منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31 - 05 - 2024, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 162091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




عيد الثالوث للأعياد الّتي ميّزت ديانتنا المسيحية منذ خطواتها الأوّلى، حينما تقيس ذاتها بوجه "إله يسوع المتجسّد" كإله فريد. فالثالوث المقدس هو ميراث إسرائيل، وهو إله الآباء والأنبياء الواحد ، وهو الإله الحاضر في التاريخ وهو المتعالٍ والقريب في ذات الوقت.لفظ الله هو الّذي يجسّد لفظ "علاقة ثلاثيّة" إذّ يظهر نفسه كآب وابن ورّوح قدس. في مقالنا هذا سنتوقف أمام آيات قليلة من العهد الأوّل بسفر التنثية (4: 32- 34. 39- 40) حيث سنناقش عظمة السرّ الإلهيّ الثالوثيّ. هذا يتوازي مع نص العهد الثاني من خلال قرأتنا لبعض من آيات الإنجيل ربنا يسوع بحسب متّى (28: 16- 20). حيث يهدف لتحقيق رغبته ببقاء الابن كلّ الآيام. في كل مرة حاولنا فيها معالجة وجه إله يسوع كتابيًا، نجد أنّ لهذه القضيّة طابع عقلانيّ. كنا نواجه طريقًا غامضًا؛ في كل مرة بحثنا فيها عن مظهر ما فسريعًا ما نُصاب بخيبة أمل لا مُحالّة. لهذا قد أظهر لنا آباء الكنيسة منذ الأزمنة الأوّلى طريقة فريدة للنظر إلى وجه إله يسوع المسيح. وهذه الطريقة قام بوصفها القديس إيريناوس، وهو أحد آباء القرن الثاني وتلميذ لبعض من تلاميذ الرسل المباشرين. صارت طريقته الـمُبسطة، موحيّة للغايّة فقد إنطلق من تفسير القول اليوحنّاويّ: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ» (يو 1: 18). نعلم إنّه لا يمكننا الوصول إلى الله العظيم، أي من خلال البراهين العلميّة الّتي بدأت من خلال العلوم والظواهر والحقائق المخلوقة. إلّا إنّه يمكننا الوصول إلى الوجه الحقيقي لإله يسوع انطلاقًا من محبته وإيماننا به. ففي الحبّ، يظهر وجه الله الآب الغير مرئي. إذًا هناك إعلانًا وليس ثابتًا، بل ديناميكيًا في التاريخ يظهر محبة الله الّذي يسير مع الشعب بالماضي ومع البشريّة بالحاضر.





 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 162092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




عظمة إله بني إسرائيل (تث 32-34. 39- 40)



في قراءتنا الأوّلى والمأخوذة من سفر التثنية (4: 32 – 34. 39 – 40)، سنتةقف أمام الكلمات الّتي يوجهها الرّبّ ذاته للشعب قائلاً: «وهل سَمعَ شَعبٌ صَوتَ إِلهٍ يَتَكلَمُ مِن وَسَطِ النَّار، كما سَمِعتَ أَنتَ، وبَقِيَ على قَيدِ الحيَاة، أَو هل حاوَلَ إِلهٌ أَن يَأتِيَ ويَتَّخِذَ لَه أُمَّةً من وَسْطِ أُمَّةٍ بِتَجارِبَ وآياتٍ وخَوارِقَ وحُروبٍ ويَدٍ قَوَّيةٍ وذِراعٍ مَبْسوطةٍ ومَخاوفَ عَظيمة، مِثلِ كُلِّ ما صنعَ لَكمُ الرَّب إِلهُكم بِمِصرَ أَمامَ عَينَيكَ؟» (4: 32- 34). يعلن الصوت الإلهي بالسمو السماويّ الفائق والّذي يفوق الإدراك البشري مما يشير إلى عظمة الاختيار الإلهيّ للشعب بشكل يفوق الطبيعة. ثمّ يكشف لنا كبشريين قائلاً: «اعلَمَ اليَومَ ورَدَدْ في قَلبكَ أَنَّ الرَّبَّ هو الإِلهُ في السَّماءِ مِن فَوقُ وفي الأًرضِ مِن تَحت وأَنْ لَيسَ سِواه. واحفَظْ فَرائِضه ووَصاياه الَّتي أَنا امُرُكَ بِها اليَومَ، لِكَي تُصيبَ خَيرًا أَنتَ وبَنوكَ مِن بَعدِكَ ولكَي تُطيلَ أَيَّامَكَ في الأَرضِ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبَّ إِلهُكَ إِيَّاها جَميعَ الأَيَّام» (4: 39- 40). هذا الحفظ لوصايا الرّبّ الإله يضمن مستقبل يصير كنعمة وعطيّة من اليّد الإلهيّة لمَن يؤمن به.



فقد رسم الشعب وجه إله "لم يُرى قط" "فهل حدث قبلاً هذا الحدث العظيم؟ وهل حاول إله أنّ يختار شعب له من بين شعوب أخرى؟ هناك جانبان يؤكدهما كاتب النص التثنوي مما يشير بأنهما غير عاديين. حينما يتكلم عن الله، وتحالفه مع بني إسرائيل، والعجائب الّتي تمت للشعب حينما حرر الله شعبه وأخرجهم من عبوديّة مصر. فالله هو إله العلاقة والحريّة. في التاريخ، كشف إله إسرائيل عن ذاته بقبوله الدخول في علاقة عهد مع شعبه. وهنا الأمر يصير غير عادي. من الجانب الأوّل سمع الشعب صوت الله، وكان خاضعًا للعلاقة معه. ومن الجانب الثاني إنه أمر غير عادي أنّ يختار الله شعبًا ويحرره من العبودية بالعجائب والآيات. ليس بنو إسرائيل مستحقتيّن لهذا التدخل الإلهي، بل كل شيء هو ثمرة اختيار الرّبّ. لم يكن هناك إله آخر مثله، فهو لا يسمح بأن يتلاعب به الإنسان، ولا يسمح لذاته بأن يكون محبوسًا في وجه صنم. إنّ طريق الله الّذي لم يسبق له مثيل بالتاريخ، يستمر في الكشف عن نفسه في حياة يسوع المتجسد، فهو «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا» (يو 1: 14)، كما سنراه لاحقًا بالعهد الثاني.

 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 162093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رغبة الآب تتجلى في اليّد (مت 28: 16- 20)



بُناء على ما أعلنه كاتب سفر التثنيّة نجد أنّ حُبّ الله بلغ إلى هذا الحد غير المسبوق، بل وصلت رغبته في التقرب إلى الإنسان إلى حد بذل ذاته بالكامل في الابن من أجل خلاصه. هذا العنصر أيضًا لم يسمع به أحد من قبل! ومن هنا سنسمع صوت الابن في وعده الّذي يُحققّ في ذاته لفظ "العمانوئيل" كما يكشف متّى الإنجيلي (راج 28: 16- 20) «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت 28: 20). من خلال لفظ "العمانوئيل" هذا، يظهر يسوع وجه الله الآب، ولكن يظهر أيضًا وجه الله الثالوث الّذي يعمل بيديّه، من خلال الابن والرّوح القدس. الإبن وهو بمثابة الكلمة والرّوح وهو بمثابة الحكمة. لقد بذل الابن حياته، ثمّ نال «إِنِّي أُوليتُ كُلَّ سُلطانٍ في السَّماءِ والأَرض» (مت 28: 18). وهذا السلطان ناله بقدرة الله الآب، وهو ما رغب عدو الخير أنّ يتممه إلّا أن يسوع إعتمد على أبيه قبل بدء رسالته وهو على جبل التجربة (راج مت 4: 8). ينال الابن هذا السلطان الإلهي الآن من الآب على جبل آخر وهو جبل الجليل، بفضل الله الآب.
 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 162094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




رغبة الآب تتجلى في اليّد الثانيّة (مت 28: 19- 20)



الآن رغبة الآب في قول يسوع هي أنّ يبقى مع تلاميذه من خلال الرّوح القدس، معنا نحن اليّوم، حتى نهاية العالم، لذا يرسلنا لتلمذة جميع الأمم، بحيث ينتشر هذا الحضور في كل ركن من أركان الأرض يمكن أنّ يظهر وجه إله يسوع في ثمار الحياة والحب. لكن إذا تسألنا عن كيفيّة تعبيّر هذا الصوت الإلهي عن ذاته الآن؟ هل الله لا يظهر في عظمته بل في محبته من الآن وصاعداً؟ نجد الإجابة أنّ بارسال الابن تلاميذه لإتمام المعموديّة، حيث ينادي كلّا منهم لكل معمد من الرجال والنساء باسم الله الثالوثيّ. تكمن رسالة التلاميذ في طاعتهم للرّبّ قبل صعوده المباشر إلى السماء حينما قال لهم: «اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم، وعَمِّدوهم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحَ القُدُس» (مت 28: 19). وهذا هو إعلان واضح بايقونة الثالوث الّتي كشف عنها يسوع صراحة وقت إرسال تلاميذه. جوهريّة رسالة التلاميذ ورسالتنا هي للـمٌعمدين منهم هي التعليم وحفظ وصاياه «عَلِّموهم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم به» (مت 28: 20). لعل ترجمة الفعل فيه بـ"يحفظ" وليس "يراقب" يتيح لنا قراءة أعمق للنص. حيث إنّنا كمعمدين باسم الآب والابن والرّوح القدس فنحن التلاميذ الـمدعوين إلى حفظ وصايا الابن وهي الّتي إستمدها من الآب ورسمها له الرّوح القدس بشكل دائم. هذه الحياة الّتي عاشها التلاميذ الأوائل تمتد فينا اليّوم فهي حياة مستمرة. هذه هي روايّة الحبّ الّتي لا ولنّ تتوقف مع مرور التاريخ. طريق الله معنا مستمر في حياة الكنيسة والمؤمنين وكل إنسان تظهر على وجهه بعض سمات وجه يسوع. يحفظ يصبح الفعل الّذي يشير إلى أهميّة عمل الله في تاريخنا البشري فهي الروايّة الّتي تستمر في حياتنا كتلاميذ يسوع وأبطالها لا يزالون الله الآب العامل في حياتنا بيديه: الابن والرّوح القدوس. الآب الذي منه يأتي كلّ شيء وإليه يذهب كلّ شيء، الابن، الكلمة الأبديّ الّذي كشف لنا وجه الله الساميّ الّذي لم يره أحد مِن قبل، الرّوح الّذي يستمر في تذكيرنا بكل ما فعله يسوع وقاله مما يجعلنا ورثة معه (راج روم 8: 14 – 17) ويصوغ صورته فينا كوارثين بفضل الابن بيننا حتّى انقضاء الدهر.


 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:32 PM   رقم المشاركة : ( 162095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




من حبّ الله يمكننا أنّ نصل إلى إدراك القليل عن أيقونة الثالوث، بتوجيه نظرنا إلى ما أنجزه الله وما زالّ يُحققّه في تاريخنا اليّوم كنساء ورجال مؤمنين به. من خلال قبولنا لهذا الحبّ الإلهي يمكننا أنّ نصل، بحسب قول إيريناوس، للتفهّم بأنّ لله الآب يديّن يعمل دائمًا من خلالهن وهما الابن والرّوح القدس في عالمنا اليّوم.



فمن خلال هذا الوصف بحسب سفر التثنيّة (4: 29- 30. 39- 40) وأيضًا ما يتوازي بالنص المتاويّ (28: 16- 20)، ساعدن في قرأتنا لأيقونة الثالوث الّتي تُجسد حضور إلهيّ فائق الطبيعة، مدعوين للتوقف أمام الآيات الكتابيّة من كِلّا العهديّن للتعرف على الجوهر الإلهي الثالوثي الله-الآب مُتضامنًا لأجلنا وهو يعمل بيديه، وهاتان اليّدان هما الإقنومين الابن والرّوح القدس. هذه الأيقونة مُعبرة وواضحة للغايّة ولها من القدرة على التفسير لتدعمنا للبحث عن وجه الله-الآب الّذي يكشف عن ذاته في الحبّ وتكشف في علاقته بالابن والرّوح القدس. هكذا يمكننا نحن أيضًا أنّ نقترب من إلهنا الثالوثي والواحد والّذي نشدّد فيه على جوهريّة الثالوث حيث تحتفل فيه الكنيسة بهذا العيد بعيون جديدة. مدعوين للبحث عن يديّ الله الآب والّلاتين يعملن من خلال أعمال الحب، صانعًا الخيّر لكل مَن يؤمن به كأله واحد وثالوثي معًا، أي يشمل بين الوحدة والتثليث معًا لفرادته وتعدده. دُمتم في إتحاد وتسليّم كامل للثالوث الواحد والمقدس الآب والابن والروح القدس.
 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 162096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كتاب العهد (خر 24: 3-8)



يكشف لنا كاتب سفر الخروج بأنّه بالرغم من عدم أمانة الشعب وتجربته للرّبّ في البرّيّة والتذمر عليه وعلى موسى بالصحراء. أنّ الرّبّ لازال يبادر بحب فائق من خلال مرافقته الحسيّة والعمليّة للشعب حيث يدعوهم لعلاقة بشكل أعمق من خلال هذا الأمر الإلهي الّذي يوجهه لموسى بمرافقة بعض الشيوخ قائلاً: «اِصعَدْ إِلى الرَّبِّ أَنتَ وهارون وناداب وأَبيهو وسَبْعونَ مِن شُيوخِ إِسْرائيل، واسجُدوا مِن بَعيد. ثُمَّ يَتَقَدَّمُ موسى وَحدَه إِلى الرَّبِّ، وهُم لا يَتَقَدَّمون. وأَمَّا الشَّعْبُ فلا يَصعَدْ معَه» (خر 24: 1- 2). يُعاين الشيوخ، كشهود عيّان، المباردة الإلهيّة حيث يفاجئ الرّبّ شعبه بحدث جديد وبرغبته ليس فقط بالكلمات بل بالأفعال. وبعد أنّ روى موسى ما يرغب الرّبّ به نلاحظ أن الشعب يجيب بصوت واحد: «كُلُّ ما تَكلَّمَ بِه الرَّبُّ نَعمَلُ بِه» (خر 24: 3). هذا الصوت الواحد علامة على إتفاق الشعب بالطاعة للرّبّ. وبعد أنّ كَتَب موسى جَميعَ كَلامِ الرَّبّ، وبَكَّرَ ببناء مَذبح بأسفل الجبل، أَصعَد محرقات وذبائح للرّبّ. يسرد الكاتب أنّ موسى بعد أنّ قام برش دم الذبائح على المذبح إذ: «أَخَذَ كِتابَ العَهْدِ فتَلا على مَسامِعِ الشَّعْبِ فقال: "كُلُّ ما تَكلَّمَ الرَّبُّ به نَفعَلُه ونَسمَعُه"» (خر 24: 7). وهنا علينا أنّ نتنبه لسمتين: الأوّلى تكرار صيغة العهد "أنتم تكونون ليّ شعبًا وأنا أكون لكم إلهًا" رغبة الرّبّ أنّ يتواصل مع الشعب بدافع هذا الحب الجنوني إذ لم يتذكر خيانة وتذمر الشعب بعد. والثانيّة تكرار قول الشيوخ الّذيّن يمثلون الشّعب هذا الخضوع، بالطاعة له وهذا التبادل الإيجابي مع الله في التبادل. هنا ولأوّل مرة نسمع فيها قول موسى أثناء رش الدّم على الشيوخ قائلاً: «هُوَذا دَمُ العَهدِ الَّذي قَطَعَه الرَّبُّ معَكم على جَميعِ هذه الأَقْوال"» (خر 24: 8). هذه الأفعال هي إتمام للأمر الإلهي الّذي يكشف ما بقلب الرّبّ حيث يقطع عهد دّم مع شعبه علامة للإنتماء إليه. الدّم هو الصيغة الجديدة الّتي يتمم هذا العهد الأبدي.
 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:35 PM   رقم المشاركة : ( 162097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في السرد المرقسيّ أثناء الإحتفال بعشاء الفصح يركز مرقس على رغبة التلاميذ من خلال تساؤلهم للمعلم دون علّمهم بشئ عن سرّه الإلهي ورغبته قائلين: «أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟» (مر 14: 12). يجيبهم يسوع بالقول والفعل، معلنًا ما هيأه هو بذاته مرسلاً إثنين منهم قائلاً: «اِذهَبا إِلى المدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فاتبَعاه، وحَيثُما دَخَل فَقولا لِرَبِّ البَيت: "يَقولُ المُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟" فيُريكُما عُلِّيَّةً كبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَةً، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك» (مر 14: 13-14). كلّ شئ مُهيأ من قِبل الرّبّ لأنه هو مَن يرغب أن يكشف عن حبه في الأيام الأخيرة قبل إتمام الفصح في جسده. وكعادة النساء هي الّتي كانت تحمل جرات المياه، إلّا أن بهذا النص رجل حيث يُعتقد إنه تلميذ أحد الربانيين (اسينيين أو غيرهم)، يهيأ للإحتفال بالفصح مع معلمه. يعكس يسوع إذ كلّ شي مُعد من قبله وتلاميذه مدعويين للإحتفال حيث يكشف المعلم بالقول والفعل الجديد عن حبه.

 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:36 PM   رقم المشاركة : ( 162098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الجسد الإلهيّ (مر 14: 22- 26)



بناء على ما تعمقنا فيه بحسب سفر الخروج (24: 3- 8)، نجد الوجه الإلهي يستمر في إظهار سرّ إنتمائه للبشر من خلال ابنه الّذي سيجدد عهد حبه ليس بكلمات يرددها وليس بذبائح ولكن تأتي المفاجئة أثناء الإحتفال بالفصح حيث يلتف التلاميذ حول المعلم الإلهي، بينما يأكلون، بحسب روايّة مرقس والقائل: «أَخذَ خُبزاً وبارَكَ، ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهم وقال: "خُذوا، هذا هُوَ جَسَدي"» (مر 14: 22). يسوع، هو الّذي هيأ الفصح العبري يحملنا كتلاميذ له ليكشف عن الفصح الحقيقي بكلماته من خلال كسره للخبز مُعطيًا إياه للتلاميذ معلنًا كلمات لتجديد صيغة العهد الإلهي في ذاته. ففي هذا تأسيس سر القربان حيث يفرغ الابن ذاته من الكلمات وهو الكلمة الحيّة، مُسلمًا ذاته لكلاً منّا في رمزيّة قطعة من الخبز، دليل على فقره وتخليّه. وعلى هذا المنوال يستمر الكاتب في روايته التفصيليّة قائلاً: «ثُمَّ أخَذَ كأَساً وشَكَرَ وناوَلَهم، فشَرِبوا مِنها كُلُّهم، وقالَ لَهم: "هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن أَشرَبَ بَعدَ الآنِ مِن عَصيرِ الكَرمَة، حتى ذلك اليَومِ الَّذي فيه أَشرَبُه جديداً في مَلَكوتِ الله"» (مر 14: 23- 25).



بين البركة والشكر من جانب والكسر والتسليم للخبز والخمر من قِبل الابن الإلهي، تحملنا هذه الأفعال المرافقة بأقواله الّتي نصلّيها في كل إفخارستيا ليصير هو إتمام الّذبيحة وهو العلامة الّتي توحدنا بالآب وتحمل العالم الإلهي لحياتنا الأرضية. نعم سرّ القربان هو إعلان عن الحب الإلهيّ المجنون الّذي يكشف رغبة الرّبّ في إتحاده بنا فيصير جسد ودّم الابن هو العهد الّذي يجدد الله حبه لنا. ونحن ما علينا إلّا بتبادل العهد الحبيّ المجنون بقبول جسد ودم الابن الّذي يدعونا للسجود والتسبيح.
 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:38 PM   رقم المشاركة : ( 162099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الحب الّذي إتصف به القلب الإلهي من خلال العهد،
الّذي قطعه الله مع إبراهيم وتمّ تجديده بسفر الخروج (24: 3- 8).
مما تطلّب الطاعة من قبل شيوخ الشّعب في زمن موسى.
وبالإستمرار في فيض هذا الحب الجنوني ليشمل ليس شعب
ما بل البشريّة بأكلمها في شخص يسوع، فتركت كلماته وأفعاله
أثناء الإحتفال بالفصح صدى عميق حتى يّومنا هذا، فبثّ فين
الحياة الإلهيّة بجسده ودمه بحسب رغبته تاركًا ذاته
حبًا بنا في الإفخارستيا علامة عهد دائم بيّ وبك.
 
قديم 31 - 05 - 2024, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 162100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,259,187

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




أَلْقِ عَلَى الرَّبِّ هَمَّكَ فَهُوَ يَعُولُكَ.
لاَ يَدَعُ الصِّدِّيقَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ.

إن كان البشر معرضين للسقوط في الخيانة، فلن تجد ابنًا، أو صديقًا تعتمد عليه، ولن يبقى لك إلا الله الذي تتكل عليه، وتلقى عليه همومك، وهو مضمون أن يسندك، ويدبر احتياجاتك، ويحفظك.

إن كان الله يسمح ببعض الضيقات لأولاده الأبرار، أو إن كانوا يسقطون أحيانًا في خطايا صعبة ويتوبون، فالله لن يتركهم، بل يرفع الضيقات عنهم، كما رفع داود، وأعاده إلى عرشه. وإن كانوا قد أخطأوا مثل بطرس وأنكروا المسيح، فالمسيح يعاتبهم، ويسامحهم، ويعيدهم إلى مكانتهم الأولى.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024