09 - 07 - 2024, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 165891 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أما أنت يا الله فستظل إلى الأبد متوجا وسيظل ذكر اسمك جيلا بعد جيل (مز 102: 12) |
||||
09 - 07 - 2024, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 165892 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تطييب جسد القس مينا عبود بمصر القديمة
|
||||
09 - 07 - 2024, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 165893 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مثلا حبَّة الخردل والخميرة احتلَّ ملكوت الله مكانة بارزة في تعاليم المسيح منذ بداية خدمته على الأرض (متى 4: 17؛ مرقس 1: 15؛ لوقا 4: 43). فقد أعلن أن مجيئه إلى الأرض يعني اقتراب ملكوت الله. فقد كان يُؤسِّس ملكوت الله في وسط مستمعيه. وقد كانت المعجزات والتعاليم ترافق تأسيس الملكوت وتبرهن عليه. اتخذت تعاليم المسيح أشكالًا مختلفة، ولكن كان من أهمِّها الأمثال التي استخدمها لتعليم سامعيه شيئًا عن طبيعة الملكوت. يكشف مَثَل حبَّة الخردل (متى 13: 31-32؛ مرقس 4: 30-32؛ لوقا 13: 18-19) ومَثَل الخميرة (متى 13: 33؛ لوقا 13: 20) شيئًا عن النمو الخفي والتدريجي لملكوت الله. سنلقي نظرة بإيجاز على كل مَثَل على حدة. شبَّه الرب يسوع ملكوت الله بحبَّة الخردل التي، بسبب شكلها الأوَّل الصغير مقارنةً مع شكلها النهائي المُثير للدهشة، أعطت للمسيح نموذجًا مناسبًا لنمو ملكوت الله بين تأسيسه واكتماله. إن حبَّة الخردل، وهي من أصغر البذور في فلسطين، ستنتج شُجيرة صغيرة وبمرور الوقت قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أقدام. ستنمو البذرة الصغيرة لتصبح كبيرة جدًا بحيث تتآوى فيها طيور السماء. يعود هذا الوصف إلى الملك نبوخذ نصر ملك بابل. فقد رأى حُلمًا لشجرة نمت وكبرت بحيث سكنت فيها طيور السماء. ومع ذلك، تم قطع الشجرة في لحظة. كشف تفسير دانيال أن كل ممالك البشر ستنهار، حتى نبوخذ نصر العظيم (دانيال 4). ملكوت الله مختلف. فعلى الرغم من أن تأسيس هذا الملكوت كان بسيطًا، إلَّا أنَّه سينمو حتى يصل إلى شكله النهائي المجيد، لكي تُعشِّش في أغصانه كل طيور السماء (حزقيال 31: 6). لئلا ينسى سامعيه الرسالة، قال المسيح مَثَلًا آخر لتوضيح نفس الفكرة تقريبًا عن ملكوت الله. في هذا المَثَل، خبَّأت امرأة خميرة من عجينة الأسبوع السابق في ثلاثة أكيال دقيق. وقطعة صغيرة من الخميرة كان لها تأثيرها على العجين كله. مِثل الخميرة، يبدأ ملكوت الله صغيرًا، وغالبًا ما يكون عمله مخفيًّا وغير مرئي، إلى أن يتحقَّق تأثيره الكامل. يوضِّح هذان المثلان المتلازمان نمو ملكوت الله بين المجيء الأوَّل للمسيح ومجيئه الثاني. أظهر المسيح فيهما أن الطريقة التي أسَّس بها ملكوت الله لا تحتاج إلى إثارة أي شكوك حول قوَّة وشرعيَّة منصبه المسياني والملكوت. لم يكن التأسيس البسيط خطأً – فقد خطَّط له الله. قال جون كالفن: "أسَّس الرب ملكه ببداية ضعيفة ومُحتقرة، لغرض صريح، وهو أن تظهر قدرته بشكل كامل من خلال تقدُّمه غير المُتوقَّع". منذ أن نطق المسيح بهذه الأمثال، تجذَّرت بذور الخردل وازدهرت. كبر العجين المُختمر أضعافًا مُضاعفة. أولئك الذين عارضوا المسيح وأتباعه بعد صعوده حاولوا سحق الكنيسة الصغيرة –قطع الشجرة– قبل أن تتجاوز أورشليم. ومع ذلك، كانت محاولاتهم غير مُجدية. في الواقع، كلما قطعوا أكثر، نمت الشجرة. إن استشهاد استفانوس هو مثال واضح، لأنَّه أدَّى إلى التشتُّت الذي حمل الكرازة بالإنجيل إلى ما وراء أورشليم، إلى اليهودية، وإلى السامرة، وإلى أقاصي الأرض (أعمال الرسل 8: 4). إن تاريخ الكنيسة هو تحقيق وعد المسيح بأنَّه لن تقوي حتى أبواب الجحيم على كنيسته (متى 16 :18). لكن الملكوت الذي أسَّسه المسيح ينتظر عودته من أجل اكتماله الكامل والنهائي. وإلى أن يحدث ذلك، نسلك بالإيمان لا بالعيان (2 كورنثوس 5: 7). فنحن مواطنون في ملكوتٍ لا يتزعزع (عبرانيين 12: 28). عندما يعود المسيح لاكتمال ملكوت الله، لن يتمكَّن أحد من إنكار مجد الملكوت (متى 25: 31؛ مرقس 14: 62). إن الذي تجسَّد ووُلدَ في مكان متواضع سيعود في البهاء والقضاء (1 تسالونيكي 4: 16؛ رؤيا 1: 7) لإكمال الملكوت. ثمَّ، أخيرًا، سيكون مسكن الله مع الناس (رؤيا 21: 3-4). |
||||
09 - 07 - 2024, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 165894 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو الظلام الروحي؟ الظلام الروحي هو حالة الإنسان الذي يعيش بمعزل عن الله. يتحدث سفر إشعياء في العهد القديم، في نبوته عن المسيح، عن ظلمة روحية عميقة أحاطت بالناس. "الشَّعْبُ ظ±لسَّالِكُ فِي ظ±لظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. ظ±لْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلَالِ ظ±لْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ" (إشعياء 9: 2). يظهر هذا المقطع مرة أخرى في العهد الجديد، في انجيل متى 4: 16، ليعلن أن الذين عرفوا إله شعب إسرائيل من خلال ابنه يسوع المسيح هم الذين تحرروا من الظلمة الروحية ويسيرون الآن في نور حياة الله. علّم الرسول يوحنا أن الله نور: "وَهَذَا هُوَ ظ±لْخَبَرُ ظ±لَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ ظ±للهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ ظ±لْبَتَّةَ. إِنْ قُلْنَا: إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِي ظ±لظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ ظ±لْحَقَّ" (يوحنا الأولى 1: 5-6). وأعلن يسوع أنه نور العالم: "أَنَا هُوَ نُورُ ظ±لْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَا يَمْشِي فِي ظ±لظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ظ±لْحَيَاةِ" (يوحنا 8: 12). وبالتالي، فإن الظلمة الروحية تعني عدم وجود شركة مع الله من خلال العلاقة مع يسوع المسيح. ويتم التغلب على ظلمة الانفصال عن الله من خلال المسيح: "فِيهِ كَانَتِ ظ±لْحَيَاةُ، وَظ±لْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ ظ±لنَّاسِ، وَظ±لنُّورُ يُضِيءُ فِي ظ±لظُّلْمَةِ، وَظ±لظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ" (يوحنا 1: 4-5). عاش البشر في عالم ساقط منذ اللحظة التي أخطأ فيها آدم وحواء. يولد كل الناس في حالة الخطية والانفصال عن الله. ويعيش الانسان في الظلمة الروحية حتى يولد من جديد من روح الله. تُظلم الخطية عقولنا وتدمر بصيرتنا الروحية، وتغطينا في ظلام قاتم. "أَمَّا طَرِيقُ ظ±لْأَشْرَارِ فَكَالظَّلَامِ. لَا يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ” (أمثال 4: 19). شبّه موسى حالة الخطية والعصيان هذه بمن يتلمّس طريقه "كَمَا يَتَلَمَّسُ ظ±لْأَعْمَى فِي ظ±لظَّلَامِ" (تثنية 28: 29). يتحدث أحد أصدقاء أيوب عن التائهين في الظلمة الروحية: "فِي ظ±لنَّهَارِ يَصْدِمُونَ ظَلَامًا، وَيَتَلَمَّسُونَ فِي ظ±لظَّهِيرَةِ كَمَا فِي ظ±للَّيْلِ" (أيوب 5: 14). الحياة في تمرد على الله وإرادته تعادل العيش في ظلام روحي. عندما دعا الرب بولس، قال له: "... ظ±لْأُمَمِ ظ±لَّذِينَ أَنَا ظ±لْآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ، لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ ظ±لشَّيْطَانِ إِلَى ظ±للهِ، حَتَّى يَنَالُوا بِظ±لْإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ ظ±لْخَطَايَا وَنَصِيبًا مَعَ ظ±لْمُقَدَّسِينَ" (أعمال الرسل 26: 17-18). بعد الخلاص، يصبح المؤمنون منارات روحية لنور المسيح: "لِأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا ظ±لْآنَ فَنُورٌ فِي ظ±لرَّبِّ. ظ±سْلُكُوا كَأَوْلَادِ نُورٍ" (أفسس 5: 8). الذين هم في يسوع المسيح تم إنقاذهم من ملكوت الظلمة: "ظ±لَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ ظ±لظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ظ±بْنِ مَحَبَّتِهِ" (كولوسي 1: 13). الذين يرفضون يسوع المسيح يواجهون الانفصال الأبدي عن الله في "قَتَامُ ظ±لظَّلَامِ إِلَى ظ±لْأَبَدِ" (يهوذا 1: 4-13). في اليهودية، من المفهوم أن حقيقة الانسان الداخلية وخصائصه الأخلاقية تنعكس من خلال عيونه. قارن يسوع الحالة الأخلاقية للنفس غير المولودة ثانية بالظلمة في انجيل متى 6: 22- 23 قائلًا: "سِرَاجُ ظ±لْجَسَدِ هُوَ ظ±لْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ ظ±لنُّورُ ظ±لَّذِي فِيكَ ظَلَامًا فَظ±لظَّلَامُ كَمْ يَكُونُ!" كان مستمعو يسوع قد فهموا أن العين السليمة هي التي تسمح بدخول الضوء تمامًا كما يسمح القلب المتجدد السليم بدخول النور الروحي. لكن العين (أو القلب) المريضة أو الخاطئة تغلق النور تاركة الروح في الظلمة الروحية. يصف الرسول بولس الذين كانوا في حالة خطية قبل أن يعرفوا المسيح بأنهم يمتلكون ذهنًا مظلمًا منغلقًا وقلبًا قاسيًا: "إِذْ هُمْ مُظْلِمُو ظ±لْفِكْرِ، وَمُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ ظ±للهِ لِسَبَبِ ظ±لْجَهْلِ ظ±لَّذِي فِيهِمْ بِسَبَبِ غِلَاظَةِ قُلُوبِهِمْ" (أفسس 4: 18). يعيش غير المؤمنين في الظلمة الروحية لأن الشيطان، إله هذا العالم، أعمى عقولهم. لا يمكنهم رؤية نور الإنجيل المجيد: "ظ±لَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا ظ±لدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ظ±لْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ ظ±لْمَسِيحِ، ظ±لَّذِي هُوَ صُورَةُ ظ±للهِ" (كورنثوس الثانية 4: 4). يشير الظلام الروحي إلى كل ما يتعارض مع نور محبة الله في المسيح. الأخبار السارة التي يحملها يسوع إلى هذا العالم هي أن نوره - روحه المحيي - يفيض بالنور والحياة على الظلمة الروحية في قلب الخاطئ. والذي فتح عيون الأعمى يمكنه أيضًا إخراجنا من الظلمة الروحية. مهما كان الظلام، نور محبة الله وحقيقته يتغلبان على كل خطيئة تفصلنا عن الله. |
||||
09 - 07 - 2024, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 165895 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا يفعل الرب بهؤلاء البنات المتعجرفات السالكات في لهو وترف؟ أ. "يُصلّع الرب هامة بنات صهيون ويعري الرب عورتهن" [17]. الصلع أو القرعة بالنسبة للفتاة علامة القبح الشديد، فقد وهب الله المرأة الشعر تاج مجد لها لتعيش مكرمة ومحبوبة في الرب، يُعجب بها رجلها ويحبها ويكرمها فتشاركه الحياة الأسرية على قدم المساواة، بكونها الجسد الذي لا يستغنى عنه الرأس. لكنها إذ تخرج عن الناموس الطبيعي بروح الكبرياء واللهو تفقد حتى جمالها الطبيعي وكرامتها فتصير كمن أُصيبت بقرع. تعرية عورتها كناية عن كشف فساد طبيعتها، أو إشارة إلى عُريها، ليس من يبسط ذيله عليها ويستر حياتها ويهبها اسمه لتحتمي فيه وترتبط به. هذه هي حالة النفس البشرية الساقطة بالكبرياء، إذ تفقد عطايا الله لها، وينفضح فساد طبيعتها فتصير بلا جمال ولا قوة ولا كرامة، تسخر بها أتفه الخطايا ويلهو بها مجرد الخيال وأحلام اليقظة. ب. انتزاع كل مظاهر الغِنَى والزينة من خلاخيل وضفائر وأهله وحلقان وأسوار وبراقع وعصائب وسلاسل ومناطق وحناجر الشمامات (خمارات - طُرَّح) وأحراز ومرائي (ملابس شفافة للإثارة الجسدية) وقمصان (ملابس داخلية غالية) وعمائم وأزُر. هكذا ينزع عنها الزينة الخارجية والملابس الداخلية لتصير في عرى وقبح... لعلها ترجع إلى الله وتطلب أن يستر عليها بنفسه فيصير الرب نفسه ملبسها الساتر عليها (غل 3: 27؛ كو 3: 10). يسمح الله بهذا التأديب لبنات صهيون لكي تجد في المخلص سرّ زينتها ومجدها. هنا يُشير إلى ما يحل ببنات صهيون خلال السبي، إذ يقول: "فيكون عوض الطيب عفونة" [24]؛ بعد أن كن منشغلات بالطيب والروائح الذكية، ينفقن الكثير على ذلك، سُبين بواسطة العدو وحُملن إلى أرض غريبة ينهمكن في العمل دون راحة فتصير رائحة العرق كريهة. هذا ما حدث فعلًا، أما من الجانب الروحي فإن النفس المتكبرة تفقد زينتها الخارجية المخادعة فتنكشف عفونة طبيعتها وفقرها وعريها، لعلها تشعر بالحاجة إلى من يخلصها ويشبعها. وكما قيل لملاك (أسقف) كنيسة اللاودكيين:" لأنك تقول إني أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم أنك أنت الشقي والبائس وفقير وأعمى وعريان، أُشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مُصفى بالنار لكي تستغني، وثيابًا بيضًا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك، وكحل عينيك بكحل لكي تبصر (رؤ 3: 17-18). يتحدث القديس غريغوريوس النزينزيعن تقديس حاسة الشم فينا حتى لا يتحول طيب الروح القدس فينا عنا فتصير لنا عفونة طبيعتنا الذاتية، قائلًا: [لنُشفى أيضًا من جهة الشم...، وبدلًا من أن يسكب علينا التراب عوض الروائح الذكية فلنشتم رائحة المسحة التي سُكبت علينا التي تقبلناها روحيًا فشَّكلتنا (من جديد) وغيرّتنا، فتخرج منا رائحة زكية]. يقول النبي "عوض المنطقة حبل" [24]، بعد أن كانت بنات صهيون يتمنطقن بمناطق ذهبية مزخرفة ومُرصّعة بحجارة كريمة رُبطن بالحبال لسحبهن إلى السبي كمذلولات. صورة مؤلمة تكشف عن ثمر الخطية! "وعوض الجدائل قرعة"، كعلامة للإذلال يُقص شعر الشريفات ليظهرهن قبيحات. "عوض الديباج زنار المسح، وعوض الجمال كيّ" [24]... هكذا صارت ملابسهن المسوح عوض الثياب الفاخرة وظهر الكيّ على جبائهن أو أيديهن علامة العبودية... إذ كان العبيد من الجنسين يُختمون بختم معين بالكيّ ليعرف السيد من هم له. في اختصار عبّر عن تحطيم حياتهن تمامًا لاتكالهن على المظاهر الخارجية وعلى الذراع البشري، لذا يقول: "رجالك يسقطون بالسيف، وأبطالك في الحرب، فتئن وتنوح أبوابها وهي فارغة تجلس على الأرض" [25-26]. مات الرجال وسُبيت النساء وصارت المدينة العظيمة كما في فراغ! |
||||
09 - 07 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 165896 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان الفريسيون والكهنه يتضايقون ولا يحبون أن يخالط الرب يسوع الخطاة والعشارين والزناة ، لكن الرب جاء لا ليهلك الخطأة بل حتى يعيد لهم الحياة ويمنحهم فرصة جديدة ليعودوا الى حضن الله ، جاء من اجلنا جميعا وخصوصا اولائك البعيدين عن الله ولا يعرفوه ولم يختبروه في حياتهم ، كل من يدعي إنهُ مؤمن ويكره الخطأة فهو يقوم بفعل اسوء لأنهُ لم يعرف بعد معنى رسالة المسيح فألهنا مملوء من الرحمة والمحبة والمغفرة و والرأفة و يسوع جاء ليشفينا من امراضنا الروحية والجسدية ، فلنعترف جميعاً بأننا ابتعدنا عن طريق الرب ولنطلب المغفرة لنا ولجميع الناس ولنصلي من اجل كل الناس رسالة الرب هي للجميع والمحبة والغفران والرحمه تشمل الجميع .... |
||||
09 - 07 - 2024, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 165897 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور المئة والعاشر المسيح المنتصر لداود. مزمور قال الرب لربى اجلس عن يميني .." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور، وكما أعلن المسيح في العهد الجديد (مت22: 44). متى كتب؟ بعد انتصارات داود على الأمم المحيطة به. هذا المزمور من أعظم المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم كله عن المسيا المنتظر، ويجمع اليهود على هذا، كما يظهر من كلام المسيح معهم (مت22: 41-46). يحدثنا المزمور عن صفات المسيح، فهو الرب والملك والكاهن والديان والمنتصر على أعدائه. كان يرنم هذا المزمور في تتويج ملوك مملكة يهوذا، أى الملوك الذين من نسل داود. هذا المزمور من أكثر المزامير التي اقتبس منها العهد الجديد، فالمسيح بنفسه استخدمه (مر12: 35-37) وذكره بطرس في عظته يوم الخمسين (أع2: 34) واستعان به بولس الرسول في رسالته إلى كورنثوس الأولى والعبرانيين (1 كو15: 24-27؛ عب1: 13؛ 5: 5-10؛ 7: 17). يوجد هذا المزمور في الأجبية في صلاة الساعة التاسعة؛ لأن فيها ظهر المسيح المنتصر على الشيطان؛ لأنه وفَّى الدين بموته، وقيد الشيطان بذبيحة نفسه، فهو الكاهن الأعظم. (1) المسيح الرب والملك (ع1-3): ع1: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». "قال الرب لربى" تعلن أن الرب الآب يكلم "ربى" الذي هو الابن يسوع المسيح. وداود الملك يدعو المسيح "ربى" فهذا يؤكد لاهوت المسيح لأن داود كان ملكًا عظيمًا فمن يكون الذي يدعوه "ربى" أي سيده إلا الله. في الاصل العبري لهذا المزمور كلمة "الرب" هي "يهوه" و"ربى" هي "أدوناى". ويهوه هو اسم الله الآب في العهد القديم (خر6: 3) وأدوناى معناه الرب، أو السيد وهذا هو اسم المسيح الذي كان يلقب به على الأرض. فهذا يؤكد أن الآية تكلمنا عن حديث بين الآب والإبن. هذه الآية تمت بعدما مات المسيح على الصليب، ووفَّى أجرة خطايا البشر، وقيد الشيطان. فبعدما أتم الفداء، الآب ينادى الابن في داخل الذات الإلهية؛ ليظهر مجده بجلوسه عن يمين الآب، أي يظهر كمال قوته ولاهوته، والذي ظهر للبشر في قيامته. وبهذا يظهر سلطانه على الشياطين أعدائه، وأيضًا على تابعيه من الأشرار الذين صلبوا المسيح، وأهانوه، وخضعوا له، وأعلنوا إيمانهم به، مثل لونجينوس الذي طعنه بالحربة. لا يمكن أن نفهم مساواة الابن بالآب في الجوهر إلا بالروح القدس، فالروح هو الذي أعلن هذه الحقيقة لداود (مت22: 43). ومن أجل هذه المساواة، فجلوس الابن عن يمين الآب، أي إعلان مساواته بالآب لأنهما واحد في الجوهر، هي مساواة دائمة من الأزل وإلى الأبد. وإن كانت قد أخفيت عن أعين البشر في تجسد المسيح وآلامه وموته، ولكن الروح القدس يعلنها لداود ولكل المؤمنين، خاصة بعد أن أظهر قوته في قيامته. جلوس الابن عن يمين الآب هو جلوس المسيح الإله المتأنس أي بلاهوته وناسوته؛ ليملك إلى الأبد منتصرًا على أعدائه الشياطين. فهو بهذا يعلن للبشرية كلها التي تؤمن به أنه يعطيها سلطان ونصرة على كل حروب الشياطين من خلاله وبقوته. وبعدما تكمل جهادها على الأرض يهبها المسيح المنتصر أن تصعد إلى السماء لتحيا معه إلى الأبد، وتدخل من الأبواب المغلقة؛ أبواب الملكوت، ليسمح للبشرية المؤمنة به أن تدخل وتحيا في السماء. ع2: يُرْسِلُ الرَّبُّ قَضِيبَ عِزِّكَ مِنْ صِهْيَوْنَ. تَسَلَّطْ فِي وَسَطِ أَعْدَائِكَ. القضيب هو قضيب الملك، وهذا ما ظهر على الصليب، فقد ملك المسيح على خشبة (مزمور صلاة التاسعة من الاجبية الرب قد ملك على خشبة). إن كانت الآية الأولى أظهرت حديث بين الآب والإبن. فهذه الآية تكمل لنا عمل الثالوث، فتحدثنا عن عمل الروح القدس، الذي يرسل الكرازة بالمسيح الملك المخلص من صهيون، أي أورشليم إلى العالم كله؛ ليؤمن بخلاص المسيح. بملك المسيح على الصليب يتسلط على أعدائه، أي الأشرار الذين قاوموا المسيح وصلبوه. ويقول يتسلط وليس يهلك، وهذا التسلط يظهر في شكلين: أ - يؤمن هؤلاء الأشرار بالمسيح ويخضعون له. ب - لا يؤمنون بالمسيح، ولكن يخافونه، فيمنع شرهم بالإساءة إلى أولاده إلا بالمقدار الذي يراه لنفعهم. ع3: شَعْبُكَ مُنْتَدَبٌ فِي يَوْمِ قُوَّتِكَ، فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ مِنْ رَحِمِ الْفَجْرِ، لَكَ طَلُّ حَدَاثَتِكَ. منتدب: يقصد أنه متطوع وبحريته قد أتى للرب. "شعبك منتدب": يخاطب الآب الابن بأنه قدم الخلاص على الصليب وآمن به الكثيرون الذين هم شعبه. وهؤلاء خضعوا له بحريتهم، بل خرجوا يكرزون باسمه في العالم كله. وفى الترجمة السبعينية في الأجبية يقول "معك الرئاسة"، أي أن شعبك بحريته خضع لرئاستك في إيمانه وكرازته. "فى يوم قوتك": يوم قوة المسيح هو يوم الصليب الذي فيه أعطى الخلاص لشعبه، وامتد يوم الخلاص في حياة المؤمنين طوال عمرهم، فعاشوا في قوة المسيح، وهزموا الشياطين، وثبتوا في إيمانهم، وسلكوا في الفضائل. وفى الأجبية "فى يوم شدتك" أي قوتك. "فى زينة مقدسة": الزينة المقدسة هي الفضائل التي يتحلى بها شعب الله، أي يسلكون بالفضائل التي اكتسبوها بقوة المسيح، فيتمجد فيهم. وفى الأجبية "فى بهاء القديسين" أي فضائل القديسين، هكذا عاش كل أولاد الله. "من رحم الفجر": أي قبل أن يخرج الفجر، وهذا يحدثنا عن أزلية الابن الذي تجسد في ملء الزمان. وما يتم في الرحم مخفى وسرى، فأزلية المسيح سرية تعلو فوق العقل، كيف أنه موجود منذ الأزل وتجسد في ملء الزمان، ليضئ كالفجر على كل الجالسين في الظلمة، فينير بخلاصه لكل الخاضعين للخطية والموت، وهم كل البشر، ويعطيهم خلاصه؛ ليحيوا من جديد. - وولادة المسيح من الرحم قبل الفجر إلى جانب أنها تعنى أزليته في ولادته من الآب ومساواته له في الجوهر، تعنى أيضًا ولادته في ملء الزمان من بطن العذراء، وقد تم هذا فعلًا ليلًا قبل الفجر. وفى الأجبية يقول "قبل كوكب الصبح ولدتك" أي قبل الشمس والقمر الابن مولود من الآب لأنه أزلي وله نفس طبيعته. وفى نفس الوقت ولد من العذراء ليلًا قبل كوكب الصبح، أي قبل شروق الشمس. "لك طل حداثتك" الطل هو الندى، فالمسيح له الطل ويعنى المؤمنين به الكثيرين الذين مثل قطرات الندى النازلة من السماء. فهم سماويون بإيمانهم بالمسيح، وسلوكهم الروحي. وحداثتك مقصود بها الشباب، والحيوية، والقوة. وقد كان المؤمنون في الكنيسة الأولى، في العصر الرسولى ممتلئين بالحيوية ومحبة المسيح. وفى كل جيل يوجد المؤمنون المملوؤن حيوية. † ليتك تحيا في شباب روحي، أي تهتم بصلواتك وقراءاتك لتشعر بالمسيح فيعطيك حماسًا، ويفتح قلبك بحب لعمل الخير، ومحبة كل إنسان حتى من يسيء إليك. (2) المسيح الكاهن والديان (ع4-7): ع4: أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ. يتكلم المزمور هنا عن المسيح، وقد أقسم الرب؛ أي الآب أن المسيح هو الكاهن على رتبة ملكى صادق؛ أي أنه كاهن وملك إلى الأبد. والكهنوت والملك لم يجتمعا عند اليهود في سبط واحد، إذ أن الكهنوت كان من سبط لاوى، والملك من سبط يهوذا. إلا أن داود وابنه سليمان الملكين مارسا الكهنوت جزئيًا، فداود لبس ملابس الكهنوت عندما أرجع التابوت إلى أورشليم (2 صم6: 14). "اقسم الرب" إذ هو وحده له حق القسم، إذ له القدرة الكاملة على تحقيق ما يقسم به، أما البشر فضعفاء لا يملكون تحقيق ما يقسمون به، فلا يصح لهم القسم. ولم "يندم الله" أي لن يتراجع في كلامه؛ لأن أمره حتمى ويثبت إلى الأبد أن المسيح كاهن ويملك إلى الأبد. وإن كان قد ذكر عن الله أنه ندم، فذلك تعبير إلهي عن إمكانية تنازل الله عن كلامه إن تاب الإنسان، كما في توبة أهل نينوى. كهنوت المسيح أبدي لذا قال "على رتبة ملكى صادق"، الذي هو ملك ساليم، أي ملك السلام وغير معروف له بداية ولا نهاية. أما كهنوت هارون فيعطى للبشر المحدودين الذين يموتون، فكهنوت المسيح على طقس ملكى صادق وليس هارون. ونلاحظ أن ملكى صادق قدم ذبيحته خبزًا وخمرًا كما المسيح، وملكى صادق كان رمزًا للمسيح (تك14: 18). 5- الرَّبُّ عَنْ يَمِينِكَ يُحَطِّمُ فِي يَوْمِ رِجْزِهِ مُلُوكًا 6- يَدِينُ بَيْنَ الأُمَمِ. مَلأَ جُثَثًا أَرْضًا وَاسِعَةً. سَحَقَ رُؤُوسَهَا. رجزه: غضبه الشديد. تظهر في هذه الآية مساواة الآب بالإبن، إذ يقول للإبن الرب عن يمينك، كما ذكر في (ع1) أن الابن يجلس عن يمين الآب، والمقصود بالجلوس عن اليمين ليس المعنى المكانى؛ لأن الله غير محدود، وليس له يمين، أو يسار. ولكن المقصود باليمين القوة والمجد. تظهر الآيتان سلطان المسيح الذي يحطم ويدين ويسحق كل مقاوميه، ويقصد الشياطين وكل الأشرار الذين يتبعونه، فكل من قاوم الله، وكنيسته على مر الأجيال تحطم، وأصبح ذليلًا، مثل نبوخذنصر الذي صار كالحيوانات (دا4: 33)، وأليفانا الذي قتلته يهوديت (يهو13: 10) وأنطيوخوس الكبير الذي أكله الدود ومات أيام المكابيين (2 مك9: 9)، ومثل دقلديانوس والأباطرة الذين وقفوا ضد الكنيسة، وغيرهم من ملوك الأرض الذين تحطموا وظلت الكنيسة قوية حتى الآن. دينونة الشيطان تمت على الصليب عندما قيده المسيح بموته على الصليب، وفى يوم الدينونة الأخير سيلقيه في العذاب الأبدي، وكل من يتبعه من الأشرار. ع7: مِنَ النَّهْرِ يَشْرَبُ فِي الطَّرِيقِ، لِذلِكَ يَرْفَعُ الرَّأْسَ. المسيح الابن شرب من نهر الآلام، واحتمل كل أتعاب الصليب، ومات ليفدينا، وبقوة لاهوته رفع رأسه بالقيامة؛ ليقيمنا فيه من موت الخطية. كل إنسان روحي في ساعة الضيقة يشرب من نهر الروح القدس الذي يلتجئ إليه، فيتعزى قلبه، ويثبت أثناء التجربة؛ حتى في نهايتها يرفع رأسه بقوة الله، وينتصر على حروب الشيطان. † عندما تقابلك آية ضيقة ثق أنها بسماح من الله لخيرك، فلا يضطرب قلبك. ولكن اطلب الله بالصلاة والاتضاع، مقدمًا توبة عن خطاياك، فتتنقى، ويرفع الله رأسك ويمجدك ويباركك ببركات كثيرة. المزمور المائة والحادى عشر شكر لله الحصن "هللويا احمد الرب بكل قلبى في مجلس المستقيمين وجماعتهم" ع1 مقدمة: كاتبه: غير معروف. متى كتب؟ يوجد عنوان في الترجمة السبعينية لهذا المزمور، وهو "من أجل عودة حجاي وزكريا". وبهذا يكون ميعاد كتابته بعد الرجوع من السبي. يتحدث هذا المزمور عن أعمال الله، وعظمتها، وصفاتها، فهو يدعو الإنسان إلى شكر الله وتسبيحه مع الثبات في الإيمان به. توجد علاقة بين هذا المزمور، والذي يليه في أن الأول يتكلم عن صفات أعمال الله، أما المزمور 112 فيتكلم عن صفات خائفى الله. هذا المزمور ليتورجى، وكان يردد في عيد الفصح، كما يخبرنا القديس أغسطينوس. هذا المزمور والذي يليه مرتبان على الأبجدية العبرية. فينقسم هذا المزمور إلى إثنين وعشرين جزءًا (يمكن أن تحتوى الآية على جزئين أو ثلاثة) وكل جزء يبدأ بحرف من الحروف الأبجدية العبرية. ويلاحظ أن هذين المزمورين فيهما آيات تتشابه مع سفري المزامير والأمثال. لأن المزمور 110 السابق لهذا المزمور يتكلم عن صعود المسيح، فهذا المزمور والمزموران التاليان له يبدأ كل منهما بكلمة هللويا. فتعبر هذه المزامير الثلاثة عن الفرح بصعود المسيح. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الساعة التاسعة، التي مات فيها المسيح على الصليب وأتم فداءنا؛ لذا فنمجد أعمال الله العظيمة التي بها نلنا خلاصنا وفداءنا. (1) شكر الله على أعماله (ع1-4): ع1: هَلِّلُويَا. أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي فِي مَجْلِسِ الْمُسْتَقِيمِينَ وَجَمَاعَتِهِمْ. يبدأ المزمور بالتهليل والحمد والشكر لله؛ لأجل كل إحساناته. وهذا التسبيح من كل القلب، أي بكل المشاعر، وليس فقط باللسان، أي أن كيان المرتل كله يشكر الله، ويسبحه، فهو غير منشغل بشهوات العالم، أو همومه، ولكن انشغاله الوحيد هو بتسبيح الله. وبهذا يحقق وصية الله أن يحبه بكل قلبه (تث6: 5). لا يكتفى بالشكر والحمد في المخدع، ولكن أيضًا يحمد الله في مجلس، ومجمع المستقيمين، أي المؤمنين بالله، والمستقيمين في عبادته. فهو يتشجع ويشجع من حوله على تسبيح الله، وهذا يؤكد أن هذا المزمور مزمور ليتورجى. ع2: عَظِيمَةٌ هِيَ أَعْمَالُ الرَّبِّ. مَطْلُوبَةٌ لِكُلِّ الْمَسْرُورِينَ بِهَا. أعمال الله عظيمة تظهر مدى حكمته وقدرته في الخلق، وتدبير الكون وحفظه إياه في إتزان. بل تظهر عظمته أيضًا في جعل المخلوقات أن تعمل عكس عملها لتمجيد اسمه، ولخلاص أولاده؛ فيجعل النار لا تحرق الثلاثة فتية، والأسود المفترسة الجائعة لا تضر دانيال. وعلى العكس يجتمع البرد والنار لإهلاك المصريين، والشمس والقمر لا يضيئان في ضربة الظلام. أعمال الله يطلبها المؤمنون؛ أي يتأملوا فيها، ويعاينوا الله خالقها، فتسر قلوبهم، وتسبح الله على عظمته، بل يطلبون التأمل في أعمال الله دائمًا ليكتشفوا الله المختفى وراءها، ويظلوا في تمجيد وتسبيح دائم له. ع3: جَلاَلٌ وَبَهَاءٌ عَمَلُهُ، وَعَدْلُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. جلال: عظمة. بهاء: حسن وجمال. قائم: ثابت. أعمال الله عظيمة وجميلة جدًا، ليس فقط في الكائنات الضخمة مثل الشمس والقمر، ولكن في أصغر المخلوقات، مثل الحشرات، أو الميكروبات غير المرئية بالعين المجردة. فكلها بحكمة خلقت، ولها نظام في الحياة يحفظها، مهما بدا ضعفها، أو تعرضت للظروف المقاومة لها. كل هذا خلقة الله لأجل الإنسان، فكم يتعاظم عمله في خلقه الإنسان، ورعايته، وتدبير حياته. الله كامل في عدله، وعدله دائم إلى الأبد، لكنه يطيل أناته على الأشرار ليعطيهم فرصة للتوبة، وبالتالي لا ينزعج الإنسان إذا تعرض لظلم؛ لأن الله عادل، وسيعوضه في الأرض جزئيًا، وفى الأبدية بلا حدود. ومن ناحية أخرى لا يندفع أحد ويظلم غيره حتى لو أتيحت له الفرصة. فالله لابد أن يعاقبه سواء في هذه الحياة، أو بالأكثر في الحياة الأخرى إن رفض التوبة. ع4: صَنَعَ ذِكْرًا لِعَجَائِبِهِ. حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ هُوَ الرَّبُّ. أعمال الله العجيبة من المهم أن يتذكرها الإنسان؛ حتى يثبت إيمانه، وتدفعه للحمد والشكر. ولذا أمر الله شعبه أن يحفظوا جزءً من المن في قسط داخل تابوت العهد طوال حياتهم، وكذا عصا هارون التي أفرخت، وفوق الكل لوحى الوصايا. وأمر الله شعبه أن يقدسوا أيامًا للأعياد ليتذكروا فيها الله. وحتى اليوم الكنيسة تهتم بتذكر أعمال الله من خلال الأعياد والأصوام، وفوق الكل التذكار الحي العينى لجسده ودمه من خلال سر الافخارستيا. تذكر أعمال الله يعلن لمن يحرص عليه حنان الله ورحمته، وبهذا يتعلق شاكرو الله بشخصه ويحبونه من كل قلوبهم، فتفيض عليهم مراحم أوفر؛ حتى أنهم يمتلئون حبًا ورحمة من نحو الآخرين، فيخدمونهم ويكرمونهم. † ليتك تخصص ولو دقائق كل يوم أو كل أسبوع لتتأمل في أعمال الله، سواء في الطبيعة، أو تدبيرها، أو خلقتك، أو رعايته لك، ليهدأ قلبك ويمتلئ حبًا له، وينطلق لسانك بتسبيحه. (2) صفات أعمال الله (ع5-10): ع5: أَعْطَى خَائِفِيهِ طَعَامًا. يَذْكُرُ إِلَى الأَبَدِ عَهْدَهُ. ذكر الله عهده مع الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، فاهتم بشعبه في برية سيناء، وأعطاهم المن طعامًا طوال أربعين سنة؛ لأنهم يؤمنون به، ويخافونه. فأطعمهم في برية جرداء هي برية سيناء، كما أطعم أولاده على مر الأجيال مثل إيليا الذي أطعمه بواسطة الغراب (1 مل 6:17) وكما أطعم المسيح الجموع من السمكتين والخمس خبزات ( مت 14: 13-21 ). يقصد بالطعام الفصح ولذا يرنم هذا المزمور في عيد الفصح، كما ذكرنا في المقدمة. والفصح يرمز لذبيحة المسيح، أي جسده ودمه، التي يعطيها في كنيسته كل يوم لخائفيه كعهد أبدى، أي يطعمهم روحيًا إلى الأبد. والله لا ينسى عهده ويريد من أولاده المؤمنين أيضًا ألا ينسوا عهده، فيتناولون من جسده ودمه دائمًا لغفران خطاياهم، وليعطهم حياة روحية قوية. كما أمر شعبه أيام موسى أن يضعوا منًا في القسط الذهبى داخل تابوت العهد، ليتذكروا دائمًا كيف أطعمهم، ذاكرًا عهده مع إبراهيم ليتكلوا عليه ويشكروه. ع6: أَخْبَرَ شَعْبَهُ بِقُوَّةِ أَعْمَالِهِ، لِيُعْطِيَهُمْ مِيرَاثَ الأُمَمِ. أخبر الله شعبه بني إسرائيل الذي كان مستعبدًا في مصر بقوة أعماله، ليس فقط بالوعود والكلام، بل عمليًا من خلال الضربات العشر، وشق البحر الأحمر وعبورهم وغرق فرعون وكل جيشه. بعدما عالهم الله في برية سيناء أربعين سنة بطريقة معجزية، فأعطاهم الماء في الصخرة والمن من السماء، وكذلك السلوى، وحفظ ثيابهم ونعالهم فلم تبلى، وحفظهم من الأعداء، فانتصروا عليهم مثل عماليق و أوصلهم في النهاية إلى نهر، وشقه ليعبروا فيه، ثم أباد الوثنيين الساكنين في كنعان لشرهم، وأعطى بني إسرائيل أرضهم لإيمانهم به. 7- أَعْمَالُ يَدَيْهِ أَمَانَةٌ وَحَقٌّ. كُلُّ وَصَايَاهُ أَمِينَةٌ. 8-ثَابِتَةٌ مَدَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ، مَصْنُوعَةٌ بِالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ. أعمال الله أمينة؛ أي مؤكدة وحق، بمعنى أنها لخير الإنسان، وكذلك كل وصاياه ثابتة؛ حتى لو لم يفهمها الإنسان في وقتها، واحتمل ضيقات، لكنه يكتشف في النهاية أن الباب الضيق والطريق الكرب هو المؤدى للحياة الأبدية. والله يطيل أناته على الشر، ولكن لابد أن يكافئ عاملى الخير. وصايا الله وأعماله ثابتة لا يمكن أن تتغير حتى لو تغير العالم كله، وكلها حقائق مهما حاول الشيطان التشكيك فيها. وهي وحدها المستقيمة وعكسها هو الانحراف، مهما كان الأمرمغريًا مثل شهوات العالم. ولذا ينبغى أن يتمسك المؤمن بإيمانه، ووصايا الله، ويرفض كل شك حتى لو كان كلام الشيطان مقنعًا؛ إذ سينكشف خداعه بعد هذا. ع9: أَرْسَلَ فِدَاءً لِشَعْبِهِ. أَقَامَ إِلَى الأَبَدِ عَهْدَهُ. قُدُّوسٌ وَمَهُوبٌ اسْمُهُ. أرسل الله فداءً لشعبه إسرائيل المستعبد في مصر، فحرره وأخرجه من مصر وعبر البحر الأحمر ومات بدلًا منه فرعون وكل جيشه. وأقام الله عهده مع شعبه ليكون له إلهًا ويكون له شعبًا، فحفظه وعاله في برية سيناء، وملكه أرض كنعان، وأظهر قداسته له عندما سكن بيته في خيمة الإجتماع، بعدما ظهر بجبروته على الجبل، وقدم الشعب له الذبائح وخافه وعبده، فتمتع برعايته وعشرته. كل ماعمله الله مع شعبه في العهد القديم كان رمزًا لفداء المسيح على الصليب، ثم أقام عهده في كنيسته بسر الإفخارستيا. وهكذا سكن القدوس وسط أولاده، وقدسهم بالميرون وبتناول جسده ودمه. اسم الله قدوس، ففيه كل البر والصلاح، وهو أيضًا مهوب ومخوف، وعظيم جدًا، فيستحق التمجيد والتسبيح. وفى نفس الوقت اسمه مخيف جدًا للأشرار، خاصة في يوم الدينونة عندما يلقيهم في العذاب الأبدي. ع10: رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. "رأس الحكمة" أي بدايتها وأصلها ومصدرها الأول هي مخافة الرب، ولا يمكن أن توجد حكمة بدون مخافة الرب؛ لأن المخافة تبعد الإنسان عن الشر، وتقوده للاتضاع، فيستطيع أن يعاين الله الذي يرشده في كل أموره الروحية والمادية. والحكمة جيدة ليس لمن يعرفها معرفة نظرية، بل لمن يحيا، أي ينفذ وصايا الله، ويلتصق به فيخافه ويحبه، فيحيا في سلام. إذ يعرف الإنسان الله بالحكمة يفرح جدًا ويسبحه على الدوام. ويظل يسبح الله طوال حياته، بل يمتد التسبيح إلى الأبدية. وهكذا ينتهى المزمور بالتسبيح كما بدأ به بقوله هللويا. وهذه الآية إن كانت ختام هذا المزمور، فهي بداية للمزمور التالي الذي يحدث خائفى الله. † إن كان الله عمل في حياتك أعمالًا كثيرة تظهر أبوته ورعايته، فلابد أن تؤمن به فتحيا مطمئنًا متكلًا عليه، ويتفرغ قلبك لمحبته وتسبيحه، فتتذوق حلاوة الملكوت وأنت على الأرض. المزمور المئة والثانى عشر خائف الرب المحب للآخرين "هللويا طوبى للرجل المتقى الرب المسرور جدًا بوصاياه" ع1 مقدمة: كاتبه: غير مذكور فهو من المزامير اليتيمة، وينسبه البعض لداود النبي. متى كتب؟ لوجود عنوان لهذا المزمور في الترجمة السبعينية هو "من أجل عودة حجى وزكريا" فيمكن أن يكون ميعاد كتابته بعد السبي، أو أيام داود إن كان كاتبه داود. يوجد تشابه بين هذا المزمور وسابقه، أي (مز111)، فإن كان المزمور السابق يطوب الله وأعماله، فهذا المزمور يطوب خائف الله ويظهر صفاته وبركاته. يعتبر هذا المزمور من مزامير الحكمة كما يظهر من بدايته. هذا المزمور -كما ذكرنا في مقدمة المزمور السابق- من المزامير التي تبدأ بكلمة هللويا، وهو ضمن ثلاثة مزامير (مز111، 112، 113) مملوءة بتمجيد الله الذي صعد إلى السماء كما يخبرنا (مز110) السابق لهذه الثلاثة مزامير. ينقسم هذا المزمور إلى اثنين وعشرين جزء ومرتب على الأبجدية العبرية، حيث يبدأ كل جزء بأحد الحروف الأبجدية بالترتيب مثله مثل المزمور السابق له. يتشابه هذا المزمور مع سفري الأمثال والمزامير، إذ توجد بعض الآيات المشتركة بينهما. يوجد هذا المزمور في الأجبية بصلاة الساعة التاسعة التي فيها أتم المسيح الفداء، ومات البار على الصليب من أجلنا نحن الخطاة. فهذا المزمور يحدثناعن المسيح البار الذي يدوم بره إلى الأبد. (1) صفات خائف الرب (ع1-4): ع1: هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبِّ، الْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ. يبدأ المزمور بالتهليل، أي تسبيح الله، فيطوب في البداية الخائف الرب، وهو كما عرفنا في نهاية المزمور السابق هو الإنسان الحكيم، والقادر بالتالى أن يسبح الله دائمًا، ويتهلل أمامه، ويسلك في وصاياه. الشياطين يخافون الله وكذلك الأشرار، ولكنهم لا يحبون ولا يسلكون في وصاياه، لذا يكمل كلامه في هذه الآية أن خائف الرب الحقيقي هو المسرور بوصاياه، فيحبها ويهواها من كل قلبه، بل يكون مسرورًا جدًا بها. وهكذا تمتزج محبة الله ومخافته، وتتحدان بشكل عجيب لا يعرفه إلا من اختبره من خلال حفظه وصايا الله. ع2: نَسْلُهُ يَكُونُ قَوِيًّا فِي الأَرْضِ. جِيلُ الْمُسْتَقِيمِينَ يُبَارَكُ. يبارك الله ليس فقط خائفوه، بل أيضًا نسلهم على الأرض، بالإضافة إلى بركات السماء التي يهبها لهم. والمقصود بقوة النسل ليس كثرة عددهم وقوتهم الجسدية أو المادية، بل بالأحرى قوتهم الروحية، فيحيون في مخافة الله أيضًا، ويتمتعون ببركاته في حياتهم. الله خيراته كثيرة ويهبها لأولاده المستقيمين، أي خائفيه حافظى وصاياه، وهم النسل المبارك، وليس فقط الأبناء الجسديين لخائفى الرب، بل أيضًا الأبناء الروحيين. فالبطاركة والأساقفة والرهبان والمتبتلين، سواء في العهد القديم، مثل إيليا وإرميا، أو في العهد الجديد، مثل بولس كان لهم أبناء كثيرون روحيون أكثر بكثير من أي أبناء جسديين لأى رجال أتقياء. ع3: رَغْدٌ وَغِنًى فِي بَيْتِهِ، وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. رغد: رزق واسع وغنى كثير. يبارك الله خائفيه فيعطيهم ليس فقط احتياجاتهم المادية، بل يعطيهم غنى وراحة في الماديات حتى لا ينشغلوا بها ويكون اهتمامهم الوحيد بالحياة معه. وعلى قدر ما ينشغلون بالله يهبهم الماديات، فيوزعونها على المحتاجين، كما كان المؤمنون يضعون العطايا عند أقدام الرسل، فكان الرسل في غنى؛ ليشبعوا الكنيسة من تعاليمهم الروحية، وأيضًا احتياجاتهم المادية. خائف الرب من أهم صفاته أن يكون بارًا، أي يحيا مع الله ويحبه ويسلك في وصاياه، ويهوى الفضائل، ويشتهى السماوات، فيحيا روحيًا حتى يدخل الملكوت. والبار هنا ليس فقط البار على الأرض، بل يقصد بالأحرى المسيح البار القدوس. وبهذا نرى أن البار يتمتع بغنى مادي في بيته، أي يستقر في هذا الغنى، بالإضافة إلى تمتعه بالبر، أي الحياة الروحية، فهو ينال نصيب مادي على الأرض بالإضافة إلى بر يدوم إلى الأبد في السماء. ع4: نُورٌ أَشْرَقَ فِي الظُّلْمَةِ لِلْمُسْتَقِيمِينَ. هُوَ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ وَصِدِّيقٌ. يتكلم هنا عن الله الذي أشرق بنوره على أولاده الأبرار المستقيمين في سلوكهم الروحي، وكانوا في ظلمة الضيقة، فتعزت قلوبهم، كمافعل مع الثلاثة فتية في الأتون، ودانيال في جب الأسود. وهذا النور أضاء نفوس أولاده الأبرار، فأصبحوا هم أيضًا نورًا لمن حولهم بحياتهم البارة التي نالوها منه. كما يستمد القمر نوره من الشمس. الله أيضًا حنان ورحيم، فيشفق على أولاده في ضيقاتهم، وإن أخطأوا يقبل توبتهم، ولكنه في نفس الوقت صديق، أي عادل يكافئهم على كل أتعابهم، ويؤدبهم إن ابتعدواعنه، كما أدب شعبه بالسبي. وأولاد الله الأبرار تعلموا منه هذه الصفات، فامتلأت قلوبهم حنانًا ورحمة على كل من حولهم، ولكن في نفس الوقت يظهر عدلهم وحزمهم مع المتهاونين والمستبيحين، فيؤدبونهم لكي يتوبوا، كما حرم بولس خاطئ مدينة كورنثوس. † تذكر الله وضعه أمامك في كل حين بترديد اسمه القدوس؛ حتى تحمى نفسك بمخافته وترفض الشر مهما كان صغيرًا، وتسرع إليه بالتوبة إن أخطأت، فيتنقى قلبك وتنكشف لك أسراره، فتتعلق به ويفيض عليك بمراحمه فتسبحه بفرح. (2) بركات العطاء (ع5-10): ع5: سَعِيدٌ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَرَأَّفُ وَيُقْرِضُ. يُدَبِّرُ أُمُورَهُ بِالْحَقِّ. يقرض: يعطيهم سلفيات. الإنسان البار يتشبه بالله، فيصبح رحيمًا ويتراءف ويشفق على الفقراء ويقرضهم، فيسعد قلوبهم ويصير هو بالتالى سعيدًا. فهو رحوم يهب الفقراء عطايا، ويعطيهم أيضًا سلفيات، ويساعدهم بكل طريقة؛ ليستطيعوا مواصلة حياتهم. هذا البار يدبر أموره بالحق؛ أي بدون خبث، أو غرض شرير؛ لأن قلبه نقى، وفى نفس الوقت تدبيره حقانى، أي متزن لا يغالى في سلفياته للآخرين حتى أنه يحتاج ويدخل في ضيقات (2 كو8: 14)، أو يقلل جدًا من مساعدته للفقراء، فيصير قاسيًا. وهذا البار الرحيم لأنه ساعد الفقراء على الأرض يكون له راحة وسعادة في السماء؛ لأن"من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه" (أم19: 17) فيكافئه الله في السماء. ع6: لأَنَّهُ لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ. الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ. لا يتزعزع خائف الرب الإنسان البار عن مبادئه، فيظل متمسكًا ببره ومخافته لله، فهو إنسان له مبادئ وقيم. ولا يتزعزع أيضًا عن عمل الرحمة والإشفاق على المحتاجين. فيثبت في الله، والله يثبته معه إلى الأبد. هذا البار أو الصديق يدوم ذكره بعد موته، بل وإلى الأبد، حيث يكافأ في الأبدية. وكما أن أعمال الله تذكر إلى الأبد (مز111: 4) هكذا أيضًا أولاده الأبرار تذكر أعمالهم - التي عملوها بقوة الله - إلى الأبد، وهي أعمال البر والرحمة. 7- لاَ يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى الرَّبِّ. 8-قَلْبُهُ مُمَكَّنٌ فَلاَ يَخَافُ حَتَّى يَرَى بِمُضَايِقِيهِ. ممكن: ثابت. يرى بمضايقيه: يرى عقاب من يضايقه. خائف الرب لا يخشى من الأخبار السيئة التي يثيرها الشيطان عليه، بل يظل قلبه ثابتًا في الإيمان؛ لأنه يتكل على الله، فالله يعطيه هذا الثبات الذي يفوق العقل؛ لأن العقل وحده ينزعج، ولكن الإيمان يفوقه، فيعطى ثباتًا لمشاعر الإنسان، ويظل يحيا ويسلك بطمأنينة ويعمل كل أعماله بنجاح. فالبار معرض أن يسمع أخبارًا سيئة، أو يتعرض لها، والله يسمح بهذا لاختبار إيمانه وثباته ونموه الروحي. يظل قلب خائف الرب الرحيم على الفقراء في ثبات طوال حياته؛ حتى يرى في النهاية، أي في الأبدية، عقاب الشياطين الذين ضايقوه في العذاب الأبدي، بالإضافة إلى انتصاره على الشياطين مضايقيه في الحياة في توبته وجهاده وخدمته، وقدرته على عمل الرحمة مع المحتاجين. ع9: فَرَّقَ أَعْطَى الْمَسَاكِينَ. بِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ. قَرْنُهُ يَنْتَصِبُ بِالْمَجْدِ. قرنه ينتصب: القرن هو أقوى جزء في جسم الحيوان، وانتصابه، أي وقوفه بتحدى استعدادًا للهجوم على الفريسة، يعنى إعلان قوته. والمقصود أن البار يعلن الله قوته ومجده أمام الكل. خائف الرب يتميز بالعطاء والإشفاق على المساكين، وبهذا يحقق العدل في مساواة الكل عندما يأخذ الفقير حقه ويعيش، فهذا حقه مثل حق الغنى في الحياة. يكافئ الله البار الرحيم، فيعطيه قوة ومجد بارتفاع قرنه في هذه الحياة جزئيًا، أي في بعض المواقف، وينصره على الشيطان، ثم في الحياة الأبدية يكون له المجد الحقيقي. فمن يكرم إخوة الرب لابد أن يكرمه الرب ويكافئه في السماء. ع10: الشِّرِّيرُ يَرَى فَيَغْضَبُ. يُحَرِّقُ أَسْنَانَهُ وَيَذُوبُ. شَهْوَةُ الشِّرِّيرِ تَبِيدُ. يحرق أسنانه: يصر ويضغط على أسنانه بعضها البعض تعبيرًا عن غيظه الشديد. لا يحتمل الشرير أن يرى الفضيلة وعمل الخير، والشرير هو الشيطان، أو كل إنسان يسلك في الشر، فيغتاظ إذا رأى الخير، ويتضايق في داخله، وضميره ينخسه، ويكون في حزن. فكاتب المزمور يعبر عن سوء حالة الشرير، ليس شماتة فيه، بل حزنًا عليه، ومحاولة تحذير له، ليتوب ويخلص من هذا الضيق الشديد. كل شهوات الشر التي في قلب الشرير بلا فائدة فهي زائلة، أي لا تنفعه في الحياة، بالإضافة إلى أنها تنتهي في الأبدية، ويحل بعدها صرير الأسنان والغيظ في العذاب الأبدي. كل هذا لأن معرفة الله وعشرته غير موجودة عند الأشرار؛ لا في الأرض ولا في الحياة الأخرى. † إن كانت الرحمة تعطى كل هذه البركات فأسرع إليها، أي ابحث عن كل محتاج، سواء ماديًا، أو نفسيًا، أو روحيًا وقدم له محبتك بأى شكل، فهي غالية جدًا عند الله، وتسعده، وتسعدك أنت أيضًا. المزمور المئة والثالث عشر تسبيح إله المتضعين "هللويا سبحوا يا عبيد الرب سبحوا اسم الرب" ع1 مقدمة: 1. كاتبه: ليس للمزمور عنوان، فهو من المزامير اليتيمة وغير معروف كاتبه، وإن كان البعض ينسبه لداود. 2. متى كتب: إن كان داود كاتبه، فغالبًا كتب في أواخر حياته بعدما جلس على عرش مملكة إسرائيل. 3. هذا المزمور من مزامير الهليل، وسبق أن قلنا أن المزامير من 111-113 تعظم الله الذي ذكر عنه في مزمور 110 أنه صاعد إلى السماء، وكلها تبدأ بكلمة هللويا. 4. المزامير 113، 114 كانت تقال قبل أكل الفصح "ثم تقال المزامير من 115-118 بعد أكل الفصح. 5. هذا المزمور مزمور ليتورجى، أي يسبح به في العبادة الجماعية، في الأعياد الكبرى الثلاثة وهي الفصح والخمسين والمظال، بالإضافة إلى عيد التجديد المذكور في أسفار المكابيين (1 مك 4:36-49؛ 2 مك 10 :1-8). 6. هذا المزمور يتشابه مع صلاة حنة أم صموئيل (1 صم2: 2) ومع تسبحة العذراء (لو1: 47-55). 7. يوجد بسفر المزامير مجموعة مزامير تسمى مزامير الهليل وهي ثلاثة مجموعات: أ - مزامير هليل المصرية (مز113-118). ب - مزامير هليل العظمى (مز120-136) والتي من ضمنها مزامير المصاعد. جـ- مزامير هليل الختامية (مز146-150). 8. يوجد هذا المزمور في الأجبية بصلاة باكر وصلاة الساعة التاسعة؛ لأنه يحوى تسبيح وتمجيد لله، الذي نبدأ به يومنا، وأيضًا نمجده في الساعة التاسعة؛ لأنه تمم فداءنا على الصليب. والله باتضاعه يهتم بالمتضعين، فهذا يشجع كل من يبدأ يومه بذكر الله، ويظهر اتضاعه على الصليب في الساعة التاسعة. (1) أشواق وتسبيح (ع1-7): 1- هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ. سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ 2- لِيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ. يدعو كاتب المزمور جميع عبيد الرب أن يسبحوه. وعبيد الرب هم الذين تحرروا من الماديات، فصاروا عبيدًا للرب؛ لأن العبودية لله هى حرية من ماديات العالم، وبالتالي يستطيع الإنسان أن ينطلق ويسبح الله، ليس فقط باللسان، بل بالفكر والمشاعر وكل الكيان وبالأعمال أيضًا. التسبيح يكون لاسم الرب، واسم الرب يعنى شخصه، وهذا معناه تعلق قلب المسبحين لله به، فيرددوا اسمه، ويتذكروه دائمًا، ويمجدوه. وهذا التسبيح والتمجيد يبدأ الآن، ويستمر طوال الحياة، بل يمتد أيضًا إلى الأبد في الملكوت. ع3: مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا اسْمُ الرَّبِّ مُسَبَّحٌ. يسبح إسم الرب من مشرق الشمس إلى مغربها، أي طوال اليوم، والمقصود باليوم العمر كله. فالتسبيح الدائم واجب طبيعي، أو تلقائى من أولاد الله. مشرق الشمس إلى مغربها يقصد به اليهود الذين في الشرق، والأمم الذين في الغرب، الكل يسبحونه. وهذه الآية نبوة عن كنيسة العهد الجديد، حيث يؤمن بالمسيح اليهود والأمم في العالم كله، ويقيمون كنائس في كل مكان، يرفعون فيها تسابيح لله في كل وقت، فلم تعد العبادة قاصرة على مكان واحد كما كان الحال عند اليهود. † إن كان تسبيح الله دائمًا في السموات، فبالتالى ينبغى أن نسعى على الأرض نتسبح الله، فنعرفه، ونتمتع بعشرته، ونحبه فيزداد قلبنا التهابًا، ويزداد تسبيحنا. (2) عظمة الله الرافع المتضعين (ع4-9): 4- الرَّبُّ عَال فَوْقَ كُلِّ الأُمَمِ. فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ. 5- مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلهِنَا السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي؟ إن عظمة الرب تعلو فوق كل البشر؛ لأنه خالقهم، ومراحمه تفيض على الكل ويستحق التسبيح الدائم. وإن كان الرب فوق كل الأمم، وآمنوا به، سيشعرون أنه إلههم فيسبحوه، فكم وكم ينبغى على اليهود الذين يعرفون الله قبل الأمم أن يسبحوه ويمجدوه ؛ لأنه تنازل وتجسد وفداهم على الصليب. سمو الله وعظمته فوق السموات؛ لأنه خالق كل الملائكة، ولا مثيل له في العظمة، ولا يستطيع عقل الإنسان أن يدرك مدى عظمته، ولا حتى الملائكة تستطيع إدراك الله. ولذا فكل أعماله تستحق التسبيح. وهذا التسبيح يفيد المسبحين، أما الله فكامل، ولكنه يفرح بتسبيح أولاده فيباركهم. ع6: النَّاظِرِ الأَسَافِلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ. الأسافل: المتضعين. الله الكلى العظمة محب ومتضع جدًا، بل يحب المتضعين، وينظر إليهم باهتمام ويرعاهم، سواء في السموات، أي الملائكة، أو في الأرض، أي البشر. وقد أظهر المسيح اتضاعه بتجسده، وطلب منا أن نتعلم منه الاتضاع (مت11: 29) حتى نشفق على كل من حولنا. 7- الْمُقِيمِ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ. 8- لِيُجْلِسَهُ مَعَ أَشْرَافٍ، مَعَ أَشْرَافِ شَعْبِهِ. أشراف: عظماء ورؤساء. المسكين هو الإنسان الذي بخطيته نزل إلى التراب بعد أن طرد من الفردوس. والإنسان أيضًا هو البائس الذي سكن في المزبلة، وهي مزبلة خطاياه . والمسيح تجسد ليعيش بين البشر الخطاة، ويقبلهم إليه، ويظهر حبه لهم في تعاليمه، وشفاء أمراضهم، وإشباعهم، ثم في فدائهم على الصليب. هدف التجسد والفداء هو إقامة الإنسان من التراب والمزبلة، ليسمو في مكان مشرف يليق به، أي يصير ابنًا لله. فالمسيح بموته وقيامته قد صار بكرًا لإخوة كثيرين؛ لنقوم فيه من خطايانا، ونتمتع بشرف البنوة لله. وقد حدث هذا الأمر في حياة كثيرين، مثل داود راعى الغنم الذي صار ملكًا، والصيادين الذين صاروا رسلًا وكرزوا للعالم. ع9: الْمُسْكِنِ الْعَاقِرَ فِي بَيْتٍ، أُمَّ أَوْلاَدٍ فَرْحَانَةً. هَلِّلُويَا. العاقر هي كنيسة الأمم البعيدة عن الله، ولما آمنت صار لها أولاد كثيرين يؤمنون بالمسيح. وقد تحققت هذه الآية في نساء كثيرات كن عواقر، مثل سارة أم اسحق، ورفقة التي ولدت عيسو ويعقوب، وحنة أم صموئيل، وأليصابات التي ولدت يوحنا المعمدان. † اتضاع الله عجيب، الذي يجعلنى أنا الحقير ابنًا له، ويرفعنى من التراب والمزبلة؛ لأشارك القديسين التمتع بعشرته. فهذا يدفعنى لاتضاع أكثر عند قدميه، وأقدام كل أولاده لأخدمهم كل أيام حياتى. |
||||
09 - 07 - 2024, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 165898 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور المئة والعاشر المسيح المنتصر لداود. مزمور قال الرب لربى اجلس عن يميني .." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي كما يذكر عنوان المزمور، وكما أعلن المسيح في العهد الجديد (مت22: 44). متى كتب؟ بعد انتصارات داود على الأمم المحيطة به. هذا المزمور من أعظم المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم كله عن المسيا المنتظر، ويجمع اليهود على هذا، كما يظهر من كلام المسيح معهم (مت22: 41-46). يحدثنا المزمور عن صفات المسيح، فهو الرب والملك والكاهن والديان والمنتصر على أعدائه. كان يرنم هذا المزمور في تتويج ملوك مملكة يهوذا، أى الملوك الذين من نسل داود. هذا المزمور من أكثر المزامير التي اقتبس منها العهد الجديد، فالمسيح بنفسه استخدمه (مر12: 35-37) وذكره بطرس في عظته يوم الخمسين (أع2: 34) واستعان به بولس الرسول في رسالته إلى كورنثوس الأولى والعبرانيين (1 كو15: 24-27؛ عب1: 13؛ 5: 5-10؛ 7: 17). يوجد هذا المزمور في الأجبية في صلاة الساعة التاسعة؛ لأن فيها ظهر المسيح المنتصر على الشيطان؛ لأنه وفَّى الدين بموته، وقيد الشيطان بذبيحة نفسه، فهو الكاهن الأعظم. |
||||
09 - 07 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 165899 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ». "قال الرب لربى" تعلن أن الرب الآب يكلم "ربى" الذي هو الابن يسوع المسيح. وداود الملك يدعو المسيح "ربى" فهذا يؤكد لاهوت المسيح لأن داود كان ملكًا عظيمًا فمن يكون الذي يدعوه "ربى" أي سيده إلا الله. في الاصل العبري لهذا المزمور كلمة "الرب" هي "يهوه" و"ربى" هي "أدوناى". ويهوه هو اسم الله الآب في العهد القديم (خر6: 3) وأدوناى معناه الرب، أو السيد وهذا هو اسم المسيح الذي كان يلقب به على الأرض. فهذا يؤكد أن الآية تكلمنا عن حديث بين الآب والإبن. هذه الآية تمت بعدما مات المسيح على الصليب، ووفَّى أجرة خطايا البشر، وقيد الشيطان. فبعدما أتم الفداء، الآب ينادى الابن في داخل الذات الإلهية؛ ليظهر مجده بجلوسه عن يمين الآب، أي يظهر كمال قوته ولاهوته، والذي ظهر للبشر في قيامته. وبهذا يظهر سلطانه على الشياطين أعدائه، وأيضًا على تابعيه من الأشرار الذين صلبوا المسيح، وأهانوه، وخضعوا له، وأعلنوا إيمانهم به، مثل لونجينوس الذي طعنه بالحربة. |
||||
09 - 07 - 2024, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 165900 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يمكن أن نفهم مساواة الابن بالآب في الجوهر إلا بالروح القدس فالروح هو الذي أعلن هذه الحقيقة لداود (مت22: 43). ومن أجل هذه المساواة، فجلوس الابن عن يمين الآب، أي إعلان مساواته بالآب لأنهما واحد في الجوهر، هي مساواة دائمة من الأزل وإلى الأبد. وإن كانت قد أخفيت عن أعين البشر في تجسد المسيح وآلامه وموته، ولكن الروح القدس يعلنها لكل المؤمنين، خاصة بعد أن أظهر قوته في قيامته. |
||||