04 - 07 - 2024, 10:04 AM | رقم المشاركة : ( 165381 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء والليتورجيات القبطية: لما كان سفر إشعياء قد ركز على عمل السيد المسيح الخلاصي والكشف عن عصره الذي اتسم بعطية الروح (المشار إليه بالماء والمطر) لهذا غالبًا ما تقرأ فصل من إشعياء في طقس باكر من كل أيام الصوم الكبير، وأيضًا في صلوات اللقان في خميس العهد وعيد الرسل والغطاس المجيد. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:05 AM | رقم المشاركة : ( 165382 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفكر اللاهوتي عند إشعياء: يرى بعض الدارسين أن منهج إشعياء اللاهوتي يمكن تقديمه تحت أربعة عناوين: "الله، البشرية والعالم، الخطية، الخلاص". ويمكن إجماله في العبارة التالية: [الله القدوس يُدين الخطية التي أفسدت البشرية تمامًا فسقط العالم كله تحت الدينونة، وقد حمل مخلصنا الدينونة في جسده ليُقيمنا فيه قديسين نتمجد معه]. جاء السفر يحمل مقابلات عجيبة مثل: المجد الإلهي - الانحطاط البشري؛ الدينونة الجامعة المرعبة - خلاص الله الفائق؛ تنزيه الله غير المدرك - عجز العبادة الوثنية؛ حكمة الله الشاملة - غباوة الأوثان؛ غنى عطايا الله - تدمير الخطية للبركات. خلال هذه المقابلات وأمثالها يعلن الله عن حبه الخلاصي نحو الإنسان، ليرفعه إليه ويهبه ميراثًا لجبل قدسه (إش 57: 13)، مع حكمة ونصرة وأمجاد. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:06 AM | رقم المشاركة : ( 165383 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله "قدوس إسرائيل"... كثيرًا ما يستخدم إشعياء النبي هذا الاسم "قدوس إسرائيل" الذي لم يُستخدم في الأسفار الأخرى سوى ست مرات (إر 50: 29؛ 51: 5؛ حز 39: 7؛ مز 71: 22؛ 78: 14، 89: 18). استخدامه بكثرة خلال السفر كله يكشف عن وحدة السفر (إش 1: 4؛ 5: 19، 24؛ 10: 17، 20؛ 12: 6؛ 17: 7؛ 29: 19، 23؛ 30: 11، 12، 15؛ 31: 1؛ 37: 23؛ 41: 14، 16، 20؛ 43: 3، 14، 15؛ 45: 11؛ 47: 4؛ 48: 17؛ 49: 7 (مرّتان)؛ 54: 5؛ 55: 5؛ 60: 9، 14). ماذا يعني بقدوس إسرائيل في هذا السفر إلاَّ شخص السيد المسيح خالق إسرائيل وموحده ومجدده خلال عمله الخلاصي ليحميه ويمجده. في كل أصحاح من هذا السفر يتجلى السيد المسيح كمركز الحديث. لقد رأى إشعياء في بدء عمله النبوي السيد المسيح المخلص جالسًا على عرش مجده والسارافيم يسبحونه: قدوس، قدوس، قدوس (إش 6). وقد شاهد القديس يوحنا في رؤياه الأربعة مخلوقات الحية حاملي العرش الإلهي ينشدون ذات التسبحة في السماء (رؤ 4: 8). كما سبق فقلنا إن إشعياء تعلم ألا يفصل بين قداسة الله المطلقة وأمجاده الأبدية؛ أما دعوته الله "قدوس إسرائيل"، فلأنه القدوس الذي يقيم شعبًا مقدسًا له ليشاركه أمجاده الأبدية. هو قدوس في ذاته، لكن قداسته تمس علاقتنا به في صميمها. تأكيد فكرة قداسة الله تُحطم الفكرة الوثنية التي سادت بأن الله مجرد "بشر فائق Superhuman" أو "جد grand father عظيم في السماء". الله مختلف تمامًا عن خليقته، هو عال، يُغاير عالمه، هو القدوس وحده... لكنه في نفس الوقت غير معتزل خليقته بل هو مقدسها. بقدر ما أبرز النبي مدى فساد البشرية حتى الشعب الذي أختاره الرب، أكّد أمانة الله الواحد القدوس والقدير من جهة الخلاص (إش 41: 14؛ 43: 3، 14-15؛ 47: 4؛ 48: 17 إلخ.)، ليهبهم شركة سماته (إش 35: 8؛ 48: 2؛ 60: 14؛ 62: 12). وبقدر ما أبرز بطلان الأوثان وعجزها أكّد أن القدير هو الخالق والمعين والقائد والدينان، في يده الزمن، وبقدرته يحرك الأمم لتحقيق إرادته المقدسة من جهة مؤمنيه. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:08 AM | رقم المشاركة : ( 165384 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشرية والعالم: نظرة إشعياء نحو البشرية والعالم انعكست على شخصيته، فقد آمن أن الإنسان الكائن العجيب موضع حب الله وتدبيره من أجله يحرك الله كل شيء ليقدسه بل يقوم بنفسه بخلاصه، وفي نفس الوقت يرى الإنسان في ذاته ضعيفًا كل الضعف، صار كلا شيء، حطم نفسه بنفسه، لا يقدر على الخلاص خارج العمل الإلهي. هذا ما نراه في شخصية إشعياء نفسه، فقد وقف أمام الله يعلن: "ويل لي إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين" (إش 6: 5). لكنه إذ تمتع بلمسة من الجمرة التي قدمها أحد السارافيم من المذبح الإلهي ينطلق ليعمل بطاقات جبارة: حمل شخصية قوية جذابة تجمع روح النبوة مع اتساع الأفق، الحركة المستمرة للعمل مع عذوبة أسلوبه وسحر كلماته، يوبخ وينتهر بشجاعة مع فتح باب للرجاء، أمين لقوميته ومحب لكل البشرية، واقعي يدرك ما يحوط به في زمانه أما قلبه فمنطلق نحو المستقبل حتى يبلغ الأبدية عينها. هكذا تكشف شخصية إشعياء النبي عن نظرته نحو الإنسان والعالم، أيضًا طريقة تعامله مع الغير تكشف ذات نظرته هذه. فهو لا ينشغل كثيرًا بالألقاب ولا بالمراكز، مدركًا أن القوة الحقيقية تنبع في اللقاء الخفي الداخلي مع الواحد القدوس، لذا لا يخف من الحديث بكل جرأة مع الملوك أو ضد الأمم وفي نفس الوقت بكل رقة وحنان مع الأيتام والأرامل والمظلومين... لقد عرف قيمة النفس البشرية مجردة عن الأمور الزمنية والشكليات الخارجية. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:09 AM | رقم المشاركة : ( 165385 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخطية: الخطية في نظر إشعياء النبي أيا كانت أشكالها هي "عصيان" ضد الواحد القدوس كما يظهر من افتتاحية السفر وختامه. هذه النظرة واضحة في كل السفر، فإن القدوس يعمل لأجل تقديسنا لنشاركه سماته وكل خطية أشبه بثورة ضده. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:10 AM | رقم المشاركة : ( 165386 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاص: إن كانت الأصحاحات الأولى (1-39) تؤكد كراهية الله للخطية وتأديب الخطاة العاصيين فإن الأصحاحات التالية (40-66) تعلن خلاص الله العجيب للخطاة من كل الأمم والشعوب. الله الديان هو بعينه المخلص، يكشف الجراحات لا لتشهير بها وإنما لمعالجتها برقة وحنو مهما كلفه الثمن. لهذا في كل مرة يعلن حزمه ضد الخطية سرعان ما يكشف عن عمله الخلاصي ليبعث في النفس الرجاء المفرح. لقد تحدث إشعياء بفيض عن الحياة الجديدة التي صارت لنا في المسيح (إش 43: 18، 19؛ 62: 2؛ 41: 15، 16؛ 65: 17 إلخ...). |
||||
04 - 07 - 2024, 10:11 AM | رقم المشاركة : ( 165387 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عبد يهوه (عبد الرب): من أهم المشاكل التي تقف أمام النقاد هي تعبير "عبد يهوه" أو "عبد الرب" الذي أشير إليه في الأصحاحات ما بين (40-50) قرابة عشرين مرة: (إش 41: 8، 9؛ 42: 1، 19؛ 43: 10؛ 44: 1، 2، 21، 26؛ 45: 4؛ 48: 20؛ 49: 5، 6؛ 50: 10؛ 52: 13؛ 53: 11، 54: 17). وتتلخص المشكلة في أمرين: 1. أغلب الإشارات قدمته بكونه إسرائيل أو يعقوب. 2. تارة يظهر أنه عبد يهوه غير الأمين وتارة العبد المختار موضع سرور الأب، المتألم لأجل خلاص البشر. من يكون هذا العبد ليهوه؟ 1. في بداية العصر المسيحي وُجد بعض اليهود يفسرون "عبد يهوه" بكونه المسيا، لكن البعض الآخر رفضوا ذلك لأنهم لم يكونوا يتوقعون في المسيا ابن داود الذي يقيم المملكة الغالبة أن يتألم، لذا رأوا أن هذا العبد هو رمز لأمة اليهود... هذا التفسير الأخير لا يقبله المنطق ولا يتفق مع ما ورد في السفر فقد أعلن النبي بوضوح أنه يتألم لأجل الخلاص، ويعمل من أجل ذلك (إش 49: 5-6؛ 53: 5-11)، فهل تألمت الأمة اليهودية من أجل خلاص العالم؟ 2. حاول بعض النقاد تفسير هذا الشخص بكونه شخصية تاريخية أو فكرة أسطورية لتقديم مفهوم لاهوتي معين، وقد رفض C. R. North التفسيرين. عن الأول يتساءل: من يكون هذا الشخص التاريخي؟ هل هو النبي نفسه أم آخر؟! واضح أن الحديث لا ينطبق على شخصية تاريخية في العهد القديم. أما التفسير الثاني فغير مقبول لأن العهد القديم لم يستخدم قط الأساطير التي أتبعها الشرق الأدنى في ذلك الحين(21). وقد رأى North أن ما ورد عن عبد يهوه إنما يجب تفسيره مسيانيًا، أي ينطبق على المسيا. 3. يرى البعض أن North قد ركز على تسابيح العبد (إش 42: 1-4؛ 49: 1-6؛ 50: 4-9؛ 52: 13-53: 12) التي لم يذكر فيها العبد بكونه إسرائيل أو يعقوب إنما تركز على العمل الخلاصي لهذا قبل التفسير المسياني. 4. إن عدنا إلى الكتاب المقدس نجد فيلبس الرسول يفسر هذا العبد بكونه يسوع المسيح (أع 8: 30-35). فكيف يقدمه السفر تارة العبد غير الأمين وأخرى العبد المختار موضع سرور الآب. يُجيب Ironsideبأن إسرائيل هو عبد الله الذي لم يستطع أن يَخْلُص بنفسه فاحتاج إلى المختار من قِبَل يهوه العبد الذي جاء ليحقق رسالة الخلاص. آدم الأول قَبِل مشورة العدو فخل تحت العقوبة وصار في مذلٍة لتغرّبه عن الله لذا جاء آدم الثاني ليُحطم العدو ويقيم كنيسته (إسرائيل الجديد) ويعلن حضوره فيها (إش 8: 18؛ 12: 6؛ 30: 29؛ 31: 9). إذن ما ورد عن عبد يهوه تارة يتحدث عن آدم الأول أو الإنسان الذي حطمته الخطية وتارة عن آدم الثاني ابن الإنسان الذي حطّم سلطانها. هذا ويرى القديس أغسطينوس أن عبد يهوه يرمز للسيد المسيح، كما يُشير أحيانا إلى كنيسته، إسرائيل الجديد، بكونها العروس المتحدة به، وجسده المتمتع بخلاصه. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:12 AM | رقم المشاركة : ( 165388 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نسبة السفر لإشعياء ووحدته: يحاول بعض النقاد المحدثين أن ينكروا وحدة السفر ونسبته بأكمله لإشعياء النبي. فيدّعى البعض أن إشعياء كتب القسم الأول منه (إش 1: 39)، وأن آخر اصطلحوا على تسميته "إشعياء الثاني" كتب بقية السفر. وادعى آخرون أن المدعو إشعياء الثاني كتب فقط الأصحاحات (40-55) بينما ثالث كتب الأصحاحات (56-66). وقد بدأت هذه النظرية (تجزئة السفر) بتعليقات J. C. Doderlein عام 1775 م. وJ. G. Eichhorn عام (1780-1783). ومنذ بدء القرن العشرين بدأ بعض المفسرين يفصلون بين هذه الأجزاء ككتب مستقلة. وأما حججهم في ذلك فهي: 1. الخلفية التاريخية: لا يقبل الناقدون إمكانية روح الله في الكشف عن المستقبل أمام رجال الله لبنيان الجماعة، ولا يدركون قول ابن سيراخ عن إشعياء أنه تحدث عن المستقبل (ابن سيراخ 48: 24). لذا يؤكدون أن كاتب الأصحاحات (40-60) كان معاصرًا للإمبراطورية البابلية وعن انهيارها أمام كورش (إش 44: 28، 45: 1)... كما سبق أن قلنا في مقدمات الكثير من أسفار العهد القديم أن المشكلة تقوم أساسًا على إنكار النقاد للنبوة ورفضهم للمعجزات الإلهية. 2. الخلفية الفكرية: يرى بعض النقاد أن الأصحاحات (1-39) تمثل كتابًا مستقلًا له فكر واحد هو تأديب شعب الله على خطاياهم خاصة اتكالهم على الذراع البشرية وانغماسهم في الرجاسات الوثنية كسائر الأمم المحيطة بهم، ثم فجأة تتحول الأصحاحات (40-66) إلى فكر آخر وإلى طابع مُغاير، فيها يعلن الكاتب عن خلاص جديد خلال عهد جديد يقوم به الخالق المهتم بتجديد خلقته التي فسدت. 3. الخلفية اللغوية والأدبية: يرى بعض الدارسين أن الطابع اللغوي والأدبي في الأصحاحات (1-39) يختلف عما جاء في الأصحاحات (40-66). الردّ على القائلين بإشعياء ثانٍ وثالث: 1. يقولBultema بأنه أمر غريب للغاية أن يُكتشف وجود إشعياء ثانٍ في تاريخ متأخر بواسطة بعض اللاهوتيين العقلانيين بينما لم يخبر بهذا الأمر أحد من حاخامات اليهود القدامى وآباء الكنيسة الأولى حتى الذين قادوا الحركة البروتستانتية لم يفكروا في هذا، فكيف كان إشعياء الثاني هذا مخفيًا عبر كل هذه العصور؟! 2. نسبت الترجمة السبعينية في القرن الثالث ق.م. السفر كله لإشعياء النبي دون تجزئته. 3. يقدم لنا المؤرخ اليهودي يوسيفوس شهادة خارجية عن أصالة هذا الجزء (إش 40-66) ونسبته لإشعياء، وأنه كتب في وقت مبكر جدًا عن عصر كورش، إذ قال أن كورش نفسه قرأ ما ورد في سفر إشعياء فدهش وتحركت فيه رغبة قوية أن يحقق ما كتب عنه في هذا السفر. واضح هنا أن يوسيفوس لم يعرف سوى إشعياء واحد. لو أن الكاتب غير معروف في أيام كورش لكان هذا يعني أحد أمرين، إما أن ما كتبه يوسيفوس عن كورش ليس بذي قيمة، أو أن كورش كان غبيًا خدعه اليهود. 4. نسب يشوع بن سيراخ السفر بأكمله إلى إشعياء النبي، وقد شهدت أسفار العهد الجديد لذلك باقتباس عبارات منه نسبتها إلى إشعياء النبي. 3. من جهة اختلاف الفكر بين أقسام السفر. فكما يقول Oswalt أن محاولة تجزئة السفر في العصر الحديث هي التي خلقت تجاهلًا لوحدة الفكر الذي يجري في السفر كله. وقد قدم لنا مثالًا لوحدة الفكر في السفر نقدمه هنا مع شيء من التصرف. يُجيب السفر كله على تساؤلين هما: ما هي طبيعة شعب الله؟ وما هو مصيرهم؟ في (إش 1-6): يعرض النبي المشكلة: الخطاة مدعوون، والحل هو رؤية الله. وفي (إش 7-39): يكشف عن الاتكال على الله لا على الأمم المجاورة، وأنه عوض الاتكال عليهم في ضعف يلزم أن يدركوا رسالتهم ألا وهي أن يكونوا نورًا للأمم. وقد بدأ بنو يهوذا بالاتكال على الله لكنهم لم يستمروا. وفي (إش 40-48): يُجيب على التساؤل: ما هو الحل لعدم استمرار يهوذا؟ حثهم على ذلك ولو بالتأديب والسبي. فالله يسمح بالسبي لكنه لا يزال يعلن "أنا هنا"، مجده يملأ السماء والأرض كما رأى إشعياء (إش 6). وفي (إش 49-55): يُجيب على التساؤل: هل يمكن لإسرائيل الخاطئ أن يصير عبد يهوه؟ كما فعل الله بإشعياء مقدسًا شفتيه بالجمرة (إش 6) هكذا يفعل بالمؤمنين مقدسًا إياهم بعمله الخلاصي. هنا يقدم مقابلة بين إسرائيل عبد يهوه والمسيا المخلص. في إش (56-60): الله الذي يختار شعبه ويخلصهم من خطاياهم يبقى عاملًا حتى يتحقق مجده فيهم كما سبق ففعل مع إشعياء في الرؤيا (إش 6). هكذا يظهر الخط واضحًا في السفر كله، خط خلاص الله العجيب الذي يحققه بدعوة الخطاة وتقديسهم خلال المسيا مخلص العالم. 4. ما يدعيه النقاد -أي نظرية تفتيت وحدة السفر- يواجه مشاكل كثيرة بلا حل، نذكر على سبيل المثال: أ. أن آراءهم تفقد الوحدة بصورة صارخة، فيرى Radday أن الأصحاحات (49-66) تمثل وحدة لغوية واحدة مقابل الأصحاحات (40-48)؛ فان كان هذا صحيحًا فانه يعارض فكرة إشعياء الثاني (40-55). هذا ويرى أن الأصحاحات (23-35) ليست من قلم إشعياء الأول وهذا يعارض فكر أغلب النقاد. ب. لو كان هذا السفر هو من عمل ثلاثة أشخاص، فإنه يصعب جدًا تفسير كيف جاء السفر بشكله الحاضر. في كل المخطوطات السابقة للمسيحية لم تُوجد قط أجزاء منه قدمت ككتاب مستقل، إنما قدمت الأصحاحات الـ66 كوحدة واحدة. ج. يقول Morgalioth إنه لم تستطع هذه النظريات أن تقدم تفسيرًا لوجود مفاهيم مشتركة بين الأجزاء مثل (إش 1-7) مع (60-66؛ 7-12) مع (36-39)(29). د. وجدت دراسات إحصائية لغوية للسفر تؤكد وحدته مثل عمل L. L. Adam(30). فيما يلي أمثلة قليلة لتشابه الأفكار والأسلوب خلال الأجزاء التي يدعى النقاد أنها كُتبت مستقلة(31): * تسمية الله "قدوس إسرائيل" وردت 13 مرة في (إش 1-39)، 16 مرة في (إش 40-66)، بينما استعلمت 7 مرات في بقية أسفار العهد القديم. * تسمية الله "عزيز إسرائيل" في (إش 1: 24)، وأيضًا في (إش 29: 26؛ 60: 26). * استخدام تعبير: "فم الرب تكلم" (إش 1: 20؛ 21: 17؛ 22: 25؛ 24: 3؛ 25: 8)؛ (إش 40: 5؛ 58: 14). * العلاقة بين الله وإسرائيل في الأصحاحات (1-39) مطابقة في الصور والأفكار بما ورد في الأصحاحات (40-66). من جهة الأفكار: أ. بنو إسرائيل أولاد الله وشعبه المحبوب (إش 1: 2، 3؛ 2: 6؛ 3: 12)؛ (إش 40: 11؛ 41: 8، 9؛ 43: 1،15). ب. عصيانهم (إش 1: 17، 23؛ 3: 12، 15؛ 5: 7، 23)؛ (إش 59: 8، 13). ج. سقوطهم في الوثنية (إش 1: 29؛ 2: 8، 20؛ 31: 7)؛ (إش 40: 19، 20؛ 41: 7؛ 44: 9-20؛ 57: 5). د. سفك الدماء البريئة (إش 1: 15، 21؛ 4: 4) (إش 9: 3، 7). ه. رفض الله لهم لعصيانهم (إش 1: 15؛ 2: 6؛ 3: 8؛ 4: 6)؛ (إش 42: 18-25؛ 43: 28). و. الحكم عليهم بالسبي (إش 5: 13؛ 9: 11، 12؛ 14: 3)؛ (إش 42: 22؛ 43: 5، 6؛ 45: 13). ز. السبي إلى بابل بالذات (إش 14: 2-4؛ 39: 6، 7)؛ (إش 47: 6؛ 48: 20). ح. الرب يُبقى له بقية (إش 6: 13؛ 10: 20-22؛ 11: 12؛ 14: 1، 3)؛ (إش 43: 1-6؛ 48: 9-20). فكرة البقية التي تخلص كخيط ذهبي خلال السفر كله. ط. الوعد بالعودة وغرسهم في الأرض المقدسة (إش 14: 1؛ 35: 10)؛ (إش 44: 26؛ 45: 3؛ 51: 11). ى. انضمام الأمم إليهم (إش 11: 10؛ 25: 6)؛ (إش 42: 6؛ 49: 6؛ 55: 5). ك. الوعد بملك عظيم (إش 9: 6، 7؛ 24: 23؛ 32: 1؛ 33: 17)؛ (إش 42: 1-4؛ 49: 1-12). ل. يملك في جبل الله المقدس (إش 2: 2؛ 11: 9)؛ (إش 56: 7، 57: 13؛ 65: 11). م. يكون فاديًا ومخلصًا (إش 1: 27؛ 25: 9-10؛ 35: 4)؛ (إش 41: 14؛ 53: 5 12؛ 59: 20). ن. استخدام الاسم الرمزي لمصر "رهب" في الجزئيين (إش 30: 7)؛ (إش 51: 9). من جهة الصور والتشبيهات: أ. كثرة استخدام صور النور والظلام كرمز للمعرفة والجهل؛ استخدم النور مجازيا 18 مرة على الأقل والظلام 6 مرات، وقابل بين الاثنين 9 مرات (إش 5: 20، 30؛ 13: 10)؛ (إش 42: 16؛ 50: 10؛ 58: 10؛ 59: 9؛ 60: 1-3). ب. استخدم أيضًا العمى والصمم في حالات متشابهة (إش 6: 10؛ 29: 10، 18؛ 22: 3؛ 35: 5)؛ (إش 42: 7، 16، 18، 19؛ 43: 8؛ 44: 18؛ 56: 9). ج. تصوير البشرية بالزهرة أو ورقة سرعان ما تذبل (إش 1: 30؛ 18: 15)؛ (إش 40: 7؛ 64: 6). د. تشبيه الإصلاح براية (إش 11: 12؛ 18: 3)؛ (إش 49: 22؛ 62: 10؛ 66: 19). ه. دعوة المسيا الغصن أو القضيب (إش 11: 1، 2؛ 53: 2). و. العصر المسياني كعصر ماء (إش 30: 25؛ 33: 21؛ 35: 6)؛ (إش 41: 17، 18؛ 43: 19، 20؛ 55: 1؛ 58: 11؛ 65: 12). ز. تشبيه الله بالفخاري والإنسان بإناء خزفي (إش 29: 16)؛ (إش 45: 9؛ 64: 8). ح. تشبيه أورشليم بخيمة ذات أوتاد (إش 32: 20)؛ (إش 54: 2). ط. تشبيه تطهير إسرائيل بتنقية الفضة (إش 1: 25)؛ (إش 48: 10). هذه أمثلة قليلة من كثير من وجود تشبيهات وتعبيرات مشتركة بين الـ39 أصحاحًا الأولى وبقية السفر... مما يدل على وحدة السفر وأن الكاتب شخص واحد. هذا ويلاحظ أنه لا يخلو أصحاح في كل السفر من تشبيه حيّ وتصوير رائع خاصة في الأصل العبري الذي يعطي سمو اللغة رونقًا خاصًا لهذه التشبيهات والتصويرات. مع هذا إن وُجد شيء من الاختلاف في الأسلوب بين ما ورد في (إش 1-39)؛ (إش 40-66) فانه أمر طبيعي لتطور الأسلوب بالنسبة لنفس الكاتب خلال حقبات حياته المختلفة، خاصة وأن مدة نبوته طويلة، تبلغ حوالي الستين عامًا. 5. كاتب كلا الجزئيين يظهر أنه صاحب معرفة كاملة بتاريخ شعبه. 6. كاتب الجزء الثاني (إش 40-66) ليس كما يدعى النقاد أنه إنسان يعيش في أرض السبي، إنما واضح أنه كان مقيمًا في الأراضي المقدسة، وكما يقول H. Bultema: أ. بينما يكرر إرميا النبي اسم بابل أكثر من 160 مرة نجد هنا في هذه الأصحاحات السبعة والعشرين (إش 40-66) يُذكر ثلاث مرات فقط. كما لم يشر الكاتب إلى المدن المحيطة ببابل ولا إلى قُراها أو حصونها. أما بالنسبة لكنعان فكثيرًا ما يُشير إليها وإلى بعض المناطق التي فيها. ب. لا يُشير الكاتب إلى الأمم المحيطة ببابل بينما يُشير إلى جبال كنعان وتلالها وصخورها وكهوفها وطرقها الجبلية ووديانها. ج. يتحدث عن حجارة لا توجد في بابل بل في كنعان (إش 48: 19؛ 57: 6؛ 62: 10؛ 51: 1؛ 50: 7). د. بالنسبة للنباتات أشار إلى نوع واحد من أشجار بابل "الصفصاف" (إش 44: 4)؛ أما أشجار كنعان فيكررها مرات ومرات مثل الأرز والزيتون والصنوبر والآس والزان والسرو إلخ... ه. بالنسبة للأخشاب، كان البابليون يستخدمون أشجار النخيل في البناء كما في الوقود بينما يُشير إشعياء إلى الأخشاب الكنعانية مثل الأرز والسرو وسنديان والصنوبر (إش 44: 13-16). و. لم تذكر هذه الأصحاحات نوعًا واحدًا من محاصيل بابل إنما أشارت إلى المحاصيل التي تنمو في كنعان مثل البهرات والكتان والقصب. ز. ورد بهذه الأصحاحات أكثر من 25 نوعًا من الحيوانات لا يوجد من بينها نوع واحد من الحيوانات الخاصة ببابل، وهكذا بالنسبة للطيور والأسماك. ح. عندما تحدث عن الأصنام أشار إليها بكونها مُقامة تحت الأشجار (إش 57: 5-7) وفي الكهوف وعلى الجبال والتلال؛ هذا يناسب كنعان أما في بابل فوجدت الأصنام في هياكل ضخمة جميلة. ط. في تشبيهاته المتعددة عبر السفر كله لم يشر إلى عجائب الدنيا في بابل مثل أسوار بابل الفريدة في سمكها، ومعبد بيل والقصر الملكي لNeriglisser والحدائق المعلقة. من هذا كله واضح أن الكاتب يعيش في كنعان وليس في بابل أرض السبي كما أدعى النقاد ليعزلوا الأصحاحات (40-46) عن بقية السفر بكون كاتبها إشعياء آخر في أرض السبي جاء في وقت متأخر عن إشعياء الأول. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:13 AM | رقم المشاركة : ( 165389 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التفسير الألفي لسفر إشعياء: بينما ركز آباء الكنيسة الأولى على نبوات إشعياء النبي بكونها شهادة صادقة وأمينة عن شخص السيد المسيح وعمله الخلاصي، يحاول كثير من المفسرين المحدثين صبغه بالفكر الألفي، متطلعين إلى كثير من نبواته على أنها ستتحقق عندما يأتي الرب ليملك ألف سنة على الأرض قبل حلول الضيقة العظيمة. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى الآتي: 1. تفسير النبوات بطريقة حرفية، مثل إعادة مجد صهيون وأورشليم وغلبة المخلص على الأمم والشعوب المقاومة إلخ... هذه المفاهيم ليست إنجيلية، فإن صهيون وأورشليم إنما هما كنيسة العهد الجديد، التي تدعى "إسرائيل الجديد". أما الغلبة على الأعداء فإشارة رمزية لغلبته على قوات الظلمة بالصليب. 2. عدم إدراكهم أن الرب قد ملك فعلًا بالصليب على القلوب وأنه أقام مملكته المملوءة فرحًا وسلامًا لا ينطق به. 3. إن الشيطان قد قُيد بالنسبة للمؤمنين بالصليب، وأننا قد أُعطينا سلطانًا أن ندوس على الحيات والعقارب. (راجع تفسيرنا لسفر الرؤيا ص 19). |
||||
04 - 07 - 2024, 10:14 AM | رقم المشاركة : ( 165390 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقسام سفر إشعياء يرى علماء اليهود وآباء الكنيسة الأولى أن النبوات الواردة في هذا السفر جاءت حسب ترتيب إعلانها للنبي، وإن كان بعض النقاد الحديثين يرفضون هذا الرأي. نبوات في أيام عزيا ويمكن تقسيم السفر حسب موضوعه إلى ثلاثة أقسام متكاملة تبرز عمل الله الخلاصي. ففي القسم الأول يعلن النبي تأديب الله لكل البشرية -اليهود والأمم- لأن الطبيعة البشرية قد فسدت وصارت في حاجة إلى تدخل إلهي لتقديسها.[ص 1-5]. نبوات في أيام يوثام [ص 6]. نبوات في أيام آحاز [ص 7-14]. نبوات في أيام حزقيا [ص 15-66]. وفي القسم الثاني يعلن الله القدوس عن إمكانية الغلبة على الأعداء (إبليس وجنوده) وعلى الموت وعلى الأنا بالله نفسه. هذا القسم تاريخي نبوي يظهر أن ما ننعم به من نصرة يتحقق بواسطة ابن داود الذي يموت ويقوم [قصة حزقيا الملك الذي أنعم عليه بـ15 سنة كرمز لموت المسيح وقيامته]. وفي القسم الأخير يعلن الله القدوس عن تمتع البشرية بالخلاص في مفهومه الواسع، أي شركة المجد الإلهي خلال آلام المسيح وصلبه. هذه الأقسام الثلاثة هي: أولًا: القدوس المؤدب يرى البعض أن هذا السفر يمثل الكتاب المقدس كله بعهديه، القسم الأول منه (إش 1-39) يتحدث عن حال إسرائيل قديمًا وما بلغ إليه من فساد وحاجة العالم إلى مخلص إلهي وهو بهذا يمثل العهد القديم، أما الأصحاحات السبعة وعشرون (إش 40-66) فتُشير إلى أسفار العهد الجديد السبعة وعشرين تعالج سرّ الفداء بكل وضوح وتعلن الملكوت المسياني وعطية الروح القدس لإقامة مدينة الرب الجديدة.[ص 1-35]. 1. نبوات خاصة بيهوذا وأورشليم [ص 1-12]. 2. نبوات خاصة بالأمم المحيطة [ص 13-23]. 3. نبوات خاصة بالعالم [ص 24-35]. ثانيًا: القدوس واهب النصرة [ص 36-39]. 1. نصرة على الأعداء [ص 36-37]. 2. نصرة على الموت [ص 38]. 3. نصرة على الأنا [ص 39]. ثالثًا: القدوس الْمُعَزِّي بالخلاص [ص 40-66]. 1. عزوا عزوا شعبي [ص 40-44]. 2. هجوم كورش على بابل [ص 45-47]. 3. أحاديث الخلاص [ص 48-59]. 4. بناء مدينة الرب الجديدة [ص 60-66]. |
||||