11 - 05 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 160091 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النسيان أم التناسي؟ (ملا 2: 1- 14) إنغلق كهنة بني إسرائيل على ذواتهم وإنخرطوا في عادات الشعوب الأخرى، لم يجدوا في حضور الله النعمة لحياتهم! بدأوا بتخطيط حياتهم وحياة الشعب بأنفسهم، إذّ تناسوا مُلك الرّبّ العظيم ومهابة إسمه القدير بين الشعوب. فتأتي كلمات الرّبّ التحذيريّة بنبرة قاسية معلنًا التهديد للكهنة قائلاً: «والآن، إِلَيكم هذه الوَصِيَّةَ أَيُّها الكَهَنَة: إِن لم تَسمَعوا ولَم تَجعَلوا في قُلوبِكم أَن تُؤَدُّوا مَجداً لاِسْمي، قالَ رَبُّ القُوَّات، أُرسِلُ علَيكمُ اللَّعنَة، وأَلعنُ بَرَكاتِكم، أَلعَنُها لِأَنَّكم لم تَجعَلوا ذلك في قُلوبِكم. [...] فتَعلَمونَ أَنِّي أَرسَلتُ إِلَيكُم بِهذه الوَصِيَّة، لِيَبْقى عَهْدي مع لاوي، قالَ رَبُّ القُوَّات. كانَ عَهْدي معَه حَياةً وسَلاماً فوَهَبتُهما لَه، وتَقْوى فاتَّقاني وهابَ اسْمي. [...] سار معي بِالسَّلامةِ والإستِقامة، ورَدَّ كَثيرينَ عنِ الإِثْم، لِأَنَّ شَفَتَيِ الكاهِنِ تَحفَظانِ المَعرفَة، ومِن فَمِه يَطلُبونَ التَّعْليم، إِذ هو رَسولُ رَبِّ القُوَّات. أَمَّا أَنتُم فحِدتُم عنِ الطَّريق وعَثَّرتُم كَثيرينَ بِالتَّعْليم، ونَقَضْتُم عَهدَ لاوي، قالَ رَبُّ القُوَّات. فأَنا أَيضَا جَعَلتُكم حَقيرينَ وأَدنِياءَ عِندَ جَميعَ الشَّعْب، بِقَدْرِ ما أَنَّكم لم تَحفَظوا طُرُقي وحابَيتُمُ الوُجوهَ في تَعْليمِكم» (ملا 2: 1- 9). سماح الكهنة، بعد معايشتهم خبرة السبي، بالمحاباة والتفضيل وشجعوا الشعب على كسر الشريعة والوصايا الإلهيّة. رسالة الله هي التذكير به وبكلمته المقدسة إذ له الكلمة الأخيرة وكلمته هي الّتي تبقى وتسود. تدعونا رسالة ملاخي، وهو آخر الأنبياء، إلى الإستنارة فيما نعيشه ولتكن كلمة الله هي مقياس لحياتنا.وإذ نسينا أو تناسينا بسبب إلتزامات الحياة علينا بالتوبة وتغيير المسار. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 160092 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معلمين أمّ شهود؟ (مت 23: 1- 12) نسمع كلمات قاسية من يسوع المعلم، ففي هذا المقطع، يعلن يسوع تهديداً جديدًا لحافظي شريعة عصره: «إِنَّ الكَتَبَةَ والفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس، ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإصبَع» (مت 23: 2- 5). فقد سعى موسى إلى إعطاء الشعب قانونًا يهدف إلى ولادة شعب ينتمي للرّب ويشرق فيه نور العدل. فالقانون وسيلة تستخدم كمنارة ومعيار لللتعامل السلمي بين الأخوة وبين جميع الشعوب الأخرى. وبمجرد أن أصبحت الشريعة حكراً على فئة الكتبة والفريسيين. باحتكارهم هذا، نجد إنّهم اختزلوها إلى مجرد وسيلة للسيطرة على الشعب، مما خلق حالات خطيرة للغاية من الظلم دائمًا أفعالهم سواء الحسنة أم السيئة، ومع الأسف باسم الله. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 160093 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الجديد الّذي تحمله رسالة يسوع اليّوم، قد يوجه لمسئولي الكنيسة الجالسين على كراسي المسئولية: بطاركة، أساقفة، كهنة، راهبات، علمانيين، خدام، مربيين بالأنشطة الرعويّة، ... أيّ ليّ ولك! لا يوجد مكان في جماعة يسوع منطق لهذا النوع من السلطات الفاسدة الّتي تنغلق على ذاتها. لا وجود لفئات الكراسي وأصحاب السلطات والعلماء الّذين يحتكرون كرسي بطريرطي أو أسقفي أو تعليم كتابي بالجامعات مثلنا أو مّن يعيش الكهنوت بعظمة فارضًا على من يقع تحت يديه عبء سلطته. وعلى هذا المنوال لا وجود لفئة عامة الشعب الّتي يتوجب عليها الطاعة فقط، نفس طريقة تعامل الجثث الميتة الّتي بلا إرادة! علينا بالإستيقاظ من نومنا النرجسي والّذي به نغلق بذاوتنا باب الأبدية أمامنا. هذا ما يفعله الّذي يحتكر دوره داخل المؤسسات الدينية بشكل إناني ومنفتح فقط على ذاته وليس على الله أو على المخدومين. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 160094 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد ولدت جماعة يسوع في خدمة الإنسان ولفتح مساحات للملكوت، أي لطريقة إنارة كلّ آخر لحضور الله الحي في التاريخ، ونقل محبته للجميع. لا نحتاج كتلاميذ يسوع اليّوم أنّ نُعلن أنفسنا أسيادًا وأصحاب كراسي عريقة، بقدر ما نشهد بحياتنا الأخويّة فنصير إخوة شهود لهذا الحب. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 160095 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التواضع والأنا! (مت 23: 5- 12) هذين اللفظين: "التواضع" و "الأنا" قد يتناقضان وقد يتوازيان، هذا يعتمد على يقظة تهذيب الأنا اليومي، من كل مسيحي بممارسته للتواضع. سيتناقضان، حينما نتحدث كثيراً عن التواضع وأعمالنا لا تتوافق مع أقوالنا، وهنا الرياء والنفاق يأخذ مجالاً بحياتنا ولا نتبع بارادتنا منظق الملكوت. فتصير رسالة الرّبّ بالعهدين ليس فقط للكهنة أو للفريسيين أو للكتبة بل ليّ ولك. يتوازيان هذين اللفظين حينما نفحص يوميًا ذاوتنا ونتسأل على ضوء كلمات اليوم: أين أنا من نعمة التواضع؟ لذا تأتي كلمات يسوع الختاميّة لتوقظنا من غفلة النرجسيّة مشجعُا إيانا، بتحذيره، لفتح باب الملكوت قائلاً: «لْيَكُنْ أَكبرُكُم خادِماً لَكم. فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع» (مت 23: 11- 12). الخلّاصة رسالة نصي العهدين اليّوم قويّة وتحارب بقوة الكهنة وأصحاب الكراسي، منشطي الخدمات النيسة تحت شعار "الخدمة" وهم يتعاملون بفساد وإنحراف عن رسالتهم وكلمة الله. ليس الكلّ بالطبع فهناك القليلين الأمناء. ومع ذلك يأتي صوت الرب بحسب ملاخي وصوت يسوع بحسب متّى، مهددين حبًا بنا. يعلن الصوت الإلهي إنّه لازال باب التوبة مفتوح، والبدء من جديد حياة تتناسب مع حقيقة الله دون نرجسيّة وتزييف. لذا أعطينا عنوانًا "أيها الكاهن لك أقول: ...". أتبث فيمن حولك أوّلويّة الرّبّ أم أوّلويّة الكرسي؟ لا يوجد كاهن بدون مؤمنين، فنحن في قلب الكنيسة بل وفي الأماكن الأوّلى ولكن أين قلوبنا؟ باطننا يتحد بالله أمّ نعيش حياة مزدوجة نحمل قناع التواضع أمام المجتمع الكنيسي وأمام الكرسي نضع قناع النرجسيّة؟ فلننتبه خاصة نحن وعاظ الكتاب المقدس، ونحن كاستاذ كتاب مقدس بالمقدمة، هناك كرسي يبعدنا عن التواضع وعن المكان الآخير والتمتع برّوح الخدمة الحقيقيّة، فهلا تيقظنا! دُمتنا يقظين أيّها القراء الأفاضل. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 160096 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"إنحناء الوصيّة الكُبرى" بين كاتبي سفر الخروج والإنجيل الأوّل مُقدّمة القراء الافاضل، في هذا المقال سنقرأ مقطع خاص من العهد الأوّل بسفر الخروج (22: 20-26) يأتي الصوت الألهي في حواره مع موسى مشيراً للوجه العلمي لتطبيق موضوع هام لكل عبري وهو الشريعة. أما بالعهد الثاني (مت 22: 34- 40) يستعيد محاوي يسوع مجادلاتهم إذّ يُسأل يسوع عن الوصية الأوّلى والكُبرى، وليس الثانية. ومع ذلك، يقدم يسوع تعليم خاص سواء للوصيّة الكُبرى الّتي هي بمثابة أوّل الوصايا، إلّا إنّه يفاجأنا بالجديد، ونسمع يسوع مُفسر الله والكاشف عن وجهه الإلهي بنور جديد من خلال تجسيد الوصايا الّتي تصلح لكل عصر ولكل إمرأة ورجل معًا. إخترنا عنوانًا لهذا المقال لنتعرف معًا على طريقة جديدة ينقلنا فيها يسوع من نظرية الشريعة الكُبرى الّتي تنحني وتجسد بشكل عملي في حياتنا اليّوميّة من خلال الإنتباه لوصيّة أخرى تعطي قيمة للعُظمى. 1. الوجه العمليّ الشريعة (خر 22: 20-26) نعلم أن سفر الخروج هو سفر أساسي بكتب الشريعة، ويشير للموضوعات الجوهريّة الّتي تكتمل في رسالة يسوع بالعهد الثاني. يحتوي سفر الخروج على جزء خاص يطلق عليه "كتاب العهد" ويحتوي على ثلاث إصحاحات منه (21: 22 - 23: 33). لذا ينتمي المقطع الّذي نقرأه اليّوم بسفر الخروج 22: 20-26، إلى جزء له أهميّة خاصة في لّاهوت الكتب المقدسة من كتاب العهد بين الله والإنسان. ففي هذا المقطع نسمع الصوت الإلهي في حواره مع موسى بعد خروجهم من العبوديّة وتسليمه الكلمات العشر مشيراً لبعض من الفئات من البشر والّتي أمامها كقراء القرن الحادي والعشرون نتأمل كيف تنحني الشريعة الكُبرى في الكلمات الإلهيّة إذ يحدد الرّبّ بففي حواره مع موسى شكل للتعامل مع بعض الفئات الّتي تجعل الشريعة الكُبرى وهي حب الله يتفتفت ويتجزأ بشكل عملي مع شخصيات خاصة قائلاً: «النَّزيلُ فلا تَظلِمْه ولا تُضايِقْه [...] ولا تُسِئْ إِلى أَرمَلَةٍ ولا يَتيم [...] فإِنِّي أُصغي إِلى صُراخِه [...] لِفَقيرٍ عِندَكَ [...] إِذا إستَرهَنتَ رِداءَ قَريبِكَ، فعِندَ مَغيبِ الشَّمْسِ رُدَّه إِليه [...] فإِن هو صَرَخَ إِلَيَّ اَستَجَبتُ له لإِنِّي رَؤُوف» (22: 20- 26). بنهاية هذا المقطع يشير كاتب سفر الخروج عن شخصية "القريب" أيّ "مَن هو في إحتياج". يحصر الكاتب كل أنواح المحتاجين الّذين عددهم قبلاً في هذا اللفظ "القريب". ويختتم الكاتب المقطع بالعهد الأوّل بتأكيد إله؛ وهو عند صراخ "القريب" مَن هو في إحتياج للرّبّ، لّا يوجد حلّ إلّا أن الرّبّ بجلالته، يتدخل وينحني بشرائعه الإلهيّة ويستجيب له كاشفًا أن مَن يحبه حقًا لابد وأن يجسد حبه للرّبّ في محبته للشخصيات الّتي في إحتياج. يكشف هذا النص عن وجه جديد لإله العهد الأوّل، الّذي يخرج من مجده وينصف الصارخ إليه وهنا تنحني الشريعة الإلهيّة لتنصف الصارخ للرّبّ. 2. يسوع مُفسر الله (مت 22: 34-40) بناء على إصغاء الرّبّ للـ "القريب" وهو الضعيف، بحسب شرائع الفكر اليهوديّ الّذي ينتمي إليه يسوع كعبري، كاشفًا عن معنى جديد للفظ القريب بتفسير من يسوع بحسب إنجيل متّى بناء على إنحناء الشريعة الإلهيّة وإصغاء الرّبّ له. في مقطع العهد الثاني نجد تعبير يسوع المزدوج للفريسّين والصدوقيّين مُجيبًا على تساؤلهم: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 37-39). يكشف لفظ "أحبب" في الكتاب المقدس تطابق بين حالتين فقط، الأوّلى في إشارة إلى الله (راج تث 6: 5؛ 11: 1) والثانية في إشارة إلى القريب (راج لا 18: 19، 34). تكمن إجابة يسوع لعالم الشريعة تُخبرنا شيئين مهمين للغاية عن هويّة يسوع وعن تعليمه وهما ما سنتوسع في شرحهما لاحقًا. تتعلق الحالة الأوّلى بحقيقة أنه لا توجد وصية أوّلى أو عُظمى فحسب، بل هناك وصية ثانية أيضًا. يُسأل يسوع فقط عن ماهيّة الوصية الكُبرى، ولا يُسأل إذا كان هناك ثاني! الحالة الثانية الّتي يرتكز فيها تعلّيم يسوع مؤكداً إنّه في الحياة لا توجد أشياء أوّلى وكبرى فقط، ولكن هناك أيضًا الأشياء تأتي في المرتبة الثانية ويمكننا قول إنها ثانويّة، وفي بعض الأحيان، الأشياء الثانويّة في وجهة نظرنا هي تلك الّتي تشهد على حقيقة الأشياء العظيمة. قد يبدو لنا الأمر وكأنه صقل عديم الفائدة، لكنه ليس كذلك. في كثير من الأحيان، في حياتنا البشريّة، حتى أكثر الأشخاص العاديين، المختبئين وراء الأسئلة المبدئية، قادرين على ارتكاب أبشع الجرائم للدفاع عن مبدأ ما يهتمون به، فيكونوا على استعداد للتضحية بالآخرين أيضًا في سبيل إثبات مصداقيتهم. لكن في الواقع، ما هي إلّا أعذار، فالوصية الكُبرى "حب الله" تصبح ذريعة للدفاع عن المصالح الشخصية، وللتغلب عليها يتم دهس حقوق الآخرين وكرامتهم، وتجعل أيّ بشري يعتقد بأنّه رجل أو إمرأة يتسمّون بالإلتزام. يكشف يسوع، وهو الإنسان الحقيقي، الّذي يعرف إنه لا يمكن للمؤمن أنّ يعيش فقط على التمسك بالوصية الكُبرى الـمُتثملة في "حب الله" فقط، ولكن لكي نحب الله حقًا، هناك ضرورة إلى أن تتفتفت هذه الوصية الكُبرى في وصية أخرى وما عليها إلّا أنّ تنحنى وتتفرغ من ذاتها لتصل إلى قمتها. 3. إنقاذ الوصية الكُبرى (مت 22: 39) المعنى الّذي أشار إليه متّى على لسان يسوع في قوله: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 39). هو ما يؤكده كاتب رسالة يوحنا الأوّلى: «إِذا قالَ أَحَد: "إِنِّي أُحِبُّ الله" وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه [يسوع]: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا» (1يو 4: 20- 21). بإدخال يسوع الوصية الثاني يُزودنا بإنقاذ الوصية الكُبرى والدفاع من معايشتها بشكل زائف. تُذكرنا تلك الوصيّة بأن الحياة الواقعيّة لا يمكن أنّ تتكون فقط من الأشياء الأخيرة، ولكن أيضًا من الأشياء قبل الأخيرة. نحن لا نعيش فقط على مبادئ عظيمة، ولكن أيضًا على مبادئ ثانوية، يوميّة، يتم فيها الوفاء بالمبادئ الأوّلى وجعلها ملموسة مع القريب. 4. إنحناء الشريعة الكُبرى (مت 22: 34-40) الأمر الثاني المهم الذي يخبرنا به النص المتّاوي يتعلق بطريقة يسوع في قراءتنا للعهد الأوّل. يأتي يسوع بديانته العبريّة ليشير إلى الوصية الكبرى المرتبطة بالوصية الثانية لأنه يأخذ كلام الله بالشريعة (خر 22: 20-26) على محمل الجد. لا يقدم يسوع تفسيرات مجردة لنص سفر الخروج، ولا يستخدمه كذريعة ليقول ما يريد، لكنه يعرف كيف يقرأ بعناية ويعطي تفسير جديد للآيات المحفوظة فقط من قبل المعلّمين دون أن تتجسد في الواقع العلمي. يمكننا أن نقول أن يسوع قبل التحدي المتمثل في المرور بـ "تجسد" الكتاب المقدس الّذي يحتوي كلمة الله، بحيث يمكن أنّ يترك صدى في الحياة اليوميّة ويضيء حياتنا بشكل واقعي. فيصير حب المؤمن لله ليس بالكلام بل بالعلاقة مع القريب الّتي تعكس علاقته وحبه لله. الخُلّاصة كيف للوصية الكُبرى وهي "حبّ الله" أنّ تنحني في وصية أخرى صغيرة وقد تكون ثانويّة ولا قيمة لها وي "حبّ القريب"؟ كما تحررت الشريعة من الشكل النظري في يسوع الّذي جسّد قلب الشريعة بالعهد الأوّل من خلال حبه للبشرية كاشفًا عن حبه لله. في مقطع سفر الخروج (22: 20- 26) توقفنا أمام الصوت الألهي الّذي يأمر بتجسد شريعة حبّ شعبه له في إستقبال النزيل والإهتمام بالأرملة واليتم،... حتى وصل للقريب. ففي هؤلا الشخصيات تتجلى محبة الإنسان لله. وعلى هذا المنوال سمعنا يسوع في تعليهم وهو يفسر هذا المقطع لنا كتلاميذه اليوم مُعلنًا بأنّ نصوص العهد الأوّل يجب أنّ نأخذها كمؤمنين على محمل الجد إذا أردنا أنّ نعيش علاقة حبّ لله فلابد أنّ نكشف عن حبنا هذا في حياتنا حقًا مع القريب. نختتم مقالنا هذا بفكرتين يمكن أنّ نستلهمهما من نصيّ هذا الاسبوع، يقدم لنا يسوع من خلال تعلّمين ملموسيّن ليجعلنا حقًا تلاميذه. يعلمنا أولاً، في اللقاء به، في تأكيده بأنّ آخر الأشياء "حب الله" كُشفت في الوصايا قبل الأخيرة "حب القريب"، وأننا نستطيع أن نعيش الوصية الأوّلى والكُبرى، إذّ لمّ نتجاهل الثانية؛ يعلمنا يسوع أن كلمة الله يمكن أن ترد لنا في الكتب المقدسة متى عرفنا كيف نأخذ النص على محمل الجد ليتجسد في حياتنا. وأيضًا إذا عرفنا كيف نُدخل إلى تلك كلمتنا البشرية، وهي مجرد، كلمة قبل الأخيرة، كلمتنا يمكن أنّ يتردد صداها في نهاية المطاف لكلمة الله الأخيرة الّتي تسود بقوة في حياتنا فهي تنبع من الرّبّ وليس من إنسان. دُمتم في حبّ لله متجسداً في حبّ للقريب. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:09 PM | رقم المشاركة : ( 160097 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"إنحناء الوصيّة الكُبرى" بين كاتبي سفر الخروج والإنجيل الأوّل مُقدّمة القراء الافاضل، في هذا المقال سنقرأ مقطع خاص من العهد الأوّل بسفر الخروج (22: 20-26) يأتي الصوت الألهي في حواره مع موسى مشيراً للوجه العلمي لتطبيق موضوع هام لكل عبري وهو الشريعة. أما بالعهد الثاني (مت 22: 34- 40) يستعيد محاوي يسوع مجادلاتهم إذّ يُسأل يسوع عن الوصية الأوّلى والكُبرى، وليس الثانية. ومع ذلك، يقدم يسوع تعليم خاص سواء للوصيّة الكُبرى الّتي هي بمثابة أوّل الوصايا، إلّا إنّه يفاجأنا بالجديد، ونسمع يسوع مُفسر الله والكاشف عن وجهه الإلهي بنور جديد من خلال تجسيد الوصايا الّتي تصلح لكل عصر ولكل إمرأة ورجل معًا. إخترنا عنوانًا لهذا المقال لنتعرف معًا على طريقة جديدة ينقلنا فيها يسوع من نظرية الشريعة الكُبرى الّتي تنحني وتجسد بشكل عملي في حياتنا اليّوميّة من خلال الإنتباه لوصيّة أخرى تعطي قيمة للعُظمى. الوجه العمليّ الشريعة (خر 22: 20-26) نعلم أن سفر الخروج هو سفر أساسي بكتب الشريعة، ويشير للموضوعات الجوهريّة الّتي تكتمل في رسالة يسوع بالعهد الثاني. يحتوي سفر الخروج على جزء خاص يطلق عليه "كتاب العهد" ويحتوي على ثلاث إصحاحات منه (21: 22 - 23: 33). لذا ينتمي المقطع الّذي نقرأه اليّوم بسفر الخروج 22: 20-26، إلى جزء له أهميّة خاصة في لّاهوت الكتب المقدسة من كتاب العهد بين الله والإنسان. ففي هذا المقطع نسمع الصوت الإلهي في حواره مع موسى بعد خروجهم من العبوديّة وتسليمه الكلمات العشر مشيراً لبعض من الفئات من البشر والّتي أمامها كقراء القرن الحادي والعشرون نتأمل كيف تنحني الشريعة الكُبرى في الكلمات الإلهيّة إذ يحدد الرّبّ بففي حواره مع موسى شكل للتعامل مع بعض الفئات الّتي تجعل الشريعة الكُبرى وهي حب الله يتفتفت ويتجزأ بشكل عملي مع شخصيات خاصة قائلاً: «النَّزيلُ فلا تَظلِمْه ولا تُضايِقْه [...] ولا تُسِئْ إِلى أَرمَلَةٍ ولا يَتيم [...] فإِنِّي أُصغي إِلى صُراخِه [...] لِفَقيرٍ عِندَكَ [...] إِذا إستَرهَنتَ رِداءَ قَريبِكَ، فعِندَ مَغيبِ الشَّمْسِ رُدَّه إِليه [...] فإِن هو صَرَخَ إِلَيَّ اَستَجَبتُ له لإِنِّي رَؤُوف» (22: 20- 26). بنهاية هذا المقطع يشير كاتب سفر الخروج عن شخصية "القريب" أيّ "مَن هو في إحتياج". يحصر الكاتب كل أنواح المحتاجين الّذين عددهم قبلاً في هذا اللفظ "القريب". ويختتم الكاتب المقطع بالعهد الأوّل بتأكيد إله؛ وهو عند صراخ "القريب" مَن هو في إحتياج للرّبّ، لّا يوجد حلّ إلّا أن الرّبّ بجلالته، يتدخل وينحني بشرائعه الإلهيّة ويستجيب له كاشفًا أن مَن يحبه حقًا لابد وأن يجسد حبه للرّبّ في محبته للشخصيات الّتي في إحتياج. يكشف هذا النص عن وجه جديد لإله العهد الأوّل، الّذي يخرج من مجده وينصف الصارخ إليه وهنا تنحني الشريعة الإلهيّة لتنصف الصارخ للرّبّ. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 160098 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع مُفسر الله (مت 22: 34-40) بناء على إصغاء الرّبّ للـ "القريب" وهو الضعيف، بحسب شرائع الفكر اليهوديّ الّذي ينتمي إليه يسوع كعبري، كاشفًا عن معنى جديد للفظ القريب بتفسير من يسوع بحسب إنجيل متّى بناء على إنحناء الشريعة الإلهيّة وإصغاء الرّبّ له. في مقطع العهد الثاني نجد تعبير يسوع المزدوج للفريسّين والصدوقيّين مُجيبًا على تساؤلهم: «أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ. تِلكَ هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى. والثَّانِيَةُ مِثلُها: أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 37-39). يكشف لفظ "أحبب" في الكتاب المقدس تطابق بين حالتين فقط، الأوّلى في إشارة إلى الله (راج تث 6: 5؛ 11: 1) والثانية في إشارة إلى القريب (راج لا 18: 19، 34). تكمن إجابة يسوع لعالم الشريعة تُخبرنا شيئين مهمين للغاية عن هويّة يسوع وعن تعليمه وهما ما سنتوسع في شرحهما لاحقًا. تتعلق الحالة الأوّلى بحقيقة أنه لا توجد وصية أوّلى أو عُظمى فحسب، بل هناك وصية ثانية أيضًا. يُسأل يسوع فقط عن ماهيّة الوصية الكُبرى، ولا يُسأل إذا كان هناك ثاني! الحالة الثانية الّتي يرتكز فيها تعلّيم يسوع مؤكداً إنّه في الحياة لا توجد أشياء أوّلى وكبرى فقط، ولكن هناك أيضًا الأشياء تأتي في المرتبة الثانية ويمكننا قول إنها ثانويّة، وفي بعض الأحيان، الأشياء الثانويّة في وجهة نظرنا هي تلك الّتي تشهد على حقيقة الأشياء العظيمة. قد يبدو لنا الأمر وكأنه صقل عديم الفائدة، لكنه ليس كذلك. في كثير من الأحيان، في حياتنا البشريّة، حتى أكثر الأشخاص العاديين، المختبئين وراء الأسئلة المبدئية، قادرين على ارتكاب أبشع الجرائم للدفاع عن مبدأ ما يهتمون به، فيكونوا على استعداد للتضحية بالآخرين أيضًا في سبيل إثبات مصداقيتهم. لكن في الواقع، ما هي إلّا أعذار، فالوصية الكُبرى "حب الله" تصبح ذريعة للدفاع عن المصالح الشخصية، وللتغلب عليها يتم دهس حقوق الآخرين وكرامتهم، وتجعل أيّ بشري يعتقد بأنّه رجل أو إمرأة يتسمّون بالإلتزام. يكشف يسوع، وهو الإنسان الحقيقي، الّذي يعرف إنه لا يمكن للمؤمن أنّ يعيش فقط على التمسك بالوصية الكُبرى الـمُتثملة في "حب الله" فقط، ولكن لكي نحب الله حقًا، هناك ضرورة إلى أن تتفتفت هذه الوصية الكُبرى في وصية أخرى وما عليها إلّا أنّ تنحنى وتتفرغ من ذاتها لتصل إلى قمتها. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 160099 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنقاذ الوصية الكُبرى (مت 22: 39) المعنى الّذي أشار إليه متّى على لسان يسوع في قوله: «أَحبِبْ قريبَكَ حُبَّكَ لِنَفْسِكَ» (مت 22: 39). هو ما يؤكده كاتب رسالة يوحنا الأوّلى: «إِذا قالَ أَحَد: "إِنِّي أُحِبُّ الله" وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه. إِلَيكُمُ الوَصِيَّةَ الَّتي أَخَذْناها عنه [يسوع]: مَن أَحَبَّ اللهَ فلْيُحِبَّ أَخاه أَيضًا» (1يو 4: 20- 21). بإدخال يسوع الوصية الثاني يُزودنا بإنقاذ الوصية الكُبرى والدفاع من معايشتها بشكل زائف. تُذكرنا تلك الوصيّة بأن الحياة الواقعيّة لا يمكن أنّ تتكون فقط من الأشياء الأخيرة، ولكن أيضًا من الأشياء قبل الأخيرة. نحن لا نعيش فقط على مبادئ عظيمة، ولكن أيضًا على مبادئ ثانوية، يوميّة، يتم فيها الوفاء بالمبادئ الأوّلى وجعلها ملموسة مع القريب. |
||||
11 - 05 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 160100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنحناء الشريعة الكُبرى (مت 22: 34-40) الأمر المهم الذي يخبرنا به النص المتّاوي يتعلق بطريقة يسوع في قراءتنا للعهد الأوّل. يأتي يسوع بديانته العبريّة ليشير إلى الوصية الكبرى المرتبطة بالوصية الثانية لأنه يأخذ كلام الله بالشريعة (خر 22: 20-26) على محمل الجد. لا يقدم يسوع تفسيرات مجردة لنص سفر الخروج، ولا يستخدمه كذريعة ليقول ما يريد، لكنه يعرف كيف يقرأ بعناية ويعطي تفسير جديد للآيات المحفوظة فقط من قبل المعلّمين دون أن تتجسد في الواقع العلمي. يمكننا أن نقول أن يسوع قبل التحدي المتمثل في المرور بـ "تجسد" الكتاب المقدس الّذي يحتوي كلمة الله، بحيث يمكن أنّ يترك صدى في الحياة اليوميّة ويضيء حياتنا بشكل واقعي. فيصير حب المؤمن لله ليس بالكلام بل بالعلاقة مع القريب الّتي تعكس علاقته وحبه لله. |
||||