30 - 05 - 2024, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 161991 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الحادي والخمسون التوبة المقبولة صلاة للاعتراف بالخطية "عندما جاء إليه ناثان النبى يبكته على خطيته" "إرحمنى يا الله حسب رحمتك ..." (ع1) مقدمة: كاتبه: داود النبي. متى كتب؟ بعد حوالي عام من سقوطه في خطية الزنا مع بثشبع امرأة أوريا الحثى، التي ولدت ابنها، ومات، وجاء ناثان النبي، ونبه داود على خطيته، فقدم توبة وغفر له الله، فكتب هذا المزمور. من أهم مزامير التوبة السبعة، وهي (6، 32، 38، 51، 10، 130، 143). إذ بعد كتابة هذا المزمور ظل داود يعوم كل ليلة سريره بدموعه، واستمر منسحقًا كل أيام حياته أمام الله. يوضح هذا المزمور خطورة الخطية ونتائجها؛ لنرفضها ونبتعد عنها. ويوضح في نفس الوقت عظمة رحمة الله وغفرانه الذي يفرح القلب، ويجدده، فيبدأ من جديد في عبادة الله وتسبيح اسمه القدوس، ولكن باتضاع وانسحاق. تظهر شجاعة داود الذي أخطأ سرًا، ولكنه اعترف علنًا في هذا المزمور، شاكرًا مراحم الله التي قبلته، ونقلت عنه خطيته. اعترف داود أمام ناثان النبي، الذي يرمز لأب الاعتراف في كنيسة العهد الجديد، فأخبره ناثان بغفران الله له، ونقله خطيته عنه. هذا المزمور يعطى رجاء لكل خاطئ مهما كانت خطيته، فرغم عظمة داود سقط في الزنا والقتل، ولكن الله غفر له. تظهر في هذا المزمور التوبة المقبولة وهي الندم الشديد ورفض الخطية، وفى نفس الوقت وبنفس المقدار التمسك بنعمة الله وغفرانه ورحمته. فهي توبة مملوءة انسحاقًا ورجاءً في نفس الوقت. ينبهنا هذا المزمور لخطورة عدم التدقيق فيما يلي : أ - كثرة التطلع التي يمكن أن تسقطنا في النظرات الشريرة. ب - الراحة والاسترخاء والفراغ التي كانت سببًا لسقوط داود في الخطية. ج - الاندفاع وراء أفكارنا الشريرة حتى لا نسقط في خطايا أصعب؛ لأن داود اندفع وراء أفكاره، واستدعى امرأة أوريا، وسقط في الخطية. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 161992 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. شعر داود أن خطيتى الزنا والقتل تستحقان الموت، ولم يعد له فرصة للنجاة من العدل الإلهي إلا بطلب مراحم الله، ورأفاته. وبهذا يعلن داود باتضاع ضعفه وخطاياه. إن توبة داود عن خطيتيه السابق ذكرهما دفعه للتوبة عن كل خطاياه، وطلب غفران الله. وتأكيده طلب الرحمة الإلهية يعلن إيمانه بمحبة الله، وقدرته على غفران كل الخطايا، بل إن هذا يبين أن داود تطلع بروح النبوة إلى المسيح الآتي في ملء الزمان؛ ليرفع كل الخطايا عن التائبين، والمؤمنين به. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 161993 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غْسِلْنِي كَثِيرًا مِنْ إِثْمِي، وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي. يعبر داود عن شروره بثلاث كلمات؛ الأولى معاصىَّ (ع1) ومعناها في الأصل العبري انحراف عن الله، والآثام (ع2) ومعناها تبرير الأخطاء، والخطايا (ع3) ومعناها نية الشر المصاحبة للأفعال، ولذا استخدم للحل ثلاث كلمات هي: المحو للمعاصى، والغسيل للآثام، والتطهير للخطايا. لأن داود يشعر أن أخطاءه كثيرة، فطلب غسلًا كثيرًا لآثامه. وهذا الغسيل يتم بما يلي: أ - التجارب ليبتعد الإنسان عن الخطية ويكرهها. ب- دم المسيح الفادى الذي رآه داود بروح النبوة أنه التناول من الأسرار المقدسة، التي تغفر وتقوى الإنسان ضد الخطية. ج- التوبة والاعتراف. الغسل يشير لماء المعمودية؛ الذي يطهر المعمد من خطاياه. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 161994 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ، وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِمًا. يقر داود بمعاصيه، وبهذا ينال غفرانًا لها. وخطيته وضعها أمام عينيه دائمًا ليقدم توبة عنها كل حين. وعندما فعل هذا ساعده الله بإرسال ناثان له ونخس ضميره، أي زادت مشاعر الندم في داخله، فهو بالحقيقة يستحق مراحم الله. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 161995 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لِكَيْ تَتَبَرَّرَ فِي أَقْوَالِكَ، وَتَزْكُوَ فِي قَضَائِكَ. تزكو في قضائك: تكون عادلًا ونزيهًا وممدوحًا في قضائك. يشعر داود أن خطيته موجهة لله قبل أن تكون موجهة نحو إنسان؛ لأن الله خالقه، وهو الذي يحاسبه إن لم يسلك مستقيمًا. وحتى لو نافقه من حوله ومدحوه لأنه ملك، فهو لا ينسى أن الله هو الذي سيحاكمه. فهنا يؤكد داود اعترافه بخطيته ولا يبرر نفسه، بل يبين شناعة خطيته؛ لأنه عملها باستهانة وتحدى أمام عينى الله. وبالتالي ليس أمامه إلا التوبة لنوال مراحم الله. اعتراف داود بخطيته يبين عدل الله، وأنه منزه في قضائه. فعندما يعاقب الله داود فداود يستحق هذا، وليس ذلك ظلمًا. وإن سامحه الله فهذه رحمة عظيمة منه لا يستحقها داود. فعطايا الله كثيرة، إذ رفع داود من رعى الغنم وجعله ملكًا، وعلمه وصاياه، ولكن داود أخطأ، وبالتالي يستحق العدل الإلهي والعقاب، فداود خاطئ والله بار وصادق في وعوده. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 161996 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي. إن داود تربى مع أم تقية هي عبدة لله (مز116: 16)، فهو لا يقصد أنه مولود من زنا، ولكن يقصد الخطية الجدية التي ولد بها كل البشر عندما ذكر الإثم والخطية التي ولد بها. ذكر داود لولادته بالخطية يبين اتضاعه وانسحاقه أمام الله، وبالتالي يستدر مراحم الله الحنون، الذي يشفق على المتضرعين إليه. فداود بهذه الآية يحيا في انسحاق التوبة والتذلل أمام الله، وفى نفس الوقت يتمتع بحنان الله وغفرانه؛ إذ يلتمس الله له العذر لأنه مولود بالخطية، ومعرض للسقوط فيها. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 161997 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ، فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. السريرة: الخفاء. يشعر داود بمحبة الله الذي سر بأن باطن داود، وأحشاءه تميل للحق والخير، وليس صنع الشر، وأن الخطية التي سقط فيها هي مكيدة من الشيطان، أي أن داود يشعر بأن الله يحبه ويلتمس له العذر. يشعر أيضًا داود بلطف الله الذي لم يوبخه أمام الشعب من أجل خطيته، ولكنه أرسل له في الخفاء "السريرة" ناثان النبي، وعرفه خطيته، فأعلن داود توبته، وأخبره ناثان بأن الله غفرها له. داود بروح النبوة رأى الحق، الذي هو كلمة الله الأقنوم الثاني، أي المسيح الذي سر به الآب، وأدرك أيضًا في الخفاء، أي بينه وبين نفسه أن المسيح هو الحكمة الحقيقية، وعلم بالتجسد وأسراره، التي ستتم في ملء الزمان، فتعطيه وكل البشرية المؤمنة الخلاص الحقيقي، والطهارة، والنقاوة، على خلاف الشريعة الموسوية، التي كانت تمارس في أيام داود، فهي كلها رمز للمسيح الآتي في ملء الزمان؛ ليغفر خطاياه. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 161998 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طَهِّرْنِي بِالزُّوفَا فَأَطْهُرَ. اغْسِلْنِي فَأَبْيَضَّ أَكْثَرَ مِنَ الثَّلْجِ. الزوفا: نبات برى ذو ساق طويلة وفى نهايته أوراق كثيفة، مثل سعف النخل. وكانوا قديمًا يستخدمونه في تنظيف أجسادهم من الأوساخ، والعرق. ووضع اليهود الخل عليه ورفعوه للمسيح، وهو على الصليب؛ ليشرب (يو19: 29). طلب داود من الله أن يطهره بالزوفا، والتي كانت تستخدم في التطهير بحسب شريعة موسى (عد19: 6، 18؛ لا14: 6). وهذا يبين إحساس داود بكثرة خطاياه، ومن ناحية أخرى ثقته في الله القادر على تطهيره مهما كانت خطاياه. الزوفا استخدمها اليهود لتلطيخ العتبة العليا والقائمتين للباب بالدم؛ ليعبر عنهم الملاك المهلك (خر12: 22). فالزوفا ترمز للمعمودية؛ إذ تستخدم في غسل الأوساخ والتطهير، وفى نفس الوقت الدم الذي يوضع عليها هو رمز لدم المسيح، الذي يطهر من كل خطية. فداود يشتاق للتطهير بكل أبعاده سواء في العهد القديم، أو عندما يكمل في العهد الجديد. يشتاق داود أن يغتسل بيد الله، فيصير نقيًا ناصع البياض مثل الثلج، وهذا يعبر عن إيمانه ورجائه في الحياة الجديدة النقية، التي يريد أن يحيا فيها بعد أن يغفر له الله خطاياه. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 161999 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَسْمِعْنِي سُرُورًا وَفَرَحًا، فَتَبْتَهِجَ عِظَامٌ سَحَقْتَهَا. إن كانت الخطية قد أزعجت، وأحزنت داود، ولكن نعمة الله، ومحبته، وغفرانه تعيد إليه سلامه، بل تفرح قلبه؛ لأن فرحه قائم على إحساسه بوجود الله. عظام داود سحقها الله، وذلك لأن داود عندما سقط تذكر مخافة الله، فندم جدًا، وشعر بجرم خطيته. ولكن حنان الله لم يتركه في أحزانه، بل أعاد إليه بهجته عندما تاب. فالخطية تنتج الحزن، أما الفرح فهو من ثمار الروح القدس، الذي يهبه الله لأولاده التائبين. |
||||
30 - 05 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 162000 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اسْتُرْ وَجْهَكَ عَنْ خَطَايَايَ، وَامْحُ كُلَّ آثامِي. إذ يشعر داود بشناعة خطيته يطلب من الله أن يستر وجهه عن خطاياه، أي ينساها، وينظر إلى داود بعين الرأفة، ويعيد إليه بنوته. عندما سقط داود في خطيتى الزنا والقتل، أفاق وندم على هاتين الخطيتين، وإذ كان ندمه شديدًا حاسب نفسه على كل خطاياه السابقة، فقدم ندمًا عنها كلها، وترجى من الله أن يمحوها، ويغفرها؛ ليصير نقيًا تمامًا؛ لأنه إذا استبقى داود خطية واحدة بدون توبة، فسيخسر الملكوت. |
||||