04 - 07 - 2024, 09:48 AM | رقم المشاركة : ( 165371 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسفار الأنبياء تُدعى الأسفار من إشعياء حتى ملاخي "أسفارًا نبوية". هذا لا يعني أن النبوة قد بدأت بإشعياء، إنما وجدت منذ بداية ظهور موسى النبي كأول قائد لشعب إسرائيل، وإن كان بعض الآباء يرون أن النبوة تمتد منذ بدء الحياة البشرية، فيحسبون آدم نفسه نبيًا. هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الأسفار النبوية لا تقف عند عرض النبوات وإنما ضمت تاريخًا ونواميس وحكمة وشعرًا |
||||
04 - 07 - 2024, 09:51 AM | رقم المشاركة : ( 165372 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنبياء: لا يفهم تعبير "أنبياء" بمعنى أناس يتنبأون بأحداث مستقبلية بقدر ما تعني الكشف عن فكر الله وإرادته من جهة الإنسان، خاصة خلاصه الأبدي الذي يتحقق خلال السيد المسيح. لقد أقام الله أنبياءه كرجاله الذين يشهدون له بقوة وشجاعة بفعل روحه القدوس في وقت انحرفت فيه القيادات الدينية والمدنية من كهنة وملوك. فقد انشغل كثير من الكهنة بالسلطة والكرامة مع الانغماس في حياة الترف والبهرجة، لهذا اهتموا بإرضاء الملوك والعظماء على حساب خدمة النفوس، وانشغلوا بالحرف القاتل كتغطية للفساد الداخلي. أما الملوك والأشراف فانشغلوا بالمجد الباطل معتمدين على خطط بشرية متجاهلين عنصر الإيمان بالله والاتكال عليه... لهذا ظهر الأنبياء يقاومون فساد القيادات والشعب أيضًا؛ الأمر الذي أثار الكل ضدهم لاضطهادهم. جاء الخط واضحًا في كل كتابات الأنبياء، وهو: 1. التوبة والرجوع إلى الله بالقلب لا بالممارسات الشكلية هو طريق علاج للمشاكل الداخلية والخارجية، الاجتماعية والسياسية والروحية. 2. فضح الأخطاء خاصة التي ترتكبها القيادات الدينية والمدنية لا للتشهير بهم وإنما لطلب العلاج الروحي الحق. 3. التنبوء عن أحداث محلية مستقبلية قريبة لتأكد تأديب الرب لهم بسبب فسادهم وعدم الثقة فيه، أو لتأكيد رجمته بسبب توبتهم، مثل السبي والرجوع منه. 4. التنبوء عن أحداث مستقبلية بعيدة مركزها مجيء المسيا المخلص، الذي يُقيم مظلة داود الساقطة، ويُقيم مملكة روحية تضم الشعوب والأمم. 5. الله وحده هو المخلص... والخلاص هو الموضوع الأوحد الذي يلزم أن يشغل فكر الكل. نبوات الأنبياء مع كثرتها تشبه قيثارة يلعب على أوتارها روح الله القدوس الذي لا يخطئ العزف، فيقدم سيمفونية حب الله المعلن خلال عمل المسيح الخلاصي. |
||||
04 - 07 - 2024, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 165373 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأنبياء الكبار والصغار: اعتاد الدارسون أن يقسموا أسفار الأنبياء إلى أنبياء كبار [إشعياء، إرميا، حزقيال، دانيال] وأنبياء صغار [بقية أسفار الأنبياء]، هذا التقسيم لا يقوم على أساس التمييز بين الأنبياء أنفسهم وإنما بين الأسفار حسب حجمها. يشبه البعض بعض أسفار الأنبياء الصغار بالقنابل الذرية الصغيرة في حجمها لكنها تحمل طاقات جبارة. جدول |
||||
04 - 07 - 2024, 09:55 AM | رقم المشاركة : ( 165374 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء دُعي إشعياء: "النبي الإنجيلي"، ودُعي سفره: "إنجيل إشعياء"، أو "الإنجيل الخامس". من يقرأه يظن أنه أمام أحد أسفار العهد الجديد، وأن الكاتب أشبه بشاهد عيان لحياة السيد المسيح وعمله الكفاري خاصة "الصليب"؛ يرى صورة حيَّة للفداء وأسراره الإلهية العميقة. يقول القديس جيروم: [إني أتمثل في سفر إشعياء -عند قراءته- إنجيليًا يصف حياة يسوع المسيح، فضلًا عن كونه نبيًا يتكلم عن الأمور الآتية]. يقول عنه H. A. Ironside: [أكثر من أي كتاب نبوي آخر، يحوى أكمل النبوات المسيانية التي وجدت في العهد القديم، يشهد بطريقة أكيدة عن آلام المسيح وما يتبعها من أمجاد]. اهتم به آباء الكنيسة خاصة في حوارهم مع غير المؤمنين لأجل ما تضمنه من نبوات كثيرة وصريحة عن شخص السيد المسيح وعمله الفدائي وكنيسته وعطية روحه القدوس إلخ.... بعد تحول القديس أغسطينوس إلى الإيمان المسيحي بفترة قليلة سأل القديس الأسقف الشيخ أمبروسيوس عما يقرأه، فأجابه"إشعياء". |
||||
04 - 07 - 2024, 09:56 AM | رقم المشاركة : ( 165375 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء: كان اسم إشعياء شائعًا بين اليهود، فنجد في الكتاب المقدس على الأقل سبعة أشخاص يحملون هذا الاسم. "إشعياء" يُقابل "يشعيا" (عز 7: 8؛ نح 11: 7؛ 1 أي 3: 21)؛ يعني "خلاص الله" أو "الله يُخلص". وقد جاء اسمه يكشف عن رسالته، فالسفر في مجمله يحمل خطًا واضحًا عن خلاص الله العجيب الذي يتحقق بمجيء المسيا الذبيح مقيم الملكوت وواهب المجد. دُعي "إشعياء بن آموص" لتمييزه عن بقية الأشخاص الحاملين ذات الاسم. هذا ويرى الكثير من الدارسين أن آموص هنا غير عاموس النبي، وبحسب التقليد اليهودي هو أخو أمصيا ملك يهوذا وأنه نبي أيضًا. نشأ في أورشليم وعمل فيها (إش 7: 3؛ 22: 1، 15؛ 37: 2؛ 38: 5؛ 39: 3). على خلاف إرميا تزوج وأنجب أولادًا؛ إرميا مُنع من الزواج حتى لا تُعاني أسرته من الضيق المُرّ الذي يحل بالشعب ومن الفساد الذي حلّ بالجميع كوباءٍ معدٍ، أما إشعياء فتزوج ودُعيت زوجته: "النبية" (إش 8: 3) لا لممارستها النبوة وإنما لمشاركتها رجلها جهاده الروحي ومشاعره، فكانت خير رفيق له في تحقيق رسالته. أنجبت على الأقل ابنين حملا أسمين رمزيين؛ دُعي الأكبر "شآر ياشوب" معناه "البقية سترجع" (إش 7: 3)؛ والثاني "مهير شلال حاش بز" معناه "عجل النهب، أسرع الغنيمة" (إش 8: 3). وكان الاسمان متناسبين مع نبوات إشعياء كما سنرى. اعتز إشعياء النبي بأسرته المقدسة في الرب، وأيضًا بتلاميذه الروحيين الذين حسبهم أبناء له وكأفراد أسرته، فقال: "هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب آيات وعجائب في إسرائيل" (إش 8: 8). وقد استخدم الرسول بولس هذه العبارة كرمز لربنا يسوع الذي يقود تلاميذه إلى المجد (عب 2: 13). |
||||
04 - 07 - 2024, 09:57 AM | رقم المشاركة : ( 165376 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ظروف إشعياء الدينية والاجتماعية والأخلاقية: 1. نشأ إشعياء -كأحد أعضاء العائلة الملكية- في أورشليم، في جوٍ أرستقراطي، يُجالس الملوك ويصادقهم، ويقدم لهم المشورة الصالحة. كان نبيًا في مملكة يهوذا، وربما كان يشغل مركزًا سياسيًا هامًا في البلاط الملكي، كما يظهر من إلمامه بالتيارات السياسية في ذلك الحين بجانب إلمامه بالتيارات الدينية والاجتماعية. فقد كشف عن جماعة أنصار التحالف مع مصر (إش 29: 15؛ 30: 1) واستطاع أن يطرد شَبْنَا من مركزه الخطير (إش 22: 15). باشر عمله النبوي في السنة التي مات فيه عُزّيا ملك يهوذا (سنة 740) أو 739 ق.م)، هذا لا يعني أنه بدأ بعد موت الملك وإنما ربما قبل موته في ذات العام الذي مات فيه؛ وقد استمر في خدمته حتى وفاة حزقيا ( 697 أو 696 ق.م.)، وبحسب التقليد اليهودي باشر عمله النبوي في عهد منسى بن حزقيا، بهذا تكون مدة عمله النبوي أكثر من 50 عامًا، يرى بعض الدارسين أنها بلغت الستين عامًا. انتهت حياته على الأرض بنشره بمنشار خشبي كأمر الملك منسى إمعانًا في تعذيبه كما جاء في التقليد اليهودي وبعض كتابات آباء الكنيسة(7)، وربما قَصدَه الرسول بولس عندما تحدث عن الذين نُشروا (عب 11: 37). 2. شاهد إشعياء في شوارع العاصمة -أورشليم- مركبات الملك والأسرة الملكية والعظماء المتعجرفين، يركبونها في زهو وغرور، خاصة نساؤهم المدللات في حياة ترف فاحش وبذخ شديد. تطلع إلى الولائم اليومية التي تُقام في القصر الملكي بغير انقطاع، تُدعى إليها القيادات العسكرية والمدنية والدينية، الكل يشرب الخمر بلا حساب لتتحول إلى مجالس هُزء قانونها المداهنة والرياء. وفي نفس الوقت كان يُشاهد الأغنياء يدخلون الهيكل ليقدموا تقدمات وذبائح بلا حصر ليجدوا تكريمًا من القيادات الدينية الجشعة، ويخرج هؤلاء الأغنياء من الهيكل ليمارسوا الرجاسات الوثنية بالقرب من الهيكل! هذه هي صورة المدينة التي نُسبت لله وأُقيم فيها هيكله المقدس، بينما كانت صرخات الأرامل والأيتام والفقراء والمظلومين تدوي في أذني النبي بل ترتفع إلى عرش الله. أُصيب يهوذا بالفساد، من جهة قياداته كما من جهة الشعب، "كل الرأس مريض، وكل القلب سقيم، من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُلين بالزيت" (إش 1: 5-6). يرى بعض الدارسين أن ما حلّ بيهوذا يصيب العالم الآن بشكل أو آخر مثل: أ. تكتلات من أجل التمتع بالسلطة البشرية لا الاتكال على عمل الله (إش 8: 9-13). ب. الجهل الروحي، فبينما تخضع الطبيعة غير العاقلة بالغريزة لصاحبها وراعيها يجهل الإنسان خالقه المعتني بخلاصه وأبديته (إش 1: 2-4). ج. فساد القيادات وانحلالها بتصرفات صبيانية غير ناضجة مع دخول العنصر النسائي بطريقة تسلطية منحرفة حتى في بعض القيادات الدينية (إش 3: 12)، وتفشِّى روح المداهنة والمجاملة وغير موضوعية الحق ذاته. د. الأنانية ومحبة المال وما يتبع ذلك من ممارسة للظلم وحب الرشوة (إش 1: 23). ه. ميوعة الإيمان، يقبل الإنسان الدين وينكر عمل الله الخلاصي أو الالتزام بالحق أو الاعتراف بالدينونة الأبدية... |
||||
04 - 07 - 2024, 09:58 AM | رقم المشاركة : ( 165377 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الظروف السياسية: عاش إشعياء النبي في وقت قيام القوى العظمى في العالم والصراع بينها. بدأ هذا الصراع بين مصر وأشور على السيطرة على العالم في ذلك الحين، وفي أيام إشعياء الأخيرة كان الصراع بين أشور وبابل، وكان مبدأ هذه الدول هو: "القوة هي الحق". أما أثر هذا الصراع على إسرائيل (مملكة الشمال) ويهوذا فيظهر مما ورد في ملوك الثاني (15-17): * قدم منحيم ملك إسرائيل فضة لفول الآشوري ليتركه في مملكته (2 مل 15: 19-20). * في الأيام الأخيرة من عزيا حيث تسلم إشعياء رسالته، غلب تغلث فلاسر الآشوري فقح ملك إسرائيل (2 مل 15: 29)؛ وقام الأخير بتخريب جيش آحاز ملك يهوذا حيث قتل 120 ألفًا وحمل 200 ألفًا إلى السامرة كمسبيين، كما تحالف مع رَصِين ملك سوريا ضد يهوذا، وذلك لأسباب سياسية. فقد أرادا من يهوذا أن يتحالف معهما ويستندا على فرعون مصر لمقاومة أشور، لكن يهوذا رفض ذلك، مفضلًا الالتجاء إلى أشور ضدهما. لا أريد الدخول في تفاصيل الأحداث السياسية، إنما ما حدث هو أن هوشع قتل فقح، وأن الأول خضع للجزية لأشور (2 مل 17: 3) غير أن شلمنأسَر الآشوري لم يثق فيه فسجنه وحاصر السامرة 3 سنوات ثم سبي إسرائيل (2 مل 17: 4 6)، وكان ذلك سنة 722 ق.م. إن كانت السامرة عاصمة الأسباط العشرة في أنانية تحالفت مع آرام سوريا ضد يهوذا، فإن يهوذا من جانبه أخطأ فقد أرسل آحاز إلى تغلث فلاسر يقول له أنه عبده وابنه يطلب نجدة ضد سوريا وإسرائيل (2 مل 16: 7)، مقدمًا خزائن الهيكل والقصر هدية لأشور. وبالفعل سنده، لكن تغلث فلاسر احتقره فيما بعد ولم يسنده (2 أي 28: 20-21). بعد ذلك قام سنحاريب بجيش عظيم ليستولي على يهوذا في أيام حزقيا بن آحاز وقد سمح الله بتدمير كثير من المدن لكنه حافظ على أورشليم إلى حين. عاش إشعياء النبي في هذا الجو بقلب ناري ملتهب حبًا نحو شعبه. فكانت نفسه مُتمرّة بسبب الانقسام بين أفرايم ويهوذا الذي بلغ أقصاه بتحالف إحداهما مع دول غريبة ضد الأخرى. هذا من جانب ومن جانب آخر فقد شاهد إشعياء يهوذا يرى بعينيه ما حدث للسامرة التي تبعد حوالي 35-40 ميلًا من أورشليم، وما حدث لها من خراب (إش 22: 1) ومع هذا ازداد يهوذا في الشر والعناد. كان إشعياء - كرجل قومي - منشغلًا بأورشليم عاصمة يهوذا ومدينة الله، كانت مركز أحلامه وآماله، كثيرًا ما يتحدث عنها، لكنه في صراحة يصف نجاساتها وفجورها، معلنًا نضاله لا لأجل حمايتها سياسيًا فحسب وإنما لأجل تقديسها لحساب الله القدوس. إشعياء، كرجل سياسي حكيم وبإرشاد روح الله القدوس، أدرك شئون عصره والأحوال التي كانت سائدة. فقد تنبأ عن سقوط دمشق والسامرة وامتداد سلطان أشور على الشرق الأوسط (إش 7)، كما امتد نظره -بروح النبوة- إلى مستقبل أبعد ليرى بابل وخطرها المحدق بيهوذا (إش 39)، وبروح الرجاء يعلن عن عودة الشعب كله -جميع الأسباط- من السبي البابلي. رأى إشعياء في أشور (وبعد ذلك بابل) أداه تأديب إلهي لإسرائيل وأيضًا ليهوذا، ولم يكن بنو يهوذا قادرين على تصديق غزو أشور لأورشليم. لقد أكد النبي أن التاريخ كله والشعوب في يدّ الله يستخدمهم من أجل توبة شعبه ورجوعه إليه... وأنه لا علاج حتى لمشاكلهم السياسية بغير التوبة. تمسك إشعياء بكلمة الحق في قوة وبسلطان الروح، ففي شجاعة يقول لآحاز الملك: "هل هو قليل عليكم أن تضجروا الناس حتى تضجروا إلهي أيضًا؟!" (إش 7: 13)، كما وبخ الشعب كفاعلي شر (إش 1: 4)، ودعى العظماء "قضاة سدوم" (أش 1: 10)، وسخر بالأعداء الثائرين في وقت كانت فيه أورشليم ترتعب منهم حاسبًا إياهم كشعلة مدخنة (إش 7: 4)... ومع هذا نراه يئن قلبه لأنَّات موآب (إش 15: 5) ويرثى لسقوط بابل (إش 21: 4، 10؛ 22: 4). |
||||
04 - 07 - 2024, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 165378 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سماته: 1. منذ القدم دُعي إشعياء بالنبي العظيم بسبب شخصيته وأعماله وكتاباته(9). حمل في شخصيته شجاعة دانيال ورقة حس إرميا وآلام هوشع وثورة عاموس، وفاق الكل في قدرته الأدبية الفريدة على النقد المقدس اللاذع مع فتحه باب الرجاء على مصراعيه لا لشعبه وحده وإنما لكل بشر. 2. تحدث الله مع إشعياء النبي بالطرق الثلاثة الشائعة الخاصة بالإعلان الإلهي: أ. خلال الرؤيا المجيدة (إش 6)؛ وقد دُعي بالرائي (إش 30: 10). رأى السيد المسيح القادم وقد ملأ مجده الروحي كل العالم، فاهتزت السماء لتسبحه من أجل قداسته ومجده. هذه الرؤيا سيطرت على حياته وأفكاره وتصرفاته وكلماته؛ فنجد القداسة مع المجد هما الخط الواضح في السفر، مصدرهما ليس الذراع البشري وإنما عمل المسيح الخلاصي. هذا الخط صبغ على السفر روح الرجاء بالرغم مما أعلنه عن بغض الله للخطية وسقوط الأمم تحت التأديبات القاسية بسببها. ب. عمل الروح في حياة إشعياء، الذي أمسكه كما بيدٍ قوية (إش 8: 11)، وألهب حياته، فصارت كلمة الله أشبه بنار تلتهب في عظامه. ج. الإعلان خلال الحديث الأبوي؛ فيتحدث رب الصباؤوت المهوب في أذني إشعياء كما يتحدث الصديق مع صديقه، يحدثه فمًا لفم (إش 8: 11؛ 20: 2؛ 22: 14)، ويعتبر هذا النوع أسمى أنواع الإعلانات الإلهية، إذ يقدم روح الصداقة الإلهية. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:01 AM | رقم المشاركة : ( 165379 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسلم إشعياء النبي النبوة بهذه الوسائل الثلاثة قدمها بدوره خلال ثلاث وسائل: أ. الكرازة العلنية في الهواء الطلق من أجل توبة الجميع. ب. العمل الرمزي؛ جاء في (إش 20: 2-3) أنه صار علامة وأعجوبة، فقد سار حافي القدمين عاريًا لمدة 3 سنوات ليؤكد ليهوذا سبيه وتسليمه للعبودية تحت نير أشور. ج. خلال الكتابة بإعلان واضح في مكان عام مثل الهيكل للتحذير. 3. تمتع إشعياء بسّر الله في وقت طغت فيه الشكلية في العبادة على حياة القادة والشعب، واتسم الكل بالرياء مع فساد الحياة الداخلية. لقد فشل الكهنة والملوك في تحقيق رسالتهم في ذلك الحين لإصلاح إسرائيل ويهوذا، لذلك استمر الله يخدم شعبه خلال الأنبياء. جاء إشعياء ليعلن أنه لا طريق للإصلاح أو النصرة أو المجد إلاَّ خلال الحياة المقدسة؛ وأن الله القدوس يترفق بالخطاة ويشعر بضعفاتهم ويشتاق إلى خلاصهم. لقد قدم إشعياء نبوات عن أحداث مقبلة، لكن غايته الأولى هي الإعلان عن فكر الله العامل عبر الزمن في الماضي والحاضر، والمستقبل، العامل خلال كل الشعوب حتى المقاومة له. وكأن هذا السفر يُجيب على الأسئلة التالية: * هل القوة تعطي الأمم "الحق"؟ * ما هو دور الله في العالم؟ * هل دينونة الله أو عقابه يعني رفضه الإلهي للشعب؟ * ما هي طبيعة الاتكال عليه والثقة فيه؟ * ما هو مستقبل مملكة داود؟ 4. يعتبر هذا السفر من أروع الكتابات النبوية في أسلوب أدبي رائع. فالسفر كله شعري باستثناء الأصحاحات (36-39)، يدعوه De Costa "هبة الشعر". لقد سمع بنفسه تسابيح السمائيين (إش 6) ورأى السماء والأرض مملوءتين من المجد الإلهي فاهتزت أعماقه لتسبح الرب، وسكب نفسه مستخدمًا بروح الله القدوس كل قدرته الأدبية الفائقة وبلاغة أسلوبه وغنى أفكاره ليهز كل نفس تستمع إليه لحساب ملكوت الله. قدم أنواعًا مختلفة من التسابيح تحمل حمدًا وفرحًا ووصايا ودموعًا وحزنًا ومجدًا لله! جاء كتابه حديثًا نبويًا فيه يسكب نفسه في نفوسنا بحب فائق، عجيب في لغته، عذب في تشبيهاته، يتحدث بلغة الحب والإخلاص بروح نبوي مستقبلي مع واقع يعيشه، معبرًا بصراحة وشجاعة عن أحاسيسه تجاه القيادات المدنية والدينية والشعب خاصة المحرومين والمظلومين، مما جعل كتاباته حيَّة وفعالة. قدم إشعياء الطبيعة غير العاقلة كالجبال والغابات والأنهار والوديان كلها تُشارك الإنسان حياته. لم يترك تشبيهًا أو تصويرًا إلاَّ واستخدمه. يذكر H. Bultema التعليقات التالية على لغة هذا السفر: [يستحيل على أية ترجمة (للسفر) إلى لغة أخرى أن تحتفظ بزهرة هذا الطابع دون ضرر] القديس جيروم. [إن كانت لغة الوجدان ecstasy غريبة عليّ تمامًا، فإنني لن أتجاسر وأترجم شعرًا مثل إشعياء] Van Der Palm. [(إشعياء) فنان كامل في كلماته] Dillmann. [إشعياء الملائكي والأمير] De Costa. 5. يتميز إشعياء بكثرة النبوات عن السيد المسيح، من جهة ميلاده من عذراء (إش 7: 14)، لاهوته (إش 9: 6)، من نسل يسّى (إش 11: 1)، ممسوح لأجلنا (إش 11: 2)، معلن الحق للأمم (إش 42: 1)؛ يسلك بالوداعة (إش 42: 2)، واهب الرجاء للكل (إش 42: 3)، هروبه إلى مصر وإقامة مذبح كنيسة العهد الجديد هناك (إش 19)؛ آلامه وصلبه (إش 50: 6؛ 53: 1-12)؛ فتح طريق الفرح للمفديين بقيامته (إش 35: 8-10)، إقامة عصر جديد مملوء سلامًا يجمع المؤمنين من اليهود والأمم معًا. كما أفاض عن العصر المسياني كعصر ملوكي داخلي يحمل بركات فائقة. تحدث أيضًا عن الروح القدس وعطيته الفائقة في العصر المسياني (إش 11: 2؛ 32: 15؛ 40: 7؛ 42: 1؛ 44: 3؛ 61: 1 إلخ). ليس في الكتاب المقدس مواجهة مع الصليب في أعماق أسراره أروع مما سجله إشعياء. أما مياه الروح القدس، مياه الخلاص التي نادى عنها السيد المسيح في يوم العيد العظيم "إن عطش أحد فليقبل إليّ" فقد سجلها العظيم في الأنبياء إشعياء في الأصحاح. |
||||
04 - 07 - 2024, 10:02 AM | رقم المشاركة : ( 165380 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إشعياء في العهد الجديد: لسفر إشعياء أهميته الخاصة فقد حسبه ابن سيراخ "تعزية صهيون" (ابن سيراخ 48: 24)؛ وقد اقتبس منه كتّاب العهد الجديد -أغلبهم من اليهود- 21 نصًا مباشرًا بجانب تلميحات كثيرة. منذ بدء انتشار المسيحية يُنظر إلى سفر إشعياء كسفر هام للشهادة عن شخص السيد المسيح (أع 8: 27 39؛ 1 بط 2: 22-25). وقد قرأ السيد المسيح في إشعياء مشيرًا إلى شخصه (مر 1: 11). |
||||