12 - 06 - 2024, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 163281 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عند تدخل الله لإنقاذ شعبه عند البحر الأحمر، عندما شقه ليعبر شعبه وسط المياه على اليابسة، خافت منه المياه، والأمواج، وانسحبت يمينًا، ويسارًا لتفسح مكانًا لعبور شعب الله، وهكذا أيضًا مياه نهر الأردن خافت من الله عندما أوقف المياه ليعبر شعبه أيام يشوع ومعه تابوت العهد. المياه واللجج ترمز للبشر، الذين عندما أبصروا المسيح الإله المتجسد آمنوا به، سواء كانوا من اليهود أو الأمم. وعبور شعب الله بين مياه البحر التي انشقت يرمز للمعمودية التي يعبر فيها المعمد، ثم يخرج ويتحرر من خطاياه. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 163282 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سَكَبَتِ الْغُيُومُ مِيَاهًا، أَعْطَتِ السُّحُبُ صَوْتًا أَيْضًا سِهَامُكَ طَارَتْ. صَوْتُ رَعْدِكَ فِي الزَّوْبَعَةِ. الْبُرُوقُ أَضَاءَتِ الْمَسْكُونَةَ. ارْتَعَدَتْ وَرَجَفَتِ الأَرْضُ. يضيف كاتب المزمور تفاصيل لما حدث عند شق البحر الأحمر، ثم عند دخول فرعون وجيشه وراء بني إسرائيل، فيذكر أن هناك سحب ظهرت، وأمطرت مياها وحدثت رعود وبروق وزلزلة، فارتجفت الأرض، حتى أن بكر عجلات مركبات فرعون انخلع (خر 14: 25) فهذه إضافات يعلنها لنا كاتب المزمور تبين أن الله سهامه قد طارت وانطلقت، وهي كل هذه الظواهر الطبيعية، لتخيف فرعون، وكل جيشه، ولكنه لم يؤمن ولم يخف الله، فاستحق في النهاية أن يهلك، ويغرق في البحر الأحمر. إن صوت السحب والرعود والبروق والزلزلة هي صوت الرسل وكهنة العهد الجديد الذين بشروا باسم المسيح، فارتعدت القلوب أمام قوة كلمة الله، كما ارتعد فيلكس الوالى أمام كلمات بولس الرسول (أع 24: 25). |
||||
12 - 06 - 2024, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 163283 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الذى شق البحر الأحمر ونهر الأردن هو الله، ولكن عادت المياه كما كانت، وكأنه لم يكن هناك طريق، أو آثار لعمل الله، ولكن الشعوب كلها سمعت بهذه الأحداث العظيمة. كل هذا تم مع شعب الله بقيادة موسى وهرون، فحرر الله شعبه من عبودية مصر وأدخلهم إلى أرض كنعان. وهكذا أيضًا على مر التاريخ الله يعمل أعمالا عظيمة، ولكنها تنتهي، وينساها الناس، مثل اليهود الذين لم يدركوا أن المسيح هو الله، ومازالوا لا يعرفون آثار الله، وتجسده وفداءه الذي بشر به الرسل، الذين قادوا المؤمنين، ويرمز إليهم موسى وهارون. موسى هو قائد الشعب، أي الملك والحاكم، وهارون هو الكاهن، وهما رمز للمسيح الملك والكاهن الذي يقود شعبه وكنيسته في العهد الجديد. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:14 PM | رقم المشاركة : ( 163284 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† ليتك كل أسبوع تتذكر أعمال الله التي عملها معك وتتذكر أيضًا أعماله السابقة في حياتك وتشكره عليها فيثبت إيمانك وتزداد ثقتك في نفسك، ويمتلئ قلبك فرحًا. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 163285 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عصا هرون إذ تذمر الشعب على موسى وهرون بسبب ما حدث لقورح وجماعته مغتصبي الكهنوت، أراد الله أن يؤكد للشعب بطريقة ملموسة اختياره هرون رئيسًا للكهنة، فارزًا إياه عن الكهنوت المزيف. 1. عصا لكل سبط: 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَاسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ. 3 وَاسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصًا وَاحِدَةً. 4 وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ. 5 فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا». 6 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. 7 فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. أراد الله أن يؤكد للكل أن اختيار الكهنة أمر يخصه هو شخصيًا، وكما يقول الرسول بولس: "لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضًا" (عب 5: 4). لقد أخذ موسى عصا من كل سبط يكتب على كل منها اسم رئيس السبط، وكأنها تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط، أما عصا سبط لاوي فكتب عليها اسم هرون، وإذ قدمت العصي أمام تابوت الشهادة في الخيمة وجدوا في الغد أن عصا هرون قد أفرخت وأزهرت بل وأثمرت لوزًا. يلاحظ في هذا العمل العجيب: أولًا: تشكيكات قورح وجماعته لم تهز هرون بل ثبتت عمله في عيني الله والناس، فإن التجارب تزيد الإنسان مجدًا، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما في حالة هرون، لقد ثاروا ضده، فأكدوا عظمته، إذ لم يعد أمرسيامته موضع تساؤل بل موضع إعجاب]. ثانيًا: أكَّد الله اهتمامه باختيار الكهنة بنفسه وكما يقول القديس أمبروسيوس: [هكذا اختار الله بنفسه هرون كاهنًا حتى لا يكون للإرادة البشريّة موضع بل تقوم نعمة الله بالدور الأعظم في اختيار الكاهن. فلا يتقدم الإنسان من نفسه للكهنوت ولا بإلزام (من الناس) إنما يتقبله دعوة من السماء]. هذا ما دفع الكنيسة أن تصلي في كل ليتورجية لله قائلة: "الذين يُفَصِّلون كلمة الحق باستقامة أنعم بهم على كنيستك". هو وحده العارف القلوب المستقيمة يختار من يصلح لخدمته. وحينما أعلن الله لموسى أن وقت نياحته قد حان كانت طلبته الأخيرة عن شعبه: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة" (عد 27: 16). ولم يرد الشيخ النبي موسى صاحب الخبرة الطويلة في القيادة، والعارف بكل الرؤساء وذوي الاسم أن يختار، طالبًا من إله الأرواح العارف الأعماق الداخليّة أن يختار حسب إرداته الإلهيّة! ثالثًا: يرمز هرون الذي أفرخت عصاه إلى السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم يقول العلامة أوريجينوس: [المسيح هو الكاهن الأعظم الحقيقي، وهو الوحيد الذي أفرخت عصاه التي هي الصليب، بل وأزهرت وأنتجت ثمارًا لكل المؤمنين]. رابعًا: ترمز عصا هرون التي أفرخت إلى السيدة العذراء مريم التي أنجبت ابن الله المتجسد، إذ قدمت لنا ثمرة الحياة. فهي كالعصا في ذاتها لا تقدر أن تنجب، لكنها إذ دخلت في دائرة نعمة الله قدمت لنا ابن الله القدوس متجسدًا في أحشائها. لهذا تترنم الكنيسة في ثيؤطوكية الأحد قائلة: "بالحقيقة أنت أعظم من عصا هرون، أنت ممتلئة نعمة، العصا رمز لبتوليتها. لقد حبلت بابن العلي -الكلمة ذاته- وولدته بغير زرع بشر!" بهذا صارت عصا هرون تشير إلى الكنيسة الجامعة والتي تمثل العذراء العضو الأمثل فيها، فقد صار المسيح ساكنًا فينا، حملناه كثمرة حياة في داخلنا نحن الذين كنا كعصي جافة بلا حياة. وما أقوله عن كل عضو في الكنيسة أقوله، بالأكثر عن الكاهن الذي يحمل ثمار إلهيّة في خدمته إن قَبِل العمل الكهنوتي من الله مستخدمًا الوسائط الإلهيّة في خدمته لا الطرق البشريّة. 2. ثمرة اللوز: 8 وَفِي الْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخًا وَأَزْهَرَتْ زَهْرًا وَأَنْضَجَتْ لَوْزًا. 9 فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. إذ تحولت العصا الجافة إلى غصن حيّ يحمل أوراقًا وزهورًا وثمر لوز ظهر غنى نعمة الله الفائقة في كنيسته من جوانب كثيرة، نذكر منها: أولًا: حملت شهادة ماديّة ملموسة عن سيامة هرون كاهنًا من السماء مباشرة. يقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: [كانت النتيجة أن عصا واحدة قد صارت شهادة للسيامة السماويّة، إذ تميزت عن بقية العصي بمعجزة إلهيّة]. ثانيًا: قدمت هذه العصا صورة رمزيّة حيّة عن حياة الخادم، إنه يصير كاللوز من الخارج له غلاف خشبي خشن لكنه في الداخل يحمل عذوبة الأبوة وحنان الرعاية، مقدمًا طعامًا روحيًا شهيًا لأولاده. يقول القديس أمبروسيوس أن عصا هرون كانت من الخارج خشبة لكنها في الداخل حلوة. ويقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: [من اللائق أن ندرك نوع الحياة التي تميز الكهنوت خلال الثمرة التي اتنجتها عصا هرون، أقصد بذلك الحياة المضبوطة الخشنة والجافة في المظهر، لكنها تحوي -بطريقة خفيّة وغير منظورة- في الداخل ما يمكن أكله. يصير ذلك ظاهرًا عندما تنضج الثمر وتكسر القشرة القاسية وينزع الغلاف الذي يشبه الخشب عن الطعام]. ثالثًا: يرى العلامة أوريجينوس في ثمرة اللوز التي أنتجتها عصا هرون إشارة إلى تفسير كلمة الله التي يلتزم بها الكاهن. فاللوزة تحمل قشرة خارجيّة مُرَّة تجف وتسقط وهي على الشجرة، هذه القشرة تشير إلى التفسير الحرفي لكلمة الله، فإنه مُرّ وغير مفيد، لهذا يليق أن نتركه لندخل إلى أعماق كلمة الله في الداخل ونتعرف أسرارها. وفي رأيه أن اليهود والهراطقة الغنوسيين تعثروا في السيد المسيح وفي العهد القديم لأنهم لم يتعدوا التفسير الحرفي لكلمة الله. يلي هذا الغلاف الصلب الذي نكسره لكي نأكل اللوزة وهو يمثل التفسير الأخلاقي أو السلوكي حيث فيه نمارس حياة الإماتة والأتعاب الجسديّة من أصوام وميطانيات metanoia... إلخ.، أما اللوزة الداخليّة فتمثل التفسير الروحي أو الرمزي، الدخول إلى ما وراء الحروف لنلتقي بالسيد المسيح المأكل الحق، وسرّ حياتنا. رابعًا: يرى القديس أمبروسيوس في هذه العصا صورة لعمل الله في المؤمنين في كنيسة العهد الجديد، إذ يقول: [في تابوت العهد أفرخت عصا هرون، فإنه يسهل على الله أن ينبت زهرة في الكنيسة المقدَّسة منا نحن الذين كالحزم]. أما العلامة أوريجينوس فيرى فيها صورة رمزيّة لدرجات المؤمنين الأربعة: أ. العصا الجافة صارت غصنًا رطبًا أي حملت حياة، إشارة إلى الاعتراف بالسيد المسيح، فبالإيمان تنطلق نفوسنا من حالة الموت إلى الحياة. ب. أنتجت العصا أوراقًا إشارة إلى الميلاد الجديد ونعمة الله بروحه القدوس الذي يقدم لنا إمكانيّة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا خلال المعموديّة. ج. قدمت زهورًا إشارة إلى حياة النمو الدائم بعد الميلاد الجديد في المعموديّة. د. أعطت ثمار البرّ لا في حياته فقط وإنما أيضًا في حياة الآخرين، هذا هو اللوز، هذا هو ثمر الشهادة للسيد المسيح والعمل الكرازي. ويرى العلامة أوريجينوس أن هذه الدرجات الأربع ظهرت في حديث القدِّيس يوحنا الحبيب، إذ دَعَى المؤمنين هكذا: "أيها الأولاد... أيها الأحداث...أيها الشبان... أيها الآباء" (1 يو 2). 10 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «رُدَّ عَصَا هَارُونَ إِلَى أَمَامِ الشَّهَادَةِ لأَجْلِ الْحِفْظِ، عَلاَمَةً لِبَنِي التَّمَرُّدِ، فَتَكُفَّ تَذَمُّرَاتُهُمْ عَنِّي لِكَيْ لاَ يَمُوتُوا». 11 فَفَعَلَ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ. كَذلِكَ فَعَلَ. 12 فَكَلَّمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى قَائِلِينَ: «إِنَّنَا فَنِينَا وَهَلَكْنَا. قَدْ هَلَكْنَا جَمِيعًا. 13 كُلُّ مَنِ اقْتَرَبَ إِلَى مَسْكَنِ الرَّبِّ يَمُوتُ. أَمَا فَنِيْنَا تَمَامًا؟». وضع عصا هرون أمام الشهادة باستمرار يُذَكِّر هرون وبنيه أن ما ناله من بركات للعمل الكهنوتي هو من الله، فلا يتكبروا. وأيضًا يُذكِّر الشعب بذلك فلا يتذمروا. هذا بجانب ما حملته العصا من نبوة عن التجسد الإلهي من القدِّيسة مريم العذراء، الأمر الذي ينبغي أن يكون نصب أعين الكنيسة على الدوام. مسئوليّة الكهنة وحقوقهم إذ استقر هرون في الكهنوت بتأكيدات إلهيّة ملموسة حيث أنتجت عصاه لوزًا عاد الرب يؤكد له ولبنيه وبقية سبط لاوي التزامهم وحدود عملهم وأيضًا حقوقهم كخدام للرب. 1. مسئوليّة الكهنة: 1 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «أَنْتَ وَبَنُوكَ وَبَيْتُ أَبِيكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ الْمَقْدِسِ، وَأَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ تَحْمِلُونَ ذَنْبَ كَهَنُوتِكُمْ. 2 وَأَيْضًا إِخْوَتُكَ سِبْطُ لاَوِي، سِبْطُ أَبِيكَ، قَرِّبْهُمْ مَعَكَ فَيَقْتَرِنُوا بِكَ وَيُوازِرُوكَ، وَأَنْتَ وَبَنُوكَ قُدَّامَ خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، 3 فَيَحْفَظُونَ حِرَاسَتَكَ وَحِرَاسَةَ الْخَيْمَةِ كُلِّهَا. وَلكِنْ إِلَى أَمْتِعَةِ الْقُدْسِ وَإِلَى الْمَذْبَحِ لاَ يَقْتَرِبُونَ، لِئَلاَّ يَمُوتُوا هُمْ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا. 4 يَقْتَرِنُونَ بِكَ وَيَحْفَظُونَ حِرَاسَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ كُلِّ خِدْمَةِ الْخَيْمَةِ. وَالأَجْنَبِيُّ لاَ يَقْتَرِبْ إِلَيْكُمْ. 5 بَلْ تَحْفَظُونَ أَنْتُمْ حِرَاسَةَ الْقُدْسِ وَحِرَاسَةَ الْمَذْبَحِ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ أَيْضًا سَخَطٌ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. 6 هأَنَذَا قَدْ أَخَذْتُ إِخْوَتَكُمُ اللاَّوِيِّينَ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَطِيَّةً لَكُمْ مُعْطَيْنَ لِلرَّبِّ، لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 7 وَأَمَّا أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ فَتَحْفَظُونَ كَهَنُوتَكُمْ مَعَ مَا لِلْمَذْبَحِ وَمَا هُوَ دَاخِلَ الْحِجَابِ، وَتَخْدِمُونَ خِدْمَةً. عَطِيَّةً أَعْطَيْتُ كَهَنُوتَكُمْ. وَالأَجْنَبِيُّ الَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ». إذ سقط الشعب تحت التأديب فمات بالوبأ أربعة عشر ألفًا وسبع مئة بسبب تذمرهم لهلاك قورح وجماعته (عد 16: 49)، وأكد الله لهم اختيار هرون للكهنوت، كلَّم الشعب موسى قائلين: "إننا فنينا وهلكنا، قد هلكنا جميعًا. كل من اقترب إلى مسكن الرب يموت. أما فنينا تمامًا؟" (عد 17: 12-13). وجاءت استجابة الله لشكواهم بإعلانه لهم أنهم يقتربون لمسكنه لكن خلال الكهنة، موضحًا عمل الكهنة وعمل اللاويّين وحدودهم. "قال الرب لهرون: أنت وبنوك وبيت أبيك تحملون ذنب المقدس" [1]. من الناحية الحرفيّة هرون وكهنته واللاويّون يتحملون مسئوليّة أي تدنيس يلحق بالمقدَّس باقتراب غريب إليه، إنهم ملتزمون أمام الله بحراسته. عن الجانب الرعوي، فإن رئيس الكهنة والكهنة مع الشمامسة هم الحراس الروحيّون الذين يُسألون عن كل خطأ يرتكبه الشعب الذين هم مقدس الله ومسكنه المقدَّس. يعلق العلامة أوريجينوس على هذه العبارة بقوله: [يُسأل الطوباويّون عن أخطاء مرؤوسيهم وخطاياهم. في هذا المعنى يقول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء" (رو 15: 1)]. في أيام العلامة أوريجينوس يبدو أن البعض قد ظن أن القدِّيسين لا يخطئون، لهذا علق العلامة على العبارة "تحملون ذنب المقدس" (ع 1)، بشيء من التوسع موضحًا أن القدِّيسين ليسوا معصومين من الخطأ، نقتطف منها كلماته التالية: [إن كان حقًا القدِّيس لا يمكن أن يخطيء أبدًا، وأنه يجب أن نعتبره كأنه معصوم من الخطأ... ما كان قد كتب "تحملون ذنب المقدس"... لو كان القدِّيسين معصومين من الخطيئة لم قال الرسول لأهل رومية "لا تنقض لأجل الطعام عمل الله" (رو 14: 20)، هؤلاء الذين كتب إليهم في أول رسالته "إلى جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين" (رو 1: 7)... يقول الرسول نفسه في رسالته إلى أهل كورنثوس "إلى كنيسة الله التي في كورنثوس المقدَّسين في المسيح يسوع المدعوين قديسين" (1 كو 1: 2). انظر بأي خطايا يوبخهم، إذ يكتب بعد ذلك: "فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديّين وتسلكون بحسب البشر؟" (1 كو 3: 3). كما يقول "إِنَّكُمْ.. قَدِ اسْتَغْنَيْتُمْ! مَلَكْتُمْ بِدُونِنَا! وَلَيْتَكُمْ مَلَكْتُمْ لِنَمْلِكَ نَحْنُ أَيْضًا مَعَكُمْ" (1 كو 4: 8). وأيضًا: "فانتفخ قوم كأني لست آتيًا إليكم" (1 كو 4: 18). بعد قليل يقول: "يسمع مطلقًا أن بينكم زنى، وزنى هكذا لا يسمى بين الأمم" (1 كو 5: 1). إنه لم يستثنِ أحدًا، فيتهم أحدهم بالزنى والآخرين بالكبرياء. بعد هذا يعاتبهم لأنهم يحاكمون بعضهم البعض: "الآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا، لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ" (1 كو 6: 7). إنه يتهم الذين دعاهم قدِّيسين أنهم يأكلون ما ذُبح للأوثان ويحكم عليهم: "وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضميرهم الضعيف تخطئون إلى المسيح" (1 كو 8: 12). إنه ليس فقط يتهمهم بأكل ما ذُبح للأوثان بل وشرب كأس الشيطان: "لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِي مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِي مَائِدَةِ شَيَاطِينَ" (1 كو 10: 21). إنه يقول لهم: "أَنِّي أَوَّلًا حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ" (1 كو 11: 18)، كما يقول: "لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ" (1 كو 11: 21). وبسبب هذه الأخطاء يقول: "مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا" (1 كو 11: 30-31)... علاوة على هذا لم تقف الخطايا عند حد السلوك بل وأخطاء ضد الإيمان إذ يتهمهم هكذا: "كيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات؟" (1 كو 15: 12)، كما يقول: "وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم، أنتم بعد في خطاياكم" (1 كو 15: 17). ويطول الحديث جدًا الأمر الذي يناسب هذا المقام أن نورد جميع الشواهد بأن الذين دُعوا قديسين لا يجب أن نعتبرهم بسبب هذه التسمية معصومين من الخطأ، الأمر الذي يعتقد به من يقرأ الكتاب المقدس بطريقة سطحيّة وهو متغافل]. إذ يُحمِّل الرب الكهنة واللاويّون مسئوليّة "ذنب المقدس"، لا بمعنى حراسة الخيمة ومحتوياتها بالمفهوم المادي الملموس فحسب، وإنما مسئوليتهم الروحيّة تجاه الشعب كمقدس روحي وهيكل مقدس له. إنه لا يقول: "تحملون الذنب" فحسب، بل "ذنب المقدس" وكأن الكهنة يُطالَبون بذنوب القدِّيسين لا كل ذنب يُرتكب. يوضح العلامة أوريجينوس ذلك بقوله أن الكهنة يلتزمون بالمسئوليّة نحو الخطاة الذين يطلبون القداسة، هؤلاء يُحسبون كقديسين، كل خطأ يرتكبونه يلتزم به الكهنة، أما الخطاة الذين لا يهدفون إلى القداسة ويصرون على الخطيئة فلا يحتمل الكهنة ذنبهم. يقول العلامة أوريجينوس أن الذين يدرسون علمًا ما أو فلسفة ما يُحسبون علماء أو فلاسفة في مادة بحثهم ودراستهم، لا بمعنى أنهم يفهمون كل تفاصيلها، وإنما يبحثون فيها ويدرسونها ويخطئون أيضًا لكنهم يثابرون في دراستها، هكذا القدِّيسون هم من يهدفون إلى حياة القداسة مثابرين فيها. لهذا يقول العلامة أوريجينوس: [عندما يلتزم إنسان بدراسات في القداسة (عملية) يلزم منحه لقب قدِّيس حسب الهدف الذي يقصده، لكنه إذ يرتكب أخطاء بالضرورة يسمى خاطئًا حتى تُنزع عنه عادة الخطيئة]. [القدِّيسون يندمون على خطاياهم ويشعرون بسقطاتهم وجراحاتهم ويدركونها، فيذهبون إلى الكاهن يطلبون الشفاء ويبحثون لكي يكونوا طاهرين بواسطة الكاهن الأعظم]. إذن إن كان الكهنة يحملون ذنب أولادهم، ذنب الشعب، فإن الشعب أيضًا ملتزم في توبته أن يلتقي بآبائهم الذين يصلون عنهم من أجل تمتعهم بالروح القدس على الحياة المقدسة. يكمل الرب حديثه مع هرون هكذا: "وأنت وبنوك معك تحملون ذنب كهنوتكم"، وكأن كل أمر غريب يرتكبه كاهن يلتزم به جميع الكهنة. إن كانت خطيّة واحد من الشعب في كورنثوس هدد الكنيسة حتى أسرع الرسول يقول: "نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينًا جديدًا كما أنتم فطير... كتبت إليكم إن كان أحد مدعو أخًا زانيًا أو طماعًا أو عابد وثن أو شتامًا أو سكيرًا أو خاطفًا أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا. لأنه بماذا لي أن أدين الذين من خارج. ألستم أنتم تدينون الذين من داخل؟ أما الذين من خارج فالله يدينهم. فاعزلوا الخبيث من بينكم" (1 كو 5: 7-13). ليس لنا أن ندين الذين في الخارج لكن الكنيسة تلتزم بعزل الخبيث إن كان من أفراد الشعب، فماذا إن كان كاهنًا أيًا كانت رتبته الكهنوتيّة؟ هذا ما عناه الرب بقوله أن هرون والكهنة أولاده يحملون ذنب كهنوتهم. إن كان من أجل خطيئة عاخان سقط الشعب كله وحُسب الكل كمتعدين لعهد الله (يش 7: 11)، فماذا إن أخطأ الكاهن؟ يقول البابا أثناسيوس الرسولي أنه إن أخطأ كاهن بلا توبة، من أجله يغضب الله على البشريّة. إن فسد الكاهن وهو أب للبشريّة كقول القديس يوحنا الذهبي الفم، يحطم الجميع! وللعلامة أوريجينوس تأمل جميل يخص حياة الإنسان الداخليّة، فيرى الكاهن الذي يعمل داخل القدس إنما يهتم بالأمور الداخليّة، لهذا فالمؤمن يرتكب "ذنب الكهنوت" إن ترك شيئًا دنسًا يدخل إلى أعماق نفسه. يقول: [يجب أن تتجه عناية الكهنة وسهرهم بالأكثر نحو ما هو مغطى في الداخل وراء الحجاب حتى لا يوجد هناك شيء دنس أو شيء غير طاهر، بمعنى أنه يجب الاهتمام بالإنسان الداخلي وأجزاء القلب الداخليّة فتكون بلا عيب]. كأن رئيس الكهنة والكهنة ملتزمون ألاَّ يدخلوا شيئًا غريبًا أو دنسًا إلى قدس الأقداس والقدس بما فيهما من تابوت العهد بكاروبيه ومذبح البخور والمنارة الذهبيّة ومائدة خبز الوجوه... الخ، فإن كان الكاروب يعني "معرفة" فإنه يليق بالمؤمن ألاَّ يسمح لمعرفة دنسة للشر أن تقترب إلى مقدس الله في داخله، بل يبقى كاروبا الرب ببهائهما في القلب يعلنان حضرة الله فيه. لا يرفع على مذبح قلبه بخورًا غريبًا، فلا يقدم صلوات بأيدي دنسة لأن صلاة الأشرار مكرهة أمام الرب، أما طلبة البار فتقتدر كثيرًا في فعلها (يع 5: 16). هكذا يحفظ منارة الرب التي هي الكتاب المقدس في قلبه دائمة الإنارة بالروح القدس الناري فيهب النفس استنارة غير منقطعة وتلتهب المشاعر على الدوام بالحب الإلهي. تجد النفس في المسيح يسوع ربها طعامها على مائدة خبز الوجوه في أعماقها... الخ، إن كل ما في القدس وقدس الأقداس من الذهب الخالص، ليس فيه نحاسًا ولا رصاصًا أو أي معدن آخر، هكذا يحفظ المؤمن قلبه بالطبع السماوي (الذهبي) فلا يسمح لمحبة العالم ولا شهوات الجسد والأمور الأرضيّة أن تغتصب قلبه! بعد أن تحدَّث مع الكهنة وجه حديث نحو اللاويّين، قائلًا: "وأيضًا إخوتك سبط لاوي سبط أبيك قربهم معك فيقترنوا بك ويؤازروك وأنت وبنوك قدام خيمة الشهادة" [2]. إنهم يعملون مع الكهنة ورئيس الكهنة كمكرسين للرب، هبة الشعب لله، وعطيّة الله لشعبه، يعملون في توافق وانسجام مع الكهنة لكنهم لا يرون المقدسات الداخليّة ولا يلمسونها وهي مكشوفة كما سبق أن رأينا في الأصحاحات السابقة. في اختصار أراد أن يحدِّد عمل الخدام في خيمته المقدسة معلنًا أن قداسة خدامه لا تقف عند التزامهم بالحياة المقدسة في سلوكهم الشخصي فحسب بل ومسئوليتهم عن الشعب وأيضًا عن بعضهم البعض، وأخيرًا انسجامهم معًا بالروح الواحد، روح الاقتراب القلبي والفكري والروحي، والمؤازرة خلال الخدمة المشتركة. العمل الكهنوتي ليس وظيفة لكنه شركة حب وعمل روحي لحراسة الخيمة المقدسة وأمتعتها، أي حفظ النفوس هياكل مقدسة للرب. 8 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «وَهأَنَذَا قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِرَاسَةَ رَفَائِعِي، مَعَ جَمِيعِ أَقْدَاسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَكَ أَعْطَيْتُهَا، حَقَّ الْمَسْحَةِ وَلِبَنِيكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. 9 هذَا يَكُونُ لَكَ مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ مِنَ النَّارِ، كُلُّ قَرَابِينِهِمْ مَعَ كُلِّ تَقْدِمَاتِهِمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ خَطَايَاهُمْ وَكُلِّ ذَبَائِحِ آثَامِهِمِ الَّتِي يَرُدُّونَهَا لِي. قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لَكَ وَلِبَنِيكَ. 10 فِي قُدْسِ الأَقْدَاسِ تَأْكُلُهَا. كُلُّ ذَكَرٍ يَأْكُلُهَا. قُدْسًا تَكُونُ لَكَ. 11 وَهذِهِ لَكَ: الرَّفِيعَةُ مِنْ عَطَايَاهُمْ مَعَ كُلِّ تَرْدِيدَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. لَكَ أَعْطَيْتُهَا وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُ مِنْهَا. 12 كُلُّ دَسَمِ الزَّيْتِ وَكُلُّ دَسَمِ الْمِسْطَارِ وَالْحِنْطَةِ، أَبْكَارُهُنَّ الَّتِي يُعْطُونَهَا لِلرَّبِّ، لَكَ أَعْطَيْتُهَا. 13 أَبْكَارُ كُلِّ مَا فِي أَرْضِهِمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لِلرَّبِّ لَكَ تَكُونُ. كُلُّ طَاهِرٍ فِي بَيْتِكَ يَأْكُلُهَا. 14 كُلُّ مُحَرَّمٍ فِي إِسْرَائِيلَ يَكُونُ لَكَ. 15 كُلُّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ كُلِّ جَسَدٍ يُقَدِّمُونَهُ لِلرَّبِّ، مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ، يَكُونُ لَكَ. غَيْرَ أَنَّكَ تَقْبَلُ فِدَاءَ بِكْرِ الإِنْسَانِ. وَبِكْرُ الْبَهِيمَةِ النَّجِسَةِ تَقْبَلُ فِدَاءَهُ. 16 وَفِدَاؤُهُ مِنِ ابْنِ شَهْرٍ تَقْبَلُهُ حَسَبَ تَقْوِيمِكَ فِضَّةً، خَمْسَةَ شَوَاقِلَ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ. هُوَ عِشْرُونَ جِيرَةً. 17 لكِنْ بِكْرُ الْبَقَرِ أَوْ بِكْرُ الضَّأْنِ أَوْ بِكْرُ الْمَعْزِ لاَ تَقْبَلْ فِدَاءَهُ. إِنَّهُ قُدْسٌ. بَلْ تَرُشُّ دَمَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَتُوقِدُ شَحْمَهُ وَقُودًا رَائِحَةَ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 18 وَلَحْمُهُ يَكُونُ لَكَ، كَصَدْرِ التَّرْدِيدِ وَالسَّاقِ الْيُمْنَى يَكُونُ لَكَ. 19 جَمِيعُ رَفَائِعِ الأَقْدَاسِ الَّتِي يَرْفَعُهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لِلرَّبِّ أَعْطَيْتُهَا لَكَ وَلِبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ مَعَكَ حَقًّا دَهْرِيًّا. مِيثَاقَ مِلْحٍ دَهْرِيًّا أَمَامَ الرَّبِّ لَكَ وَلِزَرْعِكَ مَعَكَ». 20 وَقَالَ الرَّبُّ لِهَارُونَ: «لاَ تَنَالُ نَصِيبًا فِي أَرْضِهِمْ، وَلاَ يَكُونُ لَكَ قِسْمٌ فِي وَسَطِهِمْ. أَنَا قِسْمُكَ وَنَصِيبُكَ فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. إن كان الله قد خصص كهنته للخدمة المقدسة، وصاروا ملتزمين بفريضة المقدس(*)، أراد أن يُفرِّغ كل اهتماماتهم للعمل الروحي دون أن يرتبكوا بالأمور الماديّة حتى الخاصة بمعيشتهم، لهذا قدم لهم كل احتياجاتهم الماديّة من خلال الخدمة، ليس كأجرة من عملهم بل لتفرغهم للعمل. يقول الرسول بولس: "ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون، الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح، هكذا أيضًا أمر الرب أن الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون. أما أنا فلم أستعمل شيئًا من هذا، ولا كتبت هذا لكي يصير فيَّ هكذا، لأنه خير لي أن أموت من أن يعطل أحد فخري" (1 كو 9: 13-15). إن ما قد حرمه على الشعب من بكور وعشور ونذور خصصه لكهنته واللاويّين للتفرغ للعمل الروحي. والعجيب أن الله ختم حديثه عن إعالة الكهنة بقوله لهرون: "لا تنال نصيبًا في أرضهم ولا يكون لك قسم في وسطهم. أنا قسمك ونصيبك في وسط بني إسرائيل" [20]. وكأنه أراد أن يختم حديثه معهم بخصوص حقوقهم ليس أنه يود أن يحرمهم من الميراث الأرضي إنما تمتعهم به هو نفسه كميراث أبدي لهم. إنه يود أن يشبعهم ويغنيهم لكن لا بأمور أرضيّة زائلة بل بنفسه الأبدي الذي لا يُحد! وفي العهد الجديد دعي الكهنة "إكليروس"، في اليوناني تعني "نصيب"، وكأنهم قد اختاروا الرب نصيبًا لهم، أو اختارهم الرب من بين الشعب نصيبًا له. في هذا يقول القدِّيس ﭽيروم: [ليت رجل الإكليروس إذ يخدم كنيسة المسيح يفهم أولًا ماذا يعني لقبه عندئذ يحقق المعنى، مجاهدًا أن يعمل بما دُعي عليه. فإن الكلمة اليونانية "إكليروس" تعني "نصيب" أو "ميراث". وقد دُعي الكهنة هكذا إما لأنهم نصيب الرب، أو يكون الرب نفسه نصيبًا له يلزمه أن يملك الرب والرب يملكه. فإن مَنْ يقتني الرب يقول مع النبي [الرب هو نصيبي] (مز 16: 5؛ 73: 26)(**)، فلا يستطيع أن يقتني شيئًا بجانب الرب، وإلاَّ فلا يكون الرب نصيبه]. وكأن الله لا يقصد من حرمانهم شيء بل تركيز كل أنظارهم ومشاعرهم واشتياقاتهم نحوه وحده كنصيب له... وإنني أرجو أن أعود إلى هذه النقطة مرة أخرى في دراستنا للأصحاح السادس والعشرين حيث يتهيأ الكل لنوال نصيبهم في أرض الميعاد (عد 26: 53-56). إذ يعلم الرب أن الشعب كان لا يزال طفلًا في الروحيات حتى سبط لاوي المكرَّس لخدمته، لهذا لم يبدأ بالعبارة السابقة الخاصة بحرمانهم من نصيب الأرض للتمتع بالله وحده نصيبهم، بل جعلها خاتمة حديثه مع الكهنة (ع 20)، مقامًا لهم أولًا حقوقهم في التمتع بما يخص الله نفسه من بكور ونذور وتقدمات... إلخ.، وكأنه لا يطالبهم بالتنازل عن شيء إلاَّ بعدما قَدَّم لهم ما يأخذونه! فإنه لا يحدث تفريغ من الأرضيات إلاَّ بقدر ما يشبع القلب من الله وما يخصه. فإن كان قد حَرَّم عليهم ما يتمتع به الشعب من ميراث أرضي، لكنه أولًا قَدَّم لهم أن يتمتعوا بما حَرَّمَهُ على الشعب (ع 14) من بكور ونذور وَتَقْدِمَات. إنه يُعطي أولًا قبل أن يسحب! لقد ركَّز بالأكثر على حق الكهنة في البكور، وقد سبق لنا الحديث عن المفاهيم الروحيّة للبكور في أكثر من موضع، إنما نضيف هنا الملاحظات التالية: أولًا: عند الحصاد يلتزم الشعب أن يقدم لله خلال كهنته باكورة حصادهم! إنها صورة مفرحة ليوم الرب العظيم أو يوم الحصاد، حيث تتقدم الملائكة فتحصد لتقدم لرئيس الكهنة الأعظم يسوع المسيح الباكورة المقدسة، التي هي نفوس المؤمنين. ثانيًا: يقول الرب لهرون: "هأنذا قد أعطيتك حراسة رفائعي" [8]، لكن كيف يقومون بحراسة رفائع الرب مع أنهم يأكلونها ويستهلكونها؟ إنها رمز للباكورة المقدسة التي لا تُستهلك، أي "السيد المسيح نفسه" الذي هو "باكورة الراقدين"، البكر الذي يتقدم للآب بكرًا للبشريّة قيقدسنا، ويتقدم إلينا عطيّة الآب ليجعلنا فيه أبكارًا. هذا هو البكر الذي نتمتع به ولا يستهلك، بل بالعكس يُقيمنا من استهلاكنا أو موتنا، لنحيا به وفيه إلى الأبد. إن الكنيسة في كهنوتها صارت ملتزمة بتنفيذ الوصيّة الإلهيّة: "هأنذا قد أعطيتك حراسة رفائعي"، وكأنها تلتزم أن تكون أمينة في حراستها لتجلي السيد المسيح البكر، رفيعة الله، في حياة المؤمنين. ثالثًا: يأمر الرب هرون ألاَّ يقبل بكور الحيوانات النجسة بل يأخذ عنها فدية، أما الحيوانات الطاهرة فلا يقبل عنها فدية، بل يأخذ بكورها: "إنها قدس" (ع 17)، وكأنه اشترط في البكور أن تكون مقدسة. وفي قوانين الكنيسة لا تقبل قرابين الوثنيين أو الأشرار غير التائبين بل يشتري بها حطب لتحرق في النار! فالبكور رمز للمسيح القدوس الذي يتقبله الآب تقدمة حب عن البشريّة لأجل تقديسها فيه، إذ يقول السيد "لأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو 17: 19). 21 «وَأَمَّا بَنُو لاَوِي، فَإِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ كُلَّ عُشْرٍ فِي إِسْرَائِيلَ مِيرَاثًا عِوَضَ خِدْمَتَهِمْ الَّتيِ يَخْدِمُونَهاَ، خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 22 فَلاَ يَقْتَرِبُ أَيْضًا بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِيَحْمِلُوا خَطِيَّةً لِلْمَوْتِ، 23 بَلِ اللاَّوِيُّونَ يَخْدِمُونَ خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ ذَنْبَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ. وَفِي وَسَطِ إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيبًا. 24 إِنَّ عُشُورَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَرْفَعُونَهَا لِلرَّبِّ رَفِيعَةً قَدْ أَعْطَيْتُهَا لِلاَّوِيِّينَ نَصِيبًا. لِذلِكَ قُلْتُ لَهُمْ: فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ يَنَالُونَ نَصِيبًا». إن كان الكهنة يتمتعون بالبكور فإن اللاويّين يتمتعون بالعشور مؤكدًا الرب إنهم ينالون بهذا حق الله نفسه، إذ ليس لهم نصيب في الميراث الأرضي. 25 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 26 «وَاللاَّوِيُّونَ تُكَلِّمُهُمْ وَتَقُولُ لَهُمْ: مَتَى أَخَذْتُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الْعُشْرَ الَّذِي أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ مِنْ عِنْدِهِمْ نَصِيبًا لَكُمْ، تَرْفَعُونَ مِنْهُ رَفِيعَةَ الرَّبِّ: عُشْرًا مِنَ الْعُشْرِ، 27 فَيُحْسَبُ لَكُمْ. إِنَّهُ رَفِيعَتُكُمْ كَالْحِنْطَةِ مِنَ الْبَيْدَرِ، وَكَالْمِلْءِ مِنَ الْمِعْصَرَةِ. 28 فَهكَذَا تَرْفَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا رَفِيعَةَ الرَّبِّ مِنْ جَمِيعِ عُشُورِكُمُ الَّتِي تَأْخُذُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. تُعْطُونَ مِنْهَا رَفِيعَةَ الرَّبِّ لِهَارُونَ الْكَاهِنِ. 29 مِنْ جَمِيعِ عَطَايَاكُمْ تَرْفَعُونَ كُلَّ رَفِيعَةِ الرَّبِّ مِنَ الْكُلِّ، دَسَمَهُ الْمُقَدَّسَ مِنْهُ. 30 وَتَقُولُ لَهُمْ: حِينَ تَرْفَعُونَ دَسَمَهُ مِنْهُ يُحْسَبُ لِلاَّوِيِّينَ كَمَحْصُولِ الْبَيْدَرِ وَكَمَحْصُولِ الْمِعْصَرَةِ. 31 وَتَأْكُلُونَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْتُمْ وَبُيُوتُكُمْ، لأَنَّهُ أُجْرَةٌ لَكُمْ عِوَضَ خِدْمَتِكُمْ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 32 وَلاَ تَتَحَمَّلُونَ بِسَبَبِهِ خَطِيَّةً إِذَا رَفَعْتُمْ دَسَمَهُ مِنْهُ. وَأَمَّا أَقْدَاسُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلاَ تُدَنِّسُوهَا لِئَلاَّ تَمُوتُوا». إن كان اللاويّون يتمتعون بعشور الشعب، فهؤلاء بدورهم يلتزمون بتقديم عشر العشور لهرون الكاهن. إنه يريد أن يدرب الجميع: شعبًا وكهنة على العطاء. فالكاهن وإن كان يلتزم بالعطاء القلبي والروحي وبذل كل حياته للرب في خدمة شعبه، فهو ملتزم أيضًا بالعطاء المادي كسائر إخوته وأولاده الروحيّين. إنه لم يُرِد أن يحرم سبطًا من العطاء، حتى اللاويّون أنفسهم! أخيرًا بهذا التدبير الإلهي أراد الله من الكهنة واللاويّين أمرين: أولًا وهو يكرمهم بتمتعهم بحقوق الله من تقدمات وباكورات ومحرمات وعشور ينزع عنهم الثراء الفاحش الذي كان لكهنة الوثنيّين في ذلك الوقت. هم مكرمون في الرب لكنهم لا يغتصبون حق الشعب، لهذا لا يقدرون أن يقتنوا نصيبًا من أرض الموعد لهم أو لأولادهم. الأمر الثاني، أنهم بهذا يعيشون كجماعة مترابطة معًا فيشعر اللاويّون أن ما يتمتعون به من عطايا أرضيّة هي من الله شخصيًا لكنها قدمت خلال الجماعة المقدسة أو الشعب المقتني لله، والكهنة أيضًا إذ ينالون عشور العشور من اللاويّين يدركون ذات الإحساس، وكأن الله أراد أن ينزع كل روح للتعالي للكهنة واللاويّين سواء على الشعب أو الكهنة على اللاويّين أنفسهم. بهذا النظام لا يتحوَّل الكهنوت إلى طبقة أرستقراطيّة معتزلة عن الشعب بل هم خدامه والعاملون لأجل تقديسهم في الرب. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 163286 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عصا هرون إذ تذمر الشعب على موسى وهرون بسبب ما حدث لقورح وجماعته مغتصبي الكهنوت، أراد الله أن يؤكد للشعب بطريقة ملموسة اختياره هرون رئيسًا للكهنة، فارزًا إياه عن الكهنوت المزيف. عصا لكل سبط: 1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلًا: 2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخُذْ مِنْهُمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ بَيْتِ أَبٍ مِنْ جَمِيعِ رُؤَسَائِهِمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَاسْمُ كُلِّ وَاحِدٍ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَاهُ. 3 وَاسْمُ هَارُونَ تَكْتُبُهُ عَلَى عَصَا لاَوِي، لأَنَّ لِرَأْسِ بَيْتِ آبَائِهِمْ عَصًا وَاحِدَةً. 4 وَضَعْهَا فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ أَمَامَ الشَّهَادَةِ حَيْثُ أَجْتَمِعُ بِكُمْ. 5 فَالرَّجُلُ الَّذِي أَخْتَارُهُ تُفْرِخُ عَصَاهُ، فَأُسَكِّنُ عَنِّي تَذَمُّرَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي يَتَذَمَّرُونَهَا عَلَيْكُمَا». 6 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَعْطَاهُ جَمِيعُ رُؤَسَائِهِمْ عَصًا عَصًا لِكُلِّ رَئِيسٍ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمِ. اثْنَتَيْ عَشَرَةَ عَصًا. وَعَصَا هَارُونَ بَيْنَ عِصِيِّهِمْ. 7 فَوَضَعَ مُوسَى الْعِصِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ. أراد الله أن يؤكد للكل أن اختيار الكهنة أمر يخصه هو شخصيًا، وكما يقول الرسول بولس: "لا يأخذ أحد هذه الوظيفة بنفسه بل المدعو من الله كما هرون أيضًا" (عب 5: 4). لقد أخذ موسى عصا من كل سبط يكتب على كل منها اسم رئيس السبط، وكأنها تمثل عصا الرئاسة أو الأبوة للسبط، أما عصا سبط لاوي فكتب عليها اسم هرون، وإذ قدمت العصي أمام تابوت الشهادة في الخيمة وجدوا في الغد أن عصا هرون قد أفرخت وأزهرت بل وأثمرت لوزًا. يلاحظ في هذا العمل العجيب: أولًا: تشكيكات قورح وجماعته لم تهز هرون بل ثبتت عمله في عيني الله والناس، فإن التجارب تزيد الإنسان مجدًا، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما في حالة هرون، لقد ثاروا ضده، فأكدوا عظمته، إذ لم يعد أمرسيامته موضع تساؤل بل موضع إعجاب]. ثانيًا: أكَّد الله اهتمامه باختيار الكهنة بنفسه وكما يقول القديس أمبروسيوس: [هكذا اختار الله بنفسه هرون كاهنًا حتى لا يكون للإرادة البشريّة موضع بل تقوم نعمة الله بالدور الأعظم في اختيار الكاهن. فلا يتقدم الإنسان من نفسه للكهنوت ولا بإلزام (من الناس) إنما يتقبله دعوة من السماء]. هذا ما دفع الكنيسة أن تصلي في كل ليتورجية لله قائلة: "الذين يُفَصِّلون كلمة الحق باستقامة أنعم بهم على كنيستك". هو وحده العارف القلوب المستقيمة يختار من يصلح لخدمته. وحينما أعلن الله لموسى أن وقت نياحته قد حان كانت طلبته الأخيرة عن شعبه: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة" (عد 27: 16). ولم يرد الشيخ النبي موسى صاحب الخبرة الطويلة في القيادة، والعارف بكل الرؤساء وذوي الاسم أن يختار، طالبًا من إله الأرواح العارف الأعماق الداخليّة أن يختار حسب إرداته الإلهيّة! ثالثًا: يرمز هرون الذي أفرخت عصاه إلى السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم يقول العلامة أوريجينوس: [المسيح هو الكاهن الأعظم الحقيقي، وهو الوحيد الذي أفرخت عصاه التي هي الصليب، بل وأزهرت وأنتجت ثمارًا لكل المؤمنين]. رابعًا: ترمز عصا هرون التي أفرخت إلى السيدة العذراء مريم التي أنجبت ابن الله المتجسد، إذ قدمت لنا ثمرة الحياة. فهي كالعصا في ذاتها لا تقدر أن تنجب، لكنها إذ دخلت في دائرة نعمة الله قدمت لنا ابن الله القدوس متجسدًا في أحشائها. لهذا تترنم الكنيسة في ثيؤطوكية الأحد قائلة: "بالحقيقة أنت أعظم من عصا هرون، أنت ممتلئة نعمة، العصا رمز لبتوليتها. لقد حبلت بابن العلي -الكلمة ذاته- وولدته بغير زرع بشر!" بهذا صارت عصا هرون تشير إلى الكنيسة الجامعة والتي تمثل العذراء العضو الأمثل فيها، فقد صار المسيح ساكنًا فينا، حملناه كثمرة حياة في داخلنا نحن الذين كنا كعصي جافة بلا حياة. وما أقوله عن كل عضو في الكنيسة أقوله، بالأكثر عن الكاهن الذي يحمل ثمار إلهيّة في خدمته إن قَبِل العمل الكهنوتي من الله مستخدمًا الوسائط الإلهيّة في خدمته لا الطرق البشريّة. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 163287 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تشكيكات قورح وجماعته لم تهز هرون بل ثبتت عمله
في عيني الله والناس، فإن التجارب تزيد الإنسان مجدًا، وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما في حالة هرون، لقد ثاروا ضده، فأكدوا عظمته، إذ لم يعد أمر سيامته موضع تساؤل بل موضع إعجاب]. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 163288 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أكَّد الله اهتمامه باختيار الكهنة بنفسه وكما يقول القديس أمبروسيوس: [هكذا اختار الله بنفسه هرون كاهنًا حتى لا يكون للإرادة البشريّة موضع بل تقوم نعمة الله بالدور الأعظم في اختيار الكاهن. فلا يتقدم الإنسان من نفسه للكهنوت ولا بإلزام (من الناس) إنما يتقبله دعوة من السماء]. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 163289 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يرمز هرون الذي أفرخت عصاه إلى السيد المسيح رئيس الكهنة الأعظم يقول العلامة أوريجينوس [المسيح هو الكاهن الأعظم الحقيقي، وهو الوحيد الذي أفرخت عصاه التي هي الصليب، بل وأزهرت وأنتجت ثمارًا لكل المؤمنين]. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 163290 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثمرة اللوز: 8 وَفِي الْغَدِ دَخَلَ مُوسَى إِلَى خَيْمَةِ الشَّهَادَةِ، وَإِذَا عَصَا هَارُونَ لِبَيْتِ لاَوِي قَدْ أَفْرَخَتْ. أَخْرَجَتْ فُرُوخًا وَأَزْهَرَتْ زَهْرًا وَأَنْضَجَتْ لَوْزًا. 9 فَأَخْرَجَ مُوسَى جَمِيعَ الْعِصِيِّ مِنْ أَمَامِ الرَّبِّ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَظَرُوا وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ عَصَاهُ. إذ تحولت العصا الجافة إلى غصن حيّ يحمل أوراقًا وزهورًا وثمر لوز ظهر غنى نعمة الله الفائقة في كنيسته من جوانب كثيرة، نذكر منها: أولًا: حملت شهادة ماديّة ملموسة عن سيامة هرون كاهنًا من السماء مباشرة. يقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: [كانت النتيجة أن عصا واحدة قد صارت شهادة للسيامة السماويّة، إذ تميزت عن بقية العصي بمعجزة إلهيّة]. ثانيًا: قدمت هذه العصا صورة رمزيّة حيّة عن حياة الخادم، إنه يصير كاللوز من الخارج له غلاف خشبي خشن لكنه في الداخل يحمل عذوبة الأبوة وحنان الرعاية، مقدمًا طعامًا روحيًا شهيًا لأولاده. يقول القديس أمبروسيوس أن عصا هرون كانت من الخارج خشبة لكنها في الداخل حلوة. ويقول القديس إغريغوريوس أسقف نيصص: [من اللائق أن ندرك نوع الحياة التي تميز الكهنوت خلال الثمرة التي اتنجتها عصا هرون، أقصد بذلك الحياة المضبوطة الخشنة والجافة في المظهر، لكنها تحوي -بطريقة خفيّة وغير منظورة- في الداخل ما يمكن أكله. يصير ذلك ظاهرًا عندما تنضج الثمر وتكسر القشرة القاسية وينزع الغلاف الذي يشبه الخشب عن الطعام]. ثالثًا: يرى العلامة أوريجينوس في ثمرة اللوز التي أنتجتها عصا هرون إشارة إلى تفسير كلمة الله التي يلتزم بها الكاهن. فاللوزة تحمل قشرة خارجيّة مُرَّة تجف وتسقط وهي على الشجرة، هذه القشرة تشير إلى التفسير الحرفي لكلمة الله، فإنه مُرّ وغير مفيد، لهذا يليق أن نتركه لندخل إلى أعماق كلمة الله في الداخل ونتعرف أسرارها. وفي رأيه أن اليهود والهراطقة الغنوسيين تعثروا في السيد المسيح وفي العهد القديم لأنهم لم يتعدوا التفسير الحرفي لكلمة الله. يلي هذا الغلاف الصلب الذي نكسره لكي نأكل اللوزة وهو يمثل التفسير الأخلاقي أو السلوكي حيث فيه نمارس حياة الإماتة والأتعاب الجسديّة من أصوام وميطانيات metanoia... إلخ.، أما اللوزة الداخليّة فتمثل التفسير الروحي أو الرمزي، الدخول إلى ما وراء الحروف لنلتقي بالسيد المسيح المأكل الحق، وسرّ حياتنا. رابعًا: يرى القديس أمبروسيوس في هذه العصا صورة لعمل الله في المؤمنين في كنيسة العهد الجديد، إذ يقول: [في تابوت العهد أفرخت عصا هرون، فإنه يسهل على الله أن ينبت زهرة في الكنيسة المقدَّسة منا نحن الذين كالحزم]. أما العلامة أوريجينوس فيرى فيها صورة رمزيّة لدرجات المؤمنين الأربعة: أ. العصا الجافة صارت غصنًا رطبًا أي حملت حياة، إشارة إلى الاعتراف بالسيد المسيح، فبالإيمان تنطلق نفوسنا من حالة الموت إلى الحياة. ب. أنتجت العصا أوراقًا إشارة إلى الميلاد الجديد ونعمة الله بروحه القدوس الذي يقدم لنا إمكانيّة الحياة الجديدة في المسيح يسوع ربنا خلال المعموديّة. ج. قدمت زهورًا إشارة إلى حياة النمو الدائم بعد الميلاد الجديد في المعموديّة. د. أعطت ثمار البرّ لا في حياته فقط وإنما أيضًا في حياة الآخرين، هذا هو اللوز، هذا هو ثمر الشهادة للسيد المسيح والعمل الكرازي. ويرى العلامة أوريجينوس أن هذه الدرجات الأربع ظهرت في حديث القدِّيس يوحنا الحبيب، إذ دَعَى المؤمنين هكذا: "أيها الأولاد... أيها الأحداث...أيها الشبان... أيها الآباء" (1 يو 2). |
||||