20 - 05 - 2024, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 160941 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور التَّاسِعُ وَالثَّلاَثُونَ مرثاة لغريب لإمام المغنين . ليدوثون . مزمور لداود "قلت أتحفظ لسبيلى من الخطأ ..." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: داود النبي. 2. قاد يدوثون المرنمين بهذا المزمور، ويدوثون هذا هو غالبًا إيثان الأزراحى، الذي كان هو وهيمان الأزراحي رؤساء مغنين مساعدين لآساف الرئيس الأكبر المغنين أيام داود. ويتكرر اسم يدوثون في عنوان مزموري 62، 77. 3. متى كتب ؟ أ - إما أيام هروب داود من وجه أبشالوم. ب - أو أثناء هروب داود إلى مدينة جت الفلسطينية عند لخيش ملكها. 4. يُعد هذا المزمور مرثاة شخصية لداود، يعلن فيها أتعابه وآلامه، وله علاقة بالمزمور السابق والتالي له. وهو من أعظم مراثى داود. 5. هذا المزمور مملوء أيضًا بالرجاء والإيمان، فهو معين لمن يجتازون الضيقات. 6. هذا المزمور غير موجود بصلاة الأجبية. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 160942 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التذمر وبطلان العالم (ع1-6): ع1: قُلْتُ: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». عندما رأى داود نجاح الأشرار وقوتهم تضايق في داخله، وكاد يتكلم بكلام تذمر، ولكنه استطاع بقوة الله أن يمسك لسانه عن الخطأ. إن ضبط داود للسانه جعله قادرًا على عدم السقوط في تصرفات سيئة، إذ الكلام السئ يولد أفعالًا سيئة. وبالتالي فتحفظ داود لسبيله جعله قادرًا على ضبط لسانه، وفكره، وأفعاله. هذه الآية تظهر حوارًا داخل نفس داود، أي أنه يحاسب نفسه أمام الله حتى لا ينزلق في أخطائه. هذه الآية تبين خطورة اللسان القادر أن يشعل الشر داخل كيان الإنسان وفى أعماله، فيحتاج إلى كمامة، كأن اللسان وحش مفترس، فيحتاج بالضرورة إلى ضبط، خاصة عندما تهيجه أحداث الحياة وتصرفات الأشرار. لسان داود كان معرضًا أن يدين الأشرار، أو يبرر نفسه، أو يتذمر على الله. فهو معرض لأخطاء كثيرة استطاع داود أن يتخلص منها حتى لو كان قد سقط فيها بالفكر، أو القلب، ولكنه يبين جهاد داود، ومحاولته ضبط نفسه. إن تحفظ داود لسبيله، أي ضبطه أفكاره، وتصرفاته، جعلت أيضًا لسانه غير قابل للخطأ؛ لأن من فضلة القلب يتكلم اللسان، فإذا صار داخله نقيًا أصبح كلامه نقيًا. إن داود يشعر أن الشرير مقابله وليس ضده، فلا يعاديه داود، أو يدينه، بل يشعر فقط أن الشرير مختلف عنه لسلوكه في الشر، ولذا يحتفظ داود بقلب محب له، ويصلى لأجله، بل كان مترفقًا بابنه أبشالوم، رغم أن أبشالوم يريد قتل داود. هكذا أوصى داود يوآب رئيس جيشه ليترفق بأبشالوم. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:27 PM | رقم المشاركة : ( 160943 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. استطاع داود أن يضبط لسانه ويصمت، فلم يخطئ بكلمة شريرة، وكذلك سكت عن كلام الخير، فلم يقل كلمة طيبة، ولكن ما زال الضيق في داخله، أي في أفكاره ومشاعره، واستمر يعانى من هذه الأوجاع حتى هدأ قلبه. إن صمت داود جهاد عظيم يمدحه الله، ولكنه لم يستطع أن يعمل الخير مع الشرير الذي مقابله، ولذا استمر الوجع في داخله. إذا صمت الإنسان عن سماع صوت الله سيفقد قدرته على عمل الخير، وبالتالي تتحرك أوجاع الخطية في داخله. عندما شتم شمعى داود صمت داود صمتًا عن الرد عليه، سواء بالكلام، أو بالسماح ليوآب أن يقتله، ولكنه سكت عن فعل الخير أو الكلام الطيب، وحينئذ لام داود نفسه وتوجع؛ لأن محبته ليست كاملة نحو شمعى، إذ كان ينبغى أن يصمت عن الشر، ويتكلم أيضًا بالخير أمام شتائم شمعى. صمت داود عن الكلام الشرير، ولكنه لم يستطع أن يتكلم بالخير، إذ أن الشرير لا يقبل كلام الخير، فكان هناك صراع داخل داود، وأوجاع لأنه غير قادر أن يقول كلام الله، فالشرير يرفض سماع الكلام المقدس. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:28 PM | رقم المشاركة : ( 160944 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي: لهجى: أكرر الفكرة، أو الكلام. عندما أساء الأشرار إلى داود تأثر قلبه في جوفه، وتضايق لأنهم أساءوا إليه وهو برئ. ثم تكررت الأفكار في داخله حتى اشتعل قلبه ضيقًا من المسيئين. وأخيرًا تكلم بلسانه، وعاتبهم على إساءتهم إليه رغم أنه برئ، كما عاتب شاول الملك مرتين عندما سقط شاول في يد داود ولم يؤذه (1 صم24: 11؛ 26: 23). هذه الآية أيضًا يمكن أن يكون معناها أن قلب داود عندما سمع إساءة الأشرار إليه أشفق عليهم لأنهم أخطأوا في حق الله، فهو يريد خلاص الكل، ويحب حتى من يسئ إليه. وتكررت في داخل داود صلوات لأجل المسيئين؛ حتى كاد قلبه يشتعل بنار الحب لهم. وتكلم لسان داود عن المسئ، أو معه ملتمسًا له العذر، كما فعل مع شمعى بن جيرا، إذ أعلن أن إساءة شمعى توجيه إلهي لداود (2 صم16: 10). وهناك تفسير ثالث لهذه الآية، وهو أن داود عندما سمع إساءات موجهة ضده تضايق من هذه الإساءات، وقلبه حمى في داخله ضيقًا منهم. ولكنه وجه قلبه إلى الله في صلاة طالبًا معونته، واشتعل في صراخ إلى الله؛ لينقذه، ويعزيه، فزاد تعلق داود بالله. وانشغال داود بالحديث مع الله جعله يصمت فلم يرد على إساءة الأشرار بأية كلمة إساءة؛ لأن الله أعطاه سلامًا وطمأنينة، بل وتسامح، فاكتفى بحديثه مع الله بلسانه وصلوات الحب لله التي اجتذبت قلبه، وترك التفكير في إساءة الآخرين. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:29 PM | رقم المشاركة : ( 160945 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. يطلب داود من الله أن يعرفه أن حياته قصيرة على الأرض، وستنتهي ويزول من على الأرض، وبالتالي لا ينزعج من إساءات الأشرار، بل يحتملها؛ لأنها مؤقتة وستنتهي بانتهاء عمره على الأرض، وسينال عوضًا عنها أمجادًا سماوية. يشعر داود أن الضيقات التي يمر بها لها نهاية، فيطلب من الله أن يعرفه نهايتها وعدد أيامها، وكيف أنه سيزول من على الأرض، فبالتالى يسرع إلى اقتناء الفضيلة، وعمل الخير استعدادًا للأبدية، ولا ينشغل بإساءات الآخرين، بل يستطيع أيضًا أن يجعل الإساءات تدفعه للتوبة عن خطاياه، والتعلق بالله والأبدية. فداود لا يطلب أن يعرف عدد أيامه على الأرض، أو أيام تجربته بالتحديد، ولكنه يريد أن الله يذكره بأن أيامه محدودة؛ حتى ينشغل بالأبدية. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:30 PM | رقم المشاركة : ( 160946 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. إذ ينظر داود للأبدية يرى أن حياته قصيرة جدًا يعبر عنها بأنها أشبار، وليست مدة طويلة، بل أنها نفخة وليست ريحًا عظيمة، ثم يراها لا شيء، إذ تمر أيام الحياة فلا تُذكر بعد ذلك، وبالتالي هذا يؤدى إلى اتضاع داود، وعدم تعلقه بالماديات، إذ يشعر أنه غريب على الأرض. إذ يشعر داود بقصر حياته على الأرض، بل أنها لا شيء في ذاتها، يهتم أن يحيا مع الله لتصير لحياته قيمة، وتمتد إلى الأبدية في سعادة لا يعبر عنها. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 160947 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلًا يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا. يشبه داود حياة الإنسان بأنها خيال، وليست واقعًا ملموسًا، وأنها أصوات عالية (ضجيج)، ثم تنتهي ولا تستطيع أن تمسك بها وأيضًا يكنز الإنسان كنوزًا مادية كثيرة، ثم يموت ولا يأخذ منها شيئًا. وبالتالي فالإنسان الحكيم لا يتعلق بهذا العالم الزائل، وكل مقتنياته. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 160948 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا العالم مملوء بالضجيج، أي الاضطراب، والإنسان الحكيم هو الذي يحيا مع الله، فيمتلئ قلبه سلامًا، بل يقتنى الله في داخله، فتصبح حياته واقعًا حقيقيًا وليست خيالًا، ويكثر معرفة الله وكل فضيلة بدلًا من الماديات الزائلة. وهكذا يستعد كل يوم للأبدية التي يدوم فيها. |
||||
20 - 05 - 2024, 12:34 PM | رقم المشاركة : ( 160949 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
† ليت غربة العالم تثبت في قلبك، فلا تضيع وقتك في جدال ومشاكل مع الآخرين على أمور زائلة، وتهتم أن تقتنى الله في داخلك بكثرة الصلوات. |
||||
20 - 05 - 2024, 01:08 PM | رقم المشاركة : ( 160950 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَالآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. إذ يرى داود بطلان العالم وزواله، وأن حياة الإنسان قصيرة، وستنتهي، وبالتالي لا ينتظر شيئًا في العالم الزائل، بل الوحيد الذي ينتظره هو الله، فهو الرجاء الوحيد في هذه الحياة؛ ليحيا معه الإنسان، وهو الوحيد الباقى إلى الأبد، فيترجاه، ويضع كل آماله فيه. |
||||