24 - 02 - 2017, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 16401 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء بمفيلس البيروتي ورفقته (+307م) 16 شباط شرقي (29 شباط غربي) استشهد بمفيلس ورفقته البالغ عددهم أحد عشر في قيصرية فلسطين في زمن الإمبراطور الروماني مكسيمينوس ديا في حدود العام 307 للميلاد. فأما بمفيلس فقيل عنه إنه بيروتي الأصل، أقام في الإسكندرية تلميذاً لبياريوس الذي خلف أوريجنس المعلّم على رأس مدرسة الإسكندرية للتعليم المسيحي. كان جدّ متحمّس لمعلمه واعتنى بالفقراء. صبّ اهتمامه على السلوك في الفضيلة والتأمل في الكتاب المقدّس. ومن الإسكندرية انتقل بمفيلس إلى قيصرية فلسطين حيث أضحى كاهناً واهتمّ بالمدرسة اللاهوتية التي أسّسها أوريجنيس هناك. بكلام أفسافيوس القيصري، الذي منه استمددنا خبره وخبر رفقته، اشتهر بمفيلس "بكل فضيلة جميع أيام حياته، ونَبذ العالم واحتقاره، وإشراك المحتاجين في ممتلكاته، والإزدراء بكل الأمجاد الأرضية، والحياة الفلسفية النسكية، وفاق الجميع في عصرنا بصفة خاصة في الإنكباب على الأسفار الإلهية، والجهد الذي لا يكلّ في كل ما يُعهد إليه ومساعدته لأقاربه ومعارفه". وأضاف أفسافيوس أنه وضع أخبار فضيلته في مؤلّف خاص، من ثلاث كتب. هذا وقد تمّ توقيف بمفيلس خلال العام 307 للميلاد، إثر موجة الاضطهاد التي اندلعت على المسيحيين بشراسة في تلك الآونة. استيق إلى حضرة حاكم فلسطين، أوربانوس، الذي شاءه أن يقدّم الذبائح للأوثان فأبى. فما كان من الحاكم سوى أن عرّض بمفيلس للتعذيب وألقاه في السجن. أما الثاني بعد بمفيلس فهو فالنس. هذا كان شمّاساً من إليا، أي من أورشليم وكان مكرَّماً لشيبته الوقورة، واسع الإطلاع على الأسفار الإلهية أكثر من أي شخص آخر. بكلام أفسافيوس، "حفظها عن ظهر قلب حتى أنه لم يكن في حاجة للرجوع إليها إن أراد استعادة أي فقرة من الكتاب المقدّس". ثالث الشهداء كان بولس من بلدة يمنيا. اشتهر بغيرته وحرارة روحه. وقبل استشهاده عانى الكي بالنار. بقي الثلاثة، بمفيلس وفالنس وبولس، في السجن سنتين. ولما حان وقت استشهادهم وصل إخوة من مصر واشتركوا معهم في الآلام. هؤلاء رافقوا معترفين إلى كيليكيا للعمل في مناجمها ثم شرعوا في العودة إلى أوطانهم. فلما بلغوا أبواب قيصرية فلسطين لاحظهم الحرّاس فسألوهم عن هويتهم والمكان الذي قدموا منه. فقالوا الحق وجاهروا بمسيحيتهم، فقُبض عليهم متلبّسين بما كانت تحسبه السلطات جريمة، وأُلقوا في السجن. في اليوم التالي – هنا يذكر أفسافيوس تاريخاً محدّداً، التاسع عشر من شهر بيريتيوس، أو الرابع عشر قبل شهر مارس بحساب الرومانيين- دُفع المصريون الخمسة إلى القاضي. كذلك مثل بمفيلس ورفيقاه للمحاكمة مجدّداً. أول ما فعله القاضي بالمصريّين الخمسة أن اختبر ثباتهم بكل أنواع التعذيب، وباستعمال آلات غريبة متنوّعة. هنا يذكر أفسافيوس أنه بعد إيقاع الأهوال على زعيم الجماعة، سأله القاضي عن شخصيته، من يكون. فسمع اسم نبي بدلاً من اسمه لأن العادة سرت بين المسيحيين أن يتخذوا أسماء أخرى بدل أسمائهم الوثنية التي أطلقها عليهم آباؤهم. هؤلاء الخمسة لُقّبوا أنفسهم بالأسماء التالية: إيليا، أرميا، إشعيا، صموئيل، ودانيال. فلما سمع فرمليانوس القاضي هذه الأسماء، سأل من أين أتوا فقيل له من أورشليم، وكانوا يقصدون أورشليم العليا استناداً لقول بولس الرسول: "وأما أورشليم العليا التي هي أمنا جميعاً فهي حرّة" (غلا26:4) وأيضاً "قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية" (عب22:12). لم يرق الجواب للقاضي فسأل أين توجد هذه المدينة فقالوا له إنها وطن الأتقياء فقط وتقع في الشرق البعيد في مشرق الشمس. أورشليم، في ذلك الزمان، لم تكن تدعى بهذا الاسم بل كانت تعرف بـ "إليا". للحال خطر ببال القاضي أن هؤلاء المسيحيين المشبوهين يُعِدّون لبناء مدينة معادية للرومانيين فطلب المزيد من المعلومات عنها. ولكي يُجبر الجماعة على البوح بما اعتبره سرّاً أشبع الخمسة ضرباً وتعذيباً، ولكن على غير طائل. ولما لم يظفر القاضي ببغيته حكم على الخمسة بالموت. على الأثر تحوّل فرمليانوس إلى بمفيلس ورفيقيه فسألهم ما إذا كانوا مستعدين لأن يكونوا أكثر تعاوناً وطاعة من ذي قبل فألفاهم على موقفهم، لا يتزحزحون. ولما تلقى من كل واحد الإجابة الرافضة عينها كآخر كلمة له حكم على الثلاثة بالموت. في تلك الأثناء انبرى من بين الجمع شاب يدعى برفيريوس كان خادماً لبمفيلس تربّى في الحياة الفضلى على يديه. هذا لما سمع بالحكم الصادر بحقّ معلمه ورفيقيه صرخ طالباً دفن أجسادهم. فتحرّك القاضي كما لو أن سهماً سُدّد إليه وأمر بالقبض على الشاب وإخضاعه للتعذيب. وإذ عُرض على برفيريوس أن يذبح للأوثان رفض فأشار القاضي إلى المعذّبين بكشط جلده حتى إلى العظم والأحشاء ففعلوا. وبخلاف ما كان الحاكم يظنّ ثبت برفيريوس طويلاً. أخيراً أمر فرمليانوس بشيّه على نار خفيفة فأسلم الروح. هكذا وصفه أفسافيوس في لحظاته الأخيرة: "كان المرء يستطيع أن يرى برفيريوس كرجل خرج ظافراً من كل موقعة، جسده مغطّى بالتراب، أما طلعته فباشة رغم كل تلك الآلام، متقدِّماَ للموت بشجاعة نادرة وثبات عجيب. وإذ كان ممتلئاً بالروح القدس، مرتدياً الثوب الفلسفي الذي تغطّى به كعباءة، أومأ إلى أصدقائه برزانة عما أراد، محتفظاً ببشاشة الوجه حتى وهو مشدود إلى الخشبة التي أُعدّت له. وعندما أُشعلت النيران حوله في شكل دائرة وعلى بعد قليل منه، وصار يستنشق اللهب في فمه، ظلّ مستمراً في صمته ببسالة نادرة منذ تلك اللحظة حتى مات بعد الكلمة الوحيدة التي نطق بها إذ مَسَّه اللهب، صارخاً وطالباً معونة يسوع ابن الله. هكذا كان نضال برفيريوس". هذا وقد نَقل رسول اسمه سلوقس نبأ موت برفيريوس إلى بمفيلس. كان هذا الرسول من المؤمنين بيسوع وكان عسكرياً فاق أقرانه في القامة والقوة البدينة والفخامة والشجاعة، وقد جاء من كبادوكيا. فلأنه حمل رسالة كهذه أهّله الله لمصير الشهداء. فما أن روى نبأ موت برفيريوس وحيّ أحد الشهداء بقلبه، ألقى الجنود القبض عليه وساقوه إلى الوالي الذي أمر بموته للحال. وقد ذكر أفسافيوس أن هذا الشهيد برز جداً في نضال الاعتراف بصبره على الجلدات التي تحمّلها. وقال عنه أيضاً أنه بعدما ترك الجيش وضع نصب عينيه الاقتداء بالنسّاك. كما ظهر كأنه أسقف، نصير للأيتام والأرامل اللواتي لا سند لهن، وكذا للمتألمين الذين كانوا يُعانون الفقر والمرض كأنه أبوهم وولي أمرهم. ولعل لهذا السبب، على حد تعبير أفسافيوس، "اعتُبر خليقاً بدعوة خاصة للاستشهاد وُجَّهت إليه من الله الذي يُسَّر بهذه الأمور أكثر من دخان الذبائح ودمائها". وتبع سلوقس شيخ تقي وقور اسمه ثيوذولس كان مسيحياً وكان أحد خدّام الوالي فرمليانوس نفسه. فلما جاهر بإيمانه غضب سيّده عليه أكثر مما غضب على الذين تقدّموه وحكم عليه بالموت صلباً. أما الثاني عشر والأخير فهو يوليانوس. هذا شاء الرب الإله أن يصل من سفر في ذلك الوقت بالذات الذي كان الشهداء يتساقطون أمام الجمع الواحد تلو الآخر. فاندفع في الحال ليراهم. ولما رأى أجساد القدّيسين مطروحة على الأرض تقدّم فعانقهم وقبّلهم جميعاً وكله جسارة وفرح. فلما رآه الجند يتصرّف على هذا النحو ألقوا القبض عليه وساقوه إلى فرمليانوس الذي أمر بطرحه في نار بطيئة. للحال قفز يوليانوس فرحاً، وبصوت عال شكر الرب الذي حسبه أهلاً لمثل هذه الأمور ونال إكليل الشهادة. هو أيضاً كان كبّادوكياً وكان، في سلوكه، حريصاً، أميناً، مخلصاً، غيوراً في كل النواحي، مسبوقاً بالروح القدس نفسه. تُركت أجساد القديسين الطاهرة المباركة طعاماً للوحوش أربعة أيام وأربع ليال. وبفضل عناية الله لم يقترب إليها شيء، لا وحوش ضارية ولا طيور جارحة ولا كلاب. وقد رُفعت سليمة وبعد الاستعدادات المناسبة دُفنت بالطريقة العادية. وقد ذُكر أنها نُقلت في وقت لاحق إلى أنطاكية ومنها إلى القسطنطينية. أخيراً ذكر أفسافيوس أن غضب السماء حل، في وقت وجيز، على الولاة الفُجَّار، وكذا على الطغاة أنفسهم فرمليانوس نفسه الذي أساء إلى شهداء المسيح قُتل بالسيف بعد أن عانى أقصى قصاص مع الآخرين. يُذكر أن أفسافيوس الذي كتب عن بمفيلس ورفقته كان أحد تلامذته. تعيد لهم الكنيسة الغربية مثلنا اليوم . |
||||
24 - 02 - 2017, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 16402 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بيصاريون (القرن5م) 20 شباط شرقي (4 آذار غربي) كان، بشهادة تلاميذه، متجرّداً عن كل شيء، كالعصافير أو الأسماك، أو وحوش البرية. لم يشأ أن يكون له بيت أو قنية أو مقام ثابت. نبذ كل ما يمتّ إلى إشباع الحواس بصلة. أكمل حياته في سكينة بلا هم. ساس نفسه بالإيمان الحي وحده. كان يدرك، في قرارة نفسه، بطلان ما في العالم، لذلك جعل تعزيته في رجاء, الخيرات الأبدية. حسب نفسه غريباً وأسيراً في الأرض. طاف البراري كالتائه. لم يردّه عن قصده أن يكون عرضة، ليل نهار، للسعات الأهوية، وأن يكابد العري والبرد القارس والشمس المحرقة. صبره، على كل ذلك، كان عجيباً. غالباً ما اجتنب المواضع التي أقام فيها الناس. وإن مرّ بدير لا يدخل بل يجلس عند بابه نائحاً، متنهّداً كإنسان نجا من الغرق. وإذا ما لاحظه أحد الإخوة وخرج إليه مستفسراً، عارضاً عليه العون، أجاب: إلى أن أجد ممتلكات بيتي الذي نُهب وغنى بيت آبائي لا أسكن تحت سقف لأن قراصنة دفعوا بي في البحر وعاصفة هبّت عليّ فسقطتُ من رتبتي وأضعت الشرف الذي وُلدت فيه. وقد عنى حالة البراءة التي أضعناها جميعاً بسقوط آدم. ثم تابع فقال أنه في عذاب وأن لا حيلة له سوى قضاء زمانه في الدموع، تائهاً كل يوم كمن لا شيء له ولا موضع يقيم فيه. توبته كانت فائقة ونسكه شديداً. كان يمضي، أحياناً، أربعين نهاراً وأربعين ليلة في وضع الوقوف بين الشوك دون أن يذوق طعم النوم. أربعون سنة لم ينم خلالها على جنبه. كان لا ينام إلا جالساً أو واقفاً. اعتاد أن يكون عنيفاً حيال نفسه إلى المنتهى. بلاديوس قال لو أن ملاكاً نزل من السماء إلى الأرض لما عاش على نحو أكمل من النحو الذي عاش بيصاريون عليه. نقاوته كانت فائقة وتمييزه حاداً. سأله أخ مقيم في شركة كيف عليه أن يسلك، أجاب احفظ الصمت ولا تقسّ نفسك على الآباء النسّاك الكبار. محبته للقريب كانت بلا حدود. لم يكن له من المقتنيات سوى الثوب الذي يغطي بدنه ومعطف صغير وكتاب الأناجيل يتأبطه على الدوام. وإذ حدث مرة دخل قرية وجد في الساحة جثة مسكين كان عارياً. للحال خلع معطفه وغطّاه. وتقدّم قليلاً فالتقى فقيراً عرياناً فقال لنفسه: كيف احتفظ بثوبي وقد خرجت من العالم فيما أخي يهلك من البرد؟ ألا أُتهم بموته إذا أغضبتُ عنه؟ ثم لو أعطيته نصف ثوبي فلا هو ينتفع منه ولا أنا؟ ماذا يضيرني لو تجاوزت بالحب ما أمر به العليّ؟ لهذا خلع ثوبه وأعطاه لفقير المسيح وجلس هو محاولاً إخفاء عريه بيديه فيما بقي الإنجيل تحت إبطه. على هذه الصورة انتظر خلاص إلهه. ولم يمض وقت طويل حتى مرّ به، بتدبير الله، متولي العدالة في تلك الناحية فعرفه. للحال نزل عن حصانه وسأله: من عرّاك يا أبتي؟ فأشار بيصاريون إلى إنجيله. فخلع الرجل معطفه وجعله عليه، فقام لتوه وانصرف. لم يشأ أن تطرق أذنيه كلمة مديح واحدة. في الطريق، التقى فقيراً آخر فلم يشأ أن يتجاوزه دون أن يعطيه ما بقي لديه. وما بقي لديه كان كتب الإنجيل. فأسرع إلى السوق وباعه، ثم عاد ونفح الفقير ثمنه. بعد أيام سأله تلميذه ذولاس عن الكتاب فأجاب بابتسامة: "لا تغضب يا أخي، لقد بعته لأتأكد من أني سأحظى بالمجد السماوي وكذا طاعة لكلام الرب يسوع الذي ما فتئ يقول لي في هذا الكتاب بع كل ما لك ووزّعه على الفقراء". من أخباره المتداولة التي كان ذولاس، تلميذه، شاهد عيان لها أنه فيما كان يسير مرة على شاطئ البحر قال له تلميذه: لا أستطيع أن أتابع سيري يا أبتي لأني عطشان. فصلّى ثم قال له: "اشرب من ماء البحر". ففعل كذلك فكان في فمه عذباً. وإذ حاول التلميذ أن يأخذ ماء في الوعاء للطريق منعه رجل الله قائلاً: إن الله الكائن ههنا كائن في كل مكان أيضاً. أيضاً قيل عنه أنه كان بصحبة ذولاس مرة، فبلغا نهراً فلم يجدا ما يعبران به. فبسط بيصاريون يديه وصلّى وعبر على المياه. ولما استوضحه تلميذه إلى أي حد كان يحسّ بالمياه تحته، أجاب: كنت أحس بها إلى المفصل بين الساق والقدم. أما قدماي فكانتا كأنهما على اليبس. وأخبروا عنه أنه كان في طريقه مرة إلى أحد الشيوخ الحكماء حين قاربت الشمس المغيب. فصلى قائلاً: أرجوك، سيّدي، ثبّت الشمس في موضعها حتى أصل إلى عبدك!" وهكذا كان. من أخباره أيضاً أنه جيء برجل إلى الكنيسة به شيطان فصلّى عليه الإخوة فلم يخرج الشيطان منه لأنه كان عنيداً. فقالوا ليس لنا سوى الأب بيصاريون. وحده يقدر أن يخرجه. ولكن كانوا يعلمون أن الشيخ خفر ولا يشاء ادعاء صنع العجائب، فصرفوا النظر عن الطلب إليه في شأنه، وجعلوا الرجل الممسوس في مكان القدّيس في الكنيسة. فلما حان وقت الصلاة قالوا للقدّيس قل لهذا الرجل أن ينهض للصلاة، فجاء إليه ولكمه قائلاً: انهض من مكانك! فقام الشيطان وخرج منه وشُفي الرجل تماماً. كذلك من أخباره أن رجلاً مصرياً أتى إلى بيصاريون بابنه المفلوج وتركه عند باب قلايته ومضى. فأخذ الولد في البكاء، فسمعه الشيخ. وإذ خرج إليه سأله: ماذا تفعل هنا؟ أجاب: أبي تركني ومضى! فقال له الشيخ: انهض وألحق بأبيك! فقام للحال ومضى معافى. وقالوا عنه أنه جاء مرة إلى زانية مشهورة اسمها تائيس مدّعياً طلب الهوى. ولما اختلى بها كلّمها بكلام الله فارتدّت عن ضلالها. وقد أخذها إلى دير للعذارى عاشت فيه حبيسة. هناك تركها بعد أن علّمها الصلاة التالية: "يا من خلقتني ارحمني!" على هذه الصلاة عاشت. وبعد مدة سأل المغبوط في شأن توبتها تلاميذ القدّيس أنطونيوس فصلّوا وصاموا فكشف روح الله لأحدهم وهو بولا ما آلت إليه حالها. رأى مكاناً معدّاً بجمال عظيم وثلاثة ملائكة يحملون مصابيح أمام المرقد وتاج الظفر موضوعاً عليه. وإذ بصوت يقول له: إن هذا المضجع هو للناسكة العابدة تائيس. ولما أشرف بيصاريون على نهاية سفره إلى ربّه قال لمن حوله: "على الراهب أن يكون كالشاروبيم، كله عين". |
||||
24 - 02 - 2017, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 16403 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بابياس، أسقف هيرابوليس (فيرجيا) (القرن2م) 22 شباط شرقي (6 آذار غربي) أول من أشاد بقداسته القديس إيرونيموس. وهو معاصر للقديس أغناطيوس الأنطاكي و رفيق للقديس بوليكاربوس، أسقف أزمير. كتب عنه أفسافيوس القيصري في تاريخه الكنسي، قال: لا يزال بين أيدينا خمسة كتب لبابياس تحمل اسم "تفسير أقوال الرَّب". ويذكر إيريناوس (130- 200م) هذه الكتب على أساس أنها المؤلفات الوحيدة التي كتبها. إيريناوس قال عن بابياس أنه أحد الأقدمين وقد استمع إلى يوحنَّا وكان زميلاً لبوليكاربوس وكتب خمسة كتب. أفسافيوس يضيف أن بابياس لا يصرّح، في مقدمة أبحاثه، بأنه كان مستمعاً أو معايناً للرسل المباركين، لكنّه يبيِّن أنه تلقىَّ تعليم الإيمان من أصدقائهم. كلمات بابياس، كما يوردها أفسافيوس، في هذا الشأن، هي التالية: "ولكنّني لا أتردد أيضاً عن أن أضع أمامكم مع تفسيري كُلَّ ما تعلمته بحرص من المشايخ، وكل ما أذكره بحرص، ضامناً صحَّتهُ؛ لأنني لم أكن لأُسرَّ، كالكثيرين، بمن يتكلمون كثيراً، بل بمن يُعلِّمون الحق، ولم تكن لي رغبةً في الإصغاء إلى من يقدِّمون وصايا غريبة، بل إلى من يُقدِّمون وصايا الرَّبِّ للإيمان الصادر من الحق نفسه". ويُضيف بابياس "وكلمّا أتى واحدٌ ممن كان يتبع المشايخ سألته عن أقوالهم، عمَّا قال أندراوس أو بطرس، عمَّا قاله فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنَّا أو متى أو أي واحد من تلاميذ الرَّب، أو يفيدني بقدر ما يفيدني ما يصل إليّ بالصوت الحيّ من الصوت الحيّ الدائم". |
||||
24 - 02 - 2017, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 16404 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد في الكهنة بوليكاربوس أسقف أزمير (+156م( 23 شباط شرقي (7 آذار غربي) ورد خبر استشهاد القديس بوليكاربوس في رسالة رعائية حررتها الكنيسة في إزمير بعد استشهاده بقليل. هذا كان مطلع الرسالة:" من كنيسة الله فاتي في إزمير إلى كنيسة الله التي في فيلوميلو (فيرجية) وإلى كل الكنائس التي من الكنيسة الجامعة المقدسة..." النص الذي اعتمدناه هو الوارد في كتاب "الآباء الرسوليون" الذي نقله عن اليونانية المثلث الرحمات البطريرك الياس الراع (معوّض) (منشورات النور 1983) . دونك أبرز ما ورد في الرسالة. كتبنا لكم أيها الإخوة عن الذين استُشهدوا وخصوصا عن البار بوليكاربوس الذي انتهى بالاضطهاد إلى الاستشهاد. الحوادث التي سبقت استشهاده وقعت كلها ليُظهر لنا الرب من السماء صورة للشهيد حسب الإنجيل. انتظر بوليكاربوس ان يُسلِّم كالسيد حتى نتشبه به نحن لأن المحبة الحقيقية والأكيدة لا تعني الخلاص الذاتي فحسب بل خلاص كل إخوتنا أيضا. مغبوطة وبطولية الاستشهادات التي تمت حسب ارادة الله. علينا ان ننسب تقدمنا في التقوى إلى الله ذي القدرة والسلطان الشامل. لقد بلغت عظمة النفس في هؤلاء المعترفين بحيث لم تفُتّهم انه من انّاتهم أو عصّة من غصّاتهم فأدركنا في هذه الساعة التي كانوا فيها يتعذبون انهم كانوا فرحين يعيشون وهم يستشهدون خارج أجسادهم أو قل كان المسيح بذاته حاضرا يخاطبهم. وكان انتباههم لصوت النعمة الإلهية يُحقر في أعينهم كل عذابات الدنيا. بساعة واحدة كانوا يربحون الحياة الأزلية. كانت النيران الوحشية التي يشعلها الجلادون بردا بالنسبة للنار الأبدية المستعرة التي كانوا يرونها. كانوا يتأملون في وسط العذاب الخيرات المعدّة للذين يتعذّبون. وما كانوا في هذه اللحظة بشرا بل ملائكة. كان بوليكربوس أعظم الشهداء. بقي في المدينة ولم يُرد ان يتركها. لم ينزعج قط عندما اطّلع على كل ما جرى. بعد إلحاح الأكثرية انسحب إلى مكان ليس ببعيد عن المدينة. كان يقضي نهاره وليله بالصلاة من أجل البشر ومن أجل الكنائس. تراءت له رؤيا قبل ثلاثة أيام من تقييده وهو يصلي. رأى وسادته تحترق فقام إلى رفقائه وقال لهم "سأحرق حيا". ولما كان طالبوه يُلحّون في طلبه انتقل إلى مكان آخر. وصل الشرطإلى المكان الذي ترطه. ألقوا القبض على عبدين فاضطر أحدهم تحت طائلة التعذيب ان يعترف. وصلوا إلى المكان. كان بوليكربوس يرقد في غرفة في الطابق الأعلى من البيت. كان بإمكانه ان ينتقل إلى مكان آخر إلا انه لم يُرد مكتفيا بالقول "لتكن إرادة الرب". عندما سمع صوت الشرط نزل من غرفته وأخذ يخاطبهم فأثارت شيخوخته بهدوئها إعجابهم. دعاهم وقدم لهم في تلك الساعة المتأخرة من الليل طعاما وشرابا ورجاهم ان يسمحوا له بساعة ليصلي بحرية فوافقوا. غرق واقفا في صلاة مدة ساعتين وكانت النعمة الإلهية تملؤه. اندهش سامعوه وأسفوا. عندما انتهى من صلاته أركبوه حمارا وقادوه إلى مدينة إزمي. كانذلك يوم السبت العظيم. في طريقه التفى بالقائد هيرودوس وأبيه نيقيتا فأصعداه إلى عربتهما وحاولا ان يُقنعاه قائلين "ما ضرّك لو قلت للقيصر يا سيدي وذبحت وقمت بما يتبع هذه الذبيحة ونجوت؟ بقي بوليكربوس صامتا إلا انه تحت إلحاحهما اضطر ان يقول لهما :"لن أفعل ما تنصحاني به". وعندما يئسا من إقناعه أمطراه شتما وسبّا ودفعاه بوحشية خارج العربة فسقط على الأرض وانسلخ جلد ساقه لكنه قام وتابع طريقه فرحا. عندما دخل الملعب جاءه صوت من السماء يقول له "تشجع وتقوّ يا بوليكربوس". خاصتنا التي كانت موجودة هناك وحدها سمعت وأدركت. ولما مثل أمام الحاكم حاول الوالي إقناعه قائلا:" احترم شيخوختك". ثم أردف: "احلف بقوة قيصر الإلهية وتبّ وقل فليسقط الملحدون. احلف فأطلق سراحك. اشتم المسيح. فأجاب بوليكربوس: "ستة وثمانون سنة وأنا أخدم المسيح فلم يسئ إليّ بشيء فلماذا أشتم إلهي ومخلصي؟". قال الوالي عندي وحوش ضارية. إني مُلقيك إليها إذا لم تتراجع. قال الأسقف "مَرحا!" قال الوالي: "إذا لم تتب فسأُهلكك فوق المحرقة ما دمت تحتقر الوحوش الضاري". قال بوليكربوس: "انك تهددني بنار تشتعل ساعة واحدة ثم تنطفىء. أتعرف نار العدالة الآتية؟ أتعرف أي عقاب ينتظر الأثمة؟ هيا! لا تتوان، قرّر ما تريده". كان الفرح يغمر بوليكربوس وكان ثابتا في أجوبته ويشعّ نعمة إلهية. فأرسل الوالي مناديه ليعلن في وسط الملعب ثلاث مرات ان بوليكربوس اعترف انه مسيحي. امتلأ الوثنيون واليهود غضبا. "هذا هو معلم آسيا وأب المسيحيين مدمّر آلهتنا الذي منع بتعليمه الكثيرين من تقديم الذبائح وعبادة الآلهة. فصرخ الجميع بصوت واحد أن يُحرق حيا. حدث كل ذلك بسرعة. أخذت الجموع تجمع الحطب والأخشاب من المعامل والحمّامات. وعندما أُعدّت المحرقة خلع بوليكربوس ثيابه وفكّ زنّاره وحاول ان يخلع حذاءه. كان المؤمنون يتسابقون لمساعدته بغية لمس جسده. كانوا يكرمونه لقداسته قبل ان يستشهد. ولما أراد الجلاّد تسميره قال: دعني حرّا. ان الذي أعطاني القوة لملاقاة النار يعطيني قوة لأبقى بلا حراك فوق المحرقة. لم يسمّره الجلاّد بل اكتفى بربطه وربط يديه وراء ظهره. رفع عينيه إلى السماء وقال: أباركك أيها الرب الكلي القدرة لأنك أهّلتني لأكون في عداد شهدائك ومن مساهمي كأس مسيحك لقيامة الروح القدس في الحياة الأبدية بدون فساد. فلأكن في حضرتك كذبيحة مقبولة. وأوقد الرجال النار فارتفعت عالية وهّاجة. في تلك اللحظات حصلت معجزة رآها البعض وآثرنا ان نبقيها سرا على الآخرين. كانت النار ترتفع بشكل قبّة تحيط بالجسد. كان الشهيد يقف في الوسط لا كلحم بتحترق بل كخبز يشوى او كذهب او فضة وُضعت في البوتقة وكنا نتنسّم رائحة كأنها البخور أو عطور نادرة ثمينة. غير أن الأثمة لما رأوا النار قد عجزت عن إهلاك جسسده أرسلوا جلاّدا فضربه تبحربة فخرج دم وأطفأ النار. بين كل الشهداء نعتبر بوليكربوس شهيدا لا يُبارى. كان نبيا ومعلما مليئا بروح الرسل والأنبياء. ولما رأى الشيطان الحسود الخبيث عظمة الشهيد عمل عمله ليمنعنا من حمل جسد الشهيد. فقد ألقى قائد المئة الجسد وسط النار وأحرقه حسب عادة الوثنيين. فيما بعد تمكنّا من إخراج عظامه التي فاقت قيمتها اللآلىء وكانت أشرف من الذهب النقي المختبر في البوتقة، ووضعها في مكان لائق. وكنا نجتمع والفرح يملأنا والسرور يغمر قلوبنا وقدكان يوم استشهاده كيوم ميلاده وتذكارا لأولئك الذين جاهدوا قبلا والذين يستعدّون ويتهيأون لمثل هذا اليوم العظيم. لم يكن بوليكربوس معلما شهيرا وحسب بل شهيدا لا مثيل له. كم نتمنى ان نقتدي به وبآلامه المنطبقة كليا مع روح إنجيل المسيح. بصبره وثباته تغلّب على القاضي الظالم وربح إكليل الخلود. انه الآن مع الرسل والصالحين يمجّد الله الكلي القدرة بالفرح ويبارك سيدنا يسوع المسيح سيد أجسادنا وراعي كنيستنا المنتشرة في أنحاء العالم. هذا أبرز ما وردفي سيرة القديس بوليكاربوس كما وضعتها رعية إزمير. الكاتب، ويدعى إيفارستوس، يختم الرسالة بتحديد تاريخ الشهادة على الوجه التالي: "لاقى بوليكربوس عذاب الاستشهاد في اليوم الثاني من شهر كسنتيكوس قبل سبعة أيام من آذار، يوم السبت العظشم. في الساعة الثامنة أسره هيرودوس في أيام رئيس الكهنة فيليبس تراليانوس. كان استاتيوس كودراتوس حاكما لمعاطعة آسيا". أمبراطور رومية يومها كان أنطونيوس بيوس. بالإضافة إلى هذه السيرة، أورد أفسافيوس القيصري، صاحب التاريخ الكنسي، رواية للقديس إيريناوس، أسقف ليون، عن بوليكاربوس قال فيها انه لم يتلقّ تعليمه من الرسل فقط ولا تعرّف على الكثيرين ممن زاروا المسيح وحسب، بل ان الرسل أيضا أقاموه في آسيا أسقفا على كنيسة إزمير. ويضيف: "ونحن أيضا رأيناه في فجر شبابنا لأنه عمّر طويلا ومات في شيخوخة متقدّمة جدا ميتة استشهاد مجيد بعد ان نادى بصفة مستمرة بما تعلّمه من الرسل من التعاليم التي سلّمتها إلينا أيضا الكنيسة.. يشهد لهذه الأمور كل كنائس آسيا.." ويورد إيريناس خبر تباحث بوليكاربوس مع أنيقيتوس، أسقف رومي، في شأن التعييد للفصح أي يوم يكون. كما يشير إلى ان هناك من سمعوا من بوليكربوس ان يوحنا تلميذ الرب، إذ أراد الاستحمام في أفسس، مرة، رأى كيرنثوس، وهو هرطوقي، داخل الحمّام، فغادره في الحال دون ان يستحمّ صارخا: لنهرب لئلا يسقط الحمّام لأن كيرنثوس، عدو الحقّ، بداخله. كذلك يلفت إيريناوس إلى ان هناك رسالة قوية جدا لبوليكاربوس كُتبت إلى أهل فيليبي يستطيع كل من أراد، وكل من يُعنى بأمر خلاص نفسه، ان يتعلم منها طريقة إيمانه والكرازة بالحق. رسالة بوليكربوس إلى أهل فيليبي ما تزال موجودة إلى اليوم. دونك مختارات مما ورد فيها: "صلوا من أجل القديسين، من أجل الملوك والرئاسات والسلاطين ومن أجل الذين يضطهدونكم والذين ينغضونكم ومن أجل أعداء الصليب حتى تكون ثماركم واضحة وتكونوا كاملين في الله". "أنصحكم بالابتعاد عن البخل وان تكونوا أنقياء محبّي الحقيقة. ابتعدوا عن كل شر. الذي لا يستطيع ان يضبط نفسه كيف يمكنه ان يوجّه الآخرين ويقودهم. من لا يبتعد عن البخل يتّسخ بالوثنية. "لا تتأخروا عن فعل الإحسان فالإحسان يخلّص من الموت. لا تكونوا سببا لشتم الرب. ويل للذين يُشتم اسم الرب بسببهم. علّلموا جميعا الوداعة التي تعيشون فيها". "يجب ان نترك الخطب البطالة والتعاليم الخدّاعة ونعود إلى التعليم الذي نُقل إلينا منذ البدء. لنكن يقظين في الصلاة والصيامات ولنطلب من الله الذي يرى الكل ان لا يدخلنا في تجربة". "يجب أن يكون الشيوخ شفوقين رحماء نحو الجميع... ويتجنّبوا كل غضب ومحاباة الوجوه ومحاكمة الخاطىء.. ولا يصدّقوا فورا ما يقال عن شرور الآخرين ولا يكونوا قساة في أحكامهم واضعين أمام أعينهم اننا جميعا معرَّضون للخطيئة. إذا كنا نطلب من الله ان يغفر لنا فعلينا ان نغفر للآخرين. ونحن كلنا تحت أعين ربنا..". تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في الثالث والعشرين من شهر شباط |
||||
24 - 02 - 2017, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 16405 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا الجليل في القديسين بورفيريوس أسقف غزة (+430م) 26 شباط شرقي (10 آذار غربي) كتب سيرته تلميذه مرقص الشماس. ومن سيرته الأصلية استمددنا معلوماتنا ههنا. أصل القدّيس بورفيريوس من مدينة تسالونيكية لعائلة من النبلاء. لما بلغ الخامسة والعشرين من عمره اجتاحت نفسه رغبة إلهية في ترك موطنه والعزّ الذي كانت ترتع فيه عائلته ليقتبل الحياة التوحّدية. توجّه إلى مصر وجاء إلى الإسقيط، موطن الرهبان والنسّاك هناك. وبعد أيام معدودة حُسب أهلاً للثوب الرهباني. أقام، بين الآباء القدّيسين، خمس سنوات رغب بعدها في زيارة الأماكن المقدّسة في فلسطين. وإذ حقّق ما رغب فيه بنعمة الله تحوّل إلى نواحي الأردن حيث اتخذ مغارة أقام فيها ناسكاً. بقي هناك خمس سنوات أخرى جاهد خلالها جهاداً بطولياً في ساحة الحرب اللامنظورة. لكنه بسبب الجفاف الشديد في تلك الناحية مرض وأشرف على الموت. وبتدبير من الله انتقل بمساعدة بعض معارفه إلى أورشليم. المرض الذي أصاب قدّيس الله، بورفيريوس، كان تصلّب الكبد. وقد عانى من ارتفاع حرارة البدن بصورة متواترة. ومع أن المرض شمله ووخز أحشاءه دونما هوادة وأخذ يُذيب جسده، فإنه لم يتوان يوماً عن التطواف على الأماكن المقدّسة تبرّكاً. وقد أحنت العلّة هامته و أوهنته فصار يتكئ على عصا. في ذلك الوقت تعرّف إليه تلميذه مرقص الذي كان خبيراً في فن النسخ والكتابة. وقد أُخذ بقوة نفس بورفيريوس بعدما لاحظ حالة الوهن التي كان عليها وإصراره، بصورة متواترة، على التجوال في الأماكن المقدّسة. وذات يوم رآه يهمّ بصعود سلّم مبنى الشهادة الذي تأسّس في زمن قسطنطين الملك، ولكن قواه، كما بدا، خانته، فأسرع مرقص الخطى ومدّ لبورفيريوس يد المعونة فأبى الاتكاء عليها قائلاً: "ليس مناسباً لي أنا الذي أجول سائلاً غفران خطاياي أن أستند إلى يد إنسان، عسى الله ينظر إلى تعبي، أيها الأخ، ويُشفق عليّ برأفته التي لا يُنطق بها!" على هذا النحو انصرف بورفيريوس في سبيله ليسمع الأقوال الإلهية ويشترك في المائدة السرّية ثم يقفل عائداً إلى مقرّه. كان واضحاً أنه احتقر مرضه ولم يُنؤ تحت وطأته بل سلك بإزائه وكان مرضه يصيب جسد إنسان آخر. رجاؤه بالله خفّف ثقل حمله عليه. وتوطّدت علاقة مرقص ببورفيريوس فأوفده إلى ذويه في تسالونيكي لتصفية تركته وإعطاء ما يتوجّب لإخوته والعودة بالباقي إليه ليعمل على توزيعه على الفقراء وفقاً للوصية الإلهية. فلما تمّم مرقص رغبة معلّمه عاد محمّلاً بالخيرات إلى أورشليم. وإذ التقاه بالكاد تبينه لأنه بدا قوي البنية حسن المحيّا. فابتسم له رجل الله وقال له: لا تعجب، يا أخي مرقص، إذا ما رأيتني صحيحاً قوياً فأنا الآن أنعم بالصحة بفضل لطافة الرب يسوع الذي يجعل ما هو ميئوس منه قويماً. فمنذ أربعين يوماً، فيما كنت أقيم سهرانة يوم الرب، اعتورني، في كبدي، ألم لا يوصف. وإذ لم تعُد لدي طاقة على الاحتمال خرجتُ وارتميت قرب موضع الجمجمة، في الجلجثة. ومن عظم الألم غبت عن الوعي فرأيت السيّد مسمّراً على الصليب وأحد اللصّين على صليب آخر. وإذ شرعت في الصباح مردّداً كلمات اللص: اذكرني يا رب متى أتيت في ملكوتك (لو42:23)، أجاب السيّد موجِّهاً كلامه إلى اللص الصالح، ديسماس، وهو على الصليب: "انزل خلّص ذاك المطروح هناك كما خلًُصت أنت". فنزل اللص وأخذني بين ذراعيه وقبّلني، ثم مدّ إليّ يده وأقامني على رجلي وقال لي: تعال إلى المخلّص. للحال قمت وركضت إليه. فرأيته ينزل هو أيضاً عن الصليب ويقول لي: خذ هذا العود واحفظه. فأخذته ورفعته. في تلك اللحظة عدتُ إلى نفسي. ومن تلك الساعة زال ألمي. مزايا القدّيس وعرض مرقص لمزايا القدّيس كما عرفه. كان رجلاً لا عيب فيه، وديعاً جداً، شفوقاً، موهوباً في تفتيق معاني الكتاب المقدّس، قادراً على الإجابة عن أصعب المسائل فيه. لم يكن ينقصه العلم، بعامة، وله قابلية يُعتدّ بها على إسكات غير المؤمنين والهراطقة. وكان محباً للفقير، يكرم الشيوخ كآباء والشبّان كإخوة والصغار كأولاد له. لطيف المعشر، متّضعاً لا غش فيه ولا ادعاء. سويّ المزاج، خالياً من الهواء، لا يعرف الغضب. لا يذكر شرّ الآخرين في تعاطيهم معه ولا يدع الشمس تغرب على غيظه. بسيط القلب، ميّت الأهواء إلا غيظه على أعداء الإيمان. وزّع ثروته واشتغل بالنسبة للثروة التي عاد بها إليه مرقص، عمد بورفيريوس إلى توزيعها على المحتاجين، في المدن والقرى والأديرة. كما بعث بمال وافر للرهبان في مصر. أما الغرباء في نواحي أورشليم فأضحى لهم بمثابة إبراهيم جديد. كل أمواله وزّعها ولم يبق لنفسه شيئاً لكي يكون اتكاله على الله كاملاً. لذلك احتاج فخرج وعمل سكّافاً ولم يشأ أن يأكل خبزاً من غير تعب. سيامته كاهناً وأسقفاً وسمع عنه بريليوس، أسقف الأماكن المقدّسة، فأرسل في طلبه وسامه كاهناً وعهد إليه مسؤولية حفظ العود المحيي. إذ ذاك تحقّق، بالكامل، الحلم الذي رآه عن الرب يسوع وقوله له: خذ هذا العود واحفظه. كان بورفيريوس قد بلغ الخامسة والأربعين من العمر. وقد بقي على سابق نظام حياته لجهة التقشّف والسهر. مضت على سيامته كاهناً ثلاث سنوات توفي في نهايتها إينياس، أسقف غزّة، المسيحيّون هناك كانوا قلّة معدودة. المدينة كانت في غالبيتها وثنية. وإذ لم يتّفق المسيحيون والكهنة في من يمكن أن يخلف أسقفهم الراحل جعلوا الأمر بين يدي رئيس الأساقفة في قيصرية، يوحنا. هذا أعلن صوماً ثلاثة أيام سأل خلالها الرب الإله في شأن الأسقف العتيد فجاءه إعلان أشار إلى بورفيريوس المغبوط رجلاً على قلبه. في ذلك الوقت بالذات رأى بورفيريوس حلماً عاين فيه الرب يسوع يقول له: ما كلّفتك به أردده لأني أشاء الآن أن أجمعك إلى امرأة مسكينة لكنها فاضلة فاتخذها وجمّلها لتنسى فقرها. كن غيوراً لها فُيعطى لك كل ما تحتاج إليه من حيث لا تدري. خرج بورفيريوس ومرقص ومعهما خادم اسمه باروخاس إلى قيصرية بعد أن سلّم قدّيسنا مفاتيح عود الصليب إلى أسقف الأماكن المقدّسة. فلما وصلوا إلى هناك استقبلهم رئيس الأساقفة يوحنا وأحسن وفادتهم. و في اليوم التالي وصل جمع من مسيحي غزّة فألقوا الأيادي على بورفيريوس وجعلوه أسقفاً عليهم عنوة. رد فعل بورفيريوس كان أنه بكى بكاء شديداً مؤكداً أنه لا يستحق الأسقفية. وأخيراً رضخ. في غزّة وانطلق الغزّاويون عائدين إلى ديارهم برفقة أسقفهم الجديد. ومن حسد الشيطان حرّك ضدهم بعض الوثنين في القرى القريبة من المدينة فعمدوا إلى زرع الطريق بالأشواك والقاذورات الكريهة الرائحة ليحولوا دون وصول القادمين إلى المدينة. لذلك لم يصل بورفيريوس وصحبه إلى غزّة إلا بشق النفس. ثم أنه ضرب غزّة والجوار الجفافُ وشاع في المدينة أن السبب هو قدوم بورفيريوس. الوثنيون قالوا أنهم سألوا زفس إلههم فقال لهم أن قدمي بورفيريوس مجلبة للفأل السيئ في المدينة. و بعدما رفعوا الطلبات إلى إلههم سبعة أيام لم يحصدوا إلا الريح فانصرفوا خائبين. و ضربت المجاعة المدينة فجاء المسيحيون، وعددهم مائتان وثمانون، و سألوا قدّيس الله الصلاة لأجل المجاعة والجفاف. فلما عرف في روحه إن إصبع الله فيما جرى تلا، والشعبُ من حوله، صلوات جمّة في أكثر من موضع حاملين رفات بعض الشهداء و المعترفين. وكانت هناك كنيسة قديمة خارج المدينة. فتوجّهوا إليها و صلّوا و لما أرادوا العودة ألفوا البوابة وقد أقفلها الوثنيون ولما يشاؤوا فتحها. في ذلك الوقت بالذات أعطى الله غيوماً وبرقاً و رعداً و أمطرت السماء مطراً غزيراً فتحرّك قلب بعض الوثنيين وفتحوا البوابة وشرعوا يعترفون بيسوع إلهاً أوحداً. فشكر بورفيريوس والمسيحيون الرب الإله و فرحوا فرحاً عظيماً، ثم دخلوا الكنيسة يتبعهم الوثنيون وعددهم مئة وسبعة وعشرون. هؤلاء ختمهم الأسقف بختم الصليب. وبعدما اشتركوا في سر الشكر عادوا كل إلى بيته. في ذلك الوقت اشتدّ سقوط المطر ثلاثة أيام احتفل بعدها المؤمنون بعيد الظهور الإلهي. وانضم إلى الكنيسة عدد إضافي من الوثنيين، مائة وخمسة عدداً. إلا أن الوثنيين الباقين على وثنيتهم استمروا في تضييقهم على بورفيريوس و المسيحيين الذين عانوا الكثير، لكن الرب الإله كان معهم وكانت الصلوات ترتفع ليل نهار ليهدي الإله العليّ الضالين إلى سواء السبيل. و من جملة ما حدث أن باروخاس الخادم تعرّض لضربات الوثنيين حتى ظُنّ أنه مات، لكنه بصلاة رجل الله بورفيريوس استردّ عافيته و صار شماساً. كذلك تعرّض للأذّية العديدُ من المسيحيّين حتى أضحت الاضطرابات في المدينة واقعاً يومياً وأمست الحاجة إلى حلّ أمراً ملحّاً. مرقص إلى القسطنطينية وأرسل بورفيريوس مرقص إلى القسطنطينية مزوّداً برسالة إلى يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، ليعمل لدى القصر على إقفال هياكل الأوثان في غزّة بعدما تفاقمت الحالة فيها. وقد تكلّلت مهمته بالنجاح وأُوفد إلى غزّة موظف كبير ليعمل على تنفيذ قرار في الشأن المطلوب. ومع أن الموظف أقفل العديد من الهياكل إلا أنه أبقى على أهمها، هيكل زفس، بعدما تلقى من الوثنيين مبلغاً كبيراً من المال رشوة. إيلياس كذلك، حدث بتدبير من الله، في ذلك الزمان، إن امرأة وثنية من عائلة شريفة في المدينة حضرتها ساعة الوضع، وكانت حاملاً، فتعثرت ولادتها. وبعدما بذل الأطباء جهدهم لمساعدتها باءت محاولاتهم بالفشل. فاحتار ذووها وأتوا بالسحرة والعرّافين فلم يكن حظّهم بالنجاح أوفر. كانت إيلياس وجنينها في خطر الموت. وإذ اتفق أن مربية إيلياس كانت على الإيمان بالمسيح فإنها رفعت طلبات عديدة من أجلها إلى الرب الإله. وحدث أنها كانت، مرة، تصلّي وتبكي في الكنيسة فلاحظها بورفيريوس وسألها عن علّة بكائها. فنظرت إليه وارتمت عند قدميه متوسّلة إليه أن يصلّي إلى الرب يسوع من أجل إيلياس مخدومتها. فلما عرف القدّيس بخبر المرأة بكى هو أيضاً لأنه كان رؤوفاً جداً. ثم بعث بالمربية لتقول لذوي إيلياس أن هناك طبيباً عظيماً قادر على شفاء ابنتهم الوحيدة شرط أن يُقسموا بألا ينكروه وأن يحفظوا الأمانة له بعد أن يقضي لهم حاجتهم. فذهبت ونقلت كلام بورفيريوس بحذافيره فأقسموا بأن يفعلوا ما يطلبه منهم. فوجّهت، إذ ذاك، كلامها بصوت مرتفع إلى إيلياس قائلة: هذا ما يقوله بورفيريوس، الكاهن العظيم، الرب يسوع المسيح، ابن الله الحي، يشفيك. آمني به واحيي! للحال تحرّك الجنين في أحشائها وتمت ولادتها بسلام. فاندهش الجميع وهتفوا: عظيم هو إله المسيحيين! عظيم هو الكاهن بورفيريوس! في اليوم التالي خرج ذوو إيلياس والعشيرة كلها إلى بورفيريوس وألقوا بأنفسهم عند قدميه سائلينه ختمهم في المسيح، ففعل و جعلهم موعوظين ثم أرسلهم بسلام طالباً منهم أن يداوموا على حضور الصلوات والتعليم في الكنيسة. وبعد زمن يسير عمّدهم مع المرأة ومولودها، الذي كان ذكراً، وأسموه بورفيريوس. عدد الذين انضموا إلى كنيسة المسيح، يومذاك، كان أربعة وستين. بورفيريوس إلى القسطنطينية واشتدّ هياج الوثنيين في غزّة لا سيما بسبب اهتداء العديدين منهم إلى المسيح. تضييقهم على المسيحيين كان في ازدياد وتماديهم في الممارسات الشائنة استفحل. كانوا يعاملون المسيحيين كالعبيد ولا يسمحون لأحد منهم أن يأخذ لنفسه وظيفة رسمية أو يفلح أرضه. الولاة كانوا وثنيين. وإذ لم تؤدّ زيارة مرقص الشمّاس إلى القسطنطينية الغرض منها، صلّى بورفيريوس إلى الرب الإله وقرّر، على الأثر، أن يذهب إلى عاصمة الإمبراطورية بنفسه. فتوجّه أولاً إلى قيصرية وعرض الأمر على يوحنا، رئيس الأساقفة، وسأله مرافقته. وبعد أخذ وردّ قرّر الأسقفان السفر سويّة رغم أن الشتاء كان على الأبواب. وبعدما استكملا وصحبهما الاستعدادات غادرا بحراً في الثالث والعشرين من شهر أيلول أول محطة كانت لهما في رودس. هناك سمعا بناسك قدّيس اسمه بروكوبيوس فقرّرا العبور به لأخذ بركته. وكان هذا الراهب منعَماً عليه بموهبة الرؤية. فلما قدما إليه استقبلهما وأكرمهما. وإذ أخبراه بما هما مسافران إلى القسطنطينية من أجله وأنهما سوف يطلبان من الإمبراطور دكّ هياكل الأوثان في غزّة صلّى لأجل نجاح مسعاهما ونصحهما بأن يضعا المسألة بين يدي يوحنا، رئيس أساقفة القسطنطينية، أي الذهبي الفم. وأضاف أن يوحنا ليس في وضع يسمح له بنقل الكلمة مباشرة إلى القصر لأن الإمبراطورة افدوكسيا غاضبة عليه. لهذا السبب سوف يوعز إلى رئيس التشريفات لديها، وهو رجل يخاف الله، اسمه أمانيتوس، بإيصال الخبر إلى الإمبراطورة. ثم أردف قائلاً: وأنتما متى حضرتما لديها وأبدت رغبتها في مساعدتكما فقولا لها: نرجو في المسيح، ابن الله، إن غرت لنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً. وهي متى سمعت ذلك منكما غارت بالأكثر وسعت لإنجاح مهمّتكما. وبعدما سمع الأسقفان من بروكوبيوس الناسك كلاماً من هذا النوع صدّقاه وأخذا بركته وانصرفا. وبعد حوالي عشرين يوماً من مغادرتهما غزّة وصل الأسقفان إلى القسطنطينية فاتصلا بالقدّيس يوحنا الذهبي الفم الذي أحسن استقبالها واهتم بأمرهما. وإذ اطّلع على القصد الذي أتيا من أجله رتّب من خلال رئيس التشريفات، أمانيتوس، لدى الإمبراطورة أن يُنقل خبر الأسقفين إليها ويوصلا بها. فلما أتيا إليها أبدت استعدادها لأن تعرض الأمر على الإمبراطور. وبالفعل عرضته فتلكّأ قليلاً لأن غزّة من المدن التي تمدّ الدولة بأموال ضريبية يُعتدّ بها، فإذا ما قست السلطة على السكان في شأن هياكل الأوثان فإنهم سيتفرّقون ولسوف تصيب الدولة خسارةٌ ليست بقليلة من جراء ذلك. فعادت الإمبراطورة واستدعت الأسقفين ونقلت إليهما تحفّظ الإمبراطور، لكنها أبدت أنها لن تترك الموضوع حتى تتمّمه بإذن الله. إذ ذاك قال لها بورفيريوس ما سبق لبروكوبيوس الناسك أن لقنه إيّاه: إننا نرجو في المسيح، ابن الله، إن ساعدتنا في مسألتنا، أن يرزقك طفلاً ذكراً سوف يحيا ويحكم وسوف تفرحين به سنين عديدة. هذا الكلام حرّك أحشاء الإمبراطورة بالأكثر فسألت صلاة الأسقفين ووعدت بتحقيق رغبتهما، وأضافت إنها سوف تُنشئ كنيسة في وسط غزّة، بإذن الله. أفدوكسيا كانت في شهرها التاسع وساعة وضعها وشيكة. وانتظر الأسقفان بضعة أيام كانا خلالها يذهبان إلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم وينعمان بكلامه الإلهي الذي كان أحلى من العسل. أخيراً وضعت أفدوكسيا مولوداً ذكراً أسموه ثيودوسيوس، على اسم جدّه، وقد حُسب إمبراطوراً من ساعة ولادته ولُفَّ بالأرجوان. ثم أن الأسقفين رفعا عريضة بناء لإيعاز الإمبراطورة. هذه العريضة استقرّت بين يدي من حمل الإمبراطور الصغير في يوم عمادته، واعتُبر أن ثيودوسيوس الصغير وافق على ما ورد فيها بسبب حركة أبداها من نحوها. وكان ذلك على مرأى من الإمبراطور والإمبراطورة. فلما فاتحت أفدوكسيا الإمبراطور الوالد من جديد بأمر الأسقفين والعريضة التي رفعاها وافق عليها بعد لأي. العريضة تضّمنت طلباً بدك الأوثان وهياكلها وتوفير امتيازات مالية للكنيسة والمسيحيين في غزّة لأنهم كانوا فقراء. بعد ذلك عملت أفدوكسيا على إعداد المراسيم الملكية اللازمة وعيَّنتْ بمساعدة أمانيتوس رجلاً مسيحياً تقيّاً أهلاً لتنفيذ المهمة. وإذ تكلّلت مهمة الأسقفين بالنجاح استودعا الإمبراطور والإمبراطورة عناية العليّ وقفلا عائدين إلى ديارهما مزوّدين بأموال وهدايا قيّمة. ولم تنس أفدوكسيا أن تمدّ بورفيريوس بأموال خاصة لبناء الكنيسة التي وعدته بها في وسط غزّة. كانت عودة الأسقفين في نيسان من السنة التالية. في طريق العودة واشتهى الأسقفان، أثناء عودتهما، أن يمرّا، في رودس، ببروكوبيوس الناسك فاعترضهما صاحب السفينة ولم يشأ أن يلبي رغبتهما بحجّة أن الأهوية كانت مؤاتية للإبحار ولا يريد أن يتأخر. وبعدما تقدّمت السفينة يومين هبّت عليها عاصفة هوجاء وأضحت في خطر. وعبثاً ابتهل الجميع إلى الرب الإله. لم تشأ العاصفة أن تستكين. وفي غفوة، بعد ليل صاخب، عاين بورفيريوس بروكوبيوس الناسك يقول له: بشّر صاحب السفينة واختمه لأنه من أصحاب بدعة آريوس. أعدده ليلعن تعليم آريوس تستكين العاصفة حالاً. فلأنه آريوسي لم يشأ أن تأتيا لزيارتي في طريق عودتكما. علّمه فيقتبل منك الإيمان الصحيح. فلما صحا بورفيريوس أخبر من معه بما شاهد ودعا صاحب السفينة وقال له: أتريد للعاصفة أن تهدأ؟ فأجاب: طبعاً! فقال: إذن اكفر بإيمانك وعُدْ إلى الإيمان القويم! فاندهش صاحب السفينة لأنه لم يُخبر أحداً بمذهبه وأجاب: إني أرى أن لك علماً بمكنونات القلوب، لذلك أقول لك إني من هذه الساعة أنكر هرطقة آريوس وأسألك أن تعلّمني الإيمان الصحيح. فأخذه الأسقفان وصلّيا عليه وختماه وكلّماه بكلام الإيمان القويم وناولاه الأسرار المقدّسة. في ذلك الوقت بالذات هدأت العاصفة فسارت السفينة في البحر أربعة أيام أخرى إلى أن وصلت إلى مايوما، مرفأ غزّة. تداعى المسيحيون هناك لاستقبال أسقفهم العائد، فانتظموا في موكب يتقدّمه الصليب وأخذوا ينشدون المزامير. الوثنيون ذابت قلوبهم لأنهم سمعوا أن الأسقفين أخذا موافقة الأباطرة على دكّ هياكل الأصنام. ولما وصل الموكب إلى المدينة مرّوا بتمثال من المرمر لأفر وديتي، إلهة الخصب. فاضطرب الروح الخبيث المقيم في التمثال من مرأى الصليب المقدّس وخرج منه. وإذ بالوثن يهوي إلى الأرض ويتحطّم من ذاته. وإن اثنين من الوثنيين كانا في الموضع يسخران من المسيحيين فهشّم التمثال رأس أحداهما وكسر كتف الثاني ومعصمه. فلما رأى وثنيون آخرون ما حدث استشعروا وانظموا إلى موكب المسيحيين ودخلوا معهم إلى كنيسة السلام واقتبلوا الختم. وقد وعظهم بورفيريوس ودعاهم إلى المثابرة على صلوات الكنيسة ثم أطلقهم. كان عددهم تسعة وثلاثين شخصاً. أما يوحنا، رئيس أساقفة قيصرية، فأقام يومين في غزّة ثم عاد إلى دياره. دكّ الهياكل بعد أيام قليلة باشر موظّفون مدنيون وعسكريون بتنفيذ الأمر الملكي. قبل ذلك كان قد غادر المدينة عدد من سكانها الوثنيين الذين عرفوا بما هو مزمع أن يكون، لاسيما الأغنياء. كانت في غزّة ثمانية هياكل وثنية. أهمها هيكل زفس الذي كان من أشهر هياكل المسكونة. وقد تمّ هدم الهياكل وإحراقها في عشرة أيام. فقط هيكل المرناون، أي هيكل زفس، احتار المؤمنون والجند كيف يدكّونه لأنه كانت فيه ممرّات سرّية ومخابئ والكّهان سدّوا الأبواب بحجارة ضخمة. لذا دعا بورفيريوس إلى الصوم والصلاة عسى الرب الإله يكشف كيفية تطهير المكان. أخيراً، أثناء القداس الإلهي المقام مساء، تكلّم الرب يسوع بولد في السابعة من عمره وعيَّن بالتفصيل كيفية إحراق الهيكل الداخلي لأن نجاسات كثيرة مورست فيه، لاسيما تقديم ضحايا بشريّة. أما الهيكل الخارجي والساحة فُيتركان. ثم بعد تطهير المكان يُصار إلى بناء كنيسة. وقد تكلّم الولد باللغة السريانية. ولما أخذ الأسقف الولد على حدة وسأله من أين جاء بالكلام الذي تفوّه به لم يردّ. وبعدما ألحّ عليه أعاد الكلام بعينه ولكن باللغة اليونانية مع أنه لم يكن يعرف اليونانية لا هو ولا أمّه. وكما أوعز الصبي هكذا كان. كذلك أُخرجت الأوثان من البيوت وحُطّمت وأُحرقت إضافة إلى كتب السحر. مزيد من المهتدين إثر ما جرى انضم إلى الكنيسة عدد وافر من الوثنيين، بعضهم بدافع الخوف وبعضهم عن قناعة. وقد قبلهم الأسقف جميعاً واهتم بتعليمهم مؤكداً أن بعضهم ولو أتى وفي نفسه شيء من الشك فإن الأيام كفيلة بتغيير قلبه بنعمة الله. حتى ولو كان عدد منهم غرقى الآثام التي ارتكبوها في سابق عهدهم فإن الخلاص يمكن أن يطال ذريتهم. كنيسة جديدة وفيما كان الأسقف والمؤمنون محتارين في شأن تحويل ما تبقّى من هيكل زفس بعد إحراقه إلى كنيسة أو إنشاء كنيسة جديدة في الموضع، وصل رسل من القسطنطينية ومعهم رسالة من الملكة ورسم للكنيسة التي تريد أن يباشر الأسقف ومؤمنو غزّة ببنائها وكانت بشكل صليب. فتداعى المؤمنون، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، إلى العمل على إنشاء الكنيسة الجديدة. وقد دكّوا الرخام المتبقي من هيكل زفس وبلّطوا به الطرقات، واستعان الأسقف بمهندس إنطاكي اسمه روفينوس للإشراف على بناء الكنيسة الجديدة. وقد تمّ إرسال الأعمدة والمرمر للكنيسة من القسطنطينية، اثنين وثلاثين عموداً. كما أعدّ الغزّاويون حجارة ضخمة من إحدى التلال غربي المدينة. يُذكر أن جميع المسيحيين عملوا في بناء الكنيسة الجديدة بمن فيهم بورفيروس الأسقف. وحدث بعد قليل من مباشرة العمل أن ثلاثة أولاد دنوا من بئر في الهيكل الوثني. وإذ كانوا يسعون إلى الحصول على بعض الماء منه انكسر بهم الخشب الذي كانوا واقفين عليه وهووا في باطن الأرض. فتسارع المؤمنون إلى نجدتهم وأخذوا ينادونهم فلم يُسمع لهم صوت وكانت البئر عميقة. وحضر بورفيروس الأسقف وأخذ في الصلاة والبكاء سائلاً الرب الإله أن يحفظ الأولاد لئلا يقول الوثنيون عن المسيحيين: أين هو إلههم؟ وبعد سحابة ساعة من الزمن طلب أن يُمَدَّ حبل إلى قعر البئر ونزل أحد المؤمنين فإذا به يجد الأولاد الثلاثة على صخرة سالمين معافين وكانوا في النور فمجّدَ الله ونادى أن الأولاد بخير. ثم أنهم سُحبوا من البئر فكان فرح الكنيسة بعمل الله وشكرُهم له عظيماً. يذكر أن صليباً ارتسم على كل من الأولاد الثلاثة بلون الحمرة. استغرق بناء الكنيسة خمس سنوات وأُطلق عليها اسم أفدوكسيانا نسبة للملكة أفدوكسيا، ووُزِّعت العطاءات على الغرباء والفقراء إثر تدشينها. رقاد بورفيروس استمرّ بورفيروس في التصدّي للوثنيين في غزّة والعمل على هدايتهم إلى النهاية. وقد رقد في الرب بعدما خدم أسقفاً أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وثمانية أيام. وأوصى بتوفير الحسنات للفقراء على نحو منتظم وضيافة الغرباء. كان رقاده في 26 شباط عام 420م. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 16406 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس باسيليوس المعترف (القرن8م) 28 شباط شرقي (12 آذار غربي) هو صديق القدّيس بروكوبيوس البانياسي ورفيق نسكه. صار راهباً وهو شاب صغير، وأقبل على سيرة التقشّف بشجاعة وتصميم كبيرين بإشراف بروكوبيوس. وبعدما تمرّس في الجهاد ومواجهة أحابيل الشرّير انتقل إلى الدفاع عن الإيقونات المقدّسة والتصدّي لمحطّميها ومضطهدي مكرميها. أوقفه عمّال الإمبراطور وأخضعوه للتعذيب. فلم تؤثّر تدابيرهم في اعترافه الثابت بالإيمان القويم. وبعدما أثخنوه جراحاً، لاسيما في وجهه، ألقوه في سجن مظلم حيث بقي إلى وفاة الطاغية لاون الإيصافري (741م). إثر ذلك تمّ إطلاق سراحه، هو والقدّيس بروكوبيوس ومعترفون آخرون، فعاد إلى متابعة سيرته النسكية. وقد اجتذب العديد من الخطأة إلى التوبة وجمّاً من الهراطقة إلى شركة الكنيسة لقوة كلامه ومثاله الصالح. على هذا قضى بقية سني حياته إلى أن رقد بسلام في الرب. طروبارية القديس باسيليوس المعترف باللحن الأول ظهرتَ في البرية مستوطناً وبالجسم ملاكاً، وللعجائب صانعاً، وبالأصوام والأسهار والصلوات، تقبَّلت المواهب السماوي، فأنت تشفي السقماء ونفوس المبادرين إليك بإيمان، يا أبانا المتوشح بالله باسيليوس، فالمجد لمن وهبك القوَّة، المجد لمن توَّجك، المجد للفاعل بك الأشفية للجميع. قنداق باللحن الثاني لقد اتخذتَ الاستعلان الإلهي، من العلو أيها البارّ، فخرجتَ من وسط الاضطرابات، وتوحدت أيها البار، فنلتَ موهبة صنع العجائب، وشفاء الأسقام بالنعمة يا باسيليوس المغبوط الكلي الشرف. |
||||
25 - 02 - 2017, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 16407 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما المقصود بالأزلية والأبدية وهل الأبدية خاصة بالأبرار فقط أم الأشرار أيضًا الأزلية وليست الأبدية هى الصفة الخاصة بالله وحده، الله الأزلى، أى لا بداية له ولا يوجد كائن آخر أزلى، فكل الكائنات الأخرى مخلوقة وبالتالى لها بداية، ولم تكن موجودة قبل هذه البداية ومادامت مخلوقة إذن هى غير أزلية والحياة الأبدية لا تعني مجرد البقاء إلى الأبد. لان الإنسان الذي يؤمن ولا يتوب، بل يحيا حياة الشر،الفساد، هو أيضا سيبقى إلى الأبد. لكنه سيبقى في العذاب في جهنم النار وهذا لا يسمى في الكتاب المقدس حياة أبدية، بل يسمى الموت الثاني، وهو الهلاك، أي العذاب الأبدي. أما الحياة الأبدية فهي الوجود إلى الأبد في حالة السعادة الحقيقية، حيث لا يوجد حزن ولا وجع ولا خطيئة، بل بر وسلام وفرح. فالإنسان مهما كان حاله سواء كان معروفا بالشر أو بالأخلاق الحميدة، هو خاطئ قد ارتكب ذنوبا وأوزارا. لذلك يستحق العقاب. ولكن متى اعترف بخطاياه و ندم عليها، وتاب - أي أراد أن يتحول عنها وآمن بأن المسيح مات لأجله واحتمل عقاب خطاياه، فإنه ينال غفران الخطايا، ويصبح إنسانا جديدا، إذ يحصل غلى طبيعة جديدة. وهذا يسمى في الكتاب المقدس الولادة الجديدة فمن يؤمن بالمسيح ويقبله في قلبه يولد ولادة جديدة، وينال حياة أبدية يقول الكتاب المقدس أن الله أحب العالم) أي الجنس البشري (لذلك أرسل المسيح ليموت من أجلنا " لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية) " يوحنا 3:16(والرب يسوع المسيح قال: "الحق الحق أقول لكم، من يسمع كلامي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية، ولن يأتي إلى دينونة، بل قد أنتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24). أما الأبدية، فقد وهبها الله للعديد من مخلوقاته، وهكذا خلق الإنسان بنفس خالدة، يتساوى فى هذا: الأبرار والأشرار وهذا الخلود لا يعنى أن الإنسان إله، فهو إنسان على الرغم من أن الله أنعم عليه بالحياة الأبدية، ولو كانت الأبدية من صفات الله وحده، لأصبح من المستحيل أن يتمتع إنسان بالحياة الأبدية، والأبدية للأبرار وللأشرار على السواء مع اختلاف نوع المصير، وفى ذلك يقول الكتاب عن يوم الدينونة فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية" (مت46:25) إذ يقول الكتاب عن الرب فى يوم الدينونة ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: أذهبوا عنى ياملاعين، إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته (مت41:25)، يوضح الكتاب أن هذه الأبدية المعذبة معدة للشيطان وملائكته، وللذين تبعوه وعبارة (النار الأبدية) تعنى أن الشيطان والناس الأشرار سيعيشون فى الأبدية، ولكن فى عذاب أما إنكار العذاب الأبدى فهو من بدع شهود يهوة والسبتيين، الذين يؤمنون بأن الأشرار عقوبتهم العدم والفناء. |
||||
25 - 02 - 2017, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 16408 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ايه حكاية القربانة دى اللى فى دير العدرا ببيار؟؟! مرت كنيسة العذراء مريم الأثرية بمراحل تاريخية متعددة.. ويشير الأنبا بولا – أسقف طنطا وتوابعها، إلى أن الكنيسة مرت بثلاث مراحل هى: المرحلة الأولى حيث كانت المسيحية هى الديانة الغالبة فى مصر، مما أدى إلى إنتشار الأديرة والكنائس فى كل ربوعها، وذلك كان فى القرن الثانى والثالث الميلادى. فكانت إبيار مقر الأسقف وكان يوجد بها ثماني كنائس. أما المرحلة الثانية فكانت بعد دخول الإسلام مصر حيث تقلص عدد الكنائس ولم يتبقى فى المنطقة سوى كنيسة العذراء إبيار، ودير مارمينا (الحبيس). وجاءت المرحلة الثالثة منذ سنوات محدودة – منذ سيامة الأب القس بولا صليب – الذى اهتم جدا بالعمل الروحى فى المنطقة ونشر المذابح المتنقلة لخدمة القرويين فى المنطقة، بالإضافة إلى تعاونه مع وزارة الأثار فى تجديد كنيسة السيدة العذراء بصورة لم تشهدها من قبل. ومن محبته وقوة إيمانه وعظمة خدمته للغرباء والفقراء وكل من حوله، تحولت الكنيسة إلى مزار يحضر إليه الكثيرون من كل القطر المصرى.. وحكايه هذه القربانه هى: كان فى يوم راجل عايش فى الاسكندرية وكان عنده في يوم شغل فى منطقة ابيار بطنطا المهم الراجل ده بعد ما خلص شغله وكان تعبان جدا جدا فقال أنا هروح ارتاح فى دير العذراء شوية لحد الصبح واول ما يطلع النهار هركب واروح بلدى إسكندرية تانى واول لما دخل الدير وكانت كل الناس مشيت من الدير وماكنش فى حد خالص ولسة الراجل هيبتدى يقعد ويريح وينام لقى حاجة غرررررريبة جدا لقى أن الكنيسة نورت نوررررر جامد جدا جدا وسمع صوت تسبحة(ترتيل بيقعد طول الليل وتسبيح لربنا ) فالكنيسة بتبتدى بصوت جميييل اوى بس هو كان تعبان جدا من الشغل ومش قادر فراح دخل جوة الكنيسة وقال للاباء العاملين التسبحة جوا الكنيسة دول لو سمحتوا وطوا صوتكم شوية عشان انا تعبان وعايز انام شوية عشان مسافر الصبح. راح الاباء ردوا عليه وقالولوا حاضر احنا اسفين ..... حبة حبة مع التسبحة بدأت تعلي تانى راح الراجل ده وهو مش عارف مين دول ولا حتى جم امتى ولا يعرف عنهم اى حاجة خالص راح داخلهم تانى وقالقهم لو سمحتوا وطوا صوتكم شوية لتانى مرة راح الاباء دول رادوا عليه،حاضر احنا اسفين راح الراجل طلع تاانى عشان ينام حبة حبة الصوت بدا يعلى تالت دخل قالهم نفس الكلام وهما ردوا عليه نفس الرد فضلوا كدة مرة ورا مرة ورا مرة لحد مابداوا يعملوا قداس... المهم الراجل دة لما لقى أن مفيش فائدة دخلهم اول لما القداس خلص عشان ياخد بركة البركة دى هى : (حتة من القربانة الفى ايد ابونا ) ويرجع لبلده وبعد ماخلصوا حصل حاجة غريبة تانية بردو أنه ملاقاش الاباء دول بعديها فا استغرب جدا وكان فى دخلة الفراش بتاع الكنيسة بيفتح الكنيسة على الساعة ٥ كدة عشان يبتدى القداس الاول الساعة ٦ فالراجل دة قال للفراش أنا هروح اركب بقى عشان اروح إسكندرية راح الفراش قاله تركب اه بس دلوقتى الساعة لسة ٥ ومش هتلاقى اى مواصلات دلوقتى الراجل راح استغرب جدا وقال للفراش ازاى الساعة دلوقتى ٥ والقداس لسة خالص ده انا ماعرفتش انام خاااااالص بسبب الاباء الكانوا بيعملوا تسبحة وقداس جوا دول الفراش راح باصص للراجل كدة وهو مستغرب جدا وقاله آباء اه وتسبحة اه وقداس اه قاله انا لسة فاتح الكنيسة قدامك اهوه ولسة مادخلش ولا بنى آدم ولا اتعمل فيها ولا قداس لسة اهوه راح قالوا ازاى يا عم ده الاباء عملوا تسبحة وبعديها قداس دول عطونى بركة كمان من القربانة قالوا طب تعالى نشوفهم كدة جوا ودخلوا هما الاتنين عشان يشوفوا بصوا مالقوش حد خالص جوا طلع الكانوا جوا دول العملوا القداس والتسبحة دول هما الاباء السواح (الاباء دول هما آباء عايشين متوحدين فالصحراء وبيطلبوا من ربنا فاى وقت يا رب احنا عاوزين نصلى فالكنيسة الفلانية يروح ربنا يبعتهم فيها فساعتها وكان الاباء السواح اول لما بيخلصوا القداس كانوا بيرشوا ماية على المسبح عشان الاباء الفى الكنيسة مايعملوش قداس عليه لان المفروض فالكنيسة لما بيتعمل قداس على مسبح لازم يعدى على الاقل ٩ ساعات عشان يعملوا على المسبح ده تانى يا إمة يعملوا القداس البعديه على اى مسبح تانى فالكنيسة ولقوا الراجل والفراش دول حاجة ملفوفة فمنديل الحاجة دى كانت قربانة ملفوفة ومربوطة فمنديل سابوها الاباء السواح بعد ماخلصوا القداس الكلام دة كان عام ١٩٩٩.... اى قربانة فالدنيا لو قعدت ٣ ايام بتعفن وتسود وتنشف القربانة دى اللاقوها الناس دول عام ١٩٩٩ هى دى القربانة الفالصورة القربانة دى لحد النهارده لسة طرية وماحصلش فيها اى حاجة بركات العذراء والاباء السواح تكون معنا اجمعين |
||||
25 - 02 - 2017, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 16409 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسة البارة بيامون المصرية 3 آذار شرقي (16 آذار غربي) نذرت عفتها ليسوع و اقامت على الصوم و الصلاة في بيت امها. منّ عليها الرب الاله بموهبة التبصر. قيل انها عرفت بعزم رجال احدى القرى القريبة على مهاجمة قريتها لخلاف حول المياه ,صلت وسألت العون فأوقفت بنعمة الله تقدم المهاجمين الذين استشعروا قوة الله فاختشوا و عادوا أدراجهم من حيث أتوا. رقدت بيامون بسلام حوالي العام 377 م ذكرها بلاديوس . |
||||
25 - 02 - 2017, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 16410 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الأبرار باسيليوس ويواصاف بسكوف (+1299م) 4 آذار شرقي (17 آذار غربي) رئيسا ديرين في بسكوف, أحدهما في ميروجسكا والاخر في زفيتوغورسك. أحرقهما ألالمان حيين في 3 أذار 1299 . |
||||