22 - 05 - 2024, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 161211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 18: 26) تُظهِرُ طَهَارَتَكَ لِلطَّاهِرِينَ بَيَنَمَا يَرَاكَ الأعوَجُ مُلتَوِيًا. |
||||
22 - 05 - 2024, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 161212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس سمعان القانوى الغيور |
||||
22 - 05 - 2024, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 161213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس مينا الشماس |
||||
22 - 05 - 2024, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 161214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع يشفي ويعزي يلمس ويغير يطيب ويفرح |
||||
22 - 05 - 2024, 03:31 PM | رقم المشاركة : ( 161215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فأنت صالح يا رب وغفار ومملوء محبة لكل الذين يدعونك! (مز 86: 5) |
||||
22 - 05 - 2024, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 161216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبنى الغالى .. بنتي الغالية إن لكم دالة عندي كإبناء لي فاطلبوا مني بل ألحوا علي لأسمع صلاتكم وأسندكم وأعطيكم راحة بل تمتعتوا بوجودي معكم فيتجدد رجاؤكم، ويثبت إيمانكم |
||||
22 - 05 - 2024, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 161217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حان وقت التغيير ونفض غبار الماضي المليئ بالخطايا والاثام التي انهكت إيماننا وبعثرت حياتنا واضعنا بسببها بوصلتنا نحو الابدية ، وشتت افكارنا وابعدتنا عن الرب ، حان وقت كسر كل الحواجز واجتياز كل العوائق التي تسببت في قطع صلتنا بإلهنا القدوس الحي ، لذلك لنبتعد عن كل الطرق الردية ولنعد الى احضان الرب من جديد . |
||||
22 - 05 - 2024, 04:23 PM | رقم المشاركة : ( 161218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عائلة الناصرة لنتأمل بعائلة يسوع الأرضية، المتكونة من رب العائلة ” القديس يوسف” ومن ربة العائلة ” العذراء مريم ” ومن الصبي ” يسوع “، وذلك عبر أحداث البشارة للعذراء مريم والبشارة لمار يوسف، وولادة يسوع المسيح في بيت لحم، وتقدمة يسوع في الهيكل، والهروب إلى مصر أمـام الطاغية هيـرودس، والعـودة إلى الوطن والسكن في الناصرة مدة ثلاثين سنة، وذلك لكي تقتدي بها العوائل كافة، فإنها قدوة كل عائلة. دون شك لهذه العائلة خصوصيتها، التي تميزها عن سائر العائلات، بسبب أصل الطفل”يسـوع” ورسالتـه التي تنتظره ؛ ولكـن هـذه الخصوصية لا تظهر للعيان ؛ لان تجسد إبن الله تحقق في الإطار البشري، لذا كان مواطنو يسوع يقولون ” أليس هذا هو إبن النجار ؟ أليست أُمه تسمى مريم….. ” (متى 55:13). كانت عائلة يسوع شبيهة بسائر العائلات البشرية، إذ إن يسوع مثل سائر الصبيان ؛ ولد بين زوجين تربطهما محبة طاهرة، يحبان ولدهما محبة غامرة، فترعرع يسوع في جو المحبة العائلية ومحبة الله ومحبة القريب ؛ إن نجاح حياة كل وليد متعلقة بأجواء المحبة العائلية التي يولد فيها ويترعرع ويشب. لم تكن حياة هذه العائلة خالية من الصعوبات، بل كانت تشبه سائر العائلات البشرية، تخللتها الصعوبات كولادة يسوع في ظروف إستثنائية واللجوء إلى مصر والعودة إلى الوطن وغيرها، ولكن في خضم هذه الصعوبات كلها كانت العائلة المقدسة مؤمنة بالله إيمانًا لا يتزعزع وتغمرها ثقة مطلقة بالعناية الربانية والطاعة البنوية لأوامر الرب.إن دعوة كل عائلة هي أن تكون صورة للعائلة المقدسة، تسودها فضائل الإيمان والرجاء والمحبة. القديس يوسف مثال لكل أب لنقترب الي القديس يوسف، مثال لكل أب –إن ما يسترعي إنتباهنا في حياة القديس يوسف هو صمته العميق والمستمر طيلة فترة ظهوره على مسرح أحداث طفولة يسوع المسيح، لا نجد في الإنجيل عبارة واحدة قالها. إن المواقف التي إتخذها يوسف ازاء أوامر الله، تعبّر بأسلوب بليغ عن سمو شخصيته. إن الإنجيلي متى والإنجيلي لوقا حينما يضعان شخصية القديس يوسف في قلب أحداث سر التجسد، يريدان أن يعبّرا عن موقف الكنيسة الناشئة، كان المسيحيون الأولون ينظرون إلى يوسف الرجل الأول في روحيته وفضائله وعليهم الإقتداء به. ان الله الذي ألهم الإنجيل المقدس، يُطلق على يوسف صفة ” البار” قائلاً:” كان يوسف رجلها باراً” (متى 19:1)، إنها شهادة الله ذاته، فيا لها من شهادة خطيرة. يطلق الكتاب المقدس صفة “البار” على الإنسان الذي همّه الوحيد إتمام مشيئة الله بدون تردد وفي الظروف كلها، خاصة أبّان الظروف الصعبة، منها حالما سمع مار يوسف رغبة الله من الملاك قائلاً:”لا تخف يا يوسف أن تأخذ مريـم… صنــع مــا أمـر بــه، فــأخــذ إمـرأتـه ولم يعـرفها حتى ولـدت إبنها البكـر… ” (متى 20:1-24). وأستمر طائعًا لأوامر الله طيلة حياته، فحين أمره الملاك أن يغادر الأرض المقدسة ويهرب إلى مصر لإبعاد يسوع الطفل مـن الطاغية هيرودس قائلاً له : ” قم فخذ الطفل وأمه وأهرب إلى مصر وأقم هناك حتى أعلمك، لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليهلكه، قـام فـأخذ الطفـل وأمه ليـلاً ولجأ إلى مصر وأقام فيها إلى وفاة هيرودس ” (متى 13:2-14). ” وما أن توفي هيرودس حتى تراءى ملاك الرب في الحلم ليوسف في مصر وقال له : قم فخذ الطفل وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، فقد مات من كان يريد إهلاك الطفل فقام فأخذ الطفل وأمه ودخل أرض أسرائيل ” (متى 21:2). يقدم القديس البابا يوحنا بولس الثاني القديس يوسف مثالاً لآباء العائلات كلهم، وذلك في إرشاده الرسولي : حارس المخلص Redemptoris Custos التي أصدرها بتأريخ 15 اغسطس1989 قائلاً:” في (العائلة المقدسة) يوسف هو أب، لا تأتي أبوته من أصله، إنها ليست ظاهرة، ولكنها تتحلى تحليًا صادقًا بصفات الأبوة البشرية وتعبر عن دوره كأب العائلة”. إن العذراء مريم التي تعرف أن يسوع حبل به من الروح القدس توجه كلامها ليسوع قائلة:”ها أنا وأبوك كنا نبحث عنك متلهفين ” (لوقا 48:2) ؛ يعلق البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته آنفة الذكر على هذه الآية قائلاً:”إن هذه الآية ليست عبارة مجاملة، إن ما تقوله أم يسوع يعبر عن حقيقة التجسد كلها، الذي يعود إلى عائلة الناصرة”. لم يتظاهر يسوع بالتجسد، بل أصبح إنسانًا حقيقيًا مثل سائر الناس لذلك ” كان يسوع يتسامى بالحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس ” (لوقا 52:2). أدّى يوسف دوره كمربٍ للصبي يسوع قام بمهمته بتوفير حاجاته المادية كالمأكل والملبس والمسكن ومهنة النجارة وتعلم الشريعة. هكذا تقدم الكنيسة القديس يوسف مثالاً لكل أب عائلة، في تكميل إرادة الله في الظروف والأوقات كلها. العذراء مريم مثال كل ربة بيت تدعونا الكنيسة خلال هذه الأيام أن نتأمل مريم العذراء وهي تؤدي رسالتها كربة بيت. إن القليل الذي تذكره الأسفار المقدسة يكفي لكي يعطينا فكرة عن حبها لعائلتها، هذا الحب الذي كانت الأعمال كافة التي تقوم بها متحلية بها : صبرها، وداعتها، فرحها، وخاصة إندهاشها إزاء طفلها الإلهي المسجود له، لنستعرض الآيات المقدسة التي تساعدنا في اكتشاف دورها الرائد. – ” ها أنا أمة الرب “ (لوقا 38:1) : إن عظمة مريـم تكمـن في كونها خادمـة الرب، الدور الذي قامت به، ليس فقط يوم البشارة، ولكن دومًا وفي مفردات حياتها كلها. – ” إن القدير صنع إليّ أمورًا عظيمة ” (لوقا 49:1) : إن نشيد مريم ” تعظم نفسي الرب…. ” هو نشيد شكر، رفعته السيدة التي ستصبح أمًا. يجب على الزوجات، وعلى مثال مريم، أن يكتشفن أن الأمومة هي أمر رائع، وكل طفل يولد هو هدية من الله ؛ وأمام كل طفل يولد ليُرفع الشكر لله، شكرانًا شبيهًا بشكران مريم ” إن القدير صنع إليَّ أمورًا عظيمة “. – ” لجأ يوسف إلى ناحية الجليل، وجاء مدينة يقال لها الناصرة، فسكن فيها، ليتم ما قيل على لسان الأنبياء، إنه يدعى ناصريًا ” (متى 22:2-23) : إن الناصرة في أيامنا هذه مدينة يبلغ عدد سكانها 30.000 نسمة، ولكن قبل ألفي سنة لم تكن إلاّ ضيعة صغيرة، كما تظهر التنقيبات التي أُجريت فيها، رابضة بين تلال، تزينها أشجار الزيتون وبساتين الكروم وحقول الحنطة، يزودها نبعُ ماء. كانت مريم تقوم بواجباتها كربة عائلة فقيرة بكل تفان، كانت تذهب يوميًا إلى النبع لتنقل الماء إلى بيتها، حاملة الجرّة على مثال سائر النسوة ؛ كانت تعد الطعام وخاصة الخبز بأساليب بدائية ؛ وزادت صعوباتها ومسؤولياتها عندما توفي القديس يوسف. – ” هناك عند صليب يسوع، وقفت أمه ” : رافقت مريم إبنها في مراحل حياته التبشيرية كلها، وخاصة في ساعة موته على الصليب، بدون تشكٍّ ولا تذمّر، وذلك طاعة لله لأن دعوتها كانت أن ترافق إبنها وهو يكمل رسالته، فرافقته طيلة حياته الأرضية إلى الأخير. ” هذه أمك ” (يوحنا 27:19) : إن أمومة مريم تتعدى أمومتها البشرية، فلا تنحصر بيسوع، بل تشمل جميع البشر، تهتم بهم بكل حنان وتنزل عليهم غيث النعم السماوية، هذا ما ظهر خاصة خلال ظهوراتها في مدينتي لورد وفاطمة وغيرها ؛ إنها تواصل أمومتها نحونا. يسوع مثال كل البنين حياة العائلة المقدسة هي حياة عمل وصلاة. مريم تعمل في البيت ويوسف في النجارة. وينتقل يسوع بين الاثنين بعد أن يكون قد حفظ من الكتاب المقدس ما يلقنونه إياه في مجمع البلدة. علاوة على ذلك تسهر مريم على صحة ابنها وعلى تربيته وفقاً لقواعد السلوك والآداب ويعلمه يوسف وصايا الله ويشرح له معنى الأعياد والممارسات والتقوية التي نصّ عليها الكتاب. هذه الحياة في الناصرة يمكننا أن نسميها سنوات تربية يسوع. لقد اهتم به والداه ليجعلاه ينمو ويترعرع ويتسامى في الحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس (لوقا 2\51-52). فيوسف ومريم هما مثال للوالدين في تربية أولادهم بروح الله. اما يسوع كان مثالا لأي ابن او ابنة ينشأ في بيت مسيحي يعرف الكتب منذ حداثته ومواظبا على الشريعة الإلهية والوصايا. فإذا امتلأ جو العائلة بالمحبة لله وللقريب، تشرّب الولد هذه الروح وتنشقها دون عناء وقدّرها حق قدرها واحترم القيم التي يعيشها أهله أمامه فتكون لهعوناً ثميناً لينمو نمواً صحيحاً متكاملاً. ويذكر الإنجيلي لوقا حادثتين هامتين جرتا ليسوع حينما بلغ الثانية عشرة من عمره : صعوده إلى هيكل أورشليم للإشتراك في مراسيم الفصح وبقاؤه في الهيكل بين العلماء دون علم العذراء مريم والقديس يوسف (لوقا 41:2-50)، والعودة إلى مدينة الناصرة ونمط حياته الأسرية في هذه القرية (لوقا 51:2-52). “يسوع في هيكل أورشليم بين العلماء”:فلما بلغ إثنتي عشرة سنة، صعدوا إلى (أورشليم) جريًا على السنة في العيد، فلما انقضت أيام العيد ورجعا، بقي الصبي يسوع في أورشليم، من غير أن يعلم أبواه. وكانا يظنان أنه في القافلة، فسارا مسيرة يوم. ثم أَخذَا يبحثان عنه عند الأقارب والمعارف. فلما لم يجداه، رجعا إلى أورشليم يبحثان عنه. فوجداه بعد ثلاثة أَيام في الهيكل، جالسًا بين المعلمين يستمع إليهم ويسألهم. وكان جميع سامعيه معجبين أشد الإعجاب بذكائه وجواباته. فلمّا أَبصراه دُهشا، فقالت له أمه : ” يا بني لِمَ صنعتَ بنا ذلك ؟ فهوذا أبوك وانا كنا نبحث عنك متلهفين “. فقال لهما : ” ولمَ بحثتما عني ؟ ألم تعلما أَنه يجب عليَّ أن أكون عند أَبي ؟ فلم يَفهما ما قال لهما”. إن بلوغ يسوع الثانية عشرة من عمره يعني بلوغه عمر النضوج الديني في التقليد اليهودي، يؤهله أن يصعد إلى أورشليم للإشتراك في مراسيم العيد ويصبح مسؤولاً لأداء الرسالة الإلهية الموكلة إليـه ؛ بهذا العمر بدأ النبي صموئيل يتنبأ (1 صموئيل 3)، وبهذه السن أصدر النبي دانيال حكمًا حكيمًا (دانيال 45:13-64). يكشف الحديث الذي دار بين يسوع وبين ذويه ثلاثة أمور هامة جدًا : هويته البشرية، هويته الإلهية، رسالته الخلاصية : إن قول العذراء : ” فأبوك وأنا كنا نبحث عنك ” يكشف هوية يسوع البشرية وانتسابه إلى العذراء مريم وإلى القديس يوسف الذي هو بمثابة أبيه البشري حسب السجلات المدنية، فإنه إنسان كامل. وقول يسوع ” ألم تعلما أنه يجب أن أكون عند أبي ؟ “، مشيرًا بذلك إلى كونه إبن الله الوحيد، فهو إله كامل. وسوف يستمر يسوع يستعمل عبارة ” أبي ” طيلة حياته الأرضية ليبيّن علاقته الفردية مع الآب السماوي، ” أحمدك أيها الآب… ” (متى 25:11)، ” أنا والآب الذي أرسلني… ” (يوحنا 16:8). إذن كان يسوع واعيًا لأصله الإلهي منذ هذه المرحلة، قوله ” عليّ أن أكون عند أبي ” هي أول كلمة نقلها الإنجيل المقدس عن فم يسوع. – ” حياة يسوع في الناصرة ” ” ثم نزل معهما، وعاد إلى الناصرة، وكان طائعًا لهما، وكانت أمه تحفظ تلك الأمور كلها في قلبها، وكان يسوع يتسامى في الحكمة والقامة والحظوة عند الله والناس ” (لوقا 51:2-52). أبدى يسوع كل الإحترام والطاعة للعذراء مريم وللقديس يوسف، بالرغم من أنه إبن الله المتجسد، فلقد صار إبنًا بشريًا حقيقيًا للأبوية الأرضية. كانت العذراء مريم والقديس يوسف يعرفان كيف يربيان يسوع ويعلمانه مهنة النجارة وسائر الأمور الأخرى. كما أن كلمة يسوع:” ألم تعلما أنه يجب عليَّ أن أكون عند أبي ” تظهر بجلاء أن يسوع كان عالمًا وواعيًا بالرسالة الخلاصية التي أوكلها إياه الآب السماوي. على الأولاد أن يأخذوا يسوع مثالاً لهم في تكميل واجباتهم الدينية، إذ يبين هذا النص أن الإحتفال بالمراسيم الفصحية وإقامة الصلاة في الهيكل وفي المجامع كانت مقدسة لدى يسوع، إذ كان مثابرًا على تكميلها. كذلك على الأولاد أن يأخذوا يسوع قدوة لهم بالطاعة للوالدين ومساعدتهم في البيت بالإنقياد إلى توجيهاتهم. موت القديس يوسف لا نعرف متى وكيف مات القديس يوسف، فالإنجيل لا يُطلعنا على هذه التفاصيل كما لا يأتي على ذكر موت القديسة العذراء ويُقال انه توفي قبل ان يبدأ يسوع حياته العامة إلا ان التاريخ الدقيق غير معروف علماً ان تسليم يسوع والدته الى عهدة القديس يوحنا، لدليل ان القديس يوسف توفي قبل موت يسوع.. ان الرأي الأغلب بين آباء الكنيسة ان القديس يوسف قد مات بين يدي يسوع ومريم قبل ان يبدأ يسوع خدمته العلنيةوكان في سن الثلاثين وهذا الرأي يؤيده ان كتبة الأناجيل لم تذكر أي شيئ عن القديس يوسف ولم يأتي ذكره في عرس قانا الجليل (يوحنا 2) وأيضا عندما جاء يسوع الي الناصرة قال اليهود “اليس هذا هو ابن النجار” وهذا يعني ان اليهود كانت ذاكرتهم عن القديس يوسف مازالت حية وهذا يعني انه لم يمت منذ مدة طويلة. وهناك رأي بأن القديس يوسف مات وكان يسوع في سن ال 17 سنة وهو الذي كان يعمل في حانوت الناصرة ليعول والدته القديسة مريم، ولكن هذا الرأي لم يتفق عليه علماء الكتاب المقدس. يذكر الـمرنم “ عَزِيزٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ.“(مزمور15:116) بعد ان خدم القديس يوسف يسوع ومريم بأمانة ووصل الي نهاية حياته في بيته بالناصرة. فيكون موت القديس يوسف هو اكرم جداً بسبب مقامه السامي. لقد مات يعقوب بن اسحق بفرح القلب بعدما رأى وجه ابنه يوسف “فقال إسرائيل ليوسف دعنى اموت الآن بعدما رأيت وجهك لأنّك بعد باقِ”(تك30:46)، وسمعان الشيخ قد مات بعد ان حمل على ذراعيه مخلص العالم”الآن تُطلق عبدك ايها الرب على حسب قولك بسلام.فإن عيني قد ابصرتا خلاصك”(لو29:2). فما كان أشد فرح قلب القديس يوسف فى الساعات الأخيرة من حياتـه فها هو يسوع قدوس الله عن يمينه ومريم عروسه على يساره وهما ينظران اليه ويشكرانه على ما تحمله من شتى الأتعاب والأحزان لأجلهما ويقدمان له كلمات العزاء والرجاء المبارك والتسليم المطلق ففاضت روح القديس يوسف بهدوء بين ايدي يسوع ومريم. القديس يوسف مات بين يدَي ابنه. فأخذ يسوع يوسف بين ذراعَيه ووضع رأسه على صدره فيا لها من ميتةٍ عذبة ويا لها من فرحة لا تقدر بثمن ومن محبةٍ متقدة!فكانت ذراعَي يسوع التي احتضنت والده في لحظات حياته الأخيرة أكبر كنز وأكبر نعمة. فهو الذي التجأ الى ذراعَي والده مرات ومرات وهو صغير، يُبادل والده بلفتة كلها محبة وعطا،. وهذا إنعام كبير جعله شفيع الميتة الصالحة فلقد كان موته فى حضور يسوع ومريم وهو موت يرجوه كل مسيحي. أمـّا متى مات القديس يوسف؟، فغير معلوم تـماما لكن من الـمؤكد انه قد مات قبل ان يـبدأ يسوع خدمته العَلَنية وهو فى سن الثلاثين”ولـما إبتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة”(لوقا33:3)، ولـم تذكر الأناجيل اي شيئ عنـه بدءاً من أول معجزة صنعها يسوع فى عرس قانا الجليل، ولهذ فقد تكون وفاتـه عن عمر ما بين خمسون الى خمسة وخمسون عامـا. وذكرت الكتب الـمنحولة الغير قانونيـة ان القديس يوسف قد مات عن سن 111 عاما وذلك فى يوم 20 يوليو عام 18 او 19م، والقديس ابيفانوس اعطى له عمر 90 عاما عندما مات، وهذا كما سبق وان تبين غير مقبول منطقيـاً ولقد قيل ايضا انه قد دُفن فى وادى يهوشافاط، ولكن من المحتمل انه مات ودفن فى الناصرة حيث عاش. لقد بدأ يسوع خِدمتـه العَلنيـة بعد رحيل القديس يوسف وكان هذا ضمن تدبير الله حتى يـمكن للسيد الـمسيح أن يعلن جهارة عن محبة الآب السماوي للبشر فلا يتشكك السامعون من أنـه يتكلم عن يوسف أبـيه فى كل مرة يتكلم عن أبيـه كقولـه:”أنا الكرمـة وأبـي الحارِث” (يوحنا1:15)، أو “كما أحبني الآب هكذا أحببتكم”(يوحنا9:15). لقد اعتقد البعض ولهم أسبابهم من ان القديس يوسف كان ضمن القديسين الذين قاموا من الأموات عند موت السيد الـمسيح حيث يُذكر ان “القبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور من بعد قيامته وأتوا الى الـمدينة المقدسة وترآءوا لكثيـرين” (متى52:27-53). ويقول القديس برناردينوس السينائي انه كما عاش يسوع ومريم ويوسف متحدين معا على الأرض متحمّلين نفس الآلام والـمتاعب فلا شك انهم متحدين الآن فى السماء. بدء حياة يسوع العلنية لم يذكر الإنجيل عن حياة يسوع قبل بدء خدمته سوى قصة زيارته للهيكل في سن الثانية عشرة. جاء انه قبل بدء يسوع حياتـه العلنيـة “كان لـه نحو ثلاثين سنة”(لوقا23:3)، وهو السن الذي يدخل فيه الاحبار الى خدمتهم، وقد قضى حياته السابقة في الناصرة (متى 2: 23)، وفيها نشأ يسوع وترعرع (لوقا 4: 16) وصرف القسم الأكبر من حياته فيها ولذلك لُقِّب يسوع الناصري نسبة إليها (متى 21: 11) ايضا دعى بالنجار (مرقس 6:3) وبابن النجار (نتى55:13). افتتحت حياة يسوع العلنية بالمعمودية التي تلقاها من يوحنا المعمدان في الاردن. كان يوحنا يكرز “بمعمودية توبة لمغفرة الخطايا” (لوقا 3:3). “حينئذ ظهر يسوع”. فيتردد المعمدان. ويلح يسوع: فينال المعمودية؛ واذا الروح القدس ينزل بشكل حمامة ويحل عليه؛ واذا صوت من السماوات يقول:” هذا ابني الحبيب” (متى 3: 13-17). انه “ظهور” يسوع ليعلن انه تقبل عمله كماسيا اسرائيل وابن الله والمخلص. وبعد هذا أقتيد يسوع إلـى البريـّة حيث صام أربعين يوما (لوقا1:4-13)، وجرب من ابليس ثلاث مرات وانتصر يسوع عليه (متى1:4-11 و مرقس12:1-13 ولوقا1:4-13)، وقد رأى بعض المفسرين في ذكر التجربة في بدء خدمة يسوع الجهارية مقابلة بينها وبين قصة السقوط كما جاءت في سفر التكوين (3) وكيف ان آدم الأول سقط وكيف ان يسوع آدم الثاني خرج منتصرا. ثم عاد يسوع الى الجليل، وبدأ خدمتة فدعا تلاميذه الأولين (يوحنا35:1-51)، ثم اختار بعد ذلك اثني عشر ليكونوا من تلاميذه المقربين (لوقا12:6-16). قانا الجليل “وفي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ. وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ». وَكَانَتْ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حِجَارَةٍ مَوْضُوعَةً هُنَاكَ، حَسَبَ تَطْهِيرِ الْيَهُودِ، يَسَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِطْرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ». فَقَدَّمُوا. فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!».هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُه(يوحنا1:2-11). اذا ما فرغت المرطبات في حفلة او ليس لديك ما يكفي لتقديمه، فقد تصبح في هذه الأيام لحظة حرجة لصاحب الحفل، ولكن نفاذ النبيذ في حفل زواج يهودي خاصة في أيام المسيح يعتبر كارثة اجتماعية اذ يمكن ان يحطم سمعة عائلة لسنوات قادمة. طبقا للعادات في ذاك الوقت في حفل زفاف يهودي في القرن الأول الميلادي لم يكن احتفال عائلي خاص فقط ولكنه حدث عام فيه يتم التعرف على إتحاد العروس بالعريس وكذلك ارتباط العائلاتان. يأخذ الإحتفال عادة مكانه في منزل العريس والذي يكون مفتوح للضيوف لعدة أيام وبهذا يكون عرضة للتدقيق العام والحكم على أهل العريس وسخاؤهم. انها مسؤولية أهل العريس للتأكد من توافر الطعام والشراب وكفايته لكل من يأت. ولتحقيق هذا الحدث الاجتماعي واستكماله بما يليق، فمعظم العائلات تحتاج ان لا تطلب مساعدة من افراد العائلة فقط بل أيضا من مصادر أخرى كالأصدقاء والجيران والمعارف حتى يتركون انطباعا جيدا في قلوب المدعوون ويحوزوا قبولهم بكل فرح وفخر. ان نفاذ النبيذ كما قلنا في حفل زفاف سيصبح إهانة لعائلة العريس وإشارة تدل على انهم غير قادرين على الإيفاء بمسؤولياتهم كمضيفين بصورة مناسبة وأيضا عن عجزهم عن التواصل الاجتماعي لحفظ كرامتهم ومكانتهم الاجتماعية امام الضيوف وعائلة العروس. ان هذا التحدي الاجتماعي يلقي بظلاله ولكن بصورة خفيفة في الأزمة التي ستواجه في عرس قانا الجليل العروس والعريس، ولكن تعطينا أيضا بعض الضوء على دور مريم في ذلك المشهد. ان مريم كانت اول من لاحظ الكارثة المنتظرة، هي وحدها كانت مدركة لما سينكشف واحضرت هذه الأزمة لشخص واحد والذي يمكنه ان يحلّ تلك المشكلة، الا وهو ابنها يسوع. ان التقليد الكنسي الكاثوليكي قد رأى في ذلك المشهد محبة مريم وإنتباهها الشديد لإحتياجات الآخرين. في وثيقة المجمع الفاتيكاني الثاني Lumen Gentium وصفت مريم في عرس قانا الجليل انها قد “تحركت بشفقة”، والقديس البابا يوحنا بولس الثاني قال ان مريم قد “تحركت بقلبها الرحيم” لتساعد تلك الأسرة بأن تحضر اهتمامها من اجلهم لعناية إبنها يسوع، فلقد استشعرت خيبة الأمل التي ستصيب الزوجان الحديثي الزواج من نقص النبيذ واقترحت القديسة مريم في محبة على ابنها يسوع ان يتدخل بقوته المسيانية. لقد رأت الكنيسة الكاثوليكية في هذا النص من انجيل يوحنا مظهر من شفاعة القديسة مريم. كما لاحظت مريم احتياجات الأسرة في قانا قبل ان يلاحظها أي شخص آخر، فهكذا مريم في السماء تستمر في ان تلاحظ احتياجاتنا قبلنا. وكما فعلت مريم في قانا واحضرت تلك الإحتياجات الي المسيح فهي حتى الآن تستمر ان تحضر جميع احتياجاتنا لإبنها من خلال شفاعتها من أجلنا. ان القديس البابا يوحنا بولس الثاني يصف تدخل القديسة مريم بأن ذلك الإحتياج الصغير “ليس لديهم خمر” ولكنه له دلالة قيمة انها تأتي دائما لمساعدة الجنس البشري في احتياجاتهم وفي نفس الوقت تحضرها امام قوة ابنها الخلاصية ومحبته الأبدية نحونا وعنايته الدائمة بإحتياجاتنا ومعاناتنا. ان مقولة مريم ليسوع:” «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ»(يوحنا3:2) يظهر أيضا ايمانها العظيم. ان يسوع ببساطة ضيف في حفلة العُرس ولم يكن مسؤلا عن ذلك الإحتفال وليس لديه مكان لتخزين النبيذ، لذلك ومن الوجهة البشرية لم يكن يسوع هو الشخص الذي يمكن طلب المساعدة منه. ان الأختيار الطبيعي سيكون طلب المساعدة من الخادم المسؤول عن العُرس وكذلك الخدام او عائلة العريس او العروس. مهما كان الأمر كان لغريزة مريم ان تتجه ليسوع في ذلك المأزق وتقول له:” «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». انها تؤمن ان يسوع يمكنه ان يفعل شيئا في هذا وتترحى انه سيعمل نوع ما من عمل غير عادي لتجنب تلك الكارثة. ما الذي يجعل إيمان مريم في يسوع يظهر بهذه الصورة هو في الحقيقة انه حتى تلك اللحظة كما أشار الأنجيل انه لم يصنع اية آية أمام الجموع. انها مازالت مؤمنة في قوة ابنها الفوق الطبيعة وتؤمن انه قادر على المساعدة. بهذه الطريقة توقعت الأيمان الكبير الذي سيتكلم عنه يسوع لتوما الرسول “طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»(يوحنا29:20). ولقد علّق احد مفسري الكتاب المقدس قائلا:” ان كلمات الرب يسوع لتوما تنطبق تماما على اقتراب مريم في عُرس قانا الجليل فهي لم ترى معجزة ولكنها آمنت”، والبابا يوحنا بولس الثاني علّق بنفس المعنى قائلا:” ان مريم هنا انطلقت بإيمان الرسل الذين سيأتوا ليؤمنوا بيسوع فقط بعد ان يشهدوا معجزة تحويل الماء الي خمر”هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ”(يوحنا11:2). مريم من ناحية أخرى آمنت بقوة ابنها الفوق الطبيعة قبل ان تراها منفذة. “وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ، قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». قَالَتْ أُمُّهُ لِلْخُدَّامِ: «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»(يوحنا3:2-5). بعد ذلك نأتي الى اكبرتوتر محيّر وُجه الي مريم جاء ذكره في الأنجيل، فبعد ان قالت مريم ليسوع “ليس لهم خمر”، اجابها يسوع قائلا: “ما لي ولكِ يا امرأة لم تأت ساعتي بعد” (يوحنا4:2). من اول وهلة تبدو تلك الكلمات من يسوع قاسية-كما لو ان يسوع يدفع امه بعيدا. تخيل في عالم هذا القرن الـ 21 ام تدعو ابنها على مائدة العشاء والإبن يجيب:” «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ». من منظور عالمنا الحديث فتلك الكلمات تشابه الي حد كبير كلمات متوقعة من ابن مراهق متهور وليست كلمات من ابن الله القدوس. ولكن اذا اعتبرنا ما الذي يقوله يسوع على ضوء الثقافة اليهودية القديمة ومن سياق ارحب لحفل عُرس في قانا هناك اربع حقائق تلتقي تجعل الأمر واضح كلية من ان تلك الكلمات لا تعكس معارضة عدوانية بين يسوع ومريم ولكن بدلا من ذلك شيئ إيجابي وفي الحقيقة شيئ جميل عن علاقتهما معا. أولا، في انجيل يوحنا استعمل يسوع لقب “امرأة” ليوجهه بأدب نحو نساء لهن مكانة إيجابية معهن، وهذا يمكن مشاهدته مثلا عندما ظهر يسوع لمريم المجدلية في صباح احد القيامة:” قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟»(يوحنا15:20)، وعندما غفر يسوع الخطايا لإمراة قد أمسكت في زنا”قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»(يوحنا10:8)، وعندما وجه المرأة السامرية للإيمان بالمسيّا قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ”(يوحنا21:4). اذا ما اعتبرنا تلك الطريقة الإيجابية التي يدعو فيها يسوع والتي تظهر في انجيل يوحنا فدعوة يسوع لمريم “امرأة” لا تشير الى نقص في الإحترام او تقليل الشأن. ثانيا، في الزمن الأنجيلي يمكن للرجل ان يوجه لأنثى لقب “امرأة”، ولكن لا يوجد في أي موقع في العالم اليوناني-الروماني القديم او في اسرئيل القديمة نجد مثال لإبن يوجه لأمه بهذا اللقب. يسوع يوجه لأمه ويناديها “امرأة” يبدو فريدا بكل هذا الغموض، ولكن هذا يمكن ان يقترح بأن يسوع له غرض خاص في فكره عندما ناد امه ب”أمرأة”- غرض يكون ابعد عن طريقة عادية متواضعة يوجهها لنسوة آخرين. عندما يطبق هذا على مريم هذا اللقب “امرأة” على الأرجح له بعض الأهمية وله معنى رمزي. ثالثا، لنضع في الإعتبار كيف ان مريم قد فسّرت كلمات يسوع، فهل هي ابتعدت من المشهد شاعرة بالحزن او الأذى او بالرفض بأي طريقة؟ لا ولكن كان العكس فلقد سمعت كلمات يسوع وعلى الفور قالت للخدام :”مهما قال لكم فافعلوه”(يوحنا5:2). ان مريم قد فسّرت رد المسيح بطريقة إيجابية وبإيمان كله ثقة ان يسوع سيحقق طلبها وقالت للخدام ان يكونوا مستعدين ان يفعلوا مهما ما يأمر به ابنها. أخيرا، ان الإجراءات اللاحقة التي هي تبدو في صالح طلب مريم وليس فقط ان يسوع قام بالعمل ولكنه اعد كميات كبيرة من النبيذ اكثر مما طلبته أمه منه او أي شخص في العُرس يمكن تصوره. كل من الأجران الستة والمستخدمة في التطهير (يوحنا6:2) ستحمل حوالي 15-24 جالون من الماء، وهكذا عندما سأل يسوع ان تملأ تلك الأجران بالماء ثم يتحول كل هذا الماء الي نبيذ فهو بهذا قد وفّر حوالي 120 جالون من النبيذ لحفل الزواج. اذا ما كان ذلك النبيذ الرائع والأكثر وفرة يعني شيئ فهو قد يعني للبعض رقض لطلب مريم فمن الصعب ان نتخيل ماذا يعني الإنجاز اذا لم يكن تحقيق الطلب وبأكثر مما قد تم طلبه. بعيدا عن رفض الطلب لمريم فإن إجابة يسوع بطريقة فاقت كل التوقعات. لذلك مهما كانت كلمات يسوع من ان يلقب أمه ب”امرأة” ويحيبها قائلا بما معناه:”مالذي تنوى عمله معي”، فهي لا تنطوي على تواصل سلبي ما بين يسوع وأمه. ولكن بدلا من هذا فيسوع قد لقّب أمه يكشف انها اهم امرأة في تاريخ الخلاص، فدعونا الآن نعتبر هذا اللقب “امرأة” على ضوء مقدمة انجيل يوحنا:” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ” (يوحنا1:1-5). كثير من الصور المستخدمة في تلك الإقتتاحية من انجيل يوحنا تستعيد قصة الخلق كما جاءت في سفر التكوين، لقد بدأ يوحنا انجيله بكلمات “في البدء” حيث كرر بداية اول خط في الكتاب المقدس:” فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ”(تكوين1:1). الاصحاح الأول من انجيل يوحنا يستمر في هذا النهج من الخلق في الآيات الأربع التالية والتي تتحدث عن “النور” و “الحياة” و “الخلق” وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ. مرة أخرى اخذت تلك الصور من قصة سفر التكوين عن الخلق في الإصحاح الأول من سفر التكوين(يوحنا 2:1-5) ويرسم يوحنا ويقدم لنا يسوع مقارنا بقصة الخلقة وملقيا الضوء على كيف ان يسوع قد أتى ليجدد كل الخليقة. بعض مفسروا الكتاب المقدس لاحظوا كيف ان انجيل يوحنا استمر في منهج الخلقة وذلك بوضع سلسلة من الأيام والتي تعكس تأسيس أسبوع خلقة جديد. بعد الجملة الأولى “في البدء” رمز اليوم الثاني في يوحنا 29:1 بكلمات “في اليوم التالي، وبعد ذلك استعمل نفس الجملة ليشير الى اليوم الثالث في يوحنا 35:1 و “في اليوم التالي” واليوم الرابع كما جاء في يوحنا 43:1. وفي النهاية بعد تلك الأيام الأربعة جاء بقصة عُرس قانا كمقدمة اخذت مكانها بعد ثلاثة أيام”””وفي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ”(يوحنا1:2). اليوم الثالث ما بعد الأيام الأربعة سوف يمثل اليوم السابع في انجيل يوحنا وتبعا لذلك اخذ عرس قانا مكانه في مناخ أسبوع الخلق الجديد وفي اليوم السابع. بإلقاء الضوء ان عُرس قانا اخذ مكانه في اليوم السابع من أسبوع الخلق الجديد يقودنا انجيل يوحنا لأن نرى يسوع ومريم في نور قصة الخليقة وفي ذلك المضمون عندما يدعو يسوع مريم ب “امرأة” ومع خلفية قصة الخليقة فهذا اللقب يحضر لنا “امرأة” سفر التكوين :” فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ» (تكوين23:2) و”وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ”(تكوين20:3). هذه المرأة قد لعبت جزء هام في النبؤة الأولى التي أعطيت للبشرية فبعد السقوط واجه الله الحيّة وأعلن هزيمته في النهاية بقوله:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»(تكوين15:3). هذا الإعلان والمعروف protoevangelium أي اول بشارة تعلن لنا ان امرأة ذات يوم سيكون لها نسل، إبن، وهو الذي سيسحق رأس الحيّة. أجيال وأجيال مرت وجاء عرس قانا ويسوع أشار لتلك النبؤة بدعوة مريم ب”امرأة” مع قصة الخلقة في ذاكرتنا. ان يسوع في سرد انجيل يوحنا يربط مريم مع امرأة سفر التكوين (15:3)، وبعيدا عن رفض أمه او ابعاد نفسه عنها فيسوع بدعوة مريم ب “امرأة” يكرمها بطريقة لم يسبق من قبل ان أي امرأة قد كرّمت من قبلها، فهي حواء الجديدة المرأة التي ابنها المنتظر منذ أجيال سيهزم الشر ويتمم نبؤة سفر التكوين. مع الخلفية في فكرنا عن امرأة سفر التكوين نحن الأن على استعداد ان نفهم كل كلمات يسوع والتي تبدو متقلبة لمريم في عُرس قانا:” «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»(يوحنا4:2). هناك 3 جوانب في كلمات يسوع تحتاج ان نفهما – “الساعة”- السؤال “ما لي ولك”- و”امرأة”. أولا تكلم يسوع عن شيئ غامض “الساعة” وبالأخص “ساعته” هو وقال انها لم تأت بعد. ان “ساعة” يسوع في انجيل يوحنا تعود الى الوقت المحدد من الأب ليسوع لإتمام رسالته وهي تشير في النهاية الى قمة خدمته الجمهورية -آلامه وموته- عندما يتمجد وعندما ينهزم الشرير وعندما يجمع يسوع كل البشر اليه:” «قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ. مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. اَلآنَ نَفْسِي قَدِ اضْطَرَبَتْ. وَمَاذَا أَقُولُ؟ أَيُّهَا الآبُ نَجِّنِي مِنْ هذِهِ السَّاعَةِ؟. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَتَيْتُ إِلَى هذِهِ السَّاعَةِ أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ!». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ، وَأُمَجِّدُ أَيْضًا!». فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفًا وَسَمِعَ، قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ مَلاَكٌ!».أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هذَا الصَّوْتُ، بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ. اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا. وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ».قَالَ هذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ”(يوحنا23:12-33) و “أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى”(يوحنا1:13) و “تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا”(يوحنا1:17). في قانا ربط يسوع طلب مريم أمه للخمر مع تلك الساعة التي تعني بدء آلامه وتعجب كيف ان أمه تطلب منه ذلك الطلب حيث ان ساعته لم تأت بعد وخدمته الجهورية لم تكن قد بدأت هي الأخرى بعد. ثانيا، ان التعبير “مالي ولكِ” يمكن ان يُفهم او يترجم ماذا يكون هذا بالنسبة لي وبالنسبة لكِ. في العهد القديم يشير هذا التعبير الي نوع من العدواة والخصام او الصراع او الرفض كما جاء مثلا في: “فَأَرْسَلَ يَفْتَاحُ رُسُلًا إِلَى مَلِكِ بَنِي عَمُّونَ يَقُولُ: «مَا لِي وَلَكَ أَنَّكَ أَتَيْتَ إِلَيَّ لِلْمُحَارَبَةِ فِي أَرْضِي؟»(قضاة12:11 و “فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رُسُلًا يَقُولُ: «مَا لِي وَلَكَ يَا مَلِكَ يَهُوذَا! لَسْتُ عَلَيْكَ أَنْتَ الْيَوْمَ، وَلكِنْ عَلَى بَيْتِ حَرْبِي، وَاللهُ أَمَرَ بِإِسْرَاعِي. فَكُفَّ عَنِ اللهِ الَّذِي مَعِي فَلاَ يُهْلِكَكَ»(“2أخبار21:35) و “فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟»(1ملوك18:17). وفي زمن آخر فكانت تعبر عن قلة في التعاون او فرق في الفهم ما بين شخصان- النظر نحو الشيئ بطريقة مختلفة- ولكن بدون أي عداوة كما جاء في: “َقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «مَا لِي وَلَكَ! اذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ». فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: «كَلاَّ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ دَعَا هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ»(2ملوك13:3) و”يَقُولُ أَفْرَايِمُ: مَا لِي أَيْضًا وَلِلأَصْنَامِ؟ أَنَا قَدْ أَجَبْتُ فَأُلاَحِظُهُ. أَنَا كَسَرْوَةٍ خَضْرَاءَ. مِنْ قِبَلِي يُوجَدُ ثَمَرُكِ»(هوشع8:14). ان ظل ذلك المعنى يعتمد على المحتوى فما استعمله يسوع في التعبير كما جاء في يوحنا4:2 يتماشى مع سياق المعنى الثاني حيث ان الصدام او الخلاف لا يتفق مع الطريقة التي جاءت في الأنجيل الرابع والذي يقدم فيه علاقة يسوع ومريم في قانا. في قانا سألت مريم يسوع في بساطة ان يفعل شيئا نحو نقص النبيذ في عرس قانا بقولها:”ليس لديهم خمر” ان يسوع أشار انه و مريم ينظران لهذا الطلب للخمر بنظرات مختلفة. في التقليد اليهودي الخمر رمز قوي مرتبط بالحكمة كما جاء:” اَلْحِكْمَةُ بَنَتْ بَيْتَهَا. نَحَتَتْ أَعْمِدَتَهَا السَّبْعَةَ.ذَبَحَتْ ذَبْحَهَا. مَزَجَتْ خَمْرَهَا. أَيْضًا رَتَّبَتْ مَائِدَتَهَا. أَرْسَلَتْ جَوَارِيَهَا تُنَادِي عَلَى ظُهُورِ أَعَالِي الْمَدِينَةِ: «مَنْ هُوَ جَاهِلٌ فَلِيَمِلْ إِلَى هُنَا». وَالنَّاقِصُ الْفَهْمِ قَالَتْ لَهُ: «هَلُمُّوا كُلُوا مِنْ طَعَامِي، وَاشْرَبُوا مِنَ الْخَمْرِ الَّتِي مَزَجْتُهَا”(امثال1:9-5) ومرتبط بالشريعة ومع حفلات الزواج:” لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ. لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ، لِذلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى. اُجْذُبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِيَ. أَدْخَلَنِي الْمَلِكُ إِلَى حِجَالِهِ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِكَ. نَذْكُرُ حُبَّكَ أَكْثَرَ مِنَ الْخَمْرِ. بِالْحَقِّ يُحِبُّونَكَ”(نشيد الانشاد2:1-4) و”مَا أَحْسَنَ حُبَّكِ يَا أُخْتِي الْعَرُوسُ! كَمْ مَحَبَّتُكِ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْرِ! وَكَمْ رَائِحَةُ أَدْهَانِكِ أَطْيَبُ مِنْ كُلِّ الأَطْيَابِ!(نشيد الانشاد10:4). ولكن الأكثر وضوحا في ذلك المنظر ان الخمر مرتبط بالفرح في العهد المسياني فالنبي اشعيا مثلا رأى كل الشعوب مجتمعة على جبل الرب في عيد عظيم يرتون من الخمر عندما يأتي الله ليخلصهم:” وَيَصْنَعُ رَبُّ الْجُنُودِ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ فِي هذَا الْجَبَلِ وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ، سَمَائِنَ مُمِخَّةٍ، دَرْدِيّ مُصَفًّى. وَيُفْنِي فِي هذَا الْجَبَلِ وَجْهَ النِّقَابِ. النِّقَابِ الَّذِي عَلَى كُلِّ الشُّعُوبِ، وَالْغِطَاءَ الْمُغَطَّى بِهِ عَلَى كُلِّ الأُمَمِ. يَبْلَعُ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ، وَيَمْسَحُ السَّيِّدُ الرَّبُّ الدُّمُوعَ عَنْ كُلِّ الْوُجُوهِ، وَيَنْزِعُ عَارَ شَعْبِهِ عَنْ كُلِّ الأَرْضِ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ. وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: «هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ»(اشعيا6:25-9). وعاموس النبي بالمثل تنبأ ان الله ينقذ مملكة داود ويعيدها:” هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، يُدْرِكُ الْحَارِثُ الْحَاصِدَ، وَدَائِسُ الْعِنَبِ بَاذِرَ الزَّرْعِ، وَتَقْطُرُ الْجِبَالُ عَصِيرًا، وَتَسِيلُ جَمِيعُ التِّلاَل، وَأَرُدُّ سَبْيَ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ فَيَبْنُونَ مُدُنًا خَرِبَةً وَيَسْكُنُونَ، وَيَغْرِسُونَ كُرُومًا وَيَشْرَبُونَ خَمْرَهَا، وَيَصْنَعُونَ جَنَّاتٍ وَيَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا” (عاموس13:9-14). هكذا عندما سأل يسوع مريم قائلا: ” مالي ولكِ” هو عبارة عن انه يقول لها:” ما هذا الخمر بالنسبة لي وبالنسبة لكِ”. ان الخمر بالنسبة الي مريم والذي تطلبه هو ببساطة مشروب احتفالي سيساعد العائلات المسؤولة عن العُرس يحتفظون بالتقليد والعادات عند الإحتفال بالزواج. ولكن يرى يسوع انه لأجل ان يقدم هذا الخمر فانه يحتاج ان يقوم بتأدية معجزة ستكشف عن مجده وتطلق بدء رسالته وخدمته المسيانية الجهورية وان هذا يعني انه سيبدأ سيره نحو ساعة آلامه. وهكذا من وجهة نظر يسوع فان مريم تسأل اكثر مما مجرد تزويد الحفل بالشراب. ان الخمر التي تطلبه هو في الحقيقة الخمر المسياني- الخمر الرمزي الذي تنبأ عنه الأنبياء والمصحوب بمجيئ العصر المسياني. ولهذا نرى ان يسوع ربط طلب مريم لذلك الخمر بساعته-الساعة التي تأتي بآلامه، فهل مريم على استعداد لتلك الساعة لتأتي؟ كل هذا القى بظلال إضافية لماذا في تلك اللحظة ربط يسوع مريم ب “امرأة” سفر التكوين (تكوين15:3)، فإذا قام يسوع بتلك المعجزة فسيبدأ رسالته المسيانية وبهذا يبدأ السير نحو ساعته، واذا ما فعل هذا فإن مريم يقترض ان تبدأ دور جديد وليس فقط ان تكون “ام يسوع” بل سبصبح “امرأة”- المرأة التي تنبأ عنها سفر التكوين- أي بكلمات أخرى المرأة التي سيكون ابنها من سيحطم الشرير. ضع نفسك في موقف مريم ففي البداية كانت ببساطة تحاول ان تساعد بأخبار عن نقص الخمر في حفل العُرس – وليس لحل كل مشاكل العالم؟ فذهبت الي يسوع بطلب أساسي عن الخمر وابتعدت بعد ذلك بعد ان وُجهت بأشياء اكثر ثقلا تضمنت رسالة ابنها المسيانية والإنتصار على الشرير وحل مشكلة خلاص البشرية من الخطيئة. ولكن هناك اكثر من ذلك، ففي ثلاثون عاما حملت مريم ثفل نبؤة سمعان الشيخ فهي تعلم انه في يوم ما عندما يبدأ ابنها رسالته سوف لا يفهمونه ويرفضونه ويعارضونه. وهي أيضا تعلم ان ابنها سيكون «هَا إِنَّ هذَا قَدْ وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ(لوقا34:2)، وفي النهاية سيقتل وحربة ستنغرس فيه. في حفل بهيج ومناسبة فرح تسأل مريم ببساطة يسوع لبعض من الخمر، فإذا انتبه يسوع لطلب مريم قسوف يحتاج ان يصنع معجزة والتي ستبدأ مسيرة رسالته الجهورية- وان ذلك يعني بدء تحرك يسوع نحو ساعته للموت. ان ساعة نبؤة سمعان الشيخ تبدو انها ستبدأ، فهل هذا ما تريده مريم في الحقيقة؟ اذا ما كنا والدان تم مواجهتهما بمثل ذلك الإختيار فالكثير منا سيتراجع ويقول ” لقد فكرت مرة أخرى يا يسوع وهذا يعني انك لست في احتياج ان تحضر خمر ودعهم هم يتصرفون”. ولكن مريم لم تفكر نحو ابنها مثل ذلك التفكير وياترى ما الذي لفت نظرها مما قاله يسوع واجابته العجيبة لها؟ ان انجيل يوحنا لم يعطينا ان مريم قد أدركت ما قد يعنيه يسوع ولكن بطريقة عجيبة كانت كلمات ابنها لها هو نوع من الثقة انه سينفذ ما طلبته ولم تظهر مريم أي علامات التردد فلقد تعلمت عندما كان يسوع في سن الاثناعشر سنة وفقد في الهيكل ان يسوع يجب ان يكون في بيت أبيه منفذا كل ما هو للأب حتى ولو هذا يعني الفراق عنها او المعاناة لها. لذلك ففي قانا استمرت مريم تقول “نعم” لمشيئة الله وان تستسلم لخطة الله الأب ليسوع وهي لم تبتعد عن دعوة الله لها. مريم كخادمة للرب تقول للخدام في العُرس ” «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ»(يوحنا5:2) وأطاع الخدام وتمت الآية وبدأت رسالة يسوع الجهورية، وهكذا ساعدت مريم في وضع بدء مسيرة يسوع والأحداث التي ستقود رحلة ابنها نحو الجلجثة حيث سيموت من اجل خطايانا. ان آية قانا الجليل حيث لم يرفض لها يسوع طلباً بل قدم ساعة مـجده لما عرضت عليه مريم حاجة الناس وحيرتهم (يوحنا4:2). قصة عرس قانا الجليل تُلقي ضوءاً على علاقة العذراء مريم بالـمسيح الرب من جهة إمكا نية تشفعها عن الأخرين ومدى استجابة الرب لشفاعتها. والكنيسة تؤمن ان عرس قانا لايزال قائما والضيف الإلهي كما كان بالأمس هو هو قائم اليوم وإلى الأبد، والبشرية هى بعينها عاجزة وقد افرغت خمرها وفى أشد الحاجة الى العون الروحي والحكمة التى تسلك بها فى ظلمة هذا العالم، وأجران التطهير فارغة ومنسية لفشل الإنسان فى السلوك حسب الناموس والوصايا، والقلوب جافة ومتلهفة وهنا كل العيون تنظر الى الأم فى توسل لكي تنقل كلمة البشرية الى آذان الضيف الإلهي لكى يرحم ضعف البشرية، لا كأنه غافل عن الـمحبة ولا كأنه لا يسمع ولا يرى ولا كأنه كان يريد ان يسمع السؤال واضحاً. ان الرب مشتاق ان تصل الى اذنه كلمة واثقة تعبر عن حاجة الناس، ولكن من شفاه مؤمنة بقدرته السرمدية، وهو يريد قلباً يطلب منه بدالة، دالة البنوة الكاملة أو دالة الأمومة الواثقة. حينما تقدمت العذراء اليه بالسؤال”ليس لهم خمر” (يوحنا 3:2) كانت شفيعة العرس كله وكل الـمتكئين والعالـم، ولا تزال هى الشفيع لـمن ليس لهم عون. إنها لا تلح بالسؤال كمن يتضرع الى إلـه قاس ولكنها بدالة شديدة تضم توسلها الى رحمته وترفع سؤالها بالثقة حتى يـبلغ إلى إستجابة الرب الوديعة. كـما نرنّم فـى القداس الباسيلي: “ليس لنا دالة عند ربنا يسوع المسيح سوى طلباتك يا سيدتنا كلنا والدة الإله”. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “هنا بدء الكشف عن مفهوم “المجد” في هذا السفر، وهو: “الحضرة الإلهية”. اللَّه يمجدنا حينما يعلن حضوره فينا، ونحن نمجده حينما نعلن حضوره في العالم. ففي هذه الآية أُعلن حضور الآب في ابنه وحيد الجنس، الذي يخبر عنه. “عندما حول الماء خمرًا ماذا يضيف الإنجيلي؟ “وآمن تلاميذه به” (يوحنا٢: ١١). فهل كان للشيطان أن يؤمن به؟ ويقول القديس أغسطينوس:”إن قال قائل: لا يوجد في هذا القول دلالة كافية على أن هذه الآية هي بداءة آيات المسيح لأجل إبداعها في قانا الجليل، لأنه من الممكن أن يكون فعل في غير ذلك المكان آيات أخرى غيرها. نقول له: إن يوحنا المعمدان قد قال من قبل عن المسيح: “وأنا لم أكن أعرفه، لكن ليظهر لإسرائيل، لذلك جئت أعمد بالماء” (يوحنا 1: 31)، فلو كان المسيح فعل في عمره المبكر عجائب لما كان الإسرائيليون قد احتاجوا إلى آخر يعلن عنه. لأن ذاك (يسوع) الذي جاء بين الناس وبمعجزاته صار معروفًا، ليس فقط للذين في اليهودية وإنما أيضا للذين في سورية وما وراءها، وفعل هذا في ثلاث سنوات فقط، فإنه ما كان محتاجًا إلي هذه السنوات الثلاث لإظهار نفسه (مت 4: 24)، لأنه كان من شهرته السابقة قد عُرف في كل موضع. أقول أن ذاك الذي في وقت قصير أشرق عليكم بالعجائب فصار اسمه معروفًا للكل، لم يكن بأقل من ذلك لو أنه في عمره المبكر صنع عجائب وما كان يبقى غير معروف كل هذا الزمن (حتى بلغ الثلاثين من عمره). فإنه ما كان قد فعله لبدا غريبًا أن يفعله صبي. في الحقيقة لم يفعل شيئا وهو طفل سوى أمرًا واحدًا شهد له لوقا (لو 2: 36) وهو في الثانية عشر من عمره حيث جلس يسمع للمعلمين وقد دهشوا من أسئلته. بجانب هذا فإنه من الأرجح والمعقول انه لم يبدأ آياته في عمره المبكر، لأنه بهذا لبدت أمرًا مخادعًا. إن كان وهو في سن النضوج تشكك كثيرون فيها، كم بالأكثر لو أنه صنع العجائب وهو صغير. فإن ذلك كان قد أسرع به إلي الصليب قبل الوقت المحدد، خلال سم الحقد، ولما قُبلت حقائق التدبير. هذه الآية تمّت بمشاركة أمّ يسوع أيضاً. عينها ساهرة لا للانتقاد بل لتلبية حاجة تزيد من سعادة أهل البيت والمدعوين. وحينما لاحظت نفاد الخمر، تدخلت تدخلاً لطيفاً ولفتت انتباه ابنها بما لها من دالة عليه وبما عندها من شعور عميق مع العروسين في حيرتهما. وبالرغم من جواب يسوع لها، وجوابه يبدو صعباً، تبقى مريم واثقة من أن ابنها لا يرد لها طلباً يهدف إلى خدمة الإنسان. لذلك تتجه إلى الخدم حتى يأتمروا بأوامر يسوع: “مهما يأمركم به فافعلوه”. وفي كلامها هذا برنامج عمل وحياة لكل مؤمن يتبع يسوع. كم من مرة لا نفهم ما يطلبه يسوع منا وما يأمرنا به فنحاول أن نتملّص منه. كم من مرة تبدو لنا الحياة معه والحلول التي يعرضها علينا صعبة التطبيق، فنتهرب متذرعين بألف حجة وحجة. ولكن كلام مريم لنا يبقى هو هو لا يتغير: “مهما يأمركم به فافعلوه”. فما من إنسان واحد اهتدى بأوامرهوخابت آماله. وهي المثال الحي على صحة ما تقول. إن يسوع يبدو متردداً في قبول طلب أمّه بحجة أن ساعته لم تأت بعد. وساعة يسوع هي زمن موته وقيامته. فيها يظهر مجده الإلهيّ واتحاده مع الآب وحبه للبشر. وهكذا ينتقل يسوع من الأمور المادية إلى الأمور الروحية، من الخمرة التي نفذت في العرس إلى تلك الساعة التي يعوض فيها عن نقص أهم وأعمق فيخلص البشر بذبيحته ويمنحهم الحياة. لقد فهمت مريم أن جواب يسوع لها لا يدل على أي احتقار بل ينظر إلى المستقبل، إلى ساعة تجلّيه على الصليب. خضعت مريم لسر هذه الساعة وأمرت الخدم أن يصغوا إلى توجيهات يسوع دون تردد. أن يسوع استبق الأمور ولم يرد طلب أمّه وخلق خمرة جديدة أظهر بها مجده وجعلها عربون عطايا العهد الجديد بدمه. إن مريم دلّت الناس على ابنها وفتحت لهم طرق الحياة الجديدة بإيمانها واستسلامها التام لمشيئته وبدعوتها إياهم حتى يتبعوه كما يرسم لهم الطريق. وبناء على طلب أمّه صنع يسوع أولى آياته هذه فأظهر مجده وآمن به تلاميذه” هذِهِ بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ”(يوحنا11:2). |
||||
22 - 05 - 2024, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 161219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عائلة الناصرة لنتأمل بعائلة يسوع الأرضية، المتكونة من رب العائلة ” القديس يوسف” ومن ربة العائلة” العذراء مريم ” ومن الصبي ” يسوع “، وذلك عبر أحداث البشارة للعذراء مريم والبشارة لمار يوسف، وولادة يسوع المسيح في بيت لحم، وتقدمة يسوع في الهيكل، والهروب إلى مصر أمـام الطاغية هيـرودس، والعـودة إلى الوطن والسكن في الناصرة مدة ثلاثين سنة، وذلك لكي تقتدي بها العوائل كافة، فإنها قدوة كل عائلة. دون شك لهذه العائلة خصوصيتها، التي تميزها عن سائر العائلات، بسبب أصل الطفل”يسـوع” ورسالتـه التي تنتظره ؛ ولكـن هـذه الخصوصية لا تظهر للعيان ؛ لان تجسد إبن الله تحقق في الإطار البشري، لذا كان مواطنو يسوع يقولون ” أليس هذا هو إبن النجار ؟ أليست أُمه تسمى مريم….. ” (متى 55:13). كانت عائلة يسوع شبيهة بسائر العائلات البشرية، إذ إن يسوع مثل سائر الصبيان ؛ ولد بين زوجين تربطهما محبة طاهرة، يحبان ولدهما محبة غامرة، فترعرع يسوع في جو المحبة العائلية ومحبة الله ومحبة القريب ؛ إن نجاح حياة كل وليد متعلقة بأجواء المحبة العائلية التي يولد فيها ويترعرع ويشب. لم تكن حياة هذه العائلة خالية من الصعوبات، بل كانت تشبه سائر العائلات البشرية، تخللتها الصعوبات كولادة يسوع في ظروف إستثنائية واللجوء إلى مصر والعودة إلى الوطن وغيرها، ولكن في خضم هذه الصعوبات كلها كانت العائلة المقدسة مؤمنة بالله إيمانًا لا يتزعزع وتغمرها ثقة مطلقة بالعناية الربانية والطاعة البنوية لأوامر الرب.إن دعوة كل عائلة هي أن تكون صورة للعائلة المقدسة، تسودها فضائل الإيمان والرجاء والمحبة. |
||||
22 - 05 - 2024, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 161220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس يوسف مثال لكل أب لنقترب الي القديس يوسف، مثال لكل أب –إن ما يسترعي إنتباهنا في حياة القديس يوسف هو صمته العميق والمستمر طيلة فترة ظهوره على مسرح أحداث طفولة يسوع المسيح، لا نجد في الإنجيل عبارة واحدة قالها. إن المواقف التي إتخذها يوسف ازاء أوامر الله، تعبّر بأسلوب بليغ عن سمو شخصيته. إن الإنجيلي متى والإنجيلي لوقا حينما يضعان شخصية القديس يوسف في قلب أحداث سر التجسد، يريدان أن يعبّرا عن موقف الكنيسة الناشئة، كان المسيحيون الأولون ينظرون إلى يوسف الرجل الأول في روحيته وفضائله وعليهم الإقتداء به. ان الله الذي ألهم الإنجيل المقدس، يُطلق على يوسف صفة ” البار” قائلاً:” كان يوسف رجلها باراً” (متى 19:1)، إنها شهادة الله ذاته، فيا لها من شهادة خطيرة. يطلق الكتاب المقدس صفة “البار” على الإنسان الذي همّه الوحيد إتمام مشيئة الله بدون تردد وفي الظروف كلها، خاصة أبّان الظروف الصعبة، منها حالما سمع مار يوسف رغبة الله من الملاك قائلاً:”لا تخف يا يوسف أن تأخذ مريـم… صنــع مــا أمـر بــه، فــأخــذ إمـرأتـه ولم يعـرفها حتى ولـدت إبنها البكـر… ” (متى 20:1-24). وأستمر طائعًا لأوامر الله طيلة حياته، فحين أمره الملاك أن يغادر الأرض المقدسة ويهرب إلى مصر لإبعاد يسوع الطفل مـن الطاغية هيرودس قائلاً له : ” قم فخذ الطفل وأمه وأهرب إلى مصر وأقم هناك حتى أعلمك، لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليهلكه، قـام فـأخذ الطفـل وأمه ليـلاً ولجأ إلى مصر وأقام فيها إلى وفاة هيرودس ” (متى 13:2-14). ” وما أن توفي هيرودس حتى تراءى ملاك الرب في الحلم ليوسف في مصر وقال له : قم فخذ الطفل وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، فقد مات من كان يريد إهلاك الطفل فقام فأخذ الطفل وأمه ودخل أرض أسرائيل ” (متى 21:2). يقدم القديس البابا يوحنا بولس الثاني القديس يوسف مثالاً لآباء العائلات كلهم، وذلك في إرشاده الرسولي : حارس المخلص Redemptoris Custos التي أصدرها بتأريخ 15 اغسطس1989 قائلاً:” في (العائلة المقدسة) يوسف هو أب، لا تأتي أبوته من أصله، إنها ليست ظاهرة، ولكنها تتحلى تحليًا صادقًا بصفات الأبوة البشرية وتعبر عن دوره كأب العائلة”. |
||||