23 - 05 - 2024, 12:58 PM | رقم المشاركة : ( 161311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ المطوبون والخائنون لإمام المغنين . مزمور لداود "طوبى للذى ينظر إلى المسكين..." (ع1) مقدمة: كاتبه هو داود النبي. متى كتب ؟ أثناء ثورة أبشالوم على أبيه داود. ويبدو أن داود كان مريضًا، وساعد مرضه على خيانة أبشالوم له، إذ اهتزت إدارة الأمور في البلاد، واستغلها أبشالوم ليستميل الناس إليه، ويقوم بثورة ضد أبيه. ويتحدث المزمور عن أخيتوفل الخائن لداود. يدعو هذا المزمور إلى الاهتمام بالمساكين. هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم عن مقاومة الأشرار للمسيح، وآلام المسيح، وخيانة يهوذا، وقيامة المسيح. وقد استشهد المسيح بهذا المزمور عند كلامه عن خيانة يهوذا (يو13: 18)، وكذلك أيضًا بطرس الرسول استشهد به (أع1: 16). يوجد تشابه بين هذا المزمور والمزمور الأول، إذ يتحدث الإثنان عن مقاومة الأشرار للمسيح، أو مقاومتهم للأبرار، ونصرة الأبرار في النهاية. يعتبر المزمور مرثاة شخصية داود. كان يردد هذا المزمور في الهيكل، لهذا فهو من المزامير الليتورجية. هذا المزمور هو آخر مزمور في القسم الأول من المزامير (مز1-41)، بحسب تقسيم اليهود، الذين قسموا المزامير إلى خمسة أقسام. وينتهى هذا المزمور مثل نهاية الأربعة أقسام بكلمة آمين في آخر آية منه. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الساعة الثالثة. (1) بركات الله للرحوم (ع1-3): ع1: طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ. فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. المسكين هو المحتاج والفقير ماديًا، أوالمريض. وهو أيضًا المتضع المحتمل آلام، أو ضيق من أجل الله، وكذلك هو المحتاج روحيًا، أي يحتاج لكلمة الله ومن يساعده للاقتراب إلى الله. بالإضافة إلى أنه يشير إلى داود نفسه، الذي اتضع أمام الله، وكان أيضًا مريضًا، وقام ابنه أبشالوم عليه بثورة. وأخيرًا فإن هذا المسكين هو المسيح نفسه، الذي اتضع بتجسده ليخلصنا من خطايانا. من ينظر، أو يتعطف، أو يشفق على المسكين يكافئه الله، بأن ينجيه في يوم الشر. ويقصد بيوم الشر يوم الضيقة، وأيضًا يوم الدينونة الأخير. فالله ينجيه من المتاعب والعقوبة ويسنده، ويباركه ببركات لا يعبر عنها. ع2: الرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. يغتبط: يفرح ويُسر. مرام: مراد، أو غرض. يذكر في هذه الآية بركات الله لمن يرحم المسكين، فيحفظه الله من كل شر، أي يبعد الشر عنه، وحتى لو أحاط الشر به لا يؤذيه، لأن الله يحميه، إذ عمل رحمة مع من في ضيقة، فالله في ضيقته ينقذه من كل شر. ويحفظه أيضًا في يوم الدينونة، إذ يغفر خطاياه، ويمتعه بالملكوت. والله يهبه الحياة الروحية هنا على الأرض، فيتمتع بعشرة المسيح، بالإضافة إلى أنه ينال الحياة الأبدية المملوءة مجدًا. بالإضافة لحفظ الله له، ونواله الحياة، يعطى الله الفرح أيضًا للمسكين على الأرض، رغم وجود أحزان كثيرة محيطة به، ولكن يحفظ الله له سلامه الداخلي، وفرح قلبه، وتمتعه بعشرة الله. أعداء الإنسان هم الشياطين، وكل الأشرار التابعين للشياطين، هؤلاء يريدون أن يسيئوا، بل ويهلكوا المسكين المتكل على الله، ولكنهم لا يقدرون، لأن الله يحميه، ولا يعطى لأعدائه فرصة أن يؤذونه. ع3: الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. يعضده: يسانده. مضجعه: سريره. من بركات العطف على الفقراء، أن الله يسند الرحيم إذا تعرض لأحد الأمراض فيشفيه، ويحول ضعفه الجسدي إلى قوة. أيضًا من بركات الله للرحيم أن يسنده في ضعفاته الروحية، فيقويه. وينميه روحيًا، وهذه التقوية تكون إما بشفاء الجسد وراحته الصحية، أو العكس، تعرض الرحيم لضيقات فلا ينغمس في الراحة الجسدية، بل يرفع قلبه إلى الله، فيتقوى روحيًا، بالإضافة إلى أن الله يهب هذا الرحيم مضجعًا ممهدًا، ليس فقط في الأرض، بل أيضًا في السماء، أي يعطيه راحة أبدية. † اهتم أن تشعر بمن حولك، وتتعاطف مع احتايجاتهم وتشجعهم، وتخدمهم، واثقًا أن من يرحم غيره يرحمه الله. فعلى قدر ما تنشغل براحة الآخرين يريحك الله، فتتمتع بعشرته. (2) خيانة المرائين (ع4-9): ع4: أَنَا قُلْتُ: «يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ». يعلن داود حاجته لرحمة الله، وأنه مريض ويحتاج للشفاء الإلهي، بل يعلن أن سبب أمراضه هي خطيته، فيطلب غفران الله. كل هذا يبين توبة داود واتضاعه. إن داود يطلب الشفاء الروحي لنفسه، فهو الأهم من الشفاء الجسدي، فغفران الخطية، وتنقية قلبه هي الرحمة الإلهية التي يطلبها. وبهذا يستطيع أن يشعر بالله، ويحيا معه، بل ويصل إلى الأبدية. فمن يرحم غيره ينال مراحم الله، بشرط أن يكون تائبًا، ومهتمًا بخلاص نفسه، ولكن الشرير إذا قدم صدقة لا يكفى ذلك لخلاصه، مثل الهراطقة الذين إذا قدموا صدقات من أجل مجد الناس لا تفيدهم شيئًا، ويموتون بخطاياهم. ع5: أَعْدَائِي يَتَقَاوَلُونَ عَلَيَّ بِشَرّ: «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟» بدأ داود في الآية السابقة بإعلان ضعفه وحاجته للغفران في اتضاع واضح، ثم بعد هذا أعلن قسوة أعدائه، الذين يتكلمون عليه بكلام شرير، قاصدين منه إهلاكه، وإبادته، فهو يعانى من شر أعدائه، ولكنه ينسب سبب معاناته أولًا إلى خطاياه وضعفه، ثم يضيف فيشتكى من قسوة أعدائه، أي أنه يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره، ويميل إلى التوبة وليس إدانة الآخرين. إن مشورة أخيتوفل ضد داود وكل كلام الأشرار لإهلاكه كان رمزًا لما حدث مع المسيح وخيانة يهوذا له، عندما اتفق مع كهنة اليهود، فقبضوا عليه وصلبوه، وحاولوا أن يبيدوا اسمه، ولكن المسيح قام، وبشر الرسل به في المسكونة كلها (أع4: 31). ع6-8: وَإِنْ دَخَلَ لِيَرَانِي يَتَكَلَّمُ بِالْكَذِبِ. قَلْبُهُ يَجْمَعُ لِنَفْسِهِ إِثْمًا. يَخْرُجُ. فِي الْخَارِجِ يَتَكَلَّمُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يَتَنَاجَوْنَ مَعًا عَلَيَّ. عَلَيَّ تَفَكَّرُوا بِأَذِيَّتِي. يَقُولُونَ: «أَمْرٌ رَدِيءٌ قَدِ انْسَكَبَ عَلَيْهِ. حَيْثُ اضْطَجَعَ لاَ يَعُودُ يَقُومُ». من أصعب الأمور أن يظهر الأعداء في شكل أحباء، كما حدث مع أخيتوفل الذي كان مشيرًا لداود، وبالطبع رآه في مرضه وضعفه، ولكن الأحداث التالية أظهرت أن له علاقة قوية بأبشالوم، فكان يرى ضعف داود ويبلغ أبشالوم، وعندما ثار أبشالوم على أبيه انضم إليه أخيتوفل، وحاول إهلاك داود، ولكن الله أنقذه. وكذلك يهوذا التصق بالمسيح مثل باقي التلاميذ، وأكل معه، ولكنه خرج ليتمم مؤامرته، ويبلغ اليهود، ويقبض على المسيح. فكلا هذين الخائنين؛ أخيتوفل ويهوذا تكلما بالكذب، أي كلام ضد المحبة، وهو محاولة لإهلاك داود والمسيح، ودبرا المؤامرات ضدهما. كل أحباء داود الذين خدعوه وانضموا إلى أبشالوم، تشاوروا كيف يهلكون داود. وكذلك الكهنة والكتبة والفريسيين حاولوا اصطياد المسيح بكلمة ففشلوا، وكان غرضهم التخلص من المسيح، فصلبوه ومات ولكنه قام في اليوم الثالث. تمم الذين خانوا داود مؤامراتهم، وهجم أبشالوم بجيش عظيم لإهلاك داود، وقالوا في أنفسهم أن داود قد انسكب عليه أمر ردئ، وسيموت، ولن يقوم. ولكن الله بدد مشورتهم فمات أبشالوم ونجى داود. وهكذا أيضًا تمم كهنة اليهود مؤامراتهم، وصلبوا المسيح، وظنوا بهذا أنه قد انسكب على المسيح أمر ردئ، وأنهم قد تخلصوا منه ولن يقوم، ولكنهم فوجئوا بقيامته في اليوم الثالث. استخدم داود كلمة اضطجع، أي نام؛ ليعلن إمكانية قيامته من الموت، وهذا ما تممه المسيح عندما أقام نفسه من الموت سريعًا، كالنائم الذي قام من نومه، وكما أعلن المسيح عندما أقام ابنة يايرس فقال أنها نائمة (مت9: 24)، وكذلك لعازر قبل أن يقيمه (يو11: 11). ونحن أيضًا سنقوم في القيامة كمن هو نائم وقام من نومه. ع9: أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ! يتكلم داود عمن خانوه، ويقصد أخيتوفل، أو أي عبد من مشيرى داود الذين عاشوا معه سنوات كثيرة، وأكرمهم، ثم انقلبوا عليه، وانضموا إلى أبشالوم، وطردوا داود من مملكته، وحاولوا قتله. وهو في نفس الوقت يتكلم بروح النبوة عن يهوذا الإسخريوطى الذي كان من تلاميذ المسيح، وخانه، وسلمه لليهود، فيصف داود هذا الخائن بما يلي: أ - إنسان سلامته: أي عاش في سلام معه، وكان من المقربين إليه. حتى أن يهوذا عند تسليمه للمسيح قبله، أي كان بينه وبين المسيح علاقة ودية شديدة. ب - وثقت به: كان أخيتوفل من كبار مشيرى داود، وكذلك سلم المسيح الصندوق ليهوذا، وهذا يبين ثقة المسيح في يهوذا، أن يأتمنه على الأموال. حـ- أكل خبزى: كان أخيتوفل مقربًا لداود جدًا، وكذلك كان يهوذا من الإثنى عشر تلميذًا، وكلاهما كان يأكل على مائدة سيده. والمسيح غمس خبزًا في الصحفة وأعطى يهوذا دونًا عن باقي التلاميذ، أي كان مميزًا. هذه الصفات الثلاثة تؤكد محبة السيد لهذا الخائن، وبالتالي تزيد جرم وشناعة الخيانة. هذا الخائن قال عنه داود "رفع علىَّ عقبه" -أي قدمه- ليدوسنى، ويسحقنى، فمشورة أخيتوفل كانت تبغى قتل داود، وهو مطرود، ومجهد. أما يهوذا فخيانته أدت إلى صلب المسيح وموته، بل وباعه بمبلغ ضئيل. كل هذا يبين بشاعة الشر الذي في قلب الخائن. † ليتك تقدر محبة الآخرين، وترد على محبتهم بمحبة أكبر، ولا تتصرف نتيجة ضغوط تمر بك، فتسئ إلى غيرك، خاصة من المقربين، لئلا تصير خائنًا للحب مثل يهوذا. (3) نصرة الله لأولاده (ع10-13): ع10: أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَارْحَمْنِي وَأَقِمْنِي، فَأُجَازِيَهُمْ. يطلب داود من الله أن يرحمه، أي ينقذه من مؤامرة الأشرار، والخونة، ويشفيه من مرضه، وهذا إعلان لاتضاع داود، وحاجته لرحمة الله ومعونته. وهي نبوة عن المسيح، الذي باتضاع تجسد، وطلب من الآب أن يرحمه، أي يسند اللاهوت الناسوت في إتمام الفداء. يطلب داود أن يقيمه الله، فيجازى الأشرار، ويعلى ويثبت العدل في المملكة، فهو لا يبغى الانتقام من الأشرار، ولكن تثبيت العدل، إذ هو كملك مسئول عن ثبات العدل في مملكته. وهي نبوة عن المسيح الذي يطلب من الآب أن يقيمه، أي يقيم اللاهوت الناسوت، ويجازى الشيطان الذي قيده بالصليب، ويلقيه في العذاب الأبدي في نهاية الأيام. وكل من يصر على الشر يلقى أيضًا في الجحيم؛ لرفضه التوبة. كما جازى المسيح اليهود الذين رفضوا الإيمان به، فلم يعودوا شعبه، ودمر مدينتهم بيد الرومان عام 70 م، وقتل منهم الكثيرين. ع11: بِهذَا عَلِمْتُ أَنَّكَ سُرِرْتَ بِي، أَنَّهُ لَمْ يَهْتِفْ عَلَيَّ عَدُوِّي. فرح داود أن الله سر به، فلم ينتصر ويهتف عليه شاول الملك، ولا أبشالوم، إذ مات الإثنان ونجى الله داود من أيديهما، بل من كل أعداء داود من البلاد المحيطة به، وانتصر داود، واستولى على بلادهم. أعلن الآب أن المسيح هو ابنه الحبيب، وسر به عندما تعمد في نهر الأردن. ولم يستطع الشيطان أن يسقطه في التجربة على الجبل، بل انتصر عليه المسيح. وكذلك على الصليب اشتم الآب ذبيحته رائحة ذكية، ولم يستطع الشيطان أن يقبض على روحه بعد موته، بل على العكس قبض المسيح على الشيطان، وقيده منتصرًا عليه. ع12: أَمَّا أَنَا فَبِكَمَالِي دَعَمْتَنِي، وَأَقَمْتَنِي قُدَّامَكَ إِلَى الأَبَدِ. ينسب داود الكمال الذي يحيا فيه إلى الله، فهو نعمة وهبت له أن يسير في طريق الكمال، ويشكر الله على هذا، خاصة وأنه احتفظ بكماله وسط ظروف صعبة، مثل عداوة شاول وأبشالوم له. ويشكر الله أيضًا أنه أقامه من خطيته، وثبته في طريق الكمال، والنقاوة، والمحبة التي سيحيا فيها إلى الأبد، أي ليس في هذا العالم الحاضر فقط، بل يعلن رجاءه في الأبدية، التي يظل قائمًا فيها أمام الله في هذا الكمال. تنطبق هذه الآية على المسيح الذي عاش كاملًا وهو في الجسد، وقال "من منكم يبكتنى على خطية" (يو8: 46). ثم قام من الأموات وأقام البشرية فيه لتملك معه إلى الأبد في الملكوت. ع13: مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ، مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. آمِينَ فَآمِينَ. يختم داود المزمور بتمجيد الله إله إسرائيل، المستحق كل إكرام من الأزل وإلى الأبد، متناسيًا كل آلامه، ثم يطلب منه أن يستجيب بكل طلباته في هذا المزمور، وتأكيد ذلك بقوله آمين ثم آمين. هناك رأى أن هذه الآية أضافها أحد شيوخ اليهود في نهاية المزمور الأخير من كل قسم من أقسام المزامير الأربع الأول، أما القسم الخامس والأخير من المزامير فلم تُزد هذه الآية؛ لأن المزامير الأخيرة كلها تمجيد لله (أنظر مقدمة سفر المزامير). † إن الله مساند لك، فتقدم في حياتك الروحية وخدمتك، ولا تنزعج من حروب الشيطان؛ لأن الله قادر أن ينصرك عليها. وهو قادر أيضًا أن يجملك بفضائل كثيرة، ثم يهبك سعادة الأبدية. المزمور الثَّانِي وَالأَرْبَعُونَ حنين إلى الله لإمام المغنين - قصيدة لبني قورح "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه .." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه : أ - يرى البعض أنهم بنو قورح الذين لم يموتوا مع قورح في تذمره على الكهنوت (عد26: 11)، خاصة وأن بعضهم تعرض للنفى عند نهر الأردن، كما ذكر في (ع6). وكاتب هذا المزمور تعود أن يقود الصاعدين إلى الهيكل في الترنيم (ع4). ب- داود هو كاتبه وبنو قورح هم الذين لحنوه، وهذا هو الرأى الأرجح، بدليل أن كاتب المزمور يتكلم بصيغة المفرد، ويذكر كلمة "نفسى" كما في (ع1، 2). والأماكن المذكورة في (ع6) كان داود منفيًا فيها أثناء مطاردة شاول الملك له، ويظن أن داود كتب هذا المزمور عندما طرده أبشالوم من مملكته. 2. هذا المزمور يبين أشواق الإنسان إلى هيكل الله، والوجود مع الله، وتألمه لابتعاده عن العبادة الجماعية في الهيكل، إذ يشعر أن الله وحده هو القادر أن يروى عطش نفسه. 3. هذا المزمور مرتبط بالمزمور الذي يليه في موضوعه، لدرجة أن بعض الدارسين ظنوا أن المزموران قصيدة واحدة، خاصة وأن القسم الأول والقسم الثاني في هذا المزمور ينتهى كل منهما بنفس الآية، وهي نفسها أيضًا التي تنتهي بها مز43 (مز42: 5، مز43: 5) وبالتالي اعتبرت كقرار يتكرر في هذه القصيدة الواحدة، التي تعتبر مرثاة شخصية، تعبر عن آلام الماضى والحاضر والمستقبل التي يعانى منها الكاتب. 4. المزامير الثمانية من مز42 - مز49 هى من وضع، أو تلحين بنى قورح. 5. هذا المزمور قد يكون نبوة عن أحزان المسبيين في بابل، ويشتاقون للرجوع إلى أورشليم، كما أنها نبوة عن أشواق المؤمنين في العهد القديم إلى كنيسة المسيح في العهد الجديد، وتمثل كل المؤمنين المتغربين على الأرض، والمشتاقين إلى أورشليم السماوية، أي ملكوت السموات. 6. هذا المزمور هو المزمور الأول من القسم الثاني بحسب تقسيم اليهود والذي يبدأ بهذا المزمور وينتهى بالمزمور 72. 7. هذا المزمور غير موجود بالأجبية. (1) أشواق وأنين (ع1-5): ع1: كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ، هكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ. الأيل: تيس الماعز الجبلى ويشبه الغزال. الأيل سريع الحركة ويهاجم الثعابين ويقتلها ويأكلها، فتجعل جوفه حارًا، ويحتاج إلى شرب مياه كثيرة، وإن لم يشرب يتعرض للهلاك، فالإيل يشتهى شرب الماء كثيرًا. كما أن الإيل يتميز بالميل لشرب الماء، هكذا يشعر كاتب المزمور أن نفسه مشتاقة إلى الله، ولا تستطيع أن تحيا بدونه، بل ستهلك إن لم تجده. ع2: عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ، إِلَى الإِلهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ ؟ يشعر كاتب المزمور أنه مشتاق إلى الله، ولا يمكن أن يحيا الإنسان دون أن يشرب. فهو في عطش روحي إلى الله، ويصف الله بأنه حى تمييزًا له عن الآلهة الوثنية الميتة، فهي أصنام لا تتحرك، فالله مصدر الحياة. اشتياق كاتب المزمور ليس أن يصلى إلى الله في أي مكان، بل يتراءى أمامه، أي في هيكله الذي في أورشليم؛ لأن الكاتب متغرب عن أورشليم. فهذا يبين أهمية الصلاة في الكنيسة؛ بالإضافة إلى الصلاة في كل مكان. ع3: صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزًا نَهَارًا وَلَيْلًا إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلهُكَ؟». عيَّر الأعداء كاتب المزمور بأن إلهه قد تركه، إذ هو متغرب عن أورشليم، ومطرود ومنفى، فهو في ضيقة والله لم ينجده. فهم يشككونه في وجود إلهه، أو قوة إلهه في قدرته على إنقاذه. لم يهتز إيمان كاتب المزمور، بل استمر في صلواته نهارًا وليلًا، وكانت صلواته من قلبه، فامتزجت بدموعه التي تعبر عن أشواقه لله، وحزنه من أجل الضيقة التي يعانى منها. فامتزجت الأشواق والأحزان بشكل عجيب معًا، بل وامتزجت مع إيمانه أيضًا، فاستمرت صلواته. وهذه الصلوات لم ينشغل عنها بالكلام مع الناس، أو أعمال الحياة التي تتم في النهار، ولم تتوقف أيضًا بالنوم أثناء الليل. بل إن أشواق قلبه استمرت، وغطت كل شيء في النهار والليل. ومن فرط شعوره بأهمية الصلاة والدموع صارت ضرورية لحياته مثل الخبز، فلا يستطيع أن يستغى عنها. وقال "خبزى" وليس مائى، فمن يأكل خبزًا وهو عطشان يزداد عطشه، كذلك كلما استمرت صلواته ودموعه، يزداد اشتياقه نحو الله. ع4: هذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ: لأَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ مَعَ الْجُمَّاعِ، أَتَدَرَّجُ مَعَهُمْ إِلَى بَيْتِ اللهِ بِصَوْتِ تَرَنُّمٍ وَحَمْدٍ، جُمْهُورٌ مُعَيِّدٌ. أسكب نفسي على: اتأمل وأتعمق في نفسي وأصلى بحرارة ودموع. أتدرج: أصعد درج الجبال المؤدية إلى الهيكل. الجماع: جماعة العابدين. عندما عيره أعداؤه زادوا أحزانه الحاضرة، فتذكر الأيام الماضية التي تمتع فيها بالوجود في هيكل الله. ولم يتذكرها بإحساس الحرمان واليأس، بل برجاء أنه سيعود ويتمتع بها. فإن كانت هناك أحزان في الحاضر، ولكن تمتعه الماضى حرك فيه أشواق المستقبل للتمتع بالعبادة في هيكل الله. عندما تذكر الأفراح الماضية سكب نفسه على نفسه، فلم يغتظ من أعدائه الذين طردوه، بل تحول إلى التأمل والصلاة بعمق في داخله، ففرح ببركات الله الماضية، واشتاق إليها، فصارت صلواته مشبعة لنفسه. تذكر الكاتب عندما كان يصعد الجبل مع جماعة المؤمنين للعبادة في هيكل الله، فكان يقودهم في ترانيم جميلة لعلها مزامير المصاعد (مز120-134). ع5: لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ ارْتَجِي اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، لأَجْلِ خَلاَصِ وَجْهِهِ. يعاتب داود، أو كاتب المزمور نفسه لأنها انحنت، أو انكسرت وضعفت أمام تعيير الأعداء، الذين قالوا لها "أين إلهك". بل من كثرة الضيق صارت تئن وتتوجع، وهذا لا يتفق مع الإيمان والرجاء في الله، فلابد أن تحتمل النفس الضيقة برضا وثبات في الإيمان، فالمشكلة في نفسه بسبب ضعف إيمانها، فلو كانت ثابتة في الإيمان، لما ضعفت أمام تعييرات الأعداء. ينادى نفسه أن تترجى الله، ويكشف داود عن الجانب الحلو في داخله الذي يتصارع مع الأنين، فيقول إنى مازلت أحمد الله وأشكره على كل ما يسمح به لى، حتى لو كان ضيقًا. وأنا أرى وجه الله، فأرى خلاصى الذي لابد وأن يتم، وتنتهي هذه الضيقة، بل انشغالى بخلاصى الروحي يرفعنى فوق أتعاب الضيقة فأنساها. † جيد أن تراجع نفسك كل يوم لتكتشف ضعفاتك، وتسترجع إيمانك، ومبادئك الروحية؛ لتعود إلى الله بالتوبة، وتنهض نفسك، لتحيا مع الله، وتتمتع بعشرته. (2) ضيق ورجاء (ع6-11): ع6: يَا إِلهِي، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ، لِذلِكَ أَذْكُرُكَ مِنْ أَرْضِ الأُرْدُنِّ وَجِبَالِ حَرْمُونَ، مِنْ جَبَلِ مِصْعَرَ. جبال حرمون: جبال تمتد من الشمال نحو الجنوب وبها منابع نهر الأردن، وتسمى الجبال "سريون" (تث3: 9؛ مز29: 6) أو "سنير" (تث3: 9) أو "سيئون" (تث4: 48). وهي جبال عالية ارتفاعها تسعة آلاف ومئتين قدمًا فوق سطح البحر، ولها ثلاثة قمم. وهذه الجبال تقع شمال فلسطين، حيث يسكن سبط دان، وكانت قديمًا ملك عوج ملك باشان. جبل مصعر: أحد قمم جبال حرمون. إذ وجد داود نفسه ما زالت منحنية في داخله، عالجها بالتجائها إلى الله، فذكر الله في غربته التي كانت عند منابع نهر الأردن، وجبال حرمون، وجبل مصعر. وبذكره الله بدأ يستعيد قوة إيمانه، وينتعش الرجاء في داخله. ولأنه كان في ضيق كان متضعًا عندما صلى إلى الله، فنال نعمة إلهية، ومساندة روحية. ع7: غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا عِنْدَ صَوْتِ مَيَازِيبِكَ. كُلُّ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ طَمَتْ عَلَيَّ. غمر: مياه عميقة تغطى كل من يدخل إليها. ميازيبك: شلالاتك. لججك: أمواجك. طمت: غطت. كان داود في غربته عند منابع نهر الأردن، ورأى المياه الغامرة تتوالى وهي تنزل من على جبال حرمون، حيث يذوب الثلج، وتنساب المياه بقوة، بل كان يسمع صوت الشلالات القوى، ورأى الأمواج تتلاطم، وتغطى كل شيء في طريقها. فتأمل فيها ورأى أنه في ضيقته هذه كأن نفسه وسط نهر الأردن، وهذه المياه والتيارات والأمواج تأتى عليه، فشعر أنها تعبر عما يعانيه في ضيقته. من الجميل أن يشعر داود أن كل ما يحدث معه بتدبير إلهى، فقبله من يد الله في خضوع، وفى نفس الوقت كان له رجاء ثابت أن الله سيرفع عنه كل ما يعانيه أثناء ضيقته. ع8: بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ، وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلهِ حَيَاتِي. يشعر داود أنه يتمتع طوال النهار برحمة الله، التي يوصى ملائكته أن يفيضوا بها على البشر، وخاصة أولاده؛ لذا يشكر الله على رحمته، أما في الليل حين ينام الناس، وتهدأ الحياة، يتفرغ داود لتسبيح الله الذي تعلق قلبه به، حتى شعر أن الله حياته، فيظل طوال الليل يسبح الله، كما قال الآباء "الليل مفروز للصلاة". فداود يصلى لله نهارًا وليلًا؛ لأنه حياته، فهو في النهار ينتظر رحمته، وفى الليل يسبحه على هذه المراحم. الليل يرمز للحياة التي نحياها على الأرض؛ إذ هي ظلمة إذا قيست بالأبدية، حيث لا نرى الله، إلا كما في مرآة كما قال بولس الرسول (2 كو3: 18). وفى هذا الليل يسبح داود طوال حياته. أما النهار الذي يرمز للأبدية، فينال فيها داود مراحم الله، الذي يوصى ملائكته أن يمتعوا حياته بها. النهار يرمز أيضًا للحياة في نور الله، فيعضد الله أولاده بمراحمه في جهادهم ليكملوه، وهذه المراحم مستمرة طوال النهار. أما الليل فيرمز لحروب إبليس الذي يريد أن يسقطنا في الخطية، والتي أثنائها لا نرى الله، كما في وقت النهار، ولكننا لا نوقف تسبيحنا لله؛ لأنه حياتنا الذي لا نستطيع أن نحيا بدونه. ع9: أَقُولُ للهِ صَخْرَتِي: «لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟». إن داود المتمتع بعشرة الله في النهار والليل، يثق أن الله صخرته، وسنده القوى القادر أن ينقذه، ولكنه يعانى في الضيقة من آلام، يعبر عنها بقوله لماذا نسيتنى ولماذا أحزن من تعييرات عدوى. هو ليس يائسًا، أو متشككًا في مساندة الله له، لكنه يعبر عن آلامه الشديدة، كما عبر المسيح على الصليب عن عمق آلامه بقوله "إلهى إلهي لماذا تركتنى" (مت27: 46). ع10، 11: بِسَحْق فِي عِظَامِي عَيَّرَنِي مُضَايِقِيَّ، بِقَوْلِهِمْ لِي كُلَّ يَوْمٍ: «أَيْنَ إِلهُكَ؟». لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي. تعييرات أعداء داود كانت شديدة جدًا أثناء ضيقته، وشككوه بأن الله تركه؛ لأنه شرير، حتى أن روحه انسحقت في داخله، وعبر عن ذلك بقوله أن عظامه قد انسحقت؛ لأن العظام هي الجزء القوى الذي يعطى للجسد تماسكًا وصلابة، خاصة وأن الأعداء استمروا يعيرونه، فظل السحق مستمرًا في العظام. ولكنه ما زال رجاؤه قويًا في الله؛ لأنه نادى نفسه المنحنية، والمنكسرة داخله ألا تئن، بل تترجى الله، كما سبق وشرحنا الآية في (ع5). † لا تجعل الضيقات تعطلك عن الله، بل استمر في صلواتك وتسبيحك له، واثقًا من محبته لك، وقربه منك، وأنه سيتدخل في الوقت المناسب بقوة عظيمة. المزمور الثَّالِثُ وَالأَرْبَعُونَ استغاثة واشتياقات "اقض لي يا رب وخاصم مخاصمتي..." (ع1) مقدمة: يرى معظم الدارسين للكتاب المقدس أن هذا المزمور هو استكمال للمزمور السابق، أي أن المزمورين كانا مزمورًا واحدًا، وتم تقسيمه. هذا المزمور لابد أن يكون كتبه داود؛ لانه قبل داود لم تكن خيمة الاجتماع في أورشليم، ولم يكن هناك مسكنين لله "مساكنك" (ع3)، وبعد داود، أى في عهد سليمان كان هيكلًا واحدًا مبنيًا في اورشليم ولم يوجد مسكنين، أو خيمتين. متى قيل؟ عندما رأى يوناثان ابن شاول الشر في قلب أبيه نحو داود، فنبه داود ليهرب؛ حتى لا يصيبه أذى. وقد ذكر هذا الكلام في عنوان هذا المزمور في الترجمة السبعينية. يعبر هذا المزمور عن الآلام التي يتوقعها داود من شاول، ويطلب معونة الله لتنقذه، وتعيده من الأماكن التي هرب إليها؛ ليتمتع بالعبادة في هيكل الله. يعبر هذا المزمور عن مشاعر كل إنسان تحيط به التهديدات والمشاكل، ولكن رجاءه ثابت في الله، واشتياقاته مرتبطة بالكنيسة وأسرارها. إن هذا المزمور نبوة عن المسبيين في السبي البابلي، والذين يحيط بهم الوثنيون، ويشتاقون للرجوع لأورشليم؛ ليتمتعوا بعبادة الله في هيكله. هذا المزمور أيضًا نبوة عن المسيح، الذي أحاط به اليهود محاولين قتله، ولكن كان رجاؤه ثابتًا في أن يتمم فداء البشرية، ويموت عنها، ثم يقوم؛ ليقيمها فيه. هذا المزمور موجود في الأجبية في صلاة الساعة الثالثة؛ لأنه يتكلم عن الروح القدس الذي ينير حياة أولاد الله، ويهديهم إلى عبادته في الكنيسة (ع3، 4). ع1: اِقْضِ لِي يَا اَللهُ، وَخَاصِمْ مُخَاصَمَتِي مَعَ أُمَّةٍ غَيْرِ رَاحِمَةٍ، وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ نَجِّنِي. يستغيث داود بالله العادل؛ ليحكم في الظروف التي يمر بها، وهي هيجان شاول بكل مملكته محاولًا قتل داود، بل يطلب من الله أن يقف خصمًا بدلًا منه أمام شاول الذي يخاصمه؛ ليصد عنه كل شر يحاول شاول أن يوجهه. وطلب داود لقاء الله يبين: أ - ايمان داود بالله المحب والراعى له. ب - استقامة داود، حتى أنه غير خائف من قضاء الله وعدله، فهو مظلوم، ويستغيث بالله. ج - لم يذكر اسم عدوه الذي يظلمه، وهذا يبين لطف الله. فهو لا يريد إلا دفاع الله عنه، وحمايته من الشر الآتي عليه، رغم أنه برئ. هذه الآية تنطبق على المسيح الذي حاول الكتبة والفريسيون أن يصطادوا عليه خطأ، وحاول الكهنة قتله، وهيجوا أمة اليهود عليه؛ حتى صلبوه في النهاية، مستعينين بالتلميذ الخائن الغاش يهوذا الإسخريوطى، الذي هو "إنسان غش وظلم". تنطبق هذه الآية أيضًا على الكنيسة التي يقوم عليها العالم ويضطهدها، ويحاول البعض تملقها بالغش؛ ليصلوا إلى أهداف سيئة. فالكنيسة تطلب أن ينقذها الله من الأشرار، والعالم الشرير المحيط بها. ع2: لأَنَّكَ أَنْتَ إِلهُ حِصْنِي. لِمَاذَا رَفَضْتَنِي؟ لِمَاذَا أَتَمَشَّى حَزِينًا مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟ يؤمن داود أن الله هو حمايته، وحصنه الدائم. فهذا يطمئن قلب داود، ولكنه يتساءل لماذا رفضه الله، إذ بهروبه من شاول ابتعد وحُرم من تقديم العبادة في هيكل الله، وهذا أدى إلى حزن في قلبه. لذا يسال الله "هل أنت نسيتنى؟ أو كيف تتفق حمايتك لى، ومحبتك، مع حرمانك لى من عبادتك في هيكلك؟! وهذا الأمر، أي استبعاد الله لداود وإهماله كان يؤلم قلب داود جدًا؛ لذا كرره في مزامير كثيرة مثل (مز3؛ 10؛ 73). ولكن رغم حزن داود لم يفقد رجاءه، فكان يتمشى، أي كان مستمرًا في حياته وجهاده الروحي، إلى أن يرفع عنه الله هذه الأحزان. ع3: أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. إن نور الله وحقه، أي عدله، هو الروح القدس، الذي ينير حياة داود، ويسنده في ضيقته، إذ هو مظلوم، ويمهد طريقه للرجوع إلى جبل الله المقدس ومساكنه؛ أي خيمة الاجتماع؛ ليتمتع بعبادة الله. وجبل الله هو جبل صهيون، الذي كانت مدينة أورشليم مبنية فوقه. ويقول الكاتب مساكنه؛ لأن في ايام داود كان يوجد لله مسكنين؛ المسكن الأول؛ أو الخيمة الأولى في أورشليم وبها تابوت العهد. والخيمة الثانية في مدينة جبعون، وفيها باقي محتويات الخيمة (1 أى16: 37-39). ويقول داود "يهدياننى ويأتيان بى" لأن داود كان يمشى وهو حزين مواصلًا جهاده، ولكنه غير قادر على الوصول إلى هيكل الله إلا بمعونة الروح القدس. إن النور والحق هما المسيح الذي قال أنا هو الطريق والحق والحياة، وقال أنا هو نور العالم. وبفدائه يصعد البشرية المؤمنة به كلها، للتمتع بالعبادة في كنيسته، ثم بعد هذا يصعدهم إلى أورشليم السماوية إلى ملكوت السموات. إن الأنبياء في العهد القديم ينتظرون المسيا الذي هو النور والحق وليهديهم مع كل البشرية، للتمتع بفدائه، وخلاصه الذي تممه على الصليب. ع4، 5: فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي، وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اَللهُ إِلهِي. لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي. عندما يأتي داود إلى هيكل الله ومذبحه يستطيع أن يتخلص من أحزانه؛ لأنه يتمتع برؤية الله في عبادته، وهذا ما يفرحه ويبهجه. فليس له فرح بالعالم وكل ما فيه، لكن فرحه فقط بالله، والذي يعزى قلبه عن كل ما أحتمله من آلام. وحينئذ يستطيع أن يغنى لله بالعود؛ لأنه كيف يغنى ويفرح بعيدًا عن الله، كما كان يشعر المسبيون في بابل، فقالوا كيف نسبح الرب في ارض غريبة (مز137: 4). يسأل داود نفسه، بعد هذا الرجاء في الفرح بين يدى الله في هيكله؛ ويقول لماذا أنت منحنية يا نفسي وتئنين فىَّ، تمسكى بالله رجائك، الذي سيعوضك عن كل أتعابك (أنظر شرح مز42: 5). † ليتك تنظر إلى المسيح رجائك وفرحك عندما تمر بآية ضيقة، أو أحزان، واعلم انها مؤقتة، وبعدها سيعوضك المسيح بسلام وعزاء يملأ قلبك لا يعبر عنه. تأمل محبته السابقة لك، والتي ستفيض عليك بعد قليل، فتهدأ نفسك وتستريح. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:01 PM | رقم المشاركة : ( 161312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور الْحَادِي وَالأَرْبَعُونَ المطوبون والخائنون لإمام المغنين . مزمور لداود "طوبى للذى ينظر إلى المسكين..." (ع1) مقدمة: كاتبه هو داود النبي. متى كتب ؟ أثناء ثورة أبشالوم على أبيه داود. ويبدو أن داود كان مريضًا، وساعد مرضه على خيانة أبشالوم له، إذ اهتزت إدارة الأمور في البلاد، واستغلها أبشالوم ليستميل الناس إليه، ويقوم بثورة ضد أبيه. ويتحدث المزمور عن أخيتوفل الخائن لداود. يدعو هذا المزمور إلى الاهتمام بالمساكين. هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم عن مقاومة الأشرار للمسيح، وآلام المسيح، وخيانة يهوذا، وقيامة المسيح. وقد استشهد المسيح بهذا المزمور عند كلامه عن خيانة يهوذا (يو13: 18)، وكذلك أيضًا بطرس الرسول استشهد به (أع1: 16). يوجد تشابه بين هذا المزمور والمزمور الأول، إذ يتحدث الإثنان عن مقاومة الأشرار للمسيح، أو مقاومتهم للأبرار، ونصرة الأبرار في النهاية. يعتبر المزمور مرثاة شخصية داود. كان يردد هذا المزمور في الهيكل، لهذا فهو من المزامير الليتورجية. هذا المزمور هو آخر مزمور في القسم الأول من المزامير (مز1-41)، بحسب تقسيم اليهود، الذين قسموا المزامير إلى خمسة أقسام. وينتهى هذا المزمور مثل نهاية الأربعة أقسام بكلمة آمين في آخر آية منه. يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الساعة الثالثة. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 161313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طُوبَى لِلَّذِي يَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. المسكين هو المحتاج والفقير ماديًا، أوالمريض. وهو أيضًا المتضع المحتمل آلام، أو ضيق من أجل الله، وكذلك هو المحتاج روحيًا، أي يحتاج لكلمة الله ومن يساعده للاقتراب إلى الله. بالإضافة إلى أنه يشير إلى داود نفسه، الذي اتضع أمام الله، وكان أيضًا مريضًا، وقام ابنه أبشالوم عليه بثورة. وأخيرًا فإن هذا المسكين هو المسيح نفسه، الذي اتضع بتجسده ليخلصنا من خطايانا. من ينظر، أو يتعطف، أو يشفق على المسكين يكافئه الله، بأن ينجيه في يوم الشر. ويقصد بيوم الشر يوم الضيقة، وأيضًا يوم الدينونة الأخير. فالله ينجيه من المتاعب والعقوبة ويسنده، ويباركه ببركات لا يعبر عنها. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 161314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لرَّبُّ يَحْفَظُهُ وَيُحْيِيهِ. يَغْتَبِطُ فِي الأَرْضِ، وَلاَ يُسَلِّمُهُ إِلَى مَرَامِ أَعْدَائِهِ. يغتبط: يفرح ويُسر. مرام: مراد، أو غرض. يذكر في هذه الآية بركات الله لمن يرحم المسكين، فيحفظه الله من كل شر، أي يبعد الشر عنه، وحتى لو أحاط الشر به لا يؤذيه، لأن الله يحميه، إذ عمل رحمة مع من في ضيقة، فالله في ضيقته ينقذه من كل شر. ويحفظه أيضًا في يوم الدينونة، إذ يغفر خطاياه، ويمتعه بالملكوت. والله يهبه الحياة الروحية هنا على الأرض، فيتمتع بعشرة المسيح، بالإضافة إلى أنه ينال الحياة الأبدية المملوءة مجدًا. بالإضافة لحفظ الله له، ونواله الحياة، يعطى الله الفرح أيضًا للمسكين على الأرض، رغم وجود أحزان كثيرة محيطة به، ولكن يحفظ الله له سلامه الداخلي، وفرح قلبه، وتمتعه بعشرة الله. أعداء الإنسان هم الشياطين، وكل الأشرار التابعين للشياطين، هؤلاء يريدون أن يسيئوا، بل ويهلكوا المسكين المتكل على الله، ولكنهم لا يقدرون، لأن الله يحميه، ولا يعطى لأعدائه فرصة أن يؤذونه. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 161315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. يعضده: يسانده. مضجعه: سريره. من بركات العطف على الفقراء، أن الله يسند الرحيم إذا تعرض لأحد الأمراض فيشفيه، ويحول ضعفه الجسدي إلى قوة. أيضًا من بركات الله للرحيم أن يسنده في ضعفاته الروحية، فيقويه. وينميه روحيًا، وهذه التقوية تكون إما بشفاء الجسد وراحته الصحية، أو العكس، تعرض الرحيم لضيقات فلا ينغمس في الراحة الجسدية، بل يرفع قلبه إلى الله، فيتقوى روحيًا، بالإضافة إلى أن الله يهب هذا الرحيم مضجعًا ممهدًا، ليس فقط في الأرض، بل أيضًا في السماء، أي يعطيه راحة أبدية. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 161316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَنَا قُلْتُ: «يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ». يعلن داود حاجته لرحمة الله، وأنه مريض ويحتاج للشفاء الإلهي، بل يعلن أن سبب أمراضه هي خطيته، فيطلب غفران الله. كل هذا يبين توبة داود واتضاعه. إن داود يطلب الشفاء الروحي لنفسه، فهو الأهم من الشفاء الجسدي، فغفران الخطية، وتنقية قلبه هي الرحمة الإلهية التي يطلبها. وبهذا يستطيع أن يشعر بالله، ويحيا معه، بل ويصل إلى الأبدية. فمن يرحم غيره ينال مراحم الله، بشرط أن يكون تائبًا، ومهتمًا بخلاص نفسه، ولكن الشرير إذا قدم صدقة لا يكفى ذلك لخلاصه، مثل الهراطقة الذين إذا قدموا صدقات من أجل مجد الناس لا تفيدهم شيئًا، ويموتون بخطاياهم. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 161317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَعْدَائِي يَتَقَاوَلُونَ عَلَيَّ بِشَرّ: «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟» بدأ داود في الآية السابقة بإعلان ضعفه وحاجته للغفران في اتضاع واضح، ثم بعد هذا أعلن قسوة أعدائه، الذين يتكلمون عليه بكلام شرير، قاصدين منه إهلاكه، وإبادته، فهو يعانى من شر أعدائه، ولكنه ينسب سبب معاناته أولًا إلى خطاياه وضعفه، ثم يضيف فيشتكى من قسوة أعدائه، أي أنه يحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره، ويميل إلى التوبة وليس إدانة الآخرين. إن مشورة أخيتوفل ضد داود وكل كلام الأشرار لإهلاكه كان رمزًا لما حدث مع المسيح وخيانة يهوذا له، عندما اتفق مع كهنة اليهود، فقبضوا عليه وصلبوه، وحاولوا أن يبيدوا اسمه، ولكن المسيح قام، وبشر الرسل به في المسكونة كلها (أع4: 31). |
||||
23 - 05 - 2024, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 161318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَإِنْ دَخَلَ لِيَرَانِي يَتَكَلَّمُ بِالْكَذِبِ. قَلْبُهُ يَجْمَعُ لِنَفْسِهِ إِثْمًا. يَخْرُجُ. فِي الْخَارِجِ يَتَكَلَّمُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يَتَنَاجَوْنَ مَعًا عَلَيَّ. عَلَيَّ تَفَكَّرُوا بِأَذِيَّتِي. يَقُولُونَ: «أَمْرٌ رَدِيءٌ قَدِ انْسَكَبَ عَلَيْهِ. حَيْثُ اضْطَجَعَ لاَ يَعُودُ يَقُومُ». من أصعب الأمور أن يظهر الأعداء في شكل أحباء، كما حدث مع أخيتوفل الذي كان مشيرًا لداود، وبالطبع رآه في مرضه وضعفه، ولكن الأحداث التالية أظهرت أن له علاقة قوية بأبشالوم، فكان يرى ضعف داود ويبلغ أبشالوم، وعندما ثار أبشالوم على أبيه انضم إليه أخيتوفل، وحاول إهلاك داود، ولكن الله أنقذه. وكذلك يهوذا التصق بالمسيح مثل باقي التلاميذ، وأكل معه، ولكنه خرج ليتمم مؤامرته، ويبلغ اليهود، ويقبض على المسيح. فكلا هذين الخائنين؛ أخيتوفل ويهوذا تكلما بالكذب، أي كلام ضد المحبة، وهو محاولة لإهلاك داود والمسيح، ودبرا المؤامرات ضدهما. كل أحباء داود الذين خدعوه وانضموا إلى أبشالوم، تشاوروا كيف يهلكون داود. وكذلك الكهنة والكتبة والفريسيين حاولوا اصطياد المسيح بكلمة ففشلوا، وكان غرضهم التخلص من المسيح، فصلبوه ومات ولكنه قام في اليوم الثالث. تمم الذين خانوا داود مؤامراتهم، وهجم أبشالوم بجيش عظيم لإهلاك داود، وقالوا في أنفسهم أن داود قد انسكب عليه أمر ردئ، وسيموت، ولن يقوم. ولكن الله بدد مشورتهم فمات أبشالوم ونجى داود. وهكذا أيضًا تمم كهنة اليهود مؤامراتهم، وصلبوا المسيح، وظنوا بهذا أنه قد انسكب على المسيح أمر ردئ، وأنهم قد تخلصوا منه ولن يقوم، ولكنهم فوجئوا بقيامته في اليوم الثالث. استخدم داود كلمة اضطجع، أي نام؛ ليعلن إمكانية قيامته من الموت، وهذا ما تممه المسيح عندما أقام نفسه من الموت سريعًا، كالنائم الذي قام من نومه، وكما أعلن المسيح عندما أقام ابنة يايرس فقال أنها نائمة (مت9: 24)، وكذلك لعازر قبل أن يقيمه (يو11: 11). ونحن أيضًا سنقوم في القيامة كمن هو نائم وقام من نومه. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 161319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أَيْضًا رَجُلُ سَلاَمَتِي، الَّذِي وَثِقْتُ بِهِ، آكِلُ خُبْزِي، رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ! يتكلم داود عمن خانوه، ويقصد أخيتوفل، أو أي عبد من مشيرى داود الذين عاشوا معه سنوات كثيرة، وأكرمهم، ثم انقلبوا عليه، وانضموا إلى أبشالوم، وطردوا داود من مملكته، وحاولوا قتله. وهو في نفس الوقت يتكلم بروح النبوة عن يهوذا الإسخريوطى الذي كان من تلاميذ المسيح، وخانه، وسلمه لليهود، فيصف داود هذا الخائن بما يلي: أ - إنسان سلامته: أي عاش في سلام معه، وكان من المقربين إليه. حتى أن يهوذا عند تسليمه للمسيح قبله، أي كان بينه وبين المسيح علاقة ودية شديدة. ب - وثقت به: كان أخيتوفل من كبار مشيرى داود، وكذلك سلم المسيح الصندوق ليهوذا، وهذا يبين ثقة المسيح في يهوذا، أن يأتمنه على الأموال. حـ- أكل خبزى: كان أخيتوفل مقربًا لداود جدًا، وكذلك كان يهوذا من الإثنى عشر تلميذًا، وكلاهما كان يأكل على مائدة سيده. والمسيح غمس خبزًا في الصحفة وأعطى يهوذا دونًا عن باقي التلاميذ، أي كان مميزًا. هذه الصفات الثلاثة تؤكد محبة السيد لهذا الخائن، وبالتالي تزيد جرم وشناعة الخيانة. هذا الخائن قال عنه داود "رفع علىَّ عقبه" -أي قدمه- ليدوسنى، ويسحقنى، فمشورة أخيتوفل كانت تبغى قتل داود، وهو مطرود، ومجهد. أما يهوذا فخيانته أدت إلى صلب المسيح وموته، بل وباعه بمبلغ ضئيل. كل هذا يبين بشاعة الشر الذي في قلب الخائن. |
||||
23 - 05 - 2024, 01:25 PM | رقم المشاركة : ( 161320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† اهتم أن تشعر بمن حولك، وتتعاطف مع احتايجاتهم وتشجعهم، وتخدمهم، واثقًا أن من يرحم غيره يرحمه الله. فعلى قدر ما تنشغل براحة الآخرين يريحك الله، فتتمتع بعشرته. |
||||