقدس، يرتبط الإرسال الإلهي بتاريخ الخلاص، والإرساليَّة تفرض دعوة وتلبية. فالدَّعوة هي نداء من الله " فإنَّكَ لِكلِّ ما أُرسِلُكَ لَه تَذهَب وكُلَّ ما آمُرُكَ بِه تَقول" (إرميا 1: 7)، وكل دعوة تتطلب تلبية الإنسان. " هاءَنذا فأَرسِلْني " (أشعيا 6: 8). فالنَّبي مثلا هو مُرْسَلا من قبل الله بصفته رسولًا (أشعيا 41: 9). وهذا ما يتطبق على المسيح خاصة وعلى تلاميذه الاثني عشر عامة. |
||||
13 - 07 - 2024, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 166373 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفهوم المُرْسَل أو الرَّسول: اختار السَّيد المسيح تلاميذه (مرقس 3: 34) وبعد أن عاينوا أعماله العجيبة (مرقس 4: 35، 6: 6)، وعاشوا معه وشاركوه حياته، أرسلهم واهبًا لهم سلطانًا على الأرواح النَّجسة. فلا يكفي سماع الكلمة ولا مشاهدة أعماله ولا الوجود معه وملازمته إنَّما الحاجة أيضًا ملحَّة تمتُّعهم بسلطانه لهدم مملكة الشَّر وإقامة مملكة النُّور. |
||||
13 - 07 - 2024, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 166374 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الكنيسة الأولى لم تكن فكرة الرَّسول مقتصرة على الاثني عشر أو الثَّلاثة عشر، فهناك بولس الرَّسول (رومة 1:1) الذي لم يستوفِ كل الشُّروط التي توهِّله ليصبح رسولا، لكنه كان شاهدًا للقيامة كما قال له يسوع: "ظَهَرتُ لَكَ لأَجعَلَ مِنكَ خادِمًا وشاهِدًا لِهذِه الرُّؤْيا الَّتي رَأَيتَني فيها، ولِغَيرِها مِنَ الرُّؤَى الَّتي سأَظهَرُ لكَ فيها" (أعمال 26: 16–18)، ويعقوب البار كان يُعدُّ رسولا، لأنَّه رأى المسيح القائم من بين الأموات "َتَراءَى لِيَعْقوب (1 قورنتس 15: 7)، وبرنابا (أعمال الرسل 14: 4)، ويمكن اعتبار سِلْوانُسَ وطيموتاوس رسولين (1 تسالونيقي 2: 6)، وكذلك أَندَرونيقُس ويُونِياس (رومة 16: 7) وأَبُلُّسَ (1 قورنتس 4: 6). واستخدمت كلمة رسول في الإشارة إلى مبعوثين من الكنائس (2 قورنتس 8: 23) كما استخدمت للدلالة على الذين أرسلهم الله إلى شعبه قديمًا، إذ "قالَت حِكمَةُ الله: سأُرسِلُ إِليهِمِ الأَنبِياءَ والرُّسُل، وسيقتُلونَ مِنهُم ويَضطَهِدون" (لوقا 11: 49). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 166375 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
استخدمت كلمة "رسول" في العهد الجديد عن يسوع نفسه " تَأَمَّلوا رَسولَ شَهادَتِنا وعَظيمَ كَهَنَتِها يَسوع" (عبرانيين 3: 1)، ويؤكد ذلك يوحنا الرَّسول "ونَشهَد أَنَّ الآبَ أَرسلَ ابنَه مُخَلِّصًا لِلعَالَم"(1يوحنا 4: 14)، فهو مُرْسَل من الله الآب. ويَذكر إنجيل يوحنا أيضًا أن "الآب أرسل المسيح" (يوحنا 7: 28) "كَفَّارةً لِخَطايانا" (1 يوحنا 4: 10)، وليكون "الوَسيطَ الواحد والحقيقيّ بَينَ اللهِ والنَّاسِ"(1 طيموتاوس 2: 5)، "ليتكلم بكلام الله" (يوحنا 3: 34) "وليعمل أعمال الله" (يوحنا 5: 36) ويُتمِّم مشيئة الله (يوحنا 6: 38)، وليُعلن الله (يوحنا 5: 37–47) وليهَب حياة أبديَّة (يوحنا 17: 2). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 166376 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تنبأ الأنبياء عن المسيح أنَّه المُرْسَل: "ليكون عَهدًا لِلشَّعبِ ونورًا لِلأُمَم" (أشعيا 42: 6)، وانَّه مُبشر المساكين "أَرسَلَني لِأُبشِّرَ الفُقَراء وأَجبُرَ مُنكَسِري القُلوب وأُنادِيَ بِإِفْراجٍ عنَ المَسبِيِّين وبتَخلِيَةٍ لِلمَأسورين (أشعيا 61: 1) ويُهيئ الطَّريق أمام الرَّب (ملاخي 3: 1)، ويكشف عن مجد الله أمام إخوتهم من الأمم (أشعيا 66: 18- 19).، ويُنفّذ مقاصده في هذه الدُّنيا (أشعيا 55: 11)، ويرسل "حكمته" حتى تساعد الإنسان في جهوده (حكمة 9: 10)، ويُرسل روحه حتى يُجدِّد وجه الأرض (مزمور 104، 3) ويُعرّف النَّاس إرادته (حكمة 9: 17). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 166377 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يطلب يسوع من النَّاس أن يؤمنوا أنّه مُرْسَل من الآب كما حدث عندما أحيا لعازر من القبر "لكِنِّي قُلتُ هذا مِن أَجْلِ الجَمْعِ المُحيطِ بي لِكَي يُؤمِنوا أَنَّكَ أَنتَ أَرسَلتَني" (يوحنا 11: 42). وهذا ما يتضمن في الوقت نفسه الإيمان بالابن على أنه المُرْسَل كما جاء في قول يسوع لدى تكلمه على خبز الحياة "عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل" (يوحنا 6: 29). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 166378 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوضح الرُّسل في كتاباتهم هدف إرساليَّة يسوع إلى العَالَم. لقد أرسل الله ابنه في ملء الزَّمن ليفتدينا ويمنحنا التَّبني، كما جاء في رسالة بولس الرَّسول: "لَمَّا تَمَّ الزَّمان، أَرسَلَ اللهُ ابنَه مَولودًا لامرَأَةٍ، مَولودًا في حُكْمِ الشَّريعةْ لِيَفتَدِيَ الَّذينَ هم في حُكْمِ الشَّريعة، فنَحْظى بِالتَّبَنِّي" (غلاطية 4: 4). وأرسل الله ابنه إلى العَالَم مخلصًا وكفارة عن خطايانا، حتى نحيا به: ذلك هو الدَّليل الأسمى لمحبته لنا كما جاء في رسالة يوحنا الرَّسول: "ما ظَهَرَت بِه مَحبَّةُ اللهِ بَينَنا هو أَنَّ اللهَ أَرسَلَ ابنَه الوَحيدَ إِلى العَالَم لِنَحْيا بِه" (1 يوحنا 4: 9). ويصبح يسوع هكذا المُرْسَل الحقيقي بالمعنى الكامل " اِذهَبْ فَاغتَسِلْ في بِركَةِ سِلوامَ، أَي الرَّسول (يوحنا 9: 7)، لذا يناشدنا صاحب رسالة العبرانيين بقوله" تَأَمَّلوا رَسولَ شَهادَتِنا وعَظيمَ كَهَنَتِها يَسوع" (عبرانيين 3: 1). وكل رسول بعد ذلك، إنما هو مُرْسَل من يسوع المسيح (يوحنا 20: 21–23). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 166379 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاثني عشر الرُّسل المُرْسَلون أثناء خدمة يسوع التَّبشيريَّة ازداد عدد تلاميذه بشكل ملموس، لكنَّهم لم يكونوا جميعهم رسلاً، حيث قام يسوع باختيار الاثني عشر من بين عدد كبير من أجل أن يكونوا معه "دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلٍا وهم: سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس، وأَندَراوُس أخوه، ويَعقوبُ ويوحَنَّا، وفيلِبُّسُ وبَرْتُلُماوُس، ومَتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ويَهوذا الإِسخَرْيوطِيُّ الَّذي انقَلَبَ خائِنًا." (لوقا 6: 13–16). وقد دُوِّنت أسماءهم كل اثنين معًا. لم يكن هذا مجرد أسلوب كتابي، لكنَّه جمع الأخ مع الأخ والصِّديق مع الصِّديق للعمل معًا. وكان مهمة أولئك الرُّسل أن يعملوا باسم المسيح (مرقس 9: 38–41). وقد اختار في أثناء خدمته هنا أثني عشر رسولًا على عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر (متى 19: 28). ويَذكرهم لوقا الإنجيلي دائما باسم "الرُّسل" (لوقا 9: 10)، لأنَّه “أَرسَلهم لِيُعلِنوا مَلَكوتَ اللهِ ويُبرِئوا المَرضى" (لوقا 9: 2). بعد القيامة أرسلهم يسوع لكلِّ العَالَم "اِذهَبوا في العَالَم كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين" (مرقس 16: 14). ولذلك فهناك دعوة مباشرة من المسيح كي يقوم الرَّسول بخدمته الرَّسوليَّة. وأمَّا الشُّروط الأخرى للانضمام للاثني عشر فهي مذكورة في سفر أعمال الرسل (1: 21 و22)، إذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع يسوع منذ معموديَّة يوحنا إلى صعود المسيح، وان يكونوا شهود للقيامة "فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك" (أعمال الرسل 2: 32). تمتد إرساليَّة يسوع عن طريق مُرْسَليه وهم الاثنا عشر، الذين لهذا السَّبب بالذَّات يحملون لقب المُرْسَل. والواقع أن إرساليَّة الرُّسل ترتبط ارتباطا وثيقا بإرساليَّة يسوع: "كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا أيضًا" (يوحنا 20: 21). وفي أثناء حياته أرسلهم يسوع يتقدمونه (لوقا 10: 1) ليعلنوا ملكوت الله ويشفوا المرضى (لوقا 9: 1-2)، وهذا هو موضوع إرساليته الشَّخصيَّة. فهم العملة الذين يرسلهم ربّ الحصاد إلى حصاده (متى 9: 38). وهم العبيد الذين يرسلهم الملك لإحضار المدعوين لعرس ابنه (متى 22: 3). أرسلهم يسوع " كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب" (متى 10: 16)، لذا ينبغي ألاّ ينخدعوا بخصوص المصير الذي ينتظرهم: ما "كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه" (يوحنا 13: 16)، وكما عامل العَالَم السَّيد، هكذا سيعامل عبيده (متى 10: 24-25). |
||||
13 - 07 - 2024, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 166380 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سيكون الإرسال الأخير للاثني عشر عند ظهور المسيح لهم بعد القيامة "اِذهَبوا في العَالَم كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين" (مرقس 16: 15)، وليتلمذوا جميع الأمم (متى 28: 19)، وليقدّموا شهادتهم في كل مكان (أعمال 1: 8). وبذلك سوف تبلّغ إرساليَّة الابن يسوع فعلًا إلى جميع النَّاس، بفضل إرساليَّة رسله وكنيسته. لخَّص مرقس الإنجيلي مهمة المُرْسَلين في ثلاث كلمات (مرقس 6: 7-12): الكرازة بالتَّوبة، وإخراج الشَّياطين، وشفاء المرضى. فموهبة الكرازة أو الكلمة تتطلّبُ حتميَّة الارتداد وتغيير الحياة؛ فالمُرْسَلون يقومون بحثّ القلوب على التَّوبة والإنذار بالعقوبات، أو التَّبشير بالمواعيد: فيرتبط دورهم ارتباطًا وثيقًا بكلمة الله، التي هم مُكلّفون بإعلانها للنَّاس. إن إعلان الكلمة يعني الكشف عن هذا الخير وإظهاره، وخلق الفرصة له ليصبح واقعًا نعيشه. وموهبة "طرد الشَّياطين هي القدرة على قوى الشَّر، وموهبة "شفاء المرضى" هي تحسين نمط الحياة البشريَّة. وأمَّا الدُّهن بالزيت هو إضافي للشفاء وحافز للإيمان وهذه الخدمات الثَّلاث هي علامات الملكوت. |
||||