24 - 02 - 2017, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 16391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس الشهيد في الكهنة بطرس كابيتولياس (+715م) 13 كانون الثاني غربي (26 كانون الثاني شرقي) كابيتولياس هي مدينة من مدن عبر الأردن غير بعيدة عن اليرموك. عليها كان بطرس كاهناً وقوراً يتمتع بكل امتيازات الرفعة والثراء. تزوج، وهو شاب صغير، ورزق صبياً وبنتين، كل فكره انصب، باكراً، على دراسة الكتب المقدسة والتأمل في ملكوت السماوات. في عمر الثلاثين، عزم على الزهد كاملاً فدبر أمر زوجته وجعل ابنتيه في دير، جنوبي غربي المدينة، عرف بدير القديس الشهيد سابينيانوس الدمشقي (25 أيلول). كانت فيه ثماني راهبات حبيسات منذ صغرهن. كبرى الأختين كان جمالها أخاذاً حتى خشيت الراهبات عليها أن يضلها المضلل فتشددن في شأنها، فاقتبلت النسك بفرح إلى أن تكللت بالفضائل وانتقلت إلى جوار ربها وهي في الثلاثين وأبوها حي يرزق. أما ابنه، وكان أكبر سناً من أختيه، فلما بلغ الثانية عشرة من عمره، بنى له والده قلاية صغيرة بقرب كنيسة والدة الإله في كابيتولياس، وكذا لنفسه ليرى إلى سير ابنه في معارج الحياة الروحية. على هذا أخذ بطرس يهتم بابنه وبنتيه، وكانت المسافة بين الكنيسة والدير لا تزيد على الأميال الخمسة. إلى ذلك كان يستقبل الفقراء ويعينهم ويضيف الغرباء ويزور المرضى. نزعة إلى الاستشهاد ومرت عشر سنوات من بدء هذا التدبير فرقدت زوجة الكاهن بطرس بسلام في المسيح. مذ ذاك أخذت تنمو في قلبه نزعة إلى الاستشهاد ونفور كبير من العالم المنحرف المجدف الذي كان محكوماً عليه أن يعيش في كنفه. لكنه كتم سره وأمسك نفسه عشرين سنة أو يزيد، إلى أن مرض مرضاً خطيراً خشي على أثره أن يكون قطار الشهادة قد فاته. وعوض أن يستسلم لأمره الواقع دبر حيلة رجا بها خيراً في تحقيق حلمه شهيداً ولو قاربت نفسه الموت. فأرسل إلى الجامع رسولاً استدعى شيوخاً مسلمين ليشهدوا لوصية ينوي إثباتها قبل أن توافيه المنية. فاجتمع لديه الشيوخ من رفعة القوم. فلما جلسوا إليه جاهر أمامهم بإيمانه بالمسيح وكفرهم وقبح دينهم. فثارت ثائرتهم عليه وود بعضهم لو يقتله لتوه، لكنهم إذ رأوه في حال النزع الأخير كظموا غيظهم وانصرفوا عنه مكتفين بشتمه. فلما عاد الشيوخ إلى الجامع عقدوا مجلساً عرضوا فيه أمر بطرس. وقد رأى بعض المتحمسين أن يُقتل المجدف ولو كان في حال النزع الأخير لئلا يذهب جرمه دونما عقاب. في تلك الساعة بالذات بلغ الحاضرين أن بطرس قد رقد فانفضوا وانطفأ هياجهم. معافى بعد مرض وعلى غير ما أشيع وما كان متوقعاً، استعاد بطرس الكاهن عافيته فنزل إلى الشوارع والأماكن العامة في كابيتولياس وجاهر بما كان في قلبه من نحو الإسلام في جسارة وعنف فاقا ما واجه به الشيوخ لما كان مريضاً. وإذ اضطربت المدينة أشد الاضطراب لما جرى، حرر المسلمون تقريراً إلى عمر ابن الخليفة الوليد الأول بن عبد الملك (705 -715م)، فبعث بواحد من ضباطه يستطلع الأمر أن كان للمتهم مس في عقله أو هو مالك قواه العقلية كاملة. إذ ذاك تتخذ في شأنه التدابير المناسبة. اسم الضابط كان زورا. هذا انتقل إلى كابيتولياس واستجوب بطرس فألقاه صاحياً واعياً مدركاً ما يصرح به تمام الإدراك. فكبله بالأصفاد وجعل عليه حراسة مشددة وأن لا يقربه مسيحي. كما كتب نص الاستجواب وأرسله إلى عمر ليبت في أمره. أثناء ذلك مرض الوليد بن عبد الملك مرضاً شديداً فاستدعى أولاده والمقربين منه. فجاء عمر بين من جاءوا وأفضى لأبيه بخبر كاهن كابيتولياس. فأمر الخليفة بأن يساق لتوه إلى دمشق ليمثل أمامه. ويبدو أن المرض ألزم الوليد الموضع الذي كان فيه في دير مران من جبل قاسيون المطل على دمشق. بطرس أمام الوليد استيق الخوري بطرس إلى دمشق بعدما أمضى في السجن. في كابيتولياس، ما يزيد على الشهر من الزمن. وفي اليوم التالي لوصوله إلى هناك، أحضره عمر لديه وقال له: "لقد علمت أنك إذ كنت مريضاً تفوهت بكلام أثيم. وأنا، من جهتي، نسبت ذلك إلى اختلال في عقلك. ولكن، ها قد استعدت عافيتك، ومع ذلك ما زلت ساقطاً في الضلال. إني، شفقة عليك، أعطيك فرصة للنجاة من العقاب، فاعترف بأنك أخطأت. لك أن تختار بين الحياة والموت". فرد عليه بطرس بلهجة قاسية أثارت سخطه فأمر عمر بأن يساق للحال إلى حضرة الخليفة. فأما الوليد فمع أن المرض كان قد نال منه فجعله أكثر شراسة من ذي قبل فقد بادره بهذا القول: "حر أنت في أن تعترف بيسوع إلهاً مع أنه إنساناً وعبد للخالق. ولكن لم تجدف على ديننا وتدعو نبينا المسالم معلماً للضلال وأباً للخداع؟" لم يبد الخوري بطرس أي استعداد للتراجع عما تفوه به، بل تمسك بموقفه بصلابة. إذ ذاك لفظ الوليد في حقه حكم الموت. وقد قضى الحكم بأن يرد المذنب إلى وطنه ليصار إلى استدعاء السكان، في كابيتولياس والجوار: مواطنين وغرباء، رجالاً ونساء وأولاداً، بدءاً بأولاد المحكوم عليه وأقربائه. ثم متى حضروا، ينزع الجلاد لسانه من العمق. وفي اليوم التالي، تقطع يده ورجله اليمنى، ويترك في العذاب طوال النهار. ثم في اليوم الثالث يُجمع المسيحيون من تلك الأنحاء، لاسيما الكهنة والرهبان، ويُصار أمامهم إلى بتر يده ورجله الأخرى، وتحرق عيناه بالحديد المحمى. بعد ذلك يعلق على الصليب خمسة أيام، ثم تحرق الجثة وكل الأعضاء المقطوعة والثياب والصليب بالنار ويذر الرماد في اليرموك، وتزال آثار الدماء حتى لا تكون للمسيحيين بقية منه يحتفظون بها ذخيرة. إعدامه ولما حانت ساعة تنفيذ الحكم تليت على الملأ العقوبة فأجاب بطرس بصوت مرتفع بآخر آية من المزمور 95: "أنه آت ليدين الأرض". ثم تلا المزمور 120 كاملاً: ...معونتي من عند الرب صانع السماء والأرض. لا جعل رجلك تزل ولا نام حارسك... الرب يحرسك. الرب ستر لك منعن يمينك... الرب يحرس دخولك وخروجك من الآن وإلى الأبد". وما أن انتهى من تلاوته حتى باشر جلادوه بتنفيذ الحكم. وقد استمروا فيه إلى أن تمموا ما أمر به الخليفة بحذافيره. وقد قيل إنه لما شاء جلادوه إنزال جسده عن الصليب، تقدم بعض المؤمنين الأتقياء وأخذوه على أكتافهم. لكن الجند أبعدوهم بسرعة واستعانوا ببعض اليهود لقضاء المهمة. هذا ويغلب أن تكون شهادة القديس بطرس قد نجزت في الثالث عشر من شهر كانون الثاني من السنة الميلادية 715. طروبارية القديس بطرس كابيتولياس باللحن الرابع صِرْتَ مُشابهاً لِلرُّسُلِ في أَحوالِهِم، وخَليفَةً لَهُم في كَراسيهِم، فَوَجَدْتَ بِالعَمَلِ المِرْقاةَ إلى الثَّاوُرِيَّا، أَيُّها اللاهِجُ بِالله. لأَجْلِ ذَلِكَ تَتَبَّعْتَ كَلِمَةِ الحَقِّ بِاستِقامَةٍ وجاهَدْتَ عَنِ الإِيمانِ حَتَّى الدَّم. أَيُّها الشَّهِيدُ في الكَهَنَة بطرس, فَتَشَفَّعْ إِلى المَسيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 16392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار بولس الصعيدي الناسك الأول (+324م) 15 كانون الثاني غربي (28 كانون الثاني شرقي) القديس البار بولس الصعيدي هو أول ناسك شهد له التاريخ. لا بد أن يكون آخرون قد سبقوه إلى الصحراء لكننا لا نعرف عنهم شيئاً. أما بولس فقد شهد له القديس أنطونيوس الكبير وأرخ له القديس أيرونيموس (+420م) نقلاً، كما ذكر، عن تلميذي القديس أنطونيوس، أمانس ومكاريوس. وقد أتى على ذكره كل من القديس أثناسيوس الكبير و القديس يوحنا كاسيانوس والقديس فولجنتيوس وبولينوس النولي وسواهم. ولد القديس بولس هذا في صعيد مصر أيام الإمبراطور الروماني الكسندروس ساويروس. قرابة العام 228م، كان أبواه غنيين، فثقفاه باللسانين اليوناني والقبطي وربياه تربية مسيحية صالحة لأنهما كانا مسيحيين تقيين. فقد بولس والديه وهو في سن الخامسة عشرة وكانت له أخت وحيدة تزوجت. فلما ثارت على كنيسة المسيح موجة اضطهاد حركها داكيوس وفاليريانوس، وكانت وطأتها شديدة. لاسيما على مصر والصعيد، اختبأ بولس في بيت وسط الحقول. ولكن بلغه أن صهره عزم على إبلاغ الجنود الرومانيين عنه آملاً في وضع اليد على ميراثه، فقام وهرب إلى مكان أبعد. باحثاً بين الوحوش عما افتقده من سلام بين الناس. ويبدو ان بولس لم يبتعد كثيراً، أول أمره، ربما لأنه كان يأمل بالعودة القريبة إلى دياره. لكنه وجد نفسه أليف الصحراء فطاب له التوغل فيها. وقد استمر كذلك إلى أن بلغ جبلاً استبان فيه ما يشبه الكهف. فشق طريقه عبر جرائد نخلة كانت على تشابك وكثافة سدا المكان. فإذا به أمام صحن واسع، وبقرب النخلة مياه رقراقة تجري قليلاً ثم تغور في الأرض. وقد بدا أن الموضع سبقت السكنى فيه. أثار بيوت صغيرة كانت في الجوار، وأزاميل وسندانات ومطارق أوحت بأن صناعة ما كانت هناك. بعض الدارسين قال أن قوماً كانوا يصكون فيه عملة مزيفة زمن مرقص أنطونيوس وكليوباترا. هذه التسهيلات المعيشية البسيطة جعلت بولس ينظر إلى المكان وكأن العناية الإلهية هيأته ليكون له منزلاً. فتخلى عن العالميات وأقام في الكهف بقية أيام حياته. لقد وفر له الموضع الطعام والشراب والمسكن. حتى ثوبه صنعه من جرائد النخل. ما خلا ذلك انصرف بولس بالكلية إلى الصلاة والتسبيح. لا يعرف أحد كيف عاش ولا التجارب التي تعرض لها. فقط نعرف أن حياته كانت أدنى إلى سيرة الملائكة منها إلى سيرة البشر وأنه بقي كذلك إلى سن الثالثة عشرة بعد المائة حين كشف الله أمره للقديس أنطونيوس الكبير. كان القديس أنطونيوس الكبير قد بلغ يومذاك التسعين. ويبدو أن فكراً خطر بباله أنه لم يقم أحد قبله في الصحراء سار في الحياة الكاملة نظيره. فجاءه، في رؤى الليل، من قال له أن في فكره وهماً لأن ثمة في الصحراء من هو خير منه وأعرف وأن عليه أن يسرع الخطى إليه. فلما انبلج الفجر، قام فأخذ عصاه وسار غير عابئ بثقل الأيام عليه والنسك. همه كان أن يتبع الصوت الإلهي إلى حيث يهديه. فلما كان الظهر احتدت الشمس، وأنطونيوس مجد في سعيه، فالتقى وحشاً نصفه إنسان ونصفه حصان، فحسبه شيطاناً. وإذ رسم على نفسه إشارة الصليب سأله باسم الله أن يدله على مكان خادم الله فأخرج الوحش أصواتاً غير مفهومة. ثم رفع ذراعيه كما ليشير إلى الموضع وولى الأدبار. أي نوع من الحيوانات كان هذا الوحش؟ في ظن القديس إيرونيموس، أنه طيف شيطان جاء يرهب القديس أو أحد الحيوانات الجائلة في أفريقيا، خصوصاً في صعيد مصر. بليني الصغير أكد أنه عاين بأم العين في رومية حيواناً محنطاً من هذا النوع. أنى يكن الأمر، فقد تابع القديس أنطونيوس سيره. فالتقى من جديد، في واد محجر، وحشاً شكله ما بين الإنسان والماعز يدعونه "ستير" أكد القديس أيرونيموس نقل واحد من نوعه من الإسكندرية إلى أنطاكية مملحاً بعد موته ليكون منظراً لقسطنطين الملك. تبع القديس أنطونيوس أثر خطى الحيوانات يومين كاملين. أخيراً بلغ جبلاً رأى ذئبة تنحدر عليه مضنكة من العطش، ثم تتوارى في موضع ثم تبتعد. اقترب القديس من المكان فإذا به أمام كهف القديس بولس. تطلع إلى داخل الكهف فبدا له مظلماً، فتلمس طريقه تلمساً فعاين نوراً ضئيلاً يلتمع من بعيد فتيقن أن هذا هو مسكن الرجل الذي أعلن له الله عنه. أسرع أنطونيوس الخطى جدلاً فاصطدمت رجلاه ببعض الحجارة فترددت في المكان أصوات منكرة، فلما فطن لها بولس من الداخل قام فأقفل الباب. كانت هذه أول مرة اخترق فيها أحد هدوءه منذ أن وصل إلى المكان. وإذ رأى القديس أنطونيوس أن الباب قد رد في وجهه، ارتمى أرضاً، عند العتبة، ورجا بولس ألا يحرمه من التعزية التي جاء يلتمسها من بعيد بمشقة كبيرة. مؤكداً أنه لن يغادر الموضع البتة قبل أن يحظى ببركة القديس أو يموت عند الباب. فما كان من بولس سوى أن فتح له وطالعه بابتسامة رقيقة. وإذ تعانقا سمى كل منهما الآخر باسمه. ثم رفع الاثنان صلاة الشكر إلى الرب الإله وجلسا يتحدثان، قال بولس: "ها إن الذي بحثت عنه مضنى بأتعاب جزيلة وقد أعيته الشيخوخة وغطاه الشيب. هوذا الإنسان الذي أشرف على النهاية وهو مستعد لأن يستحيل رماداً. ولكن، لأن المحبة تحتمل كل شيء، قل لي، رجاء، كيف حال العالم؟ هل هناك مبان جديدة؟ من هو الذي يسود اليوم؟ أما زال هناك قوم عميان لدرجة أنهم يعبدون الشياطين؟ فأجاب أنطونيوس على كل أسئلته. وفيما هما يتبادلان الحديث إذا بغراب يأتيهما برغيف خبز ويلقيه أمامهما، فشكر الرجلان الله على عظم رحمته. قال بولس: "أترى كم صالح هو الله الذي يعطينا طعامنا في حينه؟ لقد صار لي في هذا الموضع ستون سنة والله يرسل إلي نصف خبزة كل يوم. واليوم، وقد أتيتني زائراً، ضاعف الحصة لأنه يهتم بالذين يخدمونه. ثم قام الاثنان للأكل، فبعدما صليا انتظرا كل منهما الآخر أن يكسر له الخبز ويعطيه. بولس احتراماً لحق أنطونيوس كضيف عليه وأنطونيوس توقيراً لشيبة بطرس. فلما أصر الاثنان على نحو طفولي بديع اتفقا على أن يمسكا الرغيف معاً ويكسراه، كلاً من ناحيته. أمضى الرجلان ليلهما في الصلاة. في اليوم التالي، رغبا في متابعة الكلام، فقال بولس لأنطونيوس: "من زمان، يا أخي، وأنا عارف بإقامتك في هذه البرية. من زمان كشف لي الله أنك تبذل نفسك في خدمته. ها إن ساعتي الأخيرة قد دنت، ولطالما اشتاقت نفسي إلى الاتحاد بالرب يسوع فإنه لم يبق لي سوى أن أتلقى من يده إكليل البر. وقد أرسلك المعلم الإلهي لتدفن جسدي، أو بكلام أوفق، لترد التراب إلى التراب". فلما سمع أنطونيوس بولس يتكلم على قرب مفارقته أجهش في البكاء ورجاه ألا يتركه وحيداً أو أن يسأل الله في أن يتبعه. فأجاب بولس: "ليس لك أن ترغب بما فيه خيرك، في الوقت الحاضر. لاشك أنه سرور لك أن تنعتق من ثقل هذا الجسد المائت، لكن إخوتك بحاجة إلى مثالك. لذلك أسألك، إن كنت لا أثقل عليك كثيراً، أن تذهب وتأتيني بالرداء الذي سبق فأعطاك إياه أثناسيوس الأسقف لتلتقي به وتدفنني". طلب منه بولس ذلك لا لأنه كان يهتم كثيراً بأمر دفنه، ملفوفاً في رداء أو غير ملفوف. بل لأنه شاء أن يبعد أنطونيوس عنه بضعة أيام ليوفر عليه ألم معاينته يموت، علاوة على أنه كان راغباً في إعلان أنه يموت على شركة والقديس أثناسيوس، المدافع الصلب عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه الهرطقة الآريوسية. دهش أنطونيوس لنعمة الله الساكنة في هذا الشيخ الجليل وأكبر من كشف له أمر الرداء. وبعدما ذرف الدمع وقبل عيني الشيخ ويديه عاد إلى ديره. سار أنطونيوس في طريق العودة بهمة. الشوق إلى بولس جدد كالنسر شبابه. فلما بلغ ديره فرح به تلاميذه. وبدل أن يخبرهم عن بولس أخذ يضرب على صدره ويقول: "ويل لي أنا الخاطئ الشقي الذي يحمل اسم ناسك عن غير حق! لقد رأيت إيليا، رأيت يوحنا في البرية... رأيت بولس في الفردوس". وإذ حرك الفضول في تلاميذه سألوه أن يفصح فأجابهم: "ثمة وقت للكلام ووقت للصمت! ومن دون أن يفكر في طعام يأخذه معه. قبض على الرداء وأسرع خارجاً. همه كان أن يدرك بولس قبل موته! مشى أنطونيوس مقدار ثلاث ساعات. فجأة رأى بولس صاعداً إلى السماء في نور وضاء وسط الأرواح المغبوطة. فوقع على الأرض وغطى رأسه بالرمل وصاح: "آه يا بولس، لماذا تركتني؟ لماذا لا تسمح لي بتوديعك؟ أكان يجب أن أضيعك هكذا سريعاً بعدما التقيتك متأخراً؟ ثم قام وأسرع الخطى من جديد. فلما وصل إلى المغارة. وجد جسد القديس في حال الركوع فظن أنه ما زال حياً فركع بقربه وأخذ يصلي. وإذ انتبه إلى أن بولس لا يتنفس بصوت مسموع كما ألفاه في المرة الأولى، عرف أنه قد مات، فقام وألقى بنفسه على عنقه وقبله قبلة حزينة وبكى عليه طويلاً. أخيراً قام أنطونيوس وسحب جسد بولس خارج المغارة ليدفنه وهو يردد التسابيح والمزامير. لكنه لما رغب في نبش حفرة يواري فيها الجسد لم يجد ما يستعين به فارتبك. وإذا بأسدين يظهران من عمق الصحراء ويتقدمان ليربضا عند جسد بولس ويداعبانه بذيليهما وهما يزأران وأنهما في حال النحيب عليه. ثم أنهما أخذا يفران الأرض بمخالبهما ويلقيان الرمل من هنا ومن هنا، إلى أن أحدثا حفرة تكفي لضم جسد بولس. فلما انتهيا من عملهما تقدما من انطونيوس مطأطئي الرأس ولعقا يديه ورجليه، فأدرك أنطونيوس أنهما يتوددان إليه ليسألاه البركة فباركهما على هذا النحو: "أيها السيد، يا من بغير مشيئته لا تسقط ورقة واحدة من الشجر على الأرض ولا يهلك أقل طيور السماء. أنت أعط هذين الأسدين ما تعرف أنه ضروري لهما". فلما قال هذا أشار إلى الأسدين بالانصراف، فانصرفا. وقام هو إلى الجسد فجعله في الحفرة ورد عليه التراب وعاد إلى ديره. شيء واحد حمله معه من المكان، رداء بولس المصنوع من جريد النخيل، الذي أخذ، مذ ذاك، يلبسه في أعياد الفصح والعنصرة. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 16393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار برخوروس مؤسس دير فرانسكي البلغاري (القرن10م) 15 كانون الثاني غربي (28 كانون الثاني شرقي) معاصر للقديسين يوحنا الريلاوي و غفرائيل السابق الذكره . أسس دير فرانسكي على ضفاف نهر بشينا . تعاطى النسك سراً . كانت لصلاته قدرة على مصالحة الأعداء و احقاق السلام و شفاء المرضى . |
||||
24 - 02 - 2017, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 16394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء باسوس و أفسافيوس و أوتيخوس و باسيليدس (القرن4م) 20 كانون الثاني غربي (2 شباط شرقي) شيوخ رومان . عاشوا في زمن الأمبراطور ذيوكليسيانوس قيصر (284-305م) . آمنوا بالرب يسوع و اعتمدوا بعدما صعفتهم أناة الأسقف ثيوبمبتوس (ربما أسقف نيقوميذية؟ ) إزاء العذابات التي أوقعها به جلادوه الوثنيون, و كذلك العجائب التي جرت به . جُردوا من شاراتهم و اسيرتهم و أدينوا بالموت . باسوس ألقى في حفرة و قطعت يداه ثم كل أعضائه . أفسافيوس عُلّق و رأسه الى أسفل و قطع بالفأس . أوتيخوس قطع تقطيعاً . و باسيليدس بُقر بطنه . كان استشهادهم 303م . |
||||
24 - 02 - 2017, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 16395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشهيد في الكهنة بابيلا و رفيقاه أغابيوس و تيموثاوس (القرن3م) 24 كانون الثاني غربي (6 شباط شرقي) بابيلا من أصل أنطاكي . و هو غير بابيلا الأسقف و بابيلا المعلم المعيد لهما في 4 أيلول . كان من عائلة كريمة . إثر وفاة والديه وزع ميراثه على الفقراء و اليتامى و عاش كناسك في الجبال برفقة اثنين من رفاقه , أغابيوس و تيموثاوس . صار كاهناً و ذهب الى رومية . سعى بعض الوثنيين الى تسليمه للسلطة التي كانت تضطهد المسيحين و تلاحقهم . هرب الى صقلية . هدى عدداً كبيراً من الوثنيين هناك بمثال فضيلته و تعليمه . علم حاكم الجزيرة بنجاحات النساك الثلاث فقبض عليهم و عذبوهم على مرأى من الناس ليردع الراغبين في اتّباع المسيح . ثبت بابيلا و رفيقاه الى النهاية . جرى قطع هاماتهم و ألقوا في النار فلم يحترقوا . حاء مؤمنون و دفنوهم سراً . |
||||
24 - 02 - 2017, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 16396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار بوبليوس البلقيسي (القرن4م) 25 كانون الثاني غربي (7 شباط شرقي) كتب سيرته ثيودوريتوس أسقف قورش بعدما سمع عنه من تلاميذه. من بلقيس (زيفغما) على نهر الفرات. كان جميل الخلقة وكانت نفسه في مستوى طلعته. من طبقة الأشراف. بنى لنفسه كوخاً صغيراً على مرتفع يبعد عن بلدته بضعة كيلومترات. وكان قد باع كل ما يملك ووزع ثمنه على المعوزين. شيء واحد احتفظ به، خدمة الذي دعاه. صار يفحص ليلاً نهاراً كيف ينمي هذه الخدمة. كان يعمل باستمرار. لم يشاهده أحد أثناء النهار يأخذ قسطاً من الراحة. كانت الصلاة عنده تلي الترنيم والترنيم يلي الصلاة وتلي كليهما قراءة الكتب المقدسة. اهتم بالغرباء. أضحى مثالاً للفضيلة. جذب إليه العديدين. رغبوا في سيرة كسيرته. كان يبني لهم قلالي صغيرة متلاصقة. لم يسمع لأحد، أول الأمر، أن يسكن معه. كان كل واحد من تلاميذه منفرداً. أخذ على نفسه أن يتفقد القلالي بتواتر. لم يكن يسمح لأحد بأن يأكل أو يشرب أو ينام حتى الشبع. فقط ما كان لازماً للاستمرار في العيش. وكان يدقق في ذلك، جاءه بعض الإخوة وطلبوا منه أن تكون لهم عيشة مشتركة. تبنى الفكرة لأنه رأى فيها مجالاً لتحريض الإخوة، أحدهم الآخر، بالمثال الصالح، على الفضيلة. وكان يقول: "إذا اتخذ كل منا من الآخر ما ينقصه هو، تصبح فضيلتنا جميعاً كاملة. حينئذ نشبه التجار في المدينة. فإن الواحد منهم مختص ببيع الخبز وغيره بالخضار. هذا يخيط الثياب وذاك يصنع الأحذية. فبائع الثياب يشتري هو بدوره حذاء والذي يشتري الخضار يبيع هو بدوره الخبز. وعلى هذه الصورة ينبغي لنا أن نتبادل فيما بيننا الشيء القليل من الفضيلة التي نكون قد حصلناها". كان القادمون الأوائل إلى بوبليوس يتكلمون اليونانية. فما أن انقضى على ذلك زمان قليل حتى أتى إليه قوم يتكلمون لغة البلاد. أي السريانية، وطالبوه بضمهم إلى قطيعه وإشراكهم في تعاليمه المقدسة. فقبل ملتمسهم وابتنى لهم مقراً بجانب مقره. ثم هيأ للمجموعتين كنيسة وفرض عليهما أن يجتمعا في مطلع النهار ونهايته ليصليا معاً. وكان كل فريق يتناوب الترنيم بلغته. فلما انتهى جهاد بوبليوس، حوالي العام 380م، وغادر إلى ربه، خلفه على رأس الفريق اليوناني ثيوتكنس وعلى رأس المتكلمين بالسريانية أفتونوموس. وقد سلك الجميع بأمانة وتناغم كما أوصاهم. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 16397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار باسيليوس المعترف (القرن9م) 1 شباط شرقي (14 شباط غربي) أصلة من أثينا . تتلمذ للقديس أفثيميوس الصغير بالقرب من تسالونيكية . نسك في الجبل المقدس (آثوس) لبعض الةقت . أسس هناك ديراً على اسم القديس باسيليوس الكبير . اختير أسقفاً لتسالونيكية . سلك في الإيمان و الفضيلة على نحو مميز . رقد في سلام في الرب في نهاية القرن 9م . |
||||
24 - 02 - 2017, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 16398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار بندديانوس (القرن6م) 1 شباط شرقي (14 شباط غربي) كان القدّيس بندديانوس من عائلة ميسورة من ميسية، في القسم الشمالي الغربي من آسيا الصغرى. تتلّمذ للقدّيس أوكسنديوس في نواحي خلقيدونية. بعد خمس سنوات رقد معلّمه فأقام في المغارة التي سبق للشيخ أبيه أن نسك فيها. جاهد جهاد الابطال أمام الملائكة والناس. استمرّ في النسك أثنتين واربعين سنة. كانت الأبالسة تهاجمه بشكل عصافير لتلهيه عن صلاته المتواصلة. تحلّق حوله المريدون، كان بصلاته يؤمّن لهم ما يحتاجون إليه فلا تتشتّت أذهانهم. فقط دعاهم إلى اتباع سيرة الملائكة بلا همّ. حوالي العام 512م اعتزل في مغارته ولم يعد يرى أحدًا. فتح تلامذته المغارة بعد حين لحسّهم بأن معلّمهم غادرهم فالفوه على ركبتيه كما في الصلاة وقد رقد. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 16399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بوكولوس أسقف إزمير (القرن1/2) 6 شباط شرقي (19 شباط غربي) هو الذي جعله القدّيس يوحنّا اللاهوتي أسقفًا على إزمير، في آسيا الصغرى، بعدما اسّسها. كان إناءً لروح الربّ. كرز للوثنيّين وطرد الشياطين. سام القدّيس المعروف بوليكربوس (23 شباط ) أسقفًا محلّه لما شعر بدنو أجله. أنبت الربّ الإله عند قبره شجرة تناقل الناس انّها كانت تشفي المرضى إن قصدوها بإيمان. |
||||
24 - 02 - 2017, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 16400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار بطرس الدمشقي (القرن11م) 9 شباط شرقي (22 شباط غربي) راهب هدوئي مختبر في جهادات الحرب الداخلية ضد الأهواء التماساً للخلاص بالتوبة والاتضاع والنسك والصلاة. له مؤلف قيم في إطار الفيلوكاليا. لا نعرف من أخباره شيئاً ولكن يبدو من كتاباته أنه عاش في القرن الحادي عشر أو ربما الثاني عشر. قرأ الكثير من كتابات الآباء أمثال أثناسيوس الكبير و باسيليوس الكبير و غريغوريوس اللاهوتي و يوحنا الذهبي الفم و إسحق السوري و يوحنا الدمشقي و مكسيموس المعترف. وقد ذكر في مطلع مؤلفه أنه لم يكن يملك أي كتاب من الكتب التي قرأها. كان يستعيرها ثم يردها إلى أصحابها. قيل أنه استشهد في العربية وقاوم المانوية. هذا غير مؤكد. البادي أنه عرف القديس سمعان المترجم الذي عاش في النصف الثاني من القرن العاشر لكنه لا يذكر شيئاً عن القديس سمعان اللاهوتي الجديد (949- 1022م). من أقواله: "إرادتنا جدار يفصلنا عن الله. ما لم يسقط الجدار فلا يمكننا لا أن نتعلم ولا أن نعمل ما هو من الله. نكون خارج الله والأعداء يتسلطون علينا رغماً عنا". "يجب علينا ألا نستخدم شيئاً أو نتفوه بكلمة أو نأتي بحركة أو نحتفظ بفكر لا يكون ضرورياً للخلاص ولحياة النفس والجسد. خارج إطار التمييز حتى ما يبدو لنا حسناً لا يقبله الله. خارج القصد القويم حتى العمل الصالح لا ينفعنا في شيء". "في معركة البشر بإمكاننا أن نلازم البيت ونمتنع عن المواجهة... أما في المعركة الروحية فلا مكان نختبئ فيه حتى ولو ذهبنا إلى أقاصي الأرض. حيثما نذهب نواجه الحرب. ليس هناك مكان بمنأى عن التجارب. من هنا أنه من دون الصبر لا نجد الراحة". |
||||