منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11 - 05 - 2024, 04:41 PM   رقم المشاركة : ( 160081 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فقد المعرفة:-
الخطية بتجعل الإنسان يعيش فى تكبّر وفى جهل ، ولا يعرف إرادة الله فى حياته ، ولا يُدرك الأمور الروحية ، ومهما كانت إنذارات الله فإنّه لا يُدركها لا يُدرك التجسّد وكيف أنّ الله تجسّد وجاء بغير زرع بشر ،وكيف أنّ المسيح هو الديان وعندما تسأله من يكون المسيح ؟! يقول لك لا أعرف ، ولا يُقر أنّه هو الله ،ولذلك قال الكتاب" إنّ إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين " ومن القصص العجيبة فى سفر صموئيل أنّ الفلسطينيين أخذوا تابوت العهد ووضعوه فى هيكل الإله لاون فإلههم وقع على وجهه فأرجعوه كما كان وقالوا يمكن أنّ الذى حدث من باب الصُدفة ، ولكن الذى حدث فى ثانى يوم أنّه ليس فقط وقع على الأرض ولكن رقبته كُسرت ورجليه ، فقالوا هذا حدث لأنّ إلهنا غير مُستريح مع إلههكم وعندما وقعوا على العتبة إبتداوا يُقدّسوا العتبة لهذه الدرجة من الحماقة ؟!! نعم فكثيراً ما نسمع عن ظهورات القديسين ، والست العدرا تظهر لشهور وتظهر فى الزيتون أمام الجميع ، ولكن من عرف المسيح ومن يكون ؟! فإله هذا الدهر قد أعمى غير المؤمنين ، لأنّ الإستنارة تحتاج لفعل روحى ، تحتاج أنّ الروح يكون نشيط ، نحن مُحتاجين أن نكون حارين فى الروح لكى يتجلّى الله فى داخل القلب ، ولذلك يا أحبائى صعب جداً أن يتفق النور مع الظُلمة فإن رأيت إثماً فى قلبى لن يستمع الرب لى يا ليتّ تكون ثمرة صومك إستنارة فى الداخل ، فلا يكون عدم الإيمان مالك على حياتك النفس المُستنيرة بالروح تقرأ الإنجيل فتجده مُنير ،فالنفس يا أحبائى التى عين قلبها مُستنير تجد الإنجيل ينّور حياتها ربنا يسوع يفتح عيوننا الداخلية لنرى ما لا يُرى ، لنُجدّد عهد معموديتنا كل يوم ربنا يسند كل ضعف فينا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0
 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 160082 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





"آنية زيت الحكمة" بين كاتبي سفر الحكمة والإنجيل الأوّل




مُقدّمة



الكلمة الإلهيّة نور بين العهديّن، فهذا ما أكتشفه من خلال جمال الدراسة والتعمق في هذه السلسلة الكتابيّة الّتي ننمو بها مكتشفين الكثير من الأنوار والرسائل الإلهيّة الّتي لا تنقطع بفضل الكتب المقدسة. سنلتقي بالعهد الأوّل مع رسالة كاتب سفر الحكمة اليّوم (6: 12-16) عميقة في دعوته للقاء فتاة تستمر شابة بالرغم من الوقت والزمن إلّا أن من يرغبها يفاجأ بأنه لا يتمكن من الإستغناء عنها. أمّا بالعهد الثاني سنتوقف أمام مثل شهير بحسب إنجيل متّى (25: 1-13)، حيث يدعونا إلى الدخول في أفق التاريخ والعيش في الزمن الإلهي من خلال إهتيارنا الحكيم أمّ الجاهل! وهنا عامل الزمن المسيحي وهو زمن يسكنه الانتظار، ويهدف إلى اللقاء. وهذا يجعل نوعية وقت الإنتظار يختلف. يدعونا كلا النصيين إلى التمتع بحمل شيئين لا يمكن أن يحملهما أي آخر بدلاً عنك.





مُلاقاة فتاة الحكمة (حك 6: 12- 16)



يُذكرنا مقطع العهد الأوّل إلى قول لّاهوتي في الدراسات الكتابيّة، وهو جون فون راد القائل بأن الكتب الحكميّة في الكتابات اليهوديّة المسيحيّة تظهر لنا إسرائيل أمام أدوناي، إيّ الإنسان أمام إلهه. وهذا الشكل من الكلمة البشرية افترضته كلمة الله أيضًا لتكون قادرة على التواصل إلى الإنسانية. إنّ تجاوب الإنسان مع الله الّذي يتصرف ويتكلم متخذاً شكل الحكيم. ففي سفر المزامير "البطل" هو الكلمة الّتي استجاب بها إسرائيل لإلهه بالتوجه إليه في الصلاة، أو بالترنم بأعماله، أو بالصراخ في موقف الاختبار. لكن في كتب الحكمة الأخرى، الحياة هي البطل! إن حياة إسرائيل تصير بمثابة إستجابة الشعب لإلههم.



لذا سنتوقف في الكتب الحكميّ على الحِكمة تأتي لِمُلاقاةِ الإنسان، ففي هذه الآيات القليلة يصف الكاتب الحكمة بالفتاة الّتي تصير فرحة لـمَن يجدها، هذا هو اللقاء الّذي يغير حياة الإنسان ويجعل حياة الرجل تتحقق معها بالكامل: «الحِكمةُ ساطِعةٌ لا تَذبُل تَسهُلُ مُشاهَدَتُها على الَّذين يْحِبَونَها وَيهتَدي إِلَيها الَّذينَ يَلتَمِسونَها تَسبِقُ فتُعَرِّفُ نَفْسَها إِلى الَّذين يَرغَبون فيها. ومَن بَكَّر َفي طَلَبِها لا يَتعَب لأنّه يَجِدُها جالِسةً عِندَ بابه» (6: 12-14). تُعاون وتتنتظر، السيدة الحكمة، مَن يرغب في الإرتباط بها إذ ينمو في علاقته بالله وبالآخرين. هذا يصير نوع من تجاوب المؤمن لله في معايشته للحياة. أما الأحمق، لا يرتبط بهذه الفتاة ولا يرغب في التعّرف عليها، فهو إنسان ينكر الله والإنسان معًا. فوجوده ليس في الامتلاء، بل يتجه نحو الانغلاق والتعاسة. لذا يختم لكاتب هذا المقطع مشيراً إلى تفاعل الحكمة الّتي تأتي لملاقاة مَن يرغبها: «لأَنَّ الَّذينَ أَهلٌ لَها هي الَّتي تَجولُ في طَلَبِهم وفي سُبُلِهم تَظهَرُ لَهم بِعَطْف وفي كُل خاطِرٍ يَخطر لَهم تأتي لِمُلاقاتِهما» (6: 16). مما يدل على إمكانية الوصول إليها ليست بعيدة وليست أيضًا مستحيلة بالنسبة للشخصيّة البشريّة الّتي ترغب فيها حقًا. ومن هنا تأتي دعوة كاتب النص الحكميّ الواضحة لكلًا منا كيف في كلماته إلى قراءة العلاقة بين هذا الإعلان عن حكمتين الأوّلى قريبة والأخرى مُتاحة. يشدد هذا النص على أنّ الحكمة نفسها هي الّتي تبحث عن أولئك الّذين يرغبون فيها وتجد نفسها. إذن عامل الرغبة في نوال نعمة الحكمة لابد منه من قب الشخصية البشريّة. وهذا ما سنتعمق فيه، بشكل آخر، من خلال تعليم يسوع بالأمثال.





الزمن أمّ الوقت؟ (مت 25: 1-13)



يرشدنا المقطع المأخوذ من سفر الحكمة، إلى قراءة مثل العذارى العشر الّذي رواه يسوع بحسب إنجيل متى، الّذي سنفتتح في هذا المقال، الإصحاح الخامس والعشرون بحسب اللّاهوت المتاويّ (25: 1-13) وسيستمر هذا الإصحاح في مرافقتنا في سلسلة مقالاتنا حتّى بدء زمن المجئ الّذي يهيئنا لميلاد الرّبّ. إنّ هذا المقطع بحسب إنجيل متّى يستنير بخاصية هامة وهي الحكمة الكتابيّة. هنا أيضًا نتحدث عن الحكمة وما يناقضها أيّ الجهالة، وهنا بطل السياق المتاويّ هو الزمن الحياتي! يُشبه يسوع ملكوت السموات بعُرس. هناك عشر عذارى يمثلن العروس، وهناك عريس متأخر في حضور عرسه. ينظر الإنجيلي إلى الجماعة الّتي يُدّون إليها بشارته وهي بمثابة الكنيسة-العروس الّتي تنتظر العريس الّذي تأخر في المجئ وتعيش هذه العروس زمن الانتظار.بأي رّوح تنتظر؟ هل إستعدادها يفتر بسبب تأخر غريسها أمّ لاتزال تنتظر بلهفة وإشتياق حبي عميق؟ هل ثقتها وإيمانها بعريسها لايزال منتعش أمّ تهمل مشاعر قلبها وتنسى إنها العروس المرغوبة؟





مصباح الزيت (25: 12-13)



قد يدهشنا ردّ العريس القائل: «“الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!” فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة» (25: 12- 13) وبعيدًا عن الإشارة إلى المجئ الثاني دون أنّ نجعل الأمر مشكلة بتحويل إنتباهنا عن واقع "هنا والآن". يصرّ يسوع على حقيقة ذات أهميّة خاصة وهي أنّ أولئك الّذين يتبعونه، ككنيسة أي عروسه، يعيشون دائمًا برّوح اليقظة أيّ في حالة يقظة مستمرة، منتبهه لأصغر إشارة لوجوده. لهذا السبب من الضروري أنّ تحافظ العروس المحبوبة على مصباحها الـمُزوّد بزيت الإيمان. علينا بالإنتباه، ليس لزيت التديّن الزائف بل بحقيقة إيماننا الّذي تحمله قلوبنا، الّذي يكون أصيلًا فقط عندما يتم إعلانه، ويتشكل بواسطة المحبة الملموسة، اليومية، والغير المرئية، الّتي لا تعطي مجدًا أو تكريمًا، ولكنها تدرك حقيقة التعرف على العريس الغير المرئي. وهكذا تصبح كل حقيقة بسيطة kairòs، وهو المكانً اللّاهوتي للإعتراف بحضور العريس الإلهي. إذا كان الزيت الموجود في مصابيحنا يزداد بالمشاركة الدؤوبة في جميع الصلوات الممكنة. جهلنا بحقيقة العريس الإلهي لا يعطي نكهة ولا لون للحب، فهو الزيت الّذي ينقصنا بل سيوخرنا في الوصول إلى الوليمة، عند إنعماسنا في يجهلنا سنخاطر بسماع: "يا... أنا لا أعرفك". لذلك فإن السهر يعني البقاء حذرين للغاية للتأكد من أنّ زيتنا أصلي ولدينا آنية أخرى باطنية نجل فيها من الحكمة الّتي تجعلنا ننتظر مهما تأخر العريس. ومصدر إنتظارنا هو حب العريس يجعلنا تستمر في جعل السائل الثمين يتدفق إلى مصابيحنا مما سيسمح لنا بالتعرف على العريس حتى في لحظات الحياة المظلمة والمشاركة معه في وليمة الحياة.





إنتظار العروس (مت 25)




ففي هذا النص ترمز الكنيسة، الّتي هي أنا وأنت، بالعُروس الّتي تنتظر عريسها من خلال رمزيّة شخصيات العذارى العشر. نحن مدعوين ككنيسة شابة وعروس، للتأمل في طريقة عيشنا في تاريخنا البشري، بالإستمرار في التمتع بحالة شبابية قلبيًا وإنتظارنا لعريس كلّ نفس بشريّة ليس كعبء بقدر ما هو إشتياق وإنتظار حقيقي. يمكننا الإنتظار في الزمن التاريخي كجهلاء أو كحكماء. الجهل والحكمة، ما هما سوى طُرق كتابيّة نموذجية لوصف الحياة البشرية من خلال تقديم إمكانية وجود طريقيّن للتقدم للأمام، وهذا يعتمد علينا وعلى إختيار الطريق المناسب لنا. وفي هذه الآيات يُقارن الإنجيلي بين الشخصية الجاهلة والأخرى الحكيمة، كما قارن سابقًا بين رجلين يبنيان بيتهما، واحد على الرمل والآخر على الصخر (راج مت 7: 21- 28). وأدركنا أنّ الحكيم هو مَن يبني على الصخر، أيّ مَن يسمع كلمة الله ويعمل بها. أمّا في هذا المثل العشر فتيات، خمس منهن وهي اللاواتي حملن الزيت الإضافي بخلاف الزيت بمصابيحهن وأطلق عليهم يسوع بالمثل الحكيمات، بينما هناك خمس فتيات أخريات وهن الجاهلات وقد آخذن معهن المصابيح فقط.





آنيّة الحكمة (مت 25: 3-5)



ينقسمن العذارى إلى خمس حكيمات يتمتعن بالفطنة، وخمس جاهلات، يمكننا أنّ نقول مجنونات. ما الّذي يميز الحكيمات عن الجاهلات؟ كنّ جميعهن ينتظرن العريس، وإذ أضحى ليلاً فنمن جميعهن بينما كنّ في حالة إنتظار للعريس الّذي لأسباب غير واضحة تأخر في المجئ. إذ فجأة وعند منتصف الليل، تمّ إعلان صرخة قدوم العريس، استيقظن الفتيات من نومهن وأشعلن مصابيحهن. هناك فارق واحد الذّي كشف حقيقة ما بقلوب الفتيات العشر: «فأَخذَنِ الجاهِلاتُ مَصابيحَهُنَّ ولَم يَأخُذنَ معَهُنَّ زَيتاً. وأَمَّا العاقِلات، فَأَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتاً في آنِية» (مت 25: 3-4). هذا هو ما يصنع الفرق، هنا تكمن حكمة الحكيمات وجهل الحمقاوات. الفتاة الجاهلة كالرجل الّذي بنى بيته على الرمل. فهو الّذي لا يسمع لكلمات الإنجيل ولا يعمل بها. وللمرة الثانية، يكشف يسوع عن الرغبة في التمتع بفضيلة الحكمة أو برذيلة الجهل.



تكمن حكمة العذارى الخمس اللاواتي حملن الزيت معهن في أواني خارجية. فهذا الزيت الّذي وضعنه الفتيات الحكيمات في أواني خارجية هو نموذج لـمَن يعرف كيف يعيش زمن انتظار العريس حينما يتأخر في مجيئه.لم يستطعن الحكيمات أنّ يعطيّن زيتهن للفتيات الأخريات لأنهن إدركن إنّه لنّ يتمكن أحد أنّ يحلّ محلّ الآخر في الإتباع اليقظ للإنجيل. هناك بعض الأشياء المهمة في الحياة الّتي لا يمكن استبدالنا فيها بشئ آخر، لابد من القيام بأنفسنا بها ولا يمكن لأحد أن يحلّ محلنا، لابد أنّ يهتم كلّا منا بذاته للدخول لوليمة العرس بفطنة القلب ويقظة الفكر.



قد يدفعنا هذا النص للتوقف أمام قيمة العهد العُرسي من خلال إدراك الفرق بين الجهل والحكمة الّذي لا يكمن في عدد الفتيات المنتظرات للعريس، بل في نوعيّة حبهم له وإستعداههم اليقظ لمجيئه. في نهاية المطاف، يحملن هؤلائي الفتيات العشر جميعًا شيئًا ما، المصابيح المليئة بزيت الحب وهو ما يدل على إيمانهم بوصول العريس ورغبته كلاً منهن في الإتحاد به. كحال الرجلين في حالة البنيان (راج مت 7: 21- 28)، لكن هناك شيئًا ما يصنع الفارق بين أولئك الّلاواتي يحملن الزيت وأولئك الّلاواتي ينسونه، وهو ذاته السبب الفارق بين الرجل الحكيم الّذي بنى بيته على الصخر والآخر الّذي بنى بيته على الرمال. في النهاية، يدعونا النص الإنجيلي لطرح تسّاؤل ما على أنفسنا وتحديدًا عن هذا الفرق بين الحكمة والجهل في حياتي اليّوم؟ وما يتكون منه فعليًا في طريقة انتظاري الشخصي للقاء العريس الّذي قد يصل في منتصف الليل أم في أوّل اليّوم. هذا يعتمد فقط على التمتع بالحكمة أمّ بالجهل الشخصيين.





الخلّاصة



سعينا في مقالنا هذا من خلال كلمات الحكيم (حك 6: 12- 16)، وكلمات يسوع المعلم في مثل العشر عذارى (مت 25: 1- 13) للبحث عن حكمة القلب وحمل المصباح وآنيّة الإيمان اليوميّ. قضى تلاميذ يسوع ساعات الآمه ووقت السهر معه في البستان (راج مت 26: 38) والصلاة حتى لا تعوقهم التجربة عن الطريق الّذي إتبعه معلمهم. بالنسبة لكنيسة متّى الإنجيلي ولكنيسة عصرنا، سيعني ذلك المرور عبر تاريخ البشرية، ووضع زيت أمانتنا النشطة في أوعية صغيرة أثناء إنتظارنا لعريس القلب المتأخر. وهكذا تصبح الوليمة الإلهيّة وهي برمز العرس الإلهي مع البشري، حياة الله هي الّتي تأخذ دور البطولة، ومكان استجابة الإنسان لإلهه في الأمانة المتعبة واليومية لله، ويكافح الإنسان في العيش بحسب الحكمة وليس الجهل. وإدراك إنه لا يستطيع أيّ آخر أنّ يحل محله، وأنّ يكون له من الجرأة أنّ يحمل زيتًا غضافيًا في آنية أخرى دون أنّ يعطني زيته لئلا ينتهي مصباحه من الزيت الحبي والإيماني النابع من حكمته. لذا تشتغل يقظة حكمته حينما يرتفع الصراخ في قلب الليل مُعلنا عن وصول عريس النفس البشريّة "ها هو العريس". ففي هذا الوقت يشتعل مصباح حكيم القلب ويدخل معه إلى وليمة العُرس، حيث لن تكون هناك حاجة لنور الشمس ولا المصابيح لأنّ النّور الإلهي سينير بشكل أبدي ويصير مصباحًا. عندها ستكون حياة الله هي حياة كل نفس بشريّة. دُمتم، أيها القراء الأفاضل، متمتعين بحكمة القلب وحمل أنيّة الزيت الإيماني يوميًا.


 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 160083 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"آنية زيت الحكمة" بين كاتبي سفر الحكمة والإنجيل الأوّل





الكلمة الإلهيّة نور بين العهديّن، فهذا ما أكتشفه من خلال جمال الدراسة والتعمق في هذه السلسلة الكتابيّة الّتي ننمو بها مكتشفين الكثير من الأنوار والرسائل الإلهيّة الّتي لا تنقطع بفضل الكتب المقدسة. سنلتقي بالعهد الأوّل مع رسالة كاتب سفر الحكمة اليّوم (6: 12-16) عميقة في دعوته للقاء فتاة تستمر شابة بالرغم من الوقت والزمن إلّا أن من يرغبها يفاجأ بأنه لا يتمكن من الإستغناء عنها. أمّا بالعهد الثاني سنتوقف أمام مثل شهير بحسب إنجيل متّى (25: 1-13)، حيث يدعونا إلى الدخول في أفق التاريخ والعيش في الزمن الإلهي من خلال إهتيارنا الحكيم أمّ الجاهل! وهنا عامل الزمن المسيحي وهو زمن يسكنه الانتظار، ويهدف إلى اللقاء. وهذا يجعل نوعية وقت الإنتظار يختلف. يدعونا كلا النصيين إلى التمتع بحمل شيئين لا يمكن أن يحملهما أي آخر بدلاً عنك.


مُلاقاة فتاة الحكمة (حك 6: 12- 16)



يُذكرنا مقطع العهد الأوّل إلى قول لّاهوتي في الدراسات الكتابيّة، وهو جون فون راد القائل بأن الكتب الحكميّة في الكتابات اليهوديّة المسيحيّة تظهر لنا إسرائيل أمام أدوناي، إيّ الإنسان أمام إلهه. وهذا الشكل من الكلمة البشرية افترضته كلمة الله أيضًا لتكون قادرة على التواصل إلى الإنسانية. إنّ تجاوب الإنسان مع الله الّذي يتصرف ويتكلم متخذاً شكل الحكيم. ففي سفر المزامير "البطل" هو الكلمة الّتي استجاب بها إسرائيل لإلهه بالتوجه إليه في الصلاة، أو بالترنم بأعماله، أو بالصراخ في موقف الاختبار. لكن في كتب الحكمة الأخرى، الحياة هي البطل! إن حياة إسرائيل تصير بمثابة إستجابة الشعب لإلههم.



لذا سنتوقف في الكتب الحكميّ على الحِكمة تأتي لِمُلاقاةِ الإنسان، ففي هذه الآيات القليلة يصف الكاتب الحكمة بالفتاة الّتي تصير فرحة لـمَن يجدها، هذا هو اللقاء الّذي يغير حياة الإنسان ويجعل حياة الرجل تتحقق معها بالكامل: «الحِكمةُ ساطِعةٌ لا تَذبُل تَسهُلُ مُشاهَدَتُها على الَّذين يْحِبَونَها وَيهتَدي إِلَيها الَّذينَ يَلتَمِسونَها تَسبِقُ فتُعَرِّفُ نَفْسَها إِلى الَّذين يَرغَبون فيها. ومَن بَكَّر َفي طَلَبِها لا يَتعَب لأنّه يَجِدُها جالِسةً عِندَ بابه» (6: 12-14). تُعاون وتتنتظر، السيدة الحكمة، مَن يرغب في الإرتباط بها إذ ينمو في علاقته بالله وبالآخرين. هذا يصير نوع من تجاوب المؤمن لله في معايشته للحياة. أما الأحمق، لا يرتبط بهذه الفتاة ولا يرغب في التعّرف عليها، فهو إنسان ينكر الله والإنسان معًا. فوجوده ليس في الامتلاء، بل يتجه نحو الانغلاق والتعاسة. لذا يختم لكاتب هذا المقطع مشيراً إلى تفاعل الحكمة الّتي تأتي لملاقاة مَن يرغبها: «لأَنَّ الَّذينَ أَهلٌ لَها هي الَّتي تَجولُ في طَلَبِهم وفي سُبُلِهم تَظهَرُ لَهم بِعَطْف وفي كُل خاطِرٍ يَخطر لَهم تأتي لِمُلاقاتِهما» (6: 16). مما يدل على إمكانية الوصول إليها ليست بعيدة وليست أيضًا مستحيلة بالنسبة للشخصيّة البشريّة الّتي ترغب فيها حقًا. ومن هنا تأتي دعوة كاتب النص الحكميّ الواضحة لكلًا منا كيف في كلماته إلى قراءة العلاقة بين هذا الإعلان عن حكمتين الأوّلى قريبة والأخرى مُتاحة. يشدد هذا النص على أنّ الحكمة نفسها هي الّتي تبحث عن أولئك الّذين يرغبون فيها وتجد نفسها. إذن عامل الرغبة في نوال نعمة الحكمة لابد منه من قب الشخصية البشريّة. وهذا ما سنتعمق فيه، بشكل آخر، من خلال تعليم يسوع بالأمثال.

 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:48 PM   رقم المشاركة : ( 160084 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الزمن أمّ الوقت؟ (مت 25: 1-13)



يرشدنا المقطع المأخوذ من سفر الحكمة، إلى قراءة مثل العذارى العشر الّذي رواه يسوع بحسب إنجيل متى، الّذي سنفتتح في هذا المقال، الإصحاح الخامس والعشرون بحسب اللّاهوت المتاويّ (25: 1-13) وسيستمر هذا الإصحاح في مرافقتنا في سلسلة مقالاتنا حتّى بدء زمن المجئ الّذي يهيئنا لميلاد الرّبّ. إنّ هذا المقطع بحسب إنجيل متّى يستنير بخاصية هامة وهي الحكمة الكتابيّة. هنا أيضًا نتحدث عن الحكمة وما يناقضها أيّ الجهالة، وهنا بطل السياق المتاويّ هو الزمن الحياتي! يُشبه يسوع ملكوت السموات بعُرس. هناك عشر عذارى يمثلن العروس، وهناك عريس متأخر في حضور عرسه. ينظر الإنجيلي إلى الجماعة الّتي يُدّون إليها بشارته وهي بمثابة الكنيسة-العروس الّتي تنتظر العريس الّذي تأخر في المجئ وتعيش هذه العروس زمن الانتظار.بأي رّوح تنتظر؟ هل إستعدادها يفتر بسبب تأخر غريسها أمّ لاتزال تنتظر بلهفة وإشتياق حبي عميق؟ هل ثقتها وإيمانها بعريسها لايزال منتعش أمّ تهمل مشاعر قلبها وتنسى إنها العروس المرغوبة؟
 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:49 PM   رقم المشاركة : ( 160085 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مصباح الزيت (25: 12-13)



قد يدهشنا ردّ العريس القائل: «“الحَقَّ أَقولُ لَكُنَّ: إِنِّي لا أَعرِفُكُنَّ!” فَاسهَروا إِذاً، لأَنَّكم لا تَعلَمونَ اليومَ ولا السَّاعة» (25: 12- 13) وبعيدًا عن الإشارة إلى المجئ الثاني دون أنّ نجعل الأمر مشكلة بتحويل إنتباهنا عن واقع "هنا والآن". يصرّ يسوع على حقيقة ذات أهميّة خاصة وهي أنّ أولئك الّذين يتبعونه، ككنيسة أي عروسه، يعيشون دائمًا برّوح اليقظة أيّ في حالة يقظة مستمرة، منتبهه لأصغر إشارة لوجوده. لهذا السبب من الضروري أنّ تحافظ العروس المحبوبة على مصباحها الـمُزوّد بزيت الإيمان. علينا بالإنتباه، ليس لزيت التديّن الزائف بل بحقيقة إيماننا الّذي تحمله قلوبنا، الّذي يكون أصيلًا فقط عندما يتم إعلانه، ويتشكل بواسطة المحبة الملموسة، اليومية، والغير المرئية، الّتي لا تعطي مجدًا أو تكريمًا، ولكنها تدرك حقيقة التعرف على العريس الغير المرئي. وهكذا تصبح كل حقيقة بسيطة kairأ²s، وهو المكانً اللّاهوتي للإعتراف بحضور العريس الإلهي. إذا كان الزيت الموجود في مصابيحنا يزداد بالمشاركة الدؤوبة في جميع الصلوات الممكنة. جهلنا بحقيقة العريس الإلهي لا يعطي نكهة ولا لون للحب، فهو الزيت الّذي ينقصنا بل سيوخرنا في الوصول إلى الوليمة، عند إنعماسنا في يجهلنا سنخاطر بسماع: "يا... أنا لا أعرفك". لذلك فإن السهر يعني البقاء حذرين للغاية للتأكد من أنّ زيتنا أصلي ولدينا آنية أخرى باطنية نجل فيها من الحكمة الّتي تجعلنا ننتظر مهما تأخر العريس. ومصدر إنتظارنا هو حب العريس يجعلنا تستمر في جعل السائل الثمين يتدفق إلى مصابيحنا مما سيسمح لنا بالتعرف على العريس حتى في لحظات الحياة المظلمة والمشاركة معه في وليمة الحياة.


 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:50 PM   رقم المشاركة : ( 160086 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنتظار العروس (مت 25)



ففي هذا النص ترمز الكنيسة، الّتي هي أنا وأنت، بالعُروس الّتي تنتظر عريسها من خلال رمزيّة شخصيات العذارى العشر. نحن مدعوين ككنيسة شابة وعروس، للتأمل في طريقة عيشنا في تاريخنا البشري، بالإستمرار في التمتع بحالة شبابية قلبيًا وإنتظارنا لعريس كلّ نفس بشريّة ليس كعبء بقدر ما هو إشتياق وإنتظار حقيقي. يمكننا الإنتظار في الزمن التاريخي كجهلاء أو كحكماء. الجهل والحكمة، ما هما سوى طُرق كتابيّة نموذجية لوصف الحياة البشرية من خلال تقديم إمكانية وجود طريقيّن للتقدم للأمام، وهذا يعتمد علينا وعلى إختيار الطريق المناسب لنا. وفي هذه الآيات يُقارن الإنجيلي بين الشخصية الجاهلة والأخرى الحكيمة، كما قارن سابقًا بين رجلين يبنيان بيتهما، واحد على الرمل والآخر على الصخر (راج مت 7: 21- 28). وأدركنا أنّ الحكيم هو مَن يبني على الصخر، أيّ مَن يسمع كلمة الله ويعمل بها. أمّا في هذا المثل العشر فتيات، خمس منهن وهي اللاواتي حملن الزيت الإضافي بخلاف الزيت بمصابيحهن وأطلق عليهم يسوع بالمثل الحكيمات، بينما هناك خمس فتيات أخريات وهن الجاهلات وقد آخذن معهن المصابيح فقط.
 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 160087 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


آنيّة الحكمة (مت 25: 3-5)



ينقسمن العذارى إلى خمس حكيمات يتمتعن بالفطنة، وخمس جاهلات، يمكننا أنّ نقول مجنونات. ما الّذي يميز الحكيمات عن الجاهلات؟ كنّ جميعهن ينتظرن العريس، وإذ أضحى ليلاً فنمن جميعهن بينما كنّ في حالة إنتظار للعريس الّذي لأسباب غير واضحة تأخر في المجئ. إذ فجأة وعند منتصف الليل، تمّ إعلان صرخة قدوم العريس، استيقظن الفتيات من نومهن وأشعلن مصابيحهن. هناك فارق واحد الذّي كشف حقيقة ما بقلوب الفتيات العشر: «فأَخذَنِ الجاهِلاتُ مَصابيحَهُنَّ ولَم يَأخُذنَ معَهُنَّ زَيتاً. وأَمَّا العاقِلات، فَأَخَذنَ معَ مَصابيحِهِنَّ زَيتاً في آنِية» (مت 25: 3-4). هذا هو ما يصنع الفرق، هنا تكمن حكمة الحكيمات وجهل الحمقاوات. الفتاة الجاهلة كالرجل الّذي بنى بيته على الرمل. فهو الّذي لا يسمع لكلمات الإنجيل ولا يعمل بها. وللمرة الثانية، يكشف يسوع عن الرغبة في التمتع بفضيلة الحكمة أو برذيلة الجهل.



تكمن حكمة العذارى الخمس اللاواتي حملن الزيت معهن في أواني خارجية. فهذا الزيت الّذي وضعنه الفتيات الحكيمات في أواني خارجية هو نموذج لـمَن يعرف كيف يعيش زمن انتظار العريس حينما يتأخر في مجيئه.لم يستطعن الحكيمات أنّ يعطيّن زيتهن للفتيات الأخريات لأنهن إدركن إنّه لنّ يتمكن أحد أنّ يحلّ محلّ الآخر في الإتباع اليقظ للإنجيل. هناك بعض الأشياء المهمة في الحياة الّتي لا يمكن استبدالنا فيها بشئ آخر، لابد من القيام بأنفسنا بها ولا يمكن لأحد أن يحلّ محلنا، لابد أنّ يهتم كلّا منا بذاته للدخول لوليمة العرس بفطنة القلب ويقظة الفكر.



قد يدفعنا هذا النص للتوقف أمام قيمة العهد العُرسي من خلال إدراك الفرق بين الجهل والحكمة الّذي لا يكمن في عدد الفتيات المنتظرات للعريس، بل في نوعيّة حبهم له وإستعداههم اليقظ لمجيئه. في نهاية المطاف، يحملن هؤلائي الفتيات العشر جميعًا شيئًا ما، المصابيح المليئة بزيت الحب وهو ما يدل على إيمانهم بوصول العريس ورغبته كلاً منهن في الإتحاد به. كحال الرجلين في حالة البنيان (راج مت 7: 21- 28)، لكن هناك شيئًا ما يصنع الفارق بين أولئك الّلاواتي يحملن الزيت وأولئك الّلاواتي ينسونه، وهو ذاته السبب الفارق بين الرجل الحكيم الّذي بنى بيته على الصخر والآخر الّذي بنى بيته على الرمال. في النهاية، يدعونا النص الإنجيلي لطرح تسّاؤل ما على أنفسنا وتحديدًا عن هذا الفرق بين الحكمة والجهل في حياتي اليّوم؟ وما يتكون منه فعليًا في طريقة انتظاري الشخصي للقاء العريس الّذي قد يصل في منتصف الليل أم في أوّل اليّوم. هذا يعتمد فقط على التمتع بالحكمة أمّ بالجهل الشخصيين.
 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 160088 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمات يسوع المعلم في مثل العشر عذارى (مت 25: 1- 13) للبحث عن حكمة القلب وحمل المصباح وآنيّة الإيمان اليوميّ. قضى تلاميذ يسوع ساعات الآمه ووقت السهر معه في البستان (راج مت 26: 38) والصلاة حتى لا تعوقهم التجربة عن الطريق الّذي إتبعه معلمهم. بالنسبة لكنيسة متّى الإنجيلي ولكنيسة عصرنا، سيعني ذلك المرور عبر تاريخ البشرية، ووضع زيت أمانتنا النشطة في أوعية صغيرة أثناء إنتظارنا لعريس القلب المتأخر. وهكذا تصبح الوليمة الإلهيّة وهي برمز العرس الإلهي مع البشري، حياة الله هي الّتي تأخذ دور البطولة، ومكان استجابة الإنسان لإلهه في الأمانة المتعبة واليومية لله، ويكافح الإنسان في العيش بحسب الحكمة وليس الجهل. وإدراك إنه لا يستطيع أيّ آخر أنّ يحل محله، وأنّ يكون له من الجرأة أنّ يحمل زيتًا غضافيًا في آنية أخرى دون أنّ يعطني زيته لئلا ينتهي مصباحه من الزيت الحبي والإيماني النابع من حكمته. لذا تشتغل يقظة حكمته حينما يرتفع الصراخ في قلب الليل مُعلنا عن وصول عريس النفس البشريّة "ها هو العريس". ففي هذا الوقت يشتعل مصباح حكيم القلب ويدخل معه إلى وليمة العُرس، حيث لن تكون هناك حاجة لنور الشمس ولا المصابيح لأنّ النّور الإلهي سينير بشكل أبدي ويصير مصباحًا. عندها ستكون حياة الله هي حياة كل نفس بشريّة. دُمتم، أيها القراء الأفاضل، متمتعين بحكمة القلب وحمل أنيّة الزيت الإيماني يوميًا.
 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 160089 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"أيّها الكاهن لك أقول: ..." بين كاتبي نبؤة ملاخي والإنجيل الأوّل



مُقدّمة



دُمتم أيّها القراء الافاضل في حضور دائم أمام الكلمة الإلهيّة. في هذا الأسبوع سنناقش موضوع كتابي صعب لأنه يحمل تحدي حقيقي في عالمنا اليّوم. كثيراً ما كنا نتردد في أن نربط الكتاب المقدس بجراءة ووضوح ولكن نصيّ العهدين يجثونا على ذلك في هذا المقال. الآن وقد إنتهت أعمال السينودس الكاثوليكي والّذي دام ثلاث سنوات أين نحن من علميُا من ثماره. هذا المقال يضع أقدامنا على الأرض بواقعيّة هادفين للتحرر من الرّوح النرجسيّة الّتي تسلب حقيقة إيماننا دون أن ندري والسبب هو "الكرسي".



نص العهد الأوّل من نبؤة ملاخي بالمقطع التالي 1: 1- 2: 14 ومفتاحه الكتابيّ هو إنحراف الكهنة والّذي يدعونا فيه النبي إلى التوبة والعودة لإعطاء الأولويّة للرّبّ. ثمّ سننتقل للعهد الثاني للتمعن في تعليم يسوع حول كل ما هو يتناقض مع التواضع أيّ ما ينتمي للكبرياء من جانب حارسي الشريعة أي كهنة وبطاركة وأصحاب كراسي الكنيسة اليّوم، فنحن امام تحدي السلطة. لذا تأتي كلمات يسوع لتنيرنا من جانب بتواضعه الإنساني والإلهي ليرفعنا إلى المجد الإلهي ومن الجانب الآخر ليحررنا من رّوح التواضع الزائف والنرجسيّة المميتة الّذي يُغلف حياتنا بشكل يومي إذ لم ننتبه ونتوب لوقعنا في فخ النرجسيّة الّتي تحرمنا من التمتع بالكثير من النعم ومعنى الحياة الحقيقي.





1. النرجسيّة (ملا 1: 14- 2: 10)



تحمل رسالة آخر الأنبياء الصغار رسالة نبويّة حادة بل نعتبرها قاسية. فهو مجرد حامل الرسالة الإلهيّة ولا أكثر هذه الكلمات الّتي يتفوه بها النبي اليّوم هي كلمات الرّبّ الّتي يوجهها لشعبه، نحن اليّوم. الشعب بقيادة الكهنة م يعد يعطي الأولويّة لله فصار كلّاً منهم بمثابة "مرجعًا لذاته". وفي هذا الوقت بالتحديد، وقت الوقوع في "حب الّذات" و "الكرسي المريح"، يتدخل الرّبّ برسالته ليوقظنا كمؤمنين، من نساء ورجال، من غفلتنا محرراً إيانا من خطر كبير وهو النرجسيّة.



تبدأ رسالة الرّبّ للنبي ملاخي بقوله: «هكَذا قالَ رَبُّ القُوَّات» (ملا 1: 4). وفي هذه الصيغة الكتابيّة قوة لا يعلم بها سوى مَن ينتمي لشعب الله أو مَن يؤمن به حقًا، أيّ نحن الّذين ندعو ذاتنا مسيحيين هذا العصر! ماذا يقول الرّبّ؟ هل هناك من جديد؟ نعم. هذه الرسالة هي رسالة تهديد من الرّبّ لشعبه حينما رغب في أنّ يصير مرجعًا لذاته ويخطط لحياته بعيداً عن الرّبّ خالقه. فقد نسي الشعب ، بسبب قيادة كهنتهم الباطلة، أنّ الرّبّ إلهه هو خالقه وعليه أنّ يتبع مخططه أو يسأله المشورة فيما يفعله.



تأتي نبرة النبي في هذه الرسالة تهديديّة لكهنته، فيقول الرّبّ على لسانه: «مَلْعونٌ الماكِرُ الًّذي عِندَه في قَطيعِه ذَكَر، وهو يَنذِرُ ويَذبَحُ لِلسَّيِّدِ ماهر مَعيب، فإِنِّي مَلِكٌ عَظيم، قالَ رَبُّ القُوَّات، واسْمي مَهيبٌ بَينَ الأُمَم» (ملا 1: 14). قد تخيفنا هذه الرسالة الإلهيّة ولكن الرسالة موجهة في المرتبة الأوّلى لكهنة هيكل الرّبّ الّذين لم يضعوا الله في أولوياتهم ولم يساعدوا الشعب على ما يليق بالله حقًا. مدعوين مع كهنة الرّبّ إلى التمييز فيما يتم تخطيطه في الأعمال الرعوية. هذا بالإضافة إلى السمع والطاعة كمؤمنين بالقرن الحالي، لصوت الرّبّ الّذي يحبنا ويهدف لخلاصنا وتحررنا من الأنا النرجسي الّذي سيُفقدنا العلاقة معه.





2. النسيان أم التناسي؟ (ملا 2: 1- 14)



إنغلق كهنة بني إسرائيل على ذواتهم وإنخرطوا في عادات الشعوب الأخرى، لم يجدوا في حضور الله النعمة لحياتهم! بدأوا بتخطيط حياتهم وحياة الشعب بأنفسهم، إذّ تناسوا مُلك الرّبّ العظيم ومهابة إسمه القدير بين الشعوب. فتأتي كلمات الرّبّ التحذيريّة بنبرة قاسية معلنًا التهديد للكهنة قائلاً: «والآن، إِلَيكم هذه الوَصِيَّةَ أَيُّها الكَهَنَة: إِن لم تَسمَعوا ولَم تَجعَلوا في قُلوبِكم أَن تُؤَدُّوا مَجداً لاِسْمي، قالَ رَبُّ القُوَّات، أُرسِلُ علَيكمُ اللَّعنَة، وأَلعنُ بَرَكاتِكم، أَلعَنُها لِأَنَّكم لم تَجعَلوا ذلك في قُلوبِكم. [...] فتَعلَمونَ أَنِّي أَرسَلتُ إِلَيكُم بِهذه الوَصِيَّة، لِيَبْقى عَهْدي مع لاوي، قالَ رَبُّ القُوَّات. كانَ عَهْدي معَه حَياةً وسَلاماً فوَهَبتُهما لَه، وتَقْوى فاتَّقاني وهابَ اسْمي. [...] سار معي بِالسَّلامةِ والإستِقامة، ورَدَّ كَثيرينَ عنِ الإِثْم، لِأَنَّ شَفَتَيِ الكاهِنِ تَحفَظانِ المَعرفَة، ومِن فَمِه يَطلُبونَ التَّعْليم، إِذ هو رَسولُ رَبِّ القُوَّات. أَمَّا أَنتُم فحِدتُم عنِ الطَّريق وعَثَّرتُم كَثيرينَ بِالتَّعْليم، ونَقَضْتُم عَهدَ لاوي، قالَ رَبُّ القُوَّات. فأَنا أَيضَا جَعَلتُكم حَقيرينَ وأَدنِياءَ عِندَ جَميعَ الشَّعْب، بِقَدْرِ ما أَنَّكم لم تَحفَظوا طُرُقي وحابَيتُمُ الوُجوهَ في تَعْليمِكم» (ملا 2: 1- 9). سماح الكهنة، بعد معايشتهم خبرة السبي، بالمحاباة والتفضيل وشجعوا الشعب على كسر الشريعة والوصايا الإلهيّة. رسالة الله هي التذكير به وبكلمته المقدسة إذ له الكلمة الأخيرة وكلمته هي الّتي تبقى وتسود. تدعونا رسالة ملاخي، وهو آخر الأنبياء، إلى الإستنارة فيما نعيشه ولتكن كلمة الله هي مقياس لحياتنا.وإذ نسينا أو تناسينا بسبب إلتزامات الحياة علينا بالتوبة وتغيير المسار.





3. معلمين أمّ شهود؟ (مت 23: 1- 12)



نسمع من جديد كلمات قاسية من يسوع المعلم، وهذا النص يتوازي بشدة مع نص ملاخي الّذي ناقشناه سابقًا. ففي هذا المقطع، يعلن يسوع تهديداً جديدًا لحافظي شريعة عصره: «إِنَّ الكَتَبَةَ والفِرِّيسيِّينَ على كُرسِيِّ موسى جالِسون، فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَة ويُلقونَها على أَكتافِ النَّاس، ولكِنَّهم يَأبَونَ تَحريكَها بِطَرَفِ الإصبَع» (مت 23: 2- 5). فقد سعى موسى إلى إعطاء الشعب قانونًا يهدف إلى ولادة شعب ينتمي للرّب ويشرق فيه نور العدل. فالقانون وسيلة تستخدم كمنارة ومعيار لللتعامل السلمي بين الأخوة وبين جميع الشعوب الأخرى. وبمجرد أن أصبحت الشريعة حكراً على فئة الكتبة والفريسيين. باحتكارهم هذا، نجد إنّهم اختزلوها إلى مجرد وسيلة للسيطرة على الشعب، مما خلق حالات خطيرة للغاية من الظلم دائمًا أفعالهم سواء الحسنة أم السيئة، ومع الأسف باسم الله.



الجديد الّذي تحمله رسالة يسوع اليّوم، قد يوجه لمسئولي الكنيسة الجالسين على كراسي المسئولية: بطاركة، أساقفة، كهنة، راهبات، علمانيين، خدام، مربيين بالأنشطة الرعويّة، ... أيّ ليّ ولك! لا يوجد مكان في جماعة يسوع منطق لهذا النوع من السلطات الفاسدة الّتي تنغلق على ذاتها. لا وجود لفئات الكراسي وأصحاب السلطات والعلماء الّذين يحتكرون كرسي بطريرطي أو أسقفي أو تعليم كتابي بالجامعات مثلنا أو مّن يعيش الكهنوت بعظمة فارضًا على من يقع تحت يديه عبء سلطته. وعلى هذا المنوال لا وجود لفئة عامة الشعب الّتي يتوجب عليها الطاعة فقط، نفس طريقة تعامل الجثث الميتة الّتي بلا إرادة! علينا بالإستيقاظ من نومنا النرجسي والّذي به نغلق بذاوتنا باب الأبدية أمامنا. هذا ما يفعله الّذي يحتكر دوره داخل المؤسسات الدينية بشكل إناني ومنفتح فقط على ذاته وليس على الله أو على المخدومين.



لقد ولدت جماعة يسوع في خدمة الإنسان ولفتح مساحات للملكوت، أي لطريقة إنارة كلّ آخر لحضور الله الحي في التاريخ، ونقل محبته للجميع. لا نحتاج كتلاميذ يسوع اليّوم أنّ نُعلن أنفسنا أسيادًا وأصحاب كراسي عريقة، بقدر ما نشهد بحياتنا الأخويّة فنصير إخوة شهود لهذا الحب. كما هو الحال دائمًا، يطلب منا يسوع في هذا المقطع الإنجيلي أنّ نتخذ موقفًا: هل نحن مّن نطلب مكانًا على كرسي ما للحصول على القليل أو الكثير مِن السلطة، أم نعمل من أجل خير الإنسان من خلال نقل محبة الآب التي تصبح خدمة؟ هل يسعى كلّاً منًا بالأنا الّذاتية أنّ يضع ذاته في المركز ساعيًا لمركز مرموق داهسًا من بجواره ليعلو عليه؟ هل الأنا الّذاتية المنتفحة بحبها الخالص فقط لذاتها تسعى أن تكون المركز مستغلة مَن حولها دون إحترام لحقوقهم؟





4. التواضع والأنا! (مت 23: 5- 12)



هذين اللفظين: "التواضع" و "الأنا" قد يتناقضان وقد يتوازيان، هذا يعتمد على يقظة تهذيب الأنا اليومي، من كل مسيحي بممارسته للتواضع. سيتناقضان، حينما نتحدث كثيراً عن التواضع وأعمالنا لا تتوافق مع أقوالنا، وهنا الرياء والنفاق يأخذ مجالاً بحياتنا ولا نتبع بارادتنا منظق الملكوت. فتصير رسالة الرّبّ بالعهدين ليس فقط للكهنة أو للفريسيين أو للكتبة بل ليّ ولك.



يتوازيان هذين اللفظين حينما نفحص يوميًا ذاوتنا ونتسأل على ضوء كلمات اليوم: أين أنا من نعمة التواضع؟ لذا تأتي كلمات يسوع الختاميّة لتوقظنا من غفلة النرجسيّة مشجعُا إيانا، بتحذيره، لفتح باب الملكوت قائلاً: «لْيَكُنْ أَكبرُكُم خادِماً لَكم. فمَن رَفَعَ نَفَسَه وُضِع، ومن وَضَع نَفسَه رُفِع» (مت 23: 11- 12).





الخلّاصة



رسالة نصي العهدين اليّوم قويّة وتحارب بقوة الكهنة وأصحاب الكراسي، منشطي الخدمات النيسة تحت شعار "الخدمة" وهم يتعاملون بفساد وإنحراف عن رسالتهم وكلمة الله. ليس الكلّ بالطبع فهناك القليلين الأمناء. ومع ذلك يأتي صوت الرب بحسب ملاخي وصوت يسوع بحسب متّى، مهددين حبًا بنا. يعلن الصوت الإلهي إنّه لازال باب التوبة مفتوح، والبدء من جديد حياة تتناسب مع حقيقة الله دون نرجسيّة وتزييف. لذا أعطينا عنوانًا "أيها الكاهن لك أقول: ...". أتبث فيمن حولك أوّلويّة الرّبّ أم أوّلويّة الكرسي؟ لا يوجد كاهن بدون مؤمنين، فنحن في قلب الكنيسة بل وفي الأماكن الأوّلى ولكن أين قلوبنا؟ باطننا يتحد بالله أمّ نعيش حياة مزدوجة نحمل قناع التواضع أمام المجتمع الكنيسي وأمام الكرسي نضع قناع النرجسيّة؟ فلننتبه خاصة نحن وعاظ الكتاب المقدس، ونحن كاستاذ كتاب مقدس بالمقدمة، هناك كرسي يبعدنا عن التواضع وعن المكان الآخير والتمتع برّوح الخدمة الحقيقيّة، فهلا تيقظنا! دُمتنا يقظين أيّها القراء الأفاضل.

 
قديم 11 - 05 - 2024, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 160090 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,341

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"أيّها الكاهن لك أقول: ..." بين كاتبي نبؤة ملاخي والإنجيل الأوّل



مُقدّمة



دُمتم أيّها القراء الافاضل في حضور دائم أمام الكلمة الإلهيّة. في هذا الأسبوع سنناقش موضوع كتابي صعب لأنه يحمل تحدي حقيقي في عالمنا اليّوم. كثيراً ما كنا نتردد في أن نربط الكتاب المقدس بجراءة ووضوح ولكن نصيّ العهدين يجثونا على ذلك في هذا المقال. الآن وقد إنتهت أعمال السينودس الكاثوليكي والّذي دام ثلاث سنوات أين نحن من علميُا من ثماره. هذا المقال يضع أقدامنا على الأرض بواقعيّة هادفين للتحرر من الرّوح النرجسيّة الّتي تسلب حقيقة إيماننا دون أن ندري والسبب هو "الكرسي".



نص العهد الأوّل من نبؤة ملاخي بالمقطع التالي 1: 1- 2: 14 ومفتاحه الكتابيّ هو إنحراف الكهنة والّذي يدعونا فيه النبي إلى التوبة والعودة لإعطاء الأولويّة للرّبّ. ثمّ سننتقل للعهد الثاني للتمعن في تعليم يسوع حول كل ما هو يتناقض مع التواضع أيّ ما ينتمي للكبرياء من جانب حارسي الشريعة أي كهنة وبطاركة وأصحاب كراسي الكنيسة اليّوم، فنحن امام تحدي السلطة. لذا تأتي كلمات يسوع لتنيرنا من جانب بتواضعه الإنساني والإلهي ليرفعنا إلى المجد الإلهي ومن الجانب الآخر ليحررنا من رّوح التواضع الزائف والنرجسيّة المميتة الّذي يُغلف حياتنا بشكل يومي إذ لم ننتبه ونتوب لوقعنا في فخ النرجسيّة الّتي تحرمنا من التمتع بالكثير من النعم ومعنى الحياة الحقيقي.






النرجسيّة (ملا 1: 14- 2: 10)



تحمل رسالة آخر الأنبياء الصغار رسالة نبويّة حادة بل نعتبرها قاسية. فهو مجرد حامل الرسالة الإلهيّة ولا أكثر هذه الكلمات الّتي يتفوه بها النبي اليّوم هي كلمات الرّبّ الّتي يوجهها لشعبه، نحن اليّوم. الشعب بقيادة الكهنة م يعد يعطي الأولويّة لله فصار كلّاً منهم بمثابة "مرجعًا لذاته". وفي هذا الوقت بالتحديد، وقت الوقوع في "حب الّذات" و "الكرسي المريح"، يتدخل الرّبّ برسالته ليوقظنا كمؤمنين، من نساء ورجال، من غفلتنا محرراً إيانا من خطر كبير وهو النرجسيّة.



تبدأ رسالة الرّبّ للنبي ملاخي بقوله: «هكَذا قالَ رَبُّ القُوَّات» (ملا 1: 4). وفي هذه الصيغة الكتابيّة قوة لا يعلم بها سوى مَن ينتمي لشعب الله أو مَن يؤمن به حقًا، أيّ نحن الّذين ندعو ذاتنا مسيحيين هذا العصر! ماذا يقول الرّبّ؟ هل هناك من جديد؟ نعم. هذه الرسالة هي رسالة تهديد من الرّبّ لشعبه حينما رغب في أنّ يصير مرجعًا لذاته ويخطط لحياته بعيداً عن الرّبّ خالقه. فقد نسي الشعب ، بسبب قيادة كهنتهم الباطلة، أنّ الرّبّ إلهه هو خالقه وعليه أنّ يتبع مخططه أو يسأله المشورة فيما يفعله.



تأتي نبرة النبي في هذه الرسالة تهديديّة لكهنته، فيقول الرّبّ على لسانه: «مَلْعونٌ الماكِرُ الًّذي عِندَه في قَطيعِه ذَكَر، وهو يَنذِرُ ويَذبَحُ لِلسَّيِّدِ ماهر مَعيب، فإِنِّي مَلِكٌ عَظيم، قالَ رَبُّ القُوَّات، واسْمي مَهيبٌ بَينَ الأُمَم» (ملا 1: 14). قد تخيفنا هذه الرسالة الإلهيّة ولكن الرسالة موجهة في المرتبة الأوّلى لكهنة هيكل الرّبّ الّذين لم يضعوا الله في أولوياتهم ولم يساعدوا الشعب على ما يليق بالله حقًا. مدعوين مع كهنة الرّبّ إلى التمييز فيما يتم تخطيطه في الأعمال الرعوية. هذا بالإضافة إلى السمع والطاعة كمؤمنين بالقرن الحالي، لصوت الرّبّ الّذي يحبنا ويهدف لخلاصنا وتحررنا من الأنا النرجسي الّذي سيُفقدنا العلاقة معه.



 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024