07 - 05 - 2024, 04:57 PM | رقم المشاركة : ( 159681 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مقدمة الموكب "الشرق": 3 فَالنَّازِلُونَ إِلَى الشَّرْقِ، نَحْوَ الشُّرُوقِ، رَايَةُ مَحَلَّةِ يَهُوذَا حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي يَهُوذَا نَحْشُونُ بْنُ عَمِّينَادَابَ، 4 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَسَبْعُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ. 5 وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ يَسَّاكَرَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي يَسَّاكَرَ نَثَنَائِيلُ بْنُ صُوغَرَ، 6 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُ أَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. 7 وَسِبْطُ زَبُولُونَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي زَبُولُونَ أَلِيآبُ بْنُ حِيلُونَ، 8 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُ سَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. 9 جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ يَهُوذَا مِئَةُ أَلْفٍ وَسِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ بِأَجْنَادِهِمْ. يَرْتَحِلُونَ أَوَّلًا. قلنا أن الموكب قد أخذ شكل الصليب، في الوسط وُجدت الخيمة وحولها اللاويون والكهنة على شكل صليب صغير، ثم الأربعة محلات من كل اتجاه مَحَلَّة، ترتيبها حسب تقدم السير هو: اسم السبط التعداد الرئيس الأم أ. مَحَلَّة يهوذا (الشرق): يهوذا 74,600 نحشون ليئة يَسَّاكَر 54,400 نثنائيل ليئة زبولون 57,400 أليآب ليئة ب. مَحَلَّة رأوبين (الجنوب): رأوبين 46,500 أليصور ليئة شِمْعون 59,300 شلوميئيل ليئة جاد 45,650 الياساف زلفة جارية ليئة · اللاويون (وسط المحلات): لاوي 22,000 لا يُحسبون معهم ليئة ج. مَحَلَّة أفرايم: أفرايم 40,500 أليشمع راحيل مَنَسَّى 32,200 جمليئيل راحيل بنيامين 35,400 أبيدن راحيل د. مَحَلَّة دان: دان 62,700 أخيعَزَر بلهة جارية راحيل أشير 41,500 فجعيئيل زلفة جارية ليئة نفتالي 53,400 أخيرَع بلهة جارية راحيل ويلاحظ في هذا الترتيب: أولًا: أن القيادات المحليّة هي في المقدمة: نحشون قائد مَحَلَّة يهوذا، وأليصور قائد مَحَلَّة رأوبين، وأليشع قائد مَحَلَّة أفرايم، وأخيعَزَر قائد مَحَلَّة دان، ولم يكن هذا محض صدفة لكنه حمل سرّ قوة المَحَلَّة التي أخذت شكل الصليب. ففي الرأس تسلم يهوذا القيادة، وكما يقول العلامة أوريجينوس: [أما كون سبط يهوذا -السبط الملكي- قد أُقيم في الشرق، ذلك لأن سيدنا أشرق (عب 7: 14)]. ففي الشرق يظهر السيد المسيح الخارج من سبط يهوذا يقودنا نحو مملكة النور. أما رئيس المَحَلَّة نحشون الذي يعني "الحيّة"، فلأن سرّ الصليب إنما هو سرّ تحطيم الحيّة القديمة كوعد الله لحواء أن نسل المرأة يسحق رأس الحيّة. أما ذراع الصليب الأيمن فيمثله مَحَلَّة رأوبين تحت قيادة أليصور الذي يعني "إلهي صخرة، أو إلهي سور"، فإن كان بالصليب تسحق رأس الحيّة إنما لكي يدخل المؤمنون إلى الله كصخرة أو سور لحمايتهم. أما الذراع الأيسر فيمثله مَحَلَّة دان تحت قيادة أخيعَزَر الذي يعني "أخي معين" وكأنه على الصليب يبسط الرب يديه، باليمنى يعلن أن فيه خلاصنا كصخرة لنا وباليسرى يهبنا روح الشركة مع بعضنا البعض فيه. الذراع الأيمن يعلن علاقتنا بالله والذراع الأيسر يعلن علاقتنا ببعضنا البعض أي بالبشريّة. أما قاعدة الصليب فتمثلها مَحَلَّة أفرايم تحت قيادة أليشمع أي "الله يسمع"، وكأن أساس الصليب هو أن يسمع الآب إلينا في ابنه، فيقبل حبنا وطاعتنا وتقدماتنا في المسيح يسوع المحبوب. باختصار، الكنيسة وقد صارت مَحَلَّة الرب أو جسد المسيح المصلوب، تجد في رأسها المسيح الملك غالب الحيّة، الذراع الأيمن الصخرة التي نحتمي فيها، والأيسر الحب الأخوي، وعند قدميه تجلس لتسمع الآب وهو يسمع صوتها ويقبلها. ثانيًا: حملت المَحَلَّة صورة رمزيّة لأورشليم العُليا كما رآها القديس يوحنا (رؤ 21) إذ لها ثلاثة أبواب من كل اتجاه، وكأنه لا دخول إليها إلاَّ من خلال الإيمان بالثالوث القدوس. هكذا أينما اتجهت في المَحَلَّة تجد ثلاثة أسباط معًا في مَحَلَّة واحدة مع أن لكل سبط مميزاته الخاصة به، وكما يقول العلامة أوريجينوس: [نجد في الأربعة أقسام رقم 3، لأنه باسم الآب والابن والروح القدس دون غيره يُحصى سكان أركان المسكونة الأربعة الذين يدعون اسم الله "ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السموات" (مت 8: 11) هذه وقائع لا يمكن تجاهلها]. 3. الجناح الأيمن "الجنوب": 10 «رَايَةُ مَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ إِلَى التَّيْمَنِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي رَأُوبَيْنَ أَلِيصُورُ بْنُ شَدَيْئُورَ، 11 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. 12 وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ شِمْعُونَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي شِمْعُونَ شَلُومِيئِيلُ بْنُ صُورِيشَدَّاي، 13 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَثَلاَثُ مِئَةٍ. 14 وَسِبْطُ جَادَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي جَادَ أَلِيَاسَافُ بْنُ رَعُوئِيلَ، 15 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ. 16 جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ رَأُوبَيْنَ مِئَةُ أَلْفٍ وَوَاحِدٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ بِأَجْنَادِهِمْ، وَيَرْتَحِلُونَ ثَانِيَةً. في ترتيب المَحَلَّة رُوعي قدر الإمكان التقارب بين الأسباط، ففي المقدمة وُجد يهوذا ويَسَّاكَر وزبولون أبناء ليئة، وفي الجناح الأيمن رأوبين وشِمْعون وجاد، الأولان أبناء ليئة والثالث من زلفة جارية ليئة، وفي الغرب أفرايم ومَنَسَّى ابنا يوسف وبنيامين من راحيل، وفي الشمال دان ونفتالي وأشير أبناء الجاريتين. 4. مركز الموكب "اللاويّون": 17 «ثُمَّ تَرْتَحِلُ خَيْمَةُ الاجْتِمَاعِ. مَحَلَّةُ اللاَّوِيِّينَ فِي وَسَطِ الْمَحَلاَّتِ. كَمَا يَنْزِلُونَ كَذلِكَ يَرْتَحِلُونَ. كُلٌّ فِي مَوْضِعِهِ بِرَايَاتِهِمْ. إن كان هذا الشعب قد صار أمة مقدَّسة إذ قبل الإيمان بالله الحيّ، فإن سبط لاوي الذي تفرغ للعمل الروحي تمامًا هو السبط المقدَّس، الذي يتفرغ لخدمة الخيمة وحملها، يحيط بها من كل جانب في وسط الجماعة. كأنه رمز للسيد المسيح الابن الوحيد الذي حلّ وسط البشريّة لكي يدخل بها إلى مقدساته الإلهيّة يتمتعون بحضن أبيه، يشفع فيهم بدمه الكريم خلال ذبيحة صليبه. في هذا يقول العلامة أوريجينوس: [استقر اللاويّون في وسطهم حول خيمة الله لأنهم أكثر قربًا لله... يبدو أن أبناء اللاويين قد تَأَهَّبُوا في الدائرة من جميع نواحيها في وسط أبناء إسرائيل مُختلطين مع الآخرين ومتداخلين معهم... لتبحث عن خيمة الله حيث دخل يسوع لكي يعد لنا الطريق (عب 6: 20؛ 7: 25؛ 9: 24)، يظهر أمام وجه الله يتشفع فينا]. 5. مؤخرة الموكب "الغرب": 18 «رَايَةُ مَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ إِلَى الْغَرْبِ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي أَفْرَايِمَ أَلِيشَمَعُ بْنُ عَمِّيهُودَ، 19 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. 20 وَمَعَهُ سِبْطُ مَنَسَّى، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي مَنَسَّى جَمْلِيئِيلُ بْنُ فَدَهْصُورَ، 21 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا وَمِئَتَانِ. 22 وَسِبْطُ بَنْيَامِينَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي بَنْيَامِينَ أَبِيدَنُ بْنُ جِدْعُونِي، 23 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ وَثَلاَثُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. 24 جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ أَفْرَايِمَ مِئَةُ أَلْفٍ وَثَمَانِيَةُ آلاَفٍ وَمِئَةٌ بِأَجْنَادِهِمْ، وَيَرْتَحِلُونَ ثَالِثَةً. وهي مَحَلَّة أفرايم، تأتي في تحركها بعد اللاويّين مباشرة. 6. الجناح الأيسر "الشمالي": 25 «رَايَةُ مَحَلَّةِ دَانَ إِلَى الشِّمَالِ حَسَبَ أَجْنَادِهِمْ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي دَانَ أَخِيعَزَرُ بْنُ عَمِّيشَدَّاي، 26 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمُ اثْنَانِ وَسِتُّونَ أَلْفًا وَسَبْعُ مِئَةٍ. 27 وَالنَّازِلُونَ مَعَهُ سِبْطُ أَشِيرَ، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي أَشِيرَ فَجْعِيئِيلُ بْنُ عُكْرَنَ، 28 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ وَاحِدٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفًا وَخَمْسُ مِئَةٍ. 29 وَسِبْطُ نَفْتَالِي، وَالرَّئِيسُ لِبَنِي نَفْتَالِي أَخِيرَعُ بْنُ عِينَنَ، 30 وَجُنْدُهُ الْمَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. 31 جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ لِمَحَلَّةِ دَانَ مِئَةُ أَلْفٍ وَسَبْعَةٌ وَخَمْسُونَ أَلْفًا وَسِتُّ مِئَةٍ. يَرْتَحِلُونَ أَخِيرًا بِرَايَاتِهِمْ». وهي مَحَلَّة دان، آخِر من يتحرك... 7. ختام الترتيب: 32 هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ. جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ مِنَ الْمَحَلاَّتِ بِأَجْنَادِهِمْ سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ. 33 وَأَمَّا اللاَّوِيُّونَ فَلَمْ يُعَدُّوا بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. 34 فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى. هكَذَا نَزَلُوا بِرَايَاتِهِمْ، وَهكَذَا ارْتَحَلُوا. كُلٌّ حَسَبَ عَشَائِرِهِ مَعَ بَيْتِ آبَائِهِ. ختم الحديث بتأكيد أن ما أمر الله به موسى وهرون قد تحقق فعلًا. |
||||
|
|||||
07 - 05 - 2024, 04:58 PM | رقم المشاركة : ( 159682 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلًا: 2 «يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. قُبَالَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ. على ترتيب المَحَلَّة هذا، قائلًا" [إنني أجد موضوعًا عظيمًا للتأمل في سفر العدد هو توزيع الأسباط وتمييز الرتب وتجمع الأسباط وترتيب كل المَحَلَّة، فإنها بالنسبة لي تشكل أسرارًا عظيمة بفضل الرسول بولس الذي ألقى فينا بذار المعنى الروحي]. |
||||
07 - 05 - 2024, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 159683 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: إذ تطلَّع إلى هذا المنظر لم يتحدث عن الصليب، بل رأى في وجود ترتيب عظيم كهذا رمزًا للترتيب الفائق للكنيسة في يوم الرب العظيم. إنه يقول: [لنتطلع إلى معنى الأسرار الموضوعة في حساب الأعداد والأماكن المختلفة التي أشير إليها. لننظر إلى قيامة الأموات بثبات، ففي لحظة مجيء المسيح لا يسبق الأحياء الباقون على الأرض الذين رقدوا (1 تس 4: 14)، بل يتحد الكل معًا ويُخطفون في السحب لملاقاة الرب. بهذا ندرك فساد هذا الموضوع الأرضي الذي هو مسكن الموتى، ونوجد جميعنا في الهواء كقول الرسول... فنُنقَل إلى مواضع مختارة، إذ قيل "في بيت أبي منازل كثيرة" (يو 14: 2). هذه المواضع أو هذا المجد يُعطى حسب استحقاقات أعمال الإنسان كما يؤكد الرسول بولس قائلًا عن القيامة "كل واحد في رتبته" (1 كو 15: 23). يُسجَّل اسم كل واحد حسب قياسه الروحي، فيُسجل واحد في سبط رأوبين لأنه ممتثل برأوبين في العادات والطباع والأعمال وطريقة الحياة، وآخر يُسجل في سبط شمعون بسبب طاعته، وثالث في سبط لاوي لأنه أكمل وظائفه الكهنوتيّة حسنًا أو حصل فيها على درجة الكمال، وآخر يُسجل اسمه في سبط يهوذا من أجل عواطفه الملوكيّة إذ قاد كل إنسان إلى السبط الذي يميزه خلال أعماله وطبعه. إذن توجد في القيامة رتب كما نفهم من كلمات الرسول، تظهر صورتها واضحة في سفر العدد هذا. الواقع إن موقع الخيمة بين الأسباط وسط الجماعة، إنما هو صورة لما يكون عليه الحال في القيامة]. |
||||
07 - 05 - 2024, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 159684 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: يرى العلامة أوريجينوس في منظر المَحَلَّة بهذا التدبير الإلهي صورة حيّة لكنيسة العهد الجديد التي تلتزم أيضًا أن تسلك بروح النظام والترتيب ليس فقط في عبادتها بل وفي سلوكها، تحمل النفس في أعماقها ترتيبًا لائقًا بها كعضو في الكنيسة المقدَّسة. ويمتد النظام أيضًا إلى حياة الكهنة وسلوكهم فيعيشون كخدام الله الملتهبين نارًا. وكأن النظام ليس عملًا رتيبًا نلتزم به، إنما هو حياة له فاعليته في الداخل كما في التصرفات الخارجيّة، في حياة الجماعة كما في حياة كل عضو فيها، كاهنًا أو من الشعب! |
||||
07 - 05 - 2024, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 159685 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: ["كلَّم الرب موسى وهرون قائلًا: ينزل بنو إسرائيل كلٌ عند رايته بأعلام (إشارات) لبيوت آبائهم، قِبَالة خيمة الاجتماع حولها ينزلون" [1-2]. طلب موسى أن يتقدم كل رجل في المَحَلَّة حسب رتبته، حسب رايته (إشارته) لبيت أبيه. ويقول الرسول بولس "ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب" (1 كو 14: 40). ألا يُظهر ذلك أن الروح الذي تكلَّم به موسى هو بعينه الذي تكلم به الرسول بولس؟! فقد أمر موسى أن يسيروا في المَحَلَّة بترتيب، وقدَّم الرسول التعليم أن يكون كل شيء "بحسب ترتيب" في الكنيسة. موسى الذي كان يخدم الناموس أمر بحفظ الترتيب في المَحَلَّة، وبولس الرسول خادم الإنجيل يريد أن يلتزم المسيحي بالترتيب لا في سلوكه فقط وإنما حتى في ملبسه، إذ يقول "كَذلِكَ.. النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ" (1 تي 2: 9). إنهما (موسى وبولس) لا يريدان الالتزام بالترتيب فقط في تنفيذ الواجبات والملبس فحسب وإنما يعنيان "ترتيب النفس"... كثيرًا ما يحدث أن إنسانًا له أفكار وضيعة دنيئة يتلذذ بالماديات الأرضيّة، وبمكر ينال رتبة كهنوتيّة عالية ويعتلي منبر المعلمين، بينما آخر روحاني متحرر من الانشغال بالأمور الزمنيّة وقادر على فحص كل شيء ولا يُحكم عليه من أحد (1 كو 2: 15) يشغل أول رتبة في الكهنوت أو يُحسب من الشعب. مثل هذا الأمر فيه ازدراء بتعاليم الناموس والإنجيل ولا يكون فيه ترتيب! نحن أيضًا إذ نكون قلقين ومرتبكين بالأكل والشرب، ولا ننشغل إلا بالأمور الزمنيّة، لا نقدم لله إلاَّ ساعة أو ساعتين في اليوم للذهاب إلى الكنيسة للصلاة والاستماع لكلمة الله، نعمل على إشباع احتياجاتنا الزمنيّة وإرضاء المعدة، بهذا نكون غير مهتمين بالتعليم القائل "ينزل كلٌ عند رايته (حسب رتبته)"، أو القائل "ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب"، لأن الترتيب الذي وضعه السيد المسيح هو أن نطلب أولًا ملكوت الله وبره (مت 6: 33) مؤمنين أن هذه كلها تزاد لنا. بهذا ينزل كلٌ (عند رايته) حسب رتبته. هل تعتقد أن الذين يُلقبون قسوسًا ويفتخرون بانتسابهم للكهنوت يسيرون حسب رتبهم كما يليق بهم؟ هكذا أيضًا هل يسير الشمامسة حسب رتبهم؟ إذن لماذا نسمع أحيانًا أناسًا يجدفون قائلين: "انظر هذا الأسقف أو هذا القس أو هذا الشماس؟ إلاَّ لأنهم يشاهدون الكاهن أو خادم الله مقصرًا في واجبات رتبته، سالكًا بما يخالف الرتبة الكهنوتيّة ورتبة اللاويين! ماذا أقول أيضًا عن العذارى والنُسَّاك الذين يوكل إليهم القيام بخدمات دينية؟ فإن قَصَّر هؤلاء في التزامهم بالاحتشام والوقار أما يتهمهم موسى قائلًا: ليَسِر كل إنسان حسب رتبته (عند رايته)، فإن من يعرف رتبته، ويفهم ما يليق بها يزن أعماله وينظم كلماته وتصرفاته حتى ملابسه بما يليق ومقتضيات الرتبة التي ينتسب إليها، فلا نسمع قول الله "بسببكم يُجَدَّف على اسمي من الأمم"]. |
||||
07 - 05 - 2024, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 159686 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: أن الترتيب هو حياة تمس حياتنا كأولاد لله، وتمس حياة الكنيسة لتعيش بفكر المسيح يسوع! |
||||
07 - 05 - 2024, 05:02 PM | رقم المشاركة : ( 159687 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. قُبَالَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ في الراية التي يلتزم كل رجل أن يقف عندها رمزًا للعلامة التي تُميِّز نفس مؤمن عن آخر، فكما أن لكل وجه جسدي ملامح خاصة به وأيضًا للصوت هكذا للنفس أيضًا. إنه يقول: [من جهة أخرى انظروا ما يعنيه القول "كلٌ عند إشارته (رايته)"، ففي رأيي أن الإشارات هي العلامات التي تُميِّز الإنسان عن غيره. فالرجال جميعًا متشابهون، لكنه توجد علامات خاصة تُميِّز كل واحد عن الآخر من ملامح الوجه والقوام والهيئة والملبس هذه العلامات تُميِّز بولس عن بطرس. أحيانًا لا يحتاج الأمر أن يظهر لكي نرى العلامة التي تميزه، إنما يعرف خلال علامة غير الرؤى الجسديّة مثل الصوت ونبرات الحنجرة. هكذا أعتقد أن للنفوس علامات مميزة، فبعضها لها حركات عذبة ولذيذة جدًا وساكنة هادئة وعادلة، والأخرى تتميز بعلامات الانزعاج والافتخار والخشونة بعنف والغضب الشديد. تجد نفسًا يقظة وحكيمة ومتبصرة في وعي ونشاط، وأخرى خاملة مسترخية ومهملة متغافلة... يمكنني أن أؤكد وجود اختلافات بين النفوس البشريّة كما توجد اختلافات في ملامح الوجه... ولكي نوضح اختلافات علامات (النفوس) نقدم هذه المقارنة: الذين تعلموا القراءة والكتابة يعرفون جيدًا 24 حرفًا في اليونانيّة... فيستخدمون ما لديهم من حروف، لكن حرف ألفا (a) كما يكتبه بطرس يختلف عما يكتبه بولس. لكل إنسان علامة خاصة تميزه في كتابة الحروف... هذا المثال الواضح ينطبق على حركات العقل والنفس التي تمثل وسائط للعمل، فإذا نظرنا إلى الرقوق نجد مثلًا روح بولس تميل إلى الطهارة، وكذلك روح بطرس، لكن طهارة بولس لها علاماتها الخاصة بها وكذلك طهارة بطرس، وإن كانت الطهارة واحدة. الواحد طهارته تتطلب قمع الجسد واستعباده في خوف (1 كو 9: 27)، والآخر طهارته لا تحمل خوفًا وهكذا العدل له سماته لدى بولس وسماته لدى بطرس، وأيضًا الحكمة وكل الفضائل. إذن فالفضائل واحدة ننعم بها من قِبَل روح الله لكن توجد اختلافات شخصيّة... هذا ويمكن للإنسان أن يعبر في الأعمال الصالحة من علامة أقل إلى علامة أسمى فأكثر سموًا. فإن فهمنا أن كل ما تحويه الشريعة هو "ظل الخيرات العتيدة" (عب 10: 1)... فإنه في لحظة القيامة يوجد اختلاف بين استحقاقات الناس، إذ يفضل نجم عن نجم في المجد (1 كو 15: 41). يمكننا أن نعبر من علامة سفلية إلى علامة سامية فعلامة أكثر سموًا حتى نتساوى مع النجوم الأكثر بهاءً، إذ يمكن للطبيعة البشريّة أن تنمو في هذه الحياة لا لتبلغ إلى مجد النجوم بل وأيضًا إلى بهاء الشمس، إذ كُتب "حينئذٍ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (مت 13: 43)]. |
||||
07 - 05 - 2024, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 159688 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلامة أوريجينوس: يَنْزِلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ كُلٌّ عِنْدَ رَايَتِهِ بِأَعْلاَمٍ لِبُيُوتِ آبَائِهِمْ. قُبَالَةَ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ حَوْلَهَا يَنْزِلُونَ [استقر اللاويّون في وسطهم حول خيمة الله لأنهم أكثر قربًا لله... يبدو أن أبناء اللاويين قد تَأَهَّبُوا في الدائرة من جميع نواحيها في وسط أبناء إسرائيل مُختلطين مع الآخرين ومتداخلين معهم... لتبحث عن خيمة الله حيث دخل يسوع لكي يعد لنا الطريق (عب 6: 20؛ 7: 25؛ 9: 24)، يظهر أمام وجه الله يتشفع فينا] |
||||
08 - 05 - 2024, 12:09 PM | رقم المشاركة : ( 159689 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح والسلام الحقيقي عندما كُنّا صغار، كان مصدر فرحُنا هو اللعبة التي نحصل عليها. فكلما حصلنا على لعبة جديدة، نمتلئ بالفرح. ثم عندما كبرنا قليلًا، أصبح مصدر فرحنا هو الملبس الجديد أو الدرجة النهائيّة في الامتحان. ثم عندما كبرنا أكثر، أصبح مصدر الفرح هو السيارة أو الزواج أو العمل أو المال. فلماذا يتغيّر مصدر فرحنا مع مرور العمر؟ كلما ننضج أكثر، كلما تتضح قيمة الأشياء الحقيقيّة. فندرك أن اللعبة ليس لها قيمة حقيقيّة، لكن عقلنا كان غير ناضج فكانت اللعبة مصدر فرحنا. وهكذا مع الأشياء الأخرى. أيضًا قد تكون الأمور التي تسبب لك الفرح الآن، لن تسعدك في المستقبل. فهل لا يوجد أساس ثابت للفرح؟ في الحقيقة، يوجد فرح ثابت لا يعتمد على المسرات المُتغيّرة. إن نضوج شخصيتك وحالتك الروحيّة هي كلمة السر. فكلما نضجت، كلما أدركت أن المسرات الأرضيّة لا تعطينا الفرح، ولكن تشبع لذة مؤقته. أما الفرح الحقيقيّ الذي لا يضاهيه شيء هو الفرح السماويّ، يُسمى فلسفيًّا الفرح الميتافزيقيّ، أي الذي لا يتوقف على أمور خارجيّة أو مسرات أرضيّة، ولكن نابع من الداخل من قلب الإنسان. فلا تتحكم فيه الأمور الخارجيّة. فمهما كانت ظروف حياتك سواء كنت فقير أو غنى، مريض أو بصحة جيدة، هذا لن يحكم فرحك. وهذه إحدى هبات الحياة الجديدة مع المسيح. لذلك قال المسيح: سَلاماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلامِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا إنجيل يوحنا 27: 14 فالمسيح يوضح أن السلام الذي تعطيه العلاقة مع الله مُختلف عن السلام الذي يعطيه العالم. فما تعطيه العلاقة مع الله لا يُنزع، ولا يتزعزع. لذلك يؤكد الكتاب المقدس على أننا يُمكن أن نعيش هذه الحالة طوال الوقت قائلًا: افْرَحُوا فِي الرَّبِّ دَائِماً، وَأَقُولُ أَيْضاً: افْرَحُوا. الرسالة إلى فيلبي 4: 4 فالله لم يخلق الإنسان ليصير عبدًا للمسرات الأرضيّة تتحكم فيه الظروف، ولكن فتح الله الباب للإنسان لكي يأخذ من الفرح الحقيقيّ الذي لا يعتمد على الأمور الماديّة، لكن يعتمد على دخولك إلى محضر الله. لذلك نجد التلاميذ يرنمون مسرورين وهم في السجن. ففرحهم وسرورهم لا يعتمد على الأمور الخارجيّة، ولكن نابع من علاقتهم مع الله، العلاقة الثابتة التي لا تتغير. وحتى الواقع يُخبرنا أن المسرات والأمور الأرضيّة لا تمنح الانسان السعادة التي يرنو لها. فنجد أشهر وأغنى الشخصيّات في العالم يموتون منتحرين من الحزن والاكتئاب. الآن، وفي كل يوم من حياتك، أمامك الاختيار إما أن تنتظر ملذات أرضيّة ليس لها قيمة من جهة إشباع فرحك، وإما أن تدخل إلى مخدعك وتصلي لإلهك، وترتوي من محبته وفرحه. فتعيش هذا الفرح الحقيقيّ الذي لا يُنزع. |
||||
08 - 05 - 2024, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 159690 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفرح الحقيقي لقد أفاد الأخ ليونارد، أنّ الطوباوي فرنسيس، الذي كان في كنيسة القدّيسة مريم، استدعى الأخ ليون، وقال له"" أخي ليون، أكتب". فأجاب: " ها أنذا مستعد". فقال: " أكتب، ما هو الفرح الحقيقي؟ رسول يأتي ويُفيد أنّ جميع معلّمي باريس قد انضموا إلى رهبنتنا. أكتب: ليس هذا هو الفرح الحقيقي. كذلك، لو جاءنا جميع أحبار ما وراء الجبال، من رؤساء الأساقفة، والأساقفة، وحتى لو جاءنا ملك فرنسا، وملك انكلترا، أكتب: ليس هذا هو الفرح الحقيقي. وكذلك، لو مضى إخوتي إلى غير المؤمنين، وردّوهم إلى الإيمان؛ ولو أتاني الله نعمة شفاء المرضى، ولو صنعت الكثير من العجائب، فاني أؤكّد لك أنّ كلّ ذلك ليس الفرح الحقيقي". " لكن، ما هو الفرح الحقيقي؟" " أكون عائدا من بيروجيا، في ليل دامس، وآتيا إلى هنا، في شتاء موحل، وقد جمّد البرد القارس قطرات من الماء تدّلت قطعا من جليد، من أهداب ثوبي، وأخذت ترتطم بساقيّ بلا انقطاع، إلى أن سال الدمّ من الجراح التي أحدثتها. وفيما أنا أعاني من الوحل والبرد والجليد، آتي إلى الباب، وأقرعه طويلا، وأنادي، فيأتي أخٌ ويسأل: " من الطارق؟" فأجيب:" أنا ألأخ فرنسيس". فيقول: " امض في سبيلك؛ فهذا ليس وقتا ملائما لتنقّل. ولن أدعك تدخل. وألح في الطلب، فيجيب مجدّدا: امض في سبيلك، فأنت مجرّد إنسان بسيط وغير متعلّم. وعلى أية حال، لا تعد إلينا مجدّدا؛ فانّ كثرة عددنا، وكفاءتنا، يعنياننا عنك". وانتصب من جديد، أمام الباب، وأقول: " حبا بالله، استقبلوني هذه الليلة". فيجيب: " لن أفعل ذلك، امض إلى الملجأ، علّهم يستقبلونك هناك". إنني أقول لك، إنني إن صبرت ولم اضطرب، ففي ذلك يكمن الفرح الحقيقي والفضيلة الحقّّة، وخلاص النفس". |
||||