منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03 - 06 - 2024, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 162451 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقبل صلاتي
وإلى طلبتي أمل أذنك
(مز 88: 2)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 03 - 06 - 2024, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 162452 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع هو مصدر الرحمة والرأفة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 162453 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




عثر على الصندوق القديم




في قرية صغيرة وهادئة، كان يعيش رجل مسن يُدعى "سامي". كان سامي معروفًا بحكمته وطيبة قلبه، وكان الناس يلجأون إليه دائمًا طلبًا للنصيحة والمساعدة. كان سامي يعيش وحيدًا في بيت صغير بجوار النهر، بعد أن فقد زوجته وابنه الوحيد في حادث مأساوي منذ سنوات طويلة.
كل يوم، كان سامي يجلس على ضفاف النهر، يتأمل الماء الجاري ويسترجع ذكرياته مع أسرته. كان يشعر بالوحدة والحزن العميق، لكن كان لديه إيمان قوي بأن الحياة تستمر رغم الأحزان. كانت لديه عادة أن يكتب رسائل إلى زوجته وابنه، يحتفظ بها في صندوق قديم في غرفته، كوسيلة للتخفيف من آلامه.
في أحد الأيام، وبينما كان يجلس على ضفاف النهر، وجد سامي طفلاً صغيرًا يبكي. اقترب منه وسأله عن سبب بكائه. أخبره الطفل أن والديه قد رحلا وتركاه وحيدًا، ولا يعرف ماذا يفعل أو إلى أين يذهب. شعر سامي بالحزن الشديد لمصير الطفل، وقرر أن يأخذه معه إلى بيته ويرعاه.
مع مرور الأيام، بدأ الطفل يشعر بالأمان والراحة مع سامي. كان سامي يعلمه كل ما يعرفه عن الحياة، ويشاركه حكمته وقصصه. وكان سامي يشعر بأن هذا الطفل أعاد له بعض الأمل والحياة التي فقدها.
ذات يوم، بينما كان الطفل يلعب في غرفة سامي، عثر على الصندوق القديم. فتحه ووجد الرسائل التي كتبها سامي إلى زوجته وابنه. بدأ يقرأها، ودموعه تنهمر من عينيه. تأثر الطفل بشدة بقصة سامي، وأدرك كم كان هذا الرجل المسن يعاني من الحزن والوحدة.
عندما عاد سامي إلى البيت، وجد الطفل جالسًا بجوار الصندوق، وعيناه مليئتان بالدموع. سأل الطفل سامي عن الرسائل، وأخبره سامي بكل شيء عن أسرته وما حدث لهم. تأثر الطفل بشدة، وقال لسامي: "أنت كنت دائمًا تقول لي أن الحياة تستمر رغم الأحزان، وأنه يجب أن نبحث عن الأمل حتى في أحلك الأوقات. لكنك تحملت هذا الحزن وحدك لسنوات. لقد أعطيتني الحياة والأمل، وأريد أن أعطيك نفس الشيء."
ابتسم سامي بحزن وقال: "نعم، يا بني. الحياة تستمر رغم كل شيء، والأمل هو ما يبقينا مستمرين. تعلمت من خلالك أن الحزن يمكن أن يخف عندما نشارك حبنا ووقتنا مع الآخرين."
مرت السنوات، وكبر الطفل ليصبح شابًا ناضجًا. وكان دائمًا يذكر حكم سامي ويعيش بها. عندما حان وقت رحيل سامي، جلس الشاب بجانبه، وأمسك بيده وقال: "لقد علمتني أن الحياة مليئة بالألم، لكن أيضًا مليئة بالأمل والحب. سأبقى دائمًا ممتنًا لك."
أغمض سامي عينيه بهدوء، ورحل عن هذا العالم بسلام، تاركًا وراءه إرثًا من الحكمة والحب. وكان الشاب يروي قصته للأجيال القادمة، ليعلمهم أن الحياة تستمر، وأن الأمل والحب هما القوة الحقيقية التي تجعلنا نتحمل أصعب الأوقات.
**الحكمة:**
"الحياة تستمر رغم الأحزان، والأمل والحب هما ما يجعلانا نتحمل ونواصل. لا تدع الحزن يعزلك، بل ابحث عن الأمل في الآخرين وشارك حبك، لأن في ذلك الشفاء الحقيقي."
 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 162454 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لا تدعي الحزن يأخذ منكِ الفرح




في قرية صغيرة محاطة بحدائق الياسمين، كانت تعيش فتاة تُدعى "ليلى". كانت ليلى فتاة طيبة القلب، جميلة الروح، وكانت محبوبة من الجميع في القرية. كانت تعيش مع والدتها المريضة في منزل قديم متهالك، لكنها كانت تسعى جاهدة لرعاية والدتها والعمل في الحقول لتوفير لقمة العيش.
كانت ليلى موهوبة بصوت رائع، وكانت تحب الغناء لوالدتها في كل مساء، تهدئ من ألمها وتخفف من معاناتها. كان صوتها الناعم يملأ البيت بالدفء والحب، وكان الياسمين في الحديقة يتفتح في كل مرة تغني فيها ليلى.
في يوم من الأيام، اشتد مرض والدتها، وأصبحت غير قادرة على الحركة. كانت ليلى تعمل ليل نهار لتجمع المال اللازم لعلاج والدتها، لكن العلاج كان مكلفًا للغاية. بدأت ليلى تشعر بالعجز واليأس، فقد كانت ترى والدتها تتألم دون أن تستطيع فعل شيء.
في إحدى الليالي، وبينما كانت ليلى تجلس بجوار والدتها، بدأت تغني أغنية حزينة عن الأمل والحب والفقدان. كانت دموعها تنهمر على وجنتيها، وصوتها يختلط بالبكاء. فجأة، شعرت والدتها بتحسن طفيف، وابتسمت قليلاً رغم الألم، وقالت: "صوتك يا ليلى هو العلاج الوحيد الذي أحتاجه. تذكري دائمًا أن الحب هو أقوى دواء."
مع مرور الأيام، تدهورت حالة والدتها بشكل كبير، وأصبحت اللحظات الأخيرة تقترب. في تلك الليلة، جلست ليلى بجوار سرير والدتها، وبدأت تغني أغنيتها المعتادة. كانت تعلم في قلبها أن هذه هي المرة الأخيرة التي ستغني فيها لوالدتها. صوتها كان يرتجف، ودموعها تسقط كالمطر.
أمسكت والدتها بيد ليلى برفق، وقالت بصوت خافت: "يا ليلى، أعديني أن تواصلي الغناء. أعديني أن تنشري حبك وصوتك الجميل للعالم. لا تدعي الحزن يأخذ منكِ الفرح."
في تلك اللحظة، أغمضت والدتها عينيها ورحلت بسلام. شعرت ليلى بألم لا يوصف، لكنها تذكرت كلمات والدتها. وقفت على شرفة المنزل، وغنت بصوت حزين ومؤثر، أغنيتها التي كانت تهديها لوالدتها.
سمع أهل القرية صوت ليلى، وشعروا بحزنها العميق. بدأوا يجتمعون حول منزلها، يستمعون إليها ويشاركونها الحزن. بمرور الوقت، أصبحت أغاني ليلى رمزًا للأمل والصبر، وكانت تروي قصتها لكل من يسمعها، تعلمهم أن الحب والأمل يمكن أن ينقذا الأرواح حتى في أحلك الأوقات.
مرت السنوات، وكبرت ليلى لتصبح مغنية مشهورة، لكنها لم تنسَ أبداً والدتها وكلماتها الأخيرة. كانت تغني من قلبها، تنشر الحب والأمل في كل مكان، وتذكر دائمًا أن الحب هو أقوى دواء.
**الحكمة:**
"حتى في أحلك الأوقات، يمكن للحب أن يمنحنا القوة والأمل. صوتنا، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يكون علاجًا لألم الآخرين. لا تتوقف عن الغناء، لا تتوقف عن نشر الحب، لأنك قد تكون السبب في شفاء قلب مجروح."
 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 162455 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"الحياة ليست دائمًا كما نتمنى
لكن الأمل هو النور الذي يرشدنا في ظلماتها.
لا تدع الصعوبات تحطمك،
بل اجعلها جسورًا تعبر بها إلى مستقبل أفضل."
 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 162456 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبينا في القدّيسين يوحنا الرحيم رئيس أساقفة الإسكندرية
القدّيس مارتينوس، أسقف تاراسين، شمال روما.


أبينا الجليل في القدّيسين يوحنّا الرحيم رئيس أساقفة الأسكندرية
وُلد القدّيس يوحنّا في العام 555 للميلاد في بلدة أماثوس القبرصيّة وفيها رقد في العام 619م. كان والده أبيفانوس أحد المتنفذين في الحكم في جزيرة قبرص :هذا كانت له على ابنه سطوة. تلقّى نصيبًا من العلم لا بأس به، ويبدو أنه نشأ على مخافة الله. ولمّا بلغ، زوّجه والده عنوةً، فأنجب جملة أولاد. لكن ، كانت له مع ربّه غير قصّة ولله في قدّيسيه غير أحكام، فقد رقدت زوجته وكذا أولاده في زهرة العمر وتركوه وحيدًا إلى ربّه.
ثمّ فجأة ظهر قصد الله فيه. ففي العام 609 أو ربما 610 للميلاد انتزع نيقيتا، قريب الأمبراطور هرقل، الأسكندرية أثر الفوضى التي دبّت في الأمبراطورية بعد المؤامرة التي دبّرها فوقا. وإذا بيوحنّا، الرجل العاميّ، يبرز كبطريرك على المدينة. ظروف إرتقائه السدّة المرقسيّة لا نعرفها ولا تفاصيل إنتقاله عبر الدرج الإكليريكي. موسكوس وصوفرونيوس ذكرا أنّه كان أخًا لنيقيتا بالتبنّي فيما ورد في نصّ ليونتيوس أنّه صار عرّابا لأولاد الحاكم الجديد. في كلّ حال صار قدّيسنا بطريركًا على الإسكندريّة واتّخذ اسم يوحنّا الخامس. وقد أظهرت الأيّام أنّه رغم ما غلف اختياره من أمور غير عاديّة فإنّ ما جرى كان بتدبير من الله.
بلاد مصر يومها كان أكثرها من أصحاب الطبيعة الواحدة. وثمّة من يقول أنّه عندما اعتلى يوحنّا الأسقفية لم يكن في الإسكندريّة غير سبع كنائس أرثوذكسيّة. بيد أنّه عندما غادرها كان العدد قد بلغ السبعين.
يُروى عنه أنّه قبل تصيّيره جمع خدّام البطريركية وعمّال الخزينة وأمرهم بإجراء مسح في المدينة لمن أسماهم “أسياده” وأن لا يغفلوا أحدا. ولما تساءلوا مستغربين من عساهم يكونون “أسياد” البطريرك هؤلاء أجابهم :”إنّ الذين تدعونهم أنتم فقراء وشحّاذين، هؤلاء أعلنهم لي سادة ومجرّبين، لأنّهم وحدهم القادرون على مساعدتنا، وهم الذين يمنحوننا ملكوت السماوات”. وللحال انطلق الخدّام يبحثون عن “الفقراء الأسياد”. ولمّا أنجزوا المهمّة أتوه بلائحة فيها سبعة الآف وخمسماية اسم. هؤلاء أمر يوحنّا لهم بما كان مدّخرًا في صندوق البطريركية، ثمانية الآف ذهبيّة وأن يتولى الشمامسة سدّ حاجاتهم من دخل البطريركيّة، يومًا فيوما. فقط إذ ذاك دخل الكنيسة في موكب وتمّ تصييره بطريركا.
وكان لا بدّ من أن يُثير تصرّف البطريرك الجديد تساؤلات ومخاوف وانتقادات لا سيّما بعدما انتشر خبره وأضحى للمساكين والمضنوكين والمتعبين ملاذا وعزاء : كيف يفي بوعوده؟ من أين يُعيل جحافل هذه أعدادها؟ الكلام هيّن ولكن كيف يفعلون؟ فكان لسان حال يوحنّا وكان جوابه، وسيرته كلّها كانت الجواب :”حتى ولو نزل العالم كلّه إلى الإسكندريّة مستحسنًا، مستجبرًا لما ضيّق على الكنيسة المقدّسة ولا أنضب كنوز الله التي لا تنضب”. بمثل هذه الثقة سلك يوحنّا، وغالبًا ما اعتاد أن يردّد في صلاته :”سنرى، يا سيدي، لأيّ منا تكون الغلبة: لك في العطاء أم لي في التوزيع على الفقراء، لأنّي أعترف أنّه ليس لي ما ليس من رأفتك وبها أستعين”.
هذا هو الرجل الذي تجاسر فضارع الله. خدمتنا الليتورجية تسمّيه “نهر عمل الخير الذي لا ينفذ”. لم يرد سائلاً أبدًا. لم يكن القياس بالنسبة إليه أن يعطي إذا كان لديه بل أن من يرسله الله أليك يعطيك أن تعطيه لأن الذي قال :”كل من سألك فأعطه” (لوقا 6 :30 ) “ومن أراد أن يقترض منك فلا تردّه “قال ايضا “اسألوا تعطوا، اطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم”. أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف . . . (متى 19 :29).
في إحدى قطع صلاة المساء الخاصّة بهذا النهار، ترتّل الكنيسة المقدّسة على “يا ربّ إليك صرخت” الأنشودة التالية:
“يا يوحنّا المستحقّ التعجّب، لقد أعطاك الربّ جميع مطالب قلبِك لأنّك قد حفظت كلّ الشرائع الخلاصيّة وأحببت الله إلى الغاية، والقريب مثل نفسك، وكفيت السائلين، فلذلك نحتفل بك اليوم أيّها المغبّط من الله “.
هذا القول في شأن قدّيس الله، يوحنّا المكنّى بـ”الرحيم “، خلاصة سيرة وعلّة إكرام حتّى حسبته الكنيسة أحد أساقفتها النموذجييّن الذين أودعت ذكرهم افشين “خلّص يا ربّ شعبك وبارك ميراثك …”، ترجمة كلّ من ليونتيوس، أسقف نيابوليس القبرصي، ويوحنّا موسكوس الدمشقيّ صاحب “المرج الروحيّ” مكمّلا بالقدّيس صوفرونيوس الدمشقي الأورشليمي.

أبينا البار نيلس السينائيّ
ولد القديس نيلس في مدينة أنقرة في غلاطية وقد كان تلميذاً للقديس يوحنا الذهبي الفم لما كان واعظاً في أنطاكية.عائلته مرموقة وثرية. وقد منّ عليه الله بمواهب طبيعية جمة مما أتاح له أن يتبوأ مركز المفتش العام لمدينة القسطنطينية أيام الإمبراطور ثيودوسيوس (379 -395م). ولم يطل به المقام حتى أدرك خواء الحياة في العالم لاسيما بعدما وضعه منصبه وجهاً لوجه أمام صور لا يألفها العامة من حياة الإثم والرذيلة في العاصمة، فاتفق وزوجته على الخروج من العالم والانصراف إلى الحياة الرهبانية. وقد كان له ولدان، صبي وبنت، فأما البنت فأخذتها أمها وانضمت إلى أحد الأديرة المصرية وأما الصبي الذي كان يدعى ثيوذولوس فرافق أباه إلى بريّة سيناء. كانت حياة نيلس في سيناء قاسية جداً. فقد حفر بيديه وبالتعاون مع ابنه مغارة استقرا فيها واكتفيا من الطعام بالأعشاب البرية المرّة دون الخبز. كل وقتهما اعتادا قضاءه في الصلاة ودراسة الكتب المقدسة والتأمل والعمل. ومع أن نيلس كان قد خرج من العالم إلا أنه بقي على اتصال بعدد كبير من المؤمنين ممن كانوا يسألونه الصلاة ويوجهّون إليه الأسئلة في أصول الحياة الروحية. وكان هو يجيب بأعداد كبيرة من الرسائل حتى لتنسب إليه ألف رسالة وجّهها إلى أساقفة وكهنة ونساّك وأمراء وحكّام وعاميين. ويبدو أنه أجاد أكثر ما أجاد في كشف حيل الأبالسة وتعزية المضنوكين واستنهاض ذوي الهمم الخائرة في الطريق إلى الله. وكان إلى ذلك يخوض في ما غمض من أقوال الكتاب المقدس ويعرض للإيمان الأرثوذكسي داحضاً الآريوسية وسواها من الهرطقات التي كانت شائعة في ذلك الزمان. ولما كتب إليه الإمبراطور البيزنطي طالباً بركته وأن يصلّي من أجله لم يتورّع عن اتهامه بالظلم للمعاملة السيئة التي عامل بها القديس يوحنا الذهبي الفم. وكانت للقديس نيلس أيضاً كتابات نسكية قيمة أبانت سعة معرفته الروحية وعمقها.
وشاء الرب الإله أن يفتقده بابنه فوقع في أسر قبائل عربية أغارت على المكان. وقد كان عبء الحادث ثقيلاً جداً عليه حتى لم تعرف نفسه طعم الراحة لاسيما بعدما ورد خبر أن الغزاة مزمعون على تقديمه ذبيحة للإلهة فينوس. لكن الله لم يشأ لعبده أن يتثقّل أكثر من ذلك فجاءه من أخبره أن ثيوذولوس قد بيع عبداً. فخرج نيلس يبحث عن ابنه إلى أن وجده في بلدة اسمها ألوز كان أسقفها قد ابتاع ثيوذولوس وأخذ في إعداده لخدمة الكنيسة. فلما حضر قديسنا لدى الأسقف فرح هذا الأخير به وحاول إقناعه بالبقاء في البلدة واقتبال الكهنوت. لكن نيلس وثيوذولوس كانا مشدودين إلى برية سيناء، فرضخ الأسقف للأمر الواقع وتركهما يعودان إلى هناك بعدما وضع يده عليهما وصيّرهما كاهنين. وقضى نيلس بقية أيامه في سيناء إلى أن رقد في الرب عام 450 للميلاد عن عمر ناهز الثمانين، وكان، وقد أمضى ستين عاما ً في النسك.
ولعله من المفيد لنا أن نطلع على بعض ما علّمه القديس نيلس، لاسيما في موضوع حياة الصلاة. فمن أقواله: “إن الأهواء الجسدية أساسها في الرغبات الجسدية، وللجمها لا بد من الإمساك، أما الأهواء الروحية فأساسها في الرغبات الروحية وضد هذه لا بد من الصلاة”. وفي الدموع قال: “قبل كل شيء صلِّ لتعطى الدموع فيرقق البكاء القساوة التي في نفسك وتعترف بخطاياك أمام الرب. إذ ذاك تنال منه غفران الزلات”. وقال في الصلاة: “إذا كنت ترغب في الصلاة الحق فتنحلّ عن الكل لترث الكل”. وتساءل: “لماذا ترغب الأبالسة في أن تحرّك فينا الشراهة والزنى والجشع والغضب والحقد وسائر الأهواء؟” فأجاب: “لكي ينوء الذهن تحت ثقلها جميعاً فيعجز عن الصلاة كما ينبغي. كل الحرب بيننا وبين الأرواح النجسة تستهدف الصلاة الروحية. فالصلاة الروحية هي أكثر ما يؤذي الشياطين فلا يطيقونها، أما لنا فهي خلاصية وموافقة”. وقال أيضاً: “إذا كنت لاهوتياً صلّيت صلاة حقيقية وإذا صلّيت صلاة حقيقية كنت لاهوتياً”. وعن الراهب قال: “الراهب هو ذاك الذي يترك الناس ليتحد بهم جميعاً. هو ذاك الذي يرى نفسه في كل إنسان”. وعن حاجات الجسد والاتكال على الله: “توكّل على الله في حاجات الجسد، إذ ذاك يتضح أنك توكّلت عليه في حاجاتك الروحية أيضاً”.
وعن أصول الصلاة قال: “تستدعي الصلاة أن يكون الذهن خالياً من كل فكر ولا يقبل ما ليس من الصلاة حتى ولو كان في ذاته فكراً صالحاً. فعلى الذهن أن يترك كل شيء في الصلاة ليناجي الله وحده”.

القدّيس مارتينوس
كان القدّيس مارتينوس مدافعًا عن الإيمان الأرثوذكسي ضد الآريوسيين. قبضوا عليه وضربوه بوحشية وطردوه من مدينة السواري الواقعة على البحر الأدرياتيكي. لجأ إلى مدينة ميلانو حيث لقي نفس المعاملة السيئة من الأسقف الهرطوقي فيها. ويقال أنّه فرّ بعد ذلك إلى جزيرة قاحلة عاش فيها على الأعشاب البرية. ثم صار أسقفًا على تاراسين ولمع في الفضائل الرسوليّة. مما يروى عنه أنّه كان ينفق كلّ ما لديه لإطعام الفقراء. وما كان ليطيق رؤية مسكين إلا أعطاه ما معه حتّى ثيابه. رقد بسلام بالربّ بعد مسيرة طويلة من حياة القداسة.

الطروبارية
+ بصبرك قد نلت ثوابك أيّها الأب البارّ، معتكفًا على الصلوات بغير انقطاع،محبّاً المساكين وكافياً إيّاهم، فتشفع إلى المسيح الإله، يا يوحنّا الرحيم، أن يخلّص نفوسنا.
+ للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ.فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار نيُلس،فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.


 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 162457 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القدّيس بيتيرون


القدّيس بيتيرون تلميذ القدّيس أنطونيوس الكبير.
سلك في نسك شديد. لم يكن يأكل سوى مرّتين في السبوع،
وبعض الطحين الممزوج بالماء وحسب.
أكمل أتعاب الرهبنة ونال مواهب روحيّة جمّة.
ورد على لسانه هذا القول: “من أراد أن يطرد الشياطين،
عليه أن يخضع الأهواء أولاً، لأنّنا إذا تغلّبنا على الأهواء
نقدر أن نطرد الشياطين. ثم أردف قائلاً: فالشيطان يتبع الغضب،
وإذا ضبط الغضب، يطرد شيطانه، والشيء نفسه يقال عن الهوى”.


 
قديم 03 - 06 - 2024, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 162458 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القدّيس فيلومانوس




ولد القدّيس في مقاطعة ليكاؤنية الواقعة شمالي كيليكيا،
في القسم الأوسط من آسيا الصغرى،
في أيام الأمبراطور الروماني أوريلينوس.
ثمة من يقول أنّه كان خبّازًا ويمة من يقول أنّه كان أحد تجّار
القمح من مدينة أنقرةن ومن أصحاب الثروات الطائلة.
أنّى يكن الأمر فقد نهي إلى حاكم أنقرة، المدعو فيليكس،
أن فيلومانوس مسيحي فألقى عليه القبض وأوقفه لديه للأستجواب،
فاعترف بكلّ جرأة ولم يتردّد في أن يقول أنّه مسيحيّ.
ولمّا لم تنفع معه محاولات إقناعه بالعودة عن إيمانه،
أمر به الحاكم جنده فأوثقوا يديه ورجليه بسلاسل حديدة وعلّقوه
ثم أنهالوا عليه ضربًا بالسيوف.
ويُقال انّهم علّقوه فوق نار حتّى أسلم الروح.
 
قديم 04 - 06 - 2024, 10:26 AM   رقم المشاركة : ( 162459 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




سر فرحك قوتك


– “كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ.”
(يو 11:15)

” افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا”
(في 4:4)

اختار ما يفرحك؟

– امتلاك المال. – تقدير الناس. – الدخول في علاقة جديدة.
– عندما أشعر أنني مرغوب فيَّ – الخروج للتنزه.
– الألعاب الإكترونية – تغيير روتين الحياة.
– وظيفة مرموقة. – الاهتمام العائلي.
– علاقة عاطفية. – الأكل اللذيذ. – النجاح الدراسي.
– تعلم شئ جديد. – عندما أحصل على ما احتاجه.
– شراء ملابس جديدة.

ما رأيك ما هو الفرق بين الفرح الحقيقي والسعادة؟


أمثلة أفراح العالم

الغني الغبي: “وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ” (لو 19:12, 20).
حفل عيد ميلاد هيرودس: “لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس” (مت 6:14). والنهاية طلبت رأس يوحنا “فاغتم الملك. ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يُعطى” (مت 9:14). فقتل أعظم مواليد النساء.
حفل الملك بيلشاصر:” بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمراً قدام الألف” (دا 1:5). وطلب آنية الهيكل ليشرب فيها “في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت.. ففزع الملك بيلشاصر جداً وتغيرت فيه هيئته واضطرب عظماؤه” (دا 5:5-9) والنتيجة (تفسير الكلام). أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً، قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس. في تلك الليلة قُتل بلشاصر ملك الكلدانيين فأخذ المملكة داريوس المادي” (دا26:5 -30).

هذا هو حال الفرح بعيداً عن الله؟

“فرح الفاجر إلى لحظة!” (أي 5:20). إرميا النبي يقول: “مضى فرح قلبنا. صار رقصنا نوحاً. سقط إكليل رأسنا. ويل لنا لأننا قد أخطأنا” (مرا 16,15:5 ).


لماذا أفرح؟ وهل هناك ما يدعو إلى الفرح؟

الدنيا وحشة والناس وحشة والمجتمع فاسد, الماضي مظلم والحاضر کئیب والمستقبل مجهول, القلق والكأبة هي سمة العصر الحالي – معدل الجريمة زاد بطريقة مذهلة – البطالة – الغلاء – الشر – الفساد, الإنسان أصبح بلا ثمن ولا معنی – الكراهية والحقد – الاضطهاد – كبت الحرية في عالم ينادي بالحرية وحقوق الإنسان – الظلم.. إلخ.

فهل هذا يدعو إلى الفرح.. وبماذا أفرح؟

هناك فرح العالم, وكل العالم قد وضع في يد الشرير.. لذا فهو فرح غير متزن وغیر روحانی. ولكن الفرح الروحی مختلف تماماً. إنه الفرح الحقيقي إنه فرح دائم لا يخضع للظروف ولا للأحداث ولا للأشخاص ولا حتى للإنجازات.

لقد خلقنا الله لنفرح ونتلذذ ونتمتع به

والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها:

أفرح بالرب : حينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله وقريباً منه, وله شركة حية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد.
أفرح بعطايا الرب الثمينه: أفرح ببنوتي لله, بكنيستي, أفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقودني للخلاص.
– أفرح بأسرتي الصغيرة.
– أفرح بصحتي
– أفرح بمواهبي ووزناتي.
– أفرح بخدمتی ومشاركتي لله في العمل.
ماذا يفرحك في حياتك ويجعلك تشكر الله؟
الفرح المسيحى يرتبط بعمل فوق الطبيعة البشرية، لأنه ليس نتاج عواطف، وإنما هو عمل الروح القدس وثمره. إنه فرح في الرب. “إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا” (في 4:4).
التمتع بالخلصص والنصرة: إذا كانت الخطية هي مصدر التعاسة والشعور بالإثم وسيادة الظلام، فإن التمتع بخلاص السيد المسيح وحضوره, ورفقته وعنايته ورعايته كل الأيام، وعمل الروح القدس، هو الينبوع الرئيسى للفرح المسيحى, والرب أذاع هذا السر لتلاميذه قبل الصليب والقيامة قائلا: “المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم. فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينتزع أحد فرحكم منكم “(يو21:16,22 ). وها هم تلاميذ الرب يفرحون “إذ رأوا الرب” بعد قیامته (يو 20:20), ثم يودًعونه صاعداً إلى السماء، ولكنهم يرجعون من لقائهم الأخير معه بالجسد “بفرح عظيم” (لو 52:24).
+ دوام التوبة يؤدي أولاً بأول إلى التخلص من الخطية المسببة للهم وثقل الضمير, كما أن التوبة هي الباب المفتوح للحاق بمواكب المنتصرين واختبار حياة الفرح الحقيقي والتمتع بالحرية في المسيح: “فإن حرر كم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً” (يو 36:8 )
السلوك بالإيمان: بمعنى الاتكال على الله والثقة في مواعيده، وتسليم كل الحياة له وقبول كل ما يسمح به الله بالشكر، وهذا هو أحد منابع الفرح المسيحي. فالذي يتيقن “أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو 28:8 ), يحيا فرحاً، مطمئناً إلى محبة الله وتحننه. أما من غاب عنهم الإيمان وإلقاء أثقالهم على كاهل الرب يسوع، فكيف يختبرون الفرح, بينما الهموم تقتحم قلوبهم؟ كما أن قلقهم، بل رعبهم، من جهة الغد، لن يتيح للفرح أن يسود حياتهم يوماً.
إن السلام الذي يتمتع به أولاد الله, لا يعرفه الأشرار (أش 22:48 , 21:57 ) ولا يستطيع العالم أن يعطية لأن الله قد وهبه للمؤمنين: “سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا” (يو 27:14 ), “فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم” (لو 36:24, يو 20 :21 ، 26), وهو ناجم عن حالة المصالحة بين المسيحي والله, ومع نفسه ومع الآخرين, كإحدى ثمار الخلاص وثمار الروح، وثمار التوبة والإعتراف. وهذا أيضا يهيئ النفس للفرح في الروح.
ولكن هذا لا يعني أن الآلام لا تعرف طريقها إلى حياة الإنسان المسيحي، أو أنها لا تهدد سلامه وفرحه، فإبليس يترصد أولاد الله ويضيق عليهم، إلا أن الآلام مع هذا لا تستطيع أن تقتحم مركز السلام في القلب..
والحزن إن جاء (على فقدان الأحباء أو تعثرهم، مثلاً)، فهو يبقى عاطفة خارجية لا تهز استقرار القلب في يد القدير. على أن الكتاب يشير إلى حزن “حسب مشيئة الله” علی الخطية الملوثة لنقاوة المسيحي والمهينة للكرامة الإنسانية، وهذا الحزن النبيل ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو 10:7 ).
التقوى مع القناعة: هي تجارة عظيمة كما يصفها معلمنا القديس بولس (1تي 6:6) بينما التطلع إلى الغنى والرفاهية والطمع لا يجلب سوى الآلام. خلال الحياة يحدث نمو طبیعی في الوظائف والدخول والممتلكات، ويتم التدرج في المراكز، وعلى قدر العزم والاجتهاد ينال المرء نصيبه من خيرات هذه الدنيا. والكسول الذي يريد أن يأخذ دون أن يتعب سيبقى في الظل. ولكن هذا كله غير الانحصار والسعي إلى جمع المال بكل الطرق، وعقد المقارنات بين من صعدوا في المراتب أو صاروا أغنياء. هنا تأتي التعاسة والهموم ويتوارى الفرح ويفقد السلام وتتعثر العلاقة مع الله. وليس من منقذ غير أن يثوب الإنسان إلى رشده ويصحح مساره بالتوبة, ويترك العالم لأهله، راضياً بعطايا الله ومعها التقوى وسلوك في مشيئة الله، لأنه “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” (مت 26:16 , مر 36:8 , لو 25:9 ).
الخروج من الذات إلى الآخر: العطاء والخدمة أحد منابع الفرح, والرب نفسه قال:”مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). فالأنانية حزن وهم وخوف وقلق وفقر إنساني وحرمان من الاتحاد مع الله , بينما الخروج إلى حب الله والقريب وخدمة الفقير واليتيم والغريب والضيف والسجين والمسن والمريض وذوي الاحتياجات الخاصة، وضحايا الحروب والمجاعات واضطرابات الطبيعة، هو الطريق إلى إسعاد هؤلاء وتخفيف آلامهم، فيأتي الفرح في الحال كمكافأة لا تقدر بثمن, ليتك تخرج من ذاتك إلى خدمة الآخرين واغترف غنى فرح وسلام لم تعرفه في حياتك الفقيرة الأولى. لأنه: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). وبدل أن يصبح مالك باباً للشرور، خانقا للكلمة، ملتصقاً بالموت, اجعله بابا للدخول إلى فرح السيد الأبدي.
التطلع إلى الأبدية: هو الينبوع الأبدي للفرح. فالأبدية هي النهاية السعيدة التي تهون أمامها كل آلام الزمان الحاضر، التي يصفها القديس بولس أنها “لا تقاس بالمجد العيد أن يستعلن فينا” (رو 18:8 ).
– تطلع دوما إلى الساعة الأخيرة، حيث الاحتفال بنوال إكليل البر, تمجيداً لحياة شاركت المسيح الامه وحفظت كلمته, وذاقت حلاوة عشرته.
+ هكذا تعبر على النفس رياح الهموم والتجارب والأحزان دون أن تخصم شيئاً من رصيد الفرح المستقر في الأعماق, ولا تلمس غير سطح الأمواج التي قد تعلو وتهبط، ولكن الفرح والسلام هناك لا يضرهما شيء.
+ المقابلة بين خفة ضيقتنا الوقتية وثقل المجد الأبدي (2كو 17:7 )، تجرد التجارب من أشواكها الحادة، وتجعل من دموعنا مجرد مخرج طبيعى لضغوط التجارب، ولكنها مع هذا لن تكون منسية قدام الله.
+انتظارنا لمجيء الرب في خلاصة الأخير, يحول ألامنا وأسقامنا وأحزاننا من أدوات لتكديرنا وسحقنا (كما هي للبعيدين عن الله) إلى رصيد لحسابنا نتمجد به في اليوم الأخير “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه” (رو8: 17). وهكذا لا تعطل استمرار فرحنا وسلامنا ونحن هنا على الأرض.

لا حظ أن النفس المتضعة هي التي لا تبرح الابتسامة عن وجهها أبدا..
نعم لم يذكر الكتاب عن الرب أنه ضحك، إلا إننا لا نشك أنه كان مبتهجاً, وهو يشارك في عرس قانا الجليل, ويصنع فيه أول معجزاته ويزيل الحرج عن أهل العُرس الذين نفد خمرهم, ولابد أنه ابتسم عندما نظر إلى الشاب الغنی “وأحبه” (مر21:10 ), ولابد أن وجهه كان يطفح سرورا “عندما تهتل يسوع بالروح” (لو 21:10 ). وأغلب الظن أنه أبدى فرحه وهو يذكر في أمثاله فرح السماء بتوبة الخاطئ (لو 10,7:15 ), وفرح الراعي الصالح بعثوره على خروفه الضال (لو 5:15, 6)، وفرح المرأة التي وجدت درهمها المفقود (لو 9:15)، وفرح الآب وسروره بعودة ابنه الشارد (لو 32:15 )، وهو الذي أوصانا – على لسان بولس الرسول – بالفرح مع الفرحين (رو 15:12 ). والكتاب ملئ بكلمات من نوع “العريس والعروس” (مر19:2 , 20)، و”عشاء عظيماً” (لو 16:14)، و”العرس” (مت22: 2-12 ) و تسابيح وأغاني روحية” (أف 19:5 , كو 16:3 ), وكلها تتشح بالبهجة التي تسود الحياة في المسيح.


الفرح المسيحي

المسيحي الحقيقي لا يعرف الهزل أو النكات القبيحة، ولا يجرؤ على كسر الوصية، ولا يتشح بوسائل الفرح المصطنع كالخمر والصخب، ولا بتغييب الوعي بالمخدرات. أما الإنسان الطبيعي لا يعرف غير الفرح السطحي المفتعل، بينما الهموم لا تفارقه أينما سار مهما اجتهد أن يهرب منها.

حياة الفرح المسيحي هي من أعمال النعمة، وهي متاحة لكل من يؤمن “فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله” (رو 8:8). فالمسيحي ليس إنسانا أسطورياً، ولكنه إنسان أدركته نعمة الخلاص، فتغير حاله من البؤس إلى الفرح المجيد. وباسم كل البعيدين الحائرين كانت صرخة القديس بولس: “إذا أجد الناموس لى حينما أريد أن أفعل الحسنى أن الشر حاضر عندي … ويحي أنا الإنسان الشقى! من ينقذني من جسد هذا الموت؟” (رو 21:7 , 24)، ثم كان إعلانه عن سر الفرح: “لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت… وإن كان المسيح فيكم فالجسد ميت بسبب الخطية وأما الروح فحياة بسب البر” (رو 2:8, 10). “القلب الفرحان يجعل الوجه طلقاً وبحزن القلب تنسحق الروح” (أم 13:15).


وجهك يظهرك

إن الوجه يصبح ميزاناً لحالة القلب! كما أنه يظهر حالتنا على حقيقتها! يخبرنا “أدريان روجرز” في أحد كتبه عن بعض المنقبين عن الذهب، الذين وجدوا منجماً غنياً، فقال أحدهم: إنه لنا طالما لا نخبر أحدا عنه! فوعده الجميع بكتم السر.
ولأنهم احتاجوا إلى عدة ومؤونة، توجهوا إلى المدينة وبعد شراءهم كل ما احتاجوا إليه، توجهوا من جديد إلى المنجم…
ولكن في هذه المرة لم يكونوا وحدهم، لأن جموع غفيرة من سكان المدينة تبعتهم، والسبب عائد إلى أن اكتشافهم للذهب وسرهم المكتوم في قلوبهم كان مرسوماً بوضوح على وجوههم! إن ما يحدث في الداخل، يظهر في الخارج! إن مجد الله الذي اختبره موسی على الجبل، انعكس كل الانعكاس على وجهه لدرجة أنه عندما نزل من الجبل، كان وجهه يلمع بقوة أمام الشعب وبشكل لم يسبق له مثيل …

إننا كموسى، لا نستطيع أن نصرف الوقت أمام الله دون أن ينعكس نوره علينا، ويظهر ذلك للأخرين ويلفت نظرهم. لا غنى في ظلمة هذا العالم عن المسيحي الفرح بانعکاس نور الله على وجهه… إنه الفرح الحقيقي الصادر من أعماق القلب، والناتج عن شركة قوية، وعلاقة طيبة مع الرب يسوع المسيح. إن كان نور الله في قلبك، فسيظهر على وجهك.
 
قديم 04 - 06 - 2024, 10:28 AM   رقم المشاركة : ( 162460 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




اختار ما يفرحك؟

– امتلاك المال. – تقدير الناس. – الدخول في علاقة جديدة.
– عندما أشعر أنني مرغوب فيَّ – الخروج للتنزه.
– الألعاب الإكترونية – تغيير روتين الحياة.
– وظيفة مرموقة. – الاهتمام العائلي.
– علاقة عاطفية. – الأكل اللذيذ. – النجاح الدراسي.
– تعلم شئ جديد. – عندما أحصل على ما احتاجه.
– شراء ملابس جديدة.

ما رأيك ما هو الفرق بين الفرح الحقيقي والسعادة؟


أمثلة أفراح العالم

الغني الغبي: “وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ” (لو 19:12, 20).
حفل عيد ميلاد هيرودس: “لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس” (مت 6:14). والنهاية طلبت رأس يوحنا “فاغتم الملك. ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يُعطى” (مت 9:14). فقتل أعظم مواليد النساء.
حفل الملك بيلشاصر:” بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمراً قدام الألف” (دا 1:5). وطلب آنية الهيكل ليشرب فيها “في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت.. ففزع الملك بيلشاصر جداً وتغيرت فيه هيئته واضطرب عظماؤه” (دا 5:5-9) والنتيجة (تفسير الكلام). أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً، قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس. في تلك الليلة قُتل بلشاصر ملك الكلدانيين فأخذ المملكة داريوس المادي” (دا26:5 -30).

هذا هو حال الفرح بعيداً عن الله؟

“فرح الفاجر إلى لحظة!” (أي 5:20). إرميا النبي يقول: “مضى فرح قلبنا. صار رقصنا نوحاً. سقط إكليل رأسنا. ويل لنا لأننا قد أخطأنا” (مرا 16,15:5 ).


لماذا أفرح؟ وهل هناك ما يدعو إلى الفرح؟

الدنيا وحشة والناس وحشة والمجتمع فاسد, الماضي مظلم والحاضر کئغŒب والمستقبل مجهول, القلق والكأبة هي سمة العصر الحالي – معدل الجريمة زاد بطريقة مذهلة – البطالة – الغلاء – الشر – الفساد, الإنسان أصبح بلا ثمن ولا معنغŒ – الكراهية والحقد – الاضطهاد – كبت الحرية في عالم ينادي بالحرية وحقوق الإنسان – الظلم.. إلخ.

فهل هذا يدعو إلى الفرح.. وبماذا أفرح؟

هناك فرح العالم, وكل العالم قد وضع في يد الشرير.. لذا فهو فرح غير متزن وغغŒر روحانغŒ. ولكن الفرح الروحغŒ مختلف تماماً. إنه الفرح الحقيقي إنه فرح دائم لا يخضع للظروف ولا للأحداث ولا للأشخاص ولا حتى للإنجازات.

لقد خلقنا الله لنفرح ونتلذذ ونتمتع به

والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها:

أفرح بالرب : حينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله وقريباً منه, وله شركة حية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد.
أفرح بعطايا الرب الثمينه: أفرح ببنوتي لله, بكنيستي, أفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقودني للخلاص.
– أفرح بأسرتي الصغيرة.
– أفرح بصحتي
– أفرح بمواهبي ووزناتي.
– أفرح بخدمتغŒ ومشاركتي لله في العمل.
ماذا يفرحك في حياتك ويجعلك تشكر الله؟
الفرح المسيحى يرتبط بعمل فوق الطبيعة البشرية، لأنه ليس نتاج عواطف، وإنما هو عمل الروح القدس وثمره. إنه فرح في الرب. “إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا” (في 4:4).
التمتع بالخلصص والنصرة: إذا كانت الخطية هي مصدر التعاسة والشعور بالإثم وسيادة الظلام، فإن التمتع بخلاص السيد المسيح وحضوره, ورفقته وعنايته ورعايته كل الأيام، وعمل الروح القدس، هو الينبوع الرئيسى للفرح المسيحى, والرب أذاع هذا السر لتلاميذه قبل الصليب والقيامة قائلا: “المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم. فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينتزع أحد فرحكم منكم “(يو21:16,22 ). وها هم تلاميذ الرب يفرحون “إذ رأوا الرب” بعد قغŒامته (يو 20:20), ثم يودًعونه صاعداً إلى السماء، ولكنهم يرجعون من لقائهم الأخير معه بالجسد “بفرح عظيم” (لو 52:24).
+ دوام التوبة يؤدي أولاً بأول إلى التخلص من الخطية المسببة للهم وثقل الضمير, كما أن التوبة هي الباب المفتوح للحاق بمواكب المنتصرين واختبار حياة الفرح الحقيقي والتمتع بالحرية في المسيح: “فإن حرر كم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً” (يو 36:8 )
السلوك بالإيمان: بمعنى الاتكال على الله والثقة في مواعيده، وتسليم كل الحياة له وقبول كل ما يسمح به الله بالشكر، وهذا هو أحد منابع الفرح المسيحي. فالذي يتيقن “أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو 28:8 ), يحيا فرحاً، مطمئناً إلى محبة الله وتحننه. أما من غاب عنهم الإيمان وإلقاء أثقالهم على كاهل الرب يسوع، فكيف يختبرون الفرح, بينما الهموم تقتحم قلوبهم؟ كما أن قلقهم، بل رعبهم، من جهة الغد، لن يتيح للفرح أن يسود حياتهم يوماً.
إن السلام الذي يتمتع به أولاد الله, لا يعرفه الأشرار (أش 22:48 , 21:57 ) ولا يستطيع العالم أن يعطية لأن الله قد وهبه للمؤمنين: “سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا” (يو 27:14 ), “فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم” (لو 36:24, يو 20 :21 ، 26), وهو ناجم عن حالة المصالحة بين المسيحي والله, ومع نفسه ومع الآخرين, كإحدى ثمار الخلاص وثمار الروح، وثمار التوبة والإعتراف. وهذا أيضا يهيئ النفس للفرح في الروح.
ولكن هذا لا يعني أن الآلام لا تعرف طريقها إلى حياة الإنسان المسيحي، أو أنها لا تهدد سلامه وفرحه، فإبليس يترصد أولاد الله ويضيق عليهم، إلا أن الآلام مع هذا لا تستطيع أن تقتحم مركز السلام في القلب..
والحزن إن جاء (على فقدان الأحباء أو تعثرهم، مثلاً)، فهو يبقى عاطفة خارجية لا تهز استقرار القلب في يد القدير. على أن الكتاب يشير إلى حزن “حسب مشيئة الله” علغŒ الخطية الملوثة لنقاوة المسيحي والمهينة للكرامة الإنسانية، وهذا الحزن النبيل ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو 10:7 ).
التقوى مع القناعة: هي تجارة عظيمة كما يصفها معلمنا القديس بولس (1تي 6:6) بينما التطلع إلى الغنى والرفاهية والطمع لا يجلب سوى الآلام. خلال الحياة يحدث نمو طبغŒعغŒ في الوظائف والدخول والممتلكات، ويتم التدرج في المراكز، وعلى قدر العزم والاجتهاد ينال المرء نصيبه من خيرات هذه الدنيا. والكسول الذي يريد أن يأخذ دون أن يتعب سيبقى في الظل. ولكن هذا كله غير الانحصار والسعي إلى جمع المال بكل الطرق، وعقد المقارنات بين من صعدوا في المراتب أو صاروا أغنياء. هنا تأتي التعاسة والهموم ويتوارى الفرح ويفقد السلام وتتعثر العلاقة مع الله. وليس من منقذ غير أن يثوب الإنسان إلى رشده ويصحح مساره بالتوبة, ويترك العالم لأهله، راضياً بعطايا الله ومعها التقوى وسلوك في مشيئة الله، لأنه “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” (مت 26:16 , مر 36:8 , لو 25:9 ).
الخروج من الذات إلى الآخر: العطاء والخدمة أحد منابع الفرح, والرب نفسه قال:”مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). فالأنانية حزن وهم وخوف وقلق وفقر إنساني وحرمان من الاتحاد مع الله , بينما الخروج إلى حب الله والقريب وخدمة الفقير واليتيم والغريب والضيف والسجين والمسن والمريض وذوي الاحتياجات الخاصة، وضحايا الحروب والمجاعات واضطرابات الطبيعة، هو الطريق إلى إسعاد هؤلاء وتخفيف آلامهم، فيأتي الفرح في الحال كمكافأة لا تقدر بثمن, ليتك تخرج من ذاتك إلى خدمة الآخرين واغترف غنى فرح وسلام لم تعرفه في حياتك الفقيرة الأولى. لأنه: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). وبدل أن يصبح مالك باباً للشرور، خانقا للكلمة، ملتصقاً بالموت, اجعله بابا للدخول إلى فرح السيد الأبدي.
التطلع إلى الأبدية: هو الينبوع الأبدي للفرح. فالأبدية هي النهاية السعيدة التي تهون أمامها كل آلام الزمان الحاضر، التي يصفها القديس بولس أنها “لا تقاس بالمجد العيد أن يستعلن فينا” (رو 18:8 ).
– تطلع دوما إلى الساعة الأخيرة، حيث الاحتفال بنوال إكليل البر, تمجيداً لحياة شاركت المسيح الامه وحفظت كلمته, وذاقت حلاوة عشرته.
+ هكذا تعبر على النفس رياح الهموم والتجارب والأحزان دون أن تخصم شيئاً من رصيد الفرح المستقر في الأعماق, ولا تلمس غير سطح الأمواج التي قد تعلو وتهبط، ولكن الفرح والسلام هناك لا يضرهما شيء.
+ المقابلة بين خفة ضيقتنا الوقتية وثقل المجد الأبدي (2كو 17:7 )، تجرد التجارب من أشواكها الحادة، وتجعل من دموعنا مجرد مخرج طبيعى لضغوط التجارب، ولكنها مع هذا لن تكون منسية قدام الله.
+انتظارنا لمجيء الرب في خلاصة الأخير, يحول ألامنا وأسقامنا وأحزاننا من أدوات لتكديرنا وسحقنا (كما هي للبعيدين عن الله) إلى رصيد لحسابنا نتمجد به في اليوم الأخير “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه” (رو8: 17). وهكذا لا تعطل استمرار فرحنا وسلامنا ونحن هنا على الأرض.





اختار ما يفرحك؟

– امتلاك المال. – تقدير الناس. – الدخول في علاقة جديدة.
– عندما أشعر أنني مرغوب فيَّ – الخروج للتنزه.
– الألعاب الإكترونية – تغيير روتين الحياة.
– وظيفة مرموقة. – الاهتمام العائلي.
– علاقة عاطفية. – الأكل اللذيذ. – النجاح الدراسي.
– تعلم شئ جديد. – عندما أحصل على ما احتاجه.
– شراء ملابس جديدة.

ما رأيك ما هو الفرق بين الفرح الحقيقي والسعادة؟


أمثلة أفراح العالم

الغني الغبي: “وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي! 20فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ! هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ ” (لو 19:12, 20).
حفل عيد ميلاد هيرودس: “لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس” (مت 6:14). والنهاية طلبت رأس يوحنا “فاغتم الملك. ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يُعطى” (مت 9:14). فقتل أعظم مواليد النساء.
حفل الملك بيلشاصر:” بيلشاصر الملك صنع وليمة عظيمة لعظمائه الألف وشرب خمراً قدام الألف” (دا 1:5). وطلب آنية الهيكل ليشرب فيها “في تلك الساعة ظهرت أصابع يد إنسان وكتبت.. ففزع الملك بيلشاصر جداً وتغيرت فيه هيئته واضطرب عظماؤه” (دا 5:5-9) والنتيجة (تفسير الكلام). أحصى الله ملكوتك وأنهاه، وزنت بالموازين فوجدت ناقصاً، قسمت مملكتك وأعطيت لمادي وفارس. في تلك الليلة قُتل بلشاصر ملك الكلدانيين فأخذ المملكة داريوس المادي” (دا26:5 -30).

هذا هو حال الفرح بعيداً عن الله؟

“فرح الفاجر إلى لحظة!” (أي 5:20). إرميا النبي يقول: “مضى فرح قلبنا. صار رقصنا نوحاً. سقط إكليل رأسنا. ويل لنا لأننا قد أخطأنا” (مرا 16,15:5 ).


لماذا أفرح؟ وهل هناك ما يدعو إلى الفرح؟

الدنيا وحشة والناس وحشة والمجتمع فاسد, الماضي مظلم والحاضر کئغŒب والمستقبل مجهول, القلق والكأبة هي سمة العصر الحالي – معدل الجريمة زاد بطريقة مذهلة – البطالة – الغلاء – الشر – الفساد, الإنسان أصبح بلا ثمن ولا معنغŒ – الكراهية والحقد – الاضطهاد – كبت الحرية في عالم ينادي بالحرية وحقوق الإنسان – الظلم.. إلخ.

فهل هذا يدعو إلى الفرح.. وبماذا أفرح؟

هناك فرح العالم, وكل العالم قد وضع في يد الشرير.. لذا فهو فرح غير متزن وغغŒر روحانغŒ. ولكن الفرح الروحغŒ مختلف تماماً. إنه الفرح الحقيقي إنه فرح دائم لا يخضع للظروف ولا للأحداث ولا للأشخاص ولا حتى للإنجازات.

لقد خلقنا الله لنفرح ونتلذذ ونتمتع به

والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها:

أفرح بالرب : حينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله وقريباً منه, وله شركة حية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد.
أفرح بعطايا الرب الثمينه: أفرح ببنوتي لله, بكنيستي, أفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقودني للخلاص.
– أفرح بأسرتي الصغيرة.
– أفرح بصحتي
– أفرح بمواهبي ووزناتي.
– أفرح بخدمتغŒ ومشاركتي لله في العمل.
ماذا يفرحك في حياتك ويجعلك تشكر الله؟
الفرح المسيحى يرتبط بعمل فوق الطبيعة البشرية، لأنه ليس نتاج عواطف، وإنما هو عمل الروح القدس وثمره. إنه فرح في الرب. “إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضا افرحوا” (في 4:4).
التمتع بالخلصص والنصرة: إذا كانت الخطية هي مصدر التعاسة والشعور بالإثم وسيادة الظلام، فإن التمتع بخلاص السيد المسيح وحضوره, ورفقته وعنايته ورعايته كل الأيام، وعمل الروح القدس، هو الينبوع الرئيسى للفرح المسيحى, والرب أذاع هذا السر لتلاميذه قبل الصليب والقيامة قائلا: “المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها قد جاءت ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة لسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان في العالم. فأنتم كذلك عندكم الآن حزن. ولكني سأراكم أيضا فتفرح قلوبكم ولا ينتزع أحد فرحكم منكم “(يو21:16,22 ). وها هم تلاميذ الرب يفرحون “إذ رأوا الرب” بعد قغŒامته (يو 20:20), ثم يودًعونه صاعداً إلى السماء، ولكنهم يرجعون من لقائهم الأخير معه بالجسد “بفرح عظيم” (لو 52:24).
+ دوام التوبة يؤدي أولاً بأول إلى التخلص من الخطية المسببة للهم وثقل الضمير, كما أن التوبة هي الباب المفتوح للحاق بمواكب المنتصرين واختبار حياة الفرح الحقيقي والتمتع بالحرية في المسيح: “فإن حرر كم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً” (يو 36:8 )
السلوك بالإيمان: بمعنى الاتكال على الله والثقة في مواعيده، وتسليم كل الحياة له وقبول كل ما يسمح به الله بالشكر، وهذا هو أحد منابع الفرح المسيحي. فالذي يتيقن “أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو 28:8 ), يحيا فرحاً، مطمئناً إلى محبة الله وتحننه. أما من غاب عنهم الإيمان وإلقاء أثقالهم على كاهل الرب يسوع، فكيف يختبرون الفرح, بينما الهموم تقتحم قلوبهم؟ كما أن قلقهم، بل رعبهم، من جهة الغد، لن يتيح للفرح أن يسود حياتهم يوماً.
إن السلام الذي يتمتع به أولاد الله, لا يعرفه الأشرار (أش 22:48 , 21:57 ) ولا يستطيع العالم أن يعطية لأن الله قد وهبه للمؤمنين: “سلاما أترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا” (يو 27:14 ), “فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال : سلام لكم” (لو 36:24, يو 20 :21 ، 26), وهو ناجم عن حالة المصالحة بين المسيحي والله, ومع نفسه ومع الآخرين, كإحدى ثمار الخلاص وثمار الروح، وثمار التوبة والإعتراف. وهذا أيضا يهيئ النفس للفرح في الروح.
ولكن هذا لا يعني أن الآلام لا تعرف طريقها إلى حياة الإنسان المسيحي، أو أنها لا تهدد سلامه وفرحه، فإبليس يترصد أولاد الله ويضيق عليهم، إلا أن الآلام مع هذا لا تستطيع أن تقتحم مركز السلام في القلب..
والحزن إن جاء (على فقدان الأحباء أو تعثرهم، مثلاً)، فهو يبقى عاطفة خارجية لا تهز استقرار القلب في يد القدير. على أن الكتاب يشير إلى حزن “حسب مشيئة الله” علغŒ الخطية الملوثة لنقاوة المسيحي والمهينة للكرامة الإنسانية، وهذا الحزن النبيل ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو 10:7 ).
التقوى مع القناعة: هي تجارة عظيمة كما يصفها معلمنا القديس بولس (1تي 6:6) بينما التطلع إلى الغنى والرفاهية والطمع لا يجلب سوى الآلام. خلال الحياة يحدث نمو طبغŒعغŒ في الوظائف والدخول والممتلكات، ويتم التدرج في المراكز، وعلى قدر العزم والاجتهاد ينال المرء نصيبه من خيرات هذه الدنيا. والكسول الذي يريد أن يأخذ دون أن يتعب سيبقى في الظل. ولكن هذا كله غير الانحصار والسعي إلى جمع المال بكل الطرق، وعقد المقارنات بين من صعدوا في المراتب أو صاروا أغنياء. هنا تأتي التعاسة والهموم ويتوارى الفرح ويفقد السلام وتتعثر العلاقة مع الله. وليس من منقذ غير أن يثوب الإنسان إلى رشده ويصحح مساره بالتوبة, ويترك العالم لأهله، راضياً بعطايا الله ومعها التقوى وسلوك في مشيئة الله، لأنه “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟” (مت 26:16 , مر 36:8 , لو 25:9 ).
الخروج من الذات إلى الآخر: العطاء والخدمة أحد منابع الفرح, والرب نفسه قال:”مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). فالأنانية حزن وهم وخوف وقلق وفقر إنساني وحرمان من الاتحاد مع الله , بينما الخروج إلى حب الله والقريب وخدمة الفقير واليتيم والغريب والضيف والسجين والمسن والمريض وذوي الاحتياجات الخاصة، وضحايا الحروب والمجاعات واضطرابات الطبيعة، هو الطريق إلى إسعاد هؤلاء وتخفيف آلامهم، فيأتي الفرح في الحال كمكافأة لا تقدر بثمن, ليتك تخرج من ذاتك إلى خدمة الآخرين واغترف غنى فرح وسلام لم تعرفه في حياتك الفقيرة الأولى. لأنه: “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” (أع 35:20 ). وبدل أن يصبح مالك باباً للشرور، خانقا للكلمة، ملتصقاً بالموت, اجعله بابا للدخول إلى فرح السيد الأبدي.
التطلع إلى الأبدية: هو الينبوع الأبدي للفرح. فالأبدية هي النهاية السعيدة التي تهون أمامها كل آلام الزمان الحاضر، التي يصفها القديس بولس أنها “لا تقاس بالمجد العيد أن يستعلن فينا” (رو 18:8 ).
– تطلع دوما إلى الساعة الأخيرة، حيث الاحتفال بنوال إكليل البر, تمجيداً لحياة شاركت المسيح الامه وحفظت كلمته, وذاقت حلاوة عشرته.
+ هكذا تعبر على النفس رياح الهموم والتجارب والأحزان دون أن تخصم شيئاً من رصيد الفرح المستقر في الأعماق, ولا تلمس غير سطح الأمواج التي قد تعلو وتهبط، ولكن الفرح والسلام هناك لا يضرهما شيء.
+ المقابلة بين خفة ضيقتنا الوقتية وثقل المجد الأبدي (2كو 17:7 )، تجرد التجارب من أشواكها الحادة، وتجعل من دموعنا مجرد مخرج طبيعى لضغوط التجارب، ولكنها مع هذا لن تكون منسية قدام الله.
+انتظارنا لمجيء الرب في خلاصة الأخير, يحول ألامنا وأسقامنا وأحزاننا من أدوات لتكديرنا وسحقنا (كما هي للبعيدين عن الله) إلى رصيد لحسابنا نتمجد به في اليوم الأخير “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد أيضا معه” (رو8: 17). وهكذا لا تعطل استمرار فرحنا وسلامنا ونحن هنا على الأرض.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024