12 - 06 - 2024, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 163271 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَذْكُرُ اللهَ فَأَئِنُّ. أُنَاجِي نَفْسِي فَيُغْشَى عَلَى رُوحِي. سِلاَهْ. يغشى على روحي: أصاب بالإغماء. يعبر كاتب المزمور عن مدى ضيقه بأنه عندما كان يصلى، ويذكر اسم الله ليمجده، كان قلبه ينفتح، ويحكى لله كل الآمه، فيتألم في داخله، ويئن من الآلم النفسى والجسدي، فيتكل على الله، ويستند عليه. ولكن عندما لا يصلى، ويفكر في أحواله بينه وبين نفسه فإن روحه، أو نفسيته لا تحتمل آلامه، فيصاب بالإغماء، أي لا يحتمل جسده تذكر صعوبة الآمه. فهذا يبين أنها كانت شديدة جدًا، وفوق احتماله لولا مساندة الله التي ينالها من خلال الصلاة. ينهى هذه الآيات الثلاثة السابقة بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتفكير والتأمل في الله، الذي يساندنا وقت الضيقة. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 163272 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَمْسَكْتَ أَجْفَانَ عَيْنَيَّ. انْزَعَجْتُ فَلَمْ أَتَكَلَّمْ. من كثرة هموم كاتب المزمور لضيقته الشديدة أمسك أجفان عينيه، أي لم ينم، وظل يفكر في مشاكله، فانزعج قلبه، وعجز عن الكلام مع الناس، ولكن ظل حديثه مع الله، كما ذكرنا في الآيات السابقة. فهو يؤكد أن راحته الوحيدة في الضيقة هي في الصلاة. وبهذا نرى أن كاتب المزمور عندما فكر في الضيقة بينه وبين نفسه انزعج؛ لأنها صارت فوق احتماله. وهذه هي فترة معاناة مرَّ بها، أو حرب من الشيطان جعلت ضيقه النفسى يزداد، فماذا سيفعل؟ سنرى في الآية التالية. ع5: تَفَكَّرْتُ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ، السِّنِينَ الدَّهْرِيَّةِ. وجد كاتب المزمور الحل للخروج من ضيقته، وهو تذكر عمل الله مع شعبه في القدم والسنين الدهرية، أي القديمة، وكيف حفظ الآباء الأولين، وخلص شعبه من عبودية أرض مصر، وعبر بهم البحر الأحمر، وعالهم أربعين سنة في البرية .... بالإضافة إلى تذكره أن الله يحبه من قبل تأسيس العالم، ويدبر كل شيء لخيره بما فيها الضيقات. فاطمأن قلبه وقبل الضيقة. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 163273 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَذْكُرُ تَرَنُّمِي فِي اللَّيْلِ. مَعَ قَلْبِي أُنَاجِي، وَرُوحِي تَبْحَثُ: عندما تذكر أعمال الله ومحبته، بدأ يرنم ليس فقط أثناء النهار، بل أيضًا في الليل عندما كان يفكر، وتحول ضيقه إلى فرح. والليل يرمز أيضًا إلى الضيقة، فتحولت ضيقته إلى الراحة والبهجة. وتذكر أيضًا سعادته بأعمال الله السابقة التي ترنم لأجلها وفرح بالله. عندما حلت الضيقة بكاتب المزمور لم يتضايق ممن حوله الذين أساءوا إليه، ولكنه أخذ يفكر، ويراجع مشاعره، أما روحه المؤمنة بالله، فكانت تبحث عن الله؛ ليتدخل، أي كان يصلى طالبًا سرعة عمل الله وإنقاذه له. وهكذا انشغل قلبه بالله، فتعزى ونسى الضيقة؛ لأن الخلوة والتأمل في الله مشبع ويرفع عن الإنسان آلامه. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 163274 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«هَلْ إِلَى الدُّهُورِ يَرْفُضُ الرَّبُّ، وَلاَ يَعُودُ لِلرِّضَا بَعْدُ؟ هَلِ انْتَهَتْ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتُهُ؟ انْقَطَعَتْ كَلِمَتُهُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ؟ هَلْ نَسِيَ اللهُ رَأْفَةً؟ أَوْ قَفَصَ بِرِجْزِهِ مَرَاحِمَهُ؟». سِلاَهْ. قفص برجزه مراحمه: أي أنه بسبب غضبه أغلق على مراحمه ومنعها عنا كما لو كانت محصورة في قفص. يتساءل كاتب المزمور؛ هل الله يرفضنى ويغضب علىَّ من أجل خطاياى؟ والدليل هو وجود هذه الضيقة. ولكنه يؤمن أن الله حنون ورؤوف، لا يمكن أن ينسى أولاده، وطالبيه، فهو سؤال استنكارى؛ لأنه يثق أن الله لو تخلى لفترة لتأديبنا يعود، فيغمر أولاده بمحبته، لأن رحمته غير محدودة، ولا تنتهي، ولا يمكن أن يحرم أولاده وطالبيه منها، ولا يمكن أن يخفى صوته عن شعبه من خلال أنبيائه، ورجاله الأبرار؛ مهما كانت خطيتهم. ينهى هذه الآيات بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية للتأمل في مراحم الله الفياضة على أولاده. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 163275 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ع10: فَقُلْتُ: «هذَا مَا يُعِلُّنِي: تَغَيُّرُ يَمِينِ الْعَلِيِّ». يعلنى: يجعلنى عليلًا، أي مريضًا، ومتألمًا. إن تغير يمين العلى، أي عمل الله القوى معى؛ بمعنى أنه يرعانى ويهتم بى، ثم يتخلى عنى لتأديبى، هذا يسبب لى ألمًا شديدًا؛ لأنه ليس لى راحة، أو استقرار إلا في رعاية الله لى، ورحمته علىَّ. تغير يمين العلى تعنى تجسد المسيح لفداء البشرية، واليمين ترمز للقوة، والمسيح الذي فيه كمال قوة الله تجسد ليخلصنا. ولكن كاتب المزمور عندما علم هذا بروح النبوة صار مريضًا، ومتألمًا لأنه علم أيضًا أن شعبه اليهود سيرفضون المسيح، ويصلبونه، وبالتالي فإن قساوة قلب شعبه الموجودة حاليًا، ستستمر حتى تجسد المسيح وستسبب لهم تخلى الله عنهم، ودخولهم في ضيقات كثيرة مثل السبي. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 163276 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† إن أتت عليك ضيقة، فاسرع إلى الله وتذكر مراحمه السابقة وتدابيره لحياتك، حتى يطمئن قلبك؛ بل تقبل الضيقة التي لخيرك وتزداد صلواتك، واحساسك بالله، فترتفع فوق الضيقة. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 163277 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن كان الله عظيمًا في محبته وعطاياه، فينبغى على الإنسان أن يتذكر أعماله القديمة سواء تدبيره العجيب في خلقته للإنسان والعالم كله، أو رعايته الخاصة لشعبه، وحمايته، ورعايته لهم. كل هذا يولد في القلب طمأنينة وفرح. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 163278 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يجب إلا يكتفى الإنسان الروحي بتذكر أعمال الله بل أيضًا يلهج بها، ويرددها، ويشكر الله عليها بكل مشاعره أي يناجيه، فيتلذذ بعشرته. |
||||
12 - 06 - 2024, 03:57 PM | رقم المشاركة : ( 163279 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لَّلهُمَّ، فِي الْقُدْسِ طَرِيقُكَ. أَيُّ إِلهٍ عَظِيمٌ مِثْلُ اللهِ؟ إن القدس هو الجبل الذي أخذ من عليه موسى الوصايا والشريعة، وهو أيضًا خيمة الاجتماع حيث وضعت الوصايا والشريعة. ولكن فوق كل هذا فالقدس هو قلب الإنسان المحب لله، الذي يحفظ وصاياه، هناك يستريح الله، ويجد طريقه، ويعمل بحرية في الإنسان، فيقدسه، ويشبعه، ويكشف له أسرار ملكوت السموات. بعد اختبار الله في القلب يعلن كاتب المزمور أنه ليس إله مثله، ليس فقط في خلقته للعالم والإنسان، أو عنايته بشعبه، ولكن بالأكثر في سكناه داخل قلب محبيه؛ ليشبعهم، ويفرحهم. |
||||
12 - 06 - 2024, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 163280 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنْتَ الإِلهُ الصَّانِعُ الْعَجَائِبَ. عَرَّفْتَ بَيْنَ الشُّعُوبِ قُوَّتَكَ فَكَكْتَ بِذِرَاعِكَ شَعْبَكَ، بَنِي يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ. سِلاَهْ. إن عجائب الله لم تكن بين شعبه فقط، بل ظهرت بين كل شعوب العالم؛ لأنها كانت أعمال عظيمة مبهرة، فقد حرر شعبه من عبودية مصر، ثم شق البحر الأحمر، وعبرَّ شعبه فيه، أما فرعون وكل جيشه، فأعزقهم في البحر الأحمر، وانتشر هذا الخبر في العالم كله، حتى أنه بعد أربعين سنة أعلنت راحاب الزانية التي في أريحا أنها قد سمعت بإله إسرائيل العظيم، الذي يبَّس بحر سوف تحت أقدام شعبه (يش2: 10). إن ذراع الله التي فكت شعبه، تشير إلى تجسد المسيح في ملء الزمان؛ ليحرر المؤمنين به من عبودية الخطية. |
||||