20 - 05 - 2024, 11:44 AM | رقم المشاركة : ( 160931 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 3) القِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأرْضِ هُمُ الجَلِيلُونَ الَّذِينَ أُسَرُّ وَأتَمَتَّعُ بِهِمْ.» |
||||
20 - 05 - 2024, 11:45 AM | رقم المشاركة : ( 160932 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 4) لَكِنْ مَا أكْثَرَ أوجَاعَ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ آلِهَةً أُخْرَى! وَلَا أشتَرِكُ فِي سَكَائِبِ الدَّمِ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا. وَلَا أجعَلُ أسْمَاءَ آلِهَتِهِمْ تَمُسُّ لِسَانِي! |
||||
20 - 05 - 2024, 11:46 AM | رقم المشاركة : ( 160933 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 5) نَصِيبِي هُوَ اللهُ وَكَأسِي! أنْتَ تُمْسِكُ بِمِيرَاثِي بَيْنَ يَدَيْكَ! |
||||
20 - 05 - 2024, 11:47 AM | رقم المشاركة : ( 160934 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 6) وَقَعَ نَصِيبِي فِي أرْضٍ طَيِّبَةٍ. فَمَا أحلَى مِيرَاثِي! |
||||
20 - 05 - 2024, 11:48 AM | رقم المشاركة : ( 160935 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 7) أُبَارِكُ اللهَ، الَّذِي يَنْصَحُنِي. يُعَلِّمُنِي حَتَّى فِي اللَّيلِ وَيُوَجِّهُ قَلْبِي. |
||||
20 - 05 - 2024, 11:50 AM | رقم المشاركة : ( 160936 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 8) جَعَلْتُ اللهَ أمَامِي دَائِمًا، هُوَ عَنْ يَمِينِي فَلَنْ أتَزَعْزَعَ. |
||||
20 - 05 - 2024, 11:51 AM | رقم المشاركة : ( 160937 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 9) لِهَذَا يَفْرَحُ قَلْبِي وَتَبْتَهِجُ رُوحِي. حَتَّى جَسَدِي يَسْكُنُ فِي أمَانٍ. |
||||
20 - 05 - 2024, 11:52 AM | رقم المشاركة : ( 160938 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 10) لِأنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَابِعَكَ التَّقِيِّ يَتَعَفَّنُ. |
||||
20 - 05 - 2024, 11:53 AM | رقم المشاركة : ( 160939 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(مز 16: 11) تُعَلِّمُنِي طَرِيقَ الحَيَاةِ! مَعَكَ أشبَعُ سُرُورًا. أسْعَدُ، وَأنَا بِجَانِبِكَ، إلَى الأبَدِ! |
||||
20 - 05 - 2024, 12:24 PM | رقم المشاركة : ( 160940 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزمور التَّاسِعُ وَالثَّلاَثُونَ مرثاة لغريب لإمام المغنين . ليدوثون . مزمور لداود "قلت أتحفظ لسبيلى من الخطأ ..." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: داود النبي. 2. قاد يدوثون المرنمين بهذا المزمور، ويدوثون هذا هو غالبًا إيثان الأزراحى، الذي كان هو وهيمان الأزراحي رؤساء مغنين مساعدين لآساف الرئيس الأكبر المغنين أيام داود. ويتكرر اسم يدوثون في عنوان مزموري 62، 77. 3. متى كتب ؟ أ - إما أيام هروب داود من وجه أبشالوم. ب - أو أثناء هروب داود إلى مدينة جت الفلسطينية عند لخيش ملكها. 4. يُعد هذا المزمور مرثاة شخصية لداود، يعلن فيها أتعابه وآلامه، وله علاقة بالمزمور السابق والتالي له. وهو من أعظم مراثى داود. 5. هذا المزمور مملوء أيضًا بالرجاء والإيمان، فهو معين لمن يجتازون الضيقات. 6. هذا المزمور غير موجود بصلاة الأجبية. (1) التذمر وبطلان العالم (ع1-6): ع1: قُلْتُ: «أَتَحَفَّظُ لِسَبِيلِي مِنَ الْخَطَإِ بِلِسَانِي. أَحْفَظُ لِفَمِي كِمَامَةً فِيمَا الشِّرِّيرُ مُقَابِلِي». عندما رأى داود نجاح الأشرار وقوتهم تضايق في داخله، وكاد يتكلم بكلام تذمر، ولكنه استطاع بقوة الله أن يمسك لسانه عن الخطأ. إن ضبط داود للسانه جعله قادرًا على عدم السقوط في تصرفات سيئة، إذ الكلام السئ يولد أفعالًا سيئة. وبالتالي فتحفظ داود لسبيله جعله قادرًا على ضبط لسانه، وفكره، وأفعاله. هذه الآية تظهر حوارًا داخل نفس داود، أي أنه يحاسب نفسه أمام الله حتى لا ينزلق في أخطائه. هذه الآية تبين خطورة اللسان القادر أن يشعل الشر داخل كيان الإنسان وفى أعماله، فيحتاج إلى كمامة، كأن اللسان وحش مفترس، فيحتاج بالضرورة إلى ضبط، خاصة عندما تهيجه أحداث الحياة وتصرفات الأشرار. لسان داود كان معرضًا أن يدين الأشرار، أو يبرر نفسه، أو يتذمر على الله. فهو معرض لأخطاء كثيرة استطاع داود أن يتخلص منها حتى لو كان قد سقط فيها بالفكر، أو القلب، ولكنه يبين جهاد داود، ومحاولته ضبط نفسه. إن تحفظ داود لسبيله، أي ضبطه أفكاره، وتصرفاته، جعلت أيضًا لسانه غير قابل للخطأ؛ لأن من فضلة القلب يتكلم اللسان، فإذا صار داخله نقيًا أصبح كلامه نقيًا. إن داود يشعر أن الشرير مقابله وليس ضده، فلا يعاديه داود، أو يدينه، بل يشعر فقط أن الشرير مختلف عنه لسلوكه في الشر، ولذا يحتفظ داود بقلب محب له، ويصلى لأجله، بل كان مترفقًا بابنه أبشالوم، رغم أن أبشالوم يريد قتل داود. هكذا أوصى داود يوآب رئيس جيشه ليترفق بأبشالوم. ع2: صَمَتُّ صَمْتًا، سَكَتُّ عَنِ الْخَيْرِ، فَتَحَرَّكَ وَجَعِي. استطاع داود أن يضبط لسانه ويصمت، فلم يخطئ بكلمة شريرة، وكذلك سكت عن كلام الخير، فلم يقل كلمة طيبة، ولكن ما زال الضيق في داخله، أي في أفكاره ومشاعره، واستمر يعانى من هذه الأوجاع حتى هدأ قلبه. إن صمت داود جهاد عظيم يمدحه الله، ولكنه لم يستطع أن يعمل الخير مع الشرير الذي مقابله، ولذا استمر الوجع في داخله. إذا صمت الإنسان عن سماع صوت الله سيفقد قدرته على عمل الخير، وبالتالي تتحرك أوجاع الخطية في داخله. عندما شتم شمعى داود صمت داود صمتًا عن الرد عليه، سواء بالكلام، أو بالسماح ليوآب أن يقتله، ولكنه سكت عن فعل الخير أو الكلام الطيب، وحينئذ لام داود نفسه وتوجع؛ لأن محبته ليست كاملة نحو شمعى، إذ كان ينبغى أن يصمت عن الشر، ويتكلم أيضًا بالخير أمام شتائم شمعى. صمت داود عن الكلام الشرير، ولكنه لم يستطع أن يتكلم بالخير، إذ أن الشرير لا يقبل كلام الخير، فكان هناك صراع داخل داود، وأوجاع لأنه غير قادر أن يقول كلام الله، فالشرير يرفض سماع الكلام المقدس. ع3: حَمِيَ قَلْبِي فِي جَوْفِي. عِنْدَ لَهَجِي اشْتَعَلَتِ النَّارُ. تَكَلَّمْتُ بِلِسَانِي: لهجى: أكرر الفكرة، أو الكلام. عندما أساء الأشرار إلى داود تأثر قلبه في جوفه، وتضايق لأنهم أساءوا إليه وهو برئ. ثم تكررت الأفكار في داخله حتى اشتعل قلبه ضيقًا من المسيئين. وأخيرًا تكلم بلسانه، وعاتبهم على إساءتهم إليه رغم أنه برئ، كما عاتب شاول الملك مرتين عندما سقط شاول في يد داود ولم يؤذه (1 صم24: 11؛ 26: 23). هذه الآية أيضًا يمكن أن يكون معناها أن قلب داود عندما سمع إساءة الأشرار إليه أشفق عليهم لأنهم أخطأوا في حق الله، فهو يريد خلاص الكل، ويحب حتى من يسئ إليه. وتكررت في داخل داود صلوات لأجل المسيئين؛ حتى كاد قلبه يشتعل بنار الحب لهم. وتكلم لسان داود عن المسئ، أو معه ملتمسًا له العذر، كما فعل مع شمعى بن جيرا، إذ أعلن أن إساءة شمعى توجيه إلهي لداود (2 صم16: 10). وهناك تفسير ثالث لهذه الآية، وهو أن داود عندما سمع إساءات موجهة ضده تضايق من هذه الإساءات، وقلبه حمى في داخله ضيقًا منهم. ولكنه وجه قلبه إلى الله في صلاة طالبًا معونته، واشتعل في صراخ إلى الله؛ لينقذه، ويعزيه، فزاد تعلق داود بالله. وانشغال داود بالحديث مع الله جعله يصمت فلم يرد على إساءة الأشرار بأية كلمة إساءة؛ لأن الله أعطاه سلامًا وطمأنينة، بل وتسامح، فاكتفى بحديثه مع الله بلسانه وصلوات الحب لله التي اجتذبت قلبه، وترك التفكير في إساءة الآخرين. ع4: «عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. يطلب داود من الله أن يعرفه أن حياته قصيرة على الأرض، وستنتهي ويزول من على الأرض، وبالتالي لا ينزعج من إساءات الأشرار، بل يحتملها؛ لأنها مؤقتة وستنتهي بانتهاء عمره على الأرض، وسينال عوضًا عنها أمجادًا سماوية. يشعر داود أن الضيقات التي يمر بها لها نهاية، فيطلب من الله أن يعرفه نهايتها وعدد أيامها، وكيف أنه سيزول من على الأرض، فبالتالى يسرع إلى اقتناء الفضيلة، وعمل الخير استعدادًا للأبدية، ولا ينشغل بإساءات الآخرين، بل يستطيع أيضًا أن يجعل الإساءات تدفعه للتوبة عن خطاياه، والتعلق بالله والأبدية. فداود لا يطلب أن يعرف عدد أيامه على الأرض، أو أيام تجربته بالتحديد، ولكنه يريد أن الله يذكره بأن أيامه محدودة؛ حتى ينشغل بالأبدية. ع5: هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ. إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ. سِلاَهْ. إذ ينظر داود للأبدية يرى أن حياته قصيرة جدًا يعبر عنها بأنها أشبار، وليست مدة طويلة، بل أنها نفخة وليست ريحًا عظيمة، ثم يراها لا شيء، إذ تمر أيام الحياة فلا تُذكر بعد ذلك، وبالتالي هذا يؤدى إلى اتضاع داود، وعدم تعلقه بالماديات، إذ يشعر أنه غريب على الأرض. إذ يشعر داود بقصر حياته على الأرض، بل أنها لا شيء في ذاتها، يهتم أن يحيا مع الله لتصير لحياته قيمة، وتمتد إلى الأبدية في سعادة لا يعبر عنها. ع6: إِنَّمَا كَخَيَال يَتَمَشَّى الإِنْسَانُ. إِنَّمَا بَاطِلًا يَضِجُّونَ. يَذْخَرُ ذَخَائِرَ وَلاَ يَدْرِي مَنْ يَضُمُّهَا. يشبه داود حياة الإنسان بأنها خيال، وليست واقعًا ملموسًا، وأنها أصوات عالية (ضجيج)، ثم تنتهي ولا تستطيع أن تمسك بها. وأيضًا يكنز الإنسان كنوزًا مادية كثيرة، ثم يموت ولا يأخذ منها شيئًا. وبالتالي فالإنسان الحكيم لا يتعلق بهذا العالم الزائل، وكل مقتنياته. هذا العالم مملوء بالضجيج، أي الاضطراب، والإنسان الحكيم هو الذي يحيا مع الله، فيمتلئ قلبه سلامًا، بل يقتنى الله في داخله، فتصبح حياته واقعًا حقيقيًا وليست خيالًا، ويكثر معرفة الله وكل فضيلة بدلًا من الماديات الزائلة. وهكذا يستعد كل يوم للأبدية التي يدوم فيها. † ليت غربة العالم تثبت في قلبك، فلا تضيع وقتك في جدال ومشاكل مع الآخرين على أمور زائلة، وتهتم أن تقتنى الله في داخلك بكثرة الصلوات. (2) رجاء وتوسل (ع7-13): ع7: «وَالآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ. إذ يرى داود بطلان العالم وزواله، وأن حياة الإنسان قصيرة، وستنتهي، وبالتالي لا ينتظر شيئًا في العالم الزائل، بل الوحيد الذي ينتظره هو الله، فهو الرجاء الوحيد في هذه الحياة؛ ليحيا معه الإنسان، وهو الوحيد الباقى إلى الأبد، فيترجاه، ويضع كل آماله فيه. ع8: مِنْ كُلِّ مَعَاصِيَّ نَجِّنِي. لاَ تَجْعَلْنِي عَارًا عِنْدَ الْجَاهِلِ. إن الخطايا والمعاصى التي يرتكبها الإنسان تحجز بينه وبين الله، فيفقد وجود الله في حياته، لذا فداود يطلب من الله أن ينجيه من معاصيه، وبالتالي يصير نقيًا وأهلًا أن يسكن الله فيه، ويتمتع بعشرته. إن المعاصى تجعل الشيطان، وهو الجاهل، وكل من يتبعه، وهم الأشرار، يفرحون بسقوط البار. فيطلب داود من الله أن يسامحه عن خطاياه حتى لو احتاج إلى تأديب إلهى، ولكن لابد أن يرفع الله عنه خطاياه؛ حتى لا يفرح الجاهل بسقوط داود، وبالتالي لا يذهب داود إلى العذاب الأبدي، بل على العكس يكون له تمتع مع الله في الملكوت. ع9، 10: صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ. ارْفَعْ عَنِّي ضَرْبَكَ. مِنْ مُهَاجَمَةِ يَدِكَ أَنَا قَدْ فَنِيتُ. داود يخضع لله في كل تأديباته؛ لأن داود تائب وخاضع لمشيئة الله، فيصمت ويقبل كل تدابير الله لحياته. وبالتالي يتمتع بقيادة الله له وعنايته به. يعبر داود عن معاناته من تأديب الله له، فيترجاه أن يرفع عنه ضربه، أي تأديباته؛ سواء كانت إساءات من الآخرين، أو تخلى الله عنه، فتعرض للسقوط في الخطايا، فهو يترجى الله أن يوقف ضربه له، ويشفق عليه؛ لأنه تعب جدًا حتى قارب الفناء. وبهذا التذلل أمام الله ينال داود غفرانه، ومحبته، ورعايته. ع11: بِتَأْدِيبَاتٍ إِنْ أَدَّبْتَ الإِنْسَانَ مِنْ أَجْلِ إِثْمِهِ، أَفْنَيْتَ مِثْلَ الْعُثِّ مُشْتَهَاهُ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ نَفْخَةٌ. سِلاَهْ. عندما يسمح الله بتأديبات لأولاده، حتى يتوبوا، يشعرهم أن العالم زائل، إذ كما يفنى العث الملابس والمقتنيات الصوفية، هكذا يفنى الله مشتهيات، ومقتنيات الإنسان؛ حتى لا يتعلق بالعالم، ويشعر أن حياته قصيرة وصغيرة، مثل نفخة، فيتغرب عن العالم، ويتعلق بالله. من أجل أهمية غربة العالم يضع داود وقفة موسيقية وهي كلمة سلاه بعد هذه الآية، كما وضعت بعد الآية الخامسة من هذا المزمور؛ لتأكيد غربة العالم داخل قلب كل من يرنم هذا المزمور. ع12: اِسْتَمِعْ صَلاَتِي يَا رَبُّ، وَاصْغَ إِلَى صُرَاخِي. لاَ تَسْكُتْ عَنْ دُمُوعِي. لأَنِّي أَنَا غَرِيبٌ عِنْدَكَ. نَزِيلٌ مِثْلُ جَمِيعِ آبَائِي. في نهاية المزمور يترجى داود الله أن يستمع إلى صلاته، وصراخه، بل وإن لم يستطع أن يتكلم ويعبر، ينظر الله إلى دموعه ويتدخل ويرفع آلامه، ويغفر خطاياه. فداود يشعر ان خطاياه هي السبب في تأديبات الله وكل آلامه. يترجى أيضًا داود الله أن يستجيب له؛ لأنه غريب في الأرض، مثل آبائه إبراهيم واسحق ويعقوب، الذين عاشوا في الخيام متغربين كل أيامهم على الأرض. ولأن الغريب ليس له تعلق بالأرضات فرجاءه هو علاقته بالله، وأبديته. ع13: اقْتَصِرْ عَنِّي فَأَتَبَلَّجَ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ فَلاَ أُوجَدَ». اقتصر عنى: ابتعد. أتبلج: من انبلاج الفجر، أي ظهور نور الفجر وإشراق الشمس، والمعنى المقصود أشرق وأستريح وأستنير. إن داود التائب قبل تأديب الله في كل ما يمر به من آلام، ولكنه شعر بثقل الآلام عليه، فطلب من الله أن يبعد يده المؤدبة له؛ حتى يستريح، وتشرق حياته من جديد، فيتمتع بحياته مع الله قبل أن ينتهى عمره. في الأصل العبري كلمة "اقتصر" تعنى اغفر، فداود يريد أن يطمئنه الله أنه غفر له خطاياه، حينئذ يشرق وجهه، ويفرح قبل أن يترك هذا العالم. † إن لك دالة عند الله كإبن له، فاطلب منه، بل ألح عليه ليسمع صلاتك، ويسندك ويعطيك راحة، بل يمتعك بوجوده معك، فيتجدد رجاؤك، ويثبت إيمانك فيه. المزمور الأَرْبَعُونَ الشكر وطلب الخلاص لإمام المغنين مزمور لداود "انتظارًا انتظرت الرب فمال إليَّ..." (ع1) مقدمة: 1. كاتبه: داود النبي. 2. متى كتب ؟ أ - الرأى الأول: في نهاية فترة مطاردة شاول له، أي قبل تملك داود بقليل. ب - بعد انتصار داود على أبشالوم وعودته إلى عرشه. 3. بعد احتمال داود آلام كثيرة يشكر الله في هذا المزمور، معلنًا طاعته له، وطالبًا استمرار معونته. فهو مزمور شكر، يناسب أولاد الله عندما يشعرون بعمل الله معهم. 4. هذا المزمور من المزامير المسيانية؛ لأنه يتكلم بإشارات كثيرة عن المسيح. 5. اقتبس بولس الرسول من هذا المزمور في رسالته إلى العبرانيين (عب10: 5-10). 6. هذا المزمور غير موجود بصلوات الأجبية. (1) تسبحة شكر (ع1-3): ع1: اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، من الواضح أن داود تعرض لإساءات كثيرة من المسيئين، ولكنه احتمل وانتظر مدة طويلة. ويؤكد ذلك بقوله "انتظارًا انتظرت.." وهذا يؤكد إيمان داود، ورجاءه في الله، واتكاله عليه. فقد صمت، ولم يتذمر، وسلم حياته لله، وانتظر تدخله، لثقته أنه حتمًا سينقذه. يظهر حنان الله واتضاعه في ميله نحو داود، واهتمامه بسماع صلواته وصراخه، فلم يهمله لأنه يحبه. وداود هنا رمز للمسيح الذي احتمل الآلام من أجلنا، وانتظر إعلان مجده بعد العذابات والصليب، فظهر في قيامته. ع2: وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي، الحمأة: الطين الأسود المختلط بالقاذورات. يشبه داود معاناته وضيقاته بأنه في جب، أي حفرة عميقة لا يستطيع الخروج منها. ويقول أيضًا أن هذا الجب ممتلئ بالطين، الذي لا يستطيع الخروج منه، بل لو حاول الخروج يزداد غوصًا فيه، فهو محتاج حتمًا لتدخل الله الذي مد يده وأصعده. إن السقوط في الجب والطين يعبر عن سقوط داود في الخطية، وعجزه عن الخروج منها بقوته الشخصية رغم أنه تاب عنها، فمد الله يده، وأصعده منها وغفر خطاياه. لم يكتفِ الله بإصعاد داود من الجب، بل رفعه إلى صخرة، أي أرض صلبة وليست مثل الطين. فاستطاع داود أن ينتصر بثقة وقوة، بل يسير في خطوات قوية، ويتقدم وينجح؛ لأن الله إذ رأى جهاده ثبت خطواته فصارت أكثر قوة. والصخرة ترمز للمسيح الذي يستند عليه أولاده في كل حياتهم (1 كو10: 4). ع3: وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا. كَثِيرُونَ يَرَوْنَ وَيَخَافُونَ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ. بالإضافة إلى أن الله خلص داود من الجب، فقد دفعه في طريق الإيجابية، بأن علمه ترنيمة جديدة تعبر عن مشاعر جديدة، وفرح عظيم شعر به داود، فسبح الله الذي يهتم بأولاده، وينقذهم من جميع المشاكل والأخطار، ويغفر لهم جميع خطاياهم. عندما رأى الناس عمل الله العجيب مع داود خافوا الله، إذ شعروا أنه أقوى من جميع الآلهة، وأنه قادر على كل شيء، وأنه الوحيد الذي يمكن الاتكال عليه في جميع المواقف، فصار إيمان واتكال داود قدوة لكل من حوله. † انتظر الرب عندما تحل بك مشكلة، وثابر في صلواتك، واثقًا أنه قريب منك ولابد أن يتدخل، وينقذك مهما كانت تهديدات الأشرار. (2) الاتكال على الله (ع4-10): ع4: طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى الْغَطَارِيسِ وَالْمُنْحَرِفِينَ إِلَى الْكَذِب. الغطاريس: مفردها غطريس وهو المتكبر والمغرور. يمجد داود الرجل المتكل على الله؛ ليدعو كل الناس للاتكال على الله، ويقصد بهذا الرجل نفسه، وذلك ليثبت كل الأبرار أمام إساءات الأشرار. يساند ويطوب داود الإنسان المتكل على الله؛ حتى لا يلتفت إلى الأشرار المتكبرين والكذابين، ولا إلى عظماء العالم ذوى السلطان، بل يثق في الله الذي في يده كل الأمور. من لا يتكل على الله يواجه التعاسة بدلًا من التطويب، فعندما لم يتكل شعب الله عليه، وخافوا من سكان أرض كنعان، حرمهم الله من دخولها وماتوا في برية سيناء (عدد14: 22، 23). ع5: كَثِيرًا مَا جَعَلْتَ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي عَجَائِبَكَ وَأَفْكَارَكَ مِنْ جِهَتِنَا. لاَ تُقَوَّمُ لَدَيْكَ. لأُخْبِرَنَّ وَأَتَكَلَّمَنَّ بِهَا. زَادَتْ عَنْ أَنْ تُعَدَّ. لا تقوم: لا تحصى. تأمل داود في رعاية الله له، ولشعبه على مدى التاريخ، فوجد أن أعمال الله عجيبة تفوق العقل، وكثيرة لا يستطيع أن يحصيها. وأفكاره وتدابيره من نحو أولاده عظيمة جدًا. غرض داود من تأمله لأعمال الله هو أن يخبر بها الآخرين؛ ليمجد الله. ولكنه وجد أنه من المستحيل إحصاءها، وبالتالي اكتفى أن يتحدث عن بعضها، وهو ما استطاع أن يحصره ويتحدث عنه. ع6، 7: بِذَبِيحَةٍ وَتَقْدِمَةٍ لَمْ تُسَرَّ. أُذُنَيَّ فَتَحْتَ. مُحْرَقَةً وَذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ لَمْ تَطْلُبْ. حِينَئِذٍ قُلْتُ: «هأَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّى: الدرج: قطعة من الجلد، أو ورق البردى كانت تكتب عليه الكتابات قديمًا. أوضح داود أن الله يطلب طاعة وصاياه قبل تقديم الذبائح. والله يفتح أذنى داود ليسمع فيطيع؛ لأن الطاعة أفضل من تقديم ذبيحة. وتقديم الذبائح بدون طاعة وصايا الله لا يفيد شيئًا. وليس المقصود رفض تقديم الذبائح؛ لأن الله قد أوصى بها، ولكن يريد أن يعلن أن طاعة وصايا الله تفوق كل ذبيحة، سواء ذبيحة محرقة، أو ذبيحة خطية. لأنه بالطاعة يذبح الإنسان مشيئته، ويفضل مشيئة الله عما يريده هو. تكلم داود بروح النبوة عن المسيح، الذي يقول للآب أنه لم يسر بذبائح العهد القديم؛ لأنها كانت مجرد رمز، بل مسرته كانت في مجئ المسيح وتجسده، فهو الذبيحة المرموز إليها، التي ستقدم على الصليب، كما ذكر في درج الكتاب، أي نبوات العهد القديم. وتجسد المسيح هو طاعة الابن للآب، فطاعة المسيح أفضل من ذبائح المحرقة والخطية، ومجئ المسيح بتجسده، هو إتمام مشيئة الآب، لذلك قال "هأنذا جئت". ع8: أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». أحب داود الله، وصارت شريعة الله هى مسرته؛ لذا تمسك بها وطبقها في حياته، وكان يتلذذ بتنفيذها؛ لأنها صارت في قلبه وأحشائه، أي أنه شعر بها، وظهرت بعد هذا في سلوكه. وهكذا يشعر المؤمنون في كل جيل، فتصبح كلمة الله معاشة في قلوبهم وتصرفاتهم، بل تصبح حياتهم انجيلًا معاشًا. هذه الآية نبوة واضحة عن المسيح، الذي تجسد ليتمم مسرة، ومرضاة الآب، ويفعل مشيئته، التي هي فداء البشرية. وكانت شريعة الله في أحشائه، أي أعماقه؛ لأنه هو كلمة الله الأقنوم الثاني، الذي تجسد لنرى فيه كيف تطبق الشريعة في الحياة العملية. ع9، 10: بَشَّرْتُ بِبِرّ فِي جَمَاعَةٍ عَظِيمَةٍ. هُوَذَا شَفَتَايَ لَمْ أَمْنَعْهُمَا. أَنْتَ يَا رَبُّ عَلِمْتَ. لَمْ أَكْتُمْ عَدْلَكَ فِي وَسَطِ قَلْبِي. تَكَلَّمْتُ بِأَمَانَتِكَ وَخَلاَصِكَ. لَمْ أُخْفِ رَحْمَتَكَ وَحَقَّكَ عَنِ الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. يعلن داود أنه قد بشر بالله في وسط شعبه، وهو الجماعة العظيمة، سواء بقتل جليات، أو خدمته مع شاول الملك، أو احتماله مطاردة شاول، أو عندما ملك على شعب الله، واستمر متمسكًا ببر الله، فتكلم بشفتيه، وعلم المحبة لكل من حوله. والله يعلم قلب داود أنه مع الله، وليس مجرد كلمات ينطق بها بشفتيه (أع13: 22). هذه الآية أيضًا نبوة عن المسيح الذي بشر ليس وسط شعب اليهود فقط، بل بين الأمم أيضًا، إذ قدم البر والحب على الصليب في موته، وهو البار الذي بلا خطية لفداء البشرية كلها. وبشر في حياته على الأرض بشفتيه، واللتين ترمزان إلى العدل والرحمة، اللذين يكملان في تجسده وفدائه، وكل كلماته. والآب يعلم كيف أن الابن هو البار القدوس. ما زال المسيح يتكلم بأمانته وخلاصه من خلال الرسل، والكهنة، والخدام إلى هذا اليوم بعمل الروح القدس، ليس فقط في كلام البشير، ولكن أيضًا في الحياة المعاشة لأولاده. ولا يخفى أيضًا رحمته وحقه، أي غفران الله ومساندته لأولاده، بالإضافة لإنذاراته حتى يتوب أولاده. وذلك في الجماعة العظيمة، أي في العالم كله للمسيحيين؛ حتى يعيشوا في نقاوة، وللعالم كله حتى يؤمن ويتوب. † إعلن صوت الله لكل من حولك بتمسكك بوصايا الله وابتعادك عن كل شر، وتقديم محبتك لكل إنسان، فتصير نورًا للعالم وملحًا للأرض. (3) طلب النجاة من الشرور (ع11-17): ع11: أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَلاَ تَمْنَعْ رَأْفَتَكَ عَنِّي. تَنْصُرُنِي رَحْمَتُكَ وَحَقُّكَ دَائِمًا. يظهر اتضاع داود في طلبه أن يتراءف الله عليه، فهو يشبه العشار الذي طلب باتضاع رحمة الله فنال غفرانه، وهذا يؤكد أهمية الاتضاع في الحياة الروحية. يعتمد داود على رحمة الله في غفران خطاياه، ومساندته، بالإضافة إلى حق الله، أي عدله الذي يثبت في طريق البر، ويحكم ببطلان الشر، فبالرحمة والحق ينتصر داود على الشيطان، ويحيا مع الله غير متزعزع بنجاح الأشرار، بل ويصل إلى النصرة الكاملة في الحياة الأبدية. ع12: لأَنَّ شُرُورًا لاَ تُحْصَى قَدِ اكْتَنَفَتْنِي. حَاقَتْ بِي آثامِي، وَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أُبْصِرَ. كَثُرَتْ أَكْثَرَ مِنْ شَعْرِ رَأْسِي، وَقَلْبِي قَدْ تَرَكَنِي. حاقت: أحاطت. يتذكر داود إساءات الأعداء له، فيعلن أن الشرور أحاطت به من كل جانب، وأن سبب هذا خطاياه التي أحاطت به. وهذا يبين أن داود رجل تائب، يعزى الضيقات إلى كثرة خطاياه، وبمشاعر الندم هذه ينال مراحم الله وغفرانه. عندما كثرت خطايا داود أفقدته قدرته على التمييز، فلم يعد يبصر الله، وأيضًا مشاعره أي قلبه تركه، أي لم يعد يشعر بالله كما كان قديمًا، فهو في معاناة شديدة لكثرة خطاياه، لكنه عندما تاب استعاد استنارته الروحية. ع13: اِرْتَضِ يَا رَبُّ بِأَنْ تُنَجِّيَنِي. يَا رَبُّ، إِلَى مَعُونَتِي أَسْرِعْ. الآيات بدءًا من هذه الآية وحتى نهاية المزمور تتكرر في المزمور السبعين. ونجد فيها توسل من داود إلى الله القدوس؛ ليتنازل ويرضى أن ينجيه من خطاياه الكثيرة التي أشار إليها في الآية السابقة. فداود مستمر في اتضاعه وتذللـه أمام الله، ولكن في رجاء ثابت أن يرفع عنه الضيقات المستمرة المحيطة به. لضيق أيوب الشديد من خطاياه يعلن حاجته السريعة لتدخل الله؛ ليرفعها عنه، ويعيد إليه بنوته وعلاقته بالله؛ فيسنده حتى لا يسقط مرة ثانية. ع14، 15: لِيَخْزَ وَلْيَخْجَلْ مَعًا الَّذِينَ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لإِهْلاَكِهَا. لِيَرْتَدَّ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلْيَخْزَ الْمَسْرُورُونَ بِأَذِيَّتِي. لِيَسْتَوْحِشْ مِنْ أَجْلِ خِزْيِهِمِ الْقَائِلُونَ لِي: «هَهْ! هَهْ!» ليستوحش: ليخاف ويرتعب. هه هه: تعبير عن الشماتة. يطلب داود من أجل الأشرار الذين يريدون إهلاكه، ليس طلب انتقام منهم، بل أن يلحقهم الخزي والخجل؛ ليعرفوا نتيجة شرورهم، فيبتعدوا عن الشر، ويتوبوا، وبالتالي يرجعون إلى الله، فهو يصلى لأجلهم ولا يشمت فيهم. بل يطلب أن يرتدوا إلى الوراء عن خطاياهم، أي يندمون عنها. عندما ترى الشياطين خزى الأشرار، الذين حاولوا أن يؤذوا ويهلكوا داود يخافون ويرتعبون، إذ يرون أن شماتتهم قبلًا بداود، بقولهم "هه هه"، لم تنفع شيئًا. كما شمتوا قديمًا بآدم عند سقوطه، ولكن المسيح تجسد وفدى البشرية. ع16: لِيَبْتَهِجْ وَيَفْرَحْ بِكَ جَمِيعُ طَالِبِيكَ. لِيَقُلْ أَبَدًا مُحِبُّو خَلاَصِكَ: «يَتَعَظَّمُ الرَّبُّ». آمن داود بأن الله مخلصه، فاشتهى أن يشاركه فرحه كل أولاد الله الذين يطلبونه. فداود يشعر بعضويته في جماعة شعب الله، ويريد أن يشتركوا معًا في الأفراح والأحزان. ووسط هذه الأفراح وتمتعهم بالخلاص يعظمون الرب واهب هذا الخلاص. تظهر محبة داود لطالبى الرب في دعوتهم للفرح "ليبتهج ويفرح" بالله، والالتجاء إليه في كل احتياجاتهم "جميع طالبيك"، ثم يسبحون الله، ويعظمونه "ليتعظم الرب"، وأخيرًا يشتاقون لخلاصه الأبدي، أي ملكوت السموات "محبو خلاصك". ع17: أَمَّا أَنَا فَمِسْكِينٌ وَبَائِسٌ. الرَّبُّ يَهْتَمُّ بِي. عَوْنِي وَمُنْقِذِي أَنْتَ. يَا إِلهِي لاَ تُبْطِئْ. يختم داود مزموره باتضاع معلنًا أنه فقير وبائس، أي ليس له رجاء، أو قوة إلا في الله معينه. ومن أجل اتضاعه ينال مراحم الله العظيمة، بخلاف الشياطين وأتباعهم الأشرار المتكبرين والشامتين، الذين يخجلون ويخزون. يختم داود مزموره بالصلاة أيضًا، فيطلب معونة الله بسرعة؛ لأن الضيقة ما زالت محيطة به، ويثق في أن الله سيتدخل؛ لأن لداود علاقة شخصية ودالة عند الله، فيقول له "عونى ومنقذى .. إلهى" وهكذا أيضًا ختم موسى تسبيحته بعد عبوره البحر الأحمر بالصلاة وتمجيد الله (خر15). † على قدر ما تتضع تصل صلواتك إلى الله، وتنال كل عون، بل ويسرع إليك أكثر مما تتخيل. |
||||