منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 07 - 2024, 07:42 AM   رقم المشاركة : ( 165141 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة

الخوري يوسف والروم الكاثوليك

مشكلة التعاطي مع الروم الملكيين الكاثوليك – وهم الذين كانوا بالأمس (36) من ضمن الكنيسة الأرثوذكسية – كانت إحدى أصعب وآلم المشكلات التي واجهت أبناء الإيمان القويم في أيام الخوري يوسف. وقد انصبّ السعي، آنذاك، من قريب أو بعيد، على استعادة المنشقين. البعض نهج، في سبيل ذلك، نهج الإكراه والضغط السياسي والإداري، والبعض الآخر اعتمد التفاهم والإقناع.

الخوري يوسف مهنا الحدّاد كان من الفريق الثاني (37a).

كان يكره العنف ولا يوافق على الاتصال بالدولة العثمانية لضرب الروم الكاثوليك (38) والتضييق عليهم. هذا لا يليق ولا يجدي. يكرس الفرقة ولا يعيد اللحمة.

لا نعرف مقدار نجاح الخوري يوسف في سعيه، في هذا الاتجاه. لكن ما جرى في السنة 1857 وما تبعه دلّ على أن رؤيته للأمور كانت أدقّ من رؤية غيره وأوفق وأجدى. ففي تلك السنة، حاول بطريرك الروم الكاثوليك، اقليموس أو اكليمنضوس، فرض التقويم الغربي على كنيسته فامتنع الكثيرون وشعروا بالغربة وبدأ بعضهم يشقّ طريق العودة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الأم (39). وقد اجتمع من هؤلاء فريق بزعامة شبلي أيّوب الدمشقي ورفاقه أمثال جرجس العنحوري ويوحنا فريج وموسى البحري وسركيس دبّانة وبطرس الجاهل. هؤلاء اتصلوا بالخوري يوسف فاحتضنهم وشدّدهم واجتهد في تنوير أتباعهم، ثلاث سنوات متتالية. كما قدّم لكتاب وضعه شبلي وضمّنه احتجاجات هذا الفريق. اسم الكتاب كان “تنزيه الشريعة المسيحية عن الآراء الفلكية”، طبع بمطبعة القبر المقدّس سنة 1858 . وقد أخذ حجم هذا الفريق في الازدياد حتى قيل إنه لولا استشهاد الخوري يوسف، في مذبحة 1860، لنجح في استرداد البقية الباقية من الروم الكاثوليك، في دمشق، إلى الإيمان القويم (37b).

الخوري يوسف ودعاة البروتستانتية

وكانت للخوري يوسف أكثر من مواجهة مع دعاة البروتستانتية، أبرزها في حاصبيا وراشيا، ثم في دمشق بالذات.

ففي حاصبيا لقي المرسلون البروتستانت الأميركيون (40) نجاحاً من خلال مدرستهم التي أقاموها هناك. وقد انضم إليهم مئة وخمسون شخصاً. إثر ذلك حصل خلاف حاد بين هؤلاء، ومعظمهم من الروم الأرثوذكس، وبقية الروم في حاصبيا وراشيا وتوابعهما. فأوفد البطريرك مثوديوس (41) الخوري يوسف إلى هناك، حيث أقام بضعة أشهر، وتمكّن من رد بعض القطيع الشارد إلى الحظيرة، كما أفحم المرسلين الأميركيين في أكثر من مناسبة، ونجح في إيقافهم عند حدّهم (37c).

أما في دمشق فقد سعى الخوري يوسف بالرعاية والوعظ والإرشاد إلى توعية شعبه وتنبيهه وتحصينه ضد البدع والهرطقات الرائجة آنذاك.

ومما يروى عنه بشأن التعامل مع المرسلين الأجانب، أن مرسلاً انكليزياً، اسمه جريم، لعلّه كبيرهم، كان يلتقي الخوري يوسف ويباحثه في مسائل الكتاب المقدّس (42). وفطن يوسف إلى أن جريم هذا بدأ يطرح عليه أسئلة ثم يحرّف أجوبته عليها، فطلب أن تكون أسئلة المرسلين خطية. وبعدما بعثوا إليه بعدة أسئلة لم يجبهم، فظنوا أنهم أفحموه. فجاؤوا إليه في الأسبوع الأول من الصوم الكبير، مرّة، فأجابهم على كل أسئلتهم، واحدة فواحدة، بتدقيق وإقناع حتى عادوا متعجبين من دقة بحثه وكثرة علمه وزادت منزلته في عيونهم. ويقال إنهم أقلعوا، مذ ذاك، عن حملاتهم، وصاروا من أصدقائه، يسرّون بزيارته ويسألونه لا كمحاججين بل كمستفسرين (37d).

رجل النهضة الأول

لا شك أن الخوري يوسف مهنا الحدّاد كان رجل النهضة الأول في الكنيسة الأنطاكية، في القرن التاسع عشر.

فأنطاكية، يومذاك، كانت في حال شقية. انشقاق الروم الملكيين الكاثوليك أدّى إلى مضاعفات خطيرة على كافة الصعد، لا سيما الرعائي منها. المرسلون البروتستانت نشطوا في كل اتجاه، فيما سادت الكنيسة حالة من الوهن والضياع مقرونة بالفقر والجهل. الرعية كانت في واد والرعاة في واد آخر. البطاركة منذ السنة 1724 كانوا غرباء عن البلاد ومعاناة شعبها. وقعت أنطاكية تحت الوصاية أكثر من ذي قبل بحجة إمكان سقوطها في الكثلكة. الكرسي القسطنطيني والكرسي الأورشليمي تقاسما، باسم الأرثوذكسية، تحديد مسارها وتعيين أحبارها. لا كهنة قادرين ولا رعاية تذكر. هكذا ارتسمت صورة أنطاكية: سفينة تكدّها الأمواج وتهدّدها بالتفكّك والغرق…

وسط هذه الأخطار والتحديات نبت الخوري يوسف فرعاً جديداً غيوراً على ما لله وكنيسة المسيح في هذه الديار… فانطلقت النهضة…

سيرة الخوري يوسف، غيرته، تقواه، فقره، شغفه بالمعرفة، ومن ثم عمله الرعائي الدؤوب، وعظه وإرشاده، ترجماته ومقالاته، مدرسته وسهره، كل هذا وغيره خلق مناخاً نهوضياً حرّك النفوس من حوله، بعث الروح من جديد وشحذ الهمم. جيل جديد بدأ يتبرعم، فكر جديد، توجّه جديد. أخذت العظام اليابسة تتقارب، كل عظم إلى عظمه، وبدأ الروح يدخل فيها (حزقيال 37).

أكثر من خمسين شخصاً من أبرز رجال الكنيسة الناهضة درسوا عليه وغاروا غيرته. البطريرك ملاتيوس الدوماني († 1906)، أول بطريرك محلي منذ السنة 1724، كان من تلاميذه، وكذلك السيد غفرائيل شاتيلا، مطران بيروت ولبنان (†1901)، والسيد جراسيموس يارد († 1899)، مطران زحلة وصيدنايا ومعلولا، علاّمة عصره، وما لا يقل عن عشرة مطارنة آخرين وعدد كبير من الكهنة، بينهم الإرشمندريت أثناسيوس قصير († 1863) مؤسس مدرسة البلمند الإكليريكية والخوري اسبيريدون صرّوف († 1858) مدير مدرسة المصلبة في القدس ومصحّح مطبوعات القبر المقدّس، والايكونوموس يوحنا الدوماني († 1904)، منشئ المطبعة العربية في دمشق. وبين الأسماء أيضاً ديمتري شحادة الصبّاغ، أحد أبرز أركان النهضة، ومخايل كليلة، مدير المدارس البطريركية في دمشق والدكتور ميخائيل مشاقة (†1888).

إذن ما كان الخوري يوسف يرجوه تحقّق، بعضه في أيامه وبعضه بعد مماته، ولطالما ردّد “لقد زرعت في كرمة المسيح الحقيقية في دمشق، وأنا بانتظار الحصاد”.

كل هذا وغيره يفسّر قولة السيّد غفرائيل شاتيلا، مطران بيروت، أن كواكب دمشق ثلاثة: بولس الرسول ويوحنا الدمشقي ويوسف مهنا الحداد.

بقي أن يكلّل خادم المسيح حياته بخاتمة في مستوى غيرته وحبه الكبير يمجّد الله بها فكان استشهاده.
 
قديم 01 - 07 - 2024, 07:43 AM   رقم المشاركة : ( 165142 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة

استشهاده

بدأت مجزرة العام 1860، في دمشق، في اليوم التاسع من شهر تموز. يومها لجأ عدد كبير من المؤمنين إلى الكنيسة المريمية، بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب، وكان بينهم من قدم من قرى حاصبيا وراشيا، حيث كانت المذبحة قد وقعت وأودت بحياة الكثيرين، وكذلك من قرى الغوطة الغربية والشرقية وجبل الشيخ.

وكان الخوري يوسف يحتفظ في بيته بالذخيرة المقدّسة، كما كانت عادة كهنة دمشق، آنئذ، فأخذها في عبّه، وخرج باتجاه المريمية فوق سطوح البيوت، من بيت إلى بيت، إلى أن انتهى إليها. وقد أمضى بقية ذلك النهار والليل بطوله يشدّد المؤمنين ويشجعهم على مواجهة المصير إذا كان لا بدّ منه وأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد لأن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، وأن أكاليل المجد قد أعدت للذين بالإيمان بالرب يسوع المسيح أسلموا أمرهم لله. وكان يروي لهم قصص الشهداء الأبرار ويدعوهم إلى التمثّل بهم.

ثم في صباح اليوم التالي، الثلاثاء، العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب والنهب والقتل والحرق، فسقط العديدون شهداء، وتمكّن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمأذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أفحمه في جدال فأضمر له الشر. هذا لمّا وقع نظره عليه صاح بمن كانوا معه: “هذا إمام النصارى. إذا قتلناه قتلنا معه كل النصارى!”. وإذ صاح الرجل بهذا الكلام أدرك الخوري يوسف أن ساعته قد دنت، فأخرج لتوه الذخيرة الإلهية من صدره وابتلعها. وإذا بالمهاجمين ينقضون عليه بالفؤوس والرصاص وكأنهم حطّابون حتى شوّهوه تشويهاً فظيعاً. ثم ربطوه من رجله وصاروا يطوفون به في الأزقة والحارات مسحوباً على الأرض إلى أن هشّموه تهشيماً.

هكذا قضى الخوري يوسف مهنا الحدّاد شهيداً للمسيح (44). شهد له بأتعابه وأسهاره، وشهد له بدمه وأوجاعه. اشترك في آلامه وتشبّه بموته (فيليبي 3 :10) فحقّ له أن يتكلّل بمجده ويحلّ في أخداره. وقد صار لنا مثالاً يحتذى وبركة تقتنى وشفيعاً حاراً لدى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد إلى الأبد آمين.

تُعيد الكنيسة له ولرفاقه في يوم 10 تموز.

بصلوات أبينا الشهيد في الكهنة، يوسف الدمشقي ورفقته، أيها الرب يسوع المسيح، إلهنا، ارحمنا وخلّصنا، آمين.





“عجيب هو الله في قدّيسيه”

والتعداد في الكنيسة تعداد قدّيسيها. في أوساط الكنيسة المقدّسة قول كثير على قول وكلمة سخية على كلمة وغيرة أين منها غيرة ايليا النبي. لكن الكنيسة في قداستها وبالتالي في قدّيسيها، ففيهم يتمجد الله ويتمجد الرب يسوع المسيح. صفة القداسة المحبة. لأن الله محبة. ومجرد القول ليس المحبة، ومجرد الكلمة ليس المحبة. وأكثر ما يكون كلاهما تعبيرا عن المحبة لا المحبة بالذات. في المسيح فقط، في الكلمة المتجسد وحده “صار القول فعلا” وأمسى التعبير واحدا مع المعبّر عنه واللفظ صار وجوداً.

والقديس الخوري يوسف مهنا الحداد الذي نطلب شفاعاته يحصى اليوم مع القدّيسين. فقد كهن للرب لا لسواه. علّم فلم يعلّم عن ذاته. كتب فلم يقل من هو بل أخبر بالسيّد السيّد الذي تنحني امامه كل ركبة في السماء وعلى الأرض. متزوج لكن زواجه في الكنيسة ومن اجلها. كان الكاهن هو وزوجته واولاده، وكاهن الشعب أخاً وأباً ومرشداً، عاملاً دون هوادة: هو كان لله ولكنيسته ولم تكن الكنيسة له. وهبها كل شيء ولم “يستوهبها” أي شيء، لا لنفسه، ولا لامرأته، ولا لأولاده ولا لسواهم. الا انه كان في كل شيء للكنيسة الحية وللشعب الذي يرعاه.

القديس الخوري يوسف لم يخلّف على الأرض إلا جسداً مقطعاً تغذى بالقربان ليصبح هو قربانا.
 
قديم 01 - 07 - 2024, 07:44 AM   رقم المشاركة : ( 165143 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة



الطروبارية باللحن الخامس‏ ليُوسف‏ الدِّمَشقي
هَلمُّوا يَا‏ مُؤمِنونَ نُكرِّمُ شَهيدَ المَسيحِ كاهنَ بَيعةِ أَنطاكيةَ.

الذي عمَّدَ أَرضَ الشَّامِ وَكَنائِسَها وَشَعبَها بِكَلمةِ الكَلِمَة وَدِمائِه
مَعَ رِفقَتِهِ، لأَنَّهُ مُنذُ الطُفوليةِ اصطبغَ بِنورِ الانجِيل، فَعمِلَ وَعلَّمَ
وَحَفِظَ كَنيسةَ المَسيحِ وَخِرافَها.

فَيَا‏ يُوسف‏ الدِّمَشقي كُنْ لنَا قُدوَةً وَحَافِظاً وَشَفيعاً حَارّاً لَدى المُخلِّص.
 
قديم 01 - 07 - 2024, 07:46 AM   رقم المشاركة : ( 165144 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوسف الدمشقي القديس الشهيد في الكهنة



بعض من قطع الغروب ليُوسف‏ الدِّمَشقي

يَا‏ كَاهِنَ العَليِّ يُوسف‏، إِنَّكَ مَعَ وَعظِكَ وَعِلمِكَ نَسَختَ الكثيرَ مِنَ المَخطوطَاتِ لِتُعلِّمَ بِالحَرفِ المَكتوبِ مَا عَلَّمتَهُ بِوَعظِكَ، وَتَترُكَ لِمُحبِّي الكَلِمَة، كَلِمَةَ اللهِ، مَحفوظَةً بِأمانَةٍ، فَجَمعتَ فِي مَكتَبَتِكَ آلافَ المُجَلدَّاتِ احتَرقَتْ بِاستِشهادِك. فَأَهِّلنا نَحنُ مَادحيكَ أَنْ نَغرِفَ مِن مَعينِ الكَلِمةِ الذي لا يَحتَرِق.

كريم بين يديّ الرب موت بارّه
أَيُّها‏ الشَّهيدُ فِي الكَهنَة يُوسف‏، عِندَما عُرِفتَ نَاطِقاً بِالكَلِمة وَمَحاجّاً بِالمَنطِق وَالعُلوم نَقَلكَ رَبُّكَ إِلَى ‏ خِدمَتِهِ وَنَاداكَ قَائِلاً: يَا‏ حَمَلَ المَسيحِ هيَّا‏، يَا‏ كَاهِنَ العَليِّ تَقدَّم! فَأتَيْتَهُ شَابّاً فَقيراً مُفعَماً بِالحُبِّ وَالجَلادَةِ وَالعِلمِ وَالثَّباتِ فِي الإِنجِيل. فَيَا‏ مَن قَبِلتَ عَطِيَّة المَسيحِ تَشَّفَع إِلَى ‏ الإِلَهِ الرَّحيمِ أَن يَقبَلَنا نَحنُ أَيضَاً…

عَجيبٌ هُوَ اللهُ فِي قِدِّيسِيه
أَنشَأتَ يَا‏ يُوسُفُ‏ الشَّهيدُ شَهادةً أُخرَى لِلحُبِّ الإِلَهيِّ فَعمَّرتَ مَدرَسةً عَلَّمْتَ فِيهَا حُبَّ اللهِ لاهُوتاً لِكَي يَنْطَلِقَ طَالِبو الكَلِمَة رُعاةً وَكَهنَةً يَرعُونَ بِعَصا المَسيحِ خِرافَهُ النَّاطِقَة.

إِنَّ اللهَ قَد جَعَلَ قِدِّيسِيهِ فِي الأَرضِ عَجَب
إِذ كُنتَ تَبنِي أَيُّها‏ الكَاهِنُ هيَا‏كِلَ النَّفسِ البَشريَّةِ بِكَلمةِ الانجيلِ، لَم تَفتُر عَن بُنيَا‏نِ الهيَا‏كلِ الإِلَهيَّةِ بُيوتاً لِقطِيعِ المَسيحِ النَّاطِقَةِ بِاسمهِ، فَعَمَّرتَ الكَنائِسَ وَرَقَّمتَها وَخَتَمْتَها بِخَتمِ الثَّالوثِ شَاهِدَةً لإِيمانِنا.
 
قديم 01 - 07 - 2024, 07:55 AM   رقم المشاركة : ( 165145 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديسان هيلاريون و هيروديون



هيلاريون الجديد القديس البار


عاش في القرن الثامن، ترهب صغيرا واجتهد في دروب النسك والصلاة المستمرة اجتهادا كبيرا. تنقى من كل هوى بنعمة الله. كان شديد العطف على الفقراء، لا يمنع عنهم شيئا من مقتنياته، حتى ثيابه التي على بدنه. امتاز بتواضعه ولطفه وحلاوة طبعه.

اختير رئيسا لدير البلاكيت في قمة الأوليمبوس البثينية زمن الاضطهاد الذي عانى منه مكرمو الإيقونات. تمسك بالإيقونات المقدسة ودافع عن إكرامها. نال حظه من التنكيل أيام الأمبراطور البيزنطي لاون الإيصافري. جرى نفيه وأربعين من رهبانه إلى مكان ما قرب أفسس حيث مات في السجن. سُرَّ الله ان تجري برشفاته عجائب جمّة.

تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية في 28 آذار.

طروبارية باللحن الثامن
للبريّة غير المثمرة بمجاري دموعكَ أمرعتَ،

وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرت بأتعابك إلى مئة ضعفٍ،
فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب،
يا أبانا البار هيلارّيون، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.


 
قديم 01 - 07 - 2024, 08:00 AM   رقم المشاركة : ( 165146 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هيبوليتُس الرّوماني القدّيس الشهيد و أسقف رومة



لا نعرف سوى القليل من المعلومات عن حياة القدّيس هيبوليتُس الرومانيّ الذي استشهد حوالى العام 235. ولا يسعنا تحديد تاريخ ميلاده، أمّا ما نستطيع تأكيده فهو أنّه كان تلميذاً للقدّيس إيريناوس أسقف مدينة ليون، ومعاصراً للعلاّمة اللاهوتيّ أوريجانس الذي سمعه يعظ في رومة سنة 212. وهو يونانيّ في لغته وفكره، وقد يكون من أصل شرقيّ، وهو آخر مَن كتب باليونانيّة في الغرب المسيحيّ، حيث سادت كلّيّاً من بعده اللغة اللاتينيّة في الأوساط الكنسيّة والأدبيّة.

وضع هيبوليتُس العديد من المؤلّفات اللاهوتيّة والتعليميّة والتفسيريّة والوعظيّة. من أهمّ هذه المؤلّفات كتاب “دحض جميع الهرطقات”، حيث يبيّن الكاتب، على غرار القدّيس إيريناوس في كتابه الشهير “ضدّ الهرطقات”، فساد التعاليم التي تبنّاها هراطقة عصره. كما يحاول هيبوليتُس أن يبرهن على أنّ الهراطقة استقوا عقائدهم من الفلسفة اليونانيّة وليس من الكتاب المقدّس، لذلك هم ليسوا مسيحيّين. كما وضع هيبوليتس دراسة عن “المسيح الدجّال” يعرض فيها المؤلّف للطريقة التي سيأتي فيها “الدجّال” وكيف سيقيم الاضطهاد على الناس جاعلاً نفسه كالإله، ثمّ يختم بالحديث عن مجيء الربّ يسوع وظهور ملكوت الله. ويدعو هيبولتس المؤمنين إلى الالتجاء إلى الكنيسة حيث الخلاص من حيل الشيطان، فيقول: “الكنيسة، كسفينة في عرض البحر، تهزّها الأمواج ولكنّها لا تغرق. فالمسيح هو ربّانها، والصليب صاريها، والعهدان هما دفّتاها… أمّا البحّارة الذين يقفون عن اليمين وعن اليسار، فهم الملائكة الحرّاس”.

واشتغل هيبوليتس في تفسير الكتاب المقدّس، فبيّن أنّ العهد القديم هو أيضاً كتاب مسيحيّ، لكونه يعرض رموزاً ونبوءات تحقّقت في العهد الجديد. وقد وصلنا نتف من بعض شروحه حول سفر دانيال ونشيد الأناشيد والأمثال… ودونكم، مثلاً، ما قاله في تفسيره للآية: “هلمّوا كلوا من خبزي واشربوا من الخمر التي مزجتُ” (الأمثال 9: 5): “هذه الآية لا تدلّ إلاّ على جسد المخلّص الإلهيّ الذي يعطينا إيّاه لنأكله، ودمه الكريم الذي يعطينا إيّاه لنشربه لمغفرة خطايانا”. اللافت هنا أنّ التفسير الذي يقدّمه هيبوليتس هو تفسير عملانيّ وليس نظريّاً على الإطلاق، إذ يهدف إلى بناء المؤمنين على أساس الحياة السليمة في المسيح.

لم يصلنا من عظات هيبوليتس سوى النزر اليسير، منها عظة فصحيّة فُقدت، لكن لدينا عظة لاحقة لا شكّ أنّها نسخة عن عظة قدّيسنا، نجد فيها إعلاناً للتدبير الإلهيّ للخلاص. كما وصلتنا عظة يبيّن فيها هيبوليتس أنّ العهد القديم يجد اكتماله في العهد الجديد، فيقول في هذا الصدد: “داود الحقيقيّ (المسيح) قد أتى. فقضى على الموت، وحرّر العالم من الخطيئة، وسحق بالعود (الصليب) رأس الحيّة، وخلّص آدم من عمق الجحيم كما تخلَّص نعجة من الموت”.

كما ترك لنا هيبوليتس أهمّ شهادة مكتوبة على الحياة الجماعيّة والعباديّة في الكنيسة الأولى، هي كتاب “التقليد الرسوليّ” الذي فُقد نصّه الأصليّ، لكنّه حُفظ في ترجماته القبطيّة والعربيّة والحبشيّة واللاتينيّة. ويمثّل هذا الكتاب، بعد الذيذاخي . أهمّ وثيقة ترقى إلى ذلك العصر في شأن التنظيم الكنسيّ. يتضمّن “التقليد الرسوليّ” قوانين ترعى انتخاب الأسقف ورسامته، ورسامة الكهنة والشمامسة… وقوانين تخصّ العلمانيّين، ومنها المهن التي لا يجوز للمسيحيّين ممارستها كصنع تماثيل الأصنام والتنجيم (التبصير) وتفسير الأحلام والشعوذة والمصارعة وسواها. كما يحتوي الكتاب على شرح للطقوس الكنسيّة: كسر الخبز والصوم وساعات الصلوات اليوميّة وإشارة الصليب… تجدر الإشارة هنا إلى أنّ هيبوليتس الرومانيّ لا يرى أنّ ثمّة سلطة معطاة لأسقف رومة (البابا) مختلفة عن سلطة الأساقفة الآخرين أو أنّ له عصمة عن الخطأ.

كان هيبوليتس من أوائل مَن تحدّثوا عن دور السيّد المسيح في تألّه الإنسان. فالتألّه، بالنسبة إليه، هو التحرّر من الشهوات وكلّ الشرور. ويتابع قدّيسنا قائلاً في هذا السياق: “فالمسيح، الإله التامّ، هو الذي قرّر أن يغسل خطيئة البشر، ويجدّد تجديداً كاملاً الإنسان القديم؛ فمتى اقتديتَ بصلاح مَن هو صالح، تصير شبيهاً به وتنال منه الإكرام، فالله لا يفتقر عندما يجعلك إلهاً لمجده”. هكذا، يتألّه الإنسان بالإيمان بالإله الحقيقيّ، فيكون له “نصيب في الخلود”، ويكون “في ملكوت السموات، رفيق الله ووارثاً مع المسيح”.

على الرغم من بعض الأخطاء اللاهوتيّة التي نجدها هنا وثمّة في كتابات هيبوليتس، والتي رفضتها الكنيسة بعد مغادرته هذه الدنيا، تكرمه هذه الكنيسة المقدّسة نفسها في الثلاثين من شهر كانون الثاني، لكونه شهيداً، وشهادة الدم هي الشهادة القصوى التي ما بعدها شهادة.


 
قديم 01 - 07 - 2024, 08:01 AM   رقم المشاركة : ( 165147 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القدّيس الشهيد و أسقف رومة هيبوليتُس الرّوماني



 
قديم 01 - 07 - 2024, 08:06 AM   رقم المشاركة : ( 165148 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هزيخيوس القديس كاهن أورشليم

المعلومات المتوفرة لدينا عنه قليلة. لعلَّه مولود أورشليم خلال القرن الرابع الميلادي. نشأ على حب التقوى والفضيلة. تتلمذ شاباً للقديس غريغوريوس اللاهوتي، فلمَّا توفي معلّمه ترهب في أحد مناسك فلسطين. وإذ تابع سعيه وتحصيله العلميّين انكب على دراسة المسيحية من المخطوطات، في حوارات وآخرين من الروحانيين الذين كانوا يوازونه خبرة وبصيرة.

سامه يوحنا، أسقف أورشليم، عنوة للكهنوت حوالي العام 412م، وفرض عليه الإقامة في المدينة المقدَّسة ليجمّل كنيسة القيامة بكنوز حكمته. فلمَّا تسقَّف جوفانال على أورشليم أضحى هزيخيوس أحد أبرز مساعديه في شؤون اللاهوت والتفسير الكتابي. وكلاهوتي متعمق كان واعظاً بارزاً، مستنيراً. برز كأحد معلّمي الكنيسة في زمانه.

دُعي هزيخيوس باللاهوتي، بصفته تلميذاً مستحق التقدير للقديس غريغوريوس اللاهوتي. كذلك، مدحَهُ كيرللس البستاني واعتبره “معلّم الكنيسة” و”لاهوتياً” وكوكباً مشهوراً جداً.

زمن رقادِه غير معروف بالتدقيق. أغلب الظَّن، كما يميل الدارسون، أنه توفي بعد العام 450 للميلاد.

ترك اللاهوتي هزيخيوس كتابات كثيرة تتضمن تفاسير وشروحات كثيرة للكتاب المقدَّس برمَّتهِ. كما كتب مقالات دفاعية، دافع من خلالها عن الآرثوذكسية ضد الآريوسية والأبولينارية والنسطورية وهي هرطقات شاعت في زمانه.

تعيّد له كنيستنا الأرثوذكسية في 28/ 3.

طروبارية باللحن الرابع
يا إله آبائنا الصانع معنا دائماً بحسب وداعتك،

لا تُبعد عنا رحمتك بل بتوسلاته دبِرّ بالسلامة حياتنا.


 
قديم 01 - 07 - 2024, 08:07 AM   رقم المشاركة : ( 165149 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القديس كاهن أورشليمهزيخيوس
 
قديم 01 - 07 - 2024, 08:13 AM   رقم المشاركة : ( 165150 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هيلاريون القديس أسقف بواتييه




وُلد القديس هيلاريون في مدينة بواتييه (فرنسه) حوالى العام 315، وهو يتحدّر من عائلة وثنيّة نبيلة. اهتدى الى المسيحيّة واعتمد (عام 350) بعد بحث مضنٍ عن الحقّ الذي وجده في الكتاب المقدّس، ولاسيما فاتحة إنجيل القديس يوحنا. فواقعة تجسد كلمة الله جذبته الى الإيمان بالمسيح مخلّصاً: “لقد فهمتُ أن الكلمة صار جسداً لكي يصير مستطاعاً ارتقاء الجسد (البشري) الى الله”. بعد فترة قصيرة من اعتماده وبعد شغور كرسي مدينته الأسقفي، انتخبه كلّ مؤمني كنيسته أسقفاً.

نُفي القديس هيلاريون (356-361) الى فريجية (في تركيا الحاليّة) بسبب وقوفه ضدّ البدعة الآريوسية، لهذا سمّي أيضا ب “اثناسيوس الغرب” تيمّناً بالقديس أثناسيوس الكبير اسقف الإسكندرية وكبير المدافعين عن الإيمان الأرثوذكسيّ بوجه آريوس. وقد أفاده نفيه الى فريجية من حيث إنه أتاح له الفرصة للتعرف أكثر باللاهوت الشرقيّ. بعد عودته الى بلاده عمل على إعادة الوحدة اليها بروح مفعم بالسلام والغفران لمن خذله أثناء محنته. رقد في 13 كانون الثاني 367، وتعيّد له الكنيسة يوم رقاده.

للقديس هيلاريون الكثير من المؤلفات، ولا سيما في التفسير الكتابي. وتمتاز لغته بالبلاغة، حتى إن القديس إيرونيمُس أطلق عليه لقب “نهر (رون) البيان اللاتيني”. وهو يعلّق الأهمية القصوى على المعرفة الكتابية، على غرار كلّ آباء الكنيسة الذين كان الكتاب المقدس محور حياتهم وفي أساس العقائد التي دافعوا عنها، وهو نفسه يقول: “معرفة العقائد تنبع من الكتب المقدسة، وطرد الشياطين يتمّ بذكر اسم يسوع المسيح”.

أما أبرز مؤلفاته وأشهرها على الإطلاق فهو، بدون ريب، “في الثالوث”. وهذا المؤلّف، الذي دوّن على مراحل تمتد خمس سنوات، يقع في اثني عشر كتاباً. وقد تناول الكاتب بالتفصيل كلّ المواضيع التي كانت المجادلات تدور حولها في ذلك العصر، فشدّد على ضرورة الإيمان بالآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، ويقول في هذا الصدد إنّ الله “واحد” ولكنه “ليس فرداً”. ويعيد التأكيد على ألوهة الكلمة المتجسّد الذي تنازل فأخذ طبيعتنا البشرية لكي يمجّدها في قيامته المباركة. أمام سرّ الثالوث الأقدس يبقى هيلاريون مصغياً الى صوت الله ومتأمّلا في الكتاب المقدس: “أن تعرف معرفة كاملة عن الله هو أن تعلم أنه لمن المستحيل ليس فقط أن تعرفه بل حتى أن تعبّر عنه. بالإيمان تعرفه، بالعبادة تعرفه، والعبادة وحدها تسمح بالتعبير عنه”.

وفي تعليق على قول السيّد المسيح: “إذهبوا الآن وتلمذوا كلّ الأمم معمّدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى 28: 19)، يقول اسقف بواتييه، بعد أن يسمي الآب “الخالق” والابن “الابن الوحيد” والروح القدس “العطية”: “خالق كلّ شيء واحد لأن “لنا إله واحد الآب الذي منه كلّ شيء” (1 كورنثوس 8 :6)، و “روحاً واحداً” (أفسس 4: 4) عطيّة تملأ الكلّ”. كما يقول عن الابن، حتى بعد تجسّده، إنه صورة الآب: “الصورة الحيّة لله الحيّ، الهيئة الأكمل، ختم الله”.

ويتأمل القديس هيلاريون في سر التجسد فيقول إنّ ابن الله بعد أنّ صار إنساناً بقي إلهاً تاماً، ويؤكد: “وإن خضع المسيح في ميلاده وآلامه وموته لحالات طبيعتنا البشرية كافة، فإنه عاش هذه الأحداث في كامل قدرته الإلهية، فهو نفسه مبدأ ولادته، وهو الذي أراد أن يتألم فيما كان قادراً على ألا يتألم، وهو الحيّ أبداً شاء أن يموت”. ويتابع قدّيسنا قائلاً: “لقد شاء الإله أن يصير إنساناً لكي يسكن الإنسان في الله دائما. لقد شاء الإله أن يتألم حتى يحررنا من أسر الشيطان والخطيئة. لقد شاء الإله أن يموت حتى لا يبقى لأي قوة سلطان (على البشر). لهذا وُلد الإله وأخذ جسدنا كي يعيد لنا البراءة الأولى”.

يشدّد القديس هيلاريون على أهميّة سرّ الشكر (القداس الإلهي) من حيث إنّ المناولة تجعلنا متحدين بالمسيح، وفي هذا يقول: “اذا كان المسيح أخذ حقاً جسدنا، فنحن نأكل في القداس جسده حقا. من هنا، نكون واحداً لأن الآب فيه وهو فينا”. وأخيراً، يرى قديسنا أن الكنيسة باقية الى الأبد مهما تعاظمت الاضطهادات وخطايا البشر، وهو يصوّر حالة الكنيسة في أيامه مستعملا حادثة العليقى الملتهبة في العهد القديم، فيقول: “لقد رأى موسى العليقى تلتهب من دون أن تحترق. هكذا تلهب الاضطهادات وآثام الخطأة الكنيسة من دون أن تحرقنا”. بأمثال القديس هيلاريون تستمر الكنيسة الى أن يأتي المسيح ثانية فيدخلها في مجده الى الابد.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024