08 - 05 - 2024, 05:10 PM | رقم المشاركة : ( 159771 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إعلان البُشرى السّارة (مر 16: 19-20) يُختتم المقطع الإنجيلي بروايّة صعود يسوع الّذي يترك تلاميذه ليجلس عن يمين أبيه. يُنّوه الإنجيلي من خلال ملخص يصف عمل الكنيسة الّذي يتمثل في التنفيذ الأمين للكلمات الّتي وجهها الرّبّ القائم من بين الأموات إلى كلّ الخليقة. إن إعلان الإنجيل ليس عملاً بشريًا فقط، إنّ الرّبّ الّذي صعد إلى السماء لمّ ولنّ يتركنا، بل يعمل معنا «بَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله. فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات» (مر 16: 19- 20). إنّ العلّامات الإعجازيّة الّتي يتحدث عنها الإنجيليّ تصبح بمثابة المعيار لتميّيز صدق عمل الجماعة المسيحية وبشارتها الّتي تستمر من خلالنا اليّوم كجماعته في تاريخنا البشري |
||||
08 - 05 - 2024, 05:11 PM | رقم المشاركة : ( 159772 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من خلال حدث صعوده وتسليمنا كلّ آياته العجائبية. لذا نهايّة حياة يسوع تاريخيًا ستكون بمثابة بدايّة لنا نحن جسده وسنستمر بتبشيرنا الحياتي بسرّ صعود الرّبّ، كما يرويّ مرقس في حدث الصعود الّذي قرأناه معًا، من خلال نقاشنا الكتابيّ في طُرق العالم كنساء ورجال تغيّرنا بفعل قبولنا الإيمان بيسوع، وعَلِّمْنَا بأنّ الرّبّ يعمل بنا ومعنا، نحن تلاميذه في هذا العصر. يُشكلّ صعود يسوع إشارة إلى الهدف الّذي يُدعينا إليه جميعًا. في واقع الأمر، أتمّ يسوع صعوده إلى السماء ليكون هو بذاته الملء لكلّ شيء. إنطلاقًا من حضور الرّبّ الجديد في أعمالنا، نستطيع كمؤمنين أنّ نفهم الرجاء الّذي دُعينا إليه يتجسد من خلال وحدة إيماننا في يسوع ومعرفتنا بيسوع وهو الإنسان الكامل إلى قياس ملء المسيح (راج أف 4: 4). مدعوين اليّوم أنّ نصغي للصاعد إلى السماء من أجلنا وهو يهمس في أذاننا قائلاً ليّ ولك: «اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين» (مر 16: 15). دُمتم في مسيرة من قبول البُشرى السّارة وبثّها لـمَن يحيط بكم. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:13 PM | رقم المشاركة : ( 159773 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الأسرة الّتي بحسب قلب الله" بين كاتبي سفر التكوين والإنجيل الثالث يقترب عام 2023 من الإنتهاء وعام 2024 من البدء، ولكن كلمة الله لا تنتهي أبداً فهي جديدة وخصبة دائمًا. سلستنا الكتابيّة تلقي بالضوء في هذا المقال على نص العهد الأوّل من سفر التكوين (15: -16) حيث يشير كاتب السفر لأهميّة ثمرة الزوجين وهي الأبناء. من خلال أزمة إبراهيم وسارة سواء العقم أم الشيخوخة، نتسأل هل من ثمرة لعلاقتهما؟ وفي مرحلة تانيّة نجد إنعكاس هذا النص في كلمات الإنجيل الثالث (لو 2: 22- 40) حيث يشير كاتبه إلى المستحيل من خلال صبيّة ورجل بتول لم يقيما أيّ علاقة خاصة ويصير الطفل الإلهي محور أسرتهما. نهدف بهذا المقال إلى العودة لجذور المخطط الإلهي في علاقة بين جنسين لينبي حياة الأسرة بحسب الوحيّ الكتابي. يحمل هذا المقال، إجابات عديدة، في هذا الوقت بالتحديد، نفتقد فيه الكثير من المجتمعات لرّوح التمييز الكتابي. بل يتم تزوير الكثير من المنشورات الكنيسة، حول قيمة الأسرة بناء على علاقة بين طرفين من جنسين مختلفين، بمنشورات مُزّيفة من قبل بعض الصحفيين حول قبول زواج المثليين بالكنيسة الكاثوليكية، وهذا لم يتم البتّة.حيث تأتينا كلمة الرّبّ في هذا المقال ببهاء جديد، معلنًا عن قيمة الأسرة ووعده بحسب مخططه الإلهي. على ضوء وضعنا الحاليّ المتأزم، تأتينا الكلمة الإلهيّة لتثبت وتنير ما أعلنه الرّبّ الإله منذ الخلق، من خلال إرتباط رجل وإمرأة ليصيرا مُعاونيّن في الخلق بناء على بركته «إكثروا وإثمروا» (تك 3). يثمرا الطرفين بأعطاء أبناء للحياة. كمؤمنين لا ينبغي أنّ نتعثر مما يحيطنا بل علينا أنّ نرجع كما كشفه الله منذ البدء ليثبت ويصير إيماننا بكلمته. 1. أزمة إبراهيم (تك 15: 1-6) يروي كاتب سفر التكوين، حوار جديد بين الرّبّ وإبراهيم، قبل تغيير إسمه هو وسارة. فيمكننا أنّ نقرأ هذا الحوار في سياق أزمة أو معاناة الشيخ إبراهيم الّذي يرى قربه من الموت أكثر قُربًا من تحقيق وعد الله له وهو النسل. لذا وبعد مرور فترة على بدء علاقة صلبة بين الله وإبراهيم نقرأ في هذا النص فقدان أمل إبراهيم في أن يتمتع بأبناء، ولو واحد، حتى يضمن مستقبل لإسمه فيحكي للرّبّ أزمته قائلاً: «أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، ماذا تُعْطيني؟ إِنِّي مُنْصَرِفٌ عَقيمًا، وقَيِّمُ بَيتي هو اليعازَرُ الدِّمَشْقيّ. وقالَ أَبْرام: "إِنَّكَ لَم تَرزُقْني نَسْلاً، فهُوَذا رَبيبُ بَيتي يَرِثُني"» (تك 15: 2- 3). من خلال تعبير إبراهيم، نتفهم أنّ العقم والشيخوخة معًا يصيرا عاملين لإستحالة تحقيق الوعد الإلهي، بحسب المنطق البشري، ولذا يقدم أمام الرّبّ البديل هو أن الخير الّذي بناه في حياته سيتمبع به خادمه، ومشيراً بأنّ الرّب هو الّذي لم يسمح بأنّ يرزقه بنسل. وهنا تأتي كلمة الرّبّ لتهدي من أزمة إبراهيم، أيّ صديق الله، إذ يعلن من جديد وعده بشكل أوضح (راج تك 12: 1-3)، محاوراّ إياه بلهجة التأكيد: «"لن يَرِثَكَ هذا، بل مَن يَخرُجُ مِن أَحْشائِكَ هو يَرِثُكَ". ثُمَّ أَخرَجَه إِلى خارِجٍ وقال: اُنْظُرْ إِلى السَّماء وأَحْصِ الكَواكِبَ إِنِ إستَطَعتَ أَن تُحصِيَها وقالَ له: "هكذا يَكونُ نَسْلُك"» (تك 15: 5- 6). من خلال صيغة النفي "لن" ثم صيغة الإثبات "هكذا..." يؤكد الرّبّ بإتمام وعده على نطاق أوسع. لذا مدعوين للخروج من نطاق التفكير الّذي يعوق بداخلنا وعود الله وننتظر بصبر تحقيق كلمة الرّبّ في الوقت الّذي يسمع به فهو الخالق ونحن خلائقه. فالكلمة الأخيرة بالنص تعود للرّبّ وما على الإنسان أن يحيا في العالم غير تابع لفكر العالم والمنطق البشري بل يُحلق في تحقيق الوعد الإلهي بثقة حتى وإنّ نالّ منه طوّل الإنتظار وتأزمّ الزوجين المنتظرين لإبن كثمرة علاقتهما. الحوار مع الله، والتعبير عما يؤرقنا، هو الحل لكل الأزمات الّتي نواجهها. يوجهنا إبراهيم في قلب معاناته أنّ لا نسمع لما هو منطقي وبشري بل مَن يطرح أمام الرّبّ معاناته بثقة فيه، سيجد ما لا يتوقعه بشريًا، بل ما يفوق توقعاته، لأنه إله وليس إنسان. ويختتم الكاتب النص بسّمة ميزّت إبراهيم كرجل العهد فيقول: «فآمَنَ بِالرَّبّ، فحَسَبَ لَه ذلك بِرّاً» (تك 15: 6). هذا هو النموذج في رد الفعل البشري. الثقة في الرّبّ والإستمرار فيها بالرغم من طول أم قصر الوقت. الأبناء هم ثمرة كل زوجين، هذا هو مخطط الرّبّ للبشريّة فمَن يتحد بالطرف الآخر يعطي مساحة أوسع ليشارك الله في الخلق من خلال الزواج بطرف من الجنس الآخر، فيصير إبراهيم، وسّارة وإسحق أُسرة بحسب قلب الله. 2. أسرة يسوع (لو 2: 22- 40) نستمر ولكن بشكل متناقض تمامًا عما قرأناه في الإكثار والخصوبة من رجل وإمرأة، إبراهيم وسارة، وهما شيخين عقيمين فصار لهما في إسحق نسللاً وتممّ الرّبّ وعده بعد خمس وعشرون عامًأ من وعده لهما (راج تك 21). وهنا يفاجأنا لوقا بعد أنّ روىّ بشارة الملاك للعذراء بالناصرة (راج لو 1: 26- 38)، ومن جانب آخر دعة يوسف بحسب متّى (1: 18- 21) لتحقيق حلم الله فيصيرا معاونين له ببتوليتهم في تكوين أسرة لإبن الله. هذيّن البتولين، مريم ويوسف، الّذين كانا مرطبتين قبلاً، صار إرتباطهما لتحقيق حلم الله وتكوين أسرة ليسوع لينشأ بشريًا في مجتمع بشري ويتم قبوله بالمجتمع الشرقي. إذن حلم الله ليس أن يثمرا العقيمين، كما نوهنا في علاقة إبراهيم وسارة، بل أن يثمر الله مُعطيًا إبنه للبشريّة ليتحقق الخلاص. هذا بالفعل ما عشناه ككنيسة تؤمن بولادة ابن الله في الجسد ككلمة نهائية، تحمل الخلاص للبشر. هكذا مريم ويوسف ببتوليتهما الّذين إحتضنا الحلم الإلهي صرن نموذج للبشريّة فصار يوسف في بتوليته؛ الحارس على بتولية مريم، وأب بشري ليسوع ابن الله. هكذا مريم الّتي إنفتحت على المخطط الإلهي وبسماحها أنّ تصير أمه الرّبّ (راج لو 1)، صارت أمّ الابن الإلهي. مريم ويوسف لم يحققا حلمهما الصغير كأسرة بشريّة، إلّا إنهما نجح في مرافقة يسوع ليتمم سره الخلاصي. هذا الفيض الإلهي الّذي يناقض من جديد المنطق البشري، وهو مِن خلال أحشاء صبيّة بتول، تحل قوة الرّوح القدس ويولد الابن الإلهي، ككلمة إلهيّة نهائية. يكشف لنا هذا من جديد رغبة الله في قيمة الأسرة البشريّة من رجل وإمرأة. بالنص اللوقاويّ نجد الأسرة تتقدم لتُتتم الشريعة، فنحن في مجتمع يهوديّ يحترم شريعة الرّبّ، بالرغم من إنه مخطط الرّبّ إلّا أنّ معاونيّه، مريم ويوسف يعيشا بوداعة وبساطة ما تتطلبه الشريعة بالرغم من أنّ مُتمم الشريعة، يسوع، هو الّذي ينمو في أسرتهما. «ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما [يسوع وأمّه] بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ [...] دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة» (لو 2: 27. 22). 3. شهود عيّان الخلاص الإلهي (لو 2: 25-40) كعادته لوقا بعد أنّ قدم والدي يسوع، رجل وإمرأة، مثال الأسرة الحقّة يقدم لنا سمعان ثمّ حِنّة العجوزين بمثابة شهود عيان ينتظرن تحقيق ما وعده الرّبّ لهما ليريّا خلاصه بل يحملوه على أيديهما. يرويّ الإنجيلي إنتظار سمعان مُنّوهًا بأنه: « يَنتَظرُ الفَرَجَ لإِسرائيل، والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه [...] فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ» (لو 2: 25. 30). عامل الثقة في الوعد الإلهي تجعله ينشد حينما يري الخلاص الإلهي مُتحقق عند حمله الطفل الإلهيّ، فهذا الشيخ شاهد عيّان لعمل الرّبّ الخلاصي، هذا الطفل هو ثمرة حب الله للبشريّة. الله هو العريس الّذي يعطي البشريّة ،وهي بمثابة عروسه، إبنًا ليضمن خلاصها. على هذا المنوال يصير ثمرة الله نور للوثنيّين ومجد لليهود (راج لو 2: 32). يستكمل الإنجيلي سياقه مشيراً لتنبه الأسرة للأحداث الّتي تتم وهما أوّل مَن إحتضنا السّر الإلهي، ومعرفتهم لحقيقة الابن الإلهي. وبالرغم مما رواه قبلاً الإنجيلي إلّا إنه يشدد على قيمة أسرة يسوع قائلاً: «كانَ أَبوه وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه» (لو 2: 33). في مرحلة أخرى، في ذات الوقت تأتي شخصية عجوز أخرى بعد سمعان وهي الأرملة والنبيّة حنـة، الّتي لمّ تترك ذاتها لمرارة اللّا خصوبة وحياة الترملّ بل عاشت حياتها بما يليق بعاداتها فيقول عنها الكاتب: «لا تُفارِقُ الـهَيكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار [...] وأَخَذَت تَحمَدُ الله وتُحَدِّثُ بِأَمرِ الطِّفلِ كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ افتِداءَ أُورَشَليم» (لو 2: 37- 38). جميعنا لنا مكان في العلاقة بالرّبّ، حتى سمعان العجوز وحنة الأرملة، حينما ندرك قيمة حياتنا ونجعل حياتنا تستنير فقط بالله. يختتم الإنجيلي النص بالتأكيد على سرّ النمو في أسرة حقيقية أساسها، رجل وإمرأة بأنّ: «الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة، وكانت نِعمةُ اللهِ علَيه» (لو 2: 40). الطفل الإلهي، بالجسد ينمو ويتقوى داخل الأسرة البشريّة، هكذا أطفالنا ستكون لهم حياة داخل طرفين حقيقيين يحملا سمات الأمومة والأبوة لينمو نمو سويّ. الخلّاصة رسالة مقالنا هذا اليّوم تؤكد على قيمة الأسرة، من خلال سفر التكوين (15: 1-6)، الإنتظار بثقة لتحقيق الوعد الإلهي سلاح علينا كمؤمنين التمسك به بالرغم من الأزمات الّتي تحيطنا مثل إبراهيم وسّارة. يدعونا النص للتحدث للرّبّ عما يواجهنا من تحديات فنصير أصدقاء للرّبّ كابراهيم. ولمَن أختاره الرّبّ لحياة البتوليّة، على مثال مريم ويوسف، لينفتحا على السّر الإلهي ويعيش الأبوة أو الأمومة الروحيين لـمَن حوله. مريم ويوسف صارا أسرة يسوع البشريّة بعلاقة بتوليّة بحتّة هذا ما أوضحه كاتب الإنجيل الثالث (لو 2: 22-40). ما علنيا أيّها القُراء الأفاضل إلّا التمسك بما أوحى به الله منذ البدء عن الأسرة بحسب قلبه والتحليّ برّوح التمييز لما يواجه عصرنا من أزمات حول الأسرة من طرفين مختلفين الجنس ليكثرا ويثمرا. الله العريس إختار بشريتنا عروس له. دُمتم عروس خصبة للرّبّ مُكونين أسرة بشريّة لتصير أسرة الله. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 159774 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أزمة إبراهيم (تك 15: 1-6) يروي كاتب سفر التكوين، حوار جديد بين الرّبّ وإبراهيم، قبل تغيير إسمه هو وسارة. فيمكننا أنّ نقرأ هذا الحوار في سياق أزمة أو معاناة الشيخ إبراهيم الّذي يرى قربه من الموت أكثر قُربًا من تحقيق وعد الله له وهو النسل. لذا وبعد مرور فترة على بدء علاقة صلبة بين الله وإبراهيم نقرأ في هذا النص فقدان أمل إبراهيم في أن يتمتع بأبناء، ولو واحد، حتى يضمن مستقبل لإسمه فيحكي للرّبّ أزمته قائلاً: «أَيُّها السَّيِّدُ الرَّبّ، ماذا تُعْطيني؟ إِنِّي مُنْصَرِفٌ عَقيمًا، وقَيِّمُ بَيتي هو اليعازَرُ الدِّمَشْقيّ. وقالَ أَبْرام: "إِنَّكَ لَم تَرزُقْني نَسْلاً، فهُوَذا رَبيبُ بَيتي يَرِثُني"» (تك 15: 2- 3). من خلال تعبير إبراهيم، نتفهم أنّ العقم والشيخوخة معًا يصيرا عاملين لإستحالة تحقيق الوعد الإلهي، بحسب المنطق البشري، ولذا يقدم أمام الرّبّ البديل هو أن الخير الّذي بناه في حياته سيتمبع به خادمه، ومشيراً بأنّ الرّب هو الّذي لم يسمح بأنّ يرزقه بنسل. وهنا تأتي كلمة الرّبّ لتهدي من أزمة إبراهيم، أيّ صديق الله، إذ يعلن من جديد وعده بشكل أوضح (راج تك 12: 1-3)، محاوراّ إياه بلهجة التأكيد: «"لن يَرِثَكَ هذا، بل مَن يَخرُجُ مِن أَحْشائِكَ هو يَرِثُكَ". ثُمَّ أَخرَجَه إِلى خارِجٍ وقال: اُنْظُرْ إِلى السَّماء وأَحْصِ الكَواكِبَ إِنِ إستَطَعتَ أَن تُحصِيَها وقالَ له: "هكذا يَكونُ نَسْلُك"» (تك 15: 5- 6). من خلال صيغة النفي "لن" ثم صيغة الإثبات "هكذا..." يؤكد الرّبّ بإتمام وعده على نطاق أوسع. لذا مدعوين للخروج من نطاق التفكير الّذي يعوق بداخلنا وعود الله وننتظر بصبر تحقيق كلمة الرّبّ في الوقت الّذي يسمع به فهو الخالق ونحن خلائقه. فالكلمة الأخيرة بالنص تعود للرّبّ وما على الإنسان أن يحيا في العالم غير تابع لفكر العالم والمنطق البشري بل يُحلق في تحقيق الوعد الإلهي بثقة حتى وإنّ نالّ منه طوّل الإنتظار وتأزمّ الزوجين المنتظرين لإبن كثمرة علاقتهما. الحوار مع الله، والتعبير عما يؤرقنا، هو الحل لكل الأزمات الّتي نواجهها. يوجهنا إبراهيم في قلب معاناته أنّ لا نسمع لما هو منطقي وبشري بل مَن يطرح أمام الرّبّ معاناته بثقة فيه، سيجد ما لا يتوقعه بشريًا، بل ما يفوق توقعاته، لأنه إله وليس إنسان. ويختتم الكاتب النص بسّمة ميزّت إبراهيم كرجل العهد فيقول: «فآمَنَ بِالرَّبّ، فحَسَبَ لَه ذلك بِرّاً» (تك 15: 6). هذا هو النموذج في رد الفعل البشري. الثقة في الرّبّ والإستمرار فيها بالرغم من طول أم قصر الوقت. الأبناء هم ثمرة كل زوجين، هذا هو مخطط الرّبّ للبشريّة فمَن يتحد بالطرف الآخر يعطي مساحة أوسع ليشارك الله في الخلق من خلال الزواج بطرف من الجنس الآخر، فيصير إبراهيم، وسّارة وإسحق أُسرة بحسب قلب الله. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:15 PM | رقم المشاركة : ( 159775 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرة يسوع (لو 2: 22- 40) نستمر ولكن بشكل متناقض تمامًا عما قرأناه في الإكثار والخصوبة من رجل وإمرأة، إبراهيم وسارة، وهما شيخين عقيمين فصار لهما في إسحق نسللاً وتممّ الرّبّ وعده بعد خمس وعشرون عامًأ من وعده لهما (راج تك 21). وهنا يفاجأنا لوقا بعد أنّ روىّ بشارة الملاك للعذراء بالناصرة (راج لو 1: 26- 38)، ومن جانب آخر دعة يوسف بحسب متّى (1: 18- 21) لتحقيق حلم الله فيصيرا معاونين له ببتوليتهم في تكوين أسرة لإبن الله. هذيّن البتولين، مريم ويوسف، الّذين كانا مرطبتين قبلاً، صار إرتباطهما لتحقيق حلم الله وتكوين أسرة ليسوع لينشأ بشريًا في مجتمع بشري ويتم قبوله بالمجتمع الشرقي. إذن حلم الله ليس أن يثمرا العقيمين، كما نوهنا في علاقة إبراهيم وسارة، بل أن يثمر الله مُعطيًا إبنه للبشريّة ليتحقق الخلاص. هذا بالفعل ما عشناه ككنيسة تؤمن بولادة ابن الله في الجسد ككلمة نهائية، تحمل الخلاص للبشر. هكذا مريم ويوسف ببتوليتهما الّذين إحتضنا الحلم الإلهي صرن نموذج للبشريّة فصار يوسف في بتوليته؛ الحارس على بتولية مريم، وأب بشري ليسوع ابن الله. هكذا مريم الّتي إنفتحت على المخطط الإلهي وبسماحها أنّ تصير أمه الرّبّ (راج لو 1)، صارت أمّ الابن الإلهي. مريم ويوسف لم يحققا حلمهما الصغير كأسرة بشريّة، إلّا إنهما نجح في مرافقة يسوع ليتمم سره الخلاصي. هذا الفيض الإلهي الّذي يناقض من جديد المنطق البشري، وهو مِن خلال أحشاء صبيّة بتول، تحل قوة الرّوح القدس ويولد الابن الإلهي، ككلمة إلهيّة نهائية. يكشف لنا هذا من جديد رغبة الله في قيمة الأسرة البشريّة من رجل وإمرأة. بالنص اللوقاويّ نجد الأسرة تتقدم لتُتتم الشريعة، فنحن في مجتمع يهوديّ يحترم شريعة الرّبّ، بالرغم من إنه مخطط الرّبّ إلّا أنّ معاونيّه، مريم ويوسف يعيشا بوداعة وبساطة ما تتطلبه الشريعة بالرغم من أنّ مُتمم الشريعة، يسوع، هو الّذي ينمو في أسرتهما. «ولـمَّا حانَ يَومُ طُهورِهما [يسوع وأمّه] بِحَسَبِ شَريعَةِ موسى، صَعِدا بِه إِلى أُورَشَليم لِيُقَدِّماه لِلرَّبّ [...] دَخَلَ بِالطِّفلِ يَسوعَ أَبَواه، لِيُؤَدِّيا عَنهُ ما تَفرِضُه الشَّريعَة» (لو 2: 27. 22). |
||||
08 - 05 - 2024, 05:16 PM | رقم المشاركة : ( 159776 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شهود عيّان الخلاص الإلهي (لو 2: 25-40) كعادته لوقا بعد أنّ قدم والدي يسوع، رجل وإمرأة، مثال الأسرة الحقّة يقدم لنا سمعان ثمّ حِنّة العجوزين بمثابة شهود عيان ينتظرن تحقيق ما وعده الرّبّ لهما ليريّا خلاصه بل يحملوه على أيديهما. يرويّ الإنجيلي إنتظار سمعان مُنّوهًا بأنه: « يَنتَظرُ الفَرَجَ لإِسرائيل، والرُّوحُ القُدُسُ نازِلٌ علَيه [...] فقَد رَأَت عَينايَ خلاصَكَ» (لو 2: 25. 30). عامل الثقة في الوعد الإلهي تجعله ينشد حينما يري الخلاص الإلهي مُتحقق عند حمله الطفل الإلهيّ، فهذا الشيخ شاهد عيّان لعمل الرّبّ الخلاصي، هذا الطفل هو ثمرة حب الله للبشريّة. الله هو العريس الّذي يعطي البشريّة ،وهي بمثابة عروسه، إبنًا ليضمن خلاصها. على هذا المنوال يصير ثمرة الله نور للوثنيّين ومجد لليهود (راج لو 2: 32). يستكمل الإنجيلي سياقه مشيراً لتنبه الأسرة للأحداث الّتي تتم وهما أوّل مَن إحتضنا السّر الإلهي، ومعرفتهم لحقيقة الابن الإلهي. وبالرغم مما رواه قبلاً الإنجيلي إلّا إنه يشدد على قيمة أسرة يسوع قائلاً: «كانَ أَبوه وأُمُّهُ يَعجَبانِ مِمَّا يُقالُ فيه» (لو 2: 33). في مرحلة أخرى، في ذات الوقت تأتي شخصية عجوز أخرى بعد سمعان وهي الأرملة والنبيّة حنـة، الّتي لمّ تترك ذاتها لمرارة اللّا خصوبة وحياة الترملّ بل عاشت حياتها بما يليق بعاداتها فيقول عنها الكاتب: «لا تُفارِقُ الـهَيكَل، مُتَعَبِّدَةً بِالصَّومِ والصَّلاةِ لَيلَ نَهار [...] وأَخَذَت تَحمَدُ الله وتُحَدِّثُ بِأَمرِ الطِّفلِ كُلَّ مَن كانَ يَنتَظِرُ افتِداءَ أُورَشَليم» (لو 2: 37- 38). جميعنا لنا مكان في العلاقة بالرّبّ، حتى سمعان العجوز وحنة الأرملة، حينما ندرك قيمة حياتنا ونجعل حياتنا تستنير فقط بالله. يختتم الإنجيلي النص بالتأكيد على سرّ النمو في أسرة حقيقية أساسها، رجل وإمرأة بأنّ: «الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة، وكانت نِعمةُ اللهِ علَيه» (لو 2: 40). الطفل الإلهي، بالجسد ينمو ويتقوى داخل الأسرة البشريّة، هكذا أطفالنا ستكون لهم حياة داخل طرفين حقيقيين يحملا سمات الأمومة والأبوة لينمو نمو سويّ. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 159777 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الكلمتين" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الرابع مُقدّمة بينما ننتظر في هذه الساعات الأخيرة تحقيق الوعد الإلهي في «الرَّبَّ راجِعًا» الّذي هو ذُروة اللّاهوت والمجد الإلهي، سنقرأ معًا الكلمة الـمكتوبة «كانت إِلىّ كَلِمَةُ ًالرَّبَّ» والّتي تحملنا للوصول إلى «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً» في إنسانيتنا وهي يسوع، كلمة الله الحيّة. سنستعين بنبؤة اشعيا (52: 7- 10)، وهو نص نتأمله ونفسره بالأحرى في الزمن الأربعيني، إلّا إنه يحمل لنا الكثير من الجذور والمفاهيم اللّاهوتية الّتي نجدها تكتمل في يسوع الإنسان المولود في تاريخنا البشري. لذا سنكتشف من خلال مقدمة الإنجيل الرابع (1: 1- 18)، حيث أنّ الإنجيلي يكشف بوحي إلهي ما يشير إيه ضمنيًا كاتب النبؤة الإشعيائية. نهدف من هذا المقال التوقف أمام سرُّ الله الّذي نكشف في يسوع المولود في التاريخ البشري، حاملاً الخلاص والفداء وبالأخص الضعف البشري في إنسانيته. يسوع المولود الإلهي، ينتمي إلينا نحن الضعفاء وينحني ويدخل عالمنا في صورتنا البشريّة ليعيدنا إلى صورة أبيه السماويّ. 1. الـمُبشر الإلهي (اش 57: 7- 10) يكشف النبي في رسالته النبويّة، من خلال آيات قليلة تنتمي إلى النشيد الثالث لأربعة أناشيد نطلق عليهم "أناشيد عيد أدوناي". وهي الّتي ترويّ آلام عبد الله. لكن في هذه الآيات هناك نظرة إستباقيّة يحملها النبي إلينا من خلال صورة هذا العبد الّذي هو لقب يُكرم به مَن ينتمي إلى الله، فليس العبد هو المستعبد بقدر إنه ينال من الشرف أن ينتمي للرّبّ ويصير على علاقة به ويتمني أنّ يصير ولو عبداً لهذا الإله الـمُمجد. لذا هذه الشخصيّة الكتابيّة الغامضة يصفها النبي بصورة الـمُبشر إذ يشير لجمال قدميّه: «ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص القائِلِ لِصِهْيون: "قد مَلَكَ إِلهُكِ"» (52: 7). في هذه الكلمات الإفتتاحيّة يشير إلى قلب رسالة المبشر الإلهي الـمُرسل من قبل الله. ويتصف بالسائر أيّ الفقير الّذي ينتقل من مكان لآخر سيراً على الأقدام. يحمل هذا الـمُبشر خبر سّار وهو: الخير؛ حينما يفتح فاه يتكلم ويخبر بالخلاص مُعلنًا بإعلان ملوكيّة إلهيّة قائلا: "قد ملك إلهك". هذا الملك ليس عادي فهو يأتي في زمن الحرب، والظلام وقد يشير لليأس والألم، كأيامنا هذه، إلّا أن رسالة هذا الـعبد الإلهي تُغير الوضع البشري وتقلب الموازيين إذ نسمعه يعلن جوهر اللّاهوت بنبؤة اشعيا قائلاً: «الرَّبَّ راجِعًا» (52: 8). مما يعني أن الرّبّ لم ولن يترك شعبه بل يعود إليه بعد معاناة بالفداء والتعزيّة، بالفرح والخلاص. يعلن صوت العبد، مُعلنًا أنّ زمن الألم قد إنتهى وسيخُبر الشعب بخبر إلهي جوهري داعيًا الجميع بالهتاف والتهليل: «إِندَفِعي بِالهُتافِ جَميعاً يا أَخرِبَةَ أُورَشَليم فإِنَّ الرَّبَّ قد عَزَّى شَعبَه واِفتَدى أُورَشَليمَ.كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا» (52: 9- 10). تحوى كلمات النبؤة الختاميّة سبب أرسال العبد للشعوب المتألمة، وهنا يتفجر خبر الرجاء الجديد، أيّ الخلاص الّذي يتمّ في حياة البشر ويعزيهم ويكشف عن حقيقة الرّبّ وهي رغبته في تقديم الخلاص، ليس لشعب معين بل لشعوب الأرض بأجمعها. مَن هو هذا العبد الّذي إختاره الرّبّ لرسالته الخلاصيّة؟ 2. كلمة الآب ومُترجمه (يو 1: 18) حتى نتعرف على حقيقة هذا العبد الإلهي وعلاقته بميلاد الملك الإلهي، على ضوء ما قرأناه من رسالته الجوهريّة في نبؤة اشعيا، سأبدأ معكم بالتوقف على خاتمة الإفتتاحيّة اليوحنّاويّة الّتي يكشف فيها إسم هذا العبد ومكانه قائلاً: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ [رحمّ] الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه» (يو 1: 18). كما أعلن عبدُ الرّبّ بأن الرّبّ راجعًا، فنرى التعبير اليوحنّاوي بأنّ الابن الّذي بجوار الرحم الإلهي هو الّذي يخبرنا عن هويّة الله الآب. هنا المفاجأة الكبرى، حيث يكشف أصغر التلاميذ سنًا وأكثرهم تذّكر للرّبّ وأقوله إننا أمام سرّ إلهي يتم ترجمته في جسد بشري يولد فيه الإله ولا يصمت بل جوهر ولادته هو الكشف عن الله الآب الغير مرئي. يكشف الله عن ذاته في إبنه الّذي يخرج منه "مولوداً" كخلائقه البشر ولكنه ليس بمخلوق بل مولود بشريًا. وبدوره الابن يكشف عن الآب السماوي في ذاته فهو الكلمة الأخيرة الّتي نطق بها الله الآب. حيث قبلاً نطق في المخلوقات، البطاركة، كلماته العشر بالشريعة، القضاة، الانبياء، الكهنة، التلاميذ، الرسل، ... وحينما أراد أنّ يكشف عن ذاته تكلّم كلمنه النهائية وهي الّتي تجسدت في يسوع ابنه. وبدوره الابن صار مترجم ومفسّر للآب فهو الّذي خرج من أحشائه الأبويّة والأمونيّة معًا كشف لنا عن حقيقة وجوهر الله الآب. 3. الإله صار إنسانًا (1: 14) حينما خلق الله الإنسان بحسب سفر التكوين أعلن رغبته قائلاً: «لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا» (تك 1: 26)، وحينما أراد أن يخلص الإنسان جعل كلمته تتجسد: «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً» (يو 1: 14). هذه هي رغبة الآب أن نصير نحن البشريين أبنائه، فأرسل إبنه في صورة العبد (راج في 4: 7- 10)، كاشفًا عن هويته الـمُمجدة والغير مرئية فصار إنسانًا مثلنا لنصير أبناء لله مثله، صار ضعيفًا مثلنا ليصير هو قوتنا، صار قريبًا منا لئلا نستمر في بُعدنا عنه. يسوع الكلمة المتجسد، وهو الأقرب لله الآب ترك مكانه وهو الأحشاء الإلهيّة فصار الرحمّ الإلهي مفتوحًا ينتظر كلاً منا لنولد من أبينا الإلهي، فتصير ولادة إبنه بالطبيعة ولادتنا نحن بالتبني. مدعوين في هذا الحدث العظيم أن نجلس بجوار الكلمة المتجسد أيّ بحوار أحشاء الله أبينا، فنولد بنعمته ويحررنا من ظلام الخطيئة والموت والشّر بنور إبنه الّذي: «فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس [...] الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله» (1: 4. 9). بقبولنا النور الإلهي المتجسد في يسوع ابن الله، نصير أبناء لله ويبث من جديد حياة أبنه فينا. الخلّاصة بحثنا في كلمتي الرّبّ من خلال رسالة النبي أشعيا (52: 7- 10) وكاتب الإنجيل الرابع (1: 1- 18) عن التوازي فتوصلنا إلى أن الكلمة النبويّة إستبقت الكلمة المتجسد. ومصدر كليهما هو الله. فالله هو الّذي أوحى للأنبياء بكلمته الّتي تحمل رسالة الخلاص للبشريّة في الزمن القديم. ولكن حينما تمّ تكليل هذا الزمن ووصلنا إلى ملء الأزمنة فكلّمنا الله في ابنه الإلهي الّذي تجسد مانحًا إيانا الحياة، النور، الخلاص، النعمة وبالأخص البنوة من الأحشاء الإلهيّة. يرمز عبد الله بحسب كلمات اشعيا إلى يسوع الّذي فسّر لنا هويّة الله الآب حينما خرج من أحشائه. يسوع المترجم والّذي يحمل رسالة السّلام لزمننا المعاصر يدعونا للمصالحة بالله الآب والعودة إلى حيث خرجنا عند الخلق من الحب الإلهي. مدعوين للإصغاء لكلمتيّ الرّبّ الإلهيتين سواء النبويّة الموحى بها أمّ المتجسد. دُمتم في قبول لملء النور والحياة والكلمة المتجسد من أجلنا. ليحمل ميلاد الرّبّ سلامه ونوره لقلوبنا وبلادنا وليكن عام 2024 غني بالبركات الإلهيّة. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 159778 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الـمُبشر الإلهي (اش 57: 7- 10) يكشف النبي في رسالته النبويّة، من خلال آيات قليلة تنتمي إلى النشيد الثالث لأربعة أناشيد نطلق عليهم "أناشيد عيد أدوناي". وهي الّتي ترويّ آلام عبد الله. لكن في هذه الآيات هناك نظرة إستباقيّة يحملها النبي إلينا من خلال صورة هذا العبد الّذي هو لقب يُكرم به مَن ينتمي إلى الله، فليس العبد هو المستعبد بقدر إنه ينال من الشرف أن ينتمي للرّبّ ويصير على علاقة به ويتمني أنّ يصير ولو عبداً لهذا الإله الـمُمجد. لذا هذه الشخصيّة الكتابيّة الغامضة يصفها النبي بصورة الـمُبشر إذ يشير لجمال قدميّه: «ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص القائِلِ لِصِهْيون: "قد مَلَكَ إِلهُكِ"» (52: 7). في هذه الكلمات الإفتتاحيّة يشير إلى قلب رسالة المبشر الإلهي الـمُرسل من قبل الله. ويتصف بالسائر أيّ الفقير الّذي ينتقل من مكان لآخر سيراً على الأقدام. يحمل هذا الـمُبشر خبر سّار وهو: الخير؛ حينما يفتح فاه يتكلم ويخبر بالخلاص مُعلنًا بإعلان ملوكيّة إلهيّة قائلا: "قد ملك إلهك". هذا الملك ليس عادي فهو يأتي في زمن الحرب، والظلام وقد يشير لليأس والألم، كأيامنا هذه، إلّا أن رسالة هذا الـعبد الإلهي تُغير الوضع البشري وتقلب الموازيين إذ نسمعه يعلن جوهر اللّاهوت بنبؤة اشعيا قائلاً: «الرَّبَّ راجِعًا» (52: 8). مما يعني أن الرّبّ لم ولن يترك شعبه بل يعود إليه بعد معاناة بالفداء والتعزيّة، بالفرح والخلاص. يعلن صوت العبد، مُعلنًا أنّ زمن الألم قد إنتهى وسيخُبر الشعب بخبر إلهي جوهري داعيًا الجميع بالهتاف والتهليل: «إِندَفِعي بِالهُتافِ جَميعاً يا أَخرِبَةَ أُورَشَليم فإِنَّ الرَّبَّ قد عَزَّى شَعبَه واِفتَدى أُورَشَليمَ.كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا» (52: 9- 10). تحوى كلمات النبؤة الختاميّة سبب أرسال العبد للشعوب المتألمة، وهنا يتفجر خبر الرجاء الجديد، أيّ الخلاص الّذي يتمّ في حياة البشر ويعزيهم ويكشف عن حقيقة الرّبّ وهي رغبته في تقديم الخلاص، ليس لشعب معين بل لشعوب الأرض بأجمعها. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:22 PM | رقم المشاركة : ( 159779 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة الآب ومُترجمه (يو 1: 18) حتى نتعرف على حقيقة هذا العبد الإلهي وعلاقته بميلاد الملك الإلهي، على ضوء ما قرأناه من رسالته الجوهريّة في نبؤة اشعيا، سأبدأ معكم بالتوقف على خاتمة الإفتتاحيّة اليوحنّاويّة الّتي يكشف فيها إسم هذا العبد ومكانه قائلاً: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ الابنُ الوَحيدُ الَّذي في حِضْنِ [رحمّ] الآب هو الَّذي أَخبَرَ عَنه» (يو 1: 18). كما أعلن عبدُ الرّبّ بأن الرّبّ راجعًا، فنرى التعبير اليوحنّاوي بأنّ الابن الّذي بجوار الرحم الإلهي هو الّذي يخبرنا عن هويّة الله الآب. هنا المفاجأة الكبرى، حيث يكشف أصغر التلاميذ سنًا وأكثرهم تذّكر للرّبّ وأقوله إننا أمام سرّ إلهي يتم ترجمته في جسد بشري يولد فيه الإله ولا يصمت بل جوهر ولادته هو الكشف عن الله الآب الغير مرئي. يكشف الله عن ذاته في إبنه الّذي يخرج منه "مولوداً" كخلائقه البشر ولكنه ليس بمخلوق بل مولود بشريًا. وبدوره الابن يكشف عن الآب السماوي في ذاته فهو الكلمة الأخيرة الّتي نطق بها الله الآب. حيث قبلاً نطق في المخلوقات، البطاركة، كلماته العشر بالشريعة، القضاة، الانبياء، الكهنة، التلاميذ، الرسل، ... وحينما أراد أنّ يكشف عن ذاته تكلّم كلمنه النهائية وهي الّتي تجسدت في يسوع ابنه. وبدوره الابن صار مترجم ومفسّر للآب فهو الّذي خرج من أحشائه الأبويّة والأمونيّة معًا كشف لنا عن حقيقة وجوهر الله الآب. |
||||
08 - 05 - 2024, 05:23 PM | رقم المشاركة : ( 159780 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإله صار إنسانًا (1: 14) حينما خلق الله الإنسان بحسب سفر التكوين أعلن رغبته قائلاً: «لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا» (تك 1: 26)، وحينما أراد أن يخلص الإنسان جعل كلمته تتجسد: «الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً» (يو 1: 14). هذه هي رغبة الآب أن نصير نحن البشريين أبنائه، فأرسل إبنه في صورة العبد (راج في 4: 7- 10)، كاشفًا عن هويته الـمُمجدة والغير مرئية فصار إنسانًا مثلنا لنصير أبناء لله مثله، صار ضعيفًا مثلنا ليصير هو قوتنا، صار قريبًا منا لئلا نستمر في بُعدنا عنه. يسوع الكلمة المتجسد، وهو الأقرب لله الآب ترك مكانه وهو الأحشاء الإلهيّة فصار الرحمّ الإلهي مفتوحًا ينتظر كلاً منا لنولد من أبينا الإلهي، فتصير ولادة إبنه بالطبيعة ولادتنا نحن بالتبني. مدعوين في هذا الحدث العظيم أن نجلس بجوار الكلمة المتجسد أيّ بحوار أحشاء الله أبينا، فنولد بنعمته ويحررنا من ظلام الخطيئة والموت والشّر بنور إبنه الّذي: «فيهِ كانَتِ الحَياة والحَياةُ نورُ النَّاس [...] الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله» (1: 4. 9). بقبولنا النور الإلهي المتجسد في يسوع ابن الله، نصير أبناء لله ويبث من جديد حياة أبنه فينا. الخلّاصة بحثنا في كلمتي الرّبّ من خلال رسالة النبي أشعيا (52: 7- 10) وكاتب الإنجيل الرابع (1: 1- 18) عن التوازي فتوصلنا إلى أن الكلمة النبويّة إستبقت الكلمة المتجسد. ومصدر كليهما هو الله. فالله هو الّذي أوحى للأنبياء بكلمته الّتي تحمل رسالة الخلاص للبشريّة في الزمن القديم. ولكن حينما تمّ تكليل هذا الزمن ووصلنا إلى ملء الأزمنة فكلّمنا الله في ابنه الإلهي الّذي تجسد مانحًا إيانا الحياة، النور، الخلاص، النعمة وبالأخص البنوة من الأحشاء الإلهيّة. يرمز عبد الله بحسب كلمات اشعيا إلى يسوع الّذي فسّر لنا هويّة الله الآب حينما خرج من أحشائه. يسوع المترجم والّذي يحمل رسالة السّلام لزمننا المعاصر يدعونا للمصالحة بالله الآب والعودة إلى حيث خرجنا عند الخلق من الحب الإلهي. مدعوين للإصغاء لكلمتيّ الرّبّ الإلهيتين سواء النبويّة الموحى بها أمّ المتجسد. دُمتم في قبول لملء النور والحياة والكلمة المتجسد من أجلنا. ليحمل ميلاد الرّبّ سلامه ونوره لقلوبنا وبلادنا وليكن عام 2024 غني بالبركات الإلهيّة. |
||||