08 - 06 - 2024, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 162981 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مَحَبَّة يسوع لنا ومَحبَّتنا لبَعضِنا بَعْضًا 9 كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي. 10 إِذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه. 11 قُلتُ لَكم هذهِ الأشياءَ لِيَكونَ بِكُم فَرَحي فيَكونَ فَرحُكم تامًّا. 12 وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم. 13 لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه. 14 فَإِن عَمِلتُم بِما أُوصيكم بِه كُنتُم أَحِبَّائي. 15 لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي. 16 لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَذهَبوا فَتُثمِروا ويَبْقى ثَمَرُكم فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي. 17 ما أُوصيكُم بِه هو: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا. يتناول إنجيل الأحَد السَّادس للفِصْح قسمًا من خِطاب الوادع في العَشاء الأخير حيث يكشف يسوع جوهر حياة الله التي يقدِّمها للبشر: المَحَبَّة التي تُوحّد الآب بالابن تصل إلى التَّلاميذ وتدعوهم لكي يُحبَّ بَعضُهم بعضًا، (يوحنا 15: 9-17). ينطلق الحُبِّ من الآب إلى حُبِّ الابن، ثم إلى حُبِّ التَّلاميذ له ولبعضهم البعض فيثبتوا في المَحَبَّة وبالتَّالي في الله، لأنَّ الله مَحَبَّة (1 يوحنا 4:8). |
||||
08 - 06 - 2024, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 162982 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي تشير عبارة "كما أَحَبَّني الآب" إلى الانطلاق من مَحَبَّة ألاب للوصول إلى حب الابن ثم إلى حب التَّلاميذ الذين يثبتون في الكَرْمة. وتكرّرت هنا كلمة "مَحَبَّة" تسع مرّات مما تبرز أهميتها في هذا النَّص. فالله نفسه هو مَحَبَّة " اللهُ مَحَبَّة " في الأصل اليوناني ل¼، ل¼€خ³خ¬د€خ· ل¼گخ؛ د„خ؟ل؟¦ خ¸خµخ؟ل؟¦ ل¼گدƒد„خ¹خ½ (معناها المَحبَّة هي من الله) (1يوحنا 4 :8)؛ الآب يُحبّ الابن (يوحنا 3 :35)؛ والابن يُحبّ الآب، ويعمل بما يُوصيه الآب (يوحنا 14 :31). |
||||
08 - 06 - 2024, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 162983 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي "كذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا" فتشير إلى مَحبَّة الأب إلى ابنه ومَحبَّة يسوع لتلاميذه أيضًا. هنا يكمن سرّ العلاقة بين الكَرْمة والأغْصَان (يوحنا 15: 1 -8). فالمَحبَّة لا تكمن في تبادل مغلق ومحصور بين شخصين فقط، إنَّما تكمن في بذل الذات والذي يفيض على الآخرين بناء على المبدأ اللاهوتي Bonum diffusivum sui ، أي الصلاح يفيض من ذاته. وفي الواقع، ظهرت مَحَبَّة يسوع المسيح لنا جميعًا في بذلِه نفسه على الصَّليب طاعةً لأبيه السَّماوي، التي تقابلها مَحَبَّة الآب الذي يُمجّده، ولولا هذه المَحَبَّة ما كنَّا قد فهمنا مَحَبَّة الآب للابن، ولا مَحَبَّة الابن لنا. هذه المَحبَّة هي الأساس والمثال للوجود المسيحي الذي يُعبّر عنه بالمَحَبَّة. إنَّ حب يسوع لنا، هو نفس حب الآب للابن. وإن اتحادنا بيسوع، هو نفس اتحاد يسوع بآبيه. حيث أنَّ نموذج مَحَبَّة التَّلاميذ لله وطاعتهم له تعالى يرتكز على العَلاقة بين الآب والابن. ويُعلق القدِّيس أوغسطينوس: " لا يشير يسوع بقوله " كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا" إلى مساواة بين طبيعته وطبيعتنا كما هي بينه وبين الآب، بل يشير إلى النِّعمة التي "للوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ "(1تيموتاوس 2: 5). |
||||
08 - 06 - 2024, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 162984 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدِّيس أوغسطينوس: " لا يشير يسوع بقوله " كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا" إلى مساواة بين طبيعته وطبيعتنا كما هي بينه وبين الآب، بل يشير إلى النِّعمة التي "للوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ "(1تيموتاوس 2: 5). |
||||
08 - 06 - 2024, 04:01 PM | رقم المشاركة : ( 162985 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي "اُثبُتوا" فتشير إلى دعوة يسوع لاستقرار التَّلاميذ في حُبِّه. يستقر التَّلاميذ في حُبِّ يسوع، كما يستقر الابن في حُبِّ الآب السَّماوي كما جاء في تعليم بولس الرَّسول: "مَن اتَّحَدَ بِالرَّبِّ فَقَد صَارَ وَإيَّاهُ رُوحًا وَاحِدًا" (1 قورنتس 6: 17). وكيف نَثبُتُ نحن في المسيحِ، وكيف يَثبُتُ هو فينا، هذا ما يبيِّنُه لنا القدِّيس يوحنا الإنجيلي في حكمتِه حيث يقول: "وَنَعرِفُ أنَّنَا فِيهِ نُقِيمُ، وَأنَّهُ يُقِيمُ فِينَا، بِأنَّهُ مِن رُوحِهِ وَهَبَ لَنَا" (1 يوحنا 4: 13). وكلُّ التَّلاميذ ما عدا واحد فرّوا من يسوع في ضعفهم البشري عند آلامه وصلبه. ونحن تلاميذه مدعوُّون إلى البقاء في فيض هذا الحُبِّ الإلهي. |
||||
08 - 06 - 2024, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 162986 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي "مَحَبَّتي" فلا تشير إلى مَحَبَّة انتقائيَّة، إنما مَحَبَّة شاملة للكلِّ: لله أولًا ولكل إنسان، حيث يكون الآخر جزءً من حياته، ولا يحيا بدونه وعلّق البابا بِندِكتُس السَّادس عشر "لقد أظهر لنا الإيمانُ المسيحيّ أنّ المَحَبَّة ليست مجرّد مثاليّات، بل واقع ذو أهميَّة عظيمة. لقد أظهر لنا أنّ الله – وهو المَحَبَّة في شخص يسوع – الذي أرادَ أن يتألّم لأجلنا ومعنا". |
||||
08 - 06 - 2024, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 162987 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا بِندِكتُس السَّادس عشر "لقد أظهر لنا الإيمانُ المسيحيّ أنّ المَحَبَّة ليست مجرّد مثاليّات، بل واقع ذو أهميَّة عظيمة. لقد أظهر لنا أنّ الله – وهو المَحَبَّة في شخص يسوع – الذي أرادَ أن يتألّم لأجلنا ومعنا". |
||||
08 - 06 - 2024, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 162988 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه تشير لفظة "إذا" إلى أداة الشَرط، وهي تدل على علاقة حرية الاختيار مع يسوع وليس علاقة آليَّة إجباريَّة. إنَّ المَحَبَّة المتجاوبة مع مَحَبَّة المسيح تُترجم في الواقع بحفظ وصاياه (يوحنا 14: 15) خاصة بوصيَّة المَحَبَّة الأخويَّة (يوحنا 15: 12)، حيث أنَّ شرط الثّبات في المسيح هو أن نحيا في المَحَبَّة، وشرط الثّبات في المَحَبَّة هو حفظ وصاياه. والمَحَبَّة هي شرط لثبات المسيح فينا. |
||||
08 - 06 - 2024, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 162989 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه " إذا حَفِظتُم وَصايايَ " فتشير إلى فعل أرادة قوَّي وبطولي للعمل بما يُوحي إليه المسيح من الوصايا. ومن يحفظ الوصيَّة يكتشف معناها. والحُبّ الحقيقيّ يقوم في حفظ الوصايا. لهذا، نحن نعرف من يحبّ الابن، إذا سلك سلوكًا موافقًا لفرائضه وكلمته (يوحنا 14 :21). إن َّ "حفظ الوصايا" مرتبط بالشريعة وبحفظ قواعدها بشكل تامّ |
||||
08 - 06 - 2024, 04:09 PM | رقم المشاركة : ( 162990 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه "تَثبُتونَ في مَحَبَّتي " فتشير إلى جواب الشَرط، أي حفظ وصاياه الذي هي علامة الثّبات في مَحَبَّة المسيح، كما يؤكده يوحنا الرَّسول "إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي" (يوحنا 14: 15). ومن يثبت في المسيح يكتشف محبته. ومن يكتشف محبته يلتزم بحفظ وصاياه عن حُريَّة. فإننا لن نتمتع بالحُبِّ دون الطَّاعة والتَّسليم وحفظ الوصايا علمًا أنَّ حبَّ المسيح لنا هو المُبادر الذي يحثنا على حفظ وصاياه. ويعلق القدِّيس أوغسطينوس: "لا يخدع أحد نفسه بالقول إنه يحب يسوع إن كان لا يحفظ وصاياه. فإننا نحبه بقدر حفظنا لوصاياه وكلما قلَّ حفظنا لها يَقلُّ حُبنا له ". فمن عرف المسيح حقيقة يُحبُّه، ومن يُحبُّه يثبت فيه. ومن هذا المنطلق، يؤدّي الحُب إلى حفظ وصاياه، وفي هذا المنطق، نسير في خط العهد القديم حيث يتضمّن الحُبّ تجاه الله خدمة الله (تثنية الاشتراع 10 :12) وواجب ممارسة بنود العهد (تثنية الاشتراع 11 :13). وفي خطّ العهد، يميل البَار لإعلان حُبّه لشريعة الله (مزمور 119). ومن هذا المنطلق، إنّ الثبات في فيض الحبّ الإلهي يتطلب قبلاً حفظ وصاياه. |
||||