منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 02 - 2017, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 16171 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جروح/علامات الصليب – ما هي؟ هل هي أمر كتابي؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
جروح/علامات الصليب هي ظهور جروح المسيح على جسد إنسان. بعضها يشمل ظهور علامات الجروح التي كانت على ظهر المسيح بسبب الجلد و/أو علامات جروح تاج الشوك على رأسه. ولكن، بحسب التقليد فإن العلامات تتضمن خمسة نقاط: الجنب (حيث ضرب المسيح بالحربة لتأكيد موته) واليدين والقدمين (جروح بسبب مسامير الصلب). وتعرف جروح الصلب بأنها أيضاً "الجروح الخمسة" أو "جراح الرب المقدسة".

لقد زعم عدد من الأشخاص على مدى تاريخ الكنيسة أنهم حصلوا على علامات الجروح بطريقة معجزية. ولكن توجد تحديات خطيرة حول مصداقية هذه المظاهر المزعومة. فقد ثبت أن الكثير منها صنعها الناس بأنفسهم في محاولة لتزييف العلامات وكأنها معجزية. لا يعلمنا الكتاب المقدس في أي موضع أن نحصل على علامات الجروح أو يقول أن الله يعطينا هذه العلامات. في غلاطية 6: 17 يقول الرسول بولس "لأَنِّي حَامِلٌ فِي جَسَدِي سِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ". هذا لا يعني أن بولس كانت له جراح الصلب بصورة حرفية. بل تشير هذه الكلمات أن جسد بولس يحمل ندوباً نتيجة إلتزامه بإتباع المسيح. لقد تحمل المسيح هذه الجروح حتى لا نتحملها نحن. وكون جروح الصليب تصيب جسد إنسان بطريقة معجزية يتناقض تماماً مع كوننا لا يجب أن نتألم من أجل خطايانا: "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا." (إشعياء 53: 5).

 
قديم 11 - 02 - 2017, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 16172 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الموت

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ألله لم يخلق الإنسان للموت بل للحياة. خلقه ليعيش أزلياً معه. كيف أَضْحَتِ الطبيعة البشريَّة الحسنة جداً صائرة إلى الفناء؟ هل خليقة الله تعود من الوجود إلى العدم؟ الإنسان بداعي حرّيَّته وتعاليه، أي كبريائه، فَقَدَ النعمة الأولى وأخذ يتخبّط، يبحث، يفتّش عن سبيل خلاص بطرق واهية في طبيعته الساقطة.
* * *
ألله المحبّ، مع كلّ ذلك، لم يتركه.
النعمة الأولى لم تغادره تماماً، بَقِيَتْ رواسبها تذكِّره بتوقٍ دفينٍ إلى الأزليَّة. كلّ إنسان حيّ يحسب نفسه عائشاً إلى الأبد، إلى أن يفاجئه المرض وبعدها الموت، “هذا العدوّ الأخير” (1 كور 15: 26).
* * *
“عندما حان ملء الزمان” افتقَدَ الرَّبُّ شعبَه وبادَر إليه بشخصِه آخِذاً على عاتقه طبيعته البشريَّة الضَّعيفة حامِلاً آلامه ومعاناته حتَّى النهاية، “ووضع نفسه وأطاع حتَّى الموت موت الصليب”، وأباد الموت بموته. بَزَغَ فجرٌ جديد. ومع ذلك، بقي الإنسان يموت جسديًّا. هذه رحمة، كما يقول آباؤنا، حتَّى لا يبقى الشَّرّ عديم الزَّوال. مع هذا، بَقِيَتِ الآلام، الحروب، الأمراض وكأنَّ شيئاً لم يكن. لكن، من أحبَّ المسيح وآمن به مخلِّصاً يلتصق به بكلّ قواه، يعي طبيعته الساقطة، يعترف بضعفه ويصلّي. إذ ذاك، ينبع من أعماقه إشراقٌ جديد، نعمةٌ فائضة، تفكُّ ارتباطه بمغريات هذه الدنيا. لا يعود يشتهي المال ولا المقتنيات المادِّيَّة ولا اللذَّة الجسديّة بل يشتهي الله ومحبّته، فيتحلىّ بثمار النعمة، من سلام داخليّ، من محبّة لكلّ العالم، من عدم التعلّق الأرضيّ… (غلا 5: 22-23).
بقي الإنسان يموت جسديًّا، إنما أصبح الموت رقاداً، بل تذوُّقاً مسبقاً لحياة قيامة جديدة أبديَّة، جديدة مع أبديَّة المسيح بالجسد الممجَّد، القائم عن يمين الآب إلى الأبد.
عندها تتحقَّق كلمة الإنجيل “من آمن بي وإن مات فسيحيا، ومن كان حيًّا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد” ( يوحنا 11: 25-26).
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
قديم 12 - 02 - 2017, 06:34 PM   رقم المشاركة : ( 16173 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي إرادة الله، وكيف لنا أن نعرفها؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. 2وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.
إن الهدف من رومية 12: 1-2 هو أن تصبح كل أشكال الحياة "عبادة عقلية [روحية]." الآية 1: "أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ." إن الهدف من كل حياة الإنسان في عيني الله هو جعل المسيح ظاهرا بذات القيمة التي هو عليها. العبادة تعني استخدام عقولنا وقلوبنا واجسادنا للتعبير عن قيمة الله وكل ما هو لنا في المسيح. هناك وسيلة للعيش، وسيلة للمحبة، لفعل ذلك. هناك طريقة للقيام بذلك تعبر عن القيمة الحقيقية لله. إن لم تتمكن من العثور عليه، قد يعني ذلك أنه يجب تغيير أدوارك. أو قد يعني أن الآية 2 لا تتحقق بالدرجة المطلوبة.
الآية 2 هي إجابة بولس عن كيفيّة إمكانيّتنا لتحويل كل من الحياة إلى عبادة. يجب أن نتغير. نحن يجب أن نتغير. ليس فقط سلوكنا الخارجي، ولكن الطريقة التي نشعر ونفكر بها، أذهاننا. الآية 2: "تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ.”
أصبح ما أنت عليه:

أولئك الذين يؤمنون بيسوع المسيح قد تمّ بالفعل شرائهم بالدم كخليقة جديدة في المسيح. "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." (2 كورنثوس 5: 17). ولكن الآن يجب أن نصبح ما نحن عليه. "إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ." (1 كورنثوس 5: 7).
"وَلَبِسْتُمُ الْجَدِيدَ الَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ" (كولوسي 3: 10). قد صرتم مجددين في المسيح، والآن يتم تجديدكم يوما بعد يوم. وهذا ما ركزنا عليه الأسبوع الماضي.
الآن نحن نركز على الجزء الأخير من الآية 2، أي الهدف من تجديد الذهن: "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، [الآن يأتي الهدف] لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." لذا تركيزنا اليوم هو على معنى مصطلح "إِرَادَةُ اللهِ"، وكيف يمكننا أن نميّزها.
الإرادتان اللتان لله:

هناك معنيان واضحان ومختلفان تماما لمصطلح "إرادة الله" في الكتاب المقدس. نحن بحاجة أن نعرفهما ونقرّر أيّاً منهما مستخدم هنا في رومية 12: 2. في الواقع، إنّ معرفة الفرق بين هذين المعنيين لـ "إرادة الله" هو أمر بالغ الأهمية لفهم أحد الأشياء الأكبر والأكثر حيرة في كل الكتاب المقدس، وهي أنّ الله ذو سيادة على كل شيء ومع ذلك لا يوافق على أشياء كثيرة. الأمر الذي يعني أنّ الله لا يوافق على بعض ما قد عيّنه أن يحدث. وهذا يعني، أنه يحرّم بعض الأشياء التي يجلبها. ويأمر ببعض الأشياء التي يمنعها. أو لوضعها بـأكثر مفارقة: يشاء الله ببعض الأحداث بمعنى واحد حيث لا يشاءها بمعنى آخر.
1. إرادة الله المحتومة، أو الإرادة السّيادية:

دعونا ننظر إلى نصوص من الكتاب المقدس تجعلنا نفكر بهذه الطريقة. انظر أولا إلى النصوص التي تصف "إرادة الله" باعتبارها سيطرته السّيادية على كل ما يحدث. واحدة من أوضح النصوص هي الطريقة التي تحّدث بها المسيح عن إرادة الله في جَثْسَيْمَانِي عندما كان يصلي. قال، في متى 26: 39 "يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ." إلى ماذا تشير إرادة الله في هذه الآية؟ إنها تشير إلى خطة الله السّياديّة التي ستحدث في الساعات المقبلة. تذكرون كيف قال أعمال 4: 27 - 28 هذا: "لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ." لذلك فإن "إرادة الله" كانت أن يموت المسيح. كانت هذه خطته، مشورته. ولا يوجد تغيير في ذلك، وانحنى المسيح وقال: "ها هو طلبي، ولكن افعل ما هو أفضل للقيام به." هذه هي الإرادة السّيادية لله.
ولا تغيب عنك النقطة الحاسمة جدا هنا أنها تتضمن خطايا الإنسان. هيرودس، وبيلاطس، والجنود، وقادة اليهود، جميعهم أخطأوا في تحقيق إرادة الله أن يُصلب ابنه (إشعياء 53: 10). لذا كن متأكداً جدا من هذا الأمر: يريد الله لبعض الأشياء أن تتحقق في حين أنه يكرهها.
إليك مثال على ذلك من 1 بطرس. في 1 بطرس 3: 17 يكتب بطرس "لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا، أَفْضَلُ مِنْهُ وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ شَرًّا." وبعبارة أخرى، قد تكون إرادة الله أن يتألم المسيحيّون لصنع الخير. كان يقصد الاضطهاد. لكن اضطهاد المسيحيين الذين لا يستحقون ذلك، هو خطية. لذلك مرة أخرى، أحيانا يريد الله أن تأتي أحداثٌ تشمل على الخطية. "لأَنَّ تَأَلُّمَكُمْ إِنْ شَاءَتْ مَشِيئَةُ اللهِ، وَأَنْتُمْ صَانِعُونَ خَيْرًا.”
يقدم بولس بيانا موجزا واسعا من هذه الحقيقة في أفسس 1: 11 "الَّذِي فِيهِ [المسيح] أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ." إنّ ارادة الله هي حكمه الله السّياديّة لكل ما يحدث. وهناك نصوص أخرى كثيرة في الكتاب المقدس تعلِّم أنّ العناية الإلهية على الكون تمتد إلى ادق التفاصيل للطبيعة وقرارات الإنسان. لا يسقط عصفور واحد على الأرض بدون علم أبينا الذي في السّموات (متى 10: 29). "الْقُرْعَةُ تُلْقَى فِي الْحِضْنِ، وَمِنَ الرَّبِّ كُلُّ حُكْمِهَا." (أمثال 16: 33). "لِلإِنْسَانِ تَدَابِيرُ الْقَلْبِ، وَمِنَ الرَّبِّ جَوَابُ اللِّسَانِ." (أمثال 16: 1). "قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ كَجَدَاوِلِ مِيَاهٍ، حَيْثُمَا شَاءَ يُمِيلُهُ." (أمثال 21: 1).
هذا هو المعنى الأول لإرادة الله: إنها تحكم الله السّيادي لكل الأشياء. ندعو هذا "إرادته السّيادية" أو "إرادته المحتومة." فلا يمكن كسرها. فهي دائما تتحقق. "هُوَ يَفْعَلُ كَمَا يَشَاءُ فِي جُنْدِ السَّمَاءِ وَسُكَّانِ الأَرْضِ، وَلاَ يُوجَدُ مَنْ يَمْنَعُ يَدَهُ أَوْ يَقُولُ لَهُ: «مَاذَا تَفْعَلُ؟»" (دانيال 4: 35).
2. إرادة الله الآمرة:

المعنى الآخر لـ "إرادة الله" في الكتاب المقدس هو ما يمكن أن نطلق عليه "إرادته الآمرة". فإرادته هي ما يأمرنا به. هذه هي ارادة الله التي يمكن لنا أن نعصيها ونفشل في القيام بها. نحن نفعل الإرادة المحتومة سواء كنا نؤمن بها أم لا. أما الإرادة الآمرة فيمكننا أن نفشل في القيام بها. على سبيل المثال، قال المسيح: "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَارَبُّ، يَارَبُّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (متى 7: 21). ليس الكل يفعل إرادة أبيه. فهو يقول كذلك. ليس كل واحد يدخل ملكوت السموات. لماذا؟ لأنه ليس الكل يفعل إرادة الله.
يقول بولس في 1 تسالونيكي 4: 3 "لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا." لدينا هنا حالة محددة جدا لما يأمرنا به الله: القداسة، والتقديس، والطهارة الجنسية. هذه هي إرادته الآمرة. لكن، للأسف، عدد كبير لا يطيع.
ثم يقول بولس في 1 تسالونيكي 5: 18 "اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ." هناك مرة أخرى جانبا محددا من إرادته الآمرة: اشكروا في كل شيء. ولكن الكثيرين لا يفعلون إرادة الله هذه.
مثال آخر: "وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ." (1 يوحنا 2: 17). ليس الكل يثبت إلى الأبد. البعض يثبت. البعض الآخر لا يثبت. الفرق؟ البعض يفعل إرادة الله. البعض الآخر لا يفعلها. فإرادة الله، في هذا المعنى، لا تتمّم دائما.
لذلك أنا استنتج من هذه النصوص والعديد غيرها من الكتاب المقدس أنّ هناك طريقتان للحديث عن إرادة الله. وكلاهما صحيح، وكلاهما مهم أن نفهمه ونؤمن به. الأولى يمكن أن نطلق عليها إرادة الله المحتومة (أو إرادته السّيادية) والأخرى يمكن أن نطلق عليه إرادة الله الآمرة. إرادة الله المحتومة تتحقق دائماً سواء كنا نؤمن بها أم لا. أما إرادته الآمرة فيمكن أن نكسرها، وهذا يحصل كل يوم.
روعة هذه الحقائق:

قبل أن اربط هذا برومية 12: 2 اسمحوا لي بأن أعلق على كم هي ثمينة هاتين الحقيقتين. فكلتاهما تنسجمان مع احتياج عميق لدينا جميعا عندما نُجرح بشدة أو نُعاني خسائر كبيرة. فمن ناحية، نحتاج التأكيد أنّ الله هو المتحكم وبالتالي فهو قادر أن يعمل من خلال كل ألمي وخسارتي معا لخيري ولخير كلّ من يحبونه. ومن ناحية أخرى، نحتاج أن نعرف أنّ الله يتعاطف معنا ولا يسر بالخطية أو الألم في حد ذاته. هاتين الحاجتين تتوافقان مع إرادة الله المحتومة، وإرادته الآمرة.
مثلاً، إن كنت قد تعرضت لسوء المعاملة عندما كنت طفلا، وسألك شخص ما "هل تعتقد أن هذه كانت إرادة الله؟" لديك الآن وسيلة لفهم كتابي لهذا الأمر، وتعطي جوابا لا يتعارض مع الكتاب المقدس. يمكنك أن تقول: "لا لم تكن إرادة الله؛ لأنه يأمر البشر ألا يسيئوا معاملة بعضهم، بل أن يحبّوا بعضهم البعض. فالمعتدي قد كسر وصيّته وبالتالي جعل قلبه يغضب ويحزن (مرقس 3: 5). ولكن، بمعنى آخر، نعم، كان ذلك إرادة الله (إرادته ذات السيادة)، لأنه كان يُمكن أن يمنعها بمئة طريقة. ولكن لأسباب لا افهمها تماما بعد، لم يفعل ذلك.”
وما يتطابق مع هاتين الإرادتين هما شيئان تحتاج إليهما في هذه الحالة: أولا إله قوي وذات سيادة بما يكفي لتحويله للخير، والآخر إله قادر على التعاطف معك. فمن ناحية، المسيح هو الملك صاحب السيادة العليا، ولا شيء يحدث بدون إرادته (متى 28: 18). ومن ناحية أخرى، المسيح هو رئيس الكهنة الرّحوم الذي يتعاطف مع ضعفنا وألمنا (عبرانيين 4: 15). يتغلب الروح القدس علينا وعلى خطايانا عندما يشاء (يوحنا 1: 13؛ رومية 9: 15-16)، ويسمح لنفسه أن يُطفأ ويحزن عندما يشاء (أفسس 4: 30؛ 1 تسالونيكي 5: 19). إرادته ذات السيادية لا تُقهر، وإرادته الآمرة يمكن كسرها على نحو محزن.
إننا نحتاج هاتين الحقيقتين - هذين المفهومين عن إرادة الله- ليس فقط لفهم الكتاب المقدس- ولكن للتمسك بالله في الألم.
أيه إرادة مشار إليها في رومية 12: 2؟

والآن، أيّ من هذه الحقائق مقصود في رومية 12: 2 "وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." الإجابة بالتأكيد هي أن بولس يشير إلى إرادة الله الآمرة. أقول هذا لسببين على الأقل. أولا لأن الله لا ينوي لنا أن نعرف الكثير من إرادته السّيادية مقدما. "السَّرَائِرُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، وَالْمُعْلَنَاتُ لَنَا وَلِبَنِينَا إِلَى الأَبَدِ، لِنَعْمَلَ بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هذِهِ الشَّرِيعَةِ." (تثنية 29: 29). إن كنت تريد أن تعرف تفاصيل المستقبل لإرادة الله المحتومة، فأنت لا تريد الذهن المجدد، بل ترغب في كرة بلورية. هذا لا يُسمى التغيير والطاعة، بل يُسمى العرافة والكهانة.
والسبب الآخر أني أقول إنّ إرادة الله في رومية 12: 2 هي إرادة الله الآمرة وليست إرادته المحتومة هو أن كلمة "لِتَخْتَبِرُوا" تعني أنه يجب علينا أن نقرّ بإرادة الله ثم نفعلها بطاعة. ولكن في الواقع لا ينبغي لنا أن نوافق على الخطية أو نفعلها، حتى وإن كانت جزءاً من إرادة الله السّيادية. فالمعنى الذي قصده بولس في رومية 12: 2 تم إعادة صياغته تقريبا بالضبط في عبرانيين 5: 14، التي تقول: "وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ." (أنظر إلى إعادة صياغة أخرى في فيلبي 1: 9-11). هذا هو الهدف من هذه الآية: ليس التحري عن إرادة الله السّرية الذي يعتزم القيام بها، لكن تمييز إرادة الله المعلنة والتي يجب علينا أن نفعلها.
ثلاث مراحل لمعرفة وعمل إرادة الله المعلنة:

هناك ثلاث مراحل لمعرفة وفعل إرادة الله المعلنة، أي، إرادته الآمرة، وكلها تتطلب الذهن المجدد بالتمييز المعطى بالروح القدس الذي تحدثنا عنه في المرة السابقة.
المرحلة الأولى:
أولا، إرادة الله الآمرة معلنة بسلطان نهائي وحاسم فقط في الكتاب المقدس. ونحن بحاجة للذهن المجدد لفهم وقبول ما يأمر به الله في الكتاب المقدس. فبدون الذهن المجدد، سنشوه الكتاب المقدس لتجنب وصاياه الجذرية لانكار الذات، والمحبة، والطهارة، والشبع الأسمى في المسيح وحده. إرادة الله الآمرة ذات السلطة موجودة فقط في الكتاب المقدس. يقول بولس أن الكتاب المقدس موحى به ويجعل المسيحي "كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2 تيموثاوس 3: 17). ليس فقط لبعض الأعمال الصالحة. "لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ." أوه، يا لها من طاقة ووقت وتكريس ينبغى أن يقضيه المسيحيّون متأملين في كلمة الله المكتوبة.
المرحلة الثانية:
المرحلة الثانية من إرادة الله الآمرة هي تطبيقنا للحق الكتابي في مواقف جديدة قد تكون أو لا تكون موجودة بشكل واضح في الكتاب المقدس. الكتاب المقدس لا يقول لك أي شخص تتزوج، أو أية سيارة تقود، أو ما إذا كنت تمتلك منزلا، أو أين تقضي عطلتك، أو أية شبكة هاتف خلوي تشتريها، أو أي نوع من عصير البرتقال تشربه. أو غيرها من آلاف الخيارات التي يجب أن تتخذها أنت.
ما هو ضروري هو أن لدينا ذهن مجدد، وهذا يعني أنه مشكل تماما ومحكم تماما بإرادة الله المعلنة في الكتاب المقدس، أي أن نرى ونقيم كل العوامل ذات الصلة بفكر المسيح، ونميز ما يدعونا الله للقيام به. هذا يختلف كثيرا عن السعى باستمرار لسماع صوت الله يقول افعل هذا وافعل ذلك. الناس الذين يحاولون أن يعيشوا حياتهم من خلال سماع أصوات ليسوا على وفاق مع رومية 12: 2.
هناك فرق شاسع بين الصلاة والعمل من أجل تجديد الذهن الذي يميز كيف يطبق كلمة الله، من جهة، وعادة سؤال الله أن يعطيك إعلاناً جديداً عما يجب القيام به، من جهة أخرى. العرافة لا تتطلب التغيير. هدف الله هو ذهن جديد، طريقة جديدة للتفكير والتحكيم، وليس مجرد معلومات جديدة. هدفه هو أن نتغير، ونتقدس، ونتحرر بالحق في كلمته المعلنة (يوحنا 8: 32؛ 17: 17). وبالتالي فإن المرحلة الثانية من إرادة الله الآمرة هي التطبيق المميّز للكتاب المقدس في مواقف جديدة في الحياة عن طريق الذهن المجدد.
المرحلة الثالثة:
أخيرا، المرحلة الثالثة من إرادة الله الآمرة هي الغالبية العظمى من العيش بحيث لا يوجد أي تفكير واع قبل أن نتصرف. أجرأ على القول بأن ما يقرب من 95٪ من سلوكك أنت لا تفكر فيه مقدما. أي أنّ، أغلب أفكارك، ومواقفك، وتصرفاتك هي عفوية. هي مجرد امتداد لما هو في الداخل. قال المسيح: "فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ" (متى 12: 34-36).
لماذا ادعو هذا جزءً من إرادة الله الآمرة؟ لسبب واحد. لأن الله يأمر بالأشياء مثل: لا تغضب. لا تكن فخورا. لا تشتهي. لا تقلق. لا تكن غيورا. لا تحسد. وليس لأي من هذه الأفعال تفكيرا مقدما. الغضب والفخر، والاشتهاء، والقلق، والغيرة، والحسد، كلهم يخرجون من القلب بلا تفكير واع أو قصد. ونحن مذنبون بسببهم. فهم يكسرون وصية الله.
أليس من الواضح إذاً أنّ هناك مهمة واحدة كبيرة للحياة المسيحية: تغيروا بتجديد أذهانكم. نحن بحاجة إلى قلوب جديدة وأذهان جديدة. اجعل الشجرة جيدة والثمار ستكون جيدة (متى 12: 33). هذا هو التحدي الكبير. هذا ما يدعوك إليه الله. لا يمكنك أن تفعل ذلك بنفسك. فأنت تحتاج المسيح، الذي مات من أجل خطاياك. وتحتاج إلى الروح القدس ليقودك إلى الحق الممجد للمسيح وليجعلك متواضعا لقبول الحق.
قدم نفسك لهذا. اغمر نفسك في كلمة الله المكتوبة، اشبع ذهنك بها. وصلي أن يجعلك روح المسيح جديدا جدا بحيث ما يخرج منك يكون صالحا، ومقبولا، وكاملا، لإرادة الله.
 
قديم 13 - 02 - 2017, 01:36 PM   رقم المشاركة : ( 16174 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل الملائكة تموت أم لا ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الملائكة كائنات روحية، وهم يتحلون بالعواطف، الذكاء، والارادة وينطبق ذلك علي الملائكة الخيرة والشريرة علي حد سواء فالملائكة يتحلون بالذكاء تبعاً لما هو مذكور في (متي 29:8 و كورنثوس الثانية 3:11 و بطرس الأولي 12:1)، و يظهرون مشاعر (لوقا 13:2 ويعقوب 19:2 ورؤيا 17:12)، ويعبروا علي ان لهم أرادة (لوقا 28:8-31 و تيموثاوس الثانية 26:2 ويهوذا 6) والملائكة كائنات روحية (عبرانيين 14:1)، وليس لديهم جسد مادي. ورغم انه ليس لديهم اجساد مادية فأن لهم شخصياتهم المميزة (مثل الله).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الملائكة كائنات مختلفة تماما عن البشر البشر لا يتحولون الي ملائكة بعد الموت الملائكة لم ولن يكونوا بشرا أبدا فالله خلق الملائكة كما خلق البشرية ولا يذكر الكتاب المقدس في أي جزء أن الملائكة قد خلقوا علي صورة الله كشبهه مثل البشر (تكوين 26:1). فالملائكة مخلوقات روحية ولكن يمكنها الي حد معين أن تأخذ شكلا ماديا البشر مخلوقات مادية، ولديهم صفات روحية والشيء المؤثر الذي يمكننا أن نتعلمه من الملائكة هو أطاعتهم لأوامر الله ووصاياه من غير أعتراض أو تسأول.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الموت هي مفارقة الروح والجسد المادي، والملائكة ليست لها أجساد مادية كما يقول الكتاب " الذي خلق الملائكة أرواحاً، وخدامه ناراً تلتهب " (مز 104: 4).
وكما قيل " أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص "(عب 1: 14) والأرواح لا تموت قال القديس أوغسطينوس: إن موت الجسد هو انفصال الروح عن الجسد أما موت الروح فهو انفصال عن الله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 13 - 02 - 2017, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 16175 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رأى الكتاب المقدس فى الزواج من أجنبي أو أجنبية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد حرم الكتاب المقدس فى العهد القديم الزواج من الاجنبيات لان في العهد القديم، كانت كلمة "أجنبيات" تعني في نفس الوقت "غير مؤمنات" فكلهن كن من الأمم، وهذا هو سبب التحريم، إذ قد يملن قلب الزوج إلى عبادتهن الوثنية.
ومع ذلك سمح الله أن موسى النبي يتزوج بامرأة كوشية (سفر العدد 1:12) ودافَع الرب عن موسى، لما انتقده هارون ومريم وراعوث تزوجت بوعز، وصارت من جدات المسيح، وهي امرأة موآبية أجنبية. وكذلك راحاب وهي أجنبية من أريحا، ودخلت في أنساب المسيح (إنجيل متى 5:1).
فإن قصد بالأجنبيات هذا المعنى، يكون الزواج محرمًا، أما إن قصد أنها من وطن آخر، فالأمر يتغير إن كان للأجنبية وطنًا، صادقة في عبادتها، مؤمنة متدينة، روحانية، ذات صلة عميقة بالكنيسة وأسرارها، فلا مانع.
وليس الزواج بمثل هذه محرمًا، لأنه داخل الإيمان، وداخل الحياة الروحية، ولا يشكل خطرًا على الزوج، ولا على ما ينجبه منها من أولاد.
أوصي الكتاب المقدس في العهد القديم اليهودي بألا يتصاهر مع أعراق أخري (تثنية 3:7-4) والسبب وراء ذلك هو الخوف من ابتعاد اليهودي عن الله ان تصاهر مع عبدة الأصنام والوثن. ونري نفس المبدأ في العهد الجديد ولكن علي مستوي آخر اذ يقول: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنيين، لأنه أي خلطة للبر والاثم؟ وأي شركة للنور مع الظلمة؟" (كورنثوس الثانية 14:6) فنري أن كما هو في العهد القديم أنه لا ينبغي لليهود (المؤمنون بالله الواحد) أن يتزوجوا من الغير مؤمنيين، كذلك المسيحيون (المؤمنون بالله الواحد) ينبغي عليهم الا يتزوجوا من غير المؤمنيين. فاجابة هذا السؤال أن الكتاب المقدس لا يعترض علي الزواج من جنسيات أو أعراق أخري.
اذ لا بد أن يعامل الشخص لصفاته الشخصية وليس بناء علي جنسيته أو لونه. كل منا يجب أن يحاسب نفسه علي معاملة الآخرين بتحزب، تعصب، أو كبرياء (يعقوب 1:2 – 10) وعند الأقدام علي الارتباط والزواج يجب علينا أن نتفكر في الصفات الأساسية التي تميز هذا الشخص مثل ايمانه أو ايمانها بالمسيح (كورنثوس الثانية 14:6) وولادته الثانية من خلال ايمانه أو ايمانها بالمسيح (يوحنا 3:3-5)الايمان المبني علي تعاليم الكتاب المقدس هو الأساس لأي علاقة صحية وليس اللون، العرق، أو الجنسية قرار الزواج السليم دائما ما يكون مبني علي الحكمة والصلاة.
ربما تأتي الصعوبة في الزواج من جنسيات أو أعراق مختلفة من الأناس المحيطين بنا ومدي قبولهم لنا. ربما يرفض المجتمع هذا الرباط الالهي ولذا يجب علي العروس والعريس أن يأخذا هذه الأمور بجدية وأن يتناقشا حولها ربما تأتي المشاكل بعد الانجاب ولذلك لابد من ادراك حقيقة مشاكل المجتمع وادراك كيفية التعامل معها الكتاب المقدس يتناول بكل وضوح أن السبب الوحيد لعدم الزواج من أي شخص هو عدم ايمان هذا الشخص بالمسيح وانتماؤه الي جسد المسيح (اي الكنيسة).
 
قديم 13 - 02 - 2017, 02:28 PM   رقم المشاركة : ( 16176 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هــل نحن نعبـد خشبة الصلـيب؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما اُكتشِفت خشبة الصليب كانوا يبخرون أمامها لأن عليها دم السيد المسيح، فما الخطأ في ذلك وما الخطأ في أن نقول: "نسجد لصليب مخلصنا الصالح"يقوم البروتستانت بحملة ضد تكريم خشبة الصليب.
أما الصليب العادي الذي ليس خشبة الصليب الأصلية فما الخطأ في تقبيله أفلا يقبّل الشخص صورة والده
كما أن علامة الصليب تحرق الشيطان، وقال السيد المسيح أنه في مجيئه الثاني تظهر علامة الصليب في السماء: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ (أي الصليب) فِي السَّمَاءِ" (مت24: 30) ويقول معلمنا بولس الرسول: "فَإِنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ" (1كو1: 18) الذي يهاجم تكريم الصليب هل نسى أن الصليب هو علامة الغلبة والنصرة، كما أنه علامة الخلاص، وأنه العلامة التي ستظهر في السماء عند المجيء الثاني للسيد المسيح لكن هل نحن نعبد الصليب العادي الذي ليس عليه دم السيد المسيح؟ بالطبع لا.
نحن لا نعبد الصليب Holy Cross ولكننا نقدس الصليب لأنه أعظم علامة لمحبة الله لنا أما موضوع هذه المحبة فيتلخص في سقوط الإنسان في الخطية بغواية إبليس، والله دبر خلاصه بالصليب بتجسده وأصبح الصليب وسيلة للغفران والتقديس ومتى تطهر الإنسان وتقدس أمكنه أن يتعايش مع الله القدوس في سمائه في الحياة الأخرى.
وهي حكمة الله أن يتمم خلاص العالم بالصليب كما معلمنا بولس "الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا. التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر. لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد" (رسالة كورنثوس الأولى 8،7:2 والصليب بهذا الخلاص يحمل أسرارًا كثيرة لقوة الله، إذ به هزم الشيطان والموت والخطية والهاوية والعبودية؛ وهذا سبب محبتنا للصليب وتقديسنا له.
بل إن الصليب له أهمية كبيرة في حياتنا، وعلامته وقوته تفارقنا ليلًا ونهارًا. إذ نحن لا نبدأ عملًا إلا برشم الصليب ونرشم علامته على ما نأكله وما نشربه ونرشمه قبل ومنا وعند استيقاظنا ونرشمه لحلول البركة ولطرد الشياطين والأفكار الشريرة وإخماد الشهوات والميول الشريرة والانفعالات الخاطئة، ولإبطال مفعول السموم والميكروبات التي لا نعرف مصدرها، ونشربه في مواجهة المخاطر والأماكن الموحِشة والصليب في عمومه منهج لحياتنا في احتمال الآلام والمضايقات والاضطهادات ويعتبر مصدرًا للتعزية وبلسمًا لنا في كل هذه. وبقدر ما نتأمل في الصليب بقدر ما تنكشف أعماق محبة الله لنا وتزداد محبتنا له لذلك نحن نمجد الصليب ونتمسك به وندقه على أيدينا ونلبسه على صدورنا ونضعه على قبورنا وهو علم كنائسنا. وكل البركات والنعم الموجودة في الصليب ينالها المؤمن بالاختبار والممارسة بإيمان ومن يدركها لا يسعه إلا أن يقول مع معلمنا بولس "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (1كو24،23:1).
ونحن لا نستغرب من عدم قبول غير المسيحيين للصليب. لأنه سبق وأعلمنا الإنجيل بهذه الحقيقة في قول معلمنا بولس "نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة. وأما للمدعوين يهودًا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله" (1كو1: 23، 24).
وتقديسنا نحن للصليب يشبهه تقديس أفراد مجتمعنا للكعبة المشرفة إذ يرون فيها عملًا إلهيًا وبركة مقدسة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.لذلك يطوفون حولها ليأخذوا بركتها وينالوا رضوان الله. وهم يفتخرون بالكعبة كشيء مقدس ولربما يتزين البعض منهم بأشكال ذهبية أو فضية لها كما نتزين نحن المسيحيين بأشكال الصليب.
ويبدو أن كل أصحاب عقيدة لهم رمز حسي يربطهم بالله، يقدسونه لأنه يرمز إلى عمل عظيم عمله الله معهم، وإن كان هذا الرمز ينال التكريم والتقديس إلا أن العبادة لا تُقدَّم له بل لله وحده لذلك وإن كان الصليب أصلًا من الخشب، والكعبة هي من الحجر لذلك فتعبير خاطئ أن يُقال إن هؤلاء يعبدون خشبة، وأولئك يعبدون حجرًا. ولكن التعبير السليم أن كلًا منهما يقدس ما يعتقد فيه.
 
قديم 13 - 02 - 2017, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 16177 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عودة الخاطئ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قرأنا الأحد الماضي مَثَل الفرّيسيّ والعشار وفيه قوّة التواضع. والتواضع مُتداخل مع ما نقرأ اليوم في مثل الابن الشاطر الذي عرف أعماق خطيئته. كل ذلك موضوع استعدادًا للصوم الذي نطلع فيه أمام عظمة الله ونكشف عن خطايانا حتى نعود عنها إلى وجه الله المنير.
الابن، الذي شطر مال أبيه، كان متضجرًا من حالته. كان يحنّ إلى حياة خارج البيت حيث ظن انه سيحيا كما يريد، ويقرّر مصيره. عاش مع الزواني، حاول أن يعيش طالبًا لذائذ الدنيا، تلك اللذات التي تبدو وكأنها الأفضل. ثم افتقر وقرّر أن يعود. في كثرة من الأوقات يبدو لنا الله متسلطًا، يسجُننا في الوصايا، فيحسب الإنسان انه أَسيرُ الله، ويريد أن يستسلم لشهواته، ويقرّر مصيره وحياته، ويشعر أن حياته بين يديه وليست بين يدي الله. تسوده شهواته وتتحكّم به ويحسّ كأنه صار سيّدًا لنفسه، لأن الخطيئة خادعة وتبدو جميلة وتعطينا الشعور بأنّنا أصحاب الحياة.
لكن سرعان ما نُحسّ بأنها مُرّة ولم تعطِنا كل ما ننتظر وأن حلاوتها تحوّلت إلى يأس. سرعان ما نشعر أننا لم نقبض على شيء، وأننا قبضنا على الريح. ثم نفكر بأن الله لم يكن ظالمًا كما ظننّا، ولعل الحياة طيّبة معه. نحاول العودة كما عاد هذا الابن المبذّر. عاد، وإذا بأبيه ينتظر، ينتظر من بعيد، كأن شُغل أبيه أن ينتظر. شُغل الله ان يتمنّى عودتنا اليه.
كان الأب يتوقّع عودة ابنه كلّ يوم، وعندما جاء ألقى نفسه على عُنق ابنه وما عاتبه، وضمّه اليه. جاءت المبادرة من الأب. المبادرة دائمًا من الله. الله يحبّ أولاً ثم نحسّ نحن فنعود لأنّنا نعرف أنّنا محبوبون. هذا هو سرّ الوجود أن يُدرك الإنسان انّه محبوب من الله. ذبح الأبُ العجلَ المسمَّن وفرح البيت. السماء كلّها تفرح بعودتنا إلى الله.
ثم كان أمر الابن الأكبر مع أبيه. كان الابن الأكبر إنسانًا طيّبًا مستقيمًا عفيفًا لم يبذّر أمواله مع الزواني ولم يخرج من البيت. سأل لماذا عومِلَ الابن السيء معاملة طيّبة، فكان الجواب: كان أخوك ضالاً فوُجد، وكان ميتًا فعاش، ولهذا ينبغي أن نفرح.
هذه حال الأتقياء المتزمّتين مع الخطأة العائدين الذين تابوا. هذه حالنا عندما يكون ذميمٌ في مجالسنا، ونقول: من يكون هذا؟ ومن تكون هذه؟ الخاطئ التائب قد يتبوّأ الزعامة في الكنيسة بعد عودته وقد يكون أشرف الناس.
بعد أسبوعين سندخُل الصوم. كان الصوم فرصة للخاطئين ليتوبوا ويعودوا وفرصة للكنيسة لتُلملم الخطأة. في الكنيسة قتلة أصبحوا قديسين، وفيها مريم المصرية التي كانت زانية فصارت أُمّنا. في الكنيسة جمعٌ من الواقعين في شهواتهم مات المسيح من أجلهم، لذلك التمسناهم كما نلتمس وجه الله.
ونحن، فيما نستعد لشهادة الصوم، جدير بنا أن نعرف أنّنا متساوون في الخطيئة، وعلى كلّ منّا ان يحسب نفسه أوّل الخاطئين. بهذا الشعور سوف نثق انه ليس لأحد منّا حقّ في السماء، الاَّ أنّ الربّ نزل وتطلّع وأحبّ وجمعَ وضمّ إخوته إلى صدره. لذا سوف نركع أمامه مستغفرين وسوف نُعمّد رجوعنا بالدموع حتى لا يبقى في القلب أثر لغير الله.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 13 - 02 - 2017, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 16178 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لكي نقدر أن نغلب الشرّ وننتصر على شهوات النفس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لنحمل سلاح الصلاة الدائمة بوداعة وتواضع قلب لكي نقدر أن نغلب الشرّ وننتصر على شهوات النفس الضارة، وينبغي أن لا يمل أحد من الطلب إلى صلاح الله لكي تدركنا معونته وتُعلمنا أن نصنع ما ينبغي وفق مشيئته التي تُعلن لنا بكلمته وفق تدبير كل واحد حسب ما نال من نعمة، وتربى بروح الوصية الصالحة المفلحة للنفس في طريق الحق.
ولنا أن نعلم أن كل إنسان إذا كان يقبل كل ما يُلقى في قلبه من أحلام أو رؤى أو أفكار بدون أن ينتبه إليها ويُميزها ويُقيسها على وصية الله الميزان الحساس الدقيق الوازن لكل شيء حسب الحق، فيتعامل معها ويفرح ويتلذذ بها ويقبلها كأنها سرّ عظيم ولا سيما إذا كانت مدحاً لأعماله الروحية معتبراً أنه أنجز بقدرته إنجازاً عظيماً، أو قام بدراسة لا يستطيع أحد غيره أن يأتي بها، ناسياً أنها إلهام نعمة الله وموهبته الخاصة التي ليست ملكه بل لخدمة الكنيسة وبنيانها، فأن الذين هم كذلك تصير نفوسهم آلة ومجمعاً للشرور وكل فساد، وأجسادهم خزائن لأسرار الظلمة المخزونة فيها والمدفونة في أعماقها خفية، لأن هؤلاء يصيرون – عن دون دراية منهم – كمدينة مظلمة يسكنها ملك آخر يعبث بها ويأكل ثمارها ويفسد كرومها ولا يتركها إلا خراباً، هكذا يملك عدو كل خير على تلك النفوس فيشوه جمالها الروحاني ولا يتركها إلا فارغة من كل صلاح النعمة، لذلك علينا أن لا نجعل لعدو كل خير فينا موضعاً وذلك برفض كل مشورة لا تأتي من الله حسب وصيته الصالحة، لذلك علينا أن نُصلي بدوانم طالبين من صلاح الله دائماً وبلا كلل أن يُلبسنا الحكمة ويُعطينا مخافته ويهبنا روح الإفراز والتمييز في كل شيء لكي نتعلَّم أن نصنع ما ينبغي لكي ننال العون والنجاة ونسير باستقامة بلا تشويش آمين
 
قديم 13 - 02 - 2017, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 16179 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،معنى المخافة وتخصيصها ليهوه كنتيجة للإيمان الجزء الثالث عشر

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيماننا الحي - إعادة فحص

مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه
المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس
+ الثقة - בָטָח - Πιστεύω +

ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمـــــان
المعنى الأول: الثقــــــــــة والاتكال
تابع 2 – الثقة والإيمان بالله: [bâṭach – בּטַח]
+++ تابع ب - ثقة الإيمان الحي ما بين التقوى والخوف (تابع شرح معنى مخافة الرب) +++

(معنى الكلمة - المخافة - وتخصيصها ليهوه كنتيجة للإيمان)
في الحقيقة لو عدنا للآية التي ذكرناها في الأمثال (بدء الحكمة مخافة الرب יִרְאַ֣ת יְהוָ֑ה ومعرفة القدوس فهم) نجد أن المخافة هنا تلازمها وترتبط بها كلمة יְהוָ֑ה (يهوه) فتُرجمت مخافة الرب، أي المخافة المختصة بيهوه ولا يشترك معه فيها أحد إطلاقاً، وهذا يعني أنها ليست بالمخافة العادية، بل مخافة مُحدده تخص الرب الإله وحده، لذلك دائماً ما ترتبط بالحكمة والفطنة والعدل واستقامة الحياة والابتعاد عن الشرّ، لذلك الذي ليس عنده مخافة الرب الإله في قلبه، فأنه يعبث ويحيا في الشرّ بإهمال وسهولة تامة ، وهذا يدل على عدم الإيمان والثقة في شخصه العظيم القدوس، لأن المخافة تولِّد الإيمان الحي وتحفظ الحياة مستقيمة في البرّ، أي برّ الإيمان، لأن التقوى تُلازم الإيمان الحقيقي ولا تنفصل عنه قط:
+ ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين، فخاف الشعب الرب (وقره وهابه = التقوى) (والنتيجة) وآمنوا بالرب وبعبده موسى. (خروج 14: 31)
عموماً معنى الكلمة العبري بالنسبة لاختصاصها بيهوه יראת = fear of God, respect, reverence, piety، وهي تعني [الاحترام، التقديس، التقوى، الورعٍ، المهابة]، وأيضاً تحمل معنى مهم وهو awesome الذي يعني بالنسبة للتقوى: شيء مدهش مهيب أو رائع أو بديع، وللكلمة الإنجليزية الأخيرة معاني أخرى لكنها لا تختص بموضوع التقوى هنا، لأنه ينبغي علينا – كما سبق وشرحنا – أن ننظر للقرينة داخل النص نفسه قبل أن نضع أي ترجمة للكلمات لكي نفهم القصد الإلهي بكل دقة وتدقيق، لأن المعنى هنا يختلف عن معنى الخوف الذي وقع على موسى عندما تكلم الله معه من خلال العُليقة: (خروج 3: 6)
فالخوف هنا – في حالة موسى النبي – مرتبط بالموت وهو حالة مؤقتة غير مستمرة، أي الخوف من الموت عند رؤية عظيمة فائقة لا يحتملها الإنسان حسب طبيعة ضعفه، والتي متى انتهت يُرفع هذا الخوف المؤقت، مع ملاحظة أنه بالرغم من انه خوف من الموت لكنه يحمل أيضاً (في نفس ذات الوقت) نوع من أنواع المهابة الشديدة والورع، لأن ظهور الرب نفسه يحمل مهابة خاصة مرتبطة بمجده وبره الخاص وقداسة ذاته المُشعة التي تنعكس على الرائي، لأنه في مواجهة شخصية مع ما هو أعظم بما لا يُقاس من كل مجد عرفه الإنسان أو رآه في الخليقة كلها، لذلك في موقف موسى أمام العليقة مكتوب:
+ فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ יָרֵ֔א أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. (خروج 3: 4 – 5)
لذلك لا يستطيع أحد أن لا يرتعد ويهاب الموقف نفسه ويهابه جداً مهما ما كان نوع قلبه سواء كان باراً تقياً أم شريراً أو حتى كان ملاكاً أو حتى إنسان مملوء من كل قسوة، لأن كل واحد في تلك الحالة حسب حالته سيقع عليه مخافة الله، يا اما للمسرة مع مهابة قوية شديدة واحترام فائق الذي يصل للسجود والانطراح على الوجه من شدة عظمة مجد البهاء الإلهي الفائق، أو للدينونة مع خوف مرعب، مع أن ظهور الله واحد للجميع أي أنه لن يظهر بمظهر مختلف، مثلاً بظهور علامات غضب أو علامات هدوء مثل الإنسان، بل الظهور دائماً ما يكون حسب طبيعته الصالحة المُنيرة الفائقة للغايةَ، لكن المشكلة ليست عند الله على وجه الإطلاق بل في الرائي نفسه من جهة هل انه مؤمن بار وقلبه مملوء من كل تقوى، أم أنه غير مؤمن وقلبه شرير ويحيا في حالة قُبح الخطية المشوه للنفس ومُدمر كل صلاح إلهي فيها فيُصيبها بالتحجر وقساوة القلب، مع أن عند رؤية الله – عموماً – والإنسان لا زال في الجسد اللحمي هذا، فأنه سيسقط (طبيعياً) على وجهه منطرحاً أمامه (مهما ما كان باراً وتقي جداً) لأن من هوَّ الذي يحتمل هذا المجد الفائق للطبيعة والذي يشع بالقداسة الفائقة للغاية والتي لا يقدر أن يستوعبها أحدٌ قط من كل الخليقة سواء ملائكة أو بشر.
+ رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ وَامْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَاناً. فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ. وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ». (أشعياء 6: 1 – 7)
ومن خلال الشرح البسيط السابق وكلامنا عن الإيمان أصبح الآن وفي منتهى السهولة من خلال الآيات الأخيرة السابقة، نستطيع أن نربط – بوضوح دون أدنى لَبس – بين الإيمان والتقوى، وبين التقوى والمجد والتسبيح وإكرام الله في القلب واحترامه وتبجيله، والشهادة له باستقامة المسيرة في الطريق الروحي، لأن الإيمان والتقوى مترابطان بشكل وثيق للغاية – كما تم توضيحه سابقاً – وصعب وجود أحدهما بدون الآخر، فيستحيل يوجد إيمان حقيقي صادق حي بلا تقوى، ولا تقوى حقيقية بلا إيمان حي عامل بالمحبة التي تظهر في حفظ الوصية التي تحمل في باطنها قوتها، لأنه كيف لشخص آمن بالله وحُسب إيمانه براً وهو بلا تقوى، أو إنسان تقي يهاب الله ويحترمه للغاية وهو غير مؤمن به من الأساس، أو شخص يحيا بالإيمان والتقوى ويعبث ويلهو في حياة الخطية عن قصد وتدبير بكل عناد قلب وإصرار أن يُتممها (وبالطبع هذا يختلف عن واحد ساقط عن ضعف لا يقوى ان يغلب الخطية لأنه لم ينال نعمة من الله بعد ونال لمسة الشفاء)، وعلينا أن نقف وقفة لنعود ونذكر الآية التي ذكرناها سابقاً لأنها في منتهى الأهمية القصوى وهي كالآتي:
+ رأس الحكمة مخافة الله، أنها تولدت في الرحم مع المؤمنين، وجعلت عشها بين الناس مدى الدهر، وستسلم نفسها إلى ذريتهم. (سيراخ 1: 16)
فالإنسان الذي يؤمن بالمسيح الرب ففوراً وبتلقائية شديدة تتولد التقوى في أعماقه فور إيمانه بكونه رأي المجد البهي الذي لله الحي، فصارت التقوى تُعشش في داخله، أي تسكن وتتأصل في أعماقه، وتبدأ كبذرة تُزرع في قلبه وتنبت وتثمر أن اعتنى بها ونماها بانتباهه لعمل الله وحرصة على العمل بوصاياه واستمر ثابتاً ساهراً مُصلياً في مخدعه حريصاً أن يقرأ كلمة الحياة بانتباه وتدقيق ليحيا بها، لأن الصلاة ترفع القلب لله القدوس الحي، وحينما يُشرق الله بنور القداسة – حسب طبيعته – ويفتح عين الإنسان الداخلية على بهاء مجده الخاص فيزداد مهابة وتوقير للإله القدوس، وبالتالي تدخل الكلمة الإلهية أعماق قلبه وتخترق نفسه، فتطهره وتجعل قلبه أكثر نقاوة ليزداد اقتراباً من عرش مجد الله الحي، ويدخل في الشركة الإلهية مع جميع القديسين في النور، وبذلك يصير الإيمان هنا حياً فعالاً، يأصل الإنسان في الله ويثبته في الحق والبرّ ويزيده محبة، فيستطيع ان يُسبح الله ويمجده ويشكره فعلياً طول أيام حياته فينطبق عليه القول: ولكنه ثبت في خوف الله شاكراً له طول أيام حياته.
+ اما انا فبكثرة رحمتك ادخل بيتك اسجد في هيكل قدسك بخوفك = (أَمَّا أَنَا فَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ الْعَظِيمَةِ أَدْخُلُ بَيْتَكَ أَسْجُدُ فِي خُشُوعٍ وَرِعْدَةٍ فِي هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ). (مزمور 5: 7)
+ قدسوا رب الجنود فهو خوفكم وهو رهبتكم. (أشعياء 8: 13)
ولذلك نجد أن الكنيسة استلمت بإحساس مرهف مقدس بإلهام الروح القدس – هذا السرّ العظيم الذي للتقوى، ووضعت نداءات خاصه (بالتقوى) مستمرة في داخل الطقس الكنسي يُنادي بها الشماس أعضاء جسد المسيح قائلاً:
+ قفوا بخوفٍ من الله (تقوى = مهابة وورع) لسماع الإنجيل المقدس أو قفوا بخوف الله وأنصتوا (بحكمة) لسماع الإنجيل المقدس، فصل من بشارة معلمنا.. الخ - [رفع بخور عشية وباكر وقداس الكلمة (الموعوظين)]
وبعد قراءة الإنجيل في عشية أو باكر يقول المرتلون المرد التالي:
+ فلنسجد (سجود التقوى وهو يأتي عادة بعد سماع الإنجيل بتقوى) لمخلصنا محب البشر الصالح لأنه تراءف علينا وأتى وخلصنا، مبارك الآب والابن والروح القدس الثالوث الكامل نسجد له ونُمجده.
وفي التقديس على الخبز والخمر يقول الشماس:
+ اسجدوا لله بخوف ورعدة؛ ورد الشعب: نسبحك، نباركك، نخدمك، نسجدُ لك - القداس الباسيلي
ولنلاحظ دائماً أن سجود التقوى يصحبه دائماً التسبيح والبركة والخدمة، فكل هذه العمال تصاحب التقوى الذي منبعها الإيمان الصادق.
وفي القداس الأغريغوري يقول الشماس في صلاة الصلح:
قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة. يا رب ارحم، يا رب ارحم، يا رب ارحم، نعم يا رب الذي هو يسوع المسيح ابن الله اسمعنا وارحمنا. تقدموا على هذا الرسم. قفوا برعدة وإلى الشرق انظروا. لنقف حسناً. لنقف بتقوى. لنقف باتصال. لنقف بسلام. لنقف بخوف الله ورعدة وخشوع.
أيها الإكليروس وكل الشعب، بطلبة وشكر، بهدوء وسكوت، ارفعوا عيونكم إلى ناحية المشرق لتنظروا المذبح وجسد ودم عمانوئيل إلهنا موضوعين عليه. الملائكة ورؤساء الملائكة قيام، السيرافيم ذوو الستة أجنحة، والشاروبيم الممتلئون أعيناً، يسترون وجوههم من أجل بهاء عظمة مجده غير المنظور ولا منطوق به. يسبحون بصوتٍ واحد صارخين قالين: قدوس، قدوس، قدوس رب الصاباؤوت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس.

عموماً نجد أن التقوى لا تتوقف عند الشخص الحي بالإيمان وتسكن فيه فقط، بل تمتد لمن حوله وبخاصة الأشخاص المسئول عنهم سواء كانوا أولاده أو من يخدمهم (وستسلم نفسها إلى ذريتهم)، وهذا نجد ملامحه في الكتاب المقدس من جهة التسليم، مثل شعب إسرائيل كان ينبغي ان يسلموا أولادهم معرفة الله الحقيقية ويسردوا عليهم الأحداث الخلاصية التي صنعها معهم بمجدٍ عظيم، وأيضاً نجد هذا الأمر واضح في العهد الجديد:
+ إِذْ أتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ اوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ افْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ انَّهُ فِيكَ ايْضاً. (2تيموثاوس 1: 5)
+ فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ. (1تسالونيكي 4: 1)
 
قديم 13 - 02 - 2017, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 16180 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,370,923

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العطاء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العطاء
في ليلة مطيرة باردة، في إحدى الولايات الأمريكية، لاحظ رجل البوليس طفلاً فقيرًا يقف أمام “فاترينة” لمحل البيتزا، يتطلع إلى الفطائر الساخنة، وهو يرتجف من البرد القارس، وبمشاعر مسيحية رقيقة عرف هذا الشرطي من الطفل المسكين أنه لم يأكل منذ يومين هو وأخوته الصغار بالمنزل
!!
بسرعة اشترى الشرطي للطفل فطيرتين، ثم قام بتوصيله لبيته وبسيارته، والطفل يتطلع طوال الطريق في وجه الشرطي.
وعند البيت سأل الشرطي هذا الطفل إن كان مسرورًا أم لاً
...
فأجابه الطفل:
أنا سعيد لأني رأيت اليوم الله المحب الذي سمعت عنه
!!
أحبائي
..
إننا نعيش أيام أخيره صعبة، فيها الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم. لكن يوجد مسيحيون حقيقيون يطلبون ما هو للآخرين. إنها فضيلة مسيحية؛ اسمها العطاء
!
*
الأنانية تمنع العطاء
يومًا من الأيام ذهب رجال داود لرجل اسمه نابال، طالبين منه بعض الطعام، وقد عمل الأخير وليمة كبيرة، ورغم أن عبيد نابال شهدوا عن رجال داود قائلين :
«وَالرِّجَالُ مُحْسِنُونَ إِلَيْنَا جِدًّا،»
(1صموئيل25: 15)
أي أصحاب فضل عليهم وعلى نابال، لكن نابال، رفض وثار على رجال داود، وقال:
«أَآخُذُ خُبْزِي وَمَائِي وَذَبِيحِيَ الَّذِي ذَبَحْتُ لِجَازِّيَّ وَأُعْطِيهِ لِقَوْمٍ لاَ أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُمْ؟».
كان نابال أحمق، قاسيًا، رديء الأعمال
(1صموئيل25: 3).
ولقد حولته خطيته الى كائن أناني يعيش لنفسه، لا يعرف العطاء، وانتهت حياته الشهوانية والأنانية بأن الرب ضربه فمات.
*
أعظم مثال في العطاء
«متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال:
«..مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ»
(أعمال20: 35).
لم يكن هذا مجرد شعار رفعه الرب يسوع، لكنه أسلوب حياة عاشها له كل المجد. فهو بحق نبع للعطاء الدائم، فلقد أعطى نفسه :
«الَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الْجَمِيعِ،..»
(1تيموثاوس2: 6)،
ويعطي خرافه حياة أبدية :
«وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً،»
(يوحنا10: 28).
ويعطي ارتواء للقلب مجانًا :
« أَنَا أُعْطِي الْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ الْحَيَاةِ مَجَّانًا.»
(رؤيا21: 6)،
بل ويعطي سلامه لكل من يؤمن به :
«سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ.»
(يوحنا14: 27).
والعجيب أن عطاءه دائمًا لمن لا يستحق!
سيدي علمنى حياتك والتي مغبوط عندها العطاء أكثر من الأخذ.
*
الإيمان المسيحي يُعلم العطاء
بينما تحوّل الخطية صاحبها إلى سجن الأنانية، يصاحب الإيمان المسيحي فيض إلهي بالعطاء السخي، فها هو زكا بقبوله للمسيح مخلصًا وفاديًا، يبرهن على إيمانه بالعطاء، فيقول :
«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»
فصادق الرب على التغيير الحقيقي لزكا قائلاً :
«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، »
(لوقا19: 8، 9).
نعم الإيمان بالمسيح يحوِّل اللص إلى معطاء للآخرين :
«لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ.»
(أفسس4: 28).
والأجمل أن المؤمن يتعلم أن يعطى ليس رغبةً منه في المزيد من ثواب الله (!!)، بل هو شعور عميق بالجميل والعرفان للرب، عملاً بالمبدإ الكتابي المسيحي :
«نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً.»
(1يوحنا4: 19).
*
أنواع العطاء
لا يمكن هنا سرد كل أنواع العطاء... لكن نذكر بعضًا:
-1-
تقديم الكيان للرب :
«بَلْ أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ، »
(2كورنثوس8: 5).
-2-

تقديم أنفسنا لخدمة الآخرين بسرور، وهذا ما قاله الرسول بولس للمؤمنين :
«كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا»
(1تسالونيكي2: 8).
-3-

المال لعمل الرب :
« ثُمَّ جَاءَ كُلُّ مَنْ أَنْهَضَهُ قَلْبُهُ، وَكُلُّ مَنْ سَمَّحَتْهُ رُوحُهُ. جَاءُوا بِتَقْدِمَةِ الرَّبِّ لِعَمَلِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَلِكُلِّ خِدْمَتِهَا »
(خروج35: 21).
-4-

المشاركة في احتياجات الآخرين :
«وَلكِنْ لاَ تَنْسَوْا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هذِهِ يُسَرُّ اللهُ.»
(عبرانيين13: 16).
لقد قدَّم الغلام الصغير كل طعامه الخاص به للرب، الخمسة أرغفه والسمكتين، فكانت هذه سبب شبع للآلاف. والرب لا يهمه كم نعطي لكن يهمه القلب المعطى. ولقد امتدح ربنا الأرملة مع أنها قدَّمت فلسين فقط، لأنها أعطت من أعوازها
(لوقا21: 4).
نعم أحبائي
«الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ.»
(2كورنثوس9: 7).
*
مكافآت العطاء
رغم أن المسيحي التقي لا يعطي بهدف المكافأه، لكن الله الأمين والعظيم لا ينسى تعب وسخاء أتقياؤه :
«لأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَتَعَبَ الْمَحَبَّةِ الَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ اسْمِهِ، إِذْ قَدْ خَدَمْتُمُ الْقِدِّيسِينَ وَتَخْدِمُونَهُمْ.»
(عبرانيين6: 10).
يوجد مكافآت إلهية للعطاء هنا في الزمان الحاضر، وفي الأبدية أيضًا.
في هذا الزمان يجد المعطي تعويضات من يد الرب السخية :
«أَعْطُوا تُعْطَوْا، كَيْلاً جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِي أَحْضَانِكُمْ»
(لوقا6: 38).
وأمام كرسي المسيح ستكون المكافأة الأعظم، قال بولس عن أنسيفورس الذي قدم له الكثير وقت سجنه :
«لأَنَّهُ مِرَارًا كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي،... لِيُعْطِهِ الرَّبُّ أَنْ يَجِدَ رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ.»
(2تيموثاوس1: 16-18)
بمعنى مكافأةً لأنسيفورس يوم وقوفه أمام كرسي المسيح.
*
نصائح عن العطاء
تحرِّضنا كلمة الله على العطاء لمجد الرب وإليك بعض النصائح:
-1-
بسرور:
« لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ.»
(2كورنثوس9: 7).
-2-

بسخاء:
«هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ.»
(2كورنثوس9: 6).
-3-
في الخفاء:
«وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ، .. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.»
(متى6: 3- 4).
-4-
للجميع:
«فَإِذًا حَسْبَمَا لَنَا فُرْصَةٌ فَلْنَعْمَلِ الْخَيْرَ لِلْجَمِيعِ، وَلاَ سِيَّمَا لأَهْلِ الإِيمَانِ.»
(غلاطية6: 10).
أحبائي... لا ننسى أننا قد أخذنا الكثير والكثير جدًا من الرب، روحيًا وماديًا وأبديًا؛ وحينما نعطي للرب فإننا نعطيه مما له :
«لأَنَّ مِنْكَ الْجَمِيعَ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ.»
(1أخبار29: 14).
لنتعلم أن نكرم الرب لا أن نسلب حقه في العطاء.
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
الرب يسوع يحبك ...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025