17 - 02 - 2017, 06:11 PM | رقم المشاركة : ( 16251 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار أيوب العجائبي (القرن5م) 6 حزيران شرقي (19 تموز غربي) خبره مستمد من بستان الرهبان. في الرواية أن سبعة إخوة في الجسد وفي الروح عاشوا بروح الحبّ وكانوا مثالاً لحياة الشركة. هؤلاء هم البار أيوب أو أنوب والبار بيمين وإخوتهما. قيل إنه لما هاجم البربر الإسقيط وأعاثوا فيه فساداً، انتقل هؤلاء الإخوة معاً إلى موضع آخر يدعى "إبرين" وأقاموا معاً في معبد للأوثان. وإذ أراد الأخ الأكبر، الذي هو أيوب، أن يعطي إخوته درساً مفيداً في مطلع حياتهم الرهبانية معاً هناك، قال لأخيه بيمين أمام بقيّة إخوته: "لنصمت جميعاً، كل من ناحيته، ولا يكلّم أحدنا الآخر لمدّة أسبوع". فأجابه بيمين: "لنصنع كما أمرت"، وفعل الكل كذلك. وكان في ذلك الموضع صنم حجري فكان أيوب يقوم في الصباح ويردم وجه الصنم بالتراب وفي المساء يقول للصنم: "اغفر لي!" استمرّ على هذه الوتيرة طيلة الأسبوع. فلمّا انقضى الوقت قال بيمين لأيوب: "لقد رأيتك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم في الصباح وتردم وجه الصنم وفي المساء تقول له: اغفر لي! أهكذا يفعل الرهبان؟" أجاب أيوب: "لمّا رأيتموني أردم وجهه، هل غضب؟" قال: "لا". فقال: "ولمّا تبت إليه هل قال: لا أغفر لك؟" قال: "لا". فقال أيوب لإخوته: "ها نحن سبعة إخوة. إن أردتم أن نسكن معاً فلنصر مثل هذا الصنم الذي لا يبالي بمجد أو هوان. وإن لم تؤثروا أن تكونوا هكذا فها أربع طرق أمامكم، ليذهب كل واحد حيثما يشاء". فأجابه إخوته: "نحن لله ولك، ونحن مطيعون لما تشاء". وإذا اختاروا أحدهم للاهتمام بالمائدة، كانوا يأكلون مما يقدّمه لهم دونما اعتراض. إلى ذلك كان متى جاء أحد إلى بيمين طالباً مشورته يرسله إلى أخيه أيوب قائلاً له: "هذا أكبر مني". وإن جاء أحد إلى أيوب كان يرسله إلى أخيه بيمين قائلاً له: "هو أحكم منّي وقد وهب هذه النعمة". هكذا سلك الاثنان بروح الاتضاع يقدّم كل منهما الآخر على نفسه. كذلك اعتاد أيوب أن يقول: "منذ أن حلّ عليّ اسم المسيح لم تخرج قطّ من فمي كلمة بطالة". وقيل عاش الإخوة لا يقبلون عطية من أحد بل يعملون بأيديهم ليعيشوا من تعبهم، مهتمّين بالعطاء أكثر من الأخذ. وقد ورد في شأنهم أن تاجراً رغب في تقديم عطيّة لهم محبّة بيمين وإخوته، لكنهم رفضوا عطيته. وفي إحدى المرّات جمعوا عمل أيديهم وأرسلوه للبيع فلم يشتره أحد. فأسرع أحد العارفين وأخبر التاجر فأحضر التاجر جملاً وتظاهر بأنه محتاج إلى عمل أيديهم ليقدّم لهم الثمن. وما أن أخذ التاجر أعمالهم اليدوية ورحل حتى جاء من قال لهم إن التاجر أخذ هذه الأشياء ولا حاجة له إليها. فلمّا سمع بيمين بذلك قال لأيوب: "لنسرع ونحضر الجمل وإلا فلن أبقى في هذا الموضع". وبالفعل أسرعوا إلى التاجر وبصعوبة قبل التاجر أن يعود بجمله ويستردّ ماله. وإذ رأى بيمين الجمل فرح جداً كمن وجد كنزاً عظيماً. |
||||
17 - 02 - 2017, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 16252 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار أفنتينوس الشهيد (+732م) 7 حزيران شرقي (20 تموز غربي) ولد في Bagneres في البيريني. نسك في وادي لاربوش. اكتشفه المسلمون و فتكوا به |
||||
17 - 02 - 2017, 06:14 PM | رقم المشاركة : ( 16253 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسان الشهيدان ألكسندروس وأنطونينا (القرن4م) 10 حزيران شرقي (23 تموز غربي) كانت القدّيسة أنطونينا عذراء مسيحيّة تسلك في ما يرضي الله في قرية اسمها قودرامون. أُوقفت بأمر الوالي فستوس الذي عرض عليها أن تصير كاهنة لأرتاميس. ردّت عرضه بازدراء واعترفت بالمسيح بجسارة. ضربها وألقاها في السجن وحرمها من الطعام والشراب. في غضون ثلاثة أيام, هزّ الرعدُ السجن وانطلق صوت سماوي يشجّع القدّيسة على الجهاد داعياً إيّاها إلى تناول الخبز والماء اللذين ظهرا أمامها. في الصباح استيقت أمام الوالي فأذاعت عليه, ضاحكةً, أنّه لن ينجح في مسعاه. سخط عليها وأسلمها إلى جنوده الذين ضربوها بشِفَر سيوفهم. رغم ذلك لم توقف المغبوطة صلاتها وأذاعت نبوءتها مرّةً أخرى. إذ ذاك أمر الوالي بسوقها إلى بيت من بيوت الدعارة. في موضعٍ آخر, في ذلك الوقت, تراءى ملاك الربّ لجندي عمره ثلاثة وعشرون سنة اسمه ألكسندروس. على الأثر توجّه إلى محل الفجور وطلب أن يُقدَّم للعذراء مدّعياً الرغبة في التمتّع بمحاسنها. وما أن وجُدا وحيدَين حتّى كشف لأنطونينا أنّه مرسَل من الربّ. وإذ غطّاها بردائه أتاح لها أن تتوارى بخداع الحرّاس. فلمّا حضر أربعة جنود, بعد قليل, مرسلون من الوالي يرومون إفساد الفتاة اكتشفوا, لدهشهم, ألكسندروس حالا محلّها. أُحضِر إلى أمام فستوس فاعترف بأنّه خادمٌ للمسيح وهو مستعدٌ لأن يموت من أجله. وفيما كانوا يتهيّئون لسوقه إلى التعذيب, إذا بأنطونينا تُظهر ذاتها فتُقيَّد بجانب ألكساندروس. وبعدما أذاقوهما التعذيب معاً ألقوهما في حفرةٍ وردّوا التراب عليهما حتى لا يتسنّى للمسيحيّين أن يستخرجوا بقاياهما. على هذا النحو أكملا شهادتهما ونالا إكليل الغلبة. طروبارية القديسين الشهيدين الكسندرُوس وانطونينة باللحن الأول لنسبِّحْ قدِّيسةَ الشهداءِ أنطونينا الكليَّةَ الوقارِ مع ألكسندروسَ المجيد, لأنَّهما أشَعَّا بالجهاداتِ الشريفة, بالمحبَّةِ والإيمانِ والتقوى, فبسطا الأشفيةَ المُشرقَة للصَّارخين بشوقٍ: المجدُ لمن قوَّاكما, المجدُ للذي كلَّلكُما, المجدُ للفاعلِ بكما الأشفيةَ للجميع. قنداق باللحن الرابع لقد بزغَ تذكارُ الشهيدَيْنِ المستحقَّيِّ التعجُّبِ والمَدْح. فلنحتفلَنَّ به يا مؤمنونَ, ولنكرِّمَنَّهُ بالأناشيدِ عن إيمانٍ، هاتفينَ عن معرفة: أنتَ أيُّها المسيح إِيادُ الشهداءِ وثباتُهُم. قنداق باللحن الرابع لقد أشرق تذكار الشهيدين المستحق المديح, الذي نقيمه أيها المؤمنون ونكرمه بإيمان, هاتفين بمعرفة: أنت أيها المسيح اعتزاز الشهداء. |
||||
17 - 02 - 2017, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 16254 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس البار أرسانيوس Konevits الروسي (+1447م) 12 حزيران شرقي (25 تموز غربي) أصله من نوفغورود. ترهب في دير جبل ليسيا. سيرته الرهبانية، في عين الإخوة، كانت مثالية. سنحت له الفرصة فأمضى ثلاث سنوات في الدير الروسي في جبل آثوس. أبدى تواضعاً وطاعة غير مألوفين. كان يمضي لياليه في الصلاة ويوجد في الصباح في الكنيسة ومستعداً لإتمام عمل طاعته. زار الأديرة هناك وجمع، كالنحلة، رحيق ما هو نافع لنفسه. عاد على وطنه وأنشأ ديراً هدوئياً في جزيرة Konevits القاحلة. طرد الأبالسة بصلاته. هذه كانت مستوطنة في هيكل وثني. شرع في تأسيس دير على اسم ميلاد والدة الإله نظمه على تيبيكون الجبل المقدس، آثوس. انضم إليه العديدون. رقد بسلام في الرب في 12 حزيران سنة 1447م |
||||
17 - 02 - 2017, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 16255 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسان الباران أونوفريوس وأوكسنديوس فولودغا الروسيان (+1521م) 12 حزيران شرقي (25 تموز غربي) أنشأ منسك Pertseva على بعد خمسة وثلاثين كيلومتراً من فولودغا، في مكان قاحل تحيط به غابات كثيفة لا تُخترق. ثبتا بالصبر وتكللا بالمجد خلال العام 1521م. القديس البار أونوفريوس Malsk في بسكوف. ما لبث المكان أن تحول إلى دير للشركة |
||||
17 - 02 - 2017, 06:17 PM | رقم المشاركة : ( 16256 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبينا الجليل في القديسين أمفيون الكيليكي (القرن4م) 12 حزيران شرقي (25 تموز غربي) معترف ممتاز في زمن غاليريوس مكسيميانوس. كان أسقفاً على أبيفانيا الكيليكية. حضر المجمع المسكوني الأول (325م) اختير أسقفاً علىنيقوميذية. أوصى القديس أثناسيوس الكبير بقراءة مؤلفاته |
||||
17 - 02 - 2017, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 16257 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أنتيباتروس بصرى (القرن5م) 13 حزيران شرقي (26 تموز غربي) تسقف على بصرى في العربية بعد مجمع خلقيدونيا بقليل. أحد المناهضين البارزين لأوريجنوس والأبولينارية والمونوفيسية. ما نعرفه عن حياته قليل سوى أن معاصريه نظروا إليه بإكبار. صنفه المجمع السابع المسكوني بين الكتاب الكنسيين ذوي الشأن. كان يقرأ في كنائس الشرق بعد العام 540 ترياقاً للحد من انتشار الأوريجينية. طروبارية القديس أنتيباتروس بصرى باللحن الرابع لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ أنتيباتروس، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا. |
||||
17 - 02 - 2017, 06:19 PM | رقم المشاركة : ( 16258 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسون الشهداء أنستاسيوس وفيليكس وديغنا الأسبانيّون (+853م) 14 حزيران شرقي (27 تموز غربي) كانوا رهباناً في دير مشترك في تابانوس. قتلهم في قرطبة الخليفة الأموري |
||||
17 - 02 - 2017, 06:20 PM | رقم المشاركة : ( 16259 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أوغسطينوس أسقف هيبو (+427م) 15 حزيران شرقي (28 تموز غربي) سيرة حياة القديس أغسطينوس من تاجست إلى قرطاجة في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًا فظ الأخلاق، أما والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل وفاته، كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلاً غنيًا ومثقفًا، وكان معلموه الوثنيين لا يهتمون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميالاً للكسل، إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجة ليتمهر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحولت حياته إلى المسارح والفساد. أما عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلّع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره. أعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه "هورطانسيوس" الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنما في كبرياء، فأغلق على نفسه وسقط في "المانوية". إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًا وعقيديًا، وصار عثرة لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردته ثانية، وكانت دموعها لا تجف طالبة خلاص نفسه. رأت القديسة مونيكا في حلم أنها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشع الفرح من محياه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: "تعزي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك". التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكدت أن الله استجاب طلبتها. في عام 382م أوعز إليه أصدقاءه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صده وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله أنه ذاهب ليودع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إياها غارقة في دموعها. أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبعث إليه أغسطينوس، وقد دبرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقديس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبه وحنانه فأحبه أغسطينوس وأعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروح الدسم. سمع من القديس أمبروسيوس تفاسيره الروحية للعهد القديم الذي كان المانيون يتجاهلونه، كما سمعه في رده على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم مما تعانيه من ضيق. أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلاً. بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقده للإيمان. عاد يقرأ الكتاب المقدس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد. دبرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبت فيه الغيرة للاقتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة. زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار، فدار الحديث بينهما حتى تطرق بنسيانس لسيرة القديس أنبا أنطونيوس وكيف تأثر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله، وهنا التهب قلب أغسطينوس بالغيرة، كيف يغتصب البسطاء الأميون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرغ في الرجاسات. وإذ مضى بنسيانوس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ: "عاصفة شديدة... دافع عني... وأنت فحتى متى؟ إلى متى يارب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأولين. فإنني أشعر بأنني قد اُستعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولما لا يكون الآن؟! لما لا تكن هذه الساعة حدًا فاصلاً لنجاستي؟" وبكى بمرارة. كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا حين تغيرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحولت القوة المحترقة شرًا إلى قوة ملتهبة حبًا. عاد أغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استجيبت، ونبوة القديس إمبروسيوس قد تحققت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: "ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع". عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمه وأصدقاءه في كاسيكاسيوم Cassiciacum بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهب لنوال سرّ العماد، وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف إمبروسيوس. سافر القديس أغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحققت برؤيتها له كخادم أمين للرب. بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمى شديدة، وإذ أُغمى عليها وأفاقت قالت لابنيها: "أين كنت أنا؟... هنا تدفنان والدتكم"... قالت هذا ثم سلمت روحها في يدي الله. بعد نياحة القديسة مونيكا قرروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة. إذ كان أغسطينوس يزور رجل شريف بمدينة هيبو (تدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سامه الأسقف كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجعله يعظ أكثر أيام الأسبوع. سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته. أقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله. امتاز هذا الأسقف القديس بحبه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزعه على الفقراء ويحرر به المسجونين. واهتم بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضم 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين... فقام يجادلهم ويردهم إلى الإيمان المستقيم. إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقى 4 أعوام يستعد للرحيل، وفي عام 430 م رقد وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقف. |
||||
17 - 02 - 2017, 06:21 PM | رقم المشاركة : ( 16260 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديسات العذارى الشهيدات أغابي وخيونيا وإيريني ورفقتهن (القرن4م) 16 نيسان غربي (29 نيسان شرقي) عاشت هؤلاء العذراى ايام الأمبراطور الروماني ذيوكليسيانوس (284 – 305). وقد كن أخوات بالجسد من مدينة تسالونيكية، بنات والدين من علـّية القوم. فلما كنّ للمسيح فإنهن غادرن موطنهن عندما انطلقت شرارة الاضطهاد للمسيحيين. وقد أتين إلى جبل بقرب بحيرة وكنّ بمعيّة كاهن مسنّ أسمه زويلوس. في ذلك الحين، خلال العام 295م، اعترف، بالمسيح، معلم قدّيس اسمه خريسوغونوس تعيّد له الكنيسة المقدسة في 22 كانون الأول. هذا جرى قطع رأسه بجوار البحيرة حيث كانت الأخوات الثلاث مختبئات. وبأعلان كشف الرب الإله لزويلوس الكاهن المكان الذي ووريت فيه رفات القديس خريسوغونوس، فخرج الكاهن إلى الموضع وجمع البقايا، بما فيها الجمجمة، ثم عاد بها إلى قلايته وخبأها. فلما مضى على ذلك ثلاثون يوماً ظهر له خريسوغونوس< وقال له: "اعلم يا زويلوس أن الامبراطور الكافر قد درى بأمر الاخوات الثلاث وسيسعى إلى الفتك بهن في غضون تسعة أيام. وها أن أمة الله أناستاسيا مقبلة لتشجعهن على الشهادة. فأعددهن وإياك للحياة العتيدة فإنك ستنضم إلينا بعد أيام قليلة لتنعم بأحلى ثمار أتعابك". هذه الرؤية عينها عاينتها اناستاسيا أيضا. على هذا مضت أناستاسيا بسرعة وفرح إلى منسك زويلوس حيث ألتقت العذارى الثلاث. وبعدما سجدت لرفات خريسوغونوس أخذتهن مكان أخر واهتمت باعدادهن للشهاة. وان هي سوى أيام حتى رقد زويلوس الكاهن بسلام وجرى القبض على العذارى. حاول ذيوكليسيانوس أن يستميل الفتيات الثلاث إليه بالإطراء ووعدهن بأن يزوجهن إلى قوم أغنياء وأن ينعم عليهن بهدايا سخية إن قدمن الإكرام للأوثان فأبين وقاومن. سُلـّمت إماء الله إلى دولسيتيوس يستجوبهن ويتخذ في حقهن التدابير المناسبة. ولما كان فاسقاً ولاحظ جمال الأخوات رغب في افساد احداهن. ثم لمّا حل الظلام سكّر وامتلأ شهوة وخرج، وحيداً، إلى السجن، إلى حيث كان الأخوات الثلاث محتجزات. لكن شاء الرب الإله أن يدخل دولسيتيوس ذاك القسم المخصص من السجن للأواني المطبخية. وهناك خيّل إليه أن القدر الفخارية الوسخة هي إماء الله عينهن. فما أن عانقها حتى اسود وجهه من السخام. وإذ شاء أن يعود إلى القصر لم يتبينه أحد أنه الوالي. حسبه الجميع رجلاً ممسوساً فضحك بعضهم عليه فيما تعرض له أخرون بالضرب. فلما بلغ القصر لم يسمح له الحراس بالدخول وعاملوه بفضاضه. فقط لما رآه أحد أقربائه عرفه. وإذ عاد إلى صوابه ألقى باللآئمة، في شأن ما حصل له، على المسيحيين الذين قال أنهم يتعاطون السحر وقد جعلوا علية رقية. هذا الظن زاده عنفاً وشراسة فأمر بتعرية العذارى، وفي نيته أن يخرجهن إلى الشوارع، على هذا النحو، انتقاماً لكرامته الجريحة. وإذ شرع الجند بتنفيذ الأمر أضحت أثواب الأخوات الداخلية قاسية كالجلد ولما يتمكنوا من تمزيقها أو ازاحتها بحال. كل هذا جعل دوليسيتوس يبدو في عين مولاه غير كفؤ للمهمة فاستبدله بأخر يدعى سيسينيوس. هذا بعد الوعيد والتهديد حكم على اغابي وخيونيا بالموت حرقاً، فيما أبقى على إيريني عسى أن يستردها متى عاينت ما سيحدث لأختيها. ألقيت أغابي وخيونيا في النار فأسلمتا الروح. وقد ورد انهما لم تتألما ولا احترقت شعرة من رأسيهما ولا خيط من ثوبيهما. ثم أن أناستاسيا جاءت واخذت جسديهما ووارتهما الثرى بإكرام وسألت الرب الإله أن يحسبها، هي أيضا، اهلة لإكليل الشهادة. أما سيسينيوس فأمر ايريني بأن تذيح للأوثان، فلم تشاء فهددها بأن يلقيها في أحد بيوت الدعارة. جوابها كانأنها تضع رجاءها على الرب يسوع القادر أن يحفظ رجليها من الفخاخ ونفسها من الدنس. إذ ذاك أسلمها الوالي للجنود لستقنها إلى بيت الدعارة. في الطريق شاء الرب الإله أن ينجي أمته من هذه التجربة المرّة فأرسل ملائكته القديسين بلباس الجنود وأخذوا إيريني إلى قمة الجبل. وقد حاول سيسينيوس وعسكره أستعادة الفتاة ففشلوا. سد عليهم الرب الإله الطريق. أخيراً سدد أحد الجنود سهما في أتجاهها فأصابها وأنضمت إلى أختيها. هي ايضا جاءت القديسة اناستاسيا وأخذت رفاتها وضمختها بالطيب وورتها الثرى بجانب اختيها. هذا وقد وردت أسماء ثلاثة من رفقة القديسات أنضممن إليهن وهن كاسيا وفيليبا وأوتيخيا، بالأضافة إلى شاب يدعى أغاثون. |
||||