22 - 02 - 2017, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 16361 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو اللاهوت الإصلاحي؟ الجواب: بصورة عامة، اللاهوت الإصلاحي يتضمن أي معتقد مسيحي ترجع أصوله إلى الإصلاح البروتستانتي والذي تم في القرن السادس عشر. وبطبيعة الحال فإن الإصلاحيين يرجعون أصول معتقداتهم للكتاب المقدس، كما هو في قانون "بالكتاب المقدس وحده"، ولذا فالحركة الإصلاحية ليس بمعتقد لاهوتي جديد ولكنه يسعى لمواصلة المذهب الرسولي (نسبة للرسل أي تلاميذ المسيح). وبوجه عام، يخضع اللاهوت الإصلاحي لسلطة الكتاب المقدس، وسيادة الله، والخلاص بالنعمة من خلال المسيح، وضرورة التبشير. ويسمى اللاهوت الإصلاحي أحياناً بلاهوت العهد حيث يركز على عهد الله مع آدم والعهد الجديد الذي تم من خلال يسوع المسيح (لوقا 20:22). سلطة الكتاب المقدس. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الكتاب المقدس موحى به وأنه كلمة الله وأن كلمة الله كافية في كل أمور الإيمان والممارسة. سيادة الله. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الله يحكم بسلطة تامة على كل الخليقة. ولقد سبق فعين كل الأمور ولذا فلا تزعجه الأحوال والظروف. وهذا لا يحد من إرادة الخليقة ولا يجعل الله مصدر الخطيئة. الخلاص بالنعمة. يعلم اللاهوت الإصلاحي أن الله بنعمته ورحمته الواسعة قرر فداء أناس لنفسه، وتخليصهم من الخطيئة والموت. والمعتقد الإصلاحي للخلاص يمثل عادة بخمس النقاط الكالفينية: الفساد التام. الإنسان عاجز تماماً في حالته الخاطئة وواقع تحت غضب الله ولا يمكنه إرضاؤه. والفساد التام أيضاً يعني أنه ليس من الطبيعي أن يسعى الإنسان لمعرفة الله، إلى أن يتكرم الله بنعمته ويدفعه لعمل ذلك (تكوين 5:6 وأرميا 9:17 ورومية 10:3-18). الاختيار الغير مشروط. منذ الأزل، اختار الله أن يخلص جمعاً كبيراً من الخطاة، ولا يقدر الإنسان على إحصائهم (رومية 29:8-30 و11:9 وأفسس 4:1-6 و11-12). الفداء المقصور. أيضاً يدعى "الفداء الخاص". فالمسيح أخذ عليه الحكم المستحق عن خطيئة المختارين ودفع بموته ثمن حياتهم. وهذا يعني أنه لم يجعل الفداء "ممكناً" ولكنه يمنحه للذن سبق فاختارهم (متى 21:1 ويوحنا 11:10 و9:17 وأعمال الرسل 28:20 ورومية 32:8 وأفسس 25:5). نعمة لا تقاوم. الإنسان بحالته الساقطة، يقاوم محبة الله، ولكن نعمة الله التي تعمل في قلبه تجعله يرغب ما قد سبق وقاومه. وهذا يرجع إلى أن نعمة الله لن تعجز عن تحقيق العمل الخلاصي في حياة المختارين (يوحنا 37:6 و44 و16:10). مثابرة القديسين. يحفظ الله قديسيه من السقوط، ولذا فخلاصهم أبدي (يوحنا 27:10-29 ورومية 29:8-30 وأفسس 3:1-14). أهمية التبشير. اللاهوت الإصلاحي يعلم أن المسيحيون يوجدون في العالم للتأثير على الآخرين روحياً من خلال التبشير واجتماعياً من خلال المعيشة المقدسة والأعمال الإنسانية. وبنود أخرى من اللاهوت الإصلاحي تتضمن احترام اثنين من المقدسات (المعمودية والتناول). ووجهة نظر انقطاع الهبات الروحية (أي أن الهبات الروحية لم تمتد للكنيسة اليوم)، ونظرة غير متغيرة لكتاب الله المقدس. ويضع اللاهوت الإصلاحي كتابات جون كالفن و جون نوكس وأولريش زوينجلي ومارتن لوثر محل التبجيل. كما يرتبط اعتراف وستمنستر ارتباطاً وثيقاً بمعتقدات اللاهوت الإصلاحي. ومن بعض الكنائس التي تتبع اللاهوت الإصلاحي، هي الكنيسة الإنجيلية، وبعض الكنائس المعمدانية. |
||||
22 - 02 - 2017, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 16362 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو اللاهوت الاستبدالي؟ الجواب: اللاهوت الاستبدالي يعلمنا أن الكنيسة قد حلت محل إسرائيل في خطة الله. ولا يؤمن معتنقي هذا الاعتقاد بأن اليهود هم مازالوا شعب الله المختار، ويؤمنوا بأن الله ليس لديه خطط محددة متعلقة بمستقبل شعب إسرائيل. وتنقسم جميع وجهات النظر المختلفة عن علاقة الكنيسة بإسرائيل إلى قسمين: إما أن الكنيسة هي استمرار لإسرائيل (اللاهوت الاستبدالي / أو لاهوت العهد)، أو أن الكنيسة مختلفة ومميزة تماماً عن إسرائيل ( معتقد ما قبل الملك الألفي). ويعلم اللاهوت الاستبدالي أن الكنيسة قد حلت محل شعب إسرائيل في خطة الله وأن الوعود العديدة التي أعطيت لشعب إسرائيل في الكتاب المقدس تتحقق اليوم في الكنيسة المسيحية ، وليس في إسرائيل. ولذلك، فالنبؤات في المذكورة في الكتاب المقدس عن البركة واسترجاع إسرائيل لأرض الموعد هي وعود "روحانية" أو "رمزية" لوعود الله بمباركة كنيسته. والمشكلة هنا تكمن في استمرار وجود شعب إسرائيل خلال العصور وقيام دولة إسرائيل الحديثة. فإن كان الله قد ندد بأفعال شعب إسرائيل، وأن كان لا يوجد مستقبل لشعب إسرائيل، فكيف يمكننا تفسير استمرار كينونة شعب إسرائيل لمدة ألفين عام بالرغم من المحاولات المتعددة لإبادتهم؟ وكيف يمكننا تفسير قيام دولة إسرائيل بالرغم من عدم وجودها لمدة 1900 عاماًً؟ وفكرة أن الكنيسة وشعب إسرائيل هما شيئين مختلفين تماماً هي فكرة موجودة في العهد الجديد. فنجد أن الكنيسة مختلفة عن شعب إسرائيل ولا يتم الخلط بين الاثنان أو يتم الإشارة عن واحدة عوضاً عن الأخرى. فالكتاب المقدس يعلمنا أن الكنيسة خليقة جديدة تماماً، وأنها تأسست يوم الخمسين وسيستمر وجودها حتى انتقالها للسماء يوم الاختطاف (أفسس 9:1-11 وتسالونيكي الأولى 13:4-17). والكنيسة لا علاقة لها ببركات ولعنات شعب إسرائيل. والعهود والوعود والتحذيرات المعطاة تنطبق فقط على شعب إسرائيل. ولقد نحى الله إسرائيل جانباً بصورة مؤقتة من خطته لمدة ال2000 عاماً الماضية. وبعد الاختطاف (تسالونيكي الأولى 13:4-18)، سيسترد الله شعب إسرائيل ويجعلهم محور خطته. وأول أحداث تلك الفترة سيكون يوم الضيقة العظيمة (سفر الرؤيا إصحاح 6-19). إذ سيتم محاكمة العالم لرفض المسيح، بينما يتم تجهيز شعب إسرائيل من خلال اضطرابات الضيقة العظيمة ورجوع المسيح الثاني . وعندما يرجع المسيح للأرض، في نهاية الضيقة، ستكون إسرائيل مستعدة للقاؤه. وستخلص الباقية المتبقية من شعب إسرائيل بعد وقت الضيقة، وسيؤسس الله مملكته على الأرض وستكون أورشليم عاصمتها. وسيملك المسيح كملك وستقود إسرائيل بقية الدول، وسيأتي ملوك وحكام الدول الأخرى لأورشليم لكي يعبدوا ويمجدوا ملكها – يسوع المسيح. وسترجع الكنيسة مع المسيح وتملك معه لمدة ألف عاماً حرفية (رؤيا يوحنا 1:20-5). ويعضد كل من العهدين القديم والجديد مفهوم ما قبل الألفية لخطة الله لشعب إسرائيل. كما وأن أهم الأدلة المعضدة لهذا الاعتقاد يمكننا أن نجدها في التعليم الواضح في سفر الرؤيا 1:20-7، حيث يكرر ستة مرات أن ملك المسيح سيدوم ألف عام. وبعد الضيقة العظيمة سيرجع المسيح للأرض ويؤسس مملكته مع شعب إسرائيل، وسيملك على الأرض وتقود إسرائيل الأمم. وستملك الكنيسة معه ألف عاماً حرفية. فنحن نعتقد أن الكنيسة لم تحل محل إسرائيل في خطة الله. وبينما يحول الله تركيزه للكنيسة فهو لم ينس عن شعب إسرائيل، وسيرجع يوماً ما شعب إسرائيل إلى الدور المعد لهم ما بين الأمم تبعاً لخطته (رسالة رومية الإصحاح 11). |
||||
22 - 02 - 2017, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 16363 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما المقصود بنقض الناموس؟ الجواب: إن نقض الناموس لاهوتياً يعني الإعتقاد بعدم وجود ناموس أخلاقي يتوقع الله أن يطيعه المسيحيين. إن مبدأ نقض الناموس يأخذ تعليم كتابي ويصل به إلى نتيجة غير كتابية. إن التعليم الكتابي يقول بأن المسيحيين ليسوا ملزمين بإتباع ناموس العهد القديم كوسيلة للخلاص. عندما مات المسيح على الصليب، فإنه قد إستوفى متطلبات ناموس العهد القديم (رومية 10: 4؛ غلاطية 3: 23-25؛ أفسس 2: 15). النتيجة غير الكتابية هي القول بأنه لا يوجد قانون أخلاقي يريد الله أن يطيعه المسيحيين. لقد تعامل الرسول بولس مع مشكلة نقض الناموس في رسالة رومية 6: 1-2 "فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟" إن أكبر هجوم على عقيدة الخلاص بالنعمة فقط هو أنها تشجع الخطية. قد يتساءل الناس قائلين: "إذا كنت قد خلصت بالنعمة وقد غفرت كل خطاياي، فلماذا لا أعيش بعد في الخطية؟" ذلك الرأي ليس نتيجة تجديد حقيقي لأن التجديد الحقيقي ينتج رغبة أكبر في طاعة الله. إن رغبة الله – ورغبتنا عندما نتجدد بالروح القدس – هي أن نسعى ونجاهد حتى لا نخطيء. نحن نريد أن نرضيه من منبع الإمتنان لنعمته وغفرانه. لقد أعطانا الله عطية نعمته غير المحدودة في الخلاص من خلال يسوع المسيح (يوحنا 3: 16؛ رومية 5: 8). ويكون رد فعلنا هو تكريس حياتنا له بناء على المحبة والعبادة والإمتنان لما فعله من أجلنا (رومية 12: 1-2). إن نقض الناموس أمر غير كتابي في أنه يسيء تفسير معنى عطية نعمة الله. سبب آخر يجعل نقض الناموس أمر غير كتابي هو أنه يوجد قانون أخلاقي يتوقع منا الله أن نطيعه. تقول رسالة يوحنا الأولى 5: 3 "فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً". ما هي هذه الوصايا التي يريدنا الله أن نطيعها؟ إنها ناموس المسيح – "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ" (متى 22: 37-40). كلا، نحن لسنا تحت ناموس العهد القديم. نعم، نحن تحت ناموس المسيح. إن ناموس المسيح ليس قائمة مطولة من القواعد القانونية. إنه ناموس المحبة. إذا كنا نحب الرب بكل قلوبنا ونفوسنا وفكرنا وقوتنا فإننا لن نفعل شيئاً لا يرضيه. إذا كنا نحب أقرباءنا كنفسنا، فلن نفعل شيئاً يؤذيهم. إن طاعة ناموس المسيح ليس شرطاً للحصول على الخلاص. إن ناموس المسيح هو ما يتوقعه الله من الشخص المسيحي. إن نقض الناموس يناقض كل ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس. يتوقع الله منا أن نعيش حياة تتميز بالأخلاق، والنزاهة، والمحبة. لقد حررنا الرب يسوع من وصايا ناموس العهد القديم الثقيلة، ولكن هذا ليس تصريحاً لإرتكاب الخطية، بل بالحري هو عهد النعمة. علينا أن نجاهد للتغلب على الخطية ونزرع البر معتمدين على معونة الروح القدس. يجب أن تكون نتيجة تحريرنا بالنعمة من متطلبات ناموس العهد القديم هو الحياة في طاعة ناموس المسيح. تعلن رسالة يوحنا الأولى 2: 3-6 " وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً". |
||||
22 - 02 - 2017, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 16364 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هي الأرمينية وهل هي كتابية؟ الجواب: الأرمينية هي عقيدة تحاول تفسير العلاقة بين سيادة الله وحرية إرادة البشر، خاصة في ما يتعلق بالخلاص. الأرمينية تأخذ إسمها من يعقوب أرمانيوس (1560-1609)، وهو لاهوتي هولندي. في حين تركز الكالفينية على سيادة الله، فإن الآرمينية تركز على مسئولية البشر. إذا حاولنا تلخيص الأرمينية في خمس نقاط، مماثلة لخمس نقاط الكالفينية، فإنها تتلخص في: (1)الفساد الجزئي – البشرية ملوثة بالخطية، ولكن ليس إلى حد عدم القدرة على إختيار الإتيان إلى الله من نفسنا. يمكن ان نختار قبول الخلاص أو رفضه دون أي تأثير من الله. ملحوظة هنا – إن الأرمينية الكلاسيكية ترفض "الفساد الجزئي" ولها نظرة قريبة جداً من نظرة الكالفينية أي "الفساد الكلي". (2)الإختيار المشروط – إختار الله من سيخلصون بناء على معرفة مسبقة بمن سيؤمنون. (3)فداء غير محدود – مات المسيح لأجل الجميع، حتى غير المختارين والذين لا يؤمنون. كان موت المسيح من أجل كل البشر، وأي شخص يمكن أن يخلص بالإيمان به. (4)نعمة يمكن أن تقاوم – إن دعوة الله للخلاص يمكن أن تقاوم أو ترفض. يمكننا أن نقاوم دعوة الله للخلاص إذا أردنا. (5) الخلاص المشروط – يمكن أن يفقد المؤمنين خلاصهم إذا إستمروا في حياة الخطية أو إبتعدوا عن الله. مطلوب من المؤمن أن يحافظ على خلاصه. ملاحظة – ينكر كثير من الأرمينيين "الخلاص المشروط" ويتمسكون بـ "الضمان الأبدي". إن النقطة الوحيدة في العقيدة الأرمينية التي يؤمن الكالفينيين أصحاب النقاط الأربعة بأنها كتابية هي النقطة رقم 3 – الفداء غير المحدود. تقول رسالة يوحنا الأولى 2: 2 "وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً". وتخبرنا رسالة بطرس الثانية 2: 1 أن يسوع إشترى حتى الأنبياء الكذبة المحكوم عليهم بالموت: "وَلَكِنْ كَانَ أَيْضاً فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكاً سَرِيعاً". إن خلاص المسيح بالتأكيد متاح لأي شخص وكل شخص يؤمن به. لم يمت المسيح فقط من أجل الذين سيخلصون. إن الكالفينية القائمة على أربعة نقاط تجد النقاط الأربعة الأخرى في الكالفينية غير كتابية بدرجات متفاوتة. تقدم رسالة رومية 3: 10-18 حجة قوية على الفساد الكامل. إن الإختيار المشروط ينتقص من سيادة الله الكاملة (رومية 8: 28-30). كمأ أن النعمة التي يمكن مقاومتها تنتقص من قدرة وتصميم الله. والخلاص المشروط يجعل الخلاص مكافأة على العمل الصالح وليس عطية النعمة (أفسس 2: 8-10). رغم وجود عيوب في كلا النظامين، فإن الكالفينية كتابية بقدر أكبر من الأرمينية. ولكن كلا النظامين يفشلان في تقديم تفسير وافٍ للعلاقة بين سيادة الله وحرية إرادة الإنسان – بسبب أنه مستحيل للذهن البشري المحدود أن يستوعب مفهوماً يدركه الله فقط بصورة كاملة. |
||||
22 - 02 - 2017, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 16365 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي العهود في الكتاب المقدس؟ الجواب: يتحدث الكتاب المقدس عن سبعة عهود مختلفة، أربعة منها (الإبراهيمي، الفلسطيني، الموسوي، الداوودي) قطعها الله مع شعب إسرائيل وثلاثة منها بطبيعتها غير مشروطة. أي أنه بغض النظر عن طاعة شعب إسرائيل أو عصيانهم، فإن الله سيحقق هذه العهود مع إسرائيل. أحد العهود، وهو العهد الموسوي، هو عهد مشروط. أي أن العهد سيجلب إما البركة أو اللعنة وفقاً لطاعة شعب إسرائيل أو عصيانهم. والثلاث عهود الأخرى (آدم، نوح، والعهد الجديد) قطعها الله مع البشرية بصورة عامة وليست محدودة بشعب إسرائيل. عهد آدم يمكن أن ينظر إليه في جزئين: عهد عدن (البراءة) وعهد آدم (النعمة) (تكوين 3: 16-19). نجد عهد عدن في تكوين 1: 26-30؛ 2: 16-17. وقد حدد عهد عدن مسئولية الإنسان تجاه الخليقة وأمر الله بخصوص شجرة معرفة الخير والشر. تضمن عهد آدم اللعنات على الجنس البشري بسبب خطية آدم وحواء وكذلك تدبير الله من أجل تلك الخطية (تكوين 3: 15). عهد نوح كان عهداً غير مشروط بين الله ونوح (بصورة خاصة) والبشرية (بصورة عامة). بعد الطوفان وعد الله البشر أنه لن يدمر الحياة على الأرض بالطوفان مرة ثانية (أنظر تكوين 9). وأعطى الله قوس القزح كعلامة على العهد، وهو وعد بعدم إغراق الأرض ثانية بالطوفان وتذكار بأن الله يقدر وسوف يدين الخطية (بطرس الثانية 2: 5). العهد الإبراهيمي (تكوين 12: 1-3، 6-7؛ 13: 14-17؛ 15؛ 17: 1-14؛ 22: 15-18). في هذا العهد وعد الله إبراهيم بأشياء كثيرة. لقد وعده شخصياً بأنه سيجعل إسم إبراهيم عظيماً (تكوين 12: 2)، وأن إبراهيم سيكون أباً لأولاد كثيرين بالجسد (تكوين 13: 16)، وأنه سيكون أباً لأمم كثيرة (تكوين 17: 4-5). كذلك أعطاه الله وعوداً خاصة بأمة تسمى إسرائيل. في الواقع، إن الحدود الجغرافية للعهد الإبراهيمي مذمورة في أكثر من موضع في سفر التكوين (12: 7؛ 13: 14-15؛ 15: 18-21). وأيضاً مما تضمنه العهد الإبراهيمي الوعد بأن كل عائلات العالم ستتبارك من خلال نسل إبراهيم (تكوين 12: 3؛ 22: 19). وهذه إشارة إلى المسيا، الذي سيأتي من نسل إبراهيم. العهد الفلسطيني (تثنية 30: 1-10). إن العهد الفلسطيني يتوسع في موضوع الأرض الذي ذكر بالتفصيل في العهد الإبراهيمي. وفقاً لشروط هذا العهد، فإنه لو عصى الناس الله، فإنه سيجعلهم يتشتتون حول العالم (تثنية 30: 3-4)، ولكنه في النهاية سوف يرد الأمة (الآية 5). عندما يتم رد الأمة، فإنهم سيطيعونه تماماً (الآية 8)، وسوف يجعلهم الله يزدهرون (الآية 9). العهد الموسوي (تثنية 11). كان العهد الموسوي عهداً مشروطاً، فهو إما يجلب بركة الله المباشرة نتيجة الطاعة، أو لعنة الله المباشرة على شعب إسرائيل لعدم الطاعة. كانت العهد الموسوي يتضمن الوصايا العشر (خروج 20) وأيضاٍ باقي الناموس، الذي يضم أكثر من 600 وصية – حوالي 300 إيجابية و300 سلبية. تفصل الأسفار التاريخية من العهد القديم (يشوع – إستير) كيف نجح شعب إسرائيل في طاعة الناموس أو كيف فشلوا بفداحة في طاعته. يشرح سفر التثنية 11: 26-28 فكرة البركة واللعنة. العهد الداوودي (صموئيل الثاني 7: 8-16). يوضح العهد الداوودي جانب "النسل" في العهد الإبراهيمي. إن الوعود المعطاة لداوود هنا مهمة جداً. يعد الله بأن نسل داوود يبقى إلى الأبد وأن مملكنه لن تندثر إلى الأبد (الآية 16). من الواضح، أن عرش داوود لم يكن قائماً طوال الوقت. لكن سيأتي وقت، يجلس فيه مرة ثانية شخص من نسل داوود على العرش ويحكم كملك. هذا الملك هو الرب يسوع (لوقا 1: 32-33). العهد الجديد (إرميا 31: 31-34). إن العهد الجديد هو عهد قطع أولاً مع شعب إسرائيل ومن ثم مع كل البشرية. في العهد الجديد يعد الله أن يغفر الخطايا وأن تنتشر معرفة المسيح في كل العالم. جاء يسوع المسيح لإكمال ناموس موسى (متى 5: 17) وخلق عهداً جديداً بين الله وشعبه. والآن بما أننا تحت العهد الجديد، فإن اليهود والأمم كليهما يمكن أن يصيروا أحراراً من عقاب الناموس. أعطيت لنا الآن الفرصة لقبول الخلاص كهبة مجانية (أفسس 2: 8-9). في إطار دراسة العهود في الكتاب المقدس توجد بعض الموضوعات التي لا يتفق حولها المسيحيين. أولاً، يعتقد البعض أن كل العهود مشروطة بطبيعتها. فإذا كانت العهود مشروطة يكون شعب إسرائيل قد فشل فشلاً ذريعاً في الإلتزام بها. يعتقد آخرون أن العهود غير المشروطة لم تتحقق بعد بالكامل، وبعض النظر عن عصيان شعب إسرائيل فإنها ستتحقق في وقت ما في المستقبل. ثانياً، كيف ترى كنيسة يسوع المسيح هذه العهود؟ يعتقد البعض أن الكنيسة تستوفي العهود، ولن يتعامل الله مع شعب إسرائيل ثانية أبداً. هذا يسمى لاهوت الإستبدال ولا سند كتابي له. ويؤمن آخرين أن الكنيسة سوف تتحقق معها هذه العهود سواء بشكل مبدئي أو جزئي. في حين أن كثير من العهود من جهة إسرائيل ما زالت متعلقة بالمستقبل، يؤمن الكثيرين أن الكنيسة تشارك في هذه العهود بصورة ما. بينما يرى البعض أن العهود خاصة بإسرائيل وحدها، وأن الكنيسة ليس لها أي دخل بهذه العهود. |
||||
22 - 02 - 2017, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 16366 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو لاهوت تحرير السود؟ الجواب: إن لاهوت تحرير السود متفرع من لاهوت التحرير في أمريكا الجنوبية والذي هو إنساني بصورة عامة ويحاول تطبيق اللاهوت المسيحي على ضيقة الفقراء. يركز لاهوت تحرير السود على الأفارقة بصورة عامة، والأمريكيين من أصل أفريقي بصورة خاصة لتحريرهم من كل أشكال القيود والظلم سواء كانت حقيقية أم متصورة، وسواء كانت إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية أو دينية. إن هدف لاهوت تحرير السود هو "جعل المسيحية حقيقية بالنسبة للسود". إن الخطأ الأساسي في لاهوت تحرير السود هو المحور الذي تقوم عليه. يحاول لاهوت تحرير السود تركيز المسيحية في التحرر من الظلم الإجتماعي هنا والآن، بدلاً من الحياة الأبدية. أما يسوع فقد علمنا العكس تماماً: "مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 18: 36). فهل لقي السود/الأفارقة وخاصة الأمريكيين من أصل أفريقي معاملة ظالمة، شريرة في التاريخ القريب؟ بكل تأكيد! هل يجب أن يكون أحد نتائج رسالة الإنجيل نهاية العنصرية، والتمييز، والتحيز، وعدم المساواة؟ مخرة أخرى نقول نعم بكل تأكيد (غلاطية 3: 28)! هل التحرير من الظلم الإجتماعي مبدأ جوهري في الإنجيل؟ كلا. إن رسالة الإنجيل هي هذه: كلنا ملوثين بالخطية (رومية 3: 23). كلنا نستحق الإنفصال الأبدي عن الله (رومية 6: 23). مات المسيح على الصليب، آخذاً العقاب الذي نستحقه نحن (كورنثوس الأولى 5: 21؛ يوحنا الأولى 2: 2)، وبذلك صنع تدبيراً لخلاصنا. ثم قام المسيح من الموت، مبيناً أن موته كان بالحق ثمناً كافياً لعقوبة الخطية (كورنثوس الأولى 15: 1-4). إذا وضعنا ثقتنا في المسيح كمخلص، ننال غفران جميع خطايانا، ونمنح الدخول إلى السماء بعد الموت (يوحنا 3: 16). هذا هو الإنجيل. هذا هو محور إرتكازنا. هذا هو علاج ما يعصف بالبشرية حقاً. عندما يقبل الإنسان يسوع مخلصاً، فإنه يصبح خليقة جديدة (كورنثوس الثانية 5: 17)، ويبدأ سكنى الروح القدس فيه عملية تشكيل ليصبح الإنسان مشابهاً لصورة المسيح (رومية 12: 1-2). من خلال عملية التغيير هذه فقط يمكن التغلب فعلاً على العنصرية. إن لاهوت تحرير السود يفشل لأنه يهاجم الأعراض دون معالجة المرض. إن الخطية/السقوط هو المرض؛ العنصرية هي مجرد أحد الأعراض الكثيرة. إن رسالة الإنجيل هي عمل المسيح الكفاري من أجل خطايانا والخلاص المتاح بالإيمان. إن نهاية العنصرية تكون نتيجة قبول الناس للمسيح مخلصاً حقيقياً، ولكن العنصرية في حد ذاتها ليست موضوع الإنجيل. بسبب التركيز الزائد على المشاكل العنصرية، فإن إحدى النتائج السلبية للاهوت تحرير السود هو الفصل بين المجتمعات المسيحية للبيض والسود، وهذا غير كتابي بالمرة. جاء المسيح إلى الأرض لكي يوحد كل من يؤمنون به في كنيسة واحدة جامعة، أي جسده الذي هو رأسه (أفسس 1: 22-23). يشترك أعضاء جسد المسيح برباط مشترك مع كل المؤمنين الآخرين، بغض النظر عن الخلفية، أو العرق، أو الجنسية. "لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ" (كورنثوس الأولى 12: 25). فيجب أن يكون لنا فكر واحد، إذ لنا فكر المسيح، وأن يكون لنا هدف واحد، هو تمجيد الله بتنفيذ إرسالية المسيح "إذهبوا إلى العالم أجمع" ونخبر الآخرين عنه، ونكرز بالأخبار السارة ونعلم الآخرين أن يطيعوا وصاياه (متى 28: 19-20). يذكرنا المسيح أن أعظم وصيتين هما أن نحب الله ونحب الآخرين كأنفسنا، بغض النظر عن الجنس أو العرق (متى 22: 36-40). |
||||
22 - 02 - 2017, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 16367 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الكالفينية وهل هي كتابية؟ ما هي النقاط الخمسة التي تقوم عليها الكالفينية؟ الجواب: يمكن تلخيص النقاط الخمسة التي تقوم عليها الكالفينية في التالي: الفساد الكامل، والإختيار غير المشروط، والفداء المحدود، والنعمة التي لا تقاوم، ومثابرة أو جهاد القديسين. فيما يلي تعريف كل منها والمرجع الكتابي الذي يستند عليه الكالفينيين في إثبات عقيدتهم: الفساد الكامل: نتيجة لسقوط آدم، تأثر الجنس البشري كله؛ كل البشرية أموات بالذنوب والخطايا. الإنسان لا يستطيع أن يخلص نفسه (تكوين 6: 5؛ إرميا 17: 9؛ رومية 3: 10-18). الإختيار غير المشروط – بسبب كون الإنسان ميت بالخطية، فهو غير قادر أن يبادر بالتجاوب مع الله؛ لذلك، إختار الله أناس معينين للخلاص منذ الأزل. فالإختيار والتعيين المسبق غير مشروطين؛ فهما لا يعتمدان على إستجابة الإنسان (رومية 8: 29-30؛ 9: 11؛ أفسس 1: 4-6، 11-12) لكون الإنسان غير قادر على الإستجابة أو أنه لا يريد أن يتجاوب. الفداء المحدود – لأن الله قد حدد أناساً معينين للخلاص نتيجة إختيار الله غير المشروط، فقد قرر أن يموت المسيح من أجل المختارين فقط. فكل من إختارهم الله ومات المسيح من أجلهم سيخلصون (متى 1: 21؛ يوحنا 10: 11؛ 17: 9؛ أعمال الرسل 20: 28؛ رومية 8: 32؛ أفسس 5: 25). النعمة التي لا تقاوم – إن الله يجذب إلى نفسه الذين إختارهم من خلال النعمة التي لا تقاوم. يجعل الله الإنسان مستعداً أن يأتي إليه. عندما ينادي الله يتجاوب الإنسان معه (يوحنا 6: 37، 44؛ 10: 16). مثابرة القديسين – إن الأشخاص المعينين الذين إختارهم الله وجذبهم إليه بالروح القدس سيثبتون في الإيمان. لن يفقد أي من الذين إختارهم الله؛ فهم مضمونون إلى الأبد (يوحنا 10: 27-29؛ رومية 8: 29-30؛ أفسس 1: 3-14). في حين أن كل هذه العقائد لها أساس كتابي، إلا أن الكثيرين يرفضونها أو البعض منها. إن من يدعون الكالفينيين "المؤمنين بأربع نقاط" يقبلون الفساد الكامل، والإختيار غير المشروط، والنعمة التي لا تقاوم، وثبات القديسين كتعاليم كتابية. فالإنسان خاطيء بلا شك وغير قادر على الإيمان بالله من ذاته. الله يختار الناس بناء على إرادته فقط – الإختيار ليس مؤسساً على أي ميزة في الشخص المختار. وكل الذين يختارهم الله سيؤمنون. وكل المولودين ثانية حقيقة سوف يثبتون في إيمانهم. ولكن بالنسبة للفداء المحدود، فإنهم يؤمنون أن الفداء غير محدود، قائلين بأن يسوع مات من أجل خطايا كل العالم، ليس فقط من أجل خطايا المختارين. "وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً" (يوحنا الأولى 2: 2). ومن الآيات الأخرى التي تعارض الفداء المحدود يوحنا 1: 29؛ 3: 16؛ تيموثاوس الأولى 2: 6؛ بطرس الثانية 2: 1. ولكن الكالفينيين المؤمنين بالنقاط الخمسة يرون عيوب في الكالفينية الرباعية. يقولون أولاً أنه إذا كان الفساد الكامل صحيحاً، فلا يمكن أن يكون الفداء غير المشروط صحيحاً، فإذا كان المسيح قد مات من أجل خطايا الجميع، يكون فداؤه لشخص ما يعتمد على "قبول" ذلك الشخص للمسيح. وحيث أننا رأينا من الوصف السابق للفساد الكامل فإن الإنسان في حالته الطبيعية ليس لديه المقدرة على إختيار الله، بل ولا يريد ذلك. بالإضافة لذلك، إذا كان الفداء غير المحدود صحيحاً، فإن الجحيم سيكون ممتائاً بأناس مات المسيح من أجلهم. يكون قد سفك دمه هباء من أجلهم. بالنسبة للكالفينيين المؤمنين بالنقاط الخمسة فإن هذا مستحيل. الرجاء ملاحظة أن هذا المقال مجرد ملخص قصير للنقاط الخمسة في الكالفينية. ومن أجل نظرة أكثر عمقاً الرجاء مراجعة مقالات: الفساد الكامل، والإختيار غير المشروط، والفداء المحدود، والنعمة التي لا تقاوم، وثبات القديسين |
||||
22 - 02 - 2017, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 16368 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي التوافقية؟ الجواب: التوافقية هي محاولة للمصالحة بين الفرضية اللاهوتية بأن كل حدث يقرر أو يعين أو يفرض من الله (أي التقرير وليس الحتمية) – مع إرادة الإنسان الحرة. ولكونه إنتشر أساساً من نظرة فلسفية لدى الرواقيين اليونانيين وفيما بعد بواسطة العديد من الفلاسفة مثل توماس هوبز وديفيد هيوم، ومن نظرة لاهوتية لدى لاهوتيين مثل القديس أوغسطينوس وجون كالفن، فإن مفهوم التوافقية بلإرادة الحرة يقول بأنه رغم أن حرية إرادة الإنسان تبدو غير متوافقة مع فرضية الحتمية، فإن كليهما موجود و"متواءم" مع الآخر. إن أساس مفهوم حرية الإرادة في إطار التوافقية يعتمد على الطريقة التي يتم بها تعريف "الإرادة". من وجهة نظر لاهوتية، فإن تعريف الإرادة يتم في ضوء الحق الكتابي المعلن عن الخطية الأصلية وفساد الإنسان. هذان الحقان يجعلان تعريف "الإرادة" في حالة الإنسان الساقط هو أنه "مقيد بالخطية" (أعمال الرسل 8: 23)، و "عبد للخطية" (يوحنا 8: 34؛ رومية 6: 16-17) ويخضع فقط "لسيده" الذي هو الخطية (رومية 6: 14). وهكذا، رغم أن إرادة الإنسان "حرة" لتفعل ما تشاء، فإنها تشاء أن تتصرف وفقاً لطبيعتها، وحيث أن طبيعة الإرادة الساقطة هي الخطية، فإن كل رغبات أفكار قلب الإنسان الساقط هي "شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ" (تكوين 6: 5؛ تكوين 8: 11). لكونه متمرد بطبيعته ضد كل ما هو صالح روحياً (رومية 8: 7-8؛ كورنثوس الأولى 2: 14)، "إِنَّمَا يَطْلُبُ التَّمَرُّدَ" (أمثال 17: 11). فالإنسان أساساً "حر" أن يفعل ما يريد، وهو يفعل ذلك بالضبط، ولكن الإنسان لا يستطيع أن يفعل ما يناقض طبيعته. فما "يريده" الإنسان يخضع ويتحدد فقط بناء على طبيعته. هنا تفرق نظرية التوافقية بين كون الإنسان يملك إرادة حرة وبين كونه "حراً". الإنسان "حر" أن يختار ما تمليه طبيعته أو قوانين الطبيعة. فمثلاً تمنع قوانين الطبيعة الإنسان من التحليق أو الطيران، ولكن هذا لا يعني أن الإنسان ليس حراً. فالإنسان حر فقط أن يعمل ما تسمح به طبيعته أو قوانين الطبيعة. ومن الناحية اللاهوتية، فرغم أن الإنسان الطبيعي لا يقدر أن يخضع نفسه لقانون الله (رومية 8: 7-8) ولا يقدر أن يأتي إلى المسيح ما لم يجذبه الآب إليه (يوحنا 6: 44)، فإن الإنسان الطبيعي يتصرف بحرية وفقاً لطبيعته. فهو بحرية يقمع الحق في عدم البر (رومية 1: 18) لأن طبيعته تجعله غير قادر على شيء آخر (أيوب 15: 14-16؛ مزمور 14: 1-3؛ 53: 1-3؛ إرميا 13: 23؛ رومية 3: 10-11). ويمكن أن نجد مثالين يوضحان تأكيد المسيح لهذا المبدأ في متى 7: 16-27 ومتى 12: 34-37). مع التمييز بين حرية الفرد وحرية الإرادة، فإن النظرية التوافقية تتعامل بعد ذلك مع طبيعة حرية الإنسان في إطار النظرية اللاهوتية المعروفة بالحتمية و / أو الحق الكتابي حول طبيعة الله كلي المعرفة. الموضوع الأساسي هو كيف يمكن أن يكون الإنسان مسئولاً عن أفعاله إذا كانت أفعاله ستحدث لا محالة (أي أن المستقبل غير قابل للتغيير) ولم يكن ممكناً أن يحدث غير ما قد حدث. رغم وجود مقاطع كتابية عديدة بهذا الشأن، إلا أنه توجد ثلاث مقاطع رئيسية نتأمل بها. قصة يوسف وإخوته المقطع الأول هو قصة يوسف وإخوته (تكوين 37). كان إخوة يوسف يكرهونه بسبب أن يعقوب أباهم أحب يوسف أكثر من أبنائه الآخرين (تكوين 37: 3) وبسبب أحلام يوسف وتفسيرها (تكوين 37: 5-11). وقد إنتهز إخوة يوسف الفرصة وباعوه عبداً للتجار المديانيين المسافرين. ثم غمسوا قميصه بدم جدي مذبوح لكي يخدعوا والدهم ويجعلوه يعتقد أن يوسف قد هاجمه وحش (تكوين 37: 18-33). بعد سنوات كثيرة، كان الرب خلالها قد بارك يوسف، قابله إخوته في مصر وأعلن يوسف عن نفسه لإخوته (تكوين 45: 3-4). إن حوار يوسف مع إخوته هو المهم في موضوعنا هنا: "فَالْانَ لَيْسَ انْتُمْ ارْسَلْتُمُونِي الَى هُنَا بَلِ اللهُ. وَهُوَ قَدْ جَعَلَنِي ابا لِفِرْعَوْنَ وَسَيِّدا لِكُلِّ بَيْتِهِ وَمُتَسَلِّطا عَلَى كُلِّ ارْضِ مِصْرَ" (تكوين 45: 8). المدهش والمفاجيء في هذه العبارة هي أن يوسف كان في الواقع قال سابقاً أن إخوته باعوه إلى مصر (تكوين 45: 4-5). وبعد عدة إصحاحات نرى مبدأ التوافقية: "انْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّا امَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْبا كَثِيرا" (تكوين50: 20). تقول القصة في سفر التكوين أن إخوة يوسف هم الذين باعوه بالفعل إلى مصر. ولكن يوسف يوضح أن الله الذي فعل ذلك. إن من يرفضون مبدأ التوافقية قد يقولون أن هذه الآية تقول ببساطة أن الله "إستخدم" أفعال إخوة يوسف للخير. ولكن ليس هذا ما يقوله النص الكتابي. يخبرنا تكوين 45 – 50 أنه (1) إخوة يوسف أرسلوه إلى مصر، (2) الله أرسل يوسف إلى مصر، (3) إخوة يوسف كان لديهم دوافع شريرة في إرساله إلى مصر، (4) الله كانت لديه دوافع صالحة في إرساله يوسف إلى مصر. فالسؤال هو، من الذي أرسل يوسف إلى مصر؟ الإجابة المدهشة هي أن الله وإخوة يوسف معاً أرسلوه إلى مصر. إنه فعل واحد نفذه طرفين، الإخوة والله في نفس الوقت. إرسالية آشور المقطع الثاني الذي يبين التوافقية موجود في إشعياء 10، وهو مقطع تحذير نبوي لشعب الله. تحقيقاً لوعده في تثنية 28 -29 كان الله يرسل أمة لعقاب شعبه على خطاياهم. يقول إشعياء 10: 6 أن آشور هم عصا غضب الله، "أُرْسِلُهُ" ضد شعب الله "لِيَغْتَنِمَ غَنِيمَةً وَيَنْهَبَ نَهْباً وَيَجْعَلَهُمْ مَدُوسِينَ كَطِينِ الأَزِقَّةِ". ولكن لاحظ ما يقوله الله عن آشور: "أَمَّا هُوَ (آشور) فَلاَ يَفْتَكِرُ هَكَذَا وَلاَ يَحْسِبُ قَلْبُهُ هَكَذَا. بَلْ فِي قَلْبِهِ أَنْ يُبِيدَ وَيَقْرِضَ أُمَماً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ" (إشعياء 10: 7). كان قصد الله من الغزو الآشوري هو إنزال دينونته المبررة ضد الخطية، وكان قصد الآشوريين هو "إبادة وتدمير أمم كثيرة". الهدفين مختلفين، وطرفين يعملان لتحقيق الهدف، في فعل واحد فريد. عندما نكمل قراءة هذا المقطع، نجد الله يعلن أنه بالرغم من أنه هو الذي قرر وأمر بهذا الدمار (إشعياء 10: 23)، إلا أنه سيعاقب الآشوريين أيضاً بسبب "ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ" (إشعياء 10: 12؛ إشعياء 10: 15). رغم أن الله نفسه في عصمته حدد دينونة الشعب العاصي، إلا أنه يعتبر من نفذوا الدينونة مسئولين عن أفعالهم. صلب المسيح المقطع الثالث في الكتاب المقدس الذي يبين التوافقية موجود في أعمال الرسل 4: 23-28. كما أعلن أعمال الرسل 2: 23-25 فإن موت المسيح على الصليب تم تنفيذه حسب "مَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ". وأيضاً يكشف أعمال الرسل 4: 27-28 أن أفعال هيرودس، وبيلاطس البنطي، والأمم، وشعب إسرائيل قد حددها وقررها الله نفسه لتحدث إذ "إجتمعوا معاً" ضد المسيح وأنهم عملوا "كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ". رغم أن الله قد قرر أن المسيح سيموت، فإن المسئولين عن موته كانوا مسئولين عن أفعالهم. لقد قام أشرار بقتل المسيح "أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ" (إشعياء 53: 10). مرة أخرى ، إن إجابة السؤال "من الذي قتل المسيح؟" هي كل من الله والأشرار – هدفين يحققهما طرفين بفعل واحد. توجد مقاطع أخرى من الكتاب المقدس ذات صلة بمبدأ التوافقية، مثل أن الله يقسي قلوب الأفراد (خروج 4: 21؛ يشوع 11: 20؛ إشعياء 63: 17). في حين تبدو التوافقية غريبة أو مدهشة بالنسبة لنا (أيوب 9: 10؛ إشعياء 55: 8-11؛ رومية 11: 33)، هذا الحق أعلنه الله نفسه كوسيلة للتوافق بين قراره الإلهي وإرادة الإنسان. الله يسود على كل الأشياء (مزمور 115: 3؛ دانيال 4: 35، متى 10: 29-30)، الله يعلم كل شيء (أيوب 37: 16؛ مزمور 147: 5؛ يوحنا الأولى 3: 19-20)، والإنسان مسئول عن أفعاله (تكوين 18: 25؛ أعمال الرسل 17: 31؛ يهوذا 1: 15). فعلاً، طرق الله عجيبة وتعلو عن فهمنا (أيوب 9: 10؛ رومية 11: 33)، ولذلك يجب أن نثق في الرب بكل قلوبنا ولا نعتمد على فهمنا (أمثال 3: 5-6). |
||||
22 - 02 - 2017, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 16369 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الفرضية الكونية لإثبات وجود الله؟ الجواب: إن الفرضية الكونية تحاول إثبات وجود الله عن طريق ملاحظة الكون من حولنا. وتبدأ بما هو واضح في الواقع: الأشياء موجودة. ثم القول بأن سبب وجود هذه الأشياء لا بد وأنه أمر "إلهي". إن هذه الحجج تعود إلى أفلاطون وقد إستخدمها الفلاسفة واللاهوتيين المعروفين منذ ذلك الوقت. في القرن العشرين، لحق العلم أخيراً بركب اللاهوتيين عندما تم إثبات أن الكون لابد أن كانت له بداية. لذلك، اليوم، فإن النظريات الكونية تعتبر عويصة بالنسبة لغير الفلاسفة. يوجد شكلين أساسيين لهذه الفرضيات، وأسهل طريقة لفهمها ربما يكونان "الرأسي" و "الأفقي". هذه التسميات تشير إلى الإتجاه التي تأتي منه الأسباب. في الشكل الرأسي، الحجة هي أن كل شيء مخلوق يتشكل له سبب الآن (تخيل خط زمني برأس سهم يشيء صاعداً من الكون إلى الله). والنسخة الأفقية تبين أنه لا بد من وجود سبب للخليقة من البداية (تخيل نفس الخط الزمني ولكن رأس السهم يشير إلى الخلف إلى نقطة بداية في الزمن). إن الفرض الأفقي أقرب للفهم لأنه لا يتطلب الكثير من الفلسفة. الحجة الأساسية هي أن كل الأشياء التي لها بداية لابد أن لها سبب. الكون كانت له بداية؛ لذلك الكون له سبب. وذلك السبب، لوجوده خارج كل الكون، هو الله. قد يقول قائل أن بعض الأشياء تخلق من أشياء أخرى، ولكن هذا لا يحل المشكلة. وذلك لأن تلك الأشياء الأخرى لا بد وأن لها أسباب أيضاً، ولا يمكن أن يمتد ذلك إلى الأبد. دعونا ننظر إلى الأشجار كمثل: كل الأشجار بدأ وجودها في نقطة معينة (لأنها لم تكن موجودة منذ الأزل). كل شجرة لها بدايتها في بذرة (أي "سبب" وجود الشجرة). ولكن كل بذرة كان لها بداية ("سبب") في شجرة أخرى. لا يمكن أن توجد سلسلة لانهائية من شجرة – بذرة – شجرة – بذرة، لأنه لا توجد سلسلة لانهائية – فلا يمكن أن تستمر إلى الأبد. فكل السلاسل محددة وفقاً لتعريفها. فلا يوجد ما يسمى رقم لانهائي، لأنه حتى السلسلة الرقمية محدودة (رغم أنك يمكن أن تستمر في إضافة رقم آخر إليها إلا أنك بذلك أيضاً تكون عند رقم معين). فإذا وجدت نهاية، فإنها لا تكون غير محدودة. كل السلاسل لها طرفين في واقع الأمر – طرف البداية وطرف النهاية (حاول أن تتخيل عصا بطرف واحد!). ولكن إذا لم يوجد سبب أصلي، فإن حلقات الأسباب لم تكن لتبدأ. لذلك، يوجد في البداية على الأقل سبب أولي – وهو سبب لم تكن له بداية. وهذا السبب الأول هو الله. الشكل الرأسي أصعب قليلاً على الفهم، لكنه أكثر قوة لأنه يبين أن الله لم يكن فقط سبب "سلسلة الأسباب" في البداية، لكن لابد أنه مازال هو سبب وجود الأشياء الآن. مرة أخرى نبدأ بملاحظة أن الأشياء موجودة. ثم بعد ذلك، في حين نميل غالباً إلى التفكير بأن الوجود صفة "تمتلكها" الأشياء – أنه ما أن يخلق شيء ما، فإن الوجود هو جزء من كيانه – ولكن ليس هذا هو الحال. تأمل في المثلث. يمكننا أن نقوم بتعريف طبيعة المثلث على أنه "شكل مسطح يتشكل بتوصيل ثلاث نقاط ليست على خط مستقيم بإستخدام مقاطع خط مستقيم". لاحظ ما ينقص هذا التعريف: الوجود. هذا التعريف لشكل المثلث يظل صحيحاً حتى في عدم وجود أية مثلثات على الإطلاق. لذلك، إن طبيعة المثلث لا تضمن أنه موجود (مثل الفرس أحادي القرن – نحن نعرف ما هو ولكن هذا لا يجعله موجوداً). ولأن الوجود ليس جزءاً من طبيعة المثلث، فإنه يجب أن يكون هناك شيء موجود أصلاً ويكون السبب في وجود المثلثات (يجب أن يرسم شخص ما المثلث على قطعة من الورق). فالمثلث موجود بسبب شيء آخر والذي له بدوره سبب. وهذا لا يمكن أن يمتد إلى الأبد (لا سلاسل لانهائية). لذلك، لا بد من وجود شيء لا يحتاج إلى ما يسبب وجوده لكي يمنح كل شيء آخر وجوداً. والآن طبق هذا المثال على كل شيء في الوجود. هل يوجد أي شيء منه من ذاته؟ كلا. فالكون لم يكن بحاجة فقط إلى سبب أول لكي يبدأ، ولكنه يحتاج إلى شيء يمنحه وجوداً الآن. الأمر الوحيد الذي ليس بحاجة إلى ما يمنحه وجوداً هو الشيء الموجود بطبيعته. هو الوجود نفسه. هذا الشيء سيكون دائماً موجوداً، وليس له سبب، ولا بداية، ولا حدود، وهو خارج الزمن ولانهائي. هذا هو الله نفسه! |
||||
22 - 02 - 2017, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 16370 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هم مختاري الله؟ الجواب: الأمر ببساطة أن "مختاري الله" هم أولئك الذين سبق الله وعينهم للخلاص. وهم يسمون "المختارين" لأن تلك الكلمة تحمل مفهوم الإنتخاب. ففي الولايات المتحدة يتم إنتخاب رئيس كل أربع سنوات؛ أي يتم إختيار من سيشغل ذلك المنصب. ونفس الشيء بالنسبة لله ومن سيخلصون؛ الله يختار من سيخلصون. هؤلاء هم مختاري الله. إن مفهوم إختيار الله لمن سيخلصون في حد ذاته ليس مفهوماً مثيراً للجدل. بل ما يثير الجدل هو كيفية إختيار الله لمن سيخلصون. كان هناك وجهتي نظر أساسيتين عبر تاريخ الكنيسة حول عقيدة الإختيار (أو التعيين المسبق). أولها، والتي يطلق عليها نظرية المعرفة المسبقة، تقول بأن الله لأنه كلي المعرفة، يعرف من سيختارون عبر التاريخ ومن منطلق إرادتهم الحرة، أن يضعوا إيمانهم وثقتهم في المسيح يسوع من أجل خلاص نفوسهم. وعلى أساس هذه المعرفة الإلهية المسبقة، يختار الله هؤلاء الأفراد "من قبل تأسيس العالم" (أفسس 1: 4). يؤمن بهذه النظرة غالبية الإنجيليين في أمريكا. وجهة النظر الثانية، هي النظرة الأوغسطينية، والتي تقول بأن الله ليس فقط يختار من سيؤمنون بالمسيح يسوع، بل أيضاً يختار أن يمنح هؤلاء الأفراد الإيمان لكي يؤمنوا بالمسيح. بكلمات أخرى، إن إختيار الله للخلاص ليس قائماً على المعرفة المسبقة بإيمان الفرد، بل يؤسس على نعمة الله القدير المجانية. يختار الله الناس للخلاص، وفي الوقت المعين يأتي هؤلاء إلى الإيمان بالمسيح بسبب أن الله قد إختارهم. يمكن تحديد الإختلاف في هذه النقطة: من الذي يملك الإختيار للخلاص في النهاية – الله أم الإنسان؟ في الحالة الأولى (المعرفة المسبقة)، فإن الإنسان هو المتحكم؛ فإن إرادته الحرة هي المسيطرة وتصبح هي العامل الذي يحدد إختيار الله. يمكن أن يدبر الله طريقاً للخلاص من خلال يسوع المسيح، ولكن يجب أن يختار الإنسان المسيح لنفسه لكي يصبح يتحقق الخلاص. في النهاية، فإن هذه النظرة تجعل الله بلا قدرة، وتسلبه سلطانه. هذه النظرية تضع الخالق تحت رحمة المخلوق؛ إذا أراد الله أن يذهب الناس إلى السماء، عليه أن يرجو أن يختار الإنسان بإرادته الحرة طريقه للخلاص. في الحقيقة، إن نظرية الإختيار القائم على المعرفة المسبقة، ليست نطرية إنتخاب بالمرة، لأن الله هنا لا يختار فعلياً – بل هو مجرد يؤكد الإختيار. ويكون الإنسان هو من يختار في النهاية. في النظرة الأوغسطينية، الله هو المتحكم؛ فهو الذي يختار من منطلق إرادته الإلهية من سيخلصون. فهو لا يختار فقط من سيخلصهم، بل أيضاً يتمم خلاصهم. فبدلاً من مجرد جعل الخلاص متاحاً، فإن الله يختار الذين يخلصهم ويمنحهم الخلاص بالفعل. هذه النظرة تضع الله في مكانته اللائقة كخالق وإله. ولكن النظرة الأوغسطينية ليست خالية من العيوب. قال النقاد أن هذه النظرية تسلب الإنسان من إرادته الحرة. إذا كان الله يختار من سيخلصون، فما الفائدة من إيمان الإنسان؟ ولماذا نكرز بالإنجيل؟ وأكثر من ذلك، إذا كان الله يختار بناء على إرادته الإلهية فكيف نكةن نخن مسئولين عن أفعالنا؟ هذه كلها تساؤلات جيدة وعادلة وتحتاج إلى إجابة. من المقاطع الكتابية الجيدة لإجابتها نجد الإصحاح 9 من رسالة رومية، وهو من أعمق المقاطع التي تعالج موضوع سلطان الله في الإختيار. إن نص هذا المقطع يرتبط برومية 8 الذي ينتهي بذروة التسبيح: "فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ ... وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا" (رومية 8: 38-39). هذا يقود الرسول بولس إلى التأمل في رد فعل اليهودي لتلك العبارة. في حين جاء يسوع لأبناء إسرائيل الضالين، وفي حين كانت الكنيسة الأولى تتكون من اليهود في غالبيتها، إلا أن الإنجيل كان ينتشر بسرعة أكبر بين الأمم عنه بين اليهود. في الواقع، رأى معظم اليهود الإنجيل كحجر عثرة (كورنثوس الأولى 1: 23) ورفضوا المسيح. كان هذا يقود اليهودي العادي إلى التساؤل ما إذا كانت خطة الله في الإختيار قد فشلت، بما أن أغلب اليهود يرفضون رسالة الإنجيل. في رومية 9 يبين الرسول بولس بطريقة ممنهجة أن إختيار الله كان فاعلاً منذ البداية. إذ يبدأ بعبارة حاسمة: "لأَنْ لَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ" (رومية 9: 6). هذا يعني أنه ليس جميع الذين من جنس إسرائيل (أي من نسل إبراهيم وإسحق ويعقوب) ينتمون إلى إسرائيل الحقيقية (أي مختاري الله). وبمراجعة تاريخ إسرائيل يبين الرسول بولس أن الله إختار إسحق وليس إسماعيل، ويعقوب وليس عيسو. ولئلا يعتقد أحد أن الله كان يختار أولئك بناء على الإيمان أو الأعمال الصالحة التي كانوا سيقومون بها في المستقبل، فإنه يضيف قائلاً: "لأَنَّهُ وَهُمَا لَمْ يُولَدَا بَعْدُ وَلاَ فَعَلاَ خَيْراً أَوْ شَرّاً لِكَيْ يَثْبُتَ قَصْدُ اللهِ حَسَبَ الِاخْتِيَارِ لَيْسَ مِنَ الأَعْمَالِ بَلْ مِنَ الَّذِي يَدْعُو" (رومية 9: 11). وهنا قد يجرب المرء أن يتهم الله بالتصرف دون عدل. ويتوقع الرسول بولس هذا الإتهام في الآية 14 حيث يقول أن الله ليس ظالماً بأي صورة. "إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ" (رومية 9: 15). الله متسلط على خليقته. وهو حر في إختيار من يختاره، وحر في أن يترك من يترك. والمخلوق ليس له الحق في إتهام الخالق بالظلم. إن مجرد فكرة أن يقف المخلوق متهماً الخالق هي فكرة غير معقولة بالنسبة لبولس، ويجب أن تكون كذلك بالنسبة لكل مؤمن. إن التوازن الموجود في رومية 9 يؤكد هذه النقطة. كما ذكر سابقاً، توجد مقاطع أخرى تتحدث وإن بقدر أقل عن موضوع مختاري الله (مثل: يوحنا 6: 37-45، وأفسس 1: 3-14). المهم هو أن الله قد عين أن يفتدي بقية من البشرية بالخلاص. هؤلاء المختارين تم إختيارهم قبل خلق العالم، وخلاصهم قد تم في المسيح. كما يقول بولس: "لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ. وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ فَهَؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضاً" (رومية 8: 29-30). |
||||