15 - 06 - 2024, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 163711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Pope Shenouda III Train yourself in spiritual readings: Religious readings are numerous and limitless. However, sacred fasting days, should not be used to read books that increase your knowledge as much as the ones of worship. Concentrate on spiritual books that inflame your heart with God's love, stimulate you, leading you to prayer, and urge you to repent and lead a life of purity. Such should be your reading material to stimulate you in a spiritual way. As for other religious books, I do not forbid you to use them. However, they come second in a fast, while spiritual books and biographies of saints take priority. |
||||
15 - 06 - 2024, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 163712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Pope Shenouda III Train yourself in church hymns and melodies: This is especially so in hymns and melodies that have the spirit of prayer, in which you feel you are communicating with God, which you recite from the heart and the soul, and which touch your emotions and affect your heart. Try to memorise the hymns that move you and repeat them often. |
||||
15 - 06 - 2024, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 163713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
Pope Shenouda III Train yourself also in prostration : If you neglect it at other times be careful to observe it while fasting. |
||||
15 - 06 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 163714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الثَّالِثُ والثمانون الله يهلك الأشرار تسبيحة . مزمور لآساف "اللهم لا تصمت لا تسكت ولا تهدأ يا الله..." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: آساف كبير المغنين أيام داود النبي. 2. متى كتب؟ أ- أيام داود، وهو يتكلم عن الشعوب التي قامت على داود، ولكنه انتصر عليهم بقوة الله. ب- كتب أيام داود، ولكنه نبوة عن الشعوب التي هاجمت ملك يهوذا (2 أي: 20)، وذكرت هنا في هذا المزمور ضمن الشعوب المعادية لشعب الله، وهي موآب وآدوم وبني عمون (ع 6، 7). 3. هذا هو آخر المزامير الإثنى عشر التي كتبها آساف، وهي (مز 50، 73 - 83). 4. نجد في عنوان هذا المزمور كلمة تسبيحة؛ لأنه مرثاة جماعية تظهر معاناة شعب الله من الشعوب المعادية له، واستغاثته بالله؛ لينقذه منها. 5. إن كان المزمور السابق يتحدث عن متاعب داخلية وسط شعب الله من خلال القضاء الظالم، فإن هذا المزمور يتكلم عن متاعب خارجية من الشعوب المحيطة المعادية لشعب الله. 6. يناسب هذا المزمور الكنيسة، أو أي نفس بشرية يهاجمها الأشرار، أو الشياطين، فتلجأ إلى الله لينقذها من مؤامراتهم. 7. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية. (1) مؤامرات الأشرار (ع1-8): ع1: اَلَّلهُمَّ، لاَ تَصْمُتْ. لاَ تَسْكُتْ وَلاَ تَهْدَأْ يَا اَللهُ. يتكلم كاتب المزمور هنا بلسان شعب الله الذي يرى مؤامرات الأعداء محيطة به. فيقول له: إن كنت أنا في ضعفي صامت، ولكن أنت لا تصمت، بل تكلم لأن كلمة واحدة من فمك تبعد كل الأشرار عني. الأعداء ليسوا فقط الشعوب المحيطة بشعب الله، بل يرمز هذا المزمور إلى الأعداء الذين يحاربون شعب الله في العهد الجديد سواء الساكنين معهم من غير المسيحيين أو الموجودين في وسطهم مثل الهراطقة.. ع2، 3: فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً، وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. يعجون: يصدرون أصواتًا عالية مثل صوت الأمواج المتلاطمة في البحر المضطرب. أحميائك: من تحميهم. اجتمع أعداء شعب الله على الإساءة إليه؛ لذا قال "رفعوا الرأس" إذ لهم رأس واحد هي الشيطان والشر، وهم يصدرون أصواتًا عالية غير مفهومة، أي ليس لهم حجة في هياجهم على شعب الله، بل هو شيء قد ملأ قلوبهم على شعب الله البرئ، ونرى في هؤلاء الأعداء شرورًا كثيرة هي: تجمعوا بأعداد كبيرة ليحاربوا شعب الله. تكبروا على شعب الله؛ إذ رفعوا الرأس. كانوا خبثاء، فدبروا مؤامرات بمكر في الخفاء ضد شعب الله. أجروا مشاورات ومؤامرات كثيرة ليحدثوا ضررًا عظيمًا لأولاد الله. يستدر كاتب المزمور مراحم الله، إذ يقول له أن هؤلاء الأشرار أعداؤك ومبغضوك؛ ليقوم الله ويدافع عن شعبه، خاصة أنهم تجاسروا، واستهانوا بالله في الإساءة إلى شعبه. ع4، 5: قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ». لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعًا. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْدًا. هؤلاء الأعداء اتحدوا معًا على إبادة شعب الله، وحذف اسمه من بين الشعوب. وقطعوا عهدًا بينهم على هذا؛ أي أنهم مصرون على شرهم، ونسوا أنهم يتحدون الله الذي لا يستطيع أحد أن يقف أمامه. هذه الآيات نبوة عما يحدث من الشياطين والأشرار ضد الكنيسة، ولكن كل مؤامراتهم تفشل لأن الله يحمي كنيسته وأولاده. ع6-8: خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعِيلِيِّينَ، مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. أَشُّورُ أَيْضًا اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعًا لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ. يذكر آساف عددًا من الشعوب المعادية لشعب الله، فيظهر كثرتهم، وبالتالي صعوبة حروبهم، ولكن لأن الله يحمي أولاده، فقد استطاع داود أن ينتصر على كل الشعوب المحيطة به. وهذه الشعوب هي: أدوم: هم نسل عيسو، ويسكنون على جبال سعير التي تمتد من البحر الميت إلى خليج العقبة، وكانوا يسكنون في خيام. الإسماعيليين: نسل إسماعيل ابن إبراهيم من هاجر، وهي قبائل تتحرك في الصحراء بين مصر والخليج الفارسي. موآب: وهم نسل لوط وسكنوا شرق البحر الميت. الهاجريون: هي قبائل منسوبة لهاجر وتسكن شرق جلعاد التي تقع شرق نهر الأردن. جبال: هذه هي القبائل الجبلية التي سكنت في الجزء الشمالي من جبال سعير التي سكن فيها الآدوميون. العمونيين: هم أيضًا نسل لوط وسكنوا شرق نهر الأردن وشمال موآب. عماليق: قبائل سكنت في المناطق ما بين شمال شبه الجزيرة العربية حتى البحر الأبيض المتوسط. الفلسطينيين: سكنوا شرق البحر الأبيض المتوسط بمحاذاة الساحل. صور: أعظم مدينة تجارية في العالم، وتقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. آشور: دولة عظيمة عاصمتها نينوي وهي تقع على نهر دجلة شمال العراق، لكنها ضعفت تدريجيًا، وحلت محلها بابل، واستعان بها بنو لوط وهم شعبي موآب وبنى عمون السابق ذكرهم لمحاربة شعب الله. † لا تنزعج من كثرة الأعداء وحروب الشياطين فهي بلا قيمة أمام قوة الله الذي يحميك. فقط تمسك بصلواتك، وأثبت في كنيستك وأسرارك المقدسة. (2) طلب تدخل الله (ع9- 18): ع9-12: اِفْعَلْ بِهِمْ كَمَا بِمِدْيَانَ، كَمَا بِسِيسَرَا، كَمَا بِيَابِينَ فِي وَادِي قِيشُونَ. بَادُوا فِي عَيْنِ دُورٍ. صَارُوا دِمَنًا لِلأَرْضِ. اجْعَلْهُمْ، شُرَفَاءَهُمْ مِثْلَ غُرَابٍ، وَمِثْلَ ذِئْبٍ. وَمِثْلَ زَبَحَ، وَمِثْلَ صَلْمُنَّاعَ كُلَّ أُمَرَائِهِمِ. الَّذِينَ قَالُوا: «لِنَمْتَلِكْ لأَنْفُسِنَا مَسَاكِنَ اللهِ». دمنًا: روث البهائم وفضلاتها. يطلب آساف من الله أن يهلك أعداء شعبه، كما فعل قديمًا في عصر القضاة عندما أهلك المديانيين بيد جدعون (قض 7، 8)، وكما أهلك يابين ملك كنعان ورئيس جيشه سيسرا عند نهر قيشون، الذي يقع في شمال بلاد اليهود نحو الجليل. وهرب هؤلاء الأعداء في منطقة عين دور التي بجوار مجدو التي تقع جنوب بحر الجليل. وصارت جثثهم سمادًا للأرض وطلب أيضًا من الله أن يهلك رؤساء الأعداء، كما أهلك قديمًا أمراء مديان غراب وذئب، وكذلك ملوك مديان، مثل زبح وصلمناع. هؤلاء الذين حاولوا احتلال وامتلاك بلاد بني إسرائيل. والخلاصة أنه يؤمن بالله وقوته القادرة على إبادة الأعداء، وكما فعل قديمًا يفعل اليوم. ع13-15: يَا إِلهِي، اجْعَلْهُمْ مِثْلَ الْجُلِّ، مِثْلَ الْقَشِّ أَمَامَ الرِّيحِ. كَنَارٍ تَحْرِقُ الْوَعْرَ، كَلَهِيبٍ يُشْعِلُ الْجِبَالَ. هكَذَا اطْرُدْهُمْ بِعَاصِفَتِكَ، وَبِزَوْبَعَتِكَ رَوِّعْهُمِ. الجُلِّ: هو القش المختلط بروث البهائم ويشكل على هيئة أقراص تجفف في الشمس ويستخدم لإحراقه في التدفئة وإشعال الأفران. يطلب آساف من الله أن ينهي الأعداء، ويجعلهم لا شيء بقوته العظيمة، مثل الجلِّ ويتطايرون مثل القش أمام الريح، ويحترقون بنار الله، مثل الوعر والجبال. ويقصد بالوعر الأماكن الصخرية التي تنبت عليها أشجار برية، وكذا الجبال المزروعة بنباتات جافة، كل هذا يحترق بلهيب الله. وأيضًا يتطايرون بقوة الله التي يشبهها بالعاصفة والزوبعة حتى يشعر الأعداء بضعفهم أمام الله وقوته القاهرة. ع16: امْلأْ وُجُوهَهُمْ خِزْيًا، فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ. عندما يخزي الأعداء ويخجلون من ضعفهم أمام الله يدعوهم هذا للإيمان بقوة الله والرجوع إليه وترك خطاياهم. وهذا يبين إشفاق آساف، أو أولاد الله على الأعداء، إذ يطلبون خلاصهم بالتأديب الإلهي، فهم لا يكرهونهم ويريدون الانتقام منهم، بل يودون رجوعهم إلى الله بالإيمان والتوبة. ع17، 18: لِيَخْزَوْا وَيَرْتَاعُوا إِلَى الأَبَدِ، وَلْيَخْجَلُوا وَيَبِيدُوا، وَيَعْلَمُوا أَنَّكَ اسْمُكَ يَهْوَهُ وَحْدَكَ، الْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ. ولكن إن رفض الأعداء الإيمان بالله والرجوع عن خطاياهم، فلا يبقى لهم إلا الخزي الأبدي، والعذاب، وحينئذ يعلمون أن الله وحده المتسلط على كل شيء، ويحيون في ضعفهم وذلهم إلى الأبد. † إن الشيطان يريد أن يمتلك قلبك ويخضعك تمامًا له فلا تهادنه، أو تقبل شيئًا من شهواته الشريرة، بل اطرده. بالصلاة، والاتضاع، والإيمان بالله الساكن فيك والقادر على حمايتك. المزمور الرَّابِعُ والثمانون السكن في بيت الرب لإمام المغنين على الجتية لبني قورح مزمور "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود" مقدمة: 1. كاتبه: أ- بنو قورح الذين لم يموتوا مع أبيهم قورح عندما انشقت الأرض وابتلعت المتمردين (عد 26: 11) وكانوا يخدمون كبوابين لخيمة الاجتماع، ثم الهيكل. وقد كتبوا عشرة مزامير هي (مز44 - مز48) و (مز84 - مز88) وكلها مزامير تدعوا للفرح والتمتع بعشرة الرب. فبينما وقع العقاب الإلهي على أبيهم قورح بسبب تمرده، كافأ الله أبناء قورح فأعطاهم الفرح والسلام اللذين ظهرا في هذه المزامير التي كتبوها؛ لأنهم لم يشتركوا في التمرد على الله. ب- داود النبي الذي هرب عن بيت الرب لمطاردة شاول له، وكان مشتاقًا للرجوع إليه، وكان فرحًا عند عودته للعبادة، بل اشتاق أيضًا أن يبني بيتًا للرب. 2. كان يقال هذا المزمور بمصاحبة الجتية وهي آلة موسيقية تشبه القيثارة، كانت معروفة في مدينة جت، وهي إحدى الخمس مدن الفلسطينية الكبرى، وقد تكون الجتية نغمة موسيقية كانت مشهورة في جت. 3. نرى في العنوان كلمة مزمور، وهي تعني أن يصاحب هذه الكلمات مزمار. 4. يناسب هذا المزمور كل إنسان يشتاق للعبادة في بيت الرب، ويفرح بالوجود فيه. فهو مشجع لقلوب محبي الله المرتبطين ببيته. 5. هذا المزمور نبوة عن المسبيين بيد أشور، ثم بابل المبتعدين عن هيكل الله والمشتاقين للرجوع إليه. 6. هذا المزمور يعطي رجاء لكل من كانت ظروفه صعبة، وأهله بعيدين عن الله، فرغم هلاك قورح لكن بنيه ارتبطوا بخدمة بيت الرب، وكتبوا هذا المزمور المملوء أشواقًا لعبادة الله. 7. يعطي هذا المزمور أشواقًا لمساكن الله الأبدية، أي ملكوت السموات، التي هي أسمى من كل حياتنا الأرضية. 8. يعبر هذا المزمور عن أشواق كل العجائز عن الوصول لبيت الله نتيجة ظروفهم الخاصة، مثل المرض. 9. يوجد هذا المزمور في صلاة الساعة السادسة في الأجبية، حيث تعبر فيه النفس عن اشتياقها للسكنى مع الله في بيته، بعدما تمم المسيح الفداء، وأصلح السمائيين مع الأرضيين، وذلك بصلبه وقت الساعة السادسة. (1) حلاوة بيت الله (ع1-4): ع1: مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ! يعبر كاتب المزمور عن مشاعره نحو بيت الرب بقوله ما أحلى؛ أي لا يستطيع وصف حلاوة بيت الرب؛ لأن الله يحل بنفسه فيه، وهكذا يلتقي من يأتي إلى بيت الرب بالله نفسه، ويتمتع بعشرته، وينال بركته. كما يشعر أيضًا بضعفه أمام عظمة الله؛ لذا يصفه برب الجنود. وهكذا يخشع الإنسان ويتضع أمام الله. قال مساكن رب الجنود ولم يقل مسكن؛ لأنه في أيام داود كان هناك مسكنان أحدهما في أورشليم وفيه تابوت العهد، والآخر في جبعون، وفيه باقي محتويات خيمة الاجتماع. ويمكن أن تكون هذه الآية نبوة عن كنائس العهد الجديد، فهي مساكن وليست مسكن واحد، كما كان في العهد القديم. وقد تكون نبوة عن قلوب المؤمنين في العهد الجديد، التي تصير هياكل للروح القدس، وكذلك أيضًا هي نبوة عن الحياة الأبدية، حيث توجد منازل، أو مساكن كثيرة . ع2: تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ. مشاعر الإنسان الروحي تتحرك نحو بيت الرب لأن الله ساكن فيه، بل تتوق، أي تشتاق بشدة للوصول إلى بيت الرب للتمتع برؤيته. وهذا معناه أن القلب قد تحرر من تعلقات العالم، وإغراءاته، فأصبح المسيطر على القلب هو محبة الله. ومعناه أيضًا إيمان الإنسان بأن هناك بركة خاصة في بيت الرب، وحلول إلهي ونعمة لا توجد خارج هذا المكان، وهذا هو إيماننا حتى الآن أنه لا خلاص خارج الكنيسة، كما قال القديس أوغسطنيوس، ولا يمكن أن يتسبدل الإنسان الكنيسة بأي مكان آخر مثل المخدع؛ ففي الكنيسة ينال الإنسان الأسرار المقدسة، ويعرف الله ويتحد به. ثم يتحرك الإنسان بكل كيانه، أي قلبه وجسمه (لحمه) ليستمتع بعشرة الله. بعد أن آمن الإنسان الروحي بأن الله هو الكائن الوحيد الحي إلى الأبد؛ إذ أن الآلهة الوثنية كلها أصنام مائتة، وأيضًا كل قوى العالم زائلة. ع3: الْعُصْفُورُ أَيْضًا وَجَدَ بَيْتًا، وَالسُّنُونَةُ عُشًّا لِنَفْسِهَا حَيْثُ تَضَعُ أَفْرَاخَهَا، مَذَابِحَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ، مَلِكِي وَإِلهِي. سنونة: طائر صغير له جناحين كبيرين وصوته جميل وسريع الطيران. يعبر كاتب المزمور عن تيهانه وسط العالم، وحاجته للاستقرار، ولا يجد مكانًا مريحًا، ومستقرًا له إلا مذابح الله، ويقصد بها المذبح النحاسي، ومذبح البخور في خيمة الاجتماع، ثم في هيكل سليمان. وهي نبوة عن الكنائس ومذابحها في العهد الجديد، حيث يتمتع الإنسان بالتناول من الأسرار المقدسة التي على المذابح. ويشبه نفسه بالطيور الصغيرة، مثل العصفور والسنونة التي تبحث لنفسها عن أعشاش، أو بيوت لتستقر فيها، وأخيرًا وجدت لها مكانًا في بيت الرب ودياره المحيطة به، والعصفور والسنونة من الطيور الطاهرة في شريعة موسى، وهي ترمز للنفوس التي تسكن وتقترب إلى بيت الرب، والتي لابد أن تكون طاهرة لتتمتع ببركاته. يشعر الكاتب أن الله هو ملكه وإلهه، وهذا يبين دالة البنوة التي له، والتي تجذب قلبه إلى بيت الرب. وهذه الكلمات نبوة عن المسيح الملك والإله الحقيقي للنفس المؤمنة به، فيمتعها في كنيسته بكل البركات الروحية. ع4: طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. بعد أن عبر كاتب المزمور عن حلاوة بيت الله، والاشتياق إليه يبين السعادة العظيمة التي ينالها الساكنين في بيت الرب، ويلاحظ أنه في خيمة الاجتماع، وهيكل سليمان لم يكن هناك سكنى للناس فيه، ولكنه يتنبأ عن الكنيسة حيث يستقر المؤمنون فيها بارتباطهم بالأسرار المقدسة، ثم باستمرار ثباتهم في الكنيسة في صلواتها وتسابيحها يتأهلون للسكن الأبدي في ملكوت السموات، حيث يسبحون الله إلى الأبد، مشتركين مع السمائيين في تسبيح الله. تنتهي هذه الآيات بكلمة سلاه وهي وقفة موسيقية للتأمل في حلاوة بيت الرب والشبع بعشرة الله وتسبيح اسمه القدوس † أسرع إلى الكنيسة لتلتقي بالله في بيته. إنه ينتظرك ليحتضنك ويشبعك، فيفرح قلبك، وتزداد صلواتك وتسابيحك. (2) بركات بيت الرب (ع5- 7): ع5: طُوبَى لأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. يظهر المزمور سعادة المؤمنين بالله، فيطوبهم لأن قوتهم هي الله، وذلك عن طريق حفظ وصاياه في قلوبهم وحياتهم، فهذه هي طرق بيت الرب في قلوبهم، حتى أن مشاعر قلوبهم تسمو بهم عن الأرضيات، متعلقين بالله، فيشتاقون ليس فقط لبيت الرب الذي على الأرض، بل أيضًا إلى البيت السماوي الذي هو ملكوت السموات. يطوب المزمور المؤمنين الذين يفتخرون بالله؛ لأنهم أحبوه أكثر من كل ما في العالم، حتى أن الماديات والكرامة أصبحت زائلة في نظرهم، ولم يبق لهم أعظم من الله يفتخرون به، ويثبتون في محبتهم لله بحفظ وصاياه، إنها طرق بيت الله التي في قلوبهم، وبهذا يحبون أيضًا كل من حولهم. ع6: عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ، يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعًا. أَيْضًا بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. مورة: المطر المبكر الذي ينزل في الخريف. وهو ضروري لسقي الزرع في بداية حياته. يبين المزمور الوسيلة التي ينال بها المؤمنون بركات الله. فيعلن أن هذا يتم عن طريق عبورهم وادي البكاء، وهو أحد الطرق المؤدية لأورشليم، وكان جافًا جدًا؛ حتى أن من يسير فيه كان يتعرض للموت عطشًا. لذلك كانوا يحفرون حوله حفرًا امتلأت بمياه الأمطار؛ لمساعدة السائر في الطريق؛ ليشرب منها. أي أن من يعبر في الطريق إلى أورشليم؛ ليسجد ويعبد الله يحتمل آلامًا ويصلي وتسيل دموعه، ولكن إن ثابر في الطريق فإنه يصير قلبه ينبوع ماء مملوء بركات؛ لأن الله يفيض عليه بنعم كثيرة كما تفيض المياه المبكرة بالأمطار على الزرع، فمن يجاهد ويحتمل الآلام يفيض عليه الروح القدس ببركات كثيرة، مثل أمطار مورة، بل وأكثر منها، فتعطيه البركات عن كل جانب. إن وادي البكاء هو دموع التوبة التي تصير كينبوع ماء ينبع من قلب التائب، فتحول جفاف قلبه إلى مياه غزيرة، وتمتلئ حياته بالبركات الإلهية. فهو هنا يطوب التائبين ويعدهم بكل بركات الله. ع7: يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. ثم يعلن المزمور بركة جديدة للمؤمنين المجاهدين أنهم يتقدمون من قوة إلى قوة، أي ليسوا فقط أقوياء، بل تزداد قوتهم تدريجيًا من خلال جهادهم الروحي، وانتصاراتهم، فينالون نعمة أكثر، وأكثر وكذلك يقتنون فضيلة تلو الفضيلة. والأكثر من هذا أنهم عندما يظهرون أمانتهم في الجهاد الروحي على الأرض، وينالون قوة إلهية تساندهم، يرتفعون بعد هذا إلى السماء؛ لينالوا قوة عظيمة، فيندفعون في علاقة قوية مع الله تفرح نفوسهم إلى الأبد. وبعد هذا بركة جديدة ينالها المؤمنون وهي أنهم يرون قدام الله في صهيون، ويقصد أورشليم حيث بيت الرب، فيتمتعون ليس فقط بعبادة الله، بل أن الله يراهم، ولم يقل أنهم يرون الله فرؤيتهم لله تمتعهم بحلاوة عشرته، أما رؤية الله لهم فتعطيهم رعاية، وحب، وفرح لا يعبر عنه، هو عربون ما ينالونه في ملكوت السموات. † إن الملكوت السماوي متاح لك هنا على الأرض إن اقتربت من الله في بيته لتنظر مجده من خلال أسراره المقدسة. وعندما ترفع الصلوات أمامه، تفيض عليك مراحمه وبركاته. احترس حتى لا يعطلك إبليس عن الوجود الدائم في كنيسته. (3) الله يحمي أولاده (ع8-12): ع8: يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَاصْغَ يَا إِلهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. بعد أن نال المؤمن بركات في بيت الرب، يطلب منه أن يسمع صلاته. ويلقب الله برب الجنود، أي القوي القادر على كل شيء، وبالتالي فهو يستطيع أن يستجيب لكل طلباته. ثم يتقدم إلى درجة أعلى، فيطلب أن يصغي الله له. ويلقبه هنا بإله يعقوب؛ لأنه هو الله الذي ظهر قديمًا ليعقوب في السلم المرتفع إلى السماء. فالمؤمن يرتفع عن طلباته المادية والروحية ليطلب أن يرى الله نفسه، كما رآه يعقوب. والله هو أمس واليوم وإلى الأبد، فهو ليس فقط مع يعقوب، بل مع كل نسله السالكين مع الله مثله. وبهذا يرتفع بنا المزمور عن العبادة المادية كذبائح إلى عبادة روحية تتطلب رؤية الله، والتمتع بالوجود بين يديه. تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي امتداد موسيقي ليتأمل فيها الإنسان حلاوة رؤية الله. ع9: يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اَللهُ، وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. مجننا: المجن هو الترس الكبير. والترس هو قطعة خشبية لها عروة من الخلف يضع فيها الجندي يده، ويحرك هذه القطعة الخشبية أمام وجهه، وجسده لتحميه من سهام العدو. فهو آلة حربية دفاعية لحماية الجندي. ينظر المؤمنون إلى الله بكونه حمايتهم فهو ليس فقط ترس لهم بل مجن، أي ترس كبير، يمثل الحماية الكاملة. فينادون الله ويلقبونه "مجننا" ويطلبون منه أن ينظر إليهم؛ لأنهم واثقون من محبته، فإذ ينظر إليهم، يمد يده ويحميهم من كل الأعداء. وهذا يبين أنهم يشعرون بحروب محيطة بهم، ويحتاجون لله حتى يحميهم. إذا كان كاتب المزمور هو داود، فيطلب من الله أن ينظر إليه؛ لأنه هو الممسوح ملك على شعبه، ويطلب مجرد التفات الله إليه، فهذا يعطيه كل الحماية التي يحتاجها. وهذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي يكلم الآب كما في صلاته الشفاعية (يو 17)، ويطلب الالتفات إليه أثناء الآلام التي عاناها عند القبض عليه وصلبه؛ ليعلن أنها آلام حقيقية. وهي نبوة أيضًا عن المؤمنين في العهد الجديد الذين يطلبون من الله أن يلتفت إلى المسيح الساكن فيهم وهم ممسحون بالميرون لحلول الروح القدس فيهم، وهم أعضاء في جسد المسيح الذي هو الرأس والوجه. ويتشفعون بالمسيح في كل طلبتهم؛ لأنه بدون المسيح ليس لهم قبول أمام الآب. ع10: لأَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. يعلن المزمور أن قضاء يوم واحد في بيت الرب، أي في الصلاة، والعبادة، والتمتع بعشرة الله أفضل من ألف يوم يقضيها الإنسان وسط ملذات العالم الزائلة بعيدًا عن الله. واليوم الواحد هو يوم القيامة الذي يتفوق عن آلاف الأيام في العهد القديم التي فيها انتظرت البشرية خلاص الله. واليوم الواحد هو يوم الرب الأخير، الذي يدخل فيه المؤمنون إلى أمجاد الحياة الأبدية، فهو أفضل من ألف يوم في الحياة الأرضية. واليوم الواحد هو الأبدية نفسها؛ لأن الأبدية نهار بلا ليل فهي يوم واحد أفضل من ألف يوم على الأرض. يعلن أيضًا المزمور أن الوقوف على عتبة بيت الرب أفضل من الجلوس والاستقرار في مساكن الأشرار، ويقصد بها أماكن العالم بكل شهواته. لأن الوقوف عند باب بيت الرب يمتع الإنسان ببركة الله والإحساس بوجوده. ولعل بني قورح المكلفين بحراسة أبواب بيت الرب شعروا بعظم وظيفتهم وبركتها؛ لأنهم يقفون دائمًا أمام الله، وهذا أفضل من أي مكان آخر في العالم، بل هذا هو الاستقرار الحقيقي؛ لأن الوجود في حضرة الله هي الحياة والابتعاد عنه هو الموت. ع11: لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. يصف المزمور الله بأنه شمس أي هو المضئ على أولاده، وعلى العالم كله ليعطيهم طريقًا منيرًا يوصلهم إليه. فهو يهدي كل من يرغب أن يحيا معه، فهو شمس البر. وهو أيضًا المجن، أي الحامي لأولاده من كل حروب إبليس. والله يعطي رحمة لأولاده بغفران خطاياهم، وقبول توبتهم، ويهبهم أيضًا مجد الحياة معه، فيتحلون بالفضيلة. وهذا المجد الذي يتمتعون به على الأرض هو عربون المجد الأبدي الذي لا يعبر عنه. والله بطبيعته خير، أي مصدر كل خير في العالم؛ لذا لا يمنع الخير عن أولاده، بل يفيض عليهم به، ليشبعهم ويجذبهم إلى ملكوته. ع12: يَا رَبَّ الْجُنُودِ، طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ. يختم المزمور بتطويب الإنسان المتكل على الله، أي التائب عن خطاياه؛ حتى أنه نال مراحم الله وغفرانه، ثم تمتع بأمجاده، وأسمى مجد هو رؤية الله، والتمتع بعشرته. والله رب الجنود قوي وقادر أن يحفظ المتكلين عليه في تمتع دائم به في الأرض قدر ما يتمسكون به، ثم على الدوام في ملكوته السماوي. † ليتك تعطي أولوية للذهاب إلى الكنيسة عن كل ارتباطك في العالم. حينئذ تتمتع بالإحساس بحضرة الله، وتنال بركات لا نهاية لها. المزمور الْخَامِسُ والثمانون مراحم الله لإمام المغنين. لبنى قورح. مزمور "رضيت يا رب على أرضك ..." (ع1) مقدمة: كاتبه: بنو قورح الذين لم يشتركوا في تمرد أبيهم قورح على الكهنوت، فعاشوا وباركهم الله. متى كتب ؟ كتب بعد الرجوع الأول من السبي، وقبل استكمال رجوع الدفعات التالية من الراجعين. هذا المزمور يذكر بمراحم الله السابقة لشعبه، ويطلب استكمال مراحمه في الحاضر للرجوع من السبي، واستكمال بناء الهيكل وأورشليم، وأسوارها. ويترجى دوام مراحم الله في المستقبل. هذا المزمور نبوة عن التحرير من سبى إبليس وأسره بالمسيح الفادى؛ ولذا يعتبر من المزامير المسيانية. يناسب هذا المزمور النفس التي بدأت التوبة، ونوال غفران الله، فتطلب معونته لتستكمل توبتها، وتحيا حياة جديدة مع الله. يوجد هذا المزمور في صلاة الساعة السادسة التي نتذكر فيها صلب المسيح ونداءه الذي يحررنا من سبى الشيطان، ويقيده. (1) مراحم الله السابقة (ع1-3): ع1: رَضِيتَ يَا رَبُّ عَلَى أَرْضِكَ. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. بعد أن ذاق شعب الله ذل العبودية في السبي تاب، ورجع إلى الله فرضى الله عنه، ورضى بالتالي على الأرض التي وهبها لشعبه، وهي أرض كنعان؛ لأنهم دنسوها بخطاياهم، فدمرها الأشوريون والبابليون. ولكنها تقدست بتوبة شعبه ورضاه بالتالي عن أرضهم. ويقول كاتب المزمور أرضك لأن الله هو خالق الأرض وكل العالم، وهو أيضًا واهب أرض كنعان لشعبه، وهو الذي قدسها بوجود هيكله فيها. يشكر المزمور الله الذي بدأ في إرجاع شعبه من السبي على يد زربابل، وهو الرجوع الأول. فيشكره على جمع شعبه من الشتات، وإرجاعهم بسلطان الملك نفسه ليسكنوا في أرضهم، ويبنوا هيكل الله. ويقول المزمور "سبى يعقوب" ولم يقل إسرائيل؛ لأن يعقوب هو البار، والذي شهد عنه الكتاب أنه الكامل الذي يسكن الخيام (تك25: 27) ثم باركه الله بيد اسحق وظهر له على السلم الصاعد إلى السماء، ثم كلمه مرات كثيرة، وظهر له بعد هذا في فنوئيل، وأنقذه من يد عيسو. فهو محبوب لدى الله، ولذا يرجع نسله إلى الأرض التي وعد بها يعقوب، أي يرد سبى يعقوب. هذه الآية نبوة عن رضا الله عن العالم، وفدائه بالصليب ليرجع أولاده المؤمنين به من سبى الشيطان بعد أن قيده. ع2: غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. سِلاَهْ. عندما تاب شعب الله في السبي غفر لهم الله كل آثامهم وخطاياهم؛ لأن الله مشتاق لرجوع شعبه إليه، وستر على كل شرورهم فمحاها، ولم تظهر للناس؛ لأنه إله حنون يريد ليس فقط خلاص شعبه، بل يمجدهم أمام باقي الشعوب، خافيًا خطاياهم. إن كان الله قد غفر لشعبه المسبى، ولكن على رجاء فدائهم بالصليب، فالغفران لم يكمل إلا بالمسيح الذي غفر، وستر، ومازال يستر، ويغفر خطايا شعبه عندما يتوبون. كلمة سلاه وقفة موسيقية للتأمل في مراحم الله وغفرانه. ع3: حَجَزْتَ كُلَّ رِجْزِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ. الله قدوس وعادل، ويتنافر ويغضب من أية خطية، والتوبة توقف غضب الله، وتحل كل قيود السخط، وهو الغضب الشديد، فيتمتع الإنسان بسلام الله ومحبته ورعايته. هذا ماحدث للمسبيين التائبين، وكمل بفداء المسيح. † ما أعظمك أيتها التوبة التي تفكي كل قيود الخطية، وتطلقى المؤمنين بك في الحياة الجديدة مع الله، فيتمتعون بعشرته. لذا يا نفسي لا تتركي التوبة عنك طوال حياتك، كل يوم وكل ساعة لأنها معينك، وفاتحة لأحضان الله. (2) طلب مراحم الله (ع4-7): ع4، 5: أَرْجِعْنَا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا، وَانْفِ غَضَبَكَ عَنَّا. هَلْ إِلَى الدَّهْرِ تَسْخَطُ عَلَيْنَا؟ هَلْ تُطِيلُ غَضَبَكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ؟ إنف: إجعله منفيًا، أي ابعده. تظهر مشاعر كاتب المزمور الأبوية، فقد فرح برحمة الله في رجوع البعض من الشعب، فيطلب من الله أن يسامح الباقين، أي يحركهم للتوبة، ويغفر لهم فيرجعهم إليه، وبالتالي يرتفع غضبه عنهم، لأن الله رحوم ولا يريد أن يدوم غضبه من جيل إلى جيل وإلى الأبد. إن كان غضب الله الذي يظهر في تأديب شعبه بضيقات - مثل السبي - أمرًا ثقيلًا جدًا، فكم بالأحرى تكون صعوبة غضبه في العذاب الأبدي؟! لذا نصرخ اليوم من كل قلوبنا ليقبل الله توبتنا، ويرفع غضبه عنا، فنعود إلى بنوتنا له، ونتمتع برعايته. ع6، 7: أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا، فَيَفْرَحُ بِكَ شَعْبُكَ؟ أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ، وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ. بعد أن يرفع الله غضبه، ويقبل توبة شعبه يهبهم الحياة معه، وهي السعادة والفرح الحقيقي. وهذا هو الخلاص والرحمة الإلهية، التي كملت في المسيح الفادي الذي رفعنا إلى عشرته والفرح به على الأرض، بعد أن أبعد خطايانا عنا بدمه؛ لنتمتع بعربون الملكوت السماوي. هذا الخلاص وهذه الرحمة هي التي ننالها اليوم من خلال الأسرار المقدسة في كنيسة العهد الجديد. صلى داود من أجل أعدائه، ولكن صلاته عادت إلى حضنه، أي أن الله فرح بصلاة داود وباركه بالخير، ولكن لم يستجب لصلاته؛ لأجل شر أعدائه. إن عودة الصلاة إلى حضن داود حركت قلبه للصلاة مرة أخرى، وهكذا عاش فيما يسمى بالصلاة الدائمة، حتى قال عن نفسه أما أنا فصلاة (مز109: 4). صلى المسيح من أجل صالبيه وهو على الصليب ليغفر لهم الله، ولكنهم لم يستفيدوا؛ لإصرارهم على الشر وعدم الإيمان. † تمتع بالفرح الحقيقي بوجودك مع الله في الصلاة والتأمل؛ لأن الحياة هي في المسيح، أما أفراح العالم فباطلة وزائلة. وأثبت في كنيسته وأسرارها فتحيا في الخلاص إلى الأبد. (3) الرجاء في مراحم الله (ع8-13): ع8: إِنِّي أَسْمَعُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ اللهُ الرَّبُّ، لأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِشَعْبِهِ وَلأَتْقِيَائِهِ، فَلاَ يَرْجِعُنَّ إِلَى الْحَمَاقَةِ. يسمع كاتب المزمور صوت الله على لسان الأنبياء الذين يكلمون الشعب، وخاصة خائفي الله منهم حتى يثبتوا في الإيمان، والمخافة، ولا يعودوا إلى غباء الخطية والسلوك المتحرف عن الله في عبادة الأوثان، أو أي سلوك ردىء. فشرط سماع صوت الله والاستفادة منه هو مخافة الله، التي تبعد الإنسان عن الخطية. صوت الله هو المسيح الذي تجسد في ملء الزمان؛ ليعلن الخلاص لكل البشرية، وخاصة من يخافون الله من اليهود، أو من الأمم، فيؤمنون به ولا يعودون إلى حماقة الخطية. ع9: لأَنَّ خَلاَصَهُ قَرِيبٌ مِنْ خَائِفِيهِ، لِيَسْكُنَ الْمَجْدُ فِي أَرْضِنَا. من يخاف الله يحفظ وصاياه لذا يقترب منه الله، ويهبه خلاصه، أي يخلصه من خطاياه، ويفيض عليه بركاته، بل أيضًا ليتمجد فيه، ويسكن هذا المجد، ويستقر في أولاد الله، لأنه ظاهر في أعمالهم وحياتهم التي تمجد الله. الخلاص يتم بالمسيح، وهو قريب من خائفي الله المنتظرين المسيا المنتظر، وقد رأى كاتب المزمور بروح النبوة أن تجسد المسيح أصبح قريبًا، وسيأتي ويعطي الخلاص لخائفي الرب، وهكذا يسكن المجد في أرضنا بتجسد المسيح عليها. ع10: الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَثَمَا. في المسيح يسوع كملت الرحمة والحق -الذي هو العدل- فالحق يقتضي موت الخاطئ، والرحمة تقتضي رفع الموت عنه. فهكذا مات المسيح وقام من بين الأموات، ليرفع عنا خطايانا، وننال الرحمة فيه. وكذلك في المسيح تلاثم البر والسلام، أي قبل كل منهما الآخر، واتحدا، بل وأعطاهما المسيح لكل من يؤمن به. فصار للمؤمن السلام، والميل للبر، أي عمل الخير والصلاح. ع11: الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ يَنْبُتُ، وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ يَطَّلِعُ. الحق هو المسيح الذي ينبت من الأرض بتجسده. والمسيح هو الإله النازل من السماء، أو هو البر الذي أشرق علينا من السماء. فالذي على الأرض هو الذي من السماء في نفس الوقت. إيماننا بالحق الذي هو المسيح، ينبت في داخلنا، أي نحيا الإيمان بالمسيح، فيطلع علينا البر، أي نستطيع بالإيمان أن نحيا البر، ونحيا كسمائيين على الأرض، فنسلك بالروح ونتحلى بالفضائل. ع12: أَيْضًا الرَّبُّ يُعْطِي الْخَيْرَ، وَأَرْضُنَا تُعْطِي غَلَّتَهَا. الله هو مانح الخير لأولاده، أي يعطيهم الميل لعمل الخير، لأن الله يجدد طبيعة أولاده في سر المعموديه، فيصبح لها الميل في التشبه بالله، وحفظ وصاياه، وخدمة الآخرين. وهكذا تظهر الغلة الصالحة للأرض، أي الثمار الروحية، أي أن الله إن لم يعط الميل لعمل الخير لا نستطيع أن نثمر ثمارًا روحية. والله يعطي كل البشر هذه العطية وينتظر تجاوبنا معه. ع13: الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ، وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ. يطأ: يدوس البر هنا هو التوبة التي تسلك أمام المسيح؛ ليحل في قلوب أولاده. وبهذا يدوس كل شر في النفس المؤمنة، ويسكن المسيح في القلب، ويملأه سلامًا وفرحًا. البر أيضًا هو المسيح الذي يسلك قدام الآب، ويدوس الخطية وأثرها الذي هو الموت. فبموته داس الموت على الصليب وقام وصعد إلى السموات، وفتح الطريق للمؤمنين به، لكي يدخلوا للسماء. † التوبة هي طريقك للأبدية، فعش فيها كل يوم تنال بركات السماء، وتشعر بالمسيح في حياتك، فتتذوق حلاوة الأبدية، وأنت على الأرض، فتحيا في فرح يدوم إلى الأبد. المزمور السَّادِسُ والثمانون صلاة وشكر صلوة لداود "آمل يا رب أذنك. استجيب لي ..." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي. متى كتب ؟ عندما كان داود مطاردًا من وجه شاول، أو من وجه أبشالوم ابنه. يناسب النفس المحتاجة إلى الله، أو في ضيقة، ولكن إيمانها قوي به؛ فهذه الصلاة تسندها وتعطيها رجاء. هذا المزمور ليتورجي، فكان يرنم من اللاويين والشعب في يوم الكفارة العظيم، الذي يرمز ليوم الجمعة العظيمة. هذا المزمور صلاة شاملة، أي تشمل الطلبة والتوبة، والشكر، والتسبيح، فهي متعددة الجوانب، تظهر أن داود رجل صلاة، وتشجع كل من يحب الصلاة، فتغطي جوانب حياته المختلفة. يوجد هذا المزمور في صلاة الساعة السادسة التي فيها صلب المسيح؛ لأنه مملوء بالصلوات والتضرعات من قلب محتاج تائب، فهو يتطلع إلى المسيح الفادي ليستجيب له، ويخلصه من أعدائه، ويفرح قلبه. وكذلك يمثل هذا المزمور صلوات المسيح المتألم على الصليب، والذي بموته انتصر على الشيطان وقيده، وداس الموت بموته. (1) طلبات المحتاج (ع1-5): ع1: أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ. اسْتَجِبْ لِي، لأَنِّي مِسْكِينٌ وَبَائِسٌ أَنَا. يطلب داود من الله أن يتنازل ويميل أذنه؛ لأنه هو الله العظيم، المتعالي فوق كل خليقته. ويعلن داود أنه مسكين وبائس؛ لأنه ضعيف، وخاطئ، ومطرود من أورشليم. وبالتالي لا يتمتع بعبادة الله في بيته، ويشعر باحتياجه إلى الله. ولذا يطلب أن يستمع إليه ويميل أذنه، أي يهتم بصلاته، ويستجيب له. فهذا يبين اتضاع داود، واعلانه لاحتياجه الشديد. هذه الآية نبوة عن المسيح المتضع، والمتألم على الصليب، فيعلن أمام الآب أنه صار في صورة المسكنة والبؤس لفداء البشرية، ويطلب كإنسان من الآب أن يتنازل، ويستمعه، ويتسجيب له. ع2: احْفَظْ نَفْسِي لأَنِّي تَقِيٌّ. يَا إِلهِي، خَلِّصْ أَنْتَ عَبْدَكَ الْمُتَّكِلَ عَلَيْكَ. يعلن داود أن سبب تقواه هو اتكاله على الله، ولأنه يخاف الله، ويتكل عليه، فيطلب من الله أن يحفظه من الأشرار الذين يريدون إهلاكه. وفي نفس الوقت يدافع عن نفسه أمام الأشرار الذين يتهمونه بالشر، ويطاردونه، فيقول لله أني أخافك وأتقيك، وليس كما يتهمونني، وأنا عبدك الخاضع لك، والمتكل عليك. هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح التقي، أو البار المتكل على الله، الذي أخذ صورة العبد بتجسده، ويطلب من الآب أن يحفظه أمام قسوة الأشرار، الذين صلبوه؛ ليؤكد ناسوته. ع3: ارْحَمْنِي يَا رَبُّ، لأَنَّنِي إِلَيْكَ أَصْرُخُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. تبين هذه الآية مدى معاناة داود؛ لأن الضيفات أحاطت به طوال اليوم، ولفترة طويلة، فكان يصرخ إلى الله طالبًا رحمته؛ لأنه الرجاء الوحيد له، والقلب الحنون القادر أن يحتضنه مهما كانت شرور الأعداء، وهكذا استمر داود يصرخ إلى الله سنينًا كثيرة حتى تعود الصلاة، فصارت حياته كلها صلاة، ولم تعطله مسئوليات الملك عن الله، فهو ممسوح ملكًا منذ كان صبيًا، وطارده شاول، ثم بعد تملكه طرده أبشالوم؛ في كل هذا ظل يصرخ طالبًا رحمة الله. ع4: فَرِّحْ نَفْسَ عَبْدِكَ، لأَنَّنِي إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. إن داود يثق في الله ليس فقط أن يحفظه أثناء الضيقة، بل أيضًا أن يفرح قلبه. وقد سعى داود، وجاهد برفع قلبه إلى الله، أي ارتفع عن انشغالات العالم وشهواته، وهمومه، طالبًا رؤية الله التي تعطيه الفرح. ع5: لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ صَالِحٌ وَغَفُورٌ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ لِكُلِّ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ. يختم داود هذا الجزء من صلاته بإظهار صفات الله التي شجعته أن يطلب إليه الطلبات السابقة. وهذه الصفات هي: أنه صالح فلا يرضى عن الشرور الموجهة لداود. أنه غفور، فيشجع هذا داود أن يتقدم نحو الله، القادر أن يغفر خطاياه، وهذا يبين اعتراف داود بأنه خاطئ محتاج للغفران. كثير الرحمة فيهتم بداود المسكين المطرود من الأشرار والمحتاج لرحمة الله. † مراحم الله تشجعك أن تتقدم نحوه مهما كانت خطاياك، ومهما كان ضعفك فهو يعتني بك، ويحفظك، ويحميك من كل شر، بل ويعطيك سلامًا ويفرح قلبك، فتفرح ولا تتوانى؛ لأنه يحبك. (2) الله العظيم (ع6-10): ع6: اِصْغَ يَا رَبُّ إِلَى صَلاَتِي، وَأَنْصِتْ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي. يتقدم داود نحو الله باتضاع طالبًا أن يسمع صلاته، وتضرعاته. ومن شدة احتياجه يقول "اصغ" وانصت" ؛ لأن آلامه كثيرة، ويحتاج أن يستمعها الله بتدقيق، وينقذه منها. وواضح أنه يصلي مرات كثيرة، إذ يقول تضرعات؛ لأن آلامه متوالية، ولكن رجاءه واثق في الله. ع7: فِي يَوْمِ ضِيقِيْ أَدْعُوكَ، لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي. اختبر داود مساندة الله في حياته واطمأن إلى الاتجاء إليه، لذا عندما حلت به ضيقة يدعو الله سريعًا، فيستجيب له، فقد تعلم، وتعود أن يطلب الله في كل ضيقة، فينقذه منها. ع8: لاَ مِثْلَ لَكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ، وَلاَ مِثْلَ أَعْمَالِكَ. تدخل الله لإنقاذ أولاده في ساعة الضيقة تدخل قوي جدًا؛ لأنه الله قادر على كل شيء، وهو بالطبع أعلى من جميع الآلهة الوثنية التي هي شياطين. وأعماله أعظم من أي أعمال، كما خلص شعبه من يد فرعون مصر، وكذلك فيما بعد من يد سنحاريب ملك آشور. ع9، 10: كُلُّ الأُمَمِ الَّذِينَ صَنَعْتَهُمْ يَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ يَا رَبُّ، وَيُمَجِّدُونَ اسْمَكَ. لأَنَّكَ عَظِيمٌ أَنْتَ وَصَانِعٌ عَجَائِبَ. أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ. قوة الله الظاهرة في شعبه أمام باقي الشعوب تجذب هؤلاء الشعوب، أي الأمم إلى الإيمان، ويعلنون إيمانهم بحضورهم إلى أورشليم،والسجود لله، الذي هو عظيم وصانع العجائب. وأعظم عجائبه هي تجسده، وفدائه، وقيامته، بالإضافة إلى معجزاته المتعددة، والتي تثبت إيمان شعبه، وكذلك الأمم المؤمنة به، وهكذا تتكون الكنيسة من اليهود والأمم المنتصرين. † إن كانت أعمال الله قوية وعجيبة، فلا تضطرب إذا واجهتك أية ضيقة، أو مشاكل، فإلهك قادر على كل شيء، فهو ينقذك، ويحفظك، بل يهبك سلامًا يفوق كل عقل. (3) شكر الله (ع 11 - 13): ع11: عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ. أَسْلُكْ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِخَوْفِ اسْمِكَ. يطلب داود من الله أن يعلمه طريقه. والطريق هو المسيح، أي أعطني يا الله معرفتك، خاصة وأنه لا يمكن معرفة الله بدون مساندته، وعندما أعرفك استطيع أن أسلك في حقك، الذي هو الابتعاد عن الخطية، واقتناء نقاوة القلب، ومن ناحية أخرى السلوك في الفضائل المختلفة، وهي الحياة الروحية المعاشة. يطلب أيضًا داود من الله أن يوحد قلبه لمخافته، فلا يكون قلب منقسم بين محبة العالم، ومحبة الله، بل يكون هدفه هو مخافة الله، فيرفض كل شر، وحينئذ يستنير روحيًا، ويتمتع بعشرة الله. ع12: أَحْمَدُكَ يَا رَبُّ إِلهِي مِنْ كُلِّ قَلْبِي، وَأُمَجِّدُ اسْمَكَ إِلَى الدَّهْرِ. إذ توحد قلب داود بمخافة الله انطلق قلبه، وكل مشاعره لتسبيح الله، وإذ تلذذ بها على الأرض اشتاق أن يظل فيها إلى الأبد في ملكوت السموات. ع13: لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى. رأي داود بروح النبوة تجسد المسيح وفدائه، فأعلن أن رحمة الله عظيمة عليه، والتي سينالها في ملءالزمان، فيصعده المسيح من الهاوية السفلى؛ لأن الجحيم فيه درجات. فالمسيح ينجي أولاده من كل خطاياهم، حتى لو كانوا في أسفل الجحيم، أي أصعب درجاته. † لا تنسى أن تشكر الله كل يوم على عطاياه، فهذا يملأ قلبك فرحًا ويزيد تمتعك بعطاياه، بالإضافة إلى فيض عطايا جديدة يسكبها الله عليك. (4) الله المعين (ع 14 - 17): ع14: اَلَّلهُمَّ، الْمُتَكَبِّرُونَ قَدْ قَامُوا عَلَيَّ، وَجَمَاعَةُ الْعُتَاةِ طَلَبُوا نَفْسِي، وَلَمْ يَجْعَلُوكَ أَمَامَهُمْ. العتاة: الجبابرة إن أعداء داود قاموا عليه ليهلكوه، ولأنهم تركوا الله ففقدوا مخافته، وبالتالي أصبح من السهل أن يظلموا غيرهم، بل ويقتلونهم، ولذا لم يكن فرصة للنجاة من يدهم إلا بقوة الله؛ لأنهم جبابرة، ومتكبرين، ومصرين على الشر. اليهود الذين قاموا على المسيح هم المتكبرون، والجبابرة، الذين استعانوا بالسلطة الرومانية، وصلبوا المسيح؛ لأنهم لم يخافوا الله، فقتلوا المسيح، ولكنه بقوته قام من الأموات. وهكذا يفعل أيضًا الشياطين في حروبهم ضد البشر، ولكن الله ينجي أولاده، وينصرهم على الشياطين. ع15: أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَإِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَالْحَقِّ. إن كانت الشياطين، وكل الأشرار التابعين لهم قساة القلوب، ويريدون إهلاك الأبرار؛ لأن ليس خوف الله أمامهم؛ لذا يتدخل الله برحمته، ورأفته ليحمي أولاده، بل أيضًا يطيل أناته عليهم مهما كانت خطاياهم، ويعطيهم فرصة للتوبة، خاصة وأنه أكمل الحق والرحمة في صليب المسيح؛ لأنه بفدائه وفيَّ دين الخطية، وقدم برحمته خلاصًا لشعبه. ع16: الْتَفِتْ إِلَيَّ وَارْحَمْنِي. أَعْطِ عَبْدَكَ قُوَّتَكَ، وَخَلِّصِ ابْنَ أَمَتِكَ. يطلب داود من الله أن ينظر إليه، ويرحمه، وينقذه من أيدي أعدائه. ويطلب بدالة لأنه عبد الله، وابن أمته؛ أي التابع له، والمولود في بيته، وبالتالي يستطيع أن يتمتع برعاية الله وحمايته. هذه الآية نبوة عن المسيح المصلوب، الذي صرخ قائلًا - وهو على الصليب - إلهي إلهي... (مت 27: 46) لأنه وضع نفسه كإنسان وصار في صورة العبد، وهو ابن العذراء أمة الله، أي عبدته. فهو ابن بالجوهر، وليس مثل باقي البشر الذين هم أولاد بالتبني. ع17: اصْنَعْ مَعِي آيَةً لِلْخَيْرِ، فَيَرَى ذلِكَ مُبْغِضِيَّ فَيَخْزَوْا لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ أَعَنْتَنِي وَعَزَّيْتَنِي. يطلب داود من الله أن يصنع معه آية صالحة يراها من حوله ممن يبغضوه، فيخجلوا ويخزوا، وذلك بأن ينقذ داود من أيديهم، ويمجده، وهذا ما حدث فعلًا. وتكرر هذا مع المسيح الذي التفت إليه الآب وظهرت فيه أعظم آية في العالم وهي قيامته من الأموات، فخزيت الشياطين. إن كان المزمور كله يطلب رحمة الله ومعونته، فيعلن داود بإيمان وثقة في نهاية المزمور أن الله قدم له معونة كبيرة، وعزى قلبه، وبعد هذا تمت نعمة الله لداود بعد قتل أبشالوم، إذ رجع داود لعرشه بإكرام عظيم. † اطلب باتضاع كل ما تريده من الله، فيستجيب لك؛ لأنه يحب المتضعين ويسرع إليهم، وينقذهم من كل شر. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 163715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الثَّالِثُ والثمانون الله يهلك الأشرار تسبيحة . مزمور لآساف "اللهم لا تصمت لا تسكت ولا تهدأ يا الله..." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: آساف كبير المغنين أيام داود النبي. 2. متى كتب؟ أ- أيام داود، وهو يتكلم عن الشعوب التي قامت على داود، ولكنه انتصر عليهم بقوة الله. ب- كتب أيام داود، ولكنه نبوة عن الشعوب التي هاجمت ملك يهوذا (2 أي: 20)، وذكرت هنا في هذا المزمور ضمن الشعوب المعادية لشعب الله، وهي موآب وآدوم وبني عمون (ع 6، 7). 3. هذا هو آخر المزامير الإثنى عشر التي كتبها آساف، وهي (مز 50، 73 - 83). 4. نجد في عنوان هذا المزمور كلمة تسبيحة؛ لأنه مرثاة جماعية تظهر معاناة شعب الله من الشعوب المعادية له، واستغاثته بالله؛ لينقذه منها. 5. إن كان المزمور السابق يتحدث عن متاعب داخلية وسط شعب الله من خلال القضاء الظالم، فإن هذا المزمور يتكلم عن متاعب خارجية من الشعوب المحيطة المعادية لشعب الله. 6. يناسب هذا المزمور الكنيسة، أو أي نفس بشرية يهاجمها الأشرار، أو الشياطين، فتلجأ إلى الله لينقذها من مؤامراتهم. 7. لا يوجد هذا المزمور في صلاة الأجبية. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 163716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شعب الله الذي يرى مؤامرات الأعداء محيطة به. فيقول له: إن كنت أنا في ضعفي صامت، ولكن أنت لا تصمت، بل تكلم لأن كلمة واحدة من فمك تبعد كل الأشرار عني. الأعداء ليسوا فقط الشعوب المحيطة بشعب الله، بل يرمز إلى الأعداء الذين يحاربون شعب الله في العهد الجديد سواء الساكنين معهم من غير المسيحيين أو الموجودين في وسطهم مثل الهراطقة.. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 163717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَهُوَذَا أَعْدَاؤُكَ يَعِجُّونَ، وَمُبْغِضُوكَ قَدْ رَفَعُوا الرَّأْسَ. عَلَى شَعْبِكَ مَكَرُوا مُؤَامَرَةً، وَتَشَاوَرُوا عَلَى أَحْمِيَائِكَ. يعجون: يصدرون أصواتًا عالية مثل صوت الأمواج المتلاطمة في البحر المضطرب. أحميائك: من تحميهم. اجتمع أعداء شعب الله على الإساءة إليه؛ لذا قال "رفعوا الرأس" إذ لهم رأس واحد هي الشيطان والشر، وهم يصدرون أصواتًا عالية غير مفهومة، أي ليس لهم حجة في هياجهم على شعب الله، بل هو شيء قد ملأ قلوبهم على شعب الله البرئ، ونرى في هؤلاء الأعداء شرورًا كثيرة هي: تجمعوا بأعداد كبيرة ليحاربوا شعب الله. تكبروا على شعب الله؛ إذ رفعوا الرأس. كانوا خبثاء، فدبروا مؤامرات بمكر في الخفاء ضد شعب الله. أجروا مشاورات ومؤامرات كثيرة ليحدثوا ضررًا عظيمًا لأولاد الله. يستدر كاتب المزمور مراحم الله، إذ يقول له أن هؤلاء الأشرار أعداؤك ومبغضوك؛ ليقوم الله ويدافع عن شعبه، خاصة أنهم تجاسروا، واستهانوا بالله في الإساءة إلى شعبه. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 163718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَالُوا: «هَلُمَّ نُبِدْهُمْ مِنْ بَيْنِ الشُّعُوبِ، وَلاَ يُذْكَرُ اسْمُ إِسْرَائِيلَ بَعْدُ». لأَنَّهُمْ تَآمَرُوا بِالْقَلْبِ مَعًا. عَلَيْكَ تَعَاهَدُوا عَهْدًا. هؤلاء الأعداء اتحدوا معًا على إبادة شعب الله، وحذف اسمه من بين الشعوب. وقطعوا عهدًا بينهم على هذا؛ أي أنهم مصرون على شرهم، ونسوا أنهم يتحدون الله الذي لا يستطيع أحد أن يقف أمامه. هذه الآيات نبوة عما يحدث من الشياطين والأشرار ضد الكنيسة، ولكن كل مؤامراتهم تفشل لأن الله يحمي كنيسته وأولاده. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 163719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خِيَامُ أَدُومَ وَالإِسْمَاعِيلِيِّينَ، مُوآبُ وَالْهَاجَرِيُّونَ. جِبَالُ وَعَمُّونُ وَعَمَالِيقُ، فَلَسْطِينُ مَعَ سُكَّانِ صُورٍ. أَشُّورُ أَيْضًا اتَّفَقَ مَعَهُمْ. صَارُوا ذِرَاعًا لِبَنِي لُوطٍ. سِلاَهْ. يذكر آساف عددًا من الشعوب المعادية لشعب الله، فيظهر كثرتهم، وبالتالي صعوبة حروبهم، ولكن لأن الله يحمي أولاده، فقد استطاع داود أن ينتصر على كل الشعوب المحيطة به. وهذه الشعوب هي: أدوم: هم نسل عيسو، ويسكنون على جبال سعير التي تمتد من البحر الميت إلى خليج العقبة، وكانوا يسكنون في خيام. الإسماعيليين: نسل إسماعيل ابن إبراهيم من هاجر، وهي قبائل تتحرك في الصحراء بين مصر والخليج الفارسي. موآب: وهم نسل لوط وسكنوا شرق البحر الميت. الهاجريون: هي قبائل منسوبة لهاجر وتسكن شرق جلعاد التي تقع شرق نهر الأردن. جبال: هذه هي القبائل الجبلية التي سكنت في الجزء الشمالي من جبال سعير التي سكن فيها الآدوميون. العمونيين: هم أيضًا نسل لوط وسكنوا شرق نهر الأردن وشمال موآب. عماليق: قبائل سكنت في المناطق ما بين شمال شبه الجزيرة العربية حتى البحر الأبيض المتوسط. الفلسطينيين: سكنوا شرق البحر الأبيض المتوسط بمحاذاة الساحل. صور: أعظم مدينة تجارية في العالم، وتقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. آشور: دولة عظيمة عاصمتها نينوي وهي تقع على نهر دجلة شمال العراق، لكنها ضعفت تدريجيًا، وحلت محلها بابل، واستعان بها بنو لوط وهم شعبي موآب وبنى عمون السابق ذكرهم لمحاربة شعب الله. |
||||
15 - 06 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 163720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† لا تنزعج من كثرة الأعداء وحروب الشياطين فهي بلا قيمة أمام قوة الله الذي يحميك. فقط تمسك بصلواتك، وأثبت في كنيستك وأسرارك المقدسة. |
||||