28 - 05 - 2024, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 161801 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنا الرَّاعي الصَّالِح والرَّاعي الصَّالِح يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف. "الخِراف" في الأصل اليوناني د€دپخ؟خ²خ¬د„د‰خ½ (ذكر الكتاب المقدس الخِراف مئات المرات بأسماء متعددة :غنم، خِراف، حملان، قطيع) فتشير إلى إحدى الحيوانات الأليفة التي دجَّنها الإنسان منذ أقدم العصور، بل إنَّها أول حيوان داجن ذكره الكتاب (التَّكوين 4: 4)، وكانت الأغنام عماد الحياة البشريَّة، لِما فيها من خيرات للإنسان، بلحمها وصوفها وجلدها ولبنها، ولقلة تكاليفها، ولوفرة الماء والعشب في مناطق كثيرة من الشَّرق، ولا تزال الأغنام، حتى اليوم، عماد هذه الحياة (التَّكوين 32: 14)، ولا بُدَّ للأغنام من راع، فهي من الحيوانات التي لا يمكن أن تقود نفسها بنفسها. الخِراف هم رمز إلى شعب الله. والله يدعو خِرافه للإيمان ويُخرجها للانطلاق إلى ملكوته. ووصف الكتاب المقدس صفات الخِراف التي تتميز بها: من أنها لا تعرف صوت الغريب لذلك لا تأمن له (يوحنا 10: 5 وأشعيا 53: 6)، وتتشتَّت عندما لا يكون لها راعٍ (2 أخبار 18: 16)، وتضلُّ عند شرودها (مزمور 119: 176)، وهي وديعة وأمنة مع أعدائها (أشعيا 11: 6)، ووهي مستهدفة لأخطار الحيوانات الضَّارية (ميخا 5: 8). |
||||
28 - 05 - 2024, 03:17 PM | رقم المشاركة : ( 161802 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَمَّا الأجير وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتيًا تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها. تشير عبارة "الأجير" في الأصل اليوناني خ¼خ¹دƒخ¸د‰د„ل½¸د‚ إلى عامل يستخدم للقيام بعمل ما يقابل أجرة معينة تدفع له (أيوب 7: 1-2). وهو لا يعمل إلا مقابل أجر. وقد حرصت الشَّريعة الموسويَّة على أن تحفظ للأجير حقَّه في أجْرته. وفي أيام وجود الرَّبَ يسوع المسيح على الأرض كانت أجرة العامل في الكرم دينارًا في اليوم (متى 20: 2). وكانت مدة عمل الأجير محدودة (أشعيا 16: 14). ويمكننا أن نفهم من حياة السَّيد المسيح عن الرَّاعي الصَّالِح بأن الأجير لم يكن يعمل بنفس روح التَّضحيَّة والبذل اللتين يعمل بهما صاحب الغنم نفسه (ا يوحنا 10: 12-13). الأجير يطلب دومًا ما هو لسلامه غير مبالٍ بالخِراف، والراعي يطلب ما هو للخِراف غير مبالٍ بما هو لنفسه، فالأجير هو العامل الذي يُضحِّي بالخِراف لمنفعته ومصلحته، كما جاء في نبوءة زكريا "لا يَفتَقِدُ النَّعجَةَ المُختَفِيَة ولا يَطلُبُ المَفْقودةَ ولا يَجبُرُ المَكْسورة ولا يَعولُ القائمَة، بل يأكُلُ لَحمَ السِّمانِ ويَنزعُ أَظْلافَها" (زكريا 11: 17) ومن هنا يوصي بولس الرَّسول:" لا يَسْعَيَنَّ أَحَدٌ إِلى مَنفَعَتِه، بل إِلى مَنفَعَةِ غَيرِه"(1 قورنتس 10: 24). وغرض الأجير هنا هو استغلال الآخرين، إن أغراضه مهلكة في النِّهاية. ويفضِّل الأجْرة على الخدمة وعلى محبته لرعيته، لذلك يتصرف بطريقة تعسُّفيَّة ويريد السَّيطرة لمنفعته وحده (يوحنا 10: 1)، ويُضحي بالخِراف لمنفعته (يوحنا 10: 11). ويطلب ما لنفسه. ويُعلق القديس أوغسطينوس: "ماذا يعني "يطلب ما لأنفسه"؟ الذي لا يحب المسيح مَجَّانًا، بل يسعى نحو المنافع الزِّمنيَّة، يطلب الرِّبح، ويطمع في الكرامات من النَّاس" (tractate 46: 5.) فالمصلحة الذَّاتيَّة هي دافعه الوحيد، ولا يوفر عند مواجهة الخطر، ويفضل إنقاذ حياته فيهرب عندما يأتي الذِّئب، لأنَّه يخاف من الموت. والأجير هنا يرمز إلى الفِريسيين العميان الذين رفضوا معجزة يسوع في شفائه الأعمى منذ مولده (يوحنا 9: 1)، وهم عُمَى الاكتفاء الذَّاتي الذي منعهم من رؤية الحق (يوحنا 9: 40)، بالتَّالي أصبحوا رعاة كاذَّبين. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 161803 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَمَّا الأجير وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتيًا تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها. " لَيستِ الخِراف له " فتشير إلى عدم اهتمام الأجير بالخِراف، لانَّ الخِراف ليست له. فهولا يفكِّر إلا في نفسه ولن يخاطر بحياته أمام الذِّئب. ويهجرها عند اقتراب الخطر فهو يرعى الخِراف من أجل الأجرة أو المكافأة، وليس عن حبٍ صادقٍ لشعب الله. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:19 PM | رقم المشاركة : ( 161804 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَمَّا الأجير وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتيًا تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها. " الذِّئبُ " في الأصل اليوناني خ»دچخ؛خ؟د‚ فتشير إلى اسم حيوان يتَّصف بشدَّة الافتراس والشَّراسة (أشعيا 11: 6)، حجْمه كحجم الكلب الكبير وكثيرًا ما يشبهه، وهو من ألَد أعداء الغنم، فإنها ترتاع منه حين تراه. وعندما بارك يعقوب أولاده تنبأ عن مقدرة سبط بنيامين، وشبَّههم بالذِّئب الذي لا يعوزه الطَّعام بسبب مهاراته الفائقة (التَّكوين 49: 27). لكن هذا التَّشبيه بالذِّئب ليس تشبيهًا مُشرفًا على الدوام، فقد شبَّه الكتاب المقدس رؤساء بني إسرائيل بالذِّئاب الخاطفة إشارة إلى ظُلمهم (حزقيال 22: 27)، وكذلك شبّه المعلمين الكذبة بالذِّئاب (متى 7: 15) وكذلك أعداء شعب الله (متى 10: 16)، فصدق فيهم المثل اللاتيني " الإنسان ذئبٌ لأخيه الإنسان". الذئب هنا رمز إلى أي ضيقة أو أي آلة يستخدمها الشَّيطان أو الشَّيطان نفسه أو أي اضطهاد في العَالَم. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 161805 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وأَمَّا الأجير وهو لَيسَ بِراعٍ ولَيستِ الخِراف له فإِذا رأَى الذِّئبَ آتيًا تَركَ الخِراف وهَرَب فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها. " فيَخطَفُ الذِّئبُ الخِراف ويُبَدِّدُها" فتشير إلى وقوع الخِراف فريسة للذِّئاب، إذ يتعرض الخِراف لذئابٍ خاطفة تخدع وتفترس وتُحطِّم (أعمال الرسل 20: 29). فوصف حبقوق النَّبي هجوم ذئاب المساء في طلب الفريسة إلى الهلاك المُعد للأشرار (حبقوق 1: 8)، ووصف هجوم "ذِئابٌ في المَساء الذين لا يبقونَ شَيئًا إِلى الصَّباح"(صفنيا 3: 3) فأشار به إلى شراهة الذِّئب التي تجعله يفترس أكثر مِمَّا يلزم لطعامه. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 161806 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وذلِكَ لأَنَّهُ أَجيرٌ لا يُبالي بِالخِراف. تشير عبارة "لا يُبالي بِالخِراف" إلى عدم الاهتمام بالخِراف، لان الخِراف ليست مُلكًا له. يصوف حزقيال النَّبي معنى لا يُبالي بالخراف بقوله:" الضِّعافُ لا يقَوّها والمَريضةُ لا يداويها والمَكْسورَةُ لا يُجبرها والشَّارِدَةُ لم يردُّها والضَّالَةُ لا يبحَث عنها، وصارَت خِرافه مَأكَلاً لِجَميعِ وُحوشِ الحُقولِ وهي مُشتتَة (حزقيال 34: 3-8). إن عجز الخِراف يتباين مع حريَّة عمل الرَّاعي، لانَّ حريتها تتوقف على عمله. في علاقة المسيح الرَّاعي الصَّالِح معنا، لا يسعى إلى تحقيق مكاسب شخصيَّة، بل من أجل منفعتنا: فهو مستعدٌ لأن يبذل نفسه في سبيلنا حتى تكون لنا الحياة. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 161807 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنا الرَّاعي الصَّالِح أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني أمَّا عبارة "أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني" فتشير إلى التَّفاهم بين الرَّاعي والخِراف. وتدلُّ هذه المعرفة المتبادلة على معرفة يسوع وأتباعه، وبفضل هذه المعرفة فانه يرضى أن يضحِّي بنفسه من أجل خِرافه (يوحنا 10: 15). وهذه المعرفة تتضمن القدرة على التَّمييز بين التَّعاليم الحقةَّ والتَّعاليم الكاذبة (يوحنا 2: 26). ويُسمِّى يوحنا الإنجيلي هذه المعرفة " الاشتراك " (1 يوحنا 1: 3)، لأنها مشاركة في نفس الحياة الواحدة (يوحنا 14: 19-20)، ووحدة كاملة في حقيقة المَحَبَّة (يوحنا 17: 26). يُحبنا الرَّبَ مَحَبَّة متجردة وغير مشروطة، مبنيَّة على المعرفة المتبادلة والثقة. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 161808 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنا الرَّاعي الصَّالِح أَعرِفُ خِرافي وخِرافي تَعرِفُني "أَعرِفُ" فتشير إلى الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل، ولكن تشير أيضا إلى الوحدة والحضور الحميم بين شخصين والاستقبال والثقة المتبادلين، والتَّشارك في القلب والأفكار. إنَّها معرفة مُشبعة بالحنان والشُّعور بالارتباط المتبادل في الرِّضى والمَحَبَّة. يسوع يعرف خاصته، إذ يتطلع إليهم بعيني الحُبِّ والاهتمام الرَّعوي، يعرفهم فيبذل ذاته برضاه من أجلهم. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 161809 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي وأَبذِلُ نَفْسي في سَبيلِ الخِراف. تشير عبارة "كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي" إلى علامة وحدة الفكر والإرادة ووحدة العمل معًا، كمثال للمعرفة بينه وبيننا كخاصته. يُشبِّه المسيح ارتباطه كراع صالح بنا نحن خِرافه، بارتباطه هو آبيه، وهكذا فهذا الاتحاد يعني حضور الواحد إلى الآخر حضورًا روحيًا "َإنَّ الآبَ فيَّ وأَنيِّ في الآب "(يوحنا 10: 38). إن معرفة متبادلة بين الآب والابن يُقابلها التَّفاهم بين الرَّاعي والخِراف. الابن يسوع يعرف الآب بنفسه، ونحن نعرفه به، إذ يقول: "إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه"(يوحنا 1: 18). هكذا به ننال هذه المعرفة التي يُعلنها لنا. إن الصَّداقة القائمة بين يسوع وأحبائه هي نفس الصَّداقة القائمة بين الاقانيم الثلاثة. |
||||
28 - 05 - 2024, 03:27 PM | رقم المشاركة : ( 161810 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي وأَبذِلُ نَفْسي في سَبيلِ الخِراف. "يَعرِفُني" في التَّقليد الكتابي فتشير إلى "التَّعارف" بين الأشخاص الذي يفترض المَحَبَّة: فالمعرفة التي تربط بين يسوع وخاصته تتأصل وتكتمل في المَحَبَّة التي تربط بين الابن والأب. أما مَحَبَّة يسوع لأبيه تتجسد الطَّاعة، تقابلها مَحَبَّة الآب الذي يمجِّده (يوحنا 15: 9). إن الرَّاعي الحقيقي يعرف خِرافه، لأنّه أطلق عليها أسماء، وهو يُخرجها إلى المراعي الخصبة: "يَدعو خِرافه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها. فإِذا أَخرَجَ خِرافه جَميعاً سارَ قُدَّامَها وهي تَتبَعُه لأَنَّها تَعرِفُ صَوتَه " (يوحنا 10: 4). معرفة يسوع أتباعه بأسمائهم دليل على العلاقة الشَّخصيَّة للمسيح بكل نفس " دَعَوتُكَ بِآسمِكَ" (أشعيا 1:43). يسوع يقودنا إلى السَّعادة، إلى الفرح، إلى الغذاء الحقيقي. |
||||