04 - 06 - 2024, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 162491 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا تخافوا وإتكلوا على الرب في كل امور حياتكم وسترونه في كل الصعوبات يسندكم ويقويكم ويحميكم وينقذكم ويمد يدهُ لكم ، وستجدوه اقرب إليكم من ذواتكم ، فقط اعطوه كامل ثقتكم وسيغمركم بمحبته ونعمته وسلامه الذي لا يزول لأن الرب لا يترك ابنائه ولا يهملهم بل يكون معهم الى الأبد لأنهُ إله صالح ومحب يرأف بكل البشر ويريد خلاصهم ونجاتهم . |
||||
04 - 06 - 2024, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 162492 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ابيفانيوس |
||||
04 - 06 - 2024, 02:13 PM | رقم المشاركة : ( 162493 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيناي تؤلمانني من البكاء بسبب ألمي أبسط ذراعي كل يوم إليك يا الله (مز 88: 9) |
||||
04 - 06 - 2024, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 162494 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع قادر أن ينقذك من أصعب الضيقات |
||||
04 - 06 - 2024, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 162495 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الحَادِي والستون شكر لله الحصن لإمام المغنين على ذوات الأوتار . لداود "اسمع يا الله صراخى واصغ إلى صلاتى..." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي. متى كتب؟ عندما هرب من وجه أبشالوم ابنه، ثم انتصر جيش داود على جيش بني إسرائيل، وقتل أبشالوم. كان هذا المزمور يرنمه مجموعة من اللاويين بقيادة إمام، أي قائد. يصاحب ترديد هذا المزمور آلة موسيقية تسمى ذات الأوتار، وهي آلة وترية قديمة تشبه العود، والربابة. يظهر هذا المزمور داود المصلى، المؤمن، والواثق من الله والمملوء رجاءً، والمحب لعبادته. هذا المزمور نبوة عن مشاعر المسبيين قبل رجوعهم من السبي إلى أورشليم، وإعادة بناء الهيكل. يعتبر هذا المزمور من المزامير الليتورجية، إذ يرددها جماعة شعب الله في الضيقات، وعند الصلاة من أجل الملك، أو رئيس الكهنة. يعتبر هذا المزمور أيضًا من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم بروح النبوة عن المسيح الملك الذي يملك إلى الدهر (ع6، 7). يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الساعة السادسة، التي فيها قدم المسيح نفسه على الصليب لأجل خلاصنا؛ لذا فهذا المزمور يصرخ إلى الله الملك؛ لينجينا من كل ضيقاتنا، ويثبتنا فيه، ويعطينا خلاصًا كاملًا. (1) صراخ إلى الله الملجأ (ع1-4): ع1، 2: اِسْمَعْ يَا اَللهُ صُرَاخِي، وَاصْغَ إِلَى صَلاَتِي. مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي. غشى: فقد الوعي، ويقصد هنا الضعف، وفى الأصل العبري تعنى التألم والإلتواء. شعر داود أنه بعيد عن أورشليم المدينة المقدسة، وعن تابوت عهد الله، فأحس بالعزلة، وأنه في أقاصى الأرض؛ لذا صرخ إلى الله بصلوات حارة، وترجى أن يسمعه الله، خاصة وأنه في ضعف شديد غمر قلبه، وجعله يتألم بشدة، ويتلوى خاصة وأنه معزول، ومطرود من ابنه. وطلب من الله أن يهديه إلى صخرة مرتفعة، "ارفع منى"، وثابتة فيصعد عليها، وكان إيمانه أن صخرته هو الله، وأن الله سيرفعه على هذه الصخرة، أي يثبت إيمانه، ويسمو به فوق كل أحزانه وآلامه، ويعطيه طمأنينة وسلامًا، فكان داود يطلب من الله ليس فقط حمايته، بل السمو به فوق أتعابه. هاتان الآيتان نبوة عن المسبيين من السبي الأشوري، والبابلي الذين يصلون وهم بعيدون عن أورشليم، ومتفرقون في العالم، ومتألمون، ولكن رجاءهم هو الرجوع إلى أورشليم، وبناء الهيكل، حيث الله صخرتهم. المسيح هو الصخرة التي ظهرت في العهد القديم مع موسى، ويتكلم عنها هنا داود، والتي هي رجاء البشرية، أي الصليب الذي قدم خلاصًا للعالم كله. ع3، 4: لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ. لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُورِ. أَحْتَمِي بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ. سِلاَهْ. يتذكر داود حماية الله له طوال حياته السابقة، فيمتلئ ثقة، وإيمان بالله، ويقول "كنت ملجأ لى". وهكذا ينبغى لكل إنسان أن يتذكر أعمال الله السابقة، ويشكره عليها؛ لينمو ويثبت إيمانه. كان الله لداود ليس فقط ملجأ، بل برج يراقب منه العدو فيكتشف الأعداء الخفيين والمختبئين، فيضربهم بالسهام. فالله لم يحم داود فقط، بل أعطاه قوة لمهاجمة أعدائه، فخافوه. وهكذا أيضًا الشياطين تخاف من أولاد الله القديسين. إن المسيح هو ملجأ لأولاده يحميهم من كل خطية، وهو برج قوة يكتشفون به كل حيل الشياطين، بل يهاجمونهم بالاتضاع، واكتساب الفضائل، وعمل الخير، وهو أيضًا يصد عنهم الأعداء الخفيين، أي الشياطين، ويقهرهم. إذ تيقن داود وهو في منفاه من وجه أبشالوم أن الله هو ملجأه، وقوته، تمنى أن يسكن في مسكن الله، أي هيكله إلى الأبد. وليس المقصود بالطبع أن يقيم داخل القدس، أو قدس الأقداس، ولكن يقيم بجوار هيكل الله، كما يعنى الأصل العبري للكلمة، حتى يستطيع أن يقدم عبادة دائمة لله. بل أنه من محبته لبيت الله تمنى أن يسكن قلبه، أي يتمتع طوال حياته بسكنى الله فيه. تمنى داود أن يحميه الله بستر جناحيه، فلا يستطيع أحد أن يؤذيه؛ لأن الله يحوطه برعايته، ومحبته، كما كان الكاروبين ينشرون أجنحتهم على غطاء تابوت عهد الله، لذا كان يسمى الغطاء كرسى الرحمة، وكان مجد الله يظهر على غطاء التابوت. أي أن داود يتمنى أن ينال مراحم الله عندما يظلل عليه بجناحيه. المقصود بمسكن الله أورشليم، حيث تابوت عهد الله، فيتمنى داود أن يقدم عبادة لله طوال حياته. ومسكن الله أيضًا أورشليم السماوية، فيتمنى داود أن يحيا إلى الأبد مع الله. تنتهي الآية بكلمة سلاه، وهي وقفة موسيقية يتأمل فيها الإنسان محبة الله ورعايته، ورحمته. † هل تشتاق للوجود في الكنيسة حتى تتمتع برؤية الله، وتتغذى بأسراره المقدسة، وتلقى بكل أتعابك في أحضانه، فيطمئن قلبك، وتسلم بقوة في كل خطواتك؟! (2) بركات ونذور (ع5-8): ع5: لأَنَّكَ أَنْتَ يَا اَللهُ اسْتَمَعْتَ نُذُورِي. أَعْطَيْتَ مِيرَاثَ خَائِفِي اسْمِكَ. إذ تعلق قلب داود ببيت الله تمنى وهو في منفاه أن يقدم نذورًا لله، وذكرها في صلواته، وفرح الله عندما سمعها لأنها تعبر عن اشتياق داود لبيت الله، وإيمانه بقوة الله القادرة أن تعيده من منفاه إلى أورشليم. وذكر الله بالبركات التي أعطاها له، ولكل خائفى الله وهي أرض الميعاد التي طردها منها ابنه، ولكن الله قادر أن يعيده إليها. وهذه الأرض هي عربون لميراث الحياة الأبدية. هذه الآية نبوة عن المسيح الذي قدم نفسه نذرًا عنا أمام الآب، عندما قال في صلاته الشفاعية "من أجلهم أقدس أنا ذاتي" (يو17: 19) ونحن نتجاوب مع محبة المسيح، فنقدس أنفسنا له طوال حياتنا؛ إذ صرنا ميراثًا لله، وملكًا له في المسيح، فنحيا له مكرسين قلوبنا على الأرض، ثم نتمتع بعشرته في الملكوت إلى الأبد. ع6، 7: إِلَى أَيَّامِ الْمَلِكِ تُضِيفُ أَيَّامًا. سِنِينُهُ كَدَوْرٍ فَدَوْرٍ. يَجْلِسُ قُدَّامَ اللهِ إِلَى الدَّهْرِ. اجْعَلْ رَحْمَةً وَحَقًّا يَحْفَظَانِهِ. بالإيمان رأى داود أن الله سيعيده من منفاه إلى عرشه في أورشليم، وهكذا تمتد أيامه وسنينه كملك، فيثبت جالسًا على عرشه أمام الله ويحفظه الله عاملًا بالرحمة والحق، أي العدل، فيحكم شعبه بالاستقامة. بالإضافة إلى أنه يملك إلى الدهر في ملكوت السموات. هاتان الآيتان نبوة واضحة عن المسيح الملك، الذي يملك إلى الدهر، أي إلى الأبد، وحكمه بالرحمة والحق. فقد وفىَّ العدل الإلهي، أى الحق على الصليب بموته عنا، وظهرت رحمته في غفران خطايانا وتجديد حياتنا فيه. ونحن إذ نسلك باستقامة، ونملك على أنفسنا بضبط شهواتنا، وتوجيه طاقتنا لله، يتمجد الله فينا، ويملك من خلالنا، وبكوننا ملوكًا نكون امتدادًا لملكه. ع8: هكَذَا أُرَنِّمُ لاسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، لِوَفَاءِ نُذُورِي يَوْمًا فَيَوْمًا. نتيجة أعمال الله التي ذكرها داود في الآيات السابقة، يشكر الله في ختام هذا المزمور، ويظل يشكره طوال حياته، بل يتمنى أن يدخل إلى الملكوت السماوى ليدوم في هذا الشكر إلى الأبد. وهكذا انتقل داود من الاستغاثة والصراخ لله لحاجته إليه التي ذكرها في أول المزمور، وبدأ يشكره في نهاية المزمور، بل دخل في حياة الشكر الدائم. لم يكتفِ داود بالشكر، بل وعد أن يوفى نذوره التي قدمها لله، وهو في منفاه، ويعد أن يوفيها يومًا فيومًا. ويقصد بهذا ليس فقط نذرًا معينًا محددًا، بل عبادة مستمرة لله يقدمها كل يوم. † إن كنت تطلب، وتلح على الله؛ ليسد احتياجاتك ويحل مشاكلك، فلا تنسى أن تشكره بعد أن يتدخل، ويظهر محبته لك؛ لأنك بالشكر تتلذذ بعطاياه، وينمو إيمانك وفرحك بالله. المزمور الثَّانِي والستون الاتكال على الله المخلص لإمام المغنين على يدوثون. مزمور لداود "إنما لله انتظرت نفسي.." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي. متى كتب؟ عندما كان داود هاربًا من وجه أبشالوم ابنه. كتب داود هذا المزمور، وأعطاه لقائد مغنين اسمه يدوثون، وهو غالبًا ايثان الأزراحى، أحد رؤساء المغنين الثلاثة أيام داود؛ إذ كان مع آساف، وهيمان الأزراحى (1 أى15: 17). ويوجد أيضًا إسم يدوثون في عنوان مزامير (39، 77). يظهر هذا المزمور شجاعة داود، وثقته ورجاءه في الله، فهو مزمور مشجع، ومساند لكل من يمر في ضيقة. هذا المزمور أيضًا يعلم الصبر الذي يضبط الغضب، والكبرياء. لا يوجد هذا المزمور بالأجبية. (1) الله مخلصي (ع1-4): ع1: إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي. مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي. رغم شدة الضيقة التي يعانى منها داود؛ إذ كان مطرودًا من وجه أبشالوم، ومهددًا بالموت، لكن إيمانه لم يهتز في الله مخلصه، ورفع عينيه نحوه منتظرًا خلاصه، بل انتظر الله وحده، كما تعنى الآية في الأصل العبري. داود يتنبأ هنا عن المسيح المخلص وحده لكل البشرية، ولا خلاص بدونه، وذلك بقوله "من قبله خلاصى". ع2: إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا. يشعر داود أن الله ملجأه، ويشبهه بالصخرة الثابتة القوية، وبالتالي إذ تمسك داود بالله الصخرة تثبت في إيمانه. وإن كان في البداية قد اضطرب قليلًا، ولكن رجاءه كان في العودة إلى مكانه في أورشليم. فمهما كانت قوة الإنسان فهو ضعيف، ومعرض للاضطراب. والجميل أن نرى تمسك داود بالله، فلم يدم اضطرابه، وشعر بالله مخلصه معه. ع3: إِلَى مَتَى تَهْجِمُونَ عَلَى الإِنْسَانِ؟ تَهْدِمُونَهُ كُلُّكُمْ كَحَائِطٍ مُنْقَضٍّ، كَجِدَارٍ وَاقِعٍ! منقض: منهدم. يخاطب داود أعداءه ويقول لهم إلى متى تهاجمون الإنسان، وتحاولون تحطيمه كجدار، أو حائط متكسر، أو منهدم. والمقصود بالإنسان هنا هو داود، وهذا يبين مدى معاناة داود حتى أنه تزعزع قليلًا (ع2)، وفى نفس الوقت يظهر مدى إيمانه بالله الذي يثبته، فلا يقوى عليه جميع أعدائه. الإنسان أيضًا المقصود به هو المسيح، الذي قام عليه الكل، الرومان واليهود، الرؤساء والشعب، ولكنه احتمل كل هذا لأجلنا، ومات على الصليب، لكن بقوة لاهوته قام من الأموات. إن الأعداء هنا يرمزون للشياطين، الذين يهاجمون الإنسان الروحي، ويحاولون هدمه، فيعانى ضيقات في حياته، وقد يسقط في بعض الخطايا، ولكن بالتوبة الله يقيمه منها. ع4: إِنَّمَا يَتَآمَرُونَ لِيَدْفَعُوهُ عَنْ شَرَفِهِ. يَرْضَوْنَ بِالْكَذِبِ. بِأَفْوَاهِهِمْ يُبَارِكُونَ وَبِقُلُوبِهِمْ يَلْعَنُونَ. سِلاَهْ. يواصل داود وصف ما يفعله الأشرار بالبار، فيحاولون أن يبعدوه عن الأمانة، وعن عبادة الله. هذا هو الشرف، ويفعلون هذا لأنهم أولاد إبليس، فيحبون الشر، ويكرهون الخير؛ لذلك يحاولون ابعاد داود البار عن بره. بالإضافة إلى هذا يرمى الأشرار البار باتهامات كاذبة، ويرضون بهذا لأنهم كذابون، وأيضًا مرائون. فيباركون البار بكلمات طيبة، ولكن في قلوبهم يلعنونه، ويشتمونه. هكذا فعل أبشالوم، وشمعى بن جيرا مع داود. البار أيضًا هو المسيح، الذي حاول اليهود اصطياده بكلمة، وإيقاعه في الخطأ، واتهامه باتهامات باطلة. وكانوا يظهرون له الود وقلوبهم تريد قتله، كما فعل معه يهوذا الاسخريوطى، الذي سلمه بقبلة. تنتهي هذه الآية بكلمة "سلاه"، وهي وقفة موسيقية للتأمل في بشاعة الشر حتى يبتعد عنه الإنسان. † اسلك في الخير، واعمل الفضيلة، متمسكًا بوصايا الله، فهذا دليل بنوتك له. وابتعد عن الشر حتى لا تكون ابنًا لإبليس. وكلما أحببت البر، وسعيت نحوه يمتلئ قلبك سلامًا، وتنتظرك سعادة لا يعبر عنها في الملكوت. (2) الله رجائي (ع5-8): ع5: إِنَّمَا للهِ انْتَظِرِي يَا نَفْسِي، لأَنَّ مِنْ قِبَلِهِ رَجَائِي. ردًا على كل مؤامرات الأشرار ضد داود نجده لا يتكلم معهم، ولكن يحدث نفسه، ويناديها أن تخضع لله، وتحتمل هذه الآلام من الأشرار، وتنتظر الرب رجاءها. وهذا يعنى أمرين: تسليم داود نفسه لله، واتكاله عليه، وقبول جميع الآلام لأجله. إيمانه ورجاؤه بالله، الذي حتمًا سيتدخل وينقذه من أيدي أعدائه، وهذا ما حدث فعلًا؛ إذ أعاد الله داود إلى عرشه. ع6، 7: إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي، مَلْجَإِي فَلاَ أَتَزَعْزَعُ. عَلَى اللهِ خَلاَصِي وَمَجْدِي، صَخْرَةُ قُوَّتِي مُحْتَمَايَ فِي اللهِ. يصف داود الله بأنه: أ - صخرتى: فيعتمد عليه؛ لأن الصخرة ثابتة وقوية. ب - خلاصى: فليس له منقذ من كل أعدائه، وضيقاته إلا الله القادر على كل شيء. ج - ملجأى: فيحتمى فيه، ويتحصن من كل مؤامرات، وهجوم الأشرار. د - مجدى: فالله لا يحمينى فقط، ولكنه أيضًا يهبنى أمجادًا أتذوقها جزئيًا على الأرض، ثم بالتمام في الأبدية. أعلن داود في بداية المزمور أنه لا يتزعزع إلا قليلًا (ع2)، ولكن بعد أن اتكل على الله، ووضع رجاءه فيه، وشعر أنه صخرته، أصبح ثابتًا لا يتزعزع أبدًا. ع8: تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اَللهُ مَلْجَأٌ لَنَا. سِلاَهْ. يلخص داود نصائحه لأولاد الله المؤمنين به في ثلاثة أمور هي: أ - توكلوا على الله: فهو السند الوحيد في الحياة، والاتكال عليه لا يكون فقط في وقت الضيقة، بل في كل حين، فيحيا الإنسان مطمئنًا من هجمات العدو المباشرة والخفية. ب - اسكبوا قلوبكم: أي الصلاة بانسحاق وتضرع إلى الله؛ ليتدخل في الحياة. والسكب يعنى أيضًا تفريغ القلب من كل خطية، واهتمام عالمى أي التوبة، فيصبح القلب نقيًا مستعدًا للامتلاء بالله. ج - التجئوا إليه: فهو الحصن الحصين الذي يطمئن داخله الإنسان، ويظل فيه دائمًا؛ ليحيا مطمئنًا. تنتهي هذه الآية بكلمة "سلاه"، وهي وقفة موسيقية تدعونا للتفكير في الله رجائنا الذي نتكل عليه. † ليتك تعود نفسك على الصلاة كل يوم حينئذ تتحرك مشاعرك نحو الله، وتتكل عليه؛ إذ تشعر بقوته معك، فيفرح قلبك، ويمتلئ بنعمته التي تفيض عليك. (3) الله متكلي (ع9-12): ع9: إِنَّمَا بَاطِلٌ بَنُو آدَمَ. كَذِبٌ بَنُو الْبَشَرِ. فِي الْمَوَازِينِ هُمْ إِلَى فَوْقُ. هُمْ مِنْ بَاطِل أَجْمَعُونَ. يصف داود قوة البشر بأنها باطلة، إذ هي لا شيء أمام قوة الله. ومقاييس البشر أيضًا باطلة؛ لأن المقياس الحقيقي هو الله، وليس المال، أو الصحة، أو العلاقات الاجتماعية، وبالتالي لا يخاف داود ممن يعادونه؛ لأن قوتهم باطلة، وهو واثق في إلهه القادر أن يحميه، بل يعيده إلى عرشه بقوة. ع10: لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الظُّلْمِ وَلاَ تَصِيرُوا بَاطِلًا فِي الْخَطْفِ. إِنْ زَادَ الْغِنَى فَلاَ تَضَعُوا عَلَيْهِ قَلْبًا. ينصح داود شعبه بأمرين هما: أ - عدم التعلق بمحبة المال، والغنى لأنه باطل، ولا يساند الإنسان، بل القوة من الله. ب - عدم اللجوء إلى الظلم؛ لأنه وسيلة للطمع في ممتلكات الآخرين، والخطف منهم، فالظلم وسيلة للغنى الغير مشروع، فهذا يزيد غضب الله على الإنسان. غضب اليهود على المسيح؛ لأنه طرد الباعة من الهيكل، فمنع تجارتهم، ووسائل غناهم؛ لأنهم أحبوا المال أكثر من الصلاة، حتى أنهم دنسوا هيكل الله بتجارتهم. ع11، 12: مَرَّةً وَاحِدَةً تَكَلَّمَ الرَّبُّ، وَهَاتَيْنِ الاثْنَتَيْنِ سَمِعْتُ: أَنَّ الْعِزَّةَ للهِ، وَلَكَ يَا رَبُّ الرَّحْمَةُ، لأَنَّكَ أَنْتَ تُجَازِي الإِنْسَانَ كَعَمَلِهِ. يقول داود أن الله تكلم مرة واحدة، ويعنى أن كلامه واحد لا يتغير. وقد سمعه داود مرتين؛ لأن الله يكرر كلامه مرات كثيرة، حتى لا ينسى الإنسان وينتبه، ولكن محتوى الكلام واحد. يتصف الله بصفتين أساسيتين يلزم وجودهما في الديان، وهما: أ - العزة: أي السلطان، والقدرة، والقوة. ب - الرحمة: أي الإشفاق، والرأفة على الكل. من أجل هذا إذ يحمل الله هاتين الصفتين بالكمال فيه؛ لذا فهو وحده ديان الأرض كلها، وسيجازى كل إنسان بحسب أعماله في يوم الدينونة، فيكافئ الأبرار في الملكوت، ويعاقب الأشرار في العذاب الأبدي. ولا يمكن إهمال إحدى الصفتين في الله، أي الاعتماد على رحمته دون مخافته، فنتهاون مع الخطية، أو نخشى سلطانه، وننسى رحمته فنقع في اليأس. † تذكر دائمًا مخافة الله لترفض الخطية، أو تقوم منها سريعًا إن سقطت. وتذكر أيضًا رحمته؛ لتتشجع مهما حاربك إبليس، وظهر ضعفك أمامه، فإلهك يحبك ويرحمك، وفى نفس الوقت يحميك بمخافته من كل خطية. المزمور الثَّالِثُ والستون عطش وأفراح مزمور لداود لما كان في برية يهوذا "يا الله إلهي أنت. إليك أبكر.." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: داود. 2. متى كتب: أ - عندما كان داود هاربًا من وجه أبشالوم في برية يهوذا (2 صم15: 23). وهذا هو الرأى الأرجح؛ لأنه يذكر أن الملك يفرح بالله (ع11). ب - عندما كان داود هاربًا من وجه شاول في برية يهوذا (1 صم23: 14)، وكان صموئيل قد مسحه ملكًا، ولكن لم يعلن كملك على الشعب لوجود شاول على العرش. 3. هذا المزمور نبوة عن المسبيين في السبي الأشوري والبابلي، والعطاش إلى الله وعبادته في هيكله بأورشليم. 4. يحوي هذا المزمور نبوة عن هلاك شاول، أو أبشالوم (ع9). 5. يناسب هذا المزمور كل إنسان يشعر باشتياقه إلى الله، وحاجته للوجود في بيته. 6. تصلي الكنيسة هذا المزمور في بداية كل يوم في صلاة باكر بالأجبية؛ لأنه يظهر اشتياقات الإنسان المصلى إلى الله في بداية اليوم. ثم تصليه الكنيسة مرة أخرى في صلاة الساعة السادسة التي قال فيها المسيح على الصليب أنه عطشان ليس فقط إلى الماء، بل إلى خلاص البشرية، فترد عليه البشرية بأنها عطشانة إلى حبه وفدائه. (1) أشواق وتسبيح (ع1-7): ع1: يَا اَللهُ، إِلهِي أَنْتَ. إِلَيْكَ أُبَكِّرُ. عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلاَ مَاءٍ، أشواق داود نحو الله بنفسه وجسده جعلته يستيقظ مبكرًا ليصلى. وكلمة التبكير في الأصل العبري تعنى وقت السحر، أي قبل الفجر، وذلك لأن انشغال قلب داود بالله جعلته لا يستطيع أن ينام إلا قليلًا، ثم يستيقظ ليصلى. كان داود في البرية حيث العطش لأنه لا يوجد ماء، ولكن عطش نفسه إلى الله كان أقوى. ولما صلى ارتوت نفسه. وعطشه إلى الله ليس فقط للصلاة في مخدعه، ولكنه عطش للوجود في حضرة الله أمام تابوت العهد، ليقدم عبادة في أورشليم؛ لأنه كان بعيدًا عنها بسبب أبشالوم. إن الأرض الناشفة التي بلا ماء لا تستطيع أن تعطى ثمارًا، وهذا وصف لنفسية داود التي أصبحت ناشفة لبعدها عن الله. والحل هو الصلاة فيرتوى ويثمر ثمار الروح. ع2: لِكَيْ أُبْصِرَ قُوَّتَكَ وَمَجْدَكَ. كَمَا قَدْ رَأَيْتُكَ فِي قُدْسِكَ. كما اختبر داود رؤية الله، وإحساسه به في أورشليم، عندما قدم عبادة وسط الجموع أمام تابوت العهد، يشتاق الآن أن يرى قوة الله ومجده وهو في البرية؛ لأن الله يملأ كل مكان، وهو عاجز عن الذهاب لأورشليم، ومحتاج لقوة الله ومجده، ليس فقط لتشبعه، بل أيضًا لتسنده أمام شر أعدائه. فداود يحب الصلاة التي تعودها في أورشليم ولا يستطيع أن يستغنى عنها في أى مكان. عندما نقول داود أبصر، فهو يعبر عن أشواقه برؤية قوة الله ومجده في تجسده الذي سيتم في ملء الزمان. ع3: لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَفْضَلُ مِنَ الْحَيَاةِ. شَفَتَايَ تُسَبِّحَانِكَ. يشعر داود أن الحياة مع الله، والتمتع بعشرته أفضل من كل مباهج حياة العالم، وكذلك أمام عظمة رحمة الله تنطلق شفتاه بتسبيح الله وشكره. ولا تستطيع شفتاه أن تسبح الله إلا بمعونته ورحمته. إن الحياة مع الله والتمتع برحمته، ولو لفترة قصيرة من العمر أفضل من حياة طويلة بعيدًا عن الله. لعل هذه الآية نبوة عن مشاعر المسبيين في بابل، إذ يشعرون أن التمتع برحمة الله وعبادته في أورشليم أفضل من كل عظمة الحياة في بابل، وهناك في أورشليم يلذ لهم التسبيح أمام هيكل الله. ع4: هكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي. بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ. إذ تمتع داود برؤية الله، وشعر بيده المساندة له، أعلن وعدًا واضحًا لله أن يباركه في حياته، ويقصد طوال حياته، وفى كل أوقات وجوانب حياته؛ لأن الله هو سبب كل بركة، ونجاح، وأمان في حياته. رفع اليدين هو تعبير عن الصلاة، والتضرع، والشكر لله، وهو مشاركة للجسد مع الروح في الصلاة. ورفع اليدين، ومحبة الصلاة يتمان بمعونة الله الذي يشجعنا على الصلاة. بل إن الصلاة، ورفع اليدين موجهان لاسم الله، أي شخصه؛ لأن القلب قد تعلق بالله، فارتفع إليه مع الجسد، وهذا يبين مدى أشواق داود لله، حتى أنها سمت به إلى السماء، فارتفعت به عن خطايا كثيرة لانشغاله بحب الله. ورفع اليدين رمزًا للنصرة على الشيطان، كما رفع موسى يديه فتغلب يشوع على عماليق (خر17: 11). ورفع اليدين أيضًا يعنى الوعد لله بأن يظل داود مستمرًا في الصلاة، كما وعد الله شعبه ورفع يده معلنًا وعده بأرض كنعان ميراثًا (خر6: 8). ع5: كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الابْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي. يعلن داود أنه كما يشبع الجسد من الشحم والدسم، هكذا أيضًا تشبع نفسه بدسم الحب الإلهي، فيبارك الله، ويسبحه بفرح. وعندما يصلى يزداد شبعه ونموه الروحي، كما ينمو الجسد بالشحم والدسم. والشحم والدسم يعطيان مذاقًا حسنًا للطعام، وكذلك الصلاة والتسبيح تعطى لذة للحياة، بل إن النفس تتذوق حلاوة الأبدية وهي على الأرض؛ لأن الملكوت كله تلذذ بالصلاة والتسبيح. ع6: إِذَا ذَكَرْتُكَ عَلَى فِرَاشِي، فِي السُّهْدِ أَلْهَجُ بِكَ، السهد: الأرق وعدم القدرة على النوم. ألهج: أكرر وأردد اسم الله. بدأ داود المزمور بأنه يبكر إلى الصلاة؛ لأن نفسه عطشانة للحب الإلهي، واستمر طوال اليوم يحدث الله، وعندما دخل لينام ظل يحدث الله، ويذكر اسمه، وإذ نام قليلًا من تعب اليوم قام وأخذ يردد اسمه القدوس، مع أن الفجر لم يكن قد طلع، وفى الترجمة السبعينية في أوقات الأسحار استيقظ داود، فقد بكر لله من وقت السحر، بينما الظلام يغطى الأرض والناس نيام لم يستطع قلبه أن ينام، واستيقظ ليصلى، واستمر حتى طلع الفجر وبدأ يومه، وحقًا عبر داود عن نفسه عندما قال "أما أنا فصلاة" (مز109: 4). على فراشى، أي في وقت راحتى، وفى السهد، أي وقت الضيقة والأرق، كنت أصلى، وألهج باسم الله، فداود يصلى في جميع الظروف؛ الراحة، أو الضيقة. ع7: لأَنَّكَ كُنْتَ عَوْنًا لِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَبْتَهِجُ. هرب داود من وجه أبشالوم وقبل ذلك من وجه شاول، والله أعانه، إذ لم يمكن مطارديه من الإمساك به، أو قتله، فشعر داود بأنه تحت رعاية الله، وهو يظلله بجناحيه، فصار في فرح عظيم، ليس فقط برعاية الله، بل لأنه تلذذ وشبع بحب الله. وقد يكون الله متعه بإحساس به بشكل ما، كما ذكر عن الثلاثة فتية أنهم رأوا الله وسط الأتون، ودانيال رأى الملاك في الجب (دا 3: 25؛ 6: 22) فداود تمتع بعشرة الله، وهذا هو سبب فرحه. † إذا شعرت باشتياق لله فلا تؤجل، بل قم إلى الصلاة والتسبيح، أو اقرأ في كتابك المقدس، وتأمل فيه، فتجد الله واضحًا، وتتمتع بعشرته، فيفرح قلبك. (2) فرح وافتخار (ع8-11): ع8: اِلْتَصَقَتْ نَفْسِي بِكَ. يَمِينُكَ تَعْضُدُنِي. من شدة أشواق داود لله لم يكتفٍ برعايته، أو رؤيته، ولكنه التصق بالله بالحب؛ حتى تمتع به على الدوام. وعندما رأى الله محبة داود، سانده وعضده بيمينه؛ ليثبت في هذا الحب. فمن يسعى باشتياق لله، ويلتصق به، يتمتع بقوة الله، التي تدخله إلى أعماق الله، فيختبر أمورًا لا يعبر عنها، أى يتذوق الملكوت وهو على الأرض. يمين الله ترمز للمسيح، الذي هو قوة الله، وظهرت في التجسد، فمن يسعى نحو الله يتمتع بخلاص المسيح وفدائه. ع9، 10: أَمَّا الَّذِينَ هُمْ لِلتَّهْلُكَةِ يَطْلُبُونَ نَفْسِي، فَيَدْخُلُونَ فِي أَسَافِلِ الأَرْضِ. يُدْفَعُونَ إِلَى يَدَيِ السَّيْفِ. يَكُونُونَ نَصِيبًا لِبَنَاتِ آوَى. بنات آوى: حيوان يشبه الثعلب، حجمه وسط بين الثعلب والذئب، وهو من الحيوانات المفترسة. بعد أن عرض داود تمتعه بالله، كمثال لسعادة أولاد الله، عرض على الجانب الآخر مصير الأشرار الذين يريدون إهلاكه، وحدده في ثلاثة نقاط: أ - يدخلون في أسافل الأرض، أي ينتظرهم الهلاك الأبدي، فيلقون في الجحيم؛ لإصرارهم على الشر، وقتل الأبرياء مثل داود. ب - يدفعون إلى يدى السيف، أي يهلكون، وهذا هو الهلاك على الأرض، أي أنهم يهلكون على الأرض وفى الحياة الأخرى، حيث العذاب الأبدي. ج - يكونون أنصبة لبنات آوى: الأسد -الذي يرمز للشيطان- عندما يهجم على فريسة يقتلها، ويأكل جزءًا منها، ويترك الباقى للحيوانات المفترسة الأخرى، مثل بنات آوى، فهؤلاء الأشرار يعذبهم الشيطان، وكذلك باقي الأشرار الذين على الأرض يهاجمونهم، أي ينقلب الأشرار بعضهم على بعض، فيظهر خزى كل من يتبع الشر، ويعتمد عليه. كل ما يحدث للأشرار يثبت إيمان الأبرار، فلا ينزعجون من إساءات الأشرار، أو نجاحهم المؤقت، لأن نهايتهم شنيعة. ع11: أَمَّا الْمَلِكُ فَيَفْرَحُ بِاللهِ. يَفْتَخِرُ كُلُّ مَنْ يَحْلِفُ بِهِ لأَنَّ أَفْوَاهَ الْمُتَكَلِّمِينَ بِالْكَذِبِ تُسَدُّ. يختم داود المزمور بأن الملك، أي داود يفرح بالله الذي بكر إليه بالصلاة، وتمتع بعشرته، ورعايته، بل يصير داود قدوة لغيره، فيفتخر الأبرار لأجل إيمانهم بالله، ويزداد تمسكهم به، ويحلفون باسمه، وليس بأسماء الآلهة الغريبة؛ لأن الحلف في العهد القديم كان إعلانًا لإيمان الإنسان، وتبعيته لله، أو الآلهة الوثنية. فعندما يحمى الله داود، يثبت الأبرار المؤمنون بالله في إيمانهم، بل ويفتخرون بإلههم الذي يحلفون به. على الجانب الآخر فإن كل الأشرار المتكلمين بالشر، وهو كلام كاذب يحمل ظلمًا للأبرياء، وإساءات كلها مؤقتة وبلا قيمة، كل هذا يبطل، وأفواه الأشرار يسدها الله، عندما يرون رعاية الله وحمايته لأولاده، وأن شرور الأشرار لا تصيب الأبرار. † تأمل عمل الله في قديسيه، وكذلك في أولاده الذين حولك، فيثبت إيمانك، وتنمو في محبتك لله ... حقًا شهية هي أخبار القديسين. المزمور الرَّابِعُ والستون انتقام الله من مكايد الأشرار لإمام المغنين . مزمور لداود "استمع يا الله صوتى في شكواى .." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: هو داود النبي كما يظهر من عنوان المزمور. 2. متى كتب: أ - عندما كان داود مطاردًا من شاول، الذي دبر له مؤامرات كثيرة لإهلاكه. ب - عندما كان مطاردًا من وجه ابنه أبشالوم. 3. يعتبر هذا المزمور مرثاة شخصية لداود، تُظهر مدى معاناته، ولكن في نفس الوقت ثقته وإيمانه بالله. 4. يناسب هذا المزمور كل إنسان يحارب من حوله، وتُدبر له المكايد، فهذا المزمور يثبت إيمانه بالله. 5. هذا المزمور يعتبر من المزامير المسيانية، إذ أن معظم أياته تتكلم عن أحداث واضحة في حياة المسيح. 6. لا يوجد هذا المزمور بصلاة الأجبية. (1) مكايد الأشرار للأبرار (ع1-6) ع1: اِسْتَمِعْ يَا اَللهُ صَوْتِي فِي شَكْوَايَ. مِنْ خَوْفِ الْعَدُوِّ احْفَظْ حَيَاتِي. شعر داود بمؤامرات الأعداء المدبرة له، فالتجأ إلى الله بشكوى، طالبًا معونته، ليس فقط لإبطال هذه المؤامرات، بل حتى ينزع الخوف من قلبه، فلا يخشى الأعداء؛ لأن الله معه، فلا يستطيع أحد أن يغلبه. ويطلب أيضًا أن ينزع الله الخوف من قلبه من الشياطين، فهم لا شيء أمام حماية الله له. هذه الصرخة إلى الله نبوة عن المسيح، وهو على الصليب، فيطلب من الآب أن يسمع صلاته، وهذا يثبت ناسوت المسيح. وهذه الصرخة نبوة أيضًا عن صرخات الشهداء، والكنيسة المتألمة في كل جيل. ع2: اسْتُرْنِي مِنْ مُؤَامَرَةِ الأَشْرَارِ، مِنْ جُمْهُورِ فَاعِلِي الإِثْمِ، يطلب داود من الله أن يحميه، ويستر عليه، فلا تصيبه مؤامرات الأعداء، خاصة وأن أعدادهم كبيرة، وهم جمهور أكبر منه، ولكن اعتماده على قوة الله يطمئنه. يطلب أيضًا داود بلسان كل مؤمن أن يستر عليه من عرى الخطية، وخزيها، فلا يشمت به جمهور الشياطين، الذين يريدون إسقاطه وإهلاكه. كانت مؤامرات اليهود على المسيح كثيرة، وتجمهروا بشكل كبير، فهذه الآية نبوة عن المسيح. ع3: الَّذِينَ صَقَلُوا أَلْسِنَتَهُمْ كَالسَّيْفِ. فَوَّقُوا سَهْمَهُمْ كَلاَمًا مُرًّا، صقلوا: تقال على السيف بمعنى تجعله حادًا، وتعنى هنا أن تكون ألسنتهم قوية وحادة في إيذائه. فوقوا: ثبتوا السهم في الوتر، استعدادًا ليصيب هدفه. وتعنى هنا قوة ألسنتهم التي توجه كلامًا عنيفًا ليصيب داود. يصف داود كلام أعدائه، وألسنتهم كالسيف المصقول، الحاد جدًا، وبالسهم المصوب بدقة نحو هدفه، ويصف أيضًا كلامهم بأنه مر، وهذا يبين مدى معاناة داود من كلام أعدائه القاسى عليه. ع4: لِيَرْمُوا الْكَامِلَ فِي الْمُخْتَفَى بَغْتَةً. يَرْمُونَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ. كان أعداء داود متربصين له في كل مكان، حتى عندما كان يختفى عن أعينهم يذهبون إليه، ويرمونه بسهامهم، أي لا يتركونه في راحة أبدًا، ويطاردونه في كل مكان، وينقضون فجأة عليه؛ ليهلكوه، ولا يخشون الله، فهو بار وكامل ولم يؤذهم في شيء، ولكنهم أشرار وطبيعتهم شريرة، فيصنعون الشر حتى مع الأبرار. هذه الآية تنطبق بروح النبوة على المسيح الذي أخفى لاهوته، وسلك بالبر، ولكن اليهود الأشرار صنعوا له مكايد، وانقضوا عليه بكلامهم، وأسئلتهم المحرجة، بل نادوا بصلبه بعد أن هجموا عليه بغتة في البستان، وقبضوا عليه، ولم يخشوا الله في كل ما صنعوه. ع5: يُشَدِّدُونَ أَنْفُسَهُمْ لأَمْرٍ رَدِيءٍ. يَتَحَادَثُونَ بِطَمْرِ فِخَاخٍ. قَالُوا: «مَنْ يَرَاهُمْ؟». يشددون أنفسهم: يشجعون ويقوون أنفسهم. طمر: دفن. أظهر داود أن أعداءه كانوا يشجعون أنفسهم للإساءة إليه بأعمال ردية. وكانوا ينصبون له فخاخ يخفونها في الأرض، ويغطونها حتى لا تظهر، فيسقط فيها داود. وفيما هم يحفرون هذه الفخاخ يقولون في أنفسهم أن لا أحد يرانا؛ لأنهم يعملون ذلك في الخفاء، ناسين أن الله يراهم، وسيجازيهم عن شرورهم. الفخاخ المطمورة إما كمين للانقضاض على داود وقتله، أو شهوات شريرة تغرى الناس بلذاتها، كما دبر الشيطان لداود فخ امرأة أوريا الحثى، فسقط معها، ثم ندم وتاب. هذه الآية نبوة عن ما حدث مع المسيح، عندما اتفق اليهود على قتله، وحاولوا اصطياده بكلمة، ثم نادوا "اصلبه اصلبه"، ودبروا مكيدة للقبض عليه بواسطة يهوذا الأسخريوطى تلميذه، الذي أعطاهم علامة القبلة لتسليمه. فعلوا كل هذا ونسوا أن الله يراهم، وسيجازيهم عن أعمالهم، فتم خراب أورشليم سنة 70 م على يد الرومان، وقتل عدد ضخم من اليهود. ع6: يَخْتَرِعُونَ إِثْمًا، تَمَّمُوا اخْتِرَاعًا مُحْكَمًا. وَدَاخِلُ الإِنْسَانِ وَقَلْبُهُ عَمِيقٌ. يواصل داود وصف الأشرار الذين يعادونه، فيقول أنهم يخترعون شرورًا متنوعة، واختراعاتهم كانت مدبرة بدقة للإيقاع بداود، وكل إنسان بار، مثل قيام أبشالوم ابن داود بثورة على أبيه، وطرده، ومحاولة قتله، فهذا اختراع لا يأتي على بال إنسان أن يهاجم الابن أبيه، ويحاول إهلاكه. وكذلك جعل الشيطان صديق داود وهو أخيتوفل يضع خطة لقتل داود. وهكذا نرى قلب الإنسان الشرير عميق مملوء شرًا، واختراعات إثم. هذه الآية أيضًا تنطبق على المسيح، إذ جعل الشعب الذي أطعمه المسيح، وشفى مرضاه، وأخرج الشياطين منه، قام عليه وطالب "اصلبه اصلبه". بل أكثر من هذا جعل الشيطان تلميذ المسيح يهوذا الاسخريوطى يقوم عليه، ويبيعه لليهود، ويسلمه لهم. † إن كانت مؤامرات الأشرار ومكايدهم مدبرة بدقة، ومخفية ليسقط فيها البار، فلا تنزعج؛ لأن كل شيء مكشوف وعريان أمام الله، وهو قادر أن يكشف هذه الفخاخ، وينقذك منها، فهو إلهك الذي يحبك، ويرعاك، فتمجده على إنقاذه لك. (2) الانتقام الإلهي (ع7-10) ع7: فَيَرْمِيهِمِ اللهُ بِسَهْمٍ. بَغْتَةً كَانَتْ ضَرْبَتُهُمْ. إن الله أطال أناته على الأشرار، فدبروا مكايد كثيرة، تشمل اختراعات شريرة متنوعة، والله صبر عليهم، ليعطيهم فرصة للتوبة، ولكن إذا أصروا على الشر ينتقم منهم، فيرميهم فجأة بسهم قاتل، كما عاقب هيرودس الملك، الذي وصفه الصيدونيون أنه إله، فتكبر، وظن أنه إله، فحينئذ ضربه الله بالدود فمات (اع12: 22). نرى هذه الآية في حياة المسيح الذي حاول الأشرار قتله واستطاعوا فعلًا أن يصلبوه، ويموت على الصليب، ولكن بموته داس الموت، وخلص كل المؤمنين به، إذ رفع دين الخطية عنهم، وأعطاهم حياة جديدة. ع8: وَيُوقِعُونَ أَلْسِنَتَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ. يُنْغِضُ الرَّأْسَ كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. ينغض الرأس: يهز رأسه احتقارًا وسخرية لما يراه. إذا كان الأشرار يتكلمون بكلام قاسى على البار، فإن الله يجعل ألسنتهم تأتى على رؤوسهم، أي كلامهم الشرير، ومحاولاتهم اصطياد البار يقعون هم فيها، كانتقام إلهي منهم، فيتعجب كل من يمر بهم، بل ويسخر منهم؛ لأن شرهم قد أتى عليهم. ع9: وَيَخْشَى كُلُّ إِنْسَانٍ، وَيُخْبِرُ بِفِعْلِ اللهِ، وَبِعَمَلِهِ يَفْطَنُونَ. يفطنون: يفهمون. بعدما يعاقب الله الأشرار، ويظهر خزيهم أمام الناس، يفهم الكل قوة الله المساندة للبار، أي داود، ويفهمون تدبير الله، ورعايته لأولاده. تظهر هذه الآية في المسيح، الذي شمت به اليهود عندما صلب ومات، ولكنهم فهموا تدبير الله عندما رأوه قد قام من الأموات، وظهر لتلاميذه، ثم صعد إلى السماء. ع10: يَفْرَحُ الصِّدِّيقُ بِالرَّبِّ وَيَحْتَمِي بِهِ، وَيَبْتَهِجُ كُلُّ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ. في الختام يعلن داود أن الصديق، أي داود، يفرح بعمل الله معه، وحمايته له، وكيف أبطل مؤامرات الأعداء، وأنقذه منها. وأيضًا عاقبهم؛ ليثبت داود في إيمانه، بل وكل الأبرار؛ لأن الله ثبت البر، وأظهر بطلان الشر. تنطبق هذه الآية على المسيح فإنه هو الصديق الذي يفرح بإكمال سر الفداء، ويبتهج كل تلاميذه بقيامته، ويتشددون؛ لأن الله يحميهم. † كن واثقًا من مبادئك، وتمسكك بوصايا الله، حتى لو ظهر تفوق الأشرار المؤقت، ولكن في النهاية آمن أن الله سيكافئك بالسلام في الأرض، والفرح العجيب في السماء. |
||||
04 - 06 - 2024, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 162496 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الحَادِي والستون شكر لله الحصن لإمام المغنين على ذوات الأوتار . لداود "اسمع يا الله صراخى واصغ إلى صلاتى..." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي. متى كتب؟ عندما هرب من وجه أبشالوم ابنه، ثم انتصر جيش داود على جيش بني إسرائيل، وقتل أبشالوم. كان هذا المزمور يرنمه مجموعة من اللاويين بقيادة إمام، أي قائد. يصاحب ترديد هذا المزمور آلة موسيقية تسمى ذات الأوتار، وهي آلة وترية قديمة تشبه العود، والربابة. يظهر هذا المزمور داود المصلى، المؤمن، والواثق من الله والمملوء رجاءً، والمحب لعبادته. هذا المزمور نبوة عن مشاعر المسبيين قبل رجوعهم من السبي إلى أورشليم، وإعادة بناء الهيكل. يعتبر هذا المزمور من المزامير الليتورجية، إذ يرددها جماعة شعب الله في الضيقات، وعند الصلاة من أجل الملك، أو رئيس الكهنة. يعتبر هذا المزمور أيضًا من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم بروح النبوة عن المسيح الملك الذي يملك إلى الدهر (ع6، 7). يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الساعة السادسة، التي فيها قدم المسيح نفسه على الصليب لأجل خلاصنا؛ لذا فهذا المزمور يصرخ إلى الله الملك؛ لينجينا من كل ضيقاتنا، ويثبتنا فيه، ويعطينا خلاصًا كاملًا. |
||||
04 - 06 - 2024, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 162497 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اِسْمَعْ يَا اَللهُ صُرَاخِي، وَاصْغَ إِلَى صَلاَتِي. مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي. غشى: فقد الوعي، ويقصد هنا الضعف، وفى الأصل العبري تعنى التألم والإلتواء. شعر داود أنه بعيد عن أورشليم المدينة المقدسة، وعن تابوت عهد الله، فأحس بالعزلة، وأنه في أقاصى الأرض؛ لذا صرخ إلى الله بصلوات حارة، وترجى أن يسمعه الله، خاصة وأنه في ضعف شديد غمر قلبه، وجعله يتألم بشدة، ويتلوى خاصة وأنه معزول، ومطرود من ابنه. وطلب من الله أن يهديه إلى صخرة مرتفعة، "ارفع منى"، وثابتة فيصعد عليها، وكان إيمانه أن صخرته هو الله، وأن الله سيرفعه على هذه الصخرة، أي يثبت إيمانه، ويسمو به فوق كل أحزانه وآلامه، ويعطيه طمأنينة وسلامًا، فكان داود يطلب من الله ليس فقط حمايته، بل السمو به فوق أتعابه. هاتان الآيتان نبوة عن المسبيين من السبي الأشوري، والبابلي الذين يصلون وهم بعيدون عن أورشليم، ومتفرقون في العالم، ومتألمون، ولكن رجاءهم هو الرجوع إلى أورشليم، وبناء الهيكل، حيث الله صخرتهم. |
||||
04 - 06 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 162498 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح هو الصخرة التي ظهرت في العهد القديم مع موسى ويتكلم عنها داود، والتي هي رجاء البشرية أي الصليب الذي قدم خلاصًا للعالم كله. قدم المسيح نفسه على الصليب لأجل خلاصنا؛ لينجينا من كل ضيقاتنا، ويثبتنا فيه، ويعطينا خلاصًا كاملًا. |
||||
04 - 06 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 162499 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ. لأَسْكُنَنَّ فِي مَسْكَنِكَ إِلَى الدُّهُورِ. أَحْتَمِي بِسِتْرِ جَنَاحَيْكَ. سِلاَهْ. يتذكر داود حماية الله له طوال حياته السابقة، فيمتلئ ثقة، وإيمان بالله، ويقول "كنت ملجأ لى". وهكذا ينبغى لكل إنسان أن يتذكر أعمال الله السابقة، ويشكره عليها؛ لينمو ويثبت إيمانه. كان الله لداود ليس فقط ملجأ، بل برج يراقب منه العدو فيكتشف الأعداء الخفيين والمختبئين، فيضربهم بالسهام. فالله لم يحم داود فقط، بل أعطاه قوة لمهاجمة أعدائه، فخافوه. وهكذا أيضًا الشياطين تخاف من أولاد الله القديسين. |
||||
04 - 06 - 2024, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 162500 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح هو ملجأ لأولاده يحميهم من كل خطية، وهو برج قوة يكتشفون به كل حيل الشياطين، بل يهاجمونهم بالاتضاع، واكتساب الفضائل، وعمل الخير، وهو أيضًا يصد عنهم الأعداء الخفيين، أي الشياطين، ويقهرهم. |
||||