04 - 10 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 151 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
ويقول الباحثون المدققون أن كلمة المكابيين
أُخِذَت من الكلمة "مكبى" وهي كلمة مكوّنة من أربعة حروف يمثل كل حرف منها بداية كلمة معيّنة. وهذه الكلمات الأربعة هي (مي - كاموخا - باليم - يهوه) أي "مَنْ مِثل الرب بين الآلِهة؟!" أو "من مثلك بين الأقوياء يا الله؟". وقد إتخذوا هذه العبارة شعاراً لدولة المكابين التي حكمت اليهود حكماً مستقِلاً مدة تزيد على مائة عام. وقد كانوا ينقشون هذه الحروف الأربعة "مكبي" على أعلامهم وعلى تروسهم. والمُتَتَبِّع لتاريخ بني إسرائيل يعلم أنهم بعد عودتهم من سبي بابل في المرة الأولى لسنة 536 قبل الميلاد أيام الملك كورش وبعد مرور سبعين عاماً على بقائهم في بابل، إستمرّوا يدفعون الجزية للفرس. وقد تمتَّع اليهود بقسط كبير من الحرية أيام حكمهم. ولم يقم وقتئذ ملوك على اليهود بل ولّى عليهم الأنبياء والقادة والكهنة (من أمثال زربابل القائد ويشوع الكاهن بن يهوصاداق الملقب أيضاً يهوشع، ثم بعدهما عزرا ثم نحميا)، وذلك بمعاونة مجلس أعلى سُمِّيَ بمجلس السنهدرين أو السنهدريم (قوامه سبعون من الشيوخ يرأسهم رئيس الكهنة، كمحكمة عُليا للأمة اليهودية). وقد توقَّف عمل هذا المجلس بعد خراب هيكل أورشليم عام 70م. وفي سنة 334 قبل الميلاد لما خضع الفُرس للإسكندر الأكبر المكدونى (إبن فيلبس المكدوني اليوناني) خضع اليهود أيضاً له حتى وفاته عام 323 ق. م. وبعد الإسكندر قسمت المملكة بين أربعة من كبار رجاله، كان أحدهم هو "بطليموس سوتر". وقد خضع اليهود للبطالسة، الذين كانت مصر واليهودية ثم فلسطين (=في وقت متأخِّر) من نصيبهم، وإستمرّوا كذلك حتى عام 203ق.م. فخضعوا للسلوقيين (=نسبة إلى سلوقس الأول أحد قوّاد الأسكندر المقدوني الأربعة؛ الذي أسَّس مملكة السلوقيّين في بابل سنة 312ق.م.) الذين إنتزعوا هذا القسم من البطالسة بقيادة أنطيوخس الكبير سليل سلوقس الأول. وقد إستمر اليهود خاضعين للملوك السلوقيين حتى عام 167ق.م. وعندئذ نعموا بالإستقلال على عهد دولة المكابيين التي إستمرَّت حتى عام 63ق.م. وفي هذه السنة خضع اليهود للرومان. وقد استمر حكم الرومان لليهود أيام السيد المسيح وما بعد ذلك أيضاً. وقد إستمرّوا كذلك حتى جاءت سنة 70م. التي فيها دخل تيطس القائد الروماني مدينة أورشليم وهدم الهيكل ونجَّس المقادِس وأباد الرسوم والشرائع. وكان نتيجة ذلك أن تشتَّت اليهود وتفرَّقوا في كل بِقاع الأرض وإنقضَت مملكتهم. |
||||
04 - 10 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 152 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الأول
ان الاسكندر بن فيلبس المكدوني بعد خروجه من ارض كتيم وايقاعه بداريوس ملك فارس وماداي ملك مكانه وهو اول من ملك على اليونان ثم اثار حروبا كثيرة وفتح حصونا متعددة وقتل ملوك الارض و اجتاز الى اقاصي الارض وسلب غنائم جمهور من الامم فسكتت الارض بين يديه فترفع في قلبه وتشامخ و حشد جيشا قويا جدا و استولى على البلاد والامم والسلاطين فكانوا يحملون اليه الجزية و بعد ذلك انطرح على فراشه واحس من نفسه بالموت فدعا عبيده الكبراء الذين نشاوا معه منذ الصباء فقسم مملكته بينهم في حياته و كان ملك الاسكندر اثنتي عشرة سنة ومات فتملك عبيده كل واحد في مكانه و لبس كل منهم التاج بعد وفاته وكذلك بنوهم من بعدهم سنين كثيرة فكثرت الشرور في الارض و خرجت منهم جرثومة اثيمة هي انطيوكس الشهير ابن انطيوكس الملك وكان رهينة في رومية وملك في السنة المئة والسابعة والثلاثين من دولة اليونان و في تلك الايام خرج من اسرائيل ابناء منافقون فاغروا كثيرين قائلين هلم نعقد عهدا مع الامم حولنا فانا منذ انفصلنا عنهم لحقتنا شرور كثيرة فحسن الكلام في عيونهم و بادر نفر من الشعب وذهبوا الى الملك فاطلق لهم ان يصنعوا بحسب احكام الامم فابتنوا مدرسة في اورشليم على حسب سنن الامم و عملوا لهم غلفا وارتدوا عن العهد المقدس ومازجوا الامم وباعوا انفسهم لصنيع الشر و لما استتب الملك لانطيوكس ازمع على امتلاك مصر ليكون مالكا على كلتا المملكتين فدخل مصر بجيش كثيف وعجلات وفيلة وفرسان واسطول عظيم و اثار الحرب على بطلماوس ملك مصر فارتاع بطلماوس من وجهه وهرب وسقط قتلى كثيرون فاستحوذوا على المدن الحصينة بارض مصر وسلبوا غنائم ارض مصر و رجع انطيوكس بعدما اوقع بمصر وذلك في السنة المئة والثالثة والاربعين ونهض نحو اسرائيل فصعد الى اورشليم بجيش كثيف و دخل المقدس بتجبر واخذ مذبح الذهب ومنارة النور مع جميع ادواتها ومائدة التنضيد والمساكب والجامات ومجامر الذهبو الحجاب والاكاليل والحلية الذهبية التي كانت على وجه الهيكل وحطمها جميعا و اخذ الفضة والذهب والانية النفيسة واخذ ما وجد من الكنوز المكنونة اخذ الجميع وانصرف الى ارضه و اكثر من القتل وتكلم بتجبر عظيم فكانت مناحة عظيمة في اسرائيل في كل ارضهم و انتحب الرؤساء والشيوخ وخارت العذارى والفتيان وتغير جمال النساء و كل عروس اتخذ مرثاة والجالسة في الحجلة عقدت مناحة فارتجت الارض على سكانها وجميع ال يعقوب لبسوا الخزي و بعد سنتين من الايام ارسل الملك رئيس الجزية الى مدن يهوذا فوفد على اورشليم في جيش كثيف و خاطبهم خطاب سلام مكرا فوثقوا به ثم هجم على المدينة فجاة وضربها ضربة عظيمة واهلك شعبا كثيرا من اسرائيل و سلب غنائم المدينة واحرقها بالنار وهدم بيوتها واسوارها من حولها و سبوا النساء والاولاد واستولوا على المواشي و بنوا على مدينة داود سورا عظيما متينا وبروجا حصينة فصارت قلعة لهم و جعلوا هناك امة اثيمة رجالا منافقين فتحصنوا فيها ووضعوا فيها السلاح والطعام وجمعوا غنائم اورشليم و وضعوها هناك فصاروا لهم شركا مهلكا و كان ذلك مكمنا للمقدس وشيطانا خبيثا لاسرائيل على الدوام فسفكوا الدم الزكي حول المقدس ونجسوا المقدس فهرب اهل اورشليم بسببهم فامست مسكن غرباء وصارت غريبة للمولودين فيها وابناؤها هجروها و رد مقدسها خرابا كالقفر وحولت اعيادها مناحة وسبوتها عارا وعزها اضمحلالا و على قدر مجدها اكثر هوانها ورفعتها الت الى مناحة و كتب الملك انطيوكس الى مملكته كلها بان يكونوا جميعهم شعبا واحدا ويتركوا كل واحد سننه فاذعنت الامم باسرها لكلام الملك و كثيرون من اسرائيل ارتضوا دينه وذبحوا للاصنام ودنسوا السبت و انفذ الملك كتبا على ايدي رسل الى اورشليم ومدن يهوذا ان يتبعوا سنن الاجانب في الارض و يمتنعوا عن المحرقات والذبيحة والسكيب في المقدس و يدنسوا السبوت والاعياد و ينجسوا المقادس والقديسين و يبتنوا مذابح وهياكل ومعابد للاصنام ويذبحوا الخنازير والحيوانات النجسة و يتركوا بنيهم قلفا ويقذروا نفوسهم بكل نجاسة ورجس حتى ينسوا الشريعة ويغيروا جميع الاحكام و من لا يعمل بمقتضى كلام الملك يقتل و كتب بمثل هذا الكلام كله الى مملكته باسرها واقام رقباء على جميع الشعب و امر مدائن يهوذا بان يذبحوا في كل مدينة فانضم اليهم كثيرون من الشعب كل من نبذ الشريعة فصنعوا الشر في الارض و الجاوا اسرائيل الى المختبات في كل موضع فروا اليه و في اليوم الخامس عشر من كسلو في السنة المئة والخامسة والاربعين بنوا رجاسة الخراب على المذبح وبنوا مذابح في مدن يهوذا من كل ناحية و كانوا يقترون على ابواب البيوت وفي الساحات و ما وجدوه من اسفار الشريعة مزقوه واحرقوه بالنار و كل من وجد عنده سفر من العهد او اتبع الشريعة فانه مقتول بامر الملك هكذا كانوا يفعلون بسطوتهم في اسرائيل بالذين يصادفونهم في المدن شهرا فشهرا و في اليوم الخامس والعشرين من الشهر ذبحوا على مذبح الاصنام الذي فوق المذبح و النساء اللواتي ختن اولادهن قتلوهن بمقتضى الامر و علقوا الاطفال في اعناقهن ونهبوا بيوتهن وقتلوا الذين ختنوهم و ان كثيرين في اسرائيل عزموا وصمموا في انفسهم على ان لا ياكلوا نجسا واختاروا الموت لئلا يتنجسوا بالاطعمة و لا يدنسوا العهد المقدس فماتوا و كان على اسرائيل غضب شديد جدا |
||||
04 - 10 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 153 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الثاني في تلك الايام خرج من اورشليم متتيا بن يوحنا بن سمعان كاهن من بني يوياريب وسكن في مودين و كان له خمسة بنين يوحنا الملقب بكديس و سمعان المسمى بطسي و يهوذا الملقب بالمكابي و العازار الملقب باواران ويوناتان الملقب بافوس و لما راى ما يصنع من المنكرات في يهوذا واورشليم قال ويل لي لم ولدت فانظر حطم شعبي وحطم المدينة المقدسة وامكث ههنا اراها مسلمة الى ايدي الاعداء و ارى المقدس في ايدي الاجانب وهيكلها كرجل ذليل و قد اخذت انية مجدها في السبي وقتل اطفالها في الساحات وفتيانها بسيف العدو اية امة لم ترث ملكها ولم تسلب غنائمها جميع حلاها قد نزعت والتي كانت حرة صارت امة ها ان اقداسنا وبهاءنا ومجدنا قد دمرت ودنستها الامم فلم حياتنا بعد و مزق متتيا وبنوه ثيابهم وتحزموا بالمسوح وناحوا مناحة شديدة و ان الذين ارسلهم الملك ليجبروا الناس على الارتداد قدموا الى مدينة مودين ليذبحوا فاقبل عليهم كثيرين من اسرائيل واجتمع متتيا وبنوه فاجاب رسل الملك وكلموا متتيا قائلين انت رئيس في هذه المدينة شريف عظيم معزز بالبنين والاخوة فالان ابدا انت وتقدم لامضاء امر الملك كما فعلت الامم كلها ورجال يهوذا ومن بقي في اورشليم فتكون انت واهل بيتك من اصدقاء الملك وتكرم انت وبنوك بالذهب والفضة والهدايا الكثيرة فاجاب متتيا بصوت عظيم وقال انه وان طاعت للملك كل الامم التي في دار ملكه وارتد كل احد عن دين ابائه ورضي باوامره فانا وبني واخوتي نسلك في عهد ابائنا فحاشا لنا ان نترك الشريعة والاحكام انا لن نسمع لكلام الملك فنحيد عن ديننا يمنة او يسرة و لما فرغ من هذا الكلام اقبل رجل يهودي على عيون الجميع ليذبح على المذبح الذي في مودين على مقتضى امر الملك فلما راى متتيا ذلك غار وارتعش حقواه واستشاط غضبا وفاقا للشريعة فوثب عليه وقتله على المذبح و في ذلك الوقت قتل ايضا رجل الملك الذي كان يجبر على الذبح وهدم المذبح و غار للشريعة كما فعل فنحاس بزمري بن سالو و صاح متتيا في المدينة بصوت عظيم قائلا كل من غار للشريعة وحافظ على العهد فليخرج ورائي و هرب هو وبنوه الى الجبال وتركوا كل ما لهم في المدينة حينئذ نزل كثيرون الى البرية ممن يبتغون العدل والحكم ليسكنوا هناك هم وبنوهم ونساؤهم ومواشيهم لان الشرور كثرت عليهم فاخبر رجال الملك والجند الذين كانوا في اورشليم في مدينة داود بان رجالا من الناقضين لامر الملك قد نزلوا واختباوا في البرية فجرى كثيرون في اعقابهم فادركوهم وجيشوا حولهم وناصبوهم القتال في يوم السبت و قالوا لهم حسبكم ما فعلتم فاخرجوا وافعلوا كما امر الملك فتحيوا فقالوا لا نخرج ولا نفعل كما امر الملك لئلا ندنس يوم السبت فاثاروا عليهم القتال فلم يردوا عليهم ولا رموهم بحجر ولا سدوا مختباتهم قائلين لنمت جميعا في استقامتنا والسماء والارض شاهدتان لنا بانكم تهلكوننا ظلما فهجموا عليهم وقاتلوهم في السبت فهلكوا هم ونساؤهم وبنوهم ومواشيهم وكانوا الف نفس من الناس و اخبر متتيا واصحابه فناحوا عليهم نوحا شديدا و قال بعضهم لبعض ان فعلنا كلنا كما فعل اخوتنا ولم نقاتل الامم عن نفوسنا واحكامنا لم يلبثوا ان يبيدونا عن الارض و اتمروا في ذلك اليوم قائلين كل رجل اتانا مقاتلا يوم السبت نقاتله ولا نموت جميعا كما مات اخوتنا في المختبات حينئذ اجتمعت اليهم جماعة الحسيديين ذوي الباس في اسرائيل وكل من انتدب للشريعة و انضم اليهم جميع الذين فروا من الشر فازدادوا بهم تعزيزا و الفوا جيشا واوقعوا بالخطاة في غضبهم وبرجال النفاق في حنقهم وفر الباقون الى الامم طالبين النجاة ثم جال متتيا واصحابه وهدموا المذابح و ختنوا كل من وجدوه في تخوم اسرائيل من الاولاد الغلف وتشددوا و تتبعوا ذوي التجبر ونجحوا في عمل ايديهم و انقذوا الشريعة من ايدي الامم وايدي الملوك ولم يجعلوا للخاطئ قرنا و قاربت ايام متتيا ان يموت فقال لبنيه لقد اشتد التجبر والعقاب وزمان الانقلاب ووغر الحنق فالان ايها البنون غاروا للشريعة وابذلوا نفوسكم دون عهد ابائنا اذكروا اعمال ابائنا التي صنعوها في اجيالهم فتنالوا مجدا عظيما واسما مخلدا الم يكن ابرهيم في التجربة وجد مؤمنا فحسب له ذلك برا و يوسف في اوان ضيقه حفظ الوصية فصار سيدا على مصر و فنحاس ابونا غار غيرة فاخذ عهد كهنوت ابدي و يشوع اذ اتم ما امر به صار قاضيا في اسرائيل و كالب بشهادته في الجماعة نال ميراثا في الارض و داود برحمته ورث عرش الملك الى ابد الاباد و ايليا بغيرته للشريعة رفع الى السماء و حننيا وعزريا وميشائيل بايمانهم خلصوا من اللهيب و دانيال باستقامته انقذ من افواه الاسود و هكذا اعتبروا في جيل فجيل ان جميع المتوكلين عليه لا يزلون و لا تخشوا من كلام الرجل الخاطئ لان مجده ياول الى قذر ودود اليوم يرتفع وغدا لا وجود له لانه يعود الى ترابه وتضمحل افكاره فانتم ايها البنون تشددوا وكونوا رجالا في الشريعة فانكم بها ستمجدون و هوذا سمعان اخوكم اني اعلم انه رجل مشورة فاسمعوا منه كل الايام وليكن لكم ابا و يهوذا المكابي الشديد الباس منذ صباه هو يكون لكم رئيس الجيش ويتولى قتال الشعوب و اجمعوا اليكم جميع العاملين بالشريعة وانتقموا لشعبكم انتقاما كافئوا الامم مكافاة وواظبوا على وصايا الشريعة ثم باركهم وانضم الى ابائه و كانت وفاته في السنة المئة والسادسة والاربعين فدفنه بنوه في قبور ابائهم بمودين وبكى عليه جميع اسرائيل بكاء شديدا |
||||
04 - 10 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 154 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الثالث فقام مكانه يهوذا ابنه المسمى بالمكابي و كان كل اخوته وجميع الذين انضموا الى ابيه انصارا له يحاربون حرب اسرائيل بفرح فزاد شعبه بسطة في العز ولبس لامته كجبار وتقلد سلاحه للقتال وباشر الحروب وبسيفه حمى الجيش و كان كالاسد في حركاته وكالشبل الزائر على الفريسة فتعقب اهل النفاق مستقصيا اثارهم واحرق الذين يفتنون شعبه بالنار فنكص المنافقون خوفا منه واضطرب جميع فاعلي الاثم ونجح الخلاص على يده و احنق ملوكا كثيرين وفرح يعقوب باعماله فصار ذكره مباركا مدى الدهر و جال في مدن يهوذا واهلك الكفرة منها وصرف الغضب عن اسرائيل فاشتهر الى اقاصي الارض وجمع المشرفين على الهلاك و حشد ابلونيوس الامم وجاء بجيش عظيم من السامرة ليحارب اسرائيل فلما علم يهوذا خرج للقائه فاوقع به وقتله وسقط قتلى كثيرون وانهزم الباقون فسلب غنائمهم واخذ يهوذا سيف ابلونيوس فكان يقاتل به كل الايام و سمع سارون قائد جيش سورية ان يهوذا قد عصب عصابة وجماعة من المؤمنين يسيرون معه الى القتال فقال اقيم لنفسي اسما واتمجد في المملكة واقاتل يهوذا والذين معه من المستهينين بامر الملك ثم تجهز للخروج وخرج معه جيش قوي من الكفرة يظاهرونه وينتقمون من بني اسرائيل فدنوا الى عقبة بيت حورون فخرج يهوذا للقائهم في نفر يسير فلما راوا الجيش مقبلا الى لقائهم قالوا ليهوذا كيف نطيق قتال مثل هذا الجمع القوي ونحن نفر يسير وقد استرخينا اليوم من الصوم فقال يهوذا ما اسهل ان يدفع الكثيرون الى ايدي القليلين وسواء عند اله السماء ان يخلص بالكثيرين وبالقليلين فانه ليس الظفر في الحرب بكثرة الجنود وانما القوة من السماء اولئك ياتوننا بجمع من ذوي الشتائم والنفاق ليبيدونا نحن ونساءنا واولادنا ويسلبونا و اما نحن فنحارب عن نفوسنا وسنننا و هو يكسرهم امام وجوهنا فلا تخافوهم و لما فرغ من كلامه هجم عليهم بغتة فانكسر سارون وجيشه امامه فتتبعه في عقبة بيت حورون الى السهل فسقط منهم ثماني مئة رجل وانهزم الباقون الى ارض فلسطين فوقع خوف يهوذا واخوته ورعبهم على الامم الذين حولهم و بلغ ذكره الى الملك وتحدثت الامم كلها بوقائع يهوذا فلما سمع انطيوكس الملك بهذا الكلام استشاط غضبا وارسل وجمع كل جيوش مملكته عسكرا شديدا جدا و فتح خزانته ودفع الى جيوشه وظائف سنة وامرهم بان يكونوا متاهبين لكل شيء ثم راى ان الفضة قد نفدت من الخزائن وقد قل جباة ضرائب البلاد لسبب الفتنة والضربة التي احدثها في الارض لينسخ السنن التي كانت لها منذ ايام القدم و خشي انه لا يملك ما يقوم بنفقاته وعطاياه التي طال ما كان يجود بها جودا واسعا فاق به الملوك الذين كانوا من قبله فتحير في نفسه حيرة شديدة وازمع ان يذهب الى بلاد فارس وياخذ جزية البلاد ويجبي مالا جزيلا فاستخلف ليسياس على امور الملك من نهر الفرات الى حدود مصر وهو رجل شريف من النسل الملكي و ان يتولى تربية انطيوكوس ابنه الى ان يعود و فوض اليه شطر الجيش والفيلة وامره بكل ما كان في نفسه وبامر سكان اليهودية واورشليم ان يوجه اليهم جيشا يكسر ويستاصل شوكة اسرائيل وبقية اورشليم ويمحو ذكرهم من المكان و ينزل في جميع تخومهم ابناء الاجانب ويقسم الارض بينهم و اخذ الملك الشطر الباقي من الجيش وسار من انطاكية عاصمة ملكه في السنة المئة والسابعة والاربعين وعبر نهر الفرات وجال في الاقاليم العليا فاختار ليسياس بطلماوس بن دوريمانس ونكانور وجرجياس رجالا ذوي باس من اصحاب الملك و وجه منهم اربعين الف راجل وسبعة الاف فارس لياتوا ارض يهوذا ويدمروها على حسب امر الملك فساروا بالجيش كله حتى بلغوا الى قرب عماوس ونزلوا هناك في ارض السهل و سمع بخبرهم تجار البلاد فاخذوا من الفضة والذهب شيئا كثيرا وعبيدهم وجاءوا المحلة حتى يشتروا بني اسرائيل عبيدا لهمو انضمت اليهم جيوش سورية وارض الغرباء و راى يهوذا واخوته تفاقم الشر وان الجيوش حالة في تخومهم وبلغهم كلام الملك انه امر باهلاك الشعب واستئصاله فقال كل واحد لصاحبه هلم ننهض شعبنا من مذلته ونقاتل عن شعبنا واقداسنا فاحتشدت الجماعة لتتاهب للقتال وتصلي وتسال الرافة والمراحم و كانت اورشليم مهجورة كالقفر لا يدخلها ولا يخرج منها احد من بنيها وكان المقدس مدوسا وابناء الاجانب في القلعة التيكانت مسكنا للامم وقد زال الطرب عن يعقوب وبطل المزمار والكنارة فاجتمعوا وساروا الى المصفاة قبالة اورشليم لان المصفاة كانت من قبل هي موضع الصلاة لاسرائيل و صاموا في ذلك اليوم وتحزموا بالمسوح وحثوا الرماد على رؤوسهم ومزقوا ثيابهم و نشروا كتاب الشريعة الذي كانت الامم تبحث فيه عن مثال لاصنامها و اتوا بثياب الكهنوت وبالبواكير والعشور ثم دعوا النذراء الذين قد استوفوا ايامهم و رفعوا اصواتهم الى السماء قائلين ما نصنع بهؤلاء والى اين ننطلق بهم فان اقداسك قد ديست ودنست وكهنتك في النحيب والمذلة و ها ان الامم قد اجتمعوا علينا ليبيدونا وانت عليم بما ياتمرون علينا فكيف نستطيع الثبات امامهم ان لم تكن انت في نصرتنا ثم نفخوا في الابواق وصرخوا بصوت عظيم و بعد ذلك رتب يهوذا قواد الشعب رؤساء الالف والمئة والخمسين والعشرة و امر من اخذ في بناء بيت او خطب امراة او غرس كرما او كان خائفا بان يرجع الى بيته بحسب الشريعة ثم سار الجيش ونزلوا بجنوب عماوس فقال يهوذا تنطقوا وكونوا ذوي باس وتاهبوا للغد لمقاتلة هذه الامم المجتمعة علينا لتبيدنا نحن واقداسنا فانه خير لنا ان نموت في القتال ولا نعاين الشر في قومنا واقداسنا و كما تكون مشيئته في السماء فليصنع بنا |
||||
04 - 10 - 2012, 08:55 PM | رقم المشاركة : ( 155 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الرابع
و اخذ جرجياس خمسة الاف راجل والف فارس منتخبين وسار الجيش ليلا ليهجموا على محلة اليهود ويوقعوا بهم بغتة وكان اهل القلعة ادلاء لهم فسمع يهوذا فسار هو ورجال الباس ليضرب جيش الملك الذي في عماوس و كان لا يزال متفرقا في خارج المحلة فلما انتهى جرجياس الى محلة يهوذا ليلا لم يجد احدا فطلبهم في الجبال لانه قال انهم هربوا منا فلما كان النهار ظهر يهوذا في السهل ومعه ثلاثة الاف رجل الا انهم لم يكن معهم من الجنن والسيوف ما يوافق مرادهم و راوا ان جيش الامم قوي وعليه الدروع والخيل من حوله وهم مدربون على الحرب فقال يهوذا لمن معه من الرجال لا تخافوا كثرتهم ولا تخشوا بطشهم اذكروا كيف نجا اباؤنا في بحر القلزم حين تتبعهم فرعون بجيشه فالان لنصرخن الى السماء لعله يرحمنا ويتذكر عهد ابائنا ويكسر هذا الجيش امامنا اليوم فتعلم كل الامم ان لاسرائيل فاديا ومخلصا و رفع الاجانب ابصارهم فراوهم مقبلين عليهم فخرجوا من المحلة للقتال ونفخ اصحاب يهوذا في البوق و اقتتلوا فانكسرت الامم وانهزمت الى السهل و سقط جميع ساقتهم بالسيف فتعقبوهم الى جازر وسهول ادوم واشدود ويمنيا وكان الساقطون منهم ثلاثة الاف رجل ثم رجع يهوذا وجيشه عن تعقبهم و قال للشعب لا تطمعوا في الغنائم لان الحرب لا تزال قائمة علينا فان جرجياس وجيشه بالقرب منا في الجبل فاثبتوا الان امام اعدائنا وقاتلوهم وبعد ذلك تاخذون الغنائم بامان و لم يفرغ يهوذا من هذا الكلام حتى ظهرت فرقة تتشوف من الجبل فرات انهم قد انكسروا وان المحلة قد احرقت كما دلهم على ذلك الدخان المتصاعد فلما عاينوا ذلك خافوا جدا واذ راوا جيش يهوذا في السهل مستعدا للقتال فروا جميعا الى ارض الاجانب فرجع يهوذا الى غنائم المحلة فاخذوا ذهبا كثيرا وفضة وسمنجونيا وارجوانا بحريا واموالا جزيلة و عادوا وهم يسبحون الرب ويباركونه الى السماء لانه صالح لان الى الابد رحمته و كان في ذلك اليوم خلاص عظيم في اسرائيل و وفد كل من نجا من الاجانب على ليسياس واخبروه بجميع ما وقع فلما سمع ذلك بهت وانكسر عزمه اذ لم ينفذ في اسرائيل ما كان يريده ولم يتم ما امر به الملك فلما كانت السنة القابلة جمع ليسياس ستة الاف راجل منتخبين وخمسة الاف فارس لمحاربتهم فاتوا الى ادوم ثم نزلوا ببيت صور فلاقاهم يهوذا في عشرة الاف رجل فراى جيشا قويا فصلى وقال مبارك انت يا مخلص اسرائيل الذي حطم بطش الجبار على يد عبده داود واسلم محلة الاجانب الى يد يوناتان بن شاول وحامل سلاحه فالق هذا الجيش في ايدي شعبك اسرائيل وليخزوا مع جنودهم وفرسانهم احلل عليهم الرعدة واذب تجبر قوتهم وليضطربوا وينسحقوا اسقطهم بسيف محبيك وليسبحك بالاناشيد جميع الذين يعرفون اسمك ثم التحم القتال فسقط من جيش ليسياس خمسة الاف رجل وصرعوا امامهم فلما راى ليسياس انكسار جيشه وبسالة جيش يهوذا وانهم مستعدون بشجاعتهم اما للحياة واما للموت ذهب الى انطاكية وجمع جيشا من الغرباء ولما كثر جيشه الاول هم بالرجوع الى اليهودية و ان يهوذا واخوته قالوا ها ان اعداءنا قد انسحقوا فلنصعد الان لتطهير المقادس وتدشينها فاجتمع كل الجيش وصعدوا الى جبل صهيون فراوا المقدس خاليا والمذبح منجسا والابواب محرقة وقد طلع النبات في الديار كما يطلع في غابة او جبل من الجبال والغرفات مهدومة فمزقوا ثيابهم وناحوا نوحا عظيما وحثوا على رؤوسهم رمادا و سقطوا بوجوههم على الارض ونفخوا في ابواق الاشارة وصرخوا الى السماء حينئذ رتب يهوذا رجالا يصادمون اهل القلعة ريثما يطهر المقادس و اختار كهنة لا عيب فيهم من ذوي الحرص على الشريعة فطهروا المقادس ورفعوا الحجارة المدنسة الى موضع نجس ثم ائتمروا في مذبح المحرقة المدنس ماذا يصنعون به فخطرت لهم مشورة صالحة ان يهدموه لئلا يكون لهم عارا لتدنيس الامم اياه فهدموا المذبح و وضعوا الحجارة في جبل البيت في موضع لائق الى ان ياتي نبي ويجيب عنها ثم اخذوا حجارة غير منحوتة وفاقا للشريعة وبنوا المذبح الجديد على رسم الاول و بنوا المقادس وداخل البيت وقدسوا الديار و صنعوا انية مقدسة جديدة وحملوا المنارة ومذبح البخور والمائدة الى الهيكل و بخروا على المذبح واوقدوا السرج التي على المنارة فكانت تضيء في الهيكل و جعلوا الخبز على المائدة ونشروا السجوف واتموا جميع الاعمال التي عملوها و بكروا في اليوم الخامس عشر من الشهر التاسع وهو كسلو في السنة المئة والثامنة والاربعين و قدموا ذبيحة بحسب الشريعة على مذبح المحرقة الجديد الذي صنعوه و في مثل الوقت واليوم الذي فيه دنسته الامم في ذلك اليوم دشن بالاناشيد والعيدان والكنارات والصنوج فخر جميع الشعب على وجوههم وسجدوا للذي انجحهم وباركوه الى السماء و اتموا تدشين المذبح في ثمانية ايام وقدموا المحرقات بفرح وذبحوا ذبيحة السلامة والحمد و زينوا وجه الهيكل باكاليل من الذهب وتروس ودشنوا الابواب والغرفات وجعلوا لها مصاريع فكان عند الشعب سرور عظيم جدا وازيل تعيير الامم و رسم يهوذا واخوته وجماعة اسرائيل كلها ان يعيد لتدشين المذبح في وقته سنة فسنة مدة ثمانية ايام من اليوم الخامس والعشرين من شهر كسلو بسرور وابتهاج و في ذلك الزمان بنوا على جبل صهيون من حوله اسوارا عالية وبروجا حصينة لئلا تجيء الامم وتطاه كما فعلت من قبل و اقام ثم جيشا يحرسونه وحصنوا بيت صور صيانة له حتى يكون للشعب معقلا تلقاء ادوم |
||||
04 - 10 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 156 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الخامس
و لما سمعت الامم التي من حولهم ان قد بني المذبح ودشن المقدس كما كانا من قبل استشاطوا غضبا و اتمروا ان يبيدوا من بينهم من نسل يعقوب وطفقوا يقتلون ويهلكون من الشعب و كان يهوذا يحارب بني عيسو في ادوم عند اقربتين لانهم كانوا يضيقون على اسرائيل فضربهم ضربة عظيمة ودفعهم وسلب غنائمهم و تذكر شر بني بيان الذين كانوا شركا ومعثرة للشعب يكمنون لهم على الطرق فالجاهم الى البروج وحاصرهم وابسلهم واحرق بروجهم وكل من كان فيها بالنار ثم عبر الى بني عمون فصادف عسكرا قويا وشعبا كثيرا تحت قيادة تيموتاوس فواقعهم في حروب كثيرة فانكسروا امامه فاوقع بهم و فتح يعزير وتوابعها ثم عاد الى اليهودية و ان الامم الذين في جلعاد اجتمعوا على من كان من اسرائيل في تخومهم ليبيدوهم ففروا الى حصن دياتما و ارسلوا كتابا الى يهوذا واخوته قائلين ان الامم الذين حولنا قد اجتمعوا علينا يريدون ابادتنا و في عزمهم ان ياتوا ويستفتحوا الحصن الذي التجانا اليه وجيشهم تحت قيادة تيموتاوس فالان هلم واستنقذنا من ايديهم فقد سقط منا عدد كثير و جميع اخوتنا الذين في ارض طوب قد قتلوا وسبيت نساؤهم واولادهم وسلبت امتعتهم وهلك هناك نحو الف رجل فبينما هم يقراون الكتاب اذا برسل اخرين قد وفدوا من الجليل وثيابهم ممزقة واخبروا بمثل ذلك قائلين قد اجتمعوا علينا من بطلمايس وصور وصيدا وكل جليل الامم ليبيدونا فلما سمع يهوذا والشعب هذا الكلام عقدوا مجمعا عظيما وتشاوروا فيما يصنعون باخوتهم الذين في الضيق تحت الحصار فقال يهوذا لسمعان اخيه اختر لك رجالا وانطلق واستنقذ اخوتك الذين في الجليل وانا ويوناتان اخي ننطلق الى ارض جلعاد و استخلف يوسف بن زكريا وعزريا قائدي الشعب مع بقية الجيش في اليهودية للمحافظة و اوصاهما قائلا توليا امر هذا الشعب ولا تقيما على الامم حربا حتى نعود فانقسمت الرجال ثلاثة الاف مع سمعان ينطلقون الى الجليل وثمانية الاف مع يهوذا الى ارض جلعاد و انطلق سمعان الى الجليل وناصب الامم حروبا كثيرة فانكسرت الامم من وجهه فتتبعهم الى باب بطلمايس فسقط من الامم ثلاثة الاف رجل وسلب غنائمهم و اخذ الذين في الجليل وعربات مع النساء والاولاد وكل ما كان لهم وجاء بهم الى اليهودية بسرور عظيم و اما يهوذا المكابي ويوناتان اخوه فعبرا الاردن وسارا مسيرة ثلاثة ايام في البرية فصادفا النباطيين فتلقوهما بسلام وقصوا عليهما كل ما اصاب اخوتهما في ارض جلعاد و ان كثيرين منهم قد حصروا في بصرة وباصر وعليم وكسفور ومكيد وقرنائيم وكلها مدن حصينة عظيمة و انهم ايضا محصورون في سائر مدن ارض جلعاد والقوم مستعدون لمحاصرتهم غدا في الحصون والقبض عليهم وابادتهم جميعا في يوم واحد فعدل يهوذا جيشه بغتة وتوجه جهة البرية الى باصر فاستحوذ على المدينة وقتل كل ذكر بحد السيف وسلب جميع غنائمهم واحرق المدينة بالنار ثم قام من هناك ليلا وسار الى الحصن و لما كان الصبح رفعوا ابصارهم فاذا بقوم كثيرين لا عدد لهم حاملين سلالم ومجانيق لفتح الحصن وهم محاصرون لهم و راى يهوذا ان الحرب قد التحمت وقد علت جلبة المدينة الى السماء بالابواق والصراخ العظيم فقال لرجال الجيش قاتلوا اليوم عن اخوتكم و خرج في ثلاث فرق من ورائهم ونفخوا في الابواق وصرخوا في الصلاة و علم جيش تيموتاوس انه المكابي فهربوا من وجهه فضربهم ضربة عظيمة فسقط منهم في ذلك اليوم ثمانية الاف رجل ثم انصرف الى المصفاة وحاربها فافتتحها وقتل كل ذكر بها وسلب غنائمها واحرقها بالنار و مضى من هناك فافتتح كسفور ومكيد وباصر وسائر مدن ارض جلعاد و بعد هذه الامور جمع تيموتاوس جيشا اخر ونزل قبالة رافون في عبر الوادي فارسل يهوذا رجالا يكشفون امر الجيش فاخبروه قائلين ان جميع الامم التي حولنا قد انضمت اليهم وهم جيش عظيم جدا و قد استاجروا العرب يظاهرونهم ونزلوا في عبر الوادي وفي عزمهم ان ياتوك للقتال فخرج يهوذا لملاقاتهم و قال تيموتاوس لرؤساء جيشه اذا بلغ يهوذا وجيشه الى وادي الماء فان عبر الينا اولا فلا نطيق الثبات امامه بل يتغلب علينا تغلبا و ان تخوف وحل في عبر النهر جزنا اليه وتغلبنا عليه فلما بلغ يهوذا الى وادي الماء اقام كتبة الشعب على الوادي وامرهم قائلا لا تدعوا احدا يحل ههنا بل لينطلقوا بجملتهم الى الحرب و عبر اليهم وهو في المقدمة وكل الشعب وراءه فانكسرت امامه جميع الامم والقوا سلاحهم وفروا الى المعبد الذي في قرنائيم فاستولى اليهود على المدينة واحرقوا المعبد مع كل من كان فيه بالنار وانكسر اهل قرنائيم ولم يطيقوا الثبات امام يهوذا و جمع يهوذا كل من كان من اسرائيل في ارض جلعاد صغيرهم وكبيرهم ونساءهم واولادهم مع امتعتهم جيشا عظيما جدا لينصرف بهم الى ارض يهوذا فبلغوا الى عفرون وهي مدينة عظيمة على المدخل حصينة جدا فلم يكن لهم ان يحيدوا عنها يمنة ولا يسرة الا ان يجوزوا فيوسطها فاغلق اهل المدينة على انفسهم وردموا الابواب بالحجارة فارسا اليهم يهوذا بكلام السلم قائلا انا نجوز في ارضك لنذهب الى ارضنا ولا يضركم احد انما نمر باقدامنا فابوا ان يفتحوا له فامر يهوذا ان ينادى في المحلة بان يهجم كل واحد من المكان الذي هو فيه فهجم رجال الباس وحاربوا المدينة كل ذلك اليوم وليلته كلها فاسلمت المدينة الى يديه فاهلك كل ذكر بحد السيف ودمرها وسلب غنائمها واجتاز في المدينة من فوق القتلى ثم عبروا الاردن الى السهل العظيم قبالة بيت شان و كان يهوذا يجمع المتخلفين ويشجع الشعب طول الطريق حتى وصلوا الى ارض يهوذا فصعدوا جبل صهيون بسرور وابتهاج وقدموا المحرقات لاجل انه لم يسقط احد منهم حتى رجعوا بسلام و في الايام التي كان فيها يهوذا ويوناتان في جلعاد وسمعان اخوه في الجليل قبالة بطلمايس سمع يوسف بن زكريا وعزريا رئيسا الجيش بما ابدوا من الحماسة والقتال فقالا لنقم لنا نحن ايضا اسما ولننطلق لمحاربة الامم التي حولنا ثم امرا الجيش الذي معهما فزحفوا على يمنيا فخرج جرجياس ورجاله من المدينة الى ملاقاتهم للقتال فانكسر يوسف وعزريا فتتبعوهما الى حدود اليهودية وسقط في ذلك اليوم من شعب اسرائيل الفا رجل وكانت في شعب اسرائيل حطمة عظيمة ذلك لانهما لم يسمعا ليهوذا واخوته ظنا منهما بانهما يبديان حماسة الا انهما لم يكونا من نسب اولئك الرجال الذين اوتوا خلاص اسرائيل على ايديهم و عظم الرجل يهوذا واخوته جدا في عيون كل اسرائيل وجميع الامم التي سار اليها ذكرهم و كانوا يجتمعون اليهم باصوات التهنئة و خرج يهوذا واخوته وحاربوا بني عيسو في ارض الجنوب وضرب حبرون وتوابعها وهدم سورها واحرق البروج التيحولها و سار قاصدا ارض الاجانب وجال في ارض السامرة و في ذلك الحين سقط كهنة في الحرب وكانوا يريدون ان يبدوا حماسة فخرجوا الى الحرب عن غير تدبر ثم توجه يهوذا الى اشدود في ارض الاجانب فهدم مذابحهم واحرق منحوتات الهتهم بالنار وسلب غنائم المدن وعاد الى ارض يهوذا |
||||
04 - 10 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 157 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح السادس
و فيما كان انطيوكس الملك يجول في الاقاليم العليا سمع بذكر المايس وهي مدينة بفارس مشهورة باموالها من الفضة والذهب و ان بها هيكلا فيه كثير من الاموال وفيه سجوف الذهب والدروع والاسلحة التي تركها ثم الاسكندر بن فيلبس الملك المكدوني الذي كان اول ملك في اليونان فاتى وحاول ان ياخذ المدينة وينهبها فلم يستطع لان الامر كان قد عرف عند اهل المدينة فثاروا اليه وقاتلوه فهرب ومضى من هناك بغم شديد راجعا الى بابل و جاءه في فارس مخبر بان الجيوش التي وجهت الى ارض يهوذا قد انكسرت و ان ليسياس قد انهزم من وجههم وكان قد خرج عليهم في جيش في غاية القوة فتعززوا بالسلاح والذخائر والغنائم الكثيرة التي اخذوها ممن دمروهم من الجيوش و هدموا الرجاسة التي كان قد بناها على المذبح في اورشليم وحوطوا المقدس بالاسوار الرفيعة كما كان من قبل وحصنوا بيت صور مدينتهم فلما سمع الملك هذا الكلام بهت واضطرب جدا وانطرح على الفراش وقد اوقعه الغم في السقم لان الامر وقع على خلاف مشتهاه فلبث هناك اياما كثيرة لانه تجدد فيه غم شديد وايقن بالموت فدعا جميع اصحابه وقال لهم لقد شرد النوم عن عيني وسقط قلبي من الكرب فقلت في نفسي الى اي بلاء صرت وما اعظم اللجة التي انا فيها بعد ان كنت مسرورا ومحبوبا في سلطاني اني لاتذكر المساوئ التي صنعتها في اورشليم وكيف اخذت كل انية الذهب والفضة التي كانت فيها وارسلت لابادة سكان يهوذا بغير سبب فانا اعلم باني لاجل ذلك اصابتني هذه البلايا وها انا اهلك بكمد شديد في ارض غريبة ثم دعا فيلبس احد اصحابه واقامه على جميع مملكته و دفع اليه تاجه وحلته وخاتمه واوصاه بتدبير انطيوكس ابنه وترشيحه للملك و مات هناك انطيوكس الملك في السنة المئة والتاسعة والاربعين و علم ليسياس ان الملك قد توفي وملك موضعه انطيوكس ابنه الذي رباه هو في حداثته وسماه باسم اوباطور و كان اهل القلعة يصدون اسرائيل عن دخول المقادس ويحاولون الاضرار بهم من كل جانب وتوطيد الامم بينهم فعزم يهوذا على الايقاع بهم وحشد جميع الشعب لمحاصرتهم فاجتمعوا معا وحاصروهم سنة مئة وخمسين ونصب عليهم القذافات والمجانيق فخرج بعض منهم من الحصار فانضم اليهم نفر منافقون من اسرائيل و انطلقوا الى الملك وقالوا الى متى لا تجري القضاء ولا تنتقم لاخوتنا انا ارتضينا بخدمة ابيك والعمل باوامره واتباع رسومه و لذلك ابناء شعبنا يحاصرون القلعة بغضا لنا وكل من صادفوه منا قتلوه ونهبوا املاكنا و لم يكتفوا بمد ايديهم علينا ولكنهم تجاوزا الى جميع تخومنا و ها انهم قد زحفوا الى قلعة اورشليم ليستحوذوا عليها وعلى المقدس وحصنوا بيت صور فالان ان لم تسرع وتبادرهم فسيصنعون شرا من ذلك فلا تقدر ان تكفهم فلما سمع الملك غضب وجمع جميع اصحابه وقواد جيشه ورؤساء الفرسان و جاءته من ممالك اخرى ومن جزائر البحار جنود مستاجرة و كان عدد جيوشه مئة الف راجل وعشرين الف فارس واثنين وثلاثين فيلا مضراة على الحرب فزحفوا مجتازين في ادوم ونزلوا عند بيت صور وحاربوا اياما كثيرة وصنعوا المجانيق فخرجوا واحرقوها بالنار وقاتلوا بباس فسار يهوذا عن القلعة ونزل ببيت زكريا تجاه محلة الملك فبكر الملك ووجه بباس جيشه الى طريق بيت زكريا فتاهبت الجيوش للقتال ونفخوا في الابواق و اروا الفيلة عصير العنب والتوت حتى يهيجوها للقتال ثم وزعوها على الفرق فجعلوا عند كل فيل الف رجل لابسين الدروع المسرودة وعلى رؤوسهم خوذ النحاس واقاموا لكل فيل خمسمئة فارس منتخبين فكان اولئك حيثما وجد الفيل سبقوا اليه وحيثما ذهب ذهبوا معه لا يفارقونه و كان على كل فيل برج حصين من الخشب يحميه مطوق بالمجانيق وعلى البرج اثنان وثلاثون رجلا من ذوي الباس يقاتلون منه والهندي يدير الفيل و جعلوا سائر الفرسان من هنا وهناك على جانبي الجيش يحثونه ويكتنفونه في الشعاب فلما لمعت الشمس على تروس الذهب والنحاس لمعت بها الجبال وتاججت كسرج من نار و انتشر جيش الملك قسم على الجبال العالية وقسم في البطاح ومشوا بتحفظ وانتظام فارتعد كل من سمع جلبتهم ودرجان جمهورهم وقعقعة سلاحهم فان الجيش كان عظيما وقويا جدا فتقدم يهوذا وجيشه للمبارزة فسقط من جيش الملك ست مئة رجل و راى العازار بن سواران واحدا من الفيلة عليه الدرع الملكية يفوق جميع الفيلة فظن ان عليه الملك فبذل نفسه ليخلص شعبه ويقيم لنفسه اسما مخلدا و عدا اليه مقتحما في وسط الفرقة يقتل يمنة ويسرة فتفرقوا عنه من هنا ومن هناك و دخل بين قوائم الفيل حتى صار تحته وقتله فسقط عليه الى الارض فمات مكانه و ان اليهود لما راوا سطوة الملك وبطش الجيوش ارتدوا عنهم فصعد الملك بجيشه نحو اورشليم لملاقاتهم وزحف الى اليهودية وجبل صهيون و عقد صلحا مع اهل بيت صور فخرجوا من المدينة لنفاد الطعام من عندهم مدة حصرهم فيها اذ كان سبت للارض فاستولى الملك على بيت صور واقام هناك حرسا يحافظون عليها و نزل عند المقدس اياما كثيرة ونصب هناك القذافات والمجانيق والات لرشق النار والحجارة وادوات لرمي السهام ومقاليع و صنع اليهود مجانيق قبالة مجانيقهم وحاربوا اياما كثيرة و لم يكن في اوعيتهم طعام لانها كانت السنة السابعة وكان الذين لجاوا الى اليهودية من الامم قد اكلوا ما فضل من الذخيرة فلم يبق في المقادس الا نفر يسير لان الجوع غلب عليهم فتفرقوا كل واحد الى موضعه و بلغ ليسياس ان فيلبس الذي اقامه انطيوكس في حياته ليرشح انطيوكس ابنه للملك قد رجع من فارس وماداي ومعه جيوش الملك التي سارت في صحبته وانه يحاول ان يتولى الامور فبادر وسعى الى الملك والقواد والجيش وقال لهم انا لنضعف يوما بعد يوم وقد قل طعامنا والمكان الذي نحاصره حصين وامور المملكة تستحثنا و الان فلنعاقد هؤلاء الناس ولنبرم صلحا معهم ومع جميع امتهم و لنقرر لهم ان يسلكوا في سننهم كما كانوا من قبل فانهم لاجل سننهم التي نقضناها غضبوا وفعلوا كل ذلك فحسن الكلام في عيون الملك والرؤساء فارسل اليهم في المصالحة فاجابوا فحلف لهم الملك والرؤساء وعلى ذلك خرجوا من الحصن فدخل الملك الى جبل صهيون وراى الموضع حصينا فنقض الحلف الذي حلفه وامر بهدم السور الذي حوله ثم انصرف مسرعا ورجع الى انطاكية فوجد فيلبس قد استولى على المدينة فقاتله واخذ المدينة عنوة |
||||
04 - 10 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 158 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح السابع و في السنة المئة والحادية والخمسين خرج ديمتريوس بن سلوقس من رومية وصعد في نفر يسير الى مدينة بالساحل وملك هناك و لما دخل دار ملك ابائه قبضت الجيوش على انطيوكس وليسياس لتاتيه بهما فلما علم بذلك قال لا تروني اوجههما فقتلتهما الجيوش وجلس ديمتريوس على عرش ملكه فاتاه جميع رجال النفاق والكفر من اسرائيل وفي مقدمتهم الكيمس وهو يطمع ان يصير كاهنا اعظم و وشوا على الشعب عند الملك قائلين ان يهوذا واخوته قد اهلكوا اصحابك وطردونا عن ارضنا فالان ارسل رجلا تثق به يذهب ويفحص عن جميع ما انزله بنا وببلاد الملك من الدمار ويعاقبهم مع جميع اعوانهم فاختار الملك بكيديس احد اصحاب الملك امير عبر النهر وكان عظيما في المملكة وامينا للملك وارسله هو والكيمس الكافر وقد قلده الكهنوت وامره ان ينتقم من بني اسرائيل فسارا وقدما ارض يهوذا في جيش كثيف وانفذا رسلا الى يهوذا واخوته يخاطبونهم بالسلام مكرا فلم يلتفتوا الى كلامهما لانهم راوهما قادمين في جيش كثيف و اجتمعت الى الكيمس وبكيديس جماعة الكتبة يسالون حقوقا و وافى الحسيديون وهم المقدمون في بني اسرائيل يسالونهما السلم لانهم قالوا ان مع جيوشه كاهنا من نسل هرون فلا يظلمنا فخاطبهم خطاب سلام وحلف لهم قائلا انا لا نريد بكم ولا باصحابكم سوءا فصدقوه فقبض على ستين رجلا منهم وقتلهم في يوم واحد كما هو مكتوب جعلوا لحوم اصفيائك وسفكوا دماءهم حول اورشليم ولم يكن لهم من دافن فوقع خوفهم ورعبهم على جميع الشعب لانهم قالوا ليس فيهم شيء من الحق والعدل اذ نكثوا العهد والحلف الذي حلفوه و ارتحل بكيديس عن اورشليم ونزل ببيت زيت وارسل وقبض على كثيرين من الذين كانوا قد خذلوه وعلى بعض من الشعب وذبحهم علىالجب العظيم ثم سلم البلاد الى الكيمس وابقى معه جيشا يؤازره وانصرف بكيديس الى الملك و كان الكيمس يجهد في تولى الكهنوت الاعظم و اجتمع اليه جميع المفسدين في الشعب واستولوا على ارض يهوذا وضربوا اسرائيل ضربة عظيمة و راى يهوذا جميع الشر الذي صنعه الكيمس ومن معه في بني اسرائيل وكان فوق ما صنعت الامم فخرج الى جميع حدود اليهودية مما حولها وانزل نقمته بالقوم الذين خذلوه فكفوا عن مهاجمة البلاد فلما راى الكيمس ان قد تقوى يهوذا ومن معه وعلم انه لا يستطيع الثبات امامهم رجع الى الملك ووشى عليهم بجرائم فارسل الملك نكانور احد رؤسائه المشهورين وكان عدوا مبغضا لاسرائيل وامره بابادة الشعب فوفد نكانور على اورشليم في جيش كثير وارسل الى يهوذا واخوته يخاطبهم بالسلام مكرا قائلا لا يكن قتال بيني وبينكم فانني قادم في نفر قليل لاواجهكم بسلام و جاء الى يهوذا وحيا بعضهما بعضا تحية السلم وكان الاعداء مستعدين لاختطاف يهوذا و علم يهوذا ان مواجهته كانت مكرا فاجفل منه وابي ان يعود الى مواجهته فلما راى نكانور ان مشورته قد كشفت خرج لملاقاة يهوذا بالقتال عند كفر سلامة فسقط من جيش نكانور نحو خمسة الاف رجل وفر الباقون الى مدينة داود و بعد هذه الامور صعد نكانور الى جبل صهيون فخرج بعض الكهنة من المقادس وبعض شيوخ الشعب يحيونه تحية السلم ويرونه المحرقات المقربة عن الملك فاستهزا بهم وسخر منهم وتقذرهم وكلمهم بتجبر و اقسم بغضب قائلا ان لم يسلم يهوذا وجيشه الى يدي اليوم فسيكون متى عدت بسلام اني احرق هذا البيت وخرج بحنق شديد فدخل الكهنة ووقفوا امام المذبح والهيكل وبكوا وقالوا انك يا رب قد اخترت هذا البيت ليدعى فيه باسمك ويكون بيت صلاة وتضرع لشعبك فانزل النقمة بهذا الرجل وجيشه وليسقطوا بالسيف واذكر تجاديفهم ولا تبق عليهم ثم خرج نكانور من اورشليم ونزل ببيت حورون فانحاز اليه جيش سورية و نزل يهوذا باداسة في ثلاثة الاف رجل وصلى يهوذا وقال انه لما جدف الذين كانوا مع ملك اشور خرج ملاكك يا رب وضرب مئة الف وخمسة وثمانين الفا منهم هكذا فاحطم هذا الجيش امامنا اليوم فيعلم الباقون انهم تكلموا على اقداسك سوءا واقض عليه بحسب خبثه ثم الحم الجيشان القتال في اليوم الثالث عشر من شهر اذار فانكسر جيش نكانور وكان هو اول من سقط في القتال فلما راى جيش نكانور انه قد سقط القوا اسلحتهم وهربوا فتعقبوهم مسيرة يوم من اداسة الى مدخل جازر ونفخوا وراءهم في ابواق الاشارة فخرج الناس من جميع قرى اليهودية من كل جانب وصدموهم فارتدوا الى جهة الذين يتعقبونهم فسقطوا جميعهم بالسيف ولم يبق منهم احد فاخذوا الغنائم والاسلاب وقطعوا راس نكانور ويمينه التي مدها بتجبر واتوا بهما وعلقوهما قبالة اورشليم ففرح الشعب جدا وقضوا ذلك النهار بمسرة عظيمة و رسموا ان يعيد ذلك اليوم الثالث عشر من اذار كل سنة و هدات ارض يهوذا اياما يسيرة |
||||
04 - 10 - 2012, 10:07 PM | رقم المشاركة : ( 159 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح الثامن
و سمع يهوذا باسم الرومانيين انهم ذوو اقتدار عظيم ويعزون كل من ضوى اليهم وكل من جاءهم اثروه بمودتهم ولهم شوكة شديدة و قصت عليه وقائعهم وما ابدوا من الحماسة في قتال الغاليين وانهم اخضعوهم وضربوا عليهم الجزية و ما فعلوا في بلاد اسبانية واستيلاؤهم على معادن الفضة والذهب التي هناك وانهم اخضعوا كل مكان بمشورتهم وطول اناتهم و ان كان ذلك المكان عنهم بمسافة بعيدة وكسروا الذين اغاروا عليهم من الملوك من اقاصي الارض وضربوهم ضربة عظيمة وانسائر الملوك يحملون اليهم الجزية كل سنة و قد قهروا فيلبس وفرساوس ملك كتيم في الحرب وكل من قاتلهم واخضعوهم و كسروا انطيوكس الكبير ملك اسية الذي زحف لقتالهم ومعه مئة وعشرون فيلا وفرسان وعجلات وجيش كثير جدا و قبضوا عليه حيا وضربوا عليه وعلى الذين يملكون بعده جزية عظيمة ورهائن ووضائع معلومة و ان يتركوا بلاد الهند وماداي ولود وخيار بلادهم واخذوها منه واعطوها لاومينيس الملك و لما هم اليونان ان يسيروا لمقاتلتهم بلغهم ذلك فارسلوا اليهم قائدا واحدا وحاربوهم فسقط منهم قتلى كثيرون وسبوا نساءهم واولادهم ونهبوهم واستولوا على ارضهم وهدموا حصونهم واستعبدوهم الى هذا اليوم و دمروا سائر الممالك والجزائر التي قاومتهم واستعبدوا سكانها و انهم حفظوا المودة لاوليائهم والذين اعتمدوا عليهم وتسلطوا على الممالك قريبها وبعيدها وكل من سمع باسمهم خافهم و من ارادوا مؤازرته وتمليكه ملكوه ومن ارادوا خلعه خلعوه فعلا شانهم جدا و مع ذلك كله لم يلبس احد منهم التاج ولا تردى الارجوان مباهاة به و انما وضعوا لهم شورى ياتمر فيها كل يوم ثلاث مئة وعشرون رجلا لاصلاح شؤونهم و هم يفوضون سلطانهم وسياسة ارضهم بجملتها كل سنة الى رجل واحد وجميعهم يطيعون هذا الواحد وليس فيهم حسد ولا منافسة فاختار يهوذا اوبولمس بن يوحنا بن اكوس وياسون بن العازار وارسلهما الى رومية ليعقدا معهم عهد الموالاة والمناصرة و يرفعا عنهم النير لانهم راوا ان دولة اليونان قد استعبدت اسرائيل استعبادا فانطلقا الى رومية في سفر بعيد جدا ودخلا الشورى وتكلما وقالا انا مرسلان اليكم من قبل يهوذا المكابي واخوته وجمهور اليهود لنعقد معكم عهد المناصرة والمسالمة وان تثبتونا في جملة مناصريكم واوليائكم فحسن الكلام لديهم و هذه نسخة الكتاب الذي دونوه على الواح من نحاس وارسلوه الى اورشليم حتى يكون عندهم تذكار للمسالمة والمناصرة الفلاح للرومانيين ولامة اليهود في البحر والبر الى الابد وليبعد عنهم السيف والعدو اذا قامت حرب في رومية اولا او عند اي كان من مناصريهم في جميع سلطانهم فامة اليهود تناصر بكل عزمها كما تقتضيه الحال و ليس على الرومانيين ان يؤدوا الى المحاربين معهم او يجهروا لهم طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولا سفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر الرومانيين بغير ان ياخذوا شيئا و كذلك امة اليهود اذا حدثت لها حرب اولا فالرومانيون ينتدبون للمناصرة كما تقتضيه الحال و ليس على اليهود ان يؤدوا الى المناصرين طعاما ولا اسلحة ولا فضة ولاسفنا كذلك حسن عند الرومانيين لكن يحافظون على اوامر اليهود دون غش على هذا الكلام عاهد الرومانيون شعب اليهود و اذا شاء هؤلاء او اولئك ان يزيدوا على هذا الكلام او يسقطوا منه فيفعلون برضى الفريقين وكل ما زادوا او اسقطوا يكون مقررا اما الشرور التي انزلها بهم الملك ديمتريوس فقد كتبنا اليه قائلين لم ثقلت النير على اوليائنا ومناصرينا اليهود فان عادوا يتظلمون منك فسنجري لهم الحكم ونقاتلك بحرا وبرا |
||||
04 - 10 - 2012, 10:08 PM | رقم المشاركة : ( 160 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن الاسفار الثانونية الثانية
الإصحاح التاسع
و لما سمع ديمتريوس بان نكانور وجيوشه قد سقطوا في الحرب عاد ثانية فارسل الى ارض يهوذا بكيديس والكيمس ومعهما الجناح الايمن فانطلقا في طريق الجلجال ونزلا عند مشالوت باربيل فاستولى عليها واهلكا نفوسا كثيرة و في الشهر الاول من السنة المئة والثانية والخمسين نزلا على اورشليم ثم زحفا وانطلقا الى بئروت في عشرين الف راجل والفي فارس و كان يهوذا قد نزل بلاشع ومعه ثلاثة الاف رجل منتخبين فلما راوا كثرة عدد الجيوش خافوا خوفا شديدا فجعل كثيرون ينسابون من المحلة ولم يبق منهم الا ثماني مئة رجل فلما راى يهوذا ان جيشه قد انساب والحرب تضايقه انكسر قلبه لانه لم يبق له وقت لردهم واسترخت عزائمه فقال لمن بقي معه لنقم ونهجم على مناصبينا عسى ان نقدر على مدافعتهم فصرفوه عن عزمه قائلين انه ليس في طاقاتنا اليوم الا ان ننجو بنفوسنا ثم نرجع مع اخواتنا ونقاتلهم فانا عدد قليل فقال يهوذا حاش لي ان افعل مثل ذلك واهرب منهم وان كان قد دنا اجلنا فلنموتن بشجاعة عن اخواتنا ولا نبقين على مجدنا وصمة و برز جيش العدو من المحلة ووقفوا بازائهم وانقسمت الفرسان قسمين وكان الرماة بالمقاليع والقسي يتقدمون الجيش كلها من ذوي الباس و كان بكيديس في الجناح الايمن فازدلفت الفرقة من الجانبين وهتفوا بالابواق و نفخ رجال يهوذا ايضا في الابواق فارتجت الارض من جلبة العسكرين والتحم القتال من الصبح الى المساء و راى يهوذا ان بكيديس وقوة الجيش في الجناح الايمن فقصدهم ومعه كل ذي قلب ثابت فكسروا الجناح الايمن وتعقبوا اثرهم الى جبل اشدود فلما راى رجال الجناح الايسر انكسار الجناح الايمن انقلبوا على اثار يهوذا ومن معه فاشتد القتال وسقط قتلى كثيرون من الفريقين و سقط يهوذا وهرب الباقون فحمل يوناتان وسمعان يهوذا اخاهما ودفناه في قبر ابائه في مودين فبكاه شعب اسرائيل بكاء عظيما ولطموا عليه وناحوا اياما وقالوا كيف سقط البطل مخلص اسرائيل و بقية اخبار يهوذا وحروبه وما ابداه من الحماسة وجبروته لم تكتب في هذا الموضع لانها كثيرة جدا و كان بعد وفاة يهوذا ان المنافقين برزوا في جميع تخوم اسرائيل وظهر كل فاعلي الاثم و في تلك الايام حدثت مجاعة عظيمة جدا فتخاذلت البلاد اليهم فاختار بكيديس الكفرة منهم واقامهم رؤساء على البلاد فكانوا يتطلبون اصحاب يهوذا ويتفقدونهم وياتون بهم الى بكيديس فينتقم منهم ويستهزئ بهم فحل باسرائيل ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ لم يظهر فيهم نبي فاجتمع جميع اصحاب يهوذا وقالوا ليوناتان انه منذ وفاة يهوذا اخيك لم يقم له كفؤ يخرج على العدو وعلى بكيديس والمبغضين لامتنا فنحن نختارك اليوم رئيسا لنا وقائدا مكانه تحارب حربنا فقبل يوناتان القيادة في ذلك الوقت وقام في موضع يهوذا اخيه فلما علم بكيديس طلب قتله و بلغ ذلك يوناتان وسمعان اخاه وجميع من معه فهربوا الى برية تقوع ونزلوا على ماء جب اسفار فعلم بكيديس فزحف بجميع جيشه الى عبر الاردن يوم سبت و ارسل يوناتان يوحنا اخاه بجماعة تحت قيادته يسال النباطيين اولياءه ان يعيروهم عدتهم الوافرة فخرج بنو يمري من ميدابا وقبضوا على يوحنا وكل ما معه وذهبوا بالجميع و بعد هذه الامور اخبر يوناتان وسمعان اخوه ان بني يمري يقيمون عرسا عظيما ويزفون العروس من ميدابا باحتفال عظيم وهيابنة بعض عظماء كنعان فذكروا يوحنا اخاهم وصعدوا واختباوا وراء الجبل ثم رفعوا ابصارهم ونظروا فاذا بجلبة وجهاز كثير والعروس واصحابه واخوته خارجون للقائهم بالدفوف والات الطرب واسلحة كثيرة فثار عليهم رجال يوناتان من المكمن وضربوهم فسقط قتلى كثيرون وهرب الباقون الى الجبل فاخذوا كل اسلابهم و تحول العرس الى مناحة وصوت الات طربهم الى نحيب و لما انتقموا لدم اخيهم رجعوا الى غيضة الاردن فسمع بكيديس فوفد الى شطوط الاردن يوم سبت في جيش عظيم فقال يوناتان لمن معه لننهض الان ونقاتل عن نفوسنا فليس الامر اليوم كما كان امس فما قبل ها ان الحرب امامنا وخلفنا وماء الاردن والغياض والغاب من هنا ومن هناك فليس لنا مناص و الان فاصرخوا الى السماء فتنقذوا من ايدي اعدائكم ثم التحم القتال و مد يوناتان يده ليضرب بكيديس فانصاع عنه الى الوراء فرمى يوناتان ومن معه بانفسهم في الاردن وعاموا الى العبر فلم يعبروا الاردن اليهم و سقط من رجال بكيديس في ذلك اليوم الف رجل فعاد الى اورشليم ثم بنى مدائن حصينة في اليهودية وحصن اريحا وعماوس وبيت حورون وبيت ايل وتمنة وفرعتون وتفون باسوار عالية وابواب ومزاليج و جعل فيها حرسا يراغمون اسرائيل و حصن مدينة صور وجازر والقلعة وجعل فيها جيوشا وميرة و اخذ ابناء قواد البلاد رهائن وجعلهم في القلعة باورشليم في الحبس و في السنة الثالثة والخمسين في الشهر الثاني امر الكيمس ان يهدم حائط دار المقدس الداخلية فهدم اعمال الانبياء وشرع في التدمير في ذلك الزمان ضرب الكيمس فكف عن صنيعه واعتقل لسانه وفلج ولم يعد يستطيع ان ينطق بكلمة ولا ان يوصي لبنيه و مات الكيمس في ذلك الزمان في عذاب شديد فلما راى بكيديس ان الكيمس قد مات رجع الى الملك وهدات ارض يهوذا سنتين و بعد ائتمر المنافقون كلهم وقالوا ها ان يوناتان والذين معه في منازلهم هادئون مطمئنون فهلموا الان نحمل عليهم بكيديس فيقبض عليهم اجمعين في ليلة واحدة و انطلقوا واشاروا عليه بذلك فقام وسار في جيش عظيم وبعث سرا يكتب الى جميع نصرائه في اليهودية ان يقبضوا على يوناتان والذين معه فلم يجدوا الى ذلك سبيلا لان مشورتهم انكشفت لهم ثم قبضوا على خمسين رجلا من البلاد وهم ارباب الفتنة وقتلوهم و انصرف يوناتان وسمعان ومن معهما الى بيت حجلة في البرية وبنى مهدومها وحصنها و لما علم بكيديس حشد جميع جمهوره وراسل حلفاءه في اليهودية و زحف ونزل على بيت حجلة وحاربها اياما كثيرة ونصب المجانيق و ان يوناتان ترك سمعان اخاه في المدينة وخرج في عدد من الجند وانتشر في البلاد و ضرب ادورين واخوته وبني فاسرون في خيامهم وطفق يوقع بالعدو ويزداد قوة و خرج سمعان ومن معه من المدينة واحرقوا المجانيق و قاتلوا بكيديس فانكسر وضايقوه جدا واذ ذهبت مشورته وخروجه في الباطل استشاط غضبا على الرجال المنافقين الذين اشاروا عليه بالخروج من البلاد وقتل كثيرين منهم وازمع الانصراف الى ارضه و علم يوناتان فانفذ اليه رسلا في عقد المصالحة ورد الاسرى فاجاب وفعل بحسب كلامه وحلف له انه لن يطلبه بسوء كل ايام حياته و رد اليه الاسرى الذين اسرهم من قبل في ارض يهوذا ثم عاد الى ارضه ولم يعد يسير الى تخومهم فزال السيف من اسرائيل وسكن يوناتان في مكماش واخذ يوناتان يحاكم الشعب واستاصل المنافقين من اسرائيل |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(5) سفر طوبيا من (الكتاب المقدس) ❣ الاسفار القانونية الثانية - بلغة الاشارة |
موضوع متكامل عن عيد الغطاس |
موضوع متكامل عن صوم الرسل |
الصليب (موضوع متكامل) |
موضوع متكامل العشور |