![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 15941 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يتناسب الدين المسيحي مع العصر الحديث أم لا؟ وهل تتناسب تعاليمه مع العلم الحديث؟ مع توضيح مثال لذلك. مما لا شك فيه أن الدين المسيحي يتناسب مع العصر الحديث، كما يطابق غيره من العصور السابقة واللاحقة. فالدين المسيحي دين سماوي مبني على التعاليم السماوية وعلى دستور السماء الذي رتّبه رب الكائنات، القادر على كل شيء والعالِم بكل شيء. وبما أن الله لم يضع تعاليمه لعصر معين بل لكل العصور، فإن الدين المسيحي الذي يدعو إلى المحبة والإخاء والتسامح، هو دين كل العصور لا دين عصر معين فقط. ويقول الكتاب المقدس بهذا الصدد: "وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد" (إشعياء 40:8). ويقول أيضاً عن السيد المسيح الذي هو محور الكتاب المقدس لدى المسيحيين: "يسوع المسيح، هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 13:8). وهذا يعني أن السيد المسيح وتعاليمه ثابتان إلى الأبد. ويقول الكتاب المقدس أيضاً: "وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد وهذه هي الكلمة التي بُشِّرتم بها" (1بطرس 1:25). فكافة المراجع الكتابية تشير إلى أن الدين المسيحي هو دين كل العصور. والكتاب المقدس الذي هو كلام الله مليء بالتأكيدات التي لا يمكن حصرها. فكلامه وشرائعه وتعاليمه باقية وستبقى إلى الأبد. وكيف لا تدوم التعاليم التي تدعو إلى المحبة والإخاء والمسامحة والغفران والخلاص والفداء؟ فهل المحبة تختص بعصر معين دون سواه؟ لا شك أن تعاليم الديانة المسيحية يحتاجها الإنسان على مرّ العصور لا سيما في مثل هذا العصر الذي فترت فيه محبة الإنسان لأخيه الإنسان وتفشّت فيه روح الضغينة والانتقام. لو رجع الناس إلى تعاليم الإنجيل المقدس وساروا بموجبها لعمَّ السلام، وانتشر لواء المحبة بين البشر. لأن تعاليم السيد المسيح تدور حول المحبة. محبة الإنسان لله ومحبة الإنسان لأخيه الإنسان. فكيف لا يمكن لمثل هذه التعاليم السامية ألا تدوم؟ وكيف يمكن أن تنكر محبة الله للناس التي أظهرها بمجيء المسيح المخلص الذي أحب كل الناس ومات على الصليب لأجل خلاصهم من الشرّ والخطية؟ فتعاليم الدين المسيحي هي لكل العصور ويجدر بكل إنسان أن يتأملها ويسير بموجبها. أما فيما إذا كانت تعاليم الدين المسيحي تتوافق مع العلم الحديث وتؤيده نقول: "لا شك أن الدين المسيحي يتوافق مع العلم الحديث ولا ندري لماذا يعتقد البعض أن العلم والدين لا يتفقان. فالدين المسيحي مبني على كلمة الله، ونحن نعلم أن الله نفسه هو مبدع هذا الكون بما فيه علوم وفنون. فعندما نقول إن العلم والدين لا يتّفقان، فكأننا نقول بطريقة غير مباشرة إن الله يعرف أشياء دون الأخرى. وحاشا لله القادر على كل شيء والعليم بكل شيء أن يكون محدود المعرفة. ولكن ما يحدث أحياناً أن بعض الناس ينظرون إلى الكتاب المقدس ككتاب علمي ويتوقّعون أن يجدوا فيه بعض المعادلات الكيميائية، وأخبار الاكتشافات وغزو الفضاء وغيرها. وعندما لا يجدونها يعتقدون أن العلم والدين لا يتفقان وهذا خطأ. إذ أن الكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله، ويحدثنا عن خلق الله للعالم ومحبته له وعن فدائه للبشر بواسطة المسيح، ولم يقصد به أن يكون كتاباً علمياً يتحدث به الله عن الاكتشافات والاختراعات. فكل ما يفعله الإنسان بهذا الصدد، يفعله بواسطة عقله الذي منحه إياه الله والجدير بالذكر أن الكتاب المقدس يتكلم عن بعض الأمور العلمية، وأن مثل هذه الأمور مدوّنة فيه قبل أن يكتشفها البشر، ونقدم مثلاً بسيطاً وهو أن الإنسان لم يعرف أن الأرض كروية إلا منذ قرون معدودة، مع العلم أن الكتاب المقدس ذكر قبل أن تُكتشف نظرية الأرض، وذلك في سفر إشعياء: ".. الجالس على كرة الأرض" (إشعياء 40:22). ورغم أن الكتاب المقدس يتكلم عن بعض الأمور العلمية، علينا ألا ننظر إليه ككتاب علمي، وإنما ككتاب روحي يخبرنا عن الله وعمله في الخليقة، عن تعامله مع البشر بواسطة أنبيائه ورسله. وأخيراً عن محبته للعالم وفدائه للخطاة بواسطة المسيح المخلص الذي جاء إلى هذا العالم وقدم نفسه فداءً عن الخطاة على خشبة الخلاص. وهكذا، فإن الدين المسيحي المبني على كلمة الله المدوّنة في الكتاب المقدس لا يتعارض مع العلم الحديث بل يؤيّده، ويؤكد أن كل ما يتوصل إليه الإنسان من علوم واختراعات، إنما يفعل ذلك بواسطة عقله المبدع الذي منحه إياه الله القادر على كل شيء والعالِم بكل شيء. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15942 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا لقّب يوحنا المعمدان الفريسيين بأولاد الأفاعي؟ أليست هذه إهانة؟ ![]() ومعنى ذلك أن يوحنا أراد أن يلفت انتباه الفريسيين عندما جاءوا إليه ليعتمدوا منه، بأن مجرّد الاعتماد بالماء ليس كافياً إذا لم يقترن بالتوبة. وكأنه كان يوجه إليهم هذه الأسئلة: هل تبتم عن خطاياكم؟ أين ثمار توبتكم؟ وكانت نصيحته إليهم: "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة". إن النبي يوحنا لم يقصد إهانتهم أو التنديد بهم، بقدر ما أراد أن يصفهم على حقيقتهم، لكونهم لم يأتوا للحصول على المعمودية نتيجة إيمانهم، وإنما لاعتقادهم بأن المعمودية قد تبعد غضب الله عنهم، أي الغضب الآتي. إذ أنهم كانوا يعتدّون بأنفسهم معتقدين أن إبراهيم أبا المؤمنين محسوب لهم، وأن إيمان إبراهيم كافٍ لكل نسلهم، وأن اليهودي له رجاء في الحياة الأبدية بسبب إيمانه وبرّه، لا لبرّه هو أو إيمانه الشخصي. وعلى هذا الأساس، كوّن الفريسيون مجموعة كبيرة من التعاليم منها أن اليهود لهم نصيب في الحياة الأبدية بسبب إيمان إبراهيم. لذلك نلاحظ أن يوحنا حاول أن يبيّن أنه لا يمكن لهم أن يعيشوا على ذكريات الماضي بأن إبراهيم هو أبوهم، وأن الجيل الفاسد لا تخلّصه حسنات أجداده. لقد صوّر لهم الدينونة بأنها الفأس التي توضع على أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع أثماراً جيدة تُقطع وتلقى في النار، وهذا تشديد على أن كل شخص مسؤول أمام الله بالنسبة لإيمانه وأعماله. أما رأي السيد المسيح بالفريسيين فلم يكن يختلف عن رأي يوحنا المعمدان لأن المسيح لاحظ تمسّك الفريسيين بقشور الدين وإهمالهم الجوهر، لذلك حذّرهم بكلمات قاسية "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، لأنكم تأكون بيوت الأرامل ولعلّة تطيلون صلواتكم، لذلك تأخذون دينونة أعظم" (متى 23:14). وقد لقّبهم المسيح بالجهّال والعميان وشبّههم بالقبور المبيّضة التي تظهر من الخارج جميلة ومن الداخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة، وأنهم يظهرون للناس أبراراً ولكنهم من الداخل مشحونون رياءً وإثماً (متى 23:27-28). كما لقّبهم المسيح بأولاد الأفاعي وأولاد إبليس (متى 33:33). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15943 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يجب على المؤمن أن يعترف باستمرار ولمَن؟ إن الكثير من الخطايا التي نرتكبها يتكرّر. هذه نعترف بها لا مرّة واحدة وحسب بل كلّما ارتكبناها. لهذا فإن هناك حاجة إلى جردة اعتراف بالأمور العادية التي تتكرر مثل الترثرة والظن السيء والحكي على الآخرين والكذب والقَسَم والشتيمة والأكل والشرب من دون رقيب وطلب المديح وعدم حفظ الحواس. هذه يحددها المعترف وفق ما يراه مناسباً للمعترف: مرة في الشهر، أكثر أو أقل. وهناك الاعتراف بخطايا أكثر جسامة من سواها وأقل مألوفية مثل القتل والسرقة والزنى وشهادة الزور. هذه يعترف الساقط فيها في أقرب وقت ممكن منذ حدوثها. وبالخبرة تستبين الطريق للمعترف. فئة الخطايا العادية المتكررة قد تجعل المعرِّف يفرض على المعترف فروضاً خاصة إلى أن يحين موعد اعترافه بها. مثلاً قد يقول له إذا ظننت السوء بإنسان فاطلب السماح من الله فوراً واعمل خمس سجدات كبيرة وقل عشر مرات على المسبحة الرهبانية: أعِن يا رب الأخ الفلاني وارحمني. وإذا كان، مثلاً، قد دخل وإياه في خصام، فقد يقول له: اذهب إليه أو اتّصل به تلفونياً وقل له: سامحني لأني جرحتك، دون أن تبرّر نفسك أو تدخل معه في تفاصيل غير لازمة. أما لمَن يعترف فالمؤمن يعترف، عادياًـ للكاهن. هذا إذا توفّر. وإذا وُجد الإنسان في غربة فإنه يأخذ توجيهات كاهنه وفقاً للمكان والزمان والظروف التي يقيم فيها. وسائل الاتصال اليوم ميسرة. قد يستعين المعترف بالهاتف أو بالبريد الالكتروني. طبعاً الكاهن لا يعطي الحل عن الخطايا عن بُعد، ولكن إذا التزم المعترف بتوجيهات المعرِّف فإن صلاة المعترف عن نفسه طلباً لمسامحة الرب الإله له، من ناحية، وصلاة المعرِّف من أجله، من ناحية أخرى، تسد مسدّ الاعتراف والحل الرسميين إلى أن يلتقيا. إذ ذاك يكملان ما شرعا فيه عن بُعد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15944 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل تحرّم الكنيسة الخمرة؟ ![]() إذا كانت الكنيسة تحرّم الخمرة بصورة مطلقة، فهذا يعني إلغاء سر الشكر الذي فيه يتحوّل الخمر إلى دم الرب، والخبز إلى جسده الطاهر. لا بد للإجابة على السؤال أن نميّز في مسألة الخمرة بين الضرورة والسكر. على هذا الأساس، الكنيسة لا تمنع الخمرة عند الضرورة، لكنها لا تقبل بها بهدف السكر. فالخمرة هي عصير العنب، والكنيسة لا تحرّم العنب لكونه مادة مخلوقة. الكنيسة لا تمقت المادة في كل أشكالها. ولكنها تنبّه إلى كيفية استخدام كل شيء. والرسول بولس يقول: «كل شيء يحق لي، ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء يحق لي، ولكن لا يتسلط علي شيء». وتتألف الخمرة كعصير للعنب من نسبة من الكحول. والكنيسة – من هذا القبيل – ليست ضد الكحول. فالكحول تستخدم في ميدان الطب للتعقيم. كما وتُستخدم في العطور. كذلك تدخل الكحول في تركيبة عدد من العقاقير الطبية. ومن جديد، المشكلة ليست مع الكحول بل مع الإفراط والغلو. الكنيسة تميّز بين الشيء ومخاطره. الماء نفسه النافع للجسم، والضروري للحياة، إذا شربنا منه بكثرة، من شأنه أن يشكّل خطراً على حياتنا وأذى لجسمنا. ونجد في الكتاب المقدس في حادثة السامري الشفوق (لوقا34:10)، كيف أنه استخدم الخمرة والزيت من أجل شفاء المريض. كذلك فإن الرسول بولس يقول لولده تيموثاوس: «لأن قليلاً من الخمرة... نافع لمعدتك وأسقامك» (1تيمو23:5). ولا يخفى على أحد أن البلاد القطبية يعمد سكانها إلى الكحول من أجل تدفئة الجسم، الأمر الذي لا يحتاج إليه سكان المناطق الحارة. باختصار تميّز الكنيسة بين الخمر والسكر (لاويين9:10؛ قضاة4:13 و14:3). نحن في الكنيسة نمتنع عما يؤذي ويعرقل حياتنا وسويتنا ورصانتنا كأساس لحياتنا مع الرب (أمثال20:23). ويشدّد الرسول على ضرورة التمييز بين الخمر والسكر فيقول: «لا تسكروا بالخمر التي للخلاعة، بل امتلأوا بالروح» (أفسس18:5). ويقول سفر الأمثال: «... لأن الذي يترنّح بها ليس بحكيم» (أمثال1:20؛ وعبر15:2). فالكتاب المقدس يحرم السكير من دخول ملكوت المسيح (1كو10:6)، لا بل يمنع المسيحي من مخالطتهم (1كو11:5) الكتاب المقدس لا يقبل أن يكون المسيحي سكيراً (أمثال29:23-30؛ وأمثال31:23-32). وعند بطرس الرسول تقترن الخمرة بالدعارة (1بط3:4؛ و1تيمو8:3؛ ولاو19:10؛ ودانيال3:10 و5:1؛ وعدد3:6). الخمرة تسيء لمحتسيها وتُبعده عن الإيمان ومحبة الله، وتقوده إلى نسيان وصايا الله (أمثال4:31). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15945 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لباس المرأة اليوم هو إحدى مقومات أنوثتها المعاصرة. كيف ترى هذا اللباس وانسجامه مع الإيمان المسيحي خاصة وأن اللباس المعاصر يبرز الجانب الجسدي من الأنوثة حصراً على حساب الجوانب الأخرى؟ ![]() لكي يعكس اللباس إيمان المرأة أو الفتاة، فهذا يعني أن نلبس المسيح في حياتنا، في أفكارنا، في سلوكنا، وفي نوايانا. أن نلبس المسيح فهذا يعني في العمق أن تعابيرنا منه، وسلوكنا منه، وكل ما فينا منه، وهو يرضى عنه. أي أن يكون كل ما في الإنسان لائقاً ومرضياً للمسيح. بكلام آخر، أن يكون المسيح كل شي بالنسبة للإنسان، كما يقول الكتاب المقدس نفسه: "لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد". وهكذا، فأن تلبس الفتاة لباساً مُثيراً، فهذا يعني أنها لا تُرضي المسيح، بل شهواتها، لأن المسيح قال: الويل لمَن على أيديهم تأتي العثرات. الفتاة المعاصرة، تنشغل فوق حدود الوصف بمظهرها، وهذا الإفراط في العناية بالهندام والمظهر، ليس من الايمان، اليوم لا يستطيع المرء بسهولة أن يميز المؤمنة عن غير المؤمنة، المثقفة عن غير المثقفة، الفقيرة عن الغنية. الكل يتشابهن بالمظهر. والفتاة كما تقول الخبرة لا تستطيع أن تهمل مظهرها فهذا من سمات العصر الذي يستلهم الجسد كثيراً. السؤال الآن: كيف تلبس المؤمنة وغير المؤمنة؟ الجواب: الاثنان متشابهتان. وأية قيمة للايمان في ما ألبسه، وفي ما أحمله في نفسي من أفكار؟ هذا السؤال غير مطروح عند الفتاة المعاصرة، من هنا يسهل انتقادها. وعليه إذا كانت الفتاة شهوانية في لباسها، فهي حكماً تُغري الشباب وتُسيء إلى نقاوة نفوسهم وقلوبهم. عدم طهارة الشباب اليوم يرتبط إلى حد بعيد بنوعية السلوك واللباس الذي تقبله الفتاة وتتبناه. وفي رأيي أن اللواتي يقبلن على الثياب في هذا الزمان، يجهلن أن العيون تنظر إلى الأجساد المكشوفة لا إلى نفوس صاحباتها. الفتاة المتفننة في غوايتها ليس لها وجود سوى أنها موضوع مشتهى. ومن هي موضوع مشتهى، يأتي حين يمجها فيه القلب والعين معاً. باختصار، من غير المعقول أن لا تعي الفتاة أهمية لباسها. لكن المهم أن تكون أنيقة ومؤمنة، لا جميلة وعبدة. أنا لا أرضى أن تكون المؤمنة بدون أناقة، إلا أني لا أقبل أن تكون المؤمنة موضوع غواية واغراء. ليس الجمال عندي في الاغراء، وليست الأناقة في كشف الجسد. عزيزتي المؤمنة، لن يكون المسيح فيك، إذا كان الناظر إليك يهوي إلى جحيم الشهوات بسببك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15946 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يرى الكثيرون أن المسيحية أو بالأحرى الدين، بصورة عامة، هو "المعاملة" بين الناس فإن كان الإنسان لا يؤذي أحداً ويحب الخير لغيره يكون قد حقق غاية الدين بغض النظر عن التعقيدات الدينية من عقائد وأصوام وصلوات وطقوس... الخ. ما رأي المسيحية في هذا الموقف؟ ![]() الإنسان كائن مخلوق على صورة الله ومثاله. الصورة الإلهية للإنسان هي التي تميزه عن سائر المخلوقات المنظورة. الصورة الإلهية هي ما تجعل الإنسان فريداً وخلاقاً في خلقه وحياته ومصيره. هذا يعني أن الإنسان مخلوق مدعوٌ ليكون شريكاً لله في حياته، ليكون صديقاً لله. هذا لا يكون إلا بالاتحاد بالله. هذا الاتحاد يعني عودة الإنسان الذي سقط إلى الحظيرة الإلهية، وبالتالي صيرورته إنساناً كما أراده الخالق أن يكون. فالله خلق الإنسان لا ليكون غريباً عنه بل شريكاً له في حياته الإلهية. هذا هو هدف الحياة المسيحية: أن نصير "شركاء الطبيعة الإلهية" بحسب تعبير القديس بطرس الرسول (2بطرس4:1). المسيح أتى لخلاصنا من الخطيئة وليفتح لنا إمكانية الاتحاد بالله بواسطته. بسقوط الإنسان دخلت الخطيئة إلى العالم. فصار جميع الناس خطاة لأنهم تغرّبوا عن الله. وأجرة الخطيئة هي الموت. لهذا اجتاز الموت إلى جميع الناس كنتيجة حتمية لحالة الخطيئة التي نعيش فيها (رومية12:5). لهذا كان على المسيح أن يخلّصنا أولاً من حالة الخطيئة التي نولد فيها ونعيش فيها. فالخطيئة هي عدوّنا الأول. والخطيئة هي التغرب عن الله. المسيح صالَحنا مع الله. فصِرنا بالمسيح أولاد الله وأخوة ليسوع بالتبني. من هنا نفهم أن غاية المسيحية لم تكن "المعاملة الحسنة" بين الناس، ولا صنع بضعة أعمال خيرية، ولا إرضاء جملة من النواميس أو الفروض أو الشرائع أو الوصايا. عدونا الأول هو الخطيئة وحالة الخطيئة التي نعيش فيها، وليس المعاملة السيئة بين الناس أو سواها من السلبيات الاجتماعية. المعاملة الاجتماعية قد لا تعني شيئاً إذا بقيت الخطيئة وفعلها وإغراءاتها فينا. فيمكن للإنسان أن يطيع الفرائض المفروضة عليه (الدينية وسواها) ويكون قلبه، رغم ذلك، بعيداً عن الله. ففي مَثَل الفريسي والعشار (لوقا9:18-14) لم يتبرر الفريسي رغم أنه كان يحفظ الناموس، لكن قلبه كان بعيداً عن الله. هذا ما قاله الرب يسوع مستشهداً بأشعيا النبي القائل: "يا مراؤون، حسناً تنبأ عنكم أشعياء قائلاً: يقترب إلي هذا الشعب بفمه، ويكرّمني بشفتيه، وأما قلبه فمبتعد عني بعيداً" (متى7:15-8؛ أشعياء13:29). المعاملة الحسنة بين الناس لا تخلِّص الإنسان لأنها لا تطهّره من الخطيئة. الإنسان بقواه أو تقواه أو اجتهاده لا يمكنه أن يخلص من الخطيئة ما لم ينل نعمة المسيح المخلصة، ما لم يولد ثانية بالمسيح وفي المسيح إلى حياة جديدة. فمهما بدا إنسان اليوم مهذباً ومؤدّباً و"آدمياً" ومُحباً للخير، إلا أن هذه الأعمال والصفات لا تمنعه من ارتكاب الخطيئة أو من الاشتهاء أو من إيواء الأهواء فيه. وبالأصل هذه الأعمال الخيرية لا تجدّد فيه الصورة الإلهية المهشّمة بالخطيئة، ولا تلده إلى حياة جديدة، ولا تفتح له الطريق إلى الحق والحياة الأبدية. الكثير من غير المسيحيين يمارسون شكلاً من أشكال الصوم، إلا أن هذا الصوم لا يعني تخلّصهم من الخطيئة. لهذا قال الرب: "ليس ما يدخل الفم يُنجّس الإنسان، بل ما يخرج من الفم، هذا ينجس الإنسان" (متى11:15). فالصوم لا ينقّي القلب بحد ذاته، بالتالي قد يخرج الصائم من قلبه كل أنواع الشرور. ما يطهِّر القلب هي نعمة المسيح، وبالتالي تصون هذه النعمة قلب الصائم وعقله وفمه. الذين يعتقدون أن "الدين" هو المعاملة الحسنة بين الناس فحسب هم، مع الأسف، لا يفهمون معنى المسيحية، ويصنفونها كدين من جملة الأديان الأخرى. وهم لا يعلمون أن عدو الإنسان الأول والأخير هو الخطيئة، وبالتالي يخونون المسيحية بموقفهم هذا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15947 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح بلغة الكتاب المقدس ![]() "الفرح بالرب" v "جعلت الربَّ دائماً أمامَ عينيَّ, لأنه عن يَميني فلا أتزعزعُ. لذلكَ فَرِحَ قلبي وتهللَ لساني وجسدي أيضاً سيسكنُ على الرجاء" (سفر المزامير 8:15-9). v "إذا ساد الصدّيقون فَرِح الشعب وإذا تسلط الشرير يئِنُّ الشعب, من يحبُّ الحكمة يُفرح أباه ورفيق الزواني يبدد مالاً" (أمثال2:29-3). v "فيزيدك الربُّ إلهكَ خيراً في كل عمل يدك في ثمرة بطنك وثمرة بهائمكَ وثمرة أرضكَ, لأن الربَ يرجع ليفرح لك بالخير كما فرح لآبائك" (تث9:30). "مظاهر الفرح الخارجية" v "القلب الفرحان يجعل الوجه طَلِقاً" (أم 13:15). "الكلام الحلو هو فرح" v "الغم في قلب الرجل يحنيه والكلمة الطيّبة تفرّحهُ" (أم25:12). "الفرح الناتج عن التوبة" v "وإذا وجدهُ يضعهُ على منكبيه فَرِحاً ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم: افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضالَّ" (لو5:15-6). "تعبكم فرحٌ للعالم" v"الحقّ الحقَّ أقول لكم أنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح, أنتم ستحزنون ولكن حزنكم يتحوّل إلى فرح" (يو 16 :20). "الميلاد... فرح" v "فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً" (مت2:10). "القيامة... فرح" (الظهور بعد القيامة) v"ولمَّا قال هذا أراهم يديه وجنبهُ. ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو20:20). "الملكوت... فرح" v "فقال له: سيّدهُ نعماً أيها العبد الصالح والأمين كُنتَ أميناً في القليل فأقيمك على الكثير, ادخل إلى فرح سيدك" (مت21:25). "الدموع بالتوبة فرح" v"مشتاقاً أن أراك ذاكراً دموعك لكي أمتلئَ فرحاً. إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء" (2تي 4:1-5). "طوبى" v طوبى للذين يصنعون وصاياه... الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل تعالَ ومَن يعطش فليأتِ ومن يرد فليأخذ ماءَ حياةٍ مجاناً" (رؤ14:22-17). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15948 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الفرح بلغة الآباء القديسين ![]() v"المسيح هو الفرح... هو رجاؤنا... منه ينبع الفرح... فرح يجعلك إنساناً آخر إنه جنون روحي ولكن في المسيح... صوموا قدر ما تستطيعون... اصنعوا ما أمكنكم من السجدات وتمتعّوا بما تشاؤون من السهرانيات ولكن كونوا فرحين... امتلكوا فرح المسيح - إنه فرح يدوم إلى الأبد وبهجته روحية - إنه الفرح الذي يفوق كل فرح - إن المسيح يريد ويُسرُّ في أن يتعمَّم الفرح وأن يغتني المؤمنون به. أتمنى "أن يكون فرحكم كاملاً" (1يو4:1). كلمات الشيخ بورفيريوس الرائي( رقد 2ك1 1991) أبٌ روحي وصانع عجائب ومستنير لذلك «دعي الرائي: يكشف له الله أمر خفية» v "مسحة الفرح التي يتسمبها وجه الراهب تُفرِّح جماعة الأخوة". (نصائح للقديس هيبريشيوس الكاهن / القرن الرابع) v "يالفرح الملائكة حينما يرون خاطئاً يدخل ملكوت السموات بتوبته! ويا لبهجة القديسين حينما يجدون خاطئاً يرتد عن ضلاله! فبعد أن تقتدي بإيمانهم, اطلب باجتهادالبهجة التي تتبع ذلك". (نصائح للقديس هيبريشيوس الكاهن / القرن الرابع) v "لا تكن صديقاً لمحب الضحك والذي يؤثر أن يهتكَ الناس, لأنه يقودك إلى اعتياد الاسترخاء, لا تُظهر بشاشة في وجه المنحلّ في سيرته وتحفّظ من أن تبغضه". (القديس اسحق السرياني) v "من يتصور ومَن يمكنه أن يستقصي فرح القديسين الذي لا يوصف والسرور الذي لا يُعبَّر عنه والنور الذي لا يمكن تصوُّره؟ كيف يكشف الله لهم – أثناء وجودهم هنا- أسراره العجيبة المجيدة والمجد والانتعاش الذي ينتظرهم ويحوّل ذهنهم عن هذا العالم ويرون أنفسهم دائماً في السماء مع المسيح والملائكة؟ لا يُضايقهم جوعٌ ولا عطشٌ ولا أي شيءٍ أرضيّ آخر لأنهم قد تحرّروا من كل الذنوب والأهواء والخطايا الموجودة في هذه الحياة وأقول - من ناحية أخرى - كلمة الكتاب "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً" (مت21:6), والذي بلغ إلى هذه الأمور يعرف ما الذي يسمعه. (الشيخ برصنوفيوس - القرن السادس - نسك مجمع الأب سيرودس في ضواحي غزة في فلسطين) v سأل أخ أبيه الروحي: "إذا هاجمتني أفكار يتعبني الخوف؟ ماذا أفعل؟ فقال له الأب: "إذا خرج جندي الملك إلى الحرب, فكلما أصابه الأعداء وجرحوه ينهض مسرعاً ويقاتلهم مرات عديدة, والملك لا يغضب لأنهم جرحوه طالما أنه لم يهرب من الحرب بل بالحري يفرح لأنه قبل الجراح في قتاله ضد أعداء سيده. لذلك أنت فكلما هجمت عليك الأفكار انتصب بالحري لمقاومتها". (راهب في البرية) v "بشكلٍ عام لا تظهري متفرّدة عن الآخرين متميّزة عنهم, أبْدي للجميع تهذيباً وبشراً وفرحاً كالمعتاد, لكن أَمسِكي عن القهقهة والعَبثوسائر أنواع الكلام البطّال. فالمرء يمكنه أن يتحلى بالتهذيب والفرح وأن يحظى بمحبة الناس من غير هذه الأمور, لا تعبَسي أبداً فالمخلّص عندما دعا الصّائمين إلى الابتسام والادّهان بالزيت وغسل الوجه كان يعني ألاّ يعبسوا في وجه الناس, فليمنحك الربّ استنارة!". (القديس ثيوفان الحبيس / 1815- 1894/ روسيا راهبُ وأسقفٌ ثم متوحد لمدة 25 عاماً. يعتبر من عظماء الآباء القديسين الذين لمعوا في بلاد روسيا في القرن التاسع عشر. والكلام موجّه إلى ابنته الروحية كجواب على سؤال) v حالما يبدأ الطفل أن يعرف أباه يمتلئ فرحاً بجملته. ولكن إذا غاب أبوه عنه سياسة منه برهة من الزمن ثم حضر إليه يمتلئ الصبيفرحاً وحزناً معاً. أما الفرح فلأنه شاهد من اشتاق إليه وأما الحزن فلأنه حُرم حلاوة هذا الوصال الجميل خلال تلك البرهة من الزمن. والأم أيضاً تحتجب عن طفلها فإذا رأته يطلبها متوجعاً تفرح معلّمة إياه بذلك أن يلازمها دائماً وأن يضرم حبه لها إضراماً شديداً. وقد قال الرب: "من له أذنان للسمع فليسمع" (مت15:11). (القديس يوحنا السلّمي /السلّم إلى الله/ أواخر القرن السادس - تعيد له الكنيسة في 30 آذار) v "كل من انتصر على الآلام, قد انتصرعلى الحزن وكل من يُهزَم من الأهواء لا يمكنه أن يهرب من قيود الحزن. وكما يُعرَف المريض من لون بشرته هكذا من سيطرت عليه الأهواء يُميَّز من الحزن – كلُّ من يحب العالم من المستحيل أن لا يحزن وكلُّ من ينبذه يكون دائماً فرحاً". (القديس سيرافيم ساروفسكي - قديس روسي توفي في عام 1833م) v "إن ملكوت الله موجود في داخلنا الآن وينيرنا خارجياً ويدفئنا ويملأ الهواء المحيط بنا بكل أنواع الطيوب ويسعد حواسَّنا بالسرور السماوي ويملأ قلوبنا بفرح لا يعبَّرُ عنه وعن الحالة التي نحن فيها الآن يقول الرسول بولس: "ملكوت الله ليس طعاماً أو شراباً ولكن برّاً وسلاماً وفرحاً بالروح" ( رو17:14). (القديس سيرافيم ساروفسكي) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15949 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() اتضاع عجيب من الخالق ![]() وبينما الرب يسوع يقف في اتضاع عجيب أمام يوحنا المعمدان في نهر الأردن ليعتمد منه.. أعلن الله ليوحنا عن الذي سيعمده إذ هو الابن الكلمة المتجسد.. فشهد يوحنا المعمدان قائلًا: "أنا أعمدكم بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست مستحق أن أحل سيور حذائه.. هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم اتضاع المخلص عجيب أمام يوحنا المعمدان اتضاع عجيب من الخالق أمام المخلوق درس من الدروس المستفاده فى الاتضاع ونتعلم من قبل يوحنا المعمدان إظهار اتضاعه أمام الخالق حمل الله المخلص سؤال أنتعلم من اتضاع الخالق حمل الله أو نتعلم من قبل يوحنا المعمدان الاتضاع و الاتضاع سمه من سمات السمائين الاتضاع هو الأساس الذي تبنى عليه جميع الفضائل. وهو السور الذي يحمي جميع الفضائل وجميع المواهب. إن كل فضيلة خالية من الاتضاع، عرضة أن يختطفها شيطان المجد الباطل، ويبددها الزهو والفخر والإعجاب بالنفس. نتعلم من المخلص الاتضاع . قادر رب المجد يعطينا فضيلة الاتضاع عيد غطاس مجيد اذكروني فى صلواتكم ابونا روفائيل حليم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 15950 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إيماننا الحي - إعادة فحص، المعنى الأول،معنى المخافة وتخصيصها ليهوه كنتيجة للإيمان الجزء الثالث عشر
![]() إيماننا الحي - إعادة فحص مفهوم الإيمان الصحيح وكيف نعيشه المعنى الأول للإيمان في الكتاب المقدس + الثقة - בָטָח - Πιστεύω +
تابع 2 – الثقة والإيمان بالله: [bâṭach – בּטַח]
(معنى الكلمة - المخافة - وتخصيصها ليهوه كنتيجة للإيمان) في الحقيقة لو عدنا للآية التي ذكرناها في الأمثال (بدء الحكمة مخافة الرب יִרְאַ֣ת יְהוָ֑ה ومعرفة القدوس فهم) نجد أن المخافة هنا تلازمها وترتبط بها كلمة יְהוָ֑ה (يهوه) فتُرجمت مخافة الرب، أي المخافة المختصة بيهوه ولا يشترك معه فيها أحد إطلاقاً، وهذا يعني أنها ليست بالمخافة العادية، بل مخافة مُحدده تخص الرب الإله وحده، لذلك دائماً ما ترتبط بالحكمة والفطنة والعدل واستقامة الحياة والابتعاد عن الشرّ، لذلك الذي ليس عنده مخافة الرب الإله في قلبه، فأنه يعبث ويحيا في الشرّ بإهمال وسهولة تامة ، وهذا يدل على عدم الإيمان والثقة في شخصه العظيم القدوس، لأن المخافة تولِّد الإيمان الحي وتحفظ الحياة مستقيمة في البرّ، أي برّ الإيمان، لأن التقوى تُلازم الإيمان الحقيقي ولا تنفصل عنه قط: + ورأى إسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين، فخاف الشعب الرب (وقره وهابه = التقوى) (والنتيجة) وآمنوا بالرب وبعبده موسى. (خروج 14: 31)عموماً معنى الكلمة العبري بالنسبة لاختصاصها بيهوه יראת = fear of God, respect, reverence, piety، وهي تعني [الاحترام، التقديس، التقوى، الورعٍ، المهابة]، وأيضاً تحمل معنى مهم وهو awesome الذي يعني بالنسبة للتقوى: شيء مدهش مهيب أو رائع أو بديع، وللكلمة الإنجليزية الأخيرة معاني أخرى لكنها لا تختص بموضوع التقوى هنا، لأنه ينبغي علينا – كما سبق وشرحنا – أن ننظر للقرينة داخل النص نفسه قبل أن نضع أي ترجمة للكلمات لكي نفهم القصد الإلهي بكل دقة وتدقيق، لأن المعنى هنا يختلف عن معنى الخوف الذي وقع على موسى عندما تكلم الله معه من خلال العُليقة: (خروج 3: 6) فالخوف هنا – في حالة موسى النبي – مرتبط بالموت وهو حالة مؤقتة غير مستمرة، أي الخوف من الموت عند رؤية عظيمة فائقة لا يحتملها الإنسان حسب طبيعة ضعفه، والتي متى انتهت يُرفع هذا الخوف المؤقت، مع ملاحظة أنه بالرغم من انه خوف من الموت لكنه يحمل أيضاً (في نفس ذات الوقت) نوع من أنواع المهابة الشديدة والورع، لأن ظهور الرب نفسه يحمل مهابة خاصة مرتبطة بمجده وبره الخاص وقداسة ذاته المُشعة التي تنعكس على الرائي، لأنه في مواجهة شخصية مع ما هو أعظم بما لا يُقاس من كل مجد عرفه الإنسان أو رآه في الخليقة كلها، لذلك في موقف موسى أمام العليقة مكتوب: لذلك لا يستطيع أحد أن لا يرتعد ويهاب الموقف نفسه ويهابه جداً مهما ما كان نوع قلبه سواء كان باراً تقياً أم شريراً أو حتى كان ملاكاً أو حتى إنسان مملوء من كل قسوة، لأن كل واحد في تلك الحالة حسب حالته سيقع عليه مخافة الله، يا اما للمسرة مع مهابة قوية شديدة واحترام فائق الذي يصل للسجود والانطراح على الوجه من شدة عظمة مجد البهاء الإلهي الفائق، أو للدينونة مع خوف مرعب، مع أن ظهور الله واحد للجميع أي أنه لن يظهر بمظهر مختلف، مثلاً بظهور علامات غضب أو علامات هدوء مثل الإنسان، بل الظهور دائماً ما يكون حسب طبيعته الصالحة المُنيرة الفائقة للغايةَ، لكن المشكلة ليست عند الله على وجه الإطلاق بل في الرائي نفسه من جهة هل انه مؤمن بار وقلبه مملوء من كل تقوى، أم أنه غير مؤمن وقلبه شرير ويحيا في حالة قُبح الخطية المشوه للنفس ومُدمر كل صلاح إلهي فيها فيُصيبها بالتحجر وقساوة القلب، مع أن عند رؤية الله – عموماً – والإنسان لا زال في الجسد اللحمي هذا، فأنه سيسقط (طبيعياً) على وجهه منطرحاً أمامه (مهما ما كان باراً وتقي جداً) لأن من هوَّ الذي يحتمل هذا المجد الفائق للطبيعة والذي يشع بالقداسة الفائقة للغاية والتي لا يقدر أن يستوعبها أحدٌ قط من كل الخليقة سواء ملائكة أو بشر.+ فَلَمَّا رَأَى الرَّبُّ أَنَّهُ مَالَ لِيَنْظُرَ، نَادَاهُ اللهُ مِنْ وَسَطِ الْعُلَّيْقَةِ وَقَالَ: «مُوسَى، مُوسَى». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «لاَ تَقْتَرِبْ إِلَى هَهُنَا. اخْلَعْ حِذَاءَكَ مِنْ رِجْلَيْكَ لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ»، ثُمَّ قَالَ: «أَنَا إِلَهُ أَبِيكَ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ». فَغَطَّى مُوسَى وَجْهَهُ لأَنَّهُ خَافَ יָרֵ֔א أَنْ يَنْظُرَ إِلَى اللهِ. (خروج 3: 4 – 5) + رَأَيْتُ السَّيِّدَ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ عَالٍ وَمُرْتَفِعٍ وَأَذْيَالُهُ تَمْلَأُ الْهَيْكَلَ. السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. وَهَذَا نَادَى ذَاكَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». فَاهْتَزَّتْ أَسَاسَاتُ الْعَتَبِ مِنْ صَوْتِ الصَّارِخِ وَامْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَاناً. فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ. وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ». (أشعياء 6: 1 – 7)ومن خلال الشرح البسيط السابق وكلامنا عن الإيمان أصبح الآن وفي منتهى السهولة من خلال الآيات الأخيرة السابقة، نستطيع أن نربط – بوضوح دون أدنى لَبس – بين الإيمان والتقوى، وبين التقوى والمجد والتسبيح وإكرام الله في القلب واحترامه وتبجيله، والشهادة له باستقامة المسيرة في الطريق الروحي، لأن الإيمان والتقوى مترابطان بشكل وثيق للغاية – كما تم توضيحه سابقاً – وصعب وجود أحدهما بدون الآخر، فيستحيل يوجد إيمان حقيقي صادق حي بلا تقوى، ولا تقوى حقيقية بلا إيمان حي عامل بالمحبة التي تظهر في حفظ الوصية التي تحمل في باطنها قوتها، لأنه كيف لشخص آمن بالله وحُسب إيمانه براً وهو بلا تقوى، أو إنسان تقي يهاب الله ويحترمه للغاية وهو غير مؤمن به من الأساس، أو شخص يحيا بالإيمان والتقوى ويعبث ويلهو في حياة الخطية عن قصد وتدبير بكل عناد قلب وإصرار أن يُتممها (وبالطبع هذا يختلف عن واحد ساقط عن ضعف لا يقوى ان يغلب الخطية لأنه لم ينال نعمة من الله بعد ونال لمسة الشفاء)، وعلينا أن نقف وقفة لنعود ونذكر الآية التي ذكرناها سابقاً لأنها في منتهى الأهمية القصوى وهي كالآتي: + رأس الحكمة مخافة الله، أنها تولدت في الرحم مع المؤمنين، وجعلت عشها بين الناس مدى الدهر، وستسلم نفسها إلى ذريتهم. (سيراخ 1: 16)فالإنسان الذي يؤمن بالمسيح الرب ففوراً وبتلقائية شديدة تتولد التقوى في أعماقه فور إيمانه بكونه رأي المجد البهي الذي لله الحي، فصارت التقوى تُعشش في داخله، أي تسكن وتتأصل في أعماقه، وتبدأ كبذرة تُزرع في قلبه وتنبت وتثمر أن اعتنى بها ونماها بانتباهه لعمل الله وحرصة على العمل بوصاياه واستمر ثابتاً ساهراً مُصلياً في مخدعه حريصاً أن يقرأ كلمة الحياة بانتباه وتدقيق ليحيا بها، لأن الصلاة ترفع القلب لله القدوس الحي، وحينما يُشرق الله بنور القداسة – حسب طبيعته – ويفتح عين الإنسان الداخلية على بهاء مجده الخاص فيزداد مهابة وتوقير للإله القدوس، وبالتالي تدخل الكلمة الإلهية أعماق قلبه وتخترق نفسه، فتطهره وتجعل قلبه أكثر نقاوة ليزداد اقتراباً من عرش مجد الله الحي، ويدخل في الشركة الإلهية مع جميع القديسين في النور، وبذلك يصير الإيمان هنا حياً فعالاً، يأصل الإنسان في الله ويثبته في الحق والبرّ ويزيده محبة، فيستطيع ان يُسبح الله ويمجده ويشكره فعلياً طول أيام حياته فينطبق عليه القول: ولكنه ثبت في خوف الله شاكراً له طول أيام حياته. + اما انا فبكثرة رحمتك ادخل بيتك اسجد في هيكل قدسك بخوفك = (أَمَّا أَنَا فَبِفَضْلِ رَحْمَتِكَ الْعَظِيمَةِ أَدْخُلُ بَيْتَكَ أَسْجُدُ فِي خُشُوعٍ وَرِعْدَةٍ فِي هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ). (مزمور 5: 7)ولذلك نجد أن الكنيسة استلمت – بإحساس مرهف مقدس بإلهام الروح القدس – هذا السرّ العظيم الذي للتقوى، ووضعت نداءات خاصه (بالتقوى) مستمرة في داخل الطقس الكنسي يُنادي بها الشماس أعضاء جسد المسيح قائلاً: + قفوا بخوفٍ من الله (تقوى = مهابة وورع) لسماع الإنجيل المقدس أو قفوا بخوف الله وأنصتوا (بحكمة) لسماع الإنجيل المقدس، فصل من بشارة معلمنا.. الخ - [رفع بخور عشية وباكر وقداس الكلمة (الموعوظين)]وبعد قراءة الإنجيل في عشية أو باكر يقول المرتلون المرد التالي: + فلنسجد (سجود التقوى وهو يأتي عادة بعد سماع الإنجيل بتقوى) لمخلصنا محب البشر الصالح لأنه تراءف علينا وأتى وخلصنا، مبارك الآب والابن والروح القدس الثالوث الكامل نسجد له ونُمجده.وفي التقديس على الخبز والخمر يقول الشماس: + اسجدوا لله بخوف ورعدة؛ ورد الشعب: نسبحك، نباركك، نخدمك، نسجدُ لك - القداس الباسيليولنلاحظ دائماً أن سجود التقوى يصحبه دائماً التسبيح والبركة والخدمة، فكل هذه العمال تصاحب التقوى الذي منبعها الإيمان الصادق. وفي القداس الأغريغوري يقول الشماس في صلاة الصلح: قبلوا بعضكم بعضاً بقبلة مقدسة. يا رب ارحم، يا رب ارحم، يا رب ارحم، نعم يا رب الذي هو يسوع المسيح ابن الله اسمعنا وارحمنا. تقدموا على هذا الرسم. قفوا برعدة وإلى الشرق انظروا. لنقف حسناً. لنقف بتقوى. لنقف باتصال. لنقف بسلام. لنقف بخوف الله ورعدة وخشوع.عموماً نجد أن التقوى لا تتوقف عند الشخص الحي بالإيمان وتسكن فيه فقط، بل تمتد لمن حوله وبخاصة الأشخاص المسئول عنهم سواء كانوا أولاده أو من يخدمهم (وستسلم نفسها إلى ذريتهم)، وهذا نجد ملامحه في الكتاب المقدس من جهة التسليم، مثل شعب إسرائيل كان ينبغي ان يسلموا أولادهم معرفة الله الحقيقية ويسردوا عليهم الأحداث الخلاصية التي صنعها معهم بمجدٍ عظيم، وأيضاً نجد هذا الأمر واضح في العهد الجديد: + إِذْ أتَذَكَّرُ الإِيمَانَ الْعَدِيمَ الرِّيَاءِ الَّذِي فِيكَ، الَّذِي سَكَنَ اوَّلاً فِي جَدَّتِكَ لَوْئِيسَ وَأُمِّكَ افْنِيكِي، وَلَكِنِّي مُوقِنٌ انَّهُ فِيكَ ايْضاً. (2تيموثاوس 1: 5) |
||||