08 - 07 - 2024, 05:35 PM | رقم المشاركة : ( 165771 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
* خرج من أورشليم إلى العالم رجال هم اثنا عشر بالعدد؛ كانوا أميين ليس لهم قدرة على الكلام، لكنهم بقوة الله أعلنوا لكل جنس البشر أنهم مرسلون من المسيح ليعلموا الجميع حكمة الله. ونحن الذين كنا قبلا نُقاتل بعضنا البعض ليس فقط امتنعنا عن الحرب ضد أعدائنا بل وصرنا لا نكذب ولا نخدع الذين يفحصوننا (للمحاكمة) ونموت بإرادتنا معترفين بالمسيح. الشهيد يوستين |
||||
08 - 07 - 2024, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 165772 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمتع بالمسيح "نور الرب" إذ سمع إشعياء النبي: "يا بيت يعقوب هلم نسلك في نور الرب" [5]. السيد المسيح الحاّل في كنيسته هو بهاء مجد الآب ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (عب 1: 3)، هو شمس البر والشفاء في أجنحتها (ملا 4: 2). يشرق على كنيسته فتصير هي ذاتها نورًا للعالم، تقدم النور للجالسين في ظلمة الخطية، تُقدم مسيحها لكل أحد. هذه الدعوة الموجهة لبيت يعقوب للسلوك في نور الرب هي دعوة لرفع برقع الحرف عن الناموس لكي يكتشف بيت يعقوب "المسيا" المختفي وراء الكلمات، تتمتع بكلمة الله لا كوصايا حرفية وإنما كشركة مع المسيح النور الحقيقي. من هم بيت يعقوب؟ يُجيب الشهيد يوستين: [يليق بنا هنا أن نلاحظ وجود نسلين ليهوذا، يوجد نسلان، كما يوجد بيتان ليعقوب؛ واحد مولود من لحم ودم والآخر من الإيمان والروح]. |
||||
08 - 07 - 2024, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 165773 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علة رفض الله شعبه: 6 فَإِنَّكَ رَفَضْتَ شَعْبَكَ بَيْتَ يَعْقُوبَ لأَنَّهُمُ امْتَلأُوا مِنَ الْمَشْرِقِ، وَهُمْ عَائِفُونَ كَالْفِلِسْطِينِيِّينَ، وَيُصَافِحُونَ أَوْلاَدَ الأَجَانِبِ. 7 وَامْتَلأَتْ أَرْضُهُمْ فِضَّةً وَذَهَبًا وَلاَ نِهَايَةَ لِكُنُوزِهِمْ، وَامْتَلأَتْ أَرْضُهُمْ خَيْلًا وَلاَ نِهَايَةَ لِمَرْكَبَاتِهِمْ. 8 وَامْتَلأَتْ أَرْضُهُمْ أَوْثَانًا. يَسْجُدُونَ لِعَمَلِ أَيْدِيهِمْ لِمَا صَنَعَتْهُ أَصَابِعُهُمْ. 9 وَيَنْخَفِضُ الإِنْسَانُ، وَيَنْطَرِحُ الرَّجُلُ، فَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ. يُقارن إشعياء بين تصرفات شعبه المعاصرين له وتصرفات الأمم في المستقبل حيث يقبلون الإيمان بالله المخلص ويدخلون ملكوت السلام وينعمون ببركات فائقة بسكناهم في جبل بيت الرب. رفض بيت يعقوب الله عمليًا بالرغم من اهتمامه الشديد بحرفية العبادة لذا رفضه الله، وكان ذلك رمزًا لرفض اليهود لشخص السيد المسيح تحت ستار دفاعهم عن الحق وغيرتهم على شريعة موسى. قدم الله أربعة أسباب لرفض الشعب، وهي: التشبه بالغرباء، حبهم لغنى العالم، اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية، قبولهم العبادة الوثنية. أ. التشبه بالغرباء: "امتلأوا من المشرق" [6]. لقد أفرزهم الله لنفسه ليمتلئوا من روحه ويحملوا حكمته السماوية ويكونوا شهود حق وخميرة مقدسة للعالم، لكنهم فتحوا أبوابهم للغرباء خاصة بني المشرق، يتعلمون منهم السحر والعبادة الوثنية والرجاسات عوض الشهادة أمامهم بعمل الله فيهم. من أجل المكسب المادي والانغماس في الرجاسات شجعوا الوثنيين على الإقامة في وسطهم، واختلطوا بهم (هو 7: 8)، وخانوا العهد الإلهي. يقول أيضًا: "وهم عائفون كالفلسطينيين" [6]. عوض الرجوع إلى الله في كل أمورهم تشبهوا بالفلسطينيين في ذلك الوقت مُلتجئين إلى العيافة والعرافة، مخالفين الوصية الإلهية (لا 19: 26). ب. انشغالهم بغنى العالم والماديات: "امتلأت أرضهم فضة وذهبًا ولا نهاية لكنوزهم". امتلأت قلوبهم بمحبة المال، فحسبوه قادرًا على إشباعهم، واحتل موضع الله في فكرهم وأحاسيسهم. ج. اتكالهم على إمكانياتهم العسكرية: "امتلأت أرضهم خيلًا ولا نهاية لمركباتهم" [7]. اتكلوا على الخيل والمركبات عوض الإيمان والرجوع إلى الله. د. قبولهم العبادة الوثنية [8]. هذه هي الأسباب التي من أجلها رفض الله شعبه، أما ثمرة ذلك فهو الانحدار المستمر عوض النمو والصعود [9]. انهيار في كل جوانب الحياة عوض التقديس بالتمام بالرب الصاعد إلى السموات. |
||||
08 - 07 - 2024, 05:42 PM | رقم المشاركة : ( 165774 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بطلان الذراع البشري: 10 اُدْخُلْ إِلَى الصَّخْرَةِ وَاخْتَبِئْ فِي التُّرَابِ مِنْ أَمَامِ هَيْبَةِ الرَّبِّ وَمِنْ بَهَاءِ عَظَمَتِهِ. 11 تُوضَعُ عَيْنَا تَشَامُخِ الإِنْسَانِ، وَتُخْفَضُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. 12 فَإِنَّ لِرَبِّ الْجُنُودِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَعَال، وَعَلَى كُلِّ مُرْتَفِعٍ فَيُوضَعُ، 13 وَعَلَى كُلِّ أَرْزِ لُبْنَانَ الْعَالِي الْمُرْتَفِعِ، وَعَلَى كُلِّ بَلُّوطِ بَاشَانَ، 14 وَعَلَى كُلِّ الْجِبَالِ الْعَالِيَةِ، وَعَلَى كُلِّ التِّلاَلِ الْمُرْتَفِعَةِ، 15 وَعَلَى كُلِّ بُرْجٍ عَال، وَعَلَى كُلِّ سُورٍ مَنِيعٍ، 16 وَعَلَى كُلِّ سُفُنِ تَرْشِيشَ، وَعَلَى كُلِّ الأَعْلاَمِ الْبَهِجَةِ. 17 فَيُخْفَضُ تَشَامُخُ الإِنْسَانِ، وَتُوضَعُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. 18 وَتَزُولُ الأَوْثَانُ بِتَمَامِهَا. 19 وَيَدْخُلُونَ فِي مَغَايِرِ الصُّخُورِ، وَفِي حَفَائِرِ التُّرَابِ مِنْ أَمَامِ هَيْبَةِ الرَّبِّ، وَمِنْ بَهَاءِ عَظَمَتِهِ، عِنْدَ قِيَامِهِ لِيَرْعَبَ الأَرْضَ. 20 فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَطْرَحُ الإِنْسَانُ أَوْثَانَهُ الْفِضِّيَّةَ وَأَوْثَانَهُ الذَّهَبِيَّةَ، الَّتِي عَمِلُوهَا لَهُ لِلسُّجُودِ، لِلْجُرْذَانِ وَالْخَفَافِيشِ، 21 لِيَدْخُلَ فِي نُقَرِ الصُّخُورِ وَفِي شُقُوقِ الْمَعَاقِلِ، مِنْ أَمَامِ هَيْبَةِ الرَّبِّ وَمِنْ بَهَاءِ عَظَمَتِهِ عِنْدَ قِيَامِهِ لِيَرْعَبَ الأَرْضَ. 22 كُفُّوا عَنِ الإِنْسَانِ الَّذِي فِي أَنْفِهِ نَسَمَةٌ، لأَنَّهُ مَاذَا يُحْسَبُ؟ إن كان الله قد رفض شعبه فلأن شعبه مُصرّ على رفض الله بكل وسيلة، لكن الله يبقى في حبه مترفقًا بهم وبكل البشرية معلنًا خلاصه للإنسان. إذ تعاظم الإنسان جدًا في عيني نفسه وتضخمت الأنا، يعلن الرب بهاءه فيتصاغر الإنسان ويطلب الخلاص. يدخل كما في صخرة ويختبئ في التراب أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته [10]. عندما ظهر الله لإبراهيم أدرك أب الآباء أنه تراب ورماد، وعندما رأى موسى مجد الرب ارتعب وارتعد، وهكذا التصقت نفس أيوب في التراب. ليس شيء يُحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله. يتحطم الكبرياء ولا تتحطم نفسه بل تُشفي وتمتلئ رجاء في الرب. ما هي الصخرة التي نختفي فيها أمام العظمة الإلهية إلاَّ السيد المسيح، إذ فيه نجد لأنفسنا ملجأ أمام العدل الإلهي. لذلك عندما اشتهي موسى النبي أن يرى المجد الإلهي قيل له: "لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش... هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة (المسيح صخرتنا) ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة (الاتحاد مع المسيح) وأسترك بيدي حتى أجتاز" (خر 33: 20-21). مادمنا نتكئ على مسيحنا الصخرة الحقيقية ونثبت فيه ونوجد كما في نقرة داخله نرى بهاء المجد الإلهي، أما إن اتكلنا على أنفسنا أو على الذراع البشري فإننا نهلك ونحرم من معاينة الله . يُشبه النبي تشامخ الإنسان بالآتي: أ. "أرز لبنان العالي المرتفع وكل بلوط باشان" [13] تُشير إلى الاتكال على غنى موارد الطبيعة، كما تُشير إلى الملوك والقادة المتعجرفين مثل رَبْشاقي. ب. "الجبال والتلال الشامخة" [14]، تُشير إلى الصلابة والجمود، وربما تعني أيضًا الممالك الكبرى والممالك الصغرى التي قانونها الكبرياء مع العنف. ج. "الأبراج العالية والأسوار المنيعة" [15]، تُشير إلى الاتكال على أعمال البر الذاتي، فالإنسان قادر أن يرتفع إلى فوق يُحصِّن ذاته ضد كل عدو؛ لعلها تُشير إلى المدن الحصينة. د. "سفن ترشيش والزينات والأعلام المبهجة" [16]، تُشير إلى الانهماك بالتجارة والمال مع الترف والغنى على حساب الاهتمام بالنفس. التشبيهات السابقة كلها تدور حول اعتداد الإنسان بذاته وبإمكانيات الطبيعة ومواردها مع تقدمه المستمر حاسبًا أنه قادر بنفسه على خلق جو من الشبع والفرح والسلام مع آمان واستقرار في العالم متجاهلًا الذراع الإلهي. لهذا فهو محتاج أن يتجلى الرب له ليكشف له عن زوال كل هذه الأمور خاصة في يوم الرب العظيم. ارتبط الكبرياء بالعبادة الوثنية، لهذا يؤكد النبي أنه عندما يكتشف الإنسان عَجْز الأوثان، يلقي بها أمام الْجُرْذَانِ وَالْخَفَافِيشِ [20] مستخفًا بها، عوض أن يأخذها معه في أسفاره لمساندته. عوض تكريمها في أماكن للعبادة يلقى بها في أماكن ظلمة مهجورة تلهو بها الفئران والخفافيش. أخيرًا يدرك الإنسان خطأ الاتكال على الذراع البشري، فيقول النبي: "كفوا عن الإنسان الذي في أنفه نسمة، لأنه ماذا يُحسب؟!" [22]. ليصمت كل إنسان مهما بلغت عظمته أو قدرته أو غناه، فإنه تخرج نسمة حياته فلا يكون بعد في العالم. تخرج روحه فيعود إلى التراب (مز 104: 29). |
||||
08 - 07 - 2024, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 165775 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حين يسمح الله لأورشليم ولبني يهوذا، شعبه العروس، أن تصير في عوز إلى الخبز والماء إنما يُحطم السند والركن لعلها تعود فتفكر في الاتكاء على حبيبها (نش 8: 5) لتجد فيه شبعها وارتواءها. لقد انتزع الله من شعبه رائحة اللحم والكُرَّات والبصل بإخراجهم من مصر لكنه وهبهم المن السماوي في البرية وسار بهم إلى أرض تفيض عسلًا ولبنًا؛ حرمهم من مياه الترع ليُقدم لهم الصخرة التي تتبعهم تفيض ماءً، وكانت الصخرة هي المسيح (1 كو 10: 4). الله يحرمنا من السند الزمني ليصير هو سندنا وخبزنا السماوي والينبوع الحيّ الذي يروي نفوسنا بكل طاقاتها. هنا يُهدد النبي بحدوث مجاعة كثمرة للعصيان (لا 26، تث 28)، وقد تحقق ذلك في التاريخ عند خراب السامرة وأورشليم. ما هو أخطر، حدوث جوع لكلمة الله كما جاء في عاموس النبي: "هوذا أيام تأتي بقول السيد الرب أرسل جوعًا في الأرض لا جوعًا للخبز ولا عطشًا للماء بل لاستماع كلمات الرب" (عا 8: 11). |
||||
08 - 07 - 2024, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 165776 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتزاع القيادات الناضجة: 2 الْجَبَّارَ وَرَجُلَ الْحَرْبِ. الْقَاضِيَ وَالنَّبِيَّ وَالْعَرَّافَ وَالشَّيْخَ. 3 رَئِيسَ الْخَمْسِينَ وَالْمُعْتَبَرَ وَالْمُشِيرَ، وَالْمَاهِرَ بَيْنَ الصُّنَّاعِ، وَالْحَاذِقَ بِالرُّقْيَةِ. 4 وَأَجْعَلُ صُبْيَانًا رُؤَسَاءَ لَهُمْ، وَأَطْفَالًا تَتَسَلَّطُ عَلَيْهِمْ. 5 وَيَظْلِمُ الشَّعْبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَالرَّجُلُ صَاحِبَهُ. يَتَمَرَّدُ الصَّبِيُّ عَلَى الشَّيْخِ، وَالدَّنِيءُ عَلَى الشَّرِيفِ. 6 إِذَا أَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِأَخِيهِ فِي بَيْتِ أَبِيهِ قَائِلًا: «لَكَ ثَوْبٌ فَتَكُونُ لَنَا رَئِيسًا، وَهذَا الْخَرَابُ تَحْتَ يَدِكَ» 7 يَرْفَعُ صَوْتَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلًا: «لاَ أَكُونُ عَاصِبًا وَفِي بَيْتِي لاَ خُبْزَ وَلاَ ثَوْبَ. لاَ تَجْعَلُونِي رَئِيسَ الشَّعْبِ». 8 لأَنَّ أُورُشَلِيمَ عَثَرَتْ، وَيَهُوذَا سَقَطَتْ، لأَنَّ لِسَانَهُمَا وَأَفْعَالَهُمَا ضِدَّ الرَّبِّ لإِغَاظَةِ عَيْنَيْ مَجْدِهِ. 9 نَظَرُ وُجُوهِهِمْ يَشْهَدُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ يُخْبِرُونَ بِخَطِيَّتِهِمْ كَسَدُومَ. لاَ يُخْفُونَهَا. وَيْلٌ لِنُفُوسِهِمْ لأَنَّهُمْ يَصْنَعُونَ لأَنْفُسِهِمْ شَرًّا. 10 قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ! لأَنَّهُمْ يَأْكُلُونَ ثَمَرَ أَفْعَالِهِمْ. 11 وَيْلٌ لِلشِّرِّيرِ. شَرٌّ! لأَنَّ مُجَازَاةَ يَدَيْهِ تُعْمَلُ بِهِ. 12 شَعْبِي ظَالِمُوهُ أَوْلاَدٌ، وَنِسَاءٌ يَتَسَلَّطْنَ عَلَيْهِ. يَا شَعْبِي، مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ، وَيَبْلَعُونَ طَرِيقَ مَسَالِكِكَ. 13 قَدِ انْتَصَبَ الرَّبُّ لِلْمُخَاصَمَةِ، وَهُوَ قَائِمٌ لِدَيْنُونَةِ الشُّعُوبِ. 14 اَلرَّبُّ يَدْخُلُ فِي الْمُحَاكَمَةِ مَعَ شُيُوخِ شَعْبِهِ وَرُؤَسَائِهِمْ: «وَأَنْتُمْ قَدْ أَكَلْتُمُ الْكَرْمَ. سَلَبُ الْبَائِسِ فِي بُيُوتِكُمْ. 15 مَا لَكُمْ تَسْحَقُونَ شَعْبِي، وَتَطْحَنُونَ وُجُوهَ الْبَائِسِينَ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ». أقام الله لشعبه قيادات ناضجة قادرة على العمل مثل موسى العظيم في الأنبياء وداود الملك البار ودبورة النبية والقاضية إلخ... لكن الشعب انحرف مع قياداته العسكرية والقضائية والمدنية والروحية. اتكلوا على الذراع البشري بقدراته وفكره وظنوا أنهم ينجحون ويتقدمون بالرغم مما حلَّ بهم وبقياداتهم من فساد. لهذا انتزع الله منهم القيادات الناضجة الحكيمة ليتركهم يقيموا لأنفسهم قيادات ضعيفة وعاجزة، فيدركوا حاجتهم إلى العون الإلهي حتى في التمتع بقيادات حيّة وقوية. "(ينزع) الجبار (القدير) ورجل الحرب؛ القاضي والنبي والعرّاف (المتدبر) والشيخ، رئيس الخمسين والمعتبر والمُشير والماهر بين الصناع والحاذق بالرقية (الحاذق في الخطابة)" [2-3]. ربما قصد بانتزاعهم ليس طردهم ولا موتهم وإنما تجريدهم مما وهبهم من قدرات وإمكانيات، فيضعف الجبابرة وينهار رجال الحرب أما العدو ويفقد القضاة الحكمة وتفسد بصيرة الأنبياء الكذبة إلخ... بهذا يجني الشعب ثمرة اتكاله على الذراع البشري، إذ يجد نفسه منهارًا في الداخل والخارج. هذا ما يحل بالإنسان الرافض لعمل الله فيه؛ تُنزع النعمة الإلهية (القدير) عنه؛ ويُحرم من الشركة مع السمائيين (رجال الحرب الروحيين) ليجد نفسه بلا عون إلهي ولا سند سماوي؛ ويفقد مواهب الروح من حكمة (القاضي) وتمييز (النبي)، ولا يستطيع أن يأخذ قرارًا (انتزاع المتدبر والشيخ)؛ ويشعر بالفشل حتى في عمله الزمني (انتزاع الماهر في الصناعة)؛ ويعجز حتى عن الكلام (انتزاع الحاذق في الخطابة). بمعنى آخر يفقد الإنسان حياته وقدراته حتى الطبيعية ليعيش في فراغ داخلي وفساد وفشل بالرغم مما يحمله من مظاهر القوة والحكمة والغنى والنجاح. |
||||
08 - 07 - 2024, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 165777 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وأجعل صبيانًا رؤساء لهم وأطفالًا تتسلط عليهم" [4] حين ملك رحبعام بن سليمان قَبِل مشورة الأحداث المتسرِّعة العنيفة والمتطرفة ورفض مشورة الشيوخ الحكيمة المتزنة والمملوءة حبًا وترفقًا (1 مل 12)، فانقسم الشعب وحلت الحروب الداخلية بين الأسباط، وسادت العداوة عوض الحب والوحدة. الله محب للشباب، يسندهم ويطلب نموهم المستمر، لكن ما عَنَاه هنا بالصبيان والأطفال هو عدم النضوج الروحي والفكري. لقد كان يوحنا المعمدان جنينًا ناضجًا روحيًا، شهد للسيد المسيح وهو بعد في أحشاء البتول مريم، بينما كان كثير من الكتبة والفريسيين والصدوقيين والكهنة ناضجين من جهة السن دون الروح، فكانوا يسلكون كصبيان، يطلبون قتل السيد المسيح والتخلص منه. هكذا نرى في تاريخ شعب الله منذ نشأته حتى اليوم كثير من الشباب قادة ناضجين بينما نجد رجالًا وشيوخًا سلكوا بروح الطفولة غير الناضجة. لذا يوصى الرسول جميع المؤمنين: "كونوا رجالًا" (1 كو 16: 13)، بمعنى النضوج والقوة الروحية، إذ يليق بكل المؤمنين: رجالًا ونساءً وأطفالًا وشيوخًا وشبابًا أن يكونوا من جهة الروح رجالًا ناضجين. يُعلق العلامة أوريجانوس على إحصاء الشعب الوارد في عدد 1 إذ شمل الرجال دون الأطفال أو النساء قائلًا: [يُعلمني النص الحالي أنه إذا اجتذت سذاجة الطفولة، أي توقفتُ عن أن يكون لي أفكار الطفولة، إذ "لما صرت رجلًا أبطلت ما للطفل" (1 كو 13: 11)، أقول قد صرت شابًا قادرًا على الغلبة على الشرير (1 يو 2: 13)، فظهرت كمستحق أن أكون بين الذين قيل عنهم إنهم يسيرون في قوة... وأُحسب أهلًا للتعداد الإلهي. لكن إن كان لأحد منا أفكارًا جسدانية متأرجحة... فلا يستحق أن يُحصى أمام الله في سفر العدد الطاهر والمقدس]. ربما يُشير إشعياء النبي إلى منسى الذي تولى الحكم وهو في سن الثانية عشرة عندما مات والده حزقيا. |
||||
08 - 07 - 2024, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 165778 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ويظلم الشعب بعضهم بعضًا والرجل صاحبه، يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف" علامة فقدان القيادات السليمة الناضجة اختلال الموازين فيسود قانون الظلم ويحل روح الفوضى في حياة الجماعة كما في داخل الإنسان. إذ لا توجد قيادة صادقة ومخلصة يطلب كل إنسان ما لِذاته على حساب الغير، ويحسب كل واحد أنه أحكم وأفضل من غيره. أقول حينما يفقد الإنسان قيادة الروح القدس يحل في داخله قانون الأنانية والظلم والتمرد، فيدخل في صراعات بلا حصر بين النفس والجسد وبين العقل والعاطفة والحواس، ويتمرد الجسد على النفس ليمتطى حياة الإنسان بكُلّيته ويقودها في شهوات جسدية مع خنوع وإذلال للملذات الزمنية. |
||||
08 - 07 - 2024, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 165779 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الدخول في حالة يأس شديد خلالها يرفض أي إنسان استلام مسئولية، فيمسك كل إنسان بأخيه ويقول له: "لك ثوب" علامة قبوله رئيسًا، لأن تسليم الثوب للغير هو رمز لتسليم الإنسان جسده تحت قيادة الغير. لكن بسبب ما حلّ بالبلد من خراب مع عجز الجميع عن التصرف يقول كل واحد: "لا تجعلوني رئيس شعب" [7]، معللًا ذلك بقوله: "لا أكون عاصبًا (اضمد الجراحات) وفي بيتي لا خبز ولا ثوب" [7]. هكذا صار الكل في جوع وعري، فمن يقبل الرئاسة؟ من يقدر أن يضمد جراحات شعب كهذا بينما هو نفسه لا يجد طعامًا أو ملبسًا؟ هذا ثمر طبيعي لمن يطلب مخلصًا بشريًا يظن أنه قادر على إنقاذه وقيادة حياته دون الالتجاء إلى المخلص الإلهي الفريد. يقول المرتل: "لا تتكلوا على الرؤساء ولا على بني آدم حيث لا خلاص عنده" (مز 146: 3). |
||||
08 - 07 - 2024, 05:53 PM | رقم المشاركة : ( 165780 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فقدان الحياء ومخافة الله إذ صار لهم الوجه المكشوف الذي لا يخجل من ارتكاب الشر: "يُخبرون بخطيتهم كسدوم، ولا يخفونها" [9]. بلغت الخطورة أن أورشليم انحدرت في عثرات متكررة لا عن ضعف أو جهل وإنما عن عمد لإغاظة الرب [9]. ترتكب الشرور بالقول والفعل بلا خجل أو حياء. هذه هي صورة العالم في العصر الحديث إذ يشعر كثير من الشباب أن ما يمارسه من انحرافات في كل صورها هو حق طبيعي للإنسان. يقول: "نظر وجوههم يشهد عليهم" [9]، فإن مجرد التطلع إلى وجوههم يكشف عن بصمات الخطية وحرمانهم من عمل النعمة عنهم، وكما يقول الكتاب: "أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس" (1 يو 3: 10). إن كان الأشرار ظاهرين وقد صاروا أغلبية لكنه توجد قلة مقدسة للرب، لن يتجاهلها الله، لا تضيع ولا يصيبها ضررًا، لذا يقول النبي: "قولوا للصديق خير، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم" [10]. في وسط الضيق الشديد يحفظ الرب صديقيه، ويحوّل كل الأمور التي تحل بهم إلى خيرهم ومجدهم. لقد عانى يوسف الصديق الكثير، وكانت أتعابه هي بعينها طريق مجده؛ فنراه يقول لإخوته: "أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد بي خيرًا" (تك 50: 20). الله لا يُهلك البار مع الأثيم (تك 16: 25)، إنما يحفظ أبراره وقت التجربة، يخفيهم في مظلته في يوم الشر ويسترهم بستر خيمته (مز 27: 5)، يعرفهم إذ نقشهم على كفه (إش 49: 16). يُعلق القديس يوستينعلى قول النبي: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرًا، قولوا للصديق خير، لأنهم يأكلون ثمر أفعالهم" [9-10]: [حقًا إن يدكم مرتفعة لارتكاب الشر لأنكم قتلتم المسيح ولا تتوبون، إنما لا تزالوا تكرهون وتقتلون من يؤمنون به في الله أب الكل قدر ما تستطيعون، وتلعنوننا دون سبب، وتفعلون هكذا مع الذين يقفون في صفنا. أما نحن فجميعنا نُصلي لأجلكم ولأجل كل البشر كما علمنا مسيحنا رب الكل عندما أمرنا أن نُصلي حتى من أجل أعدائنا وأن نحب مبغضينا ونبارك لأعنينا] ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: [قيدوا يسوع وجاءوا به إلى قاعة رئيس الكهنة. أتُريد أن تعرف أن هذا أيضًا قد كُتب عنه ونُطق به؟ يقول إشعياء: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شرًا قائلين: لنُقيد البار فإنه مسبب متاعب لنا"]. لقد ظنوا أنهم يصنعون بالبار شرًا لكنهم كانوا يصنعون ذلك لأنفسهم فيجنون ثمر عملهم لا كعقوبة إلهية للانتقام وإنما كثمر طبيعي لتصرفاتهم وحياتهم. "ويل للشرير شر، لأن مجازاة يديه تعمل به" [11]. "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد" (2 كو 9: 6). |
||||