منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 05 - 2024, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 159761 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






القناة البشريّة (يو 1: 39- 42)



مِن العجيب أنّ مَن يتذوق طعم تبعيّة يسوع والإقامة معه يصير بدوره شاهداً عن جمال رفقة وتبعيّة يسوع إذ أنّ: «أَندرَاوُس أَخو سِمْعانَ بُطُرس أَحَدَ اللَّذَينِ سَمِعا كَلامَ يوحَنَّا فَتبِعا يسوع. ولَقِيَ أَوَّلاً أَخاهُ سِمْعان فقالَ له: "وَجَدْنا المَشيح" ومَعناهُ المسيح. وجاءَ بِه إِلى يَسوعَ فحَدَّقَ إِلَيه يسوعُ وقال: "أَنتَ سِمْعانُ بنُ يونا، وسَتُدعَى كِيفا"، أَي صَخراً» (يو 1: 39- 42).



أنداروس الأخ الأصغر لبطرس، الرسول مسقبلاً، يصير القناة البشريّة الّتي تربط بين سمعان بطرس ويسوع المعلّم لأوّل مرة. حساسيّة أندرواس جعلت خبرة لقائه بيسوع تحمله ليصرخ بصوت عاليًا: "وجدنا المسيح المنتظر". نعم في رفقة يسوع نكتشف الأسرار الإلهيّة والكنوز الثمينة، وما علينا إلّا أنّ نشارك بها. نعم اللقاء بيسوع والحوار معه في قلب يّومنا يجعلنا نُصاب بعدوى جسدة وهي أنّ نصير قنوات تشير للمصدر الإلهي ونحمل إليه إخوتنا وأحبائنا فيصيروا هم أيضًا في رفقته ونصير جميعًا تلاميذ نتمكن من الرفقة والتبعيّة للمعلّم ونتمتع باللقاء في وقت ما وفي كل الأوقات. بتبعيتنا ليسوع نصير خاصته الّتي تقبله وتُعرّف به الآخرين بعد أن نلتقي به.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 159762 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"فيض الكلمة" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الثاني


مُقدّمة



نختتم أيّها القراء الأفاضل إحتفالاتنا بسرّ تجسد الرّبّ من خلال التوقف أمام كلمات النبي اشعيا بالعهد الثاني (55: 1- 11) وهو يدعونا إلى الإكتمال والإتمّام. في الاحتفال بمعمودية الرب تختتم الأعياد الميلاديّة. يقوم هذا النص بكشف الجديد عن إحتفالنا بسرّ المعموديّة، ويشير النبي لقلب الحدث من وجهة نظر أخرى. أما بالنسبة لنص العهد الجديد سنوقف أمام آيات قليلة، بحسب مرقس (1: 7-11)، حيث تكشف هذه الآيات عن سرّ إنغماس يسوع في معموديتنا الّتي تؤهل، الـمُعمدين، بالدخول في سرّ يسوع الفصحي وهو موته وقيامته. المقطع الإنجيلي (مرقس 1، 7 – 11)، وهو حدث أساسي في بشارة مرقس، حيث يقدم جزء أوّل من خلال الكلمات الّتي أعلنها يوحنّا المعمدان عن يسوع وجزء ثانيّ حيث يتم سرد حدث معمودية ابن الله بنهر الأردن، وهو الّذي بدون خطيئة، سنتعرف على أسباب معمودية يسوع الّذي يكشفها مرقس مستندين على التوازيّ الّذي تعكسه آيات اشعيا. نهدف من خلال هذا المقال أنّ نجدد معموديتنا ونرافق يسوع الّذي يقف في طف الخطأة وهو لا ينتمي له، بل ليشاركنا بشريتنا الضعيفة، ويحررنا مما يعوقنا للتواصل مع الله الآب.





1. الدعوة النبويّة (اش 55: 1-11)



تأتينا كلمات النبي اشعيا بهذا مقطع ختامي، من الجزء الثاني بالنبؤة بالإصحاحات 40-55، ونطلق عليه في اللّاهوت الكتابي "كتاب التعزيّة". يشمل هذا الجزء على رسائل تحمل رجاء وأمل لذا سُميّ بالـ "التعزيّة" من قِبل الرّبّ الّذي يفتقد شعبه. تتلخص هذه الدعوة النبويّة في قول النبي: «إِلتَمِسوا الرَّبَّ ما دامَ يوجَد، أُدْعوه ما دامَ قَريبًا» (اش 55: 6). تشير هذه الدعوة للحضور الإلهيّ السريّ وفي ذات الوقت لقُربه لبني البشر.



يستخدم النبي صور رمزيّة سنفهم مغزاها لاحقًا على ضوء كلمات مرقس الإنجيلي: «لِأَنَّه كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعاً والآكِلَ طَعاماً فكذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي، لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه» (اش 55: 10- 11). حينما يتكلم الله الآب على لسان النبي، يعطينا نظرة إستباقيّة لما سنراه مُكتمًلا ومُتممًّا في يسوع ابنه الّذي يتحاور معه ويضع فيه عزاء البشريّة. ينادي النبي بني عصره، من خلال فعل الأمر، قائلاً: «أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا» (اش 55: 1). وهنا يطلب الرّبّ السماع حتى يكشف ما يعزي شعبه: «إسمَعوا لي سَماعاً وكُلوا الطَّيِّب ولتتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ نُفوسُكم. أَميلوا آذانَكم وهَلُمُّوا إِلَيَّ إِسمَعوا [...] أُعاهِدُكم عَهداً أَبَدِيّاً» (اش 55: 2-3). تكشف هذه الكلمات الكثير عن المخطط الإلهي الّذي لازال الله الآب يفاجئ به مَن يترك أذانه للسماع للصوت الإلهي مُعلنًا: «أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي» (اش 55: 8). وهذا ما سيعلنه لاحقًا الله الآب في الابن الّذي يُجسدّ أفكار ويصير الطريق للآب.





2. يسوع الـمُعمدّ: إتضاع الله (مر 1: 7- 10)



يُقرب مرقس الإنجيلي في صورة يسوع الـمُعمد بنهر الأردن، حيث يمكننا أنّ نتعرف على جذرها الكتابي في الصورة الّتي سبقّ اشعيا باستخدامها، وهي صورة المطر والثلج الّذي لا ينزل من السماء دون أن يُخصِّب الأرض فتأتي بثمر. تساعدنا هذا التوازيّ، بين النصيين، على الربط بالإنطلاق من معمودية الرّبّ إلى معموديتنا، كإندماج من جانبنا في حياته الخاصة. وفي شخص يسوع الـمُعمدّ تظهر حقيقة الله وهي إتضاعه كإله بيننا ولأجلنا.



يرويّ مرقس في الجزء الأوّل من هذا المقطع (1: 7-8) وصفه لرسالة المعمدان ونبوءته. ثم يعلن كلماته لاحقًا (1: 9- 10) تلك المتعلّقة بيسوع نفسه. وتدعونا هذه الكلمات إلى قراءة سرّ معمودية الرّبّ من منظور إتضاعه في لقائه من خلال يسوع ابنه بكل إنسان: رجل وإمرأة. ومن جانب آخر يكشف مرقس عن تضامن يسوع مع كل البشريّة، من خلال معموديّته، ليحررنا من كل خطيئة تعوق طريقنا للتقدم نحو الله الآب، كأبناء في تضامن الابن. في يسوع الصامت والـمُعمدّ نرى تواضع الله وإكتمال مخططه الإلهي.





3. صوت الآب: فيضّ الكلمة (مر 1: 11)



تزوّدنا الآيات الإشعيائية الّتي توقفنا عليها قبلاً (اش 55: 1- 11) بمفتاح ذو أهميّة لّاهوتيّة خاصة بمقطع الإنجيل بحسب مرقس مما يساعدنا على فِهم السرّ الّذي يتم الاحتفال به في هذا الأسبوع الّذي يفصل بين الزمن الميلاديّ والزمن العادي بالليتورجيّة الكنسيّة. للوهلة الأوّلى تصلنا كمؤمنين رسالة واضحة من كلمات مرقس إذ تكشف عن إعلان أبويّ خاص، إذ يُسمعنا الإنجيلي صوت الله الآب، وهذا نادر بالعهد الجديد، يتحاور الله الآب داخل عالمنا البشري ويكشف عما هو جديد في ابنه ويصير هو بكلمته من العهد الأوّل للعهد الثاني حتى تصل لذروتها في الابن فيضّ الحبّ الأبويّ على البشر.



في أوّل يّوم لخروج يسوع للحياة العلّانيّة، بحسب مرقس، أيّ بعد ثلاثين عام من ولادة يسوع ببيت لحم ونشأته بمدينة الناصرة بشكل سريّ، نسمع الله الآب متوجهًا نحو يسوع قائلاً: «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت» (مر 1: 11). هذه هي "الرسالة" الإنجيليّة الّتي يحويها مقالنا، إذ هي فريدة لأنها تروي شكل الحب اللامتناهي والكامل والمجانيّ لإلهنا في صورة الآب والأم معًا وهو الّذي يكرر لي هذه الكلمات كل يوم ويدعو كلاً منا اليّوم إلى التشبه به في طريقته الخاصة في الحب، في أسلوب حياته، في طريقة حضوره بالعالم. لهذا السبب لا نشعر بالحاجة إلى أيّ شيء آخر، لدينا في يسوع، ابن الله، المرضى عنه، كلّ ما تحتاجه بشريتنا لتشعر بالحب. مدعوين اليّوم وكل يّوم لنتعلم يّومًا بعد يّوم أنّ نتضامن مثله مع الأخ والأخت الذين يسيرون في طريق حياتنا.





4. التنصّيب المسيّاني (مر 1: 7-8)



كلمات يوحنّا المعمدان هذه: «يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. أَنا عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس» (مر 1: 7- 8). هذه الكلمات ليست مجرد مقدمة لسرد حدث معمودية يسوع، ولكنها أساسيّة بحسب اللّاهوت المرقسيّ. فهو لم يسرد في بشارته أناجيل طفولة يسوع مثل متّى ولوقا، لكنه لا يكفّ عن الحديث عن شيء من حياة يسوع الّتي سبقت رسالته في الحياة العلّانيّة. يكشف المعمدان بقوله: "يأتي بعدي". لقد وُلدّ يسوع "بعد" يوحنّا، وردأ رسالته بعده ويمكننا القول إنّ رسالة يسوع بدأت "بعد" رسالة يوحنّا. هذا هو معنى تواضع الإله الـمُتجسد. فقد كان يوحنّا معلمًا ليسوع، بطريقة ما، يُمثل المعمدان كلّ الكتب المقدسة.كان يسوع تلميذاً للكتب المقدسة العبريّة بإسرائيل. هذا التعليم المرقسي، هو أحد الطرق الحديثة الّتي يستخدمها مرقس ليكشف عن تجسد الله. يقدم لنا مرقس بهذه الكلمات التبشير في "ما قبل" أن تبدأ رسالة يسوع والّتي سيفتتحها مرقس بمعمودية يسوع، ابن الله.



يروي الإنجيلي بالجزء الثاني (مر 1: 9-11) الحدث الفعليّ لمعموديّة يسوع. هذا هو الحدث الأساسيّ الّذي يرتكز ليس على المعمودية، بل على "الظهور الإلهي" الّذي يتبعه. حيث كانت معمودية يوحنّا للتوبة ولغفران الخطايا (راج مر1: 4)، بحسب اللّاهوتيين لهذا السبب وبنوع من "التواضع" يصف مرقس أيضًا معمودية يسوع بطريقة جوهريّة. ومع ذلك، فهي حقيقة ذات أهميّة خاصة حيث تشير للمعنى العميق للتجسد. في المعموديّة، يقف يسوع متضامنًا مع إنسانيتنا، أيّ البشرية الخاطئة. في يسوع، جعل الله المستحيل ممكنًا إذ أرسلَ ابنه في شبه جسد الخطية (راج روم 8: 3). يوجه يسوع حياته من خلال المعمودية، فهو يختار إرادة الآب والتضامن مع البشرية المتألمة.يليّ معمودية يسوع، الكشف أو الظهور الإلهيّ، إذّ أنّ السماء مفتوحة إشارة إلى نبؤة اشعيا الّتي يلقي الله الآب بكلمته ليخصب بشريتنا. ثم تأتي هبة الرّوح الّتي تشير إلى تنصيب يسوع المسيّاني بمسحة الروح (راج أع 10: 38). يشهد صوت الآب من السماء بأنّ تضامن يسوع، مع البشرية الخاطئة، هو حسب إرادة الآب. يُسر الآب بالابن الّذي يُتمم إرادته مُتضامنًا مع البشريّة الجريحة.





الخلّاصة



تنقلبنا بين آيات نبوءة اشعيا (55: 1-11) الّتي إستبق بها الخصوبة الّتي تُحي وتعزي شعب إسرائيل في صورة المطر والتلج. فهي كالرسالة الّتي يتلقاها الابن من الآب بحسب المقطع الإنجيلي (مر 1: 7-11) والّذي تأملنا فيه جوهر رسالة يسوع والّتي تشير لجوهر رسالتنا كشعب مُعمَّد، إذ صرنا أبناء في الابن الّذي تضامن مع بشريتنا الهشّة ومنحنا بنوة الله الآب. لذا مدعويّن كمؤمنين مُعمديّن أن نعترف بمسيّانيّ يسوع وسره الّذي يُخصب حياتنا فنصير مثله مُتممين لإرادة الله الآب، فنسمعه يهمس لكلاً منا: أنت هو ابني وابنتي الّذين عنهم أرضي، فنصير فيما هو للآب. دُمتم أيّها القراء، في مسيرة لنوال فيض الكلمة الإلهيّة، مُعمدين بالقلب وبالحياة ومتضامنين مع كل إنسان مثل يسوع الـمُعمد.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 159763 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الدعوة النبويّة (اش 55: 1-11)



تأتينا كلمات النبي اشعيا بهذا مقطع ختامي، من الجزء الثاني بالنبؤة بالإصحاحات 40-55، ونطلق عليه في اللّاهوت الكتابي "كتاب التعزيّة". يشمل هذا الجزء على رسائل تحمل رجاء وأمل لذا سُميّ بالـ "التعزيّة" من قِبل الرّبّ الّذي يفتقد شعبه. تتلخص هذه الدعوة النبويّة في قول النبي: «إِلتَمِسوا الرَّبَّ ما دامَ يوجَد، أُدْعوه ما دامَ قَريبًا» (اش 55: 6). تشير هذه الدعوة للحضور الإلهيّ السريّ وفي ذات الوقت لقُربه لبني البشر.



يستخدم النبي صور رمزيّة سنفهم مغزاها لاحقًا على ضوء كلمات مرقس الإنجيلي: «لِأَنَّه كما يَنزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ مِنَ السَّماء ولا يَرجِعُ إِلى هُناك دونَ أَن يُروِيَ الأَرض ويَجعَلَها تُنتِجُ وتُنبِت لِتُؤتِيَ الزَّارعَ زَرعاً والآكِلَ طَعاماً فكذلك تَكونُ كَلِمَتي الَّتي تَخرُجُ مِن فمي، لا تَرجِعُ إِلَيَّ فارِغة بل تُتِمُّ ما شِئتُ وتَنجَحُ فيما أَرسَلْتُها لَه» (اش 55: 10- 11). حينما يتكلم الله الآب على لسان النبي، يعطينا نظرة إستباقيّة لما سنراه مُكتمًلا ومُتممًّا في يسوع ابنه الّذي يتحاور معه ويضع فيه عزاء البشريّة. ينادي النبي بني عصره، من خلال فعل الأمر، قائلاً: «أَيُّها العِطاشُ جَميعاً هَلُمُّوا» (اش 55: 1). وهنا يطلب الرّبّ السماع حتى يكشف ما يعزي شعبه: «إسمَعوا لي سَماعاً وكُلوا الطَّيِّب ولتتَلَذَّذْ بِالدَّسَمِ نُفوسُكم. أَميلوا آذانَكم وهَلُمُّوا إِلَيَّ إِسمَعوا [...] أُعاهِدُكم عَهداً أَبَدِيّاً» (اش 55: 2-3). تكشف هذه الكلمات الكثير عن المخطط الإلهي الّذي لازال الله الآب يفاجئ به مَن يترك أذانه للسماع للصوت الإلهي مُعلنًا: «أَفكاري لَيسَت أَفْكارَكم ولا طرقُكم طُرُقي» (اش 55: 8). وهذا ما سيعلنه لاحقًا الله الآب في الابن الّذي يُجسدّ أفكار ويصير الطريق للآب.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 159764 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






يسوع الـمُعمدّ: إتضاع الله (مر 1: 7- 10)



يُقرب مرقس الإنجيلي في صورة يسوع الـمُعمد بنهر الأردن، حيث يمكننا أنّ نتعرف على جذرها الكتابي في الصورة الّتي سبقّ اشعيا باستخدامها، وهي صورة المطر والثلج الّذي لا ينزل من السماء دون أن يُخصِّب الأرض فتأتي بثمر. تساعدنا هذا التوازيّ، بين النصيين، على الربط بالإنطلاق من معمودية الرّبّ إلى معموديتنا، كإندماج من جانبنا في حياته الخاصة. وفي شخص يسوع الـمُعمدّ تظهر حقيقة الله وهي إتضاعه كإله بيننا ولأجلنا.



يرويّ مرقس في الجزء الأوّل من هذا المقطع (1: 7-8) وصفه لرسالة المعمدان ونبوءته. ثم يعلن كلماته لاحقًا (1: 9- 10) تلك المتعلّقة بيسوع نفسه. وتدعونا هذه الكلمات إلى قراءة سرّ معمودية الرّبّ من منظور إتضاعه في لقائه من خلال يسوع ابنه بكل إنسان: رجل وإمرأة. ومن جانب آخر يكشف مرقس عن تضامن يسوع مع كل البشريّة، من خلال معموديّته، ليحررنا من كل خطيئة تعوق طريقنا للتقدم نحو الله الآب، كأبناء في تضامن الابن. في يسوع الصامت والـمُعمدّ نرى تواضع الله وإكتمال مخططه الإلهي.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 159765 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






صوت الآب: فيضّ الكلمة (مر 1: 11)



تزوّدنا الآيات الإشعيائية الّتي توقفنا عليها قبلاً (اش 55: 1- 11) بمفتاح ذو أهميّة لّاهوتيّة خاصة بمقطع الإنجيل بحسب مرقس مما يساعدنا على فِهم السرّ الّذي يتم الاحتفال به في هذا الأسبوع الّذي يفصل بين الزمن الميلاديّ والزمن العادي بالليتورجيّة الكنسيّة. للوهلة الأوّلى تصلنا كمؤمنين رسالة واضحة من كلمات مرقس إذ تكشف عن إعلان أبويّ خاص، إذ يُسمعنا الإنجيلي صوت الله الآب، وهذا نادر بالعهد الجديد، يتحاور الله الآب داخل عالمنا البشري ويكشف عما هو جديد في ابنه ويصير هو بكلمته من العهد الأوّل للعهد الثاني حتى تصل لذروتها في الابن فيضّ الحبّ الأبويّ على البشر.



في أوّل يّوم لخروج يسوع للحياة العلّانيّة، بحسب مرقس، أيّ بعد ثلاثين عام من ولادة يسوع ببيت لحم ونشأته بمدينة الناصرة بشكل سريّ، نسمع الله الآب متوجهًا نحو يسوع قائلاً: «أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضيت» (مر 1: 11). هذه هي "الرسالة" الإنجيليّة الّتي يحويها مقالنا، إذ هي فريدة لأنها تروي شكل الحب اللامتناهي والكامل والمجانيّ لإلهنا في صورة الآب والأم معًا وهو الّذي يكرر لي هذه الكلمات كل يوم ويدعو كلاً منا اليّوم إلى التشبه به في طريقته الخاصة في الحب، في أسلوب حياته، في طريقة حضوره بالعالم. لهذا السبب لا نشعر بالحاجة إلى أيّ شيء آخر، لدينا في يسوع، ابن الله، المرضى عنه، كلّ ما تحتاجه بشريتنا لتشعر بالحب. مدعوين اليّوم وكل يّوم لنتعلم يّومًا بعد يّوم أنّ نتضامن مثله مع الأخ والأخت الذين يسيرون في طريق حياتنا.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 159766 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






التنصّيب المسيّاني (مر 1: 7-8)



كلمات يوحنّا المعمدان هذه: «يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. أَنا عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس» (مر 1: 7- 8). هذه الكلمات ليست مجرد مقدمة لسرد حدث معمودية يسوع، ولكنها أساسيّة بحسب اللّاهوت المرقسيّ. فهو لم يسرد في بشارته أناجيل طفولة يسوع مثل متّى ولوقا، لكنه لا يكفّ عن الحديث عن شيء من حياة يسوع الّتي سبقت رسالته في الحياة العلّانيّة. يكشف المعمدان بقوله: "يأتي بعدي". لقد وُلدّ يسوع "بعد" يوحنّا، وردأ رسالته بعده ويمكننا القول إنّ رسالة يسوع بدأت "بعد" رسالة يوحنّا. هذا هو معنى تواضع الإله الـمُتجسد. فقد كان يوحنّا معلمًا ليسوع، بطريقة ما، يُمثل المعمدان كلّ الكتب المقدسة.كان يسوع تلميذاً للكتب المقدسة العبريّة بإسرائيل. هذا التعليم المرقسي، هو أحد الطرق الحديثة الّتي يستخدمها مرقس ليكشف عن تجسد الله. يقدم لنا مرقس بهذه الكلمات التبشير في "ما قبل" أن تبدأ رسالة يسوع والّتي سيفتتحها مرقس بمعمودية يسوع، ابن الله.



يروي الإنجيلي بالجزء الثاني (مر 1: 9-11) الحدث الفعليّ لمعموديّة يسوع. هذا هو الحدث الأساسيّ الّذي يرتكز ليس على المعمودية، بل على "الظهور الإلهي" الّذي يتبعه. حيث كانت معمودية يوحنّا للتوبة ولغفران الخطايا (راج مر1: 4)، بحسب اللّاهوتيين لهذا السبب وبنوع من "التواضع" يصف مرقس أيضًا معمودية يسوع بطريقة جوهريّة. ومع ذلك، فهي حقيقة ذات أهميّة خاصة حيث تشير للمعنى العميق للتجسد. في المعموديّة، يقف يسوع متضامنًا مع إنسانيتنا، أيّ البشرية الخاطئة. في يسوع، جعل الله المستحيل ممكنًا إذ أرسلَ ابنه في شبه جسد الخطية (راج روم 8: 3). يوجه يسوع حياته من خلال المعمودية، فهو يختار إرادة الآب والتضامن مع البشرية المتألمة.يليّ معمودية يسوع، الكشف أو الظهور الإلهيّ، إذّ أنّ السماء مفتوحة إشارة إلى نبؤة اشعيا الّتي يلقي الله الآب بكلمته ليخصب بشريتنا. ثم تأتي هبة الرّوح الّتي تشير إلى تنصيب يسوع المسيّاني بمسحة الروح (راج أع 10: 38). يشهد صوت الآب من السماء بأنّ تضامن يسوع، مع البشرية الخاطئة، هو حسب إرادة الآب. يُسر الآب بالابن الّذي يُتمم إرادته مُتضامنًا مع البشريّة الجريحة.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 159767 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"بدايّة النهايّة" بين كاتبّ سفر المزامير والإنجيل الثاني



مُقدّمة



القُراء الأفاضل، نقترب من ختام الزمن الفصحي بالطقس اللاتينيّ حيث نحتفل هذا الأسبوع بعيد صعودُ الرّبّ. من خلال قرائتنا فيما بين العهدين. بالعهد الأوّل سنناقش المزمور 46 (47)، حيث سنتوقف أمام سرّ الله الملك، الّذي ينتمي علينا ونحن شعبه. بالعهد الثاني سنسمع صوت الصاعد إلى السماء في حواره الأخير، وقبل إنتقاله الدائم ليجلس ملكًا عن يمين الآب، مع تلاميذه. من خلال توقفنا على آيات قليلة من الخلّاصة الطويلة بحسب الإنجيل المرقسيّ ( 16: 15 – 20). يُشكل هذا المقطع براعة الكاتب، حيث يسرد حدث الصعود الإلهي ليسوع القائم مع تسلّيمه التفويض والتوكيل الكامل لتلاميذه لإستمرار رسالته الخلاصيّة من خلالهم، الّذي تستمر فينا نحن اليّوم. نهدف من خلال هذا التساؤل أن نبحث معًا عن معنى عنوان مقالنا "بداية النهاية".



1. صَعِدَ اللهُ الملك (مز 46)




التصفيق والعزف هو دعوة كاتب سفر المزامير قائلاً: «صَفِّقي بِالأيدي يا جَميعَ الشُعوب إِهتِفي للهِ بِصَوتِ التَّهْليل. فإِنَّ الرَّبَّ عَليّ رَهيب على جَميعِ الأَرضِ مَلِكٌ عَظيم يُخضِعُ الشُّعوبَ تَحتَنا والأمَمَ تَحتَ أَقْدامِنا» (مز 46: 2-4). إعلان تميّز الرّبّ الّذي يتوجب التهليل والتصفيق لأنه تممّ رسالته حاملاً النعم لنا ونحن الّذين نؤمن به. فقد أمّن الإله الأمين حيتنا كشعب ننتمي له من خلال الميراث الأبدي الّذي عينّه هو بذاته: «إِختارَ لَنا ميراثَنا فَخرَ يَعْقوبَ الَّذي أَحبَّه. صَعِدَ اللهُ بِالهُتاف الرَّبُّ بِصَوتِ البوق. إِعزِفوا لِإِلهِنا اْعزِفوا إِعزِفوا لِمَلِكِنا اْعزِفوا» (مز 46: 5-7). في كل مرة يجدد الرّبّ أمانته ويدعونا للبدء من جديد، من خلال وضع نقطة والبدء من أوّل السطر، مما يعني تواصله بجديّة في علاقة فريدة مع شعبه من خلال منحه الغفران. ثم يعلن كاتب المزمور قائلاً: «فإِنَّ اللهَ مَلِكُ الأرضِ كُلِّها. إِعزِفوا لَه بِمَهارة. اللهُ على الأمَمِ مَلَك اَللهُ على عَرشِ قُدْسِه جَلَس. إِجتَمعَ أَشرافُ الشُّعوب: هم شَعبُ إِلهِ ابراهيم لِأَنَّ للهِ تُروسَ الأَرضِ وهو المُتَعالي جِداً» (مز 46: 8- 10). تشمل هذه الآيات إفتتاحيّة لما سنتعمق به بمقطع العهد الثاني والّذي ينوه فيه الـمُرنم إلى إنتصار الرّبّ وإعلان مُلكه فهو الجالس على العرش. وهذا الّذي سيتمَّمه يسوع بإتمّام سرّ صعوده.





2. بدايّة النهايّة (مر 16: 15- 18)



يختتم مرقس الإنجيلي بشارته بخلاصة مُطولّة، والّتي تكتشف من خلال الدراسات اللّاهوتيّة بأنها قد كُتبت بشكل مختلف، بصيغة مؤكدة، عن باقي الأناجيل وعن سيّاق الإنجيل المرقسيّ ذاته. يروي الإنجيليّ، كمرحلة أوّلى، ظهورات القائم من بين الأموات (مر 16: 9-14)، والّتي تُمثل حوار القائم مع تلاميذه. وفي مرحلة ثانيّة نلتقي بالنص الّذي يتحاور فيه القائم والّذي يسبق صعوده مباشرة، وهو مضمون حديثنا بهذا المقال (مر 16: 15 – 20)، والّذي يرويّ فيه حدث صعود الرّبّ مع الإشارة إلى تنفيذ التلاميذ لأقواله. يحملنا هذا الحدث إلى التركيز على بعض العلّامات اللّاهوتيّة بهذا المقطع المرقسي والّتي تتمركز حول جوهريّة عيد الصعود وتعاونا بالتعمق في بعض العلامات اللّاهوتيّة بحسب الفكر المرقسيّ.



نستوحيّ العلامة الأوّلى من خلال إصغائنا للكلمات الّتي يوجهها يسوع إلى الأحد عشر تلميذاً. حيث يبدو أنّ الرّبّ من خلال أقواله بأنّ حدث صعوده هو بمثابة النهاية وقد يُشكل، للوهلّة الأوّلى، إنفصاله عنهم. هذا الحدث الفريد الّذي يرويّه مرقس على مسامعنا اليّوم، لهو روايّة طويلة بدأت في الجليل وعلى ضفاف البحيرة بينما كان بعض من الصياديّن يرتبون شباكهم في نهاية يوم صياديّن بسطاء بحرفتهم وهي الصيّد (راج مر 1: 16-20)، أهي نهاية حقًا؟ النهاية، وإن كانت نهاية سعيدة، لروايّة آلام يسوع وموته وقيامته، لكنها في واقع الأمر، وهذه هي أصدق رسالة عيد الصعود، إذ تُحفزّنا وتدفعنا بشدة للحديث عن بداية جديدة! إنها ليست روايّة تُختتم الآن ثمّ ينتهي الأمر، ولكنها الروايّة الّتي تحمل بُشرى مُفرحة وبإستمرار. هذه الروايّة الّتي يعرضها مرقس، والّتي غيّرت وجه العالم، تتجدد اليّوم لتصل بشارته الـمُفرحة إلى إنحاء الخليقة بأكملها. فقد بدأت البُشرى المرقسيّة هكذا: «بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ ابنِ الله» (مر 1: 1). الآن يكرر في نهاية الإنجيل ثانيّة، وهو بمثابة البُشرى السّارة والـمُفرحة بأنّ هذة "البشارة"، الّتي إتخذت وجهًا بشريًا على طرق الجليل واليهودية، لابُدّ وأنّ تصل الآن إلى «الخَلْقِ أَجمَعين» (مر 16: 15).



لا يكفي أنّ تصل، هذه الرسالة الخلّاصيّة إلى كل إمرأة ورجل: بل يجب أنّ تصل إلى كلّ إنسان بكلّ الأماكن الّتي بكلّ أنحاء الخليقة. والّتي بحسب قول بولس الرسول: « فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه» (روم 8: 19). إذن نحن كمؤمنين اليّوم لسنا أمام حدث يشير للنهاية ما بل يصير سرُّ الصعود سرّ البدايّة حتى نتجلى نحن أيضًا على مثال الابن القائم، لأن مَن صعد عن يمين الله يستطيع الآن أنّ يملأ ويفيض علينا وعلى كلّ شيء من ذاته (راج أف 4: 10). وهنا العلامة الأوّلى تتمحور في بدأنا كمؤمنين من ذات النقطة الّتي إختتم بها يسوع حياته الأرضية فقط، إذ سيستمر بروحه وبحضوره السريّ فينا وفي مسيرة تبشيرنا برسالته الخلاصيّة.





3. الآيات العجائبيّة (مر 16: 17- 18)



يسرد يسوع بحسب إنجيل مرقس، عكس ما قد يتوقعه المؤمن، إذّ إنّه بعد روايّته سلسلة من العلّامات الّتي سترافق أولئك الّذين يقبلون البشارة الّتي يحملّها التلاميذ، وينتشر الإنجيل وفي أولئك الّذين يعرفون كيف يقبلونه ويؤمنون به سوف يظهرون بعلّامات ملموسة ومرئية في وجودهم: «الَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها، ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَراباً قاتِلاً لا يُؤذيهِم، ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضى فَيَتَعافَون» (مر 16: 17–18). سيتم التعرّف على أولئك الّذين ستصل إليهم البُشرى السّارة ويقبلونها، إذ سيتمكنون من طرد الشرّ والشرير بالقوة الإلهيّة الّتي ستسكن فيهم. إذن يسوع سيستمر حاضر من خلال المؤمنين به وتستمر أيضًا أعمال يسوع في حياتهم، والعلامة اللّاهوتيّة الثانية الّتي يشير إليها مرقس هي التكلّم بلغات جديدة. التلاميذ سيصيرون مثل معلمهم الّذين سمعوه سمعوا "كلمة جديدة" مُعلَّنة بسلطان (راج مر 1: 27). إذن الأعمال العجائبية والإعجازيّة الّتي أتمها المعلم في فترة حياته الأرضيّة، مُبشراً بالملكوت، ستصير ذات الأعمال الّتي ترافق تلاميذه بعد إتمامه سرّ الصعود. في هذه الآيات العجائبيّة أيضًا الّتي سترافق حياة أولئك الّذين يقبلون البشرى الـمُفرحة الّتي أعلنها يسوع لتلاميذه هي الإنتصار على الموت. علامة ميزّت حياة يسوع ذاته، بتحقيقه النصر النهائي بعبوره سرّ الموت من خلال قيامته المجيّدة. علاوة على ذلك، إذا تمكّن أي شيء مميت من الإنسان الّذي قبلّ الإنجيل، فلن ينال منه ولن يصير هناك أيّ ضرّر، لأنّ كنزه، هو إيمانه بشخص يسوع ولا يستطيع سوس ولا يفنيه صدأ ولا يسرقه سارقون (راج مت 6: 19-20). آية الشفاء هي الآية الأخيرة شفاء المرضى مثل يسوع، سنتمكن كمؤمنيّن مِن تخفيف مرض مَن يقبل الإيمان بيسوع؛ إذا كان بإمكان الآخرين إيذائنا، فسنجلب لهم نعمة الشفاء بقوة الصاعد إلى السماء. هذه هي الآيات الّتي سترافقنا نحن الّذين نودع ثقتنا وإيماننا في إنجيل يسوع. كل الآيات السابقة الّتي رافقت حياة يسوع التاريخيّ في رحلته من الجليل إلى أورشليم هي بذاتها سترافق أولئك الّذين يؤمنون به. وهذا ما نعيشه اليّوم بعد مرور قرون وأجيال من إتمام يسوع سرّه الخلاصي.





4. إعلان البُشرى السّارة (مر 16: 19-20)



يُختتم المقطع الإنجيلي بروايّة صعود يسوع الّذي يترك تلاميذه ليجلس عن يمين أبيه. يُنّوه الإنجيلي من خلال ملخص يصف عمل الكنيسة الّذي يتمثل في التنفيذ الأمين للكلمات الّتي وجهها الرّبّ القائم من بين الأموات إلى كلّ الخليقة. إن إعلان الإنجيل ليس عملاً بشريًا فقط، إنّ الرّبّ الّذي صعد إلى السماء لمّ ولنّ يتركنا، بل يعمل معنا «بَعدَ ما كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ يسوع، رُفِعَ إِلى السَّماء، وجَلَس عَن يَمينِ الله. فذَهَبَ أُولئِكَ يُبَشِّرونَ في كُلِّ مكان، والرَّبُّ يَعمَلُ مَعَهم ويُؤَيِّدُ كَلِمَتَه بِما يَصحَبُها مِنَ الآيات» (مر 16: 19- 20). إنّ العلّامات الإعجازيّة الّتي يتحدث عنها الإنجيليّ تصبح بمثابة المعيار لتميّيز صدق عمل الجماعة المسيحية وبشارتها الّتي تستمر من خلالنا اليّوم كجماعته في تاريخنا البشري.





الخلّاصة



نختتم مسيرتنا من خلال قرأتنا فيما بين العهدين نحو مضمون بداءة النهاية، من خلال قراءة العهد الأوّل بالمزمور الـ 46 والّذي يعلن بشدة سرّ صعود الله وتعاليّه على عرشه. وهذا ما حققه يسوع بالنص المرقسي (16: 15-20) من خلال حدث صعوده وتسليمنا كلّ آياته العجائبية. لذا نهايّة حياة يسوع تاريخيًا ستكون بمثابة بدايّة لنا نحن جسده وسنستمر بتبشيرنا الحياتي بسرّ صعود الرّبّ، كما يرويّ مرقس في حدث الصعود الّذي قرأناه معًا، من خلال نقاشنا الكتابيّ في طُرق العالم كنساء ورجال تغيّرنا بفعل قبولنا الإيمان بيسوع، وعَلِّمْنَا بأنّ الرّبّ يعمل بنا ومعنا، نحن تلاميذه في هذا العصر. يُشكلّ صعود يسوع إشارة إلى الهدف الّذي يُدعينا إليه جميعًا. في واقع الأمر، أتمّ يسوع صعوده إلى السماء ليكون هو بذاته الملء لكلّ شيء. إنطلاقًا من حضور الرّبّ الجديد في أعمالنا، نستطيع كمؤمنين أنّ نفهم الرجاء الّذي دُعينا إليه يتجسد من خلال وحدة إيماننا في يسوع ومعرفتنا بيسوع وهو الإنسان الكامل إلى قياس ملء المسيح (راج أف 4: 4). مدعوين اليّوم أنّ نصغي للصاعد إلى السماء من أجلنا وهو يهمس في أذاننا قائلاً ليّ ولك: «اِذهَبوا في العالَمِ كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين» (مر 16: 15). دُمتم في مسيرة من قبول البُشرى السّارة وبثّها لـمَن يحيط بكم.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 159768 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






صَعِدَ اللهُ الملك (مز 46)



التصفيق والعزف هو دعوة كاتب سفر المزامير قائلاً: «صَفِّقي بِالأيدي يا جَميعَ الشُعوب إِهتِفي للهِ بِصَوتِ التَّهْليل. فإِنَّ الرَّبَّ عَليّ رَهيب على جَميعِ الأَرضِ مَلِكٌ عَظيم يُخضِعُ الشُّعوبَ تَحتَنا والأمَمَ تَحتَ أَقْدامِنا» (مز 46: 2-4). إعلان تميّز الرّبّ الّذي يتوجب التهليل والتصفيق لأنه تممّ رسالته حاملاً النعم لنا ونحن الّذين نؤمن به. فقد أمّن الإله الأمين حيتنا كشعب ننتمي له من خلال الميراث الأبدي الّذي عينّه هو بذاته: «إِختارَ لَنا ميراثَنا فَخرَ يَعْقوبَ الَّذي أَحبَّه. صَعِدَ اللهُ بِالهُتاف الرَّبُّ بِصَوتِ البوق. إِعزِفوا لِإِلهِنا اْعزِفوا إِعزِفوا لِمَلِكِنا اْعزِفوا» (مز 46: 5-7). في كل مرة يجدد الرّبّ أمانته ويدعونا للبدء من جديد، من خلال وضع نقطة والبدء من أوّل السطر، مما يعني تواصله بجديّة في علاقة فريدة مع شعبه من خلال منحه الغفران. ثم يعلن كاتب المزمور قائلاً: «فإِنَّ اللهَ مَلِكُ الأرضِ كُلِّها. إِعزِفوا لَه بِمَهارة. اللهُ على الأمَمِ مَلَك اَللهُ على عَرشِ قُدْسِه جَلَس. إِجتَمعَ أَشرافُ الشُّعوب: هم شَعبُ إِلهِ ابراهيم لِأَنَّ للهِ تُروسَ الأَرضِ وهو المُتَعالي جِداً» (مز 46: 8- 10). تشمل هذه الآيات إفتتاحيّة لما سنتعمق به بمقطع العهد الثاني والّذي ينوه فيه الـمُرنم إلى إنتصار الرّبّ وإعلان مُلكه فهو الجالس على العرش. وهذا الّذي سيتمَّمه يسوع بإتمّام سرّ صعوده.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 159769 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






بدايّة النهايّة (مر 16: 15- 18)



يختتم مرقس الإنجيلي بشارته بخلاصة مُطولّة، والّتي تكتشف من خلال الدراسات اللّاهوتيّة بأنها قد كُتبت بشكل مختلف، بصيغة مؤكدة، عن باقي الأناجيل وعن سيّاق الإنجيل المرقسيّ ذاته. يروي الإنجيليّ، كمرحلة أوّلى، ظهورات القائم من بين الأموات (مر 16: 9-14)، والّتي تُمثل حوار القائم مع تلاميذه. وفي مرحلة ثانيّة نلتقي بالنص الّذي يتحاور فيه القائم والّذي يسبق صعوده مباشرة، وهو مضمون حديثنا بهذا المقال (مر 16: 15 – 20)، والّذي يرويّ فيه حدث صعود الرّبّ مع الإشارة إلى تنفيذ التلاميذ لأقواله. يحملنا هذا الحدث إلى التركيز على بعض العلّامات اللّاهوتيّة بهذا المقطع المرقسي والّتي تتمركز حول جوهريّة عيد الصعود وتعاونا بالتعمق في بعض العلامات اللّاهوتيّة بحسب الفكر المرقسيّ.



نستوحيّ العلامة الأوّلى من خلال إصغائنا للكلمات الّتي يوجهها يسوع إلى الأحد عشر تلميذاً. حيث يبدو أنّ الرّبّ من خلال أقواله بأنّ حدث صعوده هو بمثابة النهاية وقد يُشكل، للوهلّة الأوّلى، إنفصاله عنهم. هذا الحدث الفريد الّذي يرويّه مرقس على مسامعنا اليّوم، لهو روايّة طويلة بدأت في الجليل وعلى ضفاف البحيرة بينما كان بعض من الصياديّن يرتبون شباكهم في نهاية يوم صياديّن بسطاء بحرفتهم وهي الصيّد (راج مر 1: 16-20)، أهي نهاية حقًا؟ النهاية، وإن كانت نهاية سعيدة، لروايّة آلام يسوع وموته وقيامته، لكنها في واقع الأمر، وهذه هي أصدق رسالة عيد الصعود، إذ تُحفزّنا وتدفعنا بشدة للحديث عن بداية جديدة! إنها ليست روايّة تُختتم الآن ثمّ ينتهي الأمر، ولكنها الروايّة الّتي تحمل بُشرى مُفرحة وبإستمرار. هذه الروايّة الّتي يعرضها مرقس، والّتي غيّرت وجه العالم، تتجدد اليّوم لتصل بشارته الـمُفرحة إلى إنحاء الخليقة بأكملها. فقد بدأت البُشرى المرقسيّة هكذا: «بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ ابنِ الله» (مر 1: 1). الآن يكرر في نهاية الإنجيل ثانيّة، وهو بمثابة البُشرى السّارة والـمُفرحة بأنّ هذة "البشارة"، الّتي إتخذت وجهًا بشريًا على طرق الجليل واليهودية، لابُدّ وأنّ تصل الآن إلى «الخَلْقِ أَجمَعين» (مر 16: 15).



لا يكفي أنّ تصل، هذه الرسالة الخلّاصيّة إلى كل إمرأة ورجل: بل يجب أنّ تصل إلى كلّ إنسان بكلّ الأماكن الّتي بكلّ أنحاء الخليقة. والّتي بحسب قول بولس الرسول: « فالخَليقةُ تَنتَظِرُ بِفارِغِ الصَّبْرِ تَجَلِّيَ أَبناءِ اللّه» (روم 8: 19). إذن نحن كمؤمنين اليّوم لسنا أمام حدث يشير للنهاية ما بل يصير سرُّ الصعود سرّ البدايّة حتى نتجلى نحن أيضًا على مثال الابن القائم، لأن مَن صعد عن يمين الله يستطيع الآن أنّ يملأ ويفيض علينا وعلى كلّ شيء من ذاته (راج أف 4: 10). وهنا العلامة الأوّلى تتمحور في بدأنا كمؤمنين من ذات النقطة الّتي إختتم بها يسوع حياته الأرضية فقط، إذ سيستمر بروحه وبحضوره السريّ فينا وفي مسيرة تبشيرنا برسالته الخلاصيّة.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 159770 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,268,883

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الآيات العجائبيّة (مر 16: 17- 18)



يسرد يسوع بحسب إنجيل مرقس، عكس ما قد يتوقعه المؤمن، إذّ إنّه بعد روايّته سلسلة من العلّامات الّتي سترافق أولئك الّذين يقبلون البشارة الّتي يحملّها التلاميذ، وينتشر الإنجيل وفي أولئك الّذين يعرفون كيف يقبلونه ويؤمنون به سوف يظهرون بعلّامات ملموسة ومرئية في وجودهم: «الَّذينَ يُؤمِنونَ تَصحَبُهم هذهِ الآيات: فبِاسْمي يَطرُدونَ الشَّياطين، ويَتَكَلَّمون بِلُغاتٍ لا يَعرِفونَها، ويُمسِكونَ الحَيَّاتِ بِأَيديهِم، وإِن شَرِبوا شَراباً قاتِلاً لا يُؤذيهِم، ويضَعونَ أَيديَهُم على المَرْضى فَيَتَعافَون» (مر 16: 17–18). سيتم التعرّف على أولئك الّذين ستصل إليهم البُشرى السّارة ويقبلونها، إذ سيتمكنون من طرد الشرّ والشرير بالقوة الإلهيّة الّتي ستسكن فيهم. إذن يسوع سيستمر حاضر من خلال المؤمنين به وتستمر أيضًا أعمال يسوع في حياتهم، والعلامة اللّاهوتيّة الثانية الّتي يشير إليها مرقس هي التكلّم بلغات جديدة. التلاميذ سيصيرون مثل معلمهم الّذين سمعوه سمعوا "كلمة جديدة" مُعلَّنة بسلطان (راج مر 1: 27). إذن الأعمال العجائبية والإعجازيّة الّتي أتمها المعلم في فترة حياته الأرضيّة، مُبشراً بالملكوت، ستصير ذات الأعمال الّتي ترافق تلاميذه بعد إتمامه سرّ الصعود. في هذه الآيات العجائبيّة أيضًا الّتي سترافق حياة أولئك الّذين يقبلون البشرى الـمُفرحة الّتي أعلنها يسوع لتلاميذه هي الإنتصار على الموت. علامة ميزّت حياة يسوع ذاته، بتحقيقه النصر النهائي بعبوره سرّ الموت من خلال قيامته المجيّدة. علاوة على ذلك، إذا تمكّن أي شيء مميت من الإنسان الّذي قبلّ الإنجيل، فلن ينال منه ولن يصير هناك أيّ ضرّر، لأنّ كنزه، هو إيمانه بشخص يسوع ولا يستطيع سوس ولا يفنيه صدأ ولا يسرقه سارقون (راج مت 6: 19-20). آية الشفاء هي الآية الأخيرة شفاء المرضى مثل يسوع، سنتمكن كمؤمنيّن مِن تخفيف مرض مَن يقبل الإيمان بيسوع؛ إذا كان بإمكان الآخرين إيذائنا، فسنجلب لهم نعمة الشفاء بقوة الصاعد إلى السماء. هذه هي الآيات الّتي سترافقنا نحن الّذين نودع ثقتنا وإيماننا في إنجيل يسوع. كل الآيات السابقة الّتي رافقت حياة يسوع التاريخيّ في رحلته من الجليل إلى أورشليم هي بذاتها سترافق أولئك الّذين يؤمنون به. وهذا ما نعيشه اليّوم بعد مرور قرون وأجيال من إتمام يسوع سرّه الخلاصي.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024