27 - 01 - 2017, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 16061 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل يمكن أن يكون المؤمن تحت اللعنة؟ هل يسمح الله بأن تأتي اللعنة على المؤمن؟ الجواب: يقول الكتاب المقدس: "كالعصفور للفرار وكالسنونة للطيران، كذلك لعنة بلا سبب لا تأتي" (أمثال 26: 2). هذا معناه أن اللعنات ليس لها أي تأثير. الله لا يسمح أن تأتي اللعنات على أولاده. لأن الله هو الملك. ليس لأحد سلطان أن يلعن من رأى الرب أن يباركه. الله وحده بيده إعلان الدينونة. إن "الرقي" يوصف دائماً في الكتاب المقدس بطريقة سلبية. إن سفر التثنية 18: 10-11 يذكر من يرقون رقية ضمن أولئك الذين يرتكبون أفعالاً "مكروهة عند الرب"، مثل الذين يجيزون أبناءهم في النار، والسحرة، والذين يسألون الجان والتابعين، والذين يستشيرون الموتى. يقول ميخا 5: 12 أن الله سيبيد السحرة والعائفون. يصف رؤيا 8 السحر على أنه جزء من الخداع الذي سيستخدمه ضد المسيح و"مدينته العظيمة بابل" (الآيات 21-24). ورغم أن الضلال في الأيام الأخيرة سيكون عظيماً بقدر أنه حتى المختارين قد يضللون ما لم يحمينا الله (متى 24: 24)، إلا أن الله سيبيد الشيطان تماماً في النهاية، وكذلك ضد المسيح، وكل من يتبعهم (رؤيا الإصحاحات 19-20). إن المؤمن مولود ثانية كخليقة جديدة في المسيح يسوع (كورنثوس الثانية 5: 17)، ونحن نحيا دائماً في محضر الروح القدس الذي يحيا في داخلنا والذي نكون تحت حمايته المستمرة (رومية 8: 11). ليس علينا أن نقلق بشأن محاولة أي شخص إلقاء لعنات من أي نوع علينا. إن الفودو، والسحر، والحجاب، واللعنات ليس لها سلطان علينا لأنها تأتي من الشيطان، ونحن نعلم "أن الذي فيكم (المسيح) هو أعظم من الذي (الشيطان) في العالم" (يوحنا الأولى 4: 4). لقد غلب الله الشيطان، ونحن تحررنا لنعبد الله بلا خوف (يوحنا 8: 36). الرب نوري وخلاصي – ممن أخاف؟ الرب حصن حياتي – ممن أرتعب؟" (مزمور 27: 1). |
||||
27 - 01 - 2017, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 16062 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هم آباء الكنيسة الأوائل؟ الجواب: ينقسم آباء الكنيسة الأوائل إلى ثلاث مجموعات أساسية: الآباء الرسل، آباء ما قبل مجمع نيقية، وآباء ما بعد مجمع نيقية. الآباء الرسل مثل القديس كليمنت من روما، والذين كانوا معاصرين للرسل وفي الغالب تعلموا على يديهم، وحملوا التقليد والتعليم الرسولي من الرسل الأوائل أنفسهم. لينس، المذكور في تيموثاوس الثانية 4: 21 أصبح أسقف روما بعد استشهاد بطرس الرسول، وكليمنت جاء بعد لينس. لهذا يعتبر كل من لينُس وكليمنت من الآباء الرسل. ولكن، يبدو أنه لا توجد أية كتابات تنسب إلى لينُس، بينما بقيت كثير من كتابات القديس كليمنت. مع بداية القرن الثاني كان أغلب الآباء الرسل قد رحلوا ماعدا القلائل الذين ربما كانوا تلاميذ ليوحنا، مثل بوليكارب. ويقول التقليد أن يوحنا الرسول قد إنتقل في أفسس حوالى عام 98 م. كان آباء ما قبل مجمع نيقية هم الذين جاءوا بعد الآباء الرسل وقبل مجمع نيقية الذي إنعقد في عام 325 م. أشخاص مثل، إيرينيوس، إغناطيوس، وجاستين مارتير هم من آباء ما قبل مجمع نيقية. إن آباء ما بعد مجمع نيقية هو الذين جاءوا بعد إنعقاد مجمع نيقية في عام 325 م. وهم رجال معروفون مثل أغسطينوس، والأسقف هيبو، والذي يعرف غالباً بأنه أبو الكنيسة (الكاثوليكية) بسبب مجهوداته في مجال العقيدة الكنسية؛ وكريسوستوم، المدعو "ذهبي الفم" بسبب مهاراته الخطابية الممتازة؛ ويوسابيو، الذ كتب تاريخ الكنيسة منذ ولادة الرب يسوع حتى عام 324 م. أي ما قبل مجمع نيقية بعام واحد. وهو يعتبر ضمن مرحلة ما بعد مجمع نيقية لأنه لم يكتب سجله التاريخي حتى ما بعد إنعقاد مجمع نيقية. أيضاً من آباء ما بعد مجمع نيقية نجد جيروم، الذي قام بترجمة العهد الجديد اليوناني إلى الترجمة اللاتينية التي تعرف بالفولجاتا، وآمبروز الذي كان مسئولاً بصورة كبيرة عن تحول الإمبراطور قسطنطين إلى المسيحية. بماذا كان الآباء الأوائل يؤمنون؟ كان الآباء الرسل مهتمون جداً بأن يظل إعلان إنجيل المسيح تماماً كما أعلنه الرسل أنفسهم. لم يكونوا مهتمين بتكوين أو تشكيل معتقدات لاهوتية، لأن الإنجيل الذي تسلموه من الرسل كان كافياً بالنسبة لهم. كان للآباء الرسل نفس حماس الرسل من جهة كشف أية تعاليم زائفة في الكنيسة الأولى. لقد حفظت أصالة الرسالة نتيجة رغبة الآباء الرسل في الإبقاء على الأمانة للإنجيل الذي تعلموه من الرسل. حاول آباء ما بعد مجمع نيقية أن يظلوا أمناء لرسالة الإنجيل، ولكن أضيفت لهم هموم أخرى. فقد كان هناك عدة كتابات مرتجلة تزعم أنها بنفس قيمة كتابات بولس وبطرس ولوقا الموثوق بمصداقيتها. كان الهدف من هذه الكتابات المزيفة واضحاً. فلو أمكن أن يقبل جسد المسيح وثائق مزيفة فيمكن أن تزحف التعاليم الخاطئة إلى الكنيسة. لهذا أمضى آباء ما قبل مجمع نيقية الكثير من وقتهم للدفاع عن الإيمان المسيحي أمام التعاليم المزيفة، وهذا أدى إلى بداية تشكيل العقيدة الكنسية المقبولة. قام آباء ما بعد مجمع نيقية بمهمة الدفاع عن الإنجيل أمام كل الهرطقات، ولهذا صار إهتمامهم المتزايد هو وسائل الدفاع عن الإنجيل أكثر مما هو توصيل رسالة الإنجيل الحقيقية النقية. ولهذا بدأوا يبتعدون عن الأصالة التي كانت تميز الآباء الرسل. كان ذلك هو عصر اللاهوتيين والمناقشات التي لا تنتهي بشأن ألغاز مثل: "كم عدد الملائكة الذين يمكنهم أن يرقصوا على طرف دبوس؟" إن آباء الكنيسة الأولى هم قدوة لنا في معنى إتباع المسيح والدفاع عن الحق. لم يكن أي من آباء الكنيسة الأوائل كاملاً، كما أنه ليس أحد فينا كامل. كان لبعض آباء الكنيسة الأوائل معتقدات يرى أغلب المؤمنين اليوم أنها خاطئة. فما تطور ليصبح العقيدة الكاثوليكية كانت جذوره في كتابات آباء ما بعد مجمع نيقية. وفي حين يمكننا أن نتعلم الكثير من دراستنا لكتابات الآباء الأوائل، إلا أن إيماننا في النهاية يجب أن يكون مؤسساً على كلمة الله، وليس كتابات القادة المسيحيين الأوائل. كلمة الله فقط هي مرشد إيماننا وحياتنا المعصوم من الخطأ. |
||||
28 - 01 - 2017, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 16063 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تعرف كيف كان يصوم الأباء الأولون هم الآباء الذين عاشوا قبل الطوفان أى منذ آدم والى نوح حيث إننا نجد فى سفر التكوين الاصحاح الخامس سجل لهؤلاء الآباء إننا نسمع داود النبي يقول : "أذللت بالصوم نفسي" (مز 35: 13) ، ويقول : "أبكيت بالصوم نفسي" (مز 69: 10) ، ويقول أيضاً : "ركبتاي ارتعشتا من الصوم" (مز 109: 24) . كما أنه صام لما كان ابنه مريضاً ، وكان يطلب نفسه من الرب . وفي صومه "بات مضطجعاً على الأرض" (2 صم 12: 16) . وقد صام دانيال النبي (دا 9: 3) ، وصام حزقيال النبي أيضاً (حز 4: 9). ونسمع أن نحميا صام لما سمع أن سور أورشليم مُنهَدِم وأبوابها محروقة بالنار (نح 1: 3، 44) . وكذا صام عزرا الكاهن والكاتب ، ونادى بصوم لجميع الشعب (عز 8: 21) . وقد قيل عن حنه النبية إنها كانت " لا تفارق الهيكل عابده بأصوام وطلبات "(لو 2: 37) نصلى كى يعطينا الله القوة ونصوم مثلما صام الأباء الأولون وهذه بعض اقوال الاباء عن الصوم: 1-لا تصم بالخبز والملح, وأنت تأكل لحوم الناس بالدينونة والمذمة. لا تقل أنك صائم صوما نظيفا وأنت متسخ بكل الذنوب. (الانبا يوساب الأبح) 2-إن الصوم يا أولادى هو أول وصية سلمها الله للبشرية حين أمرأبوينا الأولين "آدم وحواء"أن لا يأكلوا من بعض أثمار الجنة. والصوم هو أول عمل قام به ربنا وسيدنا يسوع المسيح بعد العماد , قبل أن يبدأ عمله الكرازى وسط الناس؟. والصوم هو أول عمل قام به آباؤنا الرسل القديسون عندما رفع عنهم العريس. (البابا كيرلس السادس) 3-الصوم الحقيقى هو الذى يتدرب فيه الصائم على ضبط النفس ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة. (البابا شنودة الثالث) 4-فى الصوم ادخل إلى قلبك وافحصه بدقة لتعرف بأى أفكار وأوجاع هو يرتبط. (القديس ثيوفان الناسك) 5-بالصوم كانت الكنيسة تدرب أولادها على الزهد بالزهد وكانت تدربهم على ترك الدنيا والاستشهاد. (البابا شنودة الثالث) 6-الصوم هو الوسيلة لضبط الأهواء والشهوات حتى تنسجم حياة المسيحى مع روح الله الذى يقوده فى طاعة وخضوع. (القمص بيشوى كامل) 7-تدرب إذن على الصوم فالصوم يتمشى مع السهر مع الله وقضاء الليل فى الصلاة.( البابا شنودة الثالث) 8-هل سمعتم عن الصوم الذى يخرج الشياطين ؟ أهو مجرد إمتناع عن الطعام؟ كلا بلا شك بل إنها علاقة قوية تربط الصائم بالله . |
||||
30 - 01 - 2017, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 16064 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماهي علامات نهاية الأيام؟ فى الاصحاح الثامن من 5:24 يوضح لنا فيها القديس متى علامات نهايه العالم قال ان كثيرين سياتون ويقولون انا يسوع المسيح وسينتشر الانجيل فى جميع العالم واليهودين سيئمنون بالسيد المسيح بعد ان سلموه الى الرومان مطالبون بصلبه في الأيام الأخيرة سيُحَل الشيطان من سجنه كقول الكتاب وايضا عوده اخنون وايليا الى الارض وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب أنظروا، لا ترتاعوا، لأنه لابد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهي بعد. لأنه تقوم أمة علي أمة ومملكة علي مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ولكن هذه كلها مبتدأ الأوجاع." فالزيادة في عدد الأنبياء الكذبة والمجاعات والأمراض المستعصية والكوارث الطبيعية – مجرد علامات لأقتراب نهاية الأيام. وفي هذا الجزء نجد تحذير بألا نخدع (متي 4:24)، لأن كل هذه العلامات هي مجرد بداية الأوجاع (متي 8:24). فالنهاية لم تأتي بعد (متي 6:24). وكثيراً ما يشير المفسرين الي كل زلزال، كل قضية سياسية وكل هجمة علي اسرائيل علي أنها بداية نهاية الأيام. وهي ليست بالضرورة علامات تشير أن هذه هي نهاية الأيام. والرسول بولس حذر من زيادة في التعاليم الخاطئة في نهاية الأيام. "أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الأيمان، تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين" (تيموثاوس الأولي 1:4). والأيام الأخيرة تصف بال "الأيام العصيبة" بسبب ازدياد شر الأنسان وأن الأنسان سينشط في "رفض الحقيقة" (تيموثاوس الثانية 1:3-9 و أيضاً أنظر تسالونيكي الثانية 3:2). وهناك علامات أخري تتضمن اعادة بناء المعبد في أورشليم، زيادة الحروب نحو اسرائيل، واتجاهات نحو توحيد حكومات العالم. ومن أبرز العلامات لنهاية الأيام هي قيام دولة اسرائيل، واعلانها دولة مستقلة في عام 1948 لأول مرة في التاريخ منذ سنة 70 ميلادياً. وقد وعد الله أبراهيم أن أرض كنعان ستظل ممتلك أبدي (تكوين 8:17). وقد تنبأ حزقيال بالنهوض الروحي والمادي لأسرائيل (حزقيال 37). فنري أهمية النبؤات المتعلقة بشعب اسرائيل وعلاقتها بالأيام الأخيرة (دانيال 14:10 و 41:11 ورؤيا 8:11). وبأخذ هذه العلامات في الأعتبار، يمكننا أن نكون حكماء عندما نتأمل في مايجب علينا توقعه في الأيام الأخيرة. ولكن يجب علينا الا نفسر أي حدث منفرد بأنه العلامة الأكيدة ببدء نهاية الأيام. فالله أعطانا علامات كثيرة والغرض من هذه العلامات أن نكون مستعدين ولكن غير متكبرين. |
||||
31 - 01 - 2017, 11:30 AM | رقم المشاركة : ( 16065 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح نزل الجحيم قام وحطم القيود حسب تعاليم الإنجيل المقدس والكنيسة والآباء: السيد المسيح نزل بروحه الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي، وبشر الموتى الذين راقدوا علي رجاء لقد بشرهم بأن الخلاص قد تم، وأنه قد دفع ثمن الخطية نيابة عنهم. وإذا قد فداهم، ينقلهم إلي الفردوس وقد حدث ذلك في نفس يوم الصلب، كما قال اللص اليمين (اليوم تكون معي في الفردوس) (لو 23: 43) إذن باب الفردوس قد فتح في نفس يوم الصلب، ودخل إليه المسيح ومعه اللص اليمين وأبرار العهد القديم الراقدين علي رجاء. وفي نفس يوم البشري هذه كان جسد السيد المسيح في القبر. إذن قد بشر الراقدين في العالم السفلي بروحة فقط. فهو قد دخل من خلال آلامه مستنقع وحدتنا المخيف كل شيء تغيّر منذ ان نزل يسوع حتى الموت لأن في الموت اليوم تسكن الحياة أي المحبة. “وأما أنه «صعد»، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى. الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السماوات، لكي يملأ الكل. (الرسالة الى أهل أفسس ٤، ٩ – ١٠) لكن الى أين نزل؟ إن المعنى الأول الذي أعطته المسيحية لنزول يسوع الى الجحيم هو أن يسوع عرف الموت شأنه شأن كل البشر أي أنه مات حقاً والتقى الأموات في مثواهم وفتح أبواب السماء لمن سبقه. وتؤكد رسالة القديس بطرس الأولى على ذلك: “فإنه لأجل هذا بشر الموتى أيضا” فوصل الخلاص الى كل البشر وأصبح المسيح يحمل مفاتيح الموت وموطأ الأموات. |
||||
31 - 01 - 2017, 11:50 AM | رقم المشاركة : ( 16066 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شرح وتفسير المزمور الأول - طوبى - الجزء الأول من الشرح
شرح وتفسير المزمور الأول (أول كلمة في المزمور "طوبى") *** الجزء الأول من الشرح *** + طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ. لَكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَاراً وَلَيْلاً. فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِيِ الْمِيَاهِ الَّتِي تُعْطِي ثَمَرَهَا فِي أَوَانِهِ وَوَرَقُهَا لاَ يَذْبُلُ. وَكُلُّ مَا يَصْنَعُهُ يَنْجَحُ. لَيْسَ كَذَلِكَ الأَشْرَارُ لَكِنَّهُمْ كَالْعُصَافَةِ الَّتِي تُذَرِّيهَا الرِّيحُ. لِذَلِكَ لاَ تَقُومُ الأَشْرَارُ فِي الدِّينِ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ. لأَنَّ الرَّبَّ يَعْلَمُ طَرِيقَ الأَبْرَارِ أَمَّا طَرِيقُ الأَشْرَارِ فَتَهْلِكُ.هذا المزمور العظيم يعتبر مقدمة لكتاب المزامير المقسم لخمسة كتب كما سبق وشرحنا في مقدمة المزامير، ويعتبر مدخل هام للغاية للسفر بل وللحياة والشركة مع الله، لأن فيه سرّ النُصرة والغلبة الحقيقية للنفس على قوى الشر والفساد التي تعمل في أبناء المعصية، لذلك بدأ بكلمة طوبى وهي المفتاح لفهم المزمور، لأن كلمة طوبى تعتبر عند الكثيرين كلمة مبهمة غير مفهومة في عمقها الروحي واللاهوتي الموجود في الكتاب المقدس، لأنها شُرحت في إطار ضيق للغاية لأن الكل استبدلها بكلمة يا بخت أو يا لسعادة، مع أنها تحمل معنى أعمق من هذا الشرح والتفسير، لذلك يهمنا أن نشرحها بدقة وباختصار وتركيز: أصل كلمة "طوبى" تأتي في العبرية واليونانية كالتالي: אַ֥שְֽׁרֵי - μακάριοςوالمعنى هنا يُشير للبركة، بمعنى المبارك من الله، وهي تحمل أيضاً معنى التكريس المقدس والنعيم والسعادة التي تأتي من الراحة، لأن الراحة والسلام والسعادة التي تولد الرضا في النفس، تأتي دائماً من بركة الله للإنسان، فالبركة هنا تعني أن الله وضع يده على رأس الإنسان وقدسه ودشنه وكرسه وانسابت منه نعمة خاصة لا رجعة فيها، لأن عطية الله تُعطى على أساس عهد مقطوع صادق لا رجعة فيه، فهنا أعطى الله للإنسان بركة = سلام يدوم وراحة داخلية ثابتة تولد فرح ومسرة خاصة في النفس مع لذه لا تنقطع، فلو أحببنا أن نبدل الكلمة في الترجمة، نبدلها بكلمة البركة كفعل مستمد من الله، لأنه هو فقط صاحب البركة ومُعطيها هنا، فيُمكننا القول (مبارك من الله الرجل أو البركة للرجل الذي لم يسلك في طريق الخطاة..) وهنا يعرفنا (على وجه التحديد) هذا المزمور المقدم للأتقياء طريق البركة العملي والدخول في سرّ السعادة بسبب الراحة الإلهية والسلام العميق، أي لو هناك من يُريد أن يحصل على بركة الله الخاصة عليه أن يعيش ويحيا بهذه الطريقة، لأن البركة للرجل، أي رجل الإيمان الصالح، لأنه لا يسلك في طريق الخطاة.. الخ. لذلك لو أحببنا أن نضع عنواناً للمزمور فيُمكننا أن نُسميه "طريق البركة"، لأن البركة ليست مجرد كلمة عادية سهلة، لكنها هبة نعمة ثابتة للنفس من الله الحي تولد السعادة باستمرار وازدياد، وهي تأتي للإنسان الذي دخل في سرّ حياة التجديد، وبدأ يحيا بالإيمان الحي الفاعل أي العامل بالمحبة، وفعل هذا الإيمان يجعله يحيا عملياً وفق كلمات هذا المزمور الهام للغاية، ومن هُنا ندرك لماذا وضع المزمور في بداية جميع المزامير، بل هو يعتبر سرّ الدخول لكلمة الله بشكل عام، لذلك فهو يضع الطريق الشرعي السليم لفهم ومعرفة كلمة الله، لأن لن يستطيع أحد قط أن يستوعب غنى مجد أسرار كلمة الله الحية إلا بهذه الطريقة الموجودة في هذا المزمور، بل ولن تكون فعاله فيه إلا بهذه الطريقة، لأن هذا هو طريق الأتقياء محبي الله الحي، والطريق الصحيح لفهم كلمة الله ومعرفة مجد أسرارها المُحيية المستتر في باطنها. وطبعاً ممكن نقيس هذا المعنى على كل آية أتت فيها كلمة الطوبى، لأن التطويب أي بركة الله تحل على الإنسان بالطريقة الموجودة بعد الكلمة مباشرة وأحياناً يوضح ما قبلها ما سيأتي بعدها، وأيضاً البركة تُعطى لهدف واضح في الآيات، لذلك علينا أن نأخذ الآن جولة سريعة مختصرة ومركزة عن التطويب في الكتاب المقدس، لكي نعرف متى نحصل على هذا التطويب أي بركة الله = السلام والراحة والفرح والمسرة والسعادة الحقيقية والنعيم الأبدي، وأيضاً لا بد من أن ندرك أن الإنسان يستحيل أن يحيا مع الله بدون نوال الطوبى أو نوال بركة خاصة أي نعمة، لذلك دائماً حينما يتكلم عن الدخول للحياة الأبدية والراحة في الرب لازم يُشير أن هناك بركة خاصة لتتميم هذا الأمر، وعموما لن نستطيع أن نتوسع في آيات الطوبى وشرحها لكن سنكتفي بأن نقرأ معاً بعض الآيات للتوضيح وعلينا أن نركز فيها جداً، وأتركها لكم تستقوا منها وتشبعوا: + طُوبَى لِرَجُلٍ لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ (مزمور 32: 2) |
||||
31 - 01 - 2017, 11:59 AM | رقم المشاركة : ( 16067 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سؤال عن مشكلة الألم
سؤال من أحد الأحباء يقول:أنا عندي مشكلة في الفهم، مش قادر أفهم مشكلة الألم، وهل الله يتألم لآلامنا، هل يشترك في الألم أم لا يتألم لأنه منزه عن ذلك، سمعت كلام كتير من هنا وهناك، هناك رفض تام بأن الله يتألم، البعض بيتخذ اتجاه معاكس، أنا مش فاهم ومش عارف ايه الموضوع وازاي استوعبه مش مجرد كلام انا عايز حاجة تشبعني انا مش حاجة اعرفها لأني زهقت من المعرفة والجدل والمناقشات؟ _____ الإجابة _____في الحقيقة أن مشكلة الألم في الكتاب المقدس = لا إجابة، لأنك لو نظرت لحالة أيوب مثلاً ستجد انه دخل في معضلة الألم وتسائل على مدى السفر كله عن هذه المشكلة وكل من حوله لم يستطع أن يعطيه إجابة شافيه تُشبعه وتريح قلبه لأنه لا يوجد إجابة فعلاً، ولكن في النهاية خرج بنتيجة واحدة فقط وهي خبرة رؤية الله لأنه قال: بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي (أيوب 42: 5) وفي الواقع الروحي واللاهوتي ليس كل سؤال ينبغي أن تتم إجابته إجابه نموذجية لتُريح عقل وفكر الإنسان، فهناك أمور لا يستطيع إنسان أن يدرك مداها أو يفسرها ويشرحها ويُجيب عنها، بل بالعكس بيبرهن في تلك الساعة عن أن هناك جهل بسبب ظلمة موجوده في ركن معين من جهة انفتاح المعرفة الكاملة في كل شيء، لأن مشكلة الناس أنها تظن أن معرفتها السليمة تُستقى من الكتب، وهذه هي المعضلة الحقيقية، لأن هناك أمور تحتاج تذوق وخبرة واقعية في صميم الحياة الشخصية، وبالنسبة للألم من جهة الخبرة وليست المعلومة مكتوب: + فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ (اشعياء 63: 9)هنا عن نفسي لا أستطيع بل وأعجز تماماً عن شرح معنى تضايق من ناحية الكيفية والشعور، وكل من يحاول يشرحها من جهة طبيعة الله بالتفصيل ويصف هذا الشعور في جوهر الطبيعة الإلهية فهو يبرهن على جهله الشديد وانه ارتقى فوق ما ينبغي، لأن هذا الموضوع يأتي بالخبرة والمشاهدة وليست بالفكرة والمعلومة. فالله يُشاركنا أحاسيسنا وآلامنا ويشعر بها ويتدخل بالمحبة في صميم حياتنا اليومية، لكن كل هذا يتم بطريقة ما حسب قدرة استيعابنا، حسب قامتنا، لأنه بيتنازل لضعفنا ويتعامل معنا مثل الأب الذي يتعامل مع الطفل الصغير الذي لا يقدر أن يعرف اتساع الحب الأبوي إلا بعد أن ينضج وبختبر حالة الأبوة، والأبوة نتذوقها في البنوة، لذلك الله قصد يعطينا البنوة في المسيح لنتذوق أبوته ونرتقي فوق المشاعر والأحاسيس التي فسدت فينا بسبب عدم قدرتنا على الانفتاح على شخصه القدوس الذي يفوق في طبيعته كل أفكار البشر وقوانين الجسد.فحينما تتقدس المشاعر وتدخل في حالة التجديد الواقعي الملموس ندخل في حالة وعي وإدراك لمشاعر تفوق كل تصور ذات حس فوقاني فوق الطبيعي، لأن الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً (1كورنثوس 2: 14) عموماً أن كل حديث يقودنا للتفكير خارج نطاق خبرة البنوة في المسيح لن يجعلنا ندرك الطبيعة الإلهية التي تشدنا لفوق لنتغير لهذا الطبع وندخل في الأسرار العلوية الفائقة الإدراك والغير مُعبر عنها بكل نطق بشري، فكثيراً من الناس على مر العصور دخلوا في هذا النقاش والجدل عن الألم وتألم الله من عدمه، ووصلوا في النهاية لطريق مسدوود وفكر مبهم غير واضح وظل التشويش قائم، بل والبعض انجرف وراء مشاعره وتفكيره الفلسفي وأسقطه على الله مما أوقعه في هرطقات اقتنع بها، والبعض الآخر ألحد وترك الإيمان كله، وذلك لأنه في الواقع والحقيقة لم يختبر ولم يتذوق قوة المحبة الإلهية لأن معرفته بالله لم تتعدى الكتب ولم تتخطى المعلومات العقلية.لكن كل من دخل في سرّ البنوة وانتظر النمو في القامة والنعمة وترك الروح القدس يدخله في سر الإعلان الإلهي ومعرفة الله شخص حي وحضور مُحيي، فأنه يعرف غنى وأسرار اللاهوت الغير معبر عنها وسيدرك في ذلك الوقت ويعي كل ما لا يستطيع أن يفهمه لا من كتب ولا من شروحات ولا مراجع، لأن هناك أمور لا تحتاج مراجع بل تحتاج انفتاح ورؤية. فطبيعة الله المحبة وحقيقة المشاعر الحقيقية النابعة منها مستحيل تُعرف من كتب ولا مراجع ولا حتى آباء، بل من الله مباشرة بروحه لكل نفس تتذوق هذا الحب وتحيا به، فمن المستحيل - في المطلق - أن يصل إنسان لمدى أتساع طبيعة الله الغير مدركه حتى لجميع الملائكة والأنبياء وحتى الرسل، لأن اتساعه يفوق كل ما يعيه البشر والملائكة، فمن جهة حبه الفائق من هو هذا الجدير بأن يصفه أو يشرح مدى اتساعه الفائق والغير مُعبَّر عنه، لأن مهما ما عرفنا وأدركنا سنظل نعرف بعض المعرفة ونفهم بعض الفهم، وندرك بعض الإدراك، ولكن حينما يأتي الكامل سيبطل البعض، لكن علينا الآن أن نسعى جادين في طلب الخبرة وقيادة الروح القدس في استمرار وجودنا في مخادعنا ننتظر عمل نعمة الله ونطلبها بإصرار واستمرار حتى تأتينا وحينئذٍ فقط سنستوعب ونفهم ونعرف لا كلاماً بل خبرة شركة حياة حقيقية مع الله الذي دعانا بالمجد والفضيلة لكي نكون شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة الردية. وفي النهاية اقول أن مهما ما تحدث الناس فأنهم لن يحلوا مشكلة الألم إطلاقاً، ممكن يحلوها نظرياً، لأن كل حل فكري وكلام منقول والا مكتوب حسب رؤية كل واحد وبحثه سيكون في النهاية عبارة عن مهاترات وصارع قائم لا ولم ولن ينتهي بين مؤيد ومعارض، وبين المتفلسف والعارف، وبين القارئ والغير قارئ، وبين المتعلم والأُمي، وبين السوي نفسياً والمريض والمعقد.. الخ، وستجد جميع الأطراف في النهاية بيحاولوا باستماته يقنعوا بعضهم البعض، وهيهات ان اتحل الموضوع وانتهت المشكلة، بل سيظل الصراع قائم والبعض سيقتنع إلى حين ثم يعود يتسائل ويشتكي ويعود لنفس الدوامه عينها حينما يقع في مشكلة الآلم من الناحية الشخصية، لكن من يدخل في الخبرة الحقيقية مع الله يدخل في نفس ذات خبرة أيوب عينها: +++ بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي +++ |
||||
31 - 01 - 2017, 12:00 PM | رقم المشاركة : ( 16068 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دوافع النفس الخفية ما بين سقوطها ونموها السليم
دوافع النفس الخفية ما بين سقوطها ونموها السليم سلام في روح الاتضاع والمحبة المنسكبة من الله حقاً أن كل من لا يدرك وصية الرب ولا يعرف إرادته فأنه – طبيعياً دون أن يدري – يتبع هواه الخاص فيسير في طريق يظهر أمامه مستقيماً، كله راحة لنفسه ويتفق مع شعور قلبه وعاطفته ولكن عاقبته طريق الموت (أمثال 14: 12)، لذلك نرى كثيرين في البداية تحركهم غيرة وحماسة عظيمة تجعلهم يحسون بفرح غير حقيقي وسلام زائف متقلب، وبعد ذلك ينقلب إلى حزن وكآبة شديدة تضغطهم وتحل فيهم كل أوصال المحبة التي لم تكتمل في قلوبهم. أما من يجلس متأنياً في صلوات كثيرة عند نهر كلمة الحياة، إنجيل بشارة الملكوت، نطق الله الحي، واضعاً في قلبه وفكره أنه لن يتبع سوى إرادة الرب المعلنة في كلمته، فأنه يتحمل مشقة كثيرة في البداية ولكنه بعد ذلك يجد راحة وفرحاً وسلاماً ثابتاً لا يُنزع منه. ولهذا ينبغي علينا جميعاً ألا نتسرع في عمل شيء ما على هوانا ترتاح له نفوسنا، وتهتاج له عواطفنا، حتى لو كان شكله صالح وكل الناس تمتدحنا عليه، بل ونجده متوافق مع الاندفاعات الروحية، بل ينبغي أن ننتظر ونتأنى كثيراً جداً ونصغي للتعليم الإلهي متوسلين للروح القدس أن يرشدنا ويوجهنا ويفتح آذان قلبنا وينقينا من دوافعنا الخفية الباطلة. يا إخوتي انتبهوا لأنفسكم، لأن كثيرين بدأوا الطريق ونالوا لمسة إلهية غيرت مجرى حياتهم، ولكن بسبب عدم تأنيهم ومعرفة نفوسهم على حقيقتها وانتظروا تنقية قلوبهم، ضلوا الطريق لأنهم لم يستطيعوا أن يميزوا ما بين انفعالاتهم الطبيعية الصادرة من هوى نفوسهم، وبين وصية الله وإرادته الحقيقية التي ينبغي أن يتبعوها. لذلك أعملوا يقيناً: أن اتبعنا هوانا فلن نحظى بمعونة الله التي تُدَّعم كل طرق الإنسان وتُنجحها، لأنه إن فعل أحد شيئاً متصوراً إنه من قِبَلّ الرب بينما هو في حقيقته صدى لإرادته فإن الرب لن يُساعده، فتمتلئ نفسه مرارة ويكون قلبه ضعيفاً في كل عمل تمتد إليه أيديه وبحجة التقدم والنمو يُمكن أن يسير في طريق خاطئ يؤدي به لموت نفسي وروحي مُحقق، إلى أن يسخر في النهاية من الإيمان كله. صدقوني كم رأيت وسمعت من أُناس تجاديف واضحة واستهزاء بالكتاب المقدس بل والطريق الروحي كله، مع أنهم كانوا غيورين جداً ممتلئين بكل حماس، يعظون ويكرزون ويتكلمون عن عمل الله وينطقون بكلمة الحياة بدراسات عظيمة ويقدمون معرفة روحية ولاهوتية عميقة، لكن بعد حين دخلوا في حالات كآبة وحزن شديد، وفي هذا الضيق تزعزع سلامهم الوهمي وظنوا أن العيب ليس فيهم بل في الإنجيل وكلمة الله واعتبروها في النهاية وهم وضلال، بل ورفضوا وجود الله واعتبروا كل حديث عنه وهم وتخدير للنفس، فمنهم من ألحد، ومنهم من مضى في شهوته وعاد لخطاياه بشكل أوسع وأعظم، وهكذا سقط الكثيرين سقوطاً عظيماً بسبب تسرعهم وسيرهم المغلوط في اتجاه آخر مخالف لإرادة الله، لذلك نرى في أول صفحات الكتاب المقدس ما يجعلنا ننتبه لحياتنا لأن حواء لم تُخدع إلاَّ من الرغبة في التقدم، لأنها حين سمعت: تكونان كالله عارفين الخير والشرّ (تكوين 3: 5) لم تُميز صوت المتكلم، فخالفت وصية الرب، فلم تنل خيراً بسبب عدم تمييزها ووضع حد فاصل قاطع مانع ما بين إرادة الله وهوى نفسها، فاختلط عليها الأمر بالرغم من أن الوصية واضحة، فسارت في الطريق المُخالف وسقط آدم معها لأنه لم يكن ثابت الإرادة في التمسك بوصية الله خالقه. وبناء على ما ذكرناه علينا أن ندرك أن هناك دوافع خفية في النفس تُحركها بنشاط عظيم هذا أن مالت لأحدها وهي: دافع يقدمه العدو، ودافع عاطفي ينشأ في القلب، ودافع يغرسه الله في الإنسان. ومن بين هذه الدوافع لا يقبل الله إلاَّ الدافع الذي يغرسه بنفسه في القلب. لهذا علينا دائماً أن نختبر أنفسنا ونقيس دوافعنا على وصية الله، حتى نتبين أياً من هذه الدوافع تدفعنا لكي نتحرك ونعمل أي عمل روحي من جهة الخدمة أو تحديد المنهج الذي نحيا به. عموماً إذا لم ينكر الإنسان نفسه ورغباته ويُطيع صوت الله الحي وتبع دربه الذي خطه ورسمه هوَّ، واستمع لخبرة آبائه الروحيين وأطاع إرشادهم المتفق مع الوصية المقدسة بكل تمييز، فأنه لن يستطيع أن يدرك إرادة الله في حياته، وحتى إذا أدركها فسيفتقر إلى معونة الرب كي تساعده على تنفيذها والحياة بها. أستودعكم لصخر الدهور، الرب القادر أن يحفظنا معاً ثابتين في الإيمان الحي العامل بالمحبة ان اطعنا وصاياه التي ليست بثقيلة إلا على كل من يحيا وفق أهوائه الخاصة سلام الرب وبركته بفيض تسكن قلبكم وقلبي آمين |
||||
31 - 01 - 2017, 12:04 PM | رقم المشاركة : ( 16069 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرد علي شبهة هل الرب قاتل ام محبه ؟؟ لان الهنا نار اكلة العبرانيين 12: 29 الرد باختصار الحقيقة ان هذه الشبهة لا تستحق الرد فالكاتب لا يفهم فنون الكتاب المقدس وما وراء المصطلحات “ والميتافورس” فالكاتب تخيل الله كشعله منزله .فهذا تفكيره وما يمتد له فكره .لكن لا يعرف ما وراء النص .ويتخيل البعض ان محبة الله تسبق رحمته وعدله بفكر خاطئ لا يوجد زمن نحن نقيس الله الذي هو خارج الزمن كان رحمته وعدله يفرق بينهم زمن فالاية تشير الي دينونة الرب للرافضين له بعدل فالانسان كما وصفة فرانسوا فاريون كيان مع بدون الله يصبح بلا كيان وهذه حاله وليس مكان والحاله هي جحيم الانفصال عن الله . سياق النص 23 و كنيسة ابكار مكتوبين في السماوات و الى الله ديان الجميع و الى ارواح ابرار مكملين 24 و الى وسيط العهد الجديد يسوع و الى دم رش يتكلم افضل من هابيل 25 انظروا ان لا تستعفوا من المتكلم لانه ان كان اولئك لم ينجوا اذ استعفوا من المتكلم على الارض فبالاولى جدا لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء 26 الذي صوته زعزع الارض حينئذ و اما الان فقد وعد قائلا اني مرة ايضا ازلزل لا الارض فقط بل السماء ايضا 27 فقوله مرة ايضا يدل على تغير الاشياء المتزعزعة كمصنوعة لكي تبقى التي لا تتزعزع 28 لذلك و نحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع و تقوى 29 لان الهنا نار اكلة ان استخدام الكتاب المقدس في العديد من الايات لكلمة النار هو اشاره الي الدينونة وهذا ما يؤكده كتاب Roehrs, W. H., & Franzmann, M. H., joint author. (1998, c1979). Concordia self-study comentary (electronic ed.) (2:247). St. Louis: Concordia Publishing House. Fire is a common Biblical symbol of divine judgment in both the OT and the NT النار هي رمز في الكتاب المقدس عن الدينونة في العهد القديم او الجديد علي سبيل المثال عاموس 1 : 7 , وعاموس 1 : 10 , 12 وغيره اذا عن ماذا يتحدث النص ؟ يقول لنا كتاب The Reformation Study Bible: English Standard Version. 2005 (R. C. Sproul, Ed.) (1798). Orlando, FL; Lake Mary, FL: Ligonier Ministries. نار آكلة هذا اقتباس من سفر التثنية 4 : 24 وتشديد علي قداسة الله ودينونته علي من تركزه بحسب نص عبرانين 10 : 27 بل قبول دينونة مخيف و غيرة نار عتيدة ان تاكل المضادين ويستكمل كتاب اخر الشرح وهو كتاب MacArthur, J. J. (1997, c1997). The MacArthur Study Bible (Heb 12:29). Nashville: Word Pub. ان الاية مقتبسة من التثنية 4 : 24 فكانت الشريعة تشمل دينونة شديده لكن هناك عقوبة ودينونة اسوء بكثير لمن يرفض الخلاص المقدم من خلال الابن يسوع المسيح ومذكوره ايضاً في لوقا 3 : 16 أجاب يوحنا الجميع قائلا: «أنا أعمدكم بماء، ولكن يأتي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 17 الذي رفشه في يده، وسينقي بيدره، ويجمع القمح إلى مخزنه، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ». وايضاً هذه الاية لها علاقة بما جاء في عبرانين 10 : 29 – 31 29 فكم عقابا اشر تظنون انه يحسب مستحقا من داس ابن الله و حسب دم العهد الذي قدس به دنسا و ازدرى بروح النعمة 30 فاننا نعرف الذي قال لي الانتقام انا اجازي يقول الرب و ايضا الرب يدين شعبه 31 مخيف هو الوقوع في يدي الله الحي فمخيف هو الوقوع في يدين الرب في الدينونة .فالله سيكون نار آكله للرافضين له في الدينونة . ويقول لنا كتاب Clarke, A. (1999). Clarke’s Commentary: Hebrews (electronic ed.).; Clarke’s Commentaries (Heb 12:29). Albany,. الهنا نار اكله اقتباس من التثنية 4 : 24 ويضعنا هذا النص امام حقيقة عظيمة ان الخطية بغيضة كما كان الله ينظر لها في عهد الناموس وذكر كتاب Wesley, J. (1999). Wesley’s Notes: Hebrews (electronic ed.).; Wesley’s Notes (Heb 12:29). Albany, OR: Ages Software. الهنا نار اكلة في عدالته .ونقاء قداسته . ويذكر لنا كتاب Johnson, B. W. (1999). The people’s New Testament : With explanatory notes (334). Oak Harbor في حين ان الرب رحيم جداً ومحب لكن لا ينبغي ان نغفل تمردنا المتعمد وهذا التمرد سيدمر الذين يحتقرون وصاياه . ونختم بكتاب Adeyemo, T. (2006). Africa Bible commentary (1532). Nairobi, Kenya; Grand Rapids, MI.: WordAlive Publishers; Zondervan. هذه الاية هي تحذير سماوي قدمه المسيح .سوف نلتقي معه في الملكوت الابدي الذي لا يتزعزع فالرب رحيم ولكنه ايضاً عادل .من يقبل عمل الابن والابن سيكون له حياة ابدية ومن يرفضة سيكون له الدينونة .والدينونة ليست شرطاً ان تكون مكان لكنها حالة الانفصال والترك من الله . |
||||
31 - 01 - 2017, 12:09 PM | رقم المشاركة : ( 16070 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللعبة
اللعبة كان المنظر لافتًا للانتباه؛ ذلك المشهد الذي كان بين مارك ذي السنوات السبع، وأخته ميرنا ذات السنوات التسع. بدأ الأمر بذلك الحوار الذي دار بينهما. قالت ميرنا لأخيها: ما هذه الحركات التي تقوم بها؟! فأجابها مارك بصوت يحاول أن يجعله جهوريًا: أنا قوي وعندما أكبر سأكون بطل من أبطال الـ Wii (إحدى الألعاب الإلكترونية) مثل جون سينا. سأهزم الجميع ولن يستطيع أحد أن يهزمني. ضحكت ميرنا ضحكة عالية وهي تقول له: يبدو أنك لا ترى نفسك جيدًا، قف أمام المرآة وتطلع لنفسك جيدًا يا مارك! ألا ترى نحافتك الشديدة وجسدك الهزيل؟! بدا مارك غاضبًا من عبارة أخته الأخيرة، واتجه نحوها ومال بوجهه تجاهها وهو يقول: لا تقولي هذا الكلام السخيف! أستطيع أن أثبت لكِ أنكِ على خطإٍ! أجابته بسرعة: إذًا إن كنت على استعداد لذلك، فدعنا نلعب معًا لعبة بسيطة، بعدها نحكم إن كنت قويًّا أم ضعيفًا. ابتسم مارك ابتسامة واسعة تعلن قبوله التحدي، بينما خرجت ميرنا من الغرفة لتبدأ في تنفيذ لعبتها، بينما ظل مارك واقفًا بشغف وتحفز منتظرًا أخته. عادت ميرنا إلى الغرفة وفي يدها لفافة من الخيط الرفيع الذي تستخدمه والدتهم في حياكة الملابس. وفور دخولها قال مارك بلغة ساخرة: هيَّا أريني ما هي لعبتك، يا سيدتي! قالت له ميرنا: أعطِني يديك لأربطهما بذلك الخيط ونرى إن كنت تستطيع فك يديك أم لا؟ ضحك مارك ضحكة مصطنعة مجلجلة وهو يقول: أهذه لعبتك؟! يا لكِ من مسكينة! ثم مدَّ يديه، وبدأت ميرنا في ربط يديه بكل ما عندها من قوة، وأخذت تلف الخيوط حول يديه عدة مرات، ثم قالت له: هيَّا يا بطل فُك نفسك من هذه القيود! حرَّك مارك يديه لبضع ثوانٍ ثم استجمع قوته وحرَّك يديه معًا بكل قوته؛ فتقطعت الخيوط وانفكت يداه، فصار يقفز فرحًا ويصرخ بأعلى صوته: لقد انتصرت، أنا الأقوى، أنا البطل، مارك صار بطلاً! انتظرته ميرنا حتى هدأ تمامًا ثم قالت له: ما هذا الذي تفعله؟ لقد كان خيطًا رقيقًا ناعمًا. أتحسب نفسك بطلاً لمجرد أنك قطعت خيطًا كهذا؟ أجابها مارك بذات الصوت المرتفع وبنبرة الواثق المنتصر: هاتِ كل ما لديك، افعلي ما شئتِ، فأنا بطل الأبطال ولا يقف أمامي شيء. قالت له ميرنا وقد لمعت عيناها بفكرة ما: إذًا انتظر دقيقة واحدة وسنقوم بالتحدي الأعظم. خرجت مرة أخرى، لكن هذه المرة إلى الشرفة، وأحضرت حبلاً متينًا كان متبقيًا من حبال الغسيل المربوطة في الشرفة. وما أن دخلت الغرفة حتى تقدَّم نحوها مارك بكل ثقة وثبات ومد يديه لها مُعلِنًا قبول التحدي مرة أخرى. أمسكت ميرنا بيديه، وبكل قوتها بدأت تربط يديه وتلف الحبل مرات ومرات، وكلما كانت تشعر بأن هذا يكفي كانت تتذكر ضحكات مارك الساخرة في المرة السابقة فتعيد لف الحبل مرات ومرات، وأخيرًا ربطت الحبل من نهايته بكل قوتها، ثم وقفت بكل تحدي أمام مارك وقالت له: هيا يا بطل الأبطال، فك يديك الآن! بدأ مارك في تحريك كلتا يديه، وشعر أن الأمر أصعب من ذي قبل، لكنه لم يضعف بل بكل قوته حَرَّك يديه لكنه لم يستطع تحريرها كالمرة الأولى. شعر ببعض العرق يتصبب على جبينه. نظر إلى ميرنا فرآها مبتسمة فامتلأ غيظًا، وبدأ في تحريك يديه بشكل عشوائي حتى يتخلص من ذلك الحبل الغليظ، وشعر أن الحبل يزداد تعقيدًا كلما حرك يديه. ورغم شعوره بصعوبة الموقف إلا إنه لم يفكر في أن يطلب المساعدة من ميرنا حتى لا تشمت فيه بعد ذلك. بدأت ميرنا تشعر بالأزمة قالت له: هل أساعدك؟ لم يُجِبها مارك؛ فعرفت أن الأمر خرج من دائرة اللعب والهزار. تقدّمت نحو مارك، وحاولت أن تفك الحبل لكنها لم تستطع، ولاحظت أن يدي مارك بدأت تظهر بها خطوط زرقاء غريبة. ارتبكت جدًّا وبدأ مارك يبكي من الألم. فأسرعت ميرنا خارج الغرفة وهي تنادي على والدتها بكل قوتها. فأتت والدتهما مفزوعة وصرخت لما رأت ذلك الموقف وأسرعت إلى المطبخ وأحضرت مقصًّا وقطعت الحبل عدة مرات حتى حَرَّرت يدي مارك تمامًا. ثم عالجت يديه ببعض المراهم والمسكنات إلا إن الحبل ترك أثرًا واضحًا في يدي مارك استمر أيامًا. * أخي، أختي... هذه القصة البسيطة تحكي عني وعنك، تحكي عن خيوط الخطية البسيطة التي ارتضينا أن نلعب بها، حتى صارت قيودًا غليظة تُقيِّد أيادينا وأرجلنا وقلوبنا وأفكارنا. تحكي عن كل ما بدأناه بضحك ولعب وهزار ثم تحوَّل إلى أمر خطير ومتأزِّم ويدعو للحزن. تحكي عن كل مَرَّة حاولنا نفك أنفسنا بأنفسنا فازداد الأمر تعقيدًا وازدادات القيود قيودًا. هذه القصة تحكي عن آثار الخطية التي صارت واضحة جدًّا في كلامنا وتصرفاتنا ونظراتنا وأفكارنا. انخدع شمشمون بقُوَّته ولعب مع الخطية فصارت نهايته محزنة جدًّا، وصار هو مثلاً مُخيفًا لكل من يُهادِن الخطية. تهاون لوط في حياته وتخيَّل أن العالم سيعطيه الكثير، وتوقَّع أن ينجح في مسايرة العالم، فأمسك بحبال العالم بكل قوته، إلى أن اكتشف أن قيود العالم قد التفت حوله وحول كل بيته. يقول الكتاب: «الشِّرِّيرُ تَأْخُذُهُ آثَامُهُ وَبِحِبَالِ خَطِيَّتِهِ يُمْسَكُ» (أمثال5: 22). هل ما زالت خطاياك تأخذك، وحبال آثامك تُمسِكك؟ هل ما زلت مُقيَّدًا بقيود الخطية والشر والنجاسة؟ هل ما زال اليأس يملكك، والخوف يسيطر عليك من كثرة ما فعلت؟! أقول لك: لا تحاول أن تحرِّر نفسك، ولا تلجأ لآخرين ليحرروك، إنما التحرير الحقيقي والتحرير الكامل هو في يد المُحَرِّر العظيم والمُخَلِّص القدير؛ ربنا يسوع المسيح، الذي قال: «فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا» (يوحنا8: 36). * * * أشكرك أحبك كثيراً... الرب يسوع يحبك ... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||