منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 05 - 2024, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 159461 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يّومي الأحد (يو 20: 19- 31)

يستمر كاتب الإنجيل الرابع في سرد أحداث قيامة يسوع الرّبّ وبعد أنّ إكتشفا التلميذيّن بُناء على كلام المجدليّة لما رأته، بطرس والتلميذ الّذي أحبّه الرّبّ، يروي ظهور الرّبّ للمجدليّة (راج يو 20: 11- 18). يروي لنا هذا المقطع الّذي ينقسم إلى جزئين؛ الأول وهو ظهور القائم للتلاميذ بدون توما، والثاني ظهوره في حضور توما.

1.2 الأحد الأوّل (يو 20: 19- 25)

- صوت القائم

يروي الإنجيلي حدث مُعاش بالنسبة له وهذا ما يؤكده الكاتب بنهاية المقطع (20: 31). يتذكر الإنجيلي اليّوم وهو الأحد والوقت وهو المساء لذات اليّوم الّذي تبعا خطوات التلميذين خطوات المجدليّة أي يّوم الأحد، يّوم قيامة السيّد الرّبّ من بين الأموات قائلاً: «وفي مَساءِ ذلك اليَومِ، يومِ الأحد، كانَ التَّلاميذُ في دارٍ أُغْلِقَتْ أَبوابُها خَوفاً مِنَ اليَهود، فجاءَ يسوعُ ووَقَفَ بَينَهم وقالَ لَهم: "السَّلامُ علَيكم!"» (يو 20: 19). في المرحلة الأوّلى، يشير الإنجيلي بحضور يسوع في الوسط، وواقفًا يتجلي القائم بجسده الـمُمجد الّذي يتحاور وينظر بعينيه بأعيّن تلاميذه في لقائه الأوّل بعد عبوره الآلام والموت والقيامة في حضور التلاميذ العشر، بدون يهوذا الإسخريوطي وتوما. وفي اللقاء الأوّل يلقي بتحيته المسيّانيّة "السَّلامُ علَيكم!"، الّتي تنزع كل خوفهم وإنغلاقهم.

- جراح القائم

في مرحلة ثانيّة، في حوار يسوع يجذب حاستيّ البصر والسمع من خلال القول والفعل: «قالَ ذلك، وأَراهم يَدَيهِ وجَنبَه» (يو 20: 20أ). لماذا ألحّ القائم على رؤية تلاميذه جراحه؟ للتأكيد بأنه هو الّذي تألم ومات مصلوبًا وهو الحيّ القائم أمامهم، فهو الّذي عبر مسيرة الألم وتكللّت بقيامته. ثمّ نجد التغيير في رد فعل التلاميذ: «ففَرِحَ التَّلاميذُ لِمُشاهَدَتِهمِ الرَّبّ» (يو 20: 20ب).

- إستكمال الحوار

الكلمة الأخيرة، في إستكمال الحوار بين القائم والتلاميذ، هي للقائم إذ يعلن الإنجيليّ : «فقالَ لَهم ثانِيَةً: "السَّلامُ علَيكم! [...] وقالَ لَهم: "خُذوا الرُّوحَ القُدُس. مَن غَفَرتُم لَهم خَطاياهم تُغفَرُ لَهم، ومَن أَمسَكتُم عليهمِ الغُفْران يُمسَكُ علَيهم"» (يو 20: 21- 23). السّلام للمرة الثانيّة هي عطية القائم المجانيّة بالإضافة إلى مشاركتهم في سلطانه وهو الحِلّ أي توسيطهم بنوال الغفران الإلهي من خلال سرّ المصالحة وإعلان التوبة. كل هذا في غياب توما عن اللقاء الأوّل للقائم مع تلاميذه (راج يو 20: 24- 25).

2.2 الأحد الثاني (يو 20: 26- 31)

ينتهي إسبوعًا كاملاً ويتنعم التلاميذ بالفرح والسَّلام لرؤية القائم ومن جديد: «وبَعدَ ثَمانِيةِ أَيَّامٍ [أي يّوم الأحد] كانَ التَّلاميذُ في البَيتِ مَرَّةً أُخْرى، وكانَ توما معَهم. فجاءَ يسوعُ والأبوابُ مُغلَقَة، فوَقَفَ بَينَهم وقال: "السَّلامُ علَيكم"!»(يو 20: 26). لمّ يتغير مكان وقف القائم ولا تحيته بالسَّلام. فهو ثابت كأمانته ليستعيد تلاميذه الّذين سيتولون إعلان الخبر السّار في كل أنحاء العالم. وهنا نتعرف على قمة رحمة القائم حيث يدعو توما للتحقق من علامات قيامته: «هَاتِ إِصبَعَكَ إِلى هُنا فَانظُرْ يَدَيَّ، وهاتِ يَدَكَ فضَعْها في جَنْبي، ولا تكُنْ غَيرَ مُؤمِنٍ بل كُنْ مُؤمِناً» (يو 20: 27). الإيمان هو علامة رحمة الله لا يسمع القائم أو يراه فقط بل يدعوه ليلمسه. وهنا حاسة اللمسّ هي دعوة القائم ليستعيد علاقته بتوما القائل للوهلة الأوّلى: «رَبِّي وإِلهي!» (يو 20: 28). هذا هو سرّ مرافقة القائم لضعف إيماننا البشري. فكلاً منا يحمل بداخله اللإيمان الّذي عبّر عنه توما.
 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:12 PM   رقم المشاركة : ( 159462 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يّوم الرّبّ فيما بين العهديّن فهو بحسب كاتب سفر المزامير 117 (118) يّوم التهليل والتسبيح لأنّ خلاص الرّبّ وإنتصاره. ولم يصير السبت هو يّوم الرّبّ بل الأحد والسبب هو إنتصار يسوع على الموت وقيامته في يّوم الأحد. أمّا المقطع بحسب إنجيل يوحنّا (20: 19- 31)، فهو يُذكرنا باليّوم المهيب الّذي غيَّر مجرى البشريّة رأسًا على عقب وهو يّوم قيامة الرّبّ، يّوم الأحد، وهو يّوم اللقاء الأوّل للقائم بتلاميذه بدون توما ثمّ بعد أسبوع يلتقيهم ثانيّة بحضور توما الّذي تدرّج في علاقته بالرّبّ وعَبَرَ من اللإيمان إلى الإعتراف بربوبيّة وألوهيّة القائم في حضور التلاميذ. لازال في كل يّوم أحد هو يّوم إحتفالنا بقيامة الرّبّ بالذبيحة الإلهيّة وتذّكر خلّاصه وإنتصاره على الموت والألم والشرّ. دُمتم في مسيرة لقاء مع القائم كلّ يّوم أحد وكلّ أيام حياتنا.
 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 159463 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



"مجدُ القائم" بين كاتبّ سفر المزامير والإنجيل الرابع





مُقدّمة



المسيح قام، بعد عبور المتألم والمائت الموت الجسديّ وتوقفنا ككنيسة للتأمل ومعايشة سرّ الحبّ الإلهي من خلال الثلاثيّة الفصحيّة. ها نحن ككنيسة نحتفل في أحد قيامة الابن الإلهي، حيث نكتسيّ كعروس القائم بلُباس العُرس، والّذي يهديّنا إياه القائم كعربون حبه. وها نحن مع شاهد العيّان، الّذي هو بمثابة أحد التلاميذ الأوائل بحسب رواية كاتب الإنجيل الرابع (راج يو 1: 35- 39). حيث يسترجع نشيد التهليل لكاتب سفر المزامير الّذي سنتأمله في مقالنا هذا كمرحلة أوّلى من العهد الأوّل من خلال مزمور 117 (118) والّذي يدعونا فيه الكاتب إعلان الفرح والتسبيح بالرّبّ والسبب هو أعمال يمينه القديرة الّتي غيّرت وجه البشريّة. وفي مرحلة ثانيّة سنتأمل تكليل مسيرة تلميذ وهو يوحنّا، وهو الّذي تتبع معلمه في السنين الثلاث الأخيرة من حياته وعاش معه دراما اليوم الأخير من حياته. فهو يعلن لنا بحسب البشارة الّتي تستند إليه (يو 20: 1- 10) ليس عما سمعه بل عما إختبره ولازالت خبرته تبثّ فيه ملء الحياة الّتي إستلمها من القائم بمجانيّة. نهدف من خلال هذا المقال بأنّ نعيش خبرتنا أمام المسيح الّذي قام من بين الأموات من أجل خلّاصنا.



1. التهليل لقدرة الرّبّ (مز 118: 1. 19- 27)



ينتمي هذا المزمور 117 (118)، إلى مزامير التسبيح. لذّا يفتتح كاتب المزامير بدعوتنا كمؤمنيّن بالحمد والتسبيح للرّبّ والسبب مزدوج يعلنه مُهللاً: «اْحمَدوا الرَّبَّ لأنه صالِح لانَّ للأبد رَحمَتَه» (مز 118: 1). ويضع على لسّان المسيّا المستقبليّ، وهنا يستبق أحداث قيامة مسيح الرّبّ، بعض الآيات الّتي سنقرأها معًا بعد أنّ يُتممّ مشيئة الرّبّ، كلمات التهليل داعيًا إيانا بفتح أبواب البرّ: «إِفتَحوا لي أَبوابَ البِرّ فأَدخُلَ وأَحمَدَ الرَّبّ [...] أَحمَدكَ لأنَّكَ أَحبَبتَني وخَلاصًا كُنتَ لي. الحَجَرُ الَّذي رَذَلَه البَنَّاؤون قد صارَ رأسَ الزَّاوِيَة» (مز 118: 19- 22). يحمد المسيّا الرّبّ لأنّه هو محبوب الرّبّ وصار له خلاصًا وقت الضيق. وكما تأملنا كيف أنّ رفض البشريين لمسيح الرّبّ من خلال أناشيد عبد الرّبّ (راج أش 42- 53)، وهذا الرفض صار أساسًا في إظهار العمل الإلهي لأن الرّبّ هو الّذي أرسله وهو الّذي دعاه لُيتممّ إرادته الخلاصيّة، فيصير رأسًا ليقود عروسه المختارة نحو الملء.



في ختام المزمور يدعونا الكاتب بالإبتهاج: «هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه. إِمنَحِ الخَلاصَ يا رَبُّ اْمنَحْ إِمنحِ النَّصرَ يا رَبُّ اْمنَحْ. تَبارَكَ الآتي باْسمِ الرَّبِّ نُبارِكُكم مِن بَيتِ الرَّبِّ. الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا» (مز 118: 24- 27).الإبتهاج هو تعبير عن الفرح الّذي يمنحه لنا الرّبّ من خلال أعماله الخلّاصيّة. ما علينا سوى مباركة الرّب لأنّه من خلال أعمال يمينه القديره يحمل لحياتنا النور والفرح والتهيليل. هذا هو مصير مَن يقبل أعمال الرّبّ في حياته، فهو قادر أنّ يقلب الموازيّن رأسًا على عقبْ، لُينير قلوبنا وحياتنا ويحملنا كعروس لملء النور كما سنرى في نص العهد الثاني.



2. خطوة العروس الأوّلى (يو 20: 1- 2)



على ضوء كلمات كاتب سفر المزامير (118) الّذي يحملنا للتهليل سنقرأ الآيات الأوّلى والّتي يسردها التلميذ الّذي أحبّه يسوع (يو 20: 1-10). هذا المقطع الإنجيليّ لهذا اليّوم الفصحيّ، هو بمثابة إعلان لبدء حياة الكنيسة: «وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّماً، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر» (يو 20: 1). هذه الكنيسة عروس القائم، الّتي بدأت مُتمثلة في مريم المجدليّة، الّتي بمفردها ذهبت في صباح اليّوم الأوّل، الأحد، إلى قبر عريس نفسها، وإذ بالمفاجأة الغير متوقعة فقد وجدت إزالة الحجر عنه! تحمل خطوة المجدليّة الأوّلى الـمُسرعة بُشرى وفرحة لتُعلن للتلاميذ الحقيقةً الخارقة، وهي القبر الفارغ، بالرغم من إنّها لمّ تفهمها بالكامل بعد: «أَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: "أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه"» (يو 20: 2). تُمثل خطوة المجدليّة، خطوتنا ككنيسة تنمو وتبحث عن العريس القائم.



3. خطوات التلميذيّن (يو 20: 3- 4)



بمجرد يجب أنّ يصغيا التلميذان يسرعا، بطرس والتلميذ الّذي أحبّه يسوع (راج يو 13: 23؛ 20: 2؛ 21: 7. 20)، إلى القبر ليروا علامات غياب العريس وحضوره الجديد، فيولّد فيهما الإيمان الفصحيّ: «فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعاً» (يو 20: 3-4). هذه هي صورة الكنيسة ورسالتها لنساء (المتمثلات في المجدليّة) والرجال (المتمثليّن في بطرس ويوحنّا) اليّوم ومعنى حياتها. الرسالة الّتي تحفظها المجدليّة، الـمُبشرة الأوّلى ورسولة الرسل بحسب إنجيل يوحنّا، فهي الّتي حملت إعلان القيامة للبشريّة. النساء بدءً من مريم أمّ يسوع إلى المجدليّة هنّ صورة الكنيسة الخصبة الّتي جددت صورة المرأة الأوّلى بحب حقيقي للعريس القائم. نجد إستمرارًا لهذا الإعلان الحيّ بالبشريّة، الّذي بدأته مريم، على لسان الرسل في بشارتهم بأنحاء المسكونة وقلّب تبشريهم هو المسيح المصلوب والقائم (راج 1بط 1: 10، 1يو 1: 1- 4). هناك التلميذ الّذي صمدّ حتّى تمّ قبر معلمه وهناك الّذي أنكر، وهما يمثلانا في علاقتنا بالرّبّ والآن يأتي القرار الإلهي ويكشف عن سرّه المسيانيّ لكليهما دون تمييز.



4. مجدُ القائم (يو 20: 5- 10)



حياتنا ككنيسة، هي على مثال حياة العريس، تتألم وتموت ثمّ تقوم حينما تفرح وتسبح الآب بقيامة عريسها الّذي كان مرفوضًا فصار بقدرة الآب رأسًا للزاويّة. وإذا تسألنا عن معنى حياتنا ككنيسة وهي الّتي حفظتها المجدليّة ويليها تلميذيّ يسوع؟ علينا بإدراكنا بأننا ككنيسة نحمل إعلانًا لحقيقة بل سرّ إلهي وهي قيامة يسوع، الّذي لا ينفردوا به ولكنهم تلقوه أيضًا كعطية مجانية وبدون إستحقاق. فهم يسلمونا ما تسلموه من سخاء وحبّ القائم. نعلم أنّ المجدليّة لا تملك حبًا كاملاً، فهي حينما وصلت للقبر لم تعد قادرة على تفسير ما تراه ولكن يقينها الوحيد هو حبها للرّبّ والمعلم الّذي ستدعونه لاحقًا في لقائه بها لاحقًا (راج يو 20: 11- 19). القبر الفارغ هو رمز لرسالتنا ككنيسة، مدعوين بالإيمان الدخول فيه لنختبر قوة وفرح القيامة حتى نتمكن ككنيسة بإعلان حياة القائم فينا.



إنّ سرّ إعلان القيامة، الّذي نحفظه كعروس شابة للبشرية هو كلمة قلبت جوهر التاريخ "المسيح قام"، لأنّنا نُدخل في تاريخنا واقعًا وسرّ إلهي نحياه فقط بالإيمان. إذا نظرنا إلى تاريخنا البشريّ اليّوم، حرب، ألم، موت، خطيئة، خيانة، ... فلا يوجد شيء يجعلنا نفكر في حدث القيامة بل بلأحرى في الموت. الحياة الّتي ليست لها نهاية هي الحياة الّتي إفتتحها القائم وهي أبدية. هذه الحياة لا يُهددها الموت ولا تنتمي إلى تجربتنا وإمكانياتنا. فلنتبع خطوات المجدليّة والتلميذيّن فقط الإيمان بالرّبّ هو الّذي دفع بهم للتمتع بمجد القائم الغائب جسديًا والحاضر في قلبنا كعروسه المختارة.



الخلّاصة



نختتم مقالنا الأوّل الفصحيّ، والّذي نبدأ من خلاله ولمدة خمسون يومًا لنتمتع ككنيسة شابة بفرح القيامة والتهليل بمجد القائم. ففي العهد الأوّل توقفنا أمام كلمات كاتب سفر المزامير 117 (118)، والّذي بنظرة إستباقيّة دعانا للتهليل بما سيتممّه الآب في حياة مَن كان مرفوضًا ثمّ صار رأسًا للزاويّة. المجد هو كلمة الآب الأخيرة لبشريتنا. وهذا يدعونا أنّ نستعيد مكان يسوع القائم بمجده في مركز حياتنا ككنيسة وليس الأنشطة أو الأعمال ... إلخ. نحن ككنيسة بناء على النص اليوحنّاوي مدعويّ، للتمثل بتتبع أقدام المجدلية، الباحثة عنه في القبور لنعلن سيّادة مجد قيامة الرّبّ وأنّ قيامته غيّرت تاريخنا البشريّنحن ككنيسة مدعوين لنعلن أنّ الممجد والقائم من بين الأموات هو المصلوب. وعلى غرار كاتب سفر المزامير والمجدليّة وبطرس والتلميذ الّذي أحبّه يسوع، مدعويّن بأنّ نُعلن مجد القائم في محيطنا اليّوميّ. هذا المجد النابع من القيامة، فهي الحياة الّتي بلّا نهاية، وتولّد في وجود يسوع القائم. مجد القيامة هي "نعم" الله لنمط يسوع، تتجدد فينا اليّوم رسالتنا ككنيسة باعلان مجد وبهاء القائم وليس موته فقط. علينا بالسير لإكتشاف القبر الفارغ في صباح اليّوم الأوّل بعد السبت، وهو ومز لليوم الأوّل للخلق. في سيّر خطوات المجدليّة والتلميذيّن نسير ككنيسة لنعلن قيامة يسوع كإنسان جديد سماويّ، الّذي لا يجعل الإنسان العتيق يسود ويدمر بل يقوم ويمجدنا معه. في يوم القيامة يتجسد مشروع الجمال والوداعة الّذي كان حلم الخالق في فجر الخليقة. مدعوين لنحمل قلب ووجهه وقدمي المجدليّة والتلميذيّن لنحمل وجه مجد القائم لكل آخر.



دُمتمّ في تمتع أبدي ببهاء وبمجد القائم، المسيح قام.



 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 159464 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المسيح قام، بعد عبور المتألم والمائت الموت الجسديّ وتوقفنا ككنيسة للتأمل ومعايشة سرّ الحبّ الإلهي من خلال الثلاثيّة الفصحيّة. ها نحن ككنيسة نحتفل في أحد قيامة الابن الإلهي، حيث نكتسيّ كعروس القائم بلُباس العُرس، والّذي يهديّنا إياه القائم كعربون حبه. وها نحن مع شاهد العيّان، الّذي هو بمثابة أحد التلاميذ الأوائل بحسب رواية كاتب الإنجيل الرابع (راج يو 1: 35- 39). حيث يسترجع نشيد التهليل لكاتب سفر المزامير الّذي سنتأمله في مقالنا هذا كمرحلة أوّلى من العهد الأوّل من خلال مزمور 117 (118) والّذي يدعونا فيه الكاتب إعلان الفرح والتسبيح بالرّبّ والسبب هو أعمال يمينه القديرة الّتي غيّرت وجه البشريّة. وفي مرحلة ثانيّة سنتأمل تكليل مسيرة تلميذ وهو يوحنّا، وهو الّذي تتبع معلمه في السنين الثلاث الأخيرة من حياته وعاش معه دراما اليوم الأخير من حياته. فهو يعلن لنا بحسب البشارة الّتي تستند إليه (يو 20: 1- 10) ليس عما سمعه بل عما إختبره ولازالت خبرته تبثّ فيه ملء الحياة الّتي إستلمها من القائم بمجانيّة.
 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 159465 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


التهليل لقدرة الرّبّ (مز 118: 1. 19- 27)



ينتمي هذا المزمور 117 (118)، إلى مزامير التسبيح. لذّا يفتتح كاتب المزامير بدعوتنا كمؤمنيّن بالحمد والتسبيح للرّبّ والسبب مزدوج يعلنه مُهللاً: «اْحمَدوا الرَّبَّ لأنه صالِح لانَّ للأبد رَحمَتَه» (مز 118: 1). ويضع على لسّان المسيّا المستقبليّ، وهنا يستبق أحداث قيامة مسيح الرّبّ، بعض الآيات الّتي سنقرأها معًا بعد أنّ يُتممّ مشيئة الرّبّ، كلمات التهليل داعيًا إيانا بفتح أبواب البرّ: «إِفتَحوا لي أَبوابَ البِرّ فأَدخُلَ وأَحمَدَ الرَّبّ [...] أَحمَدكَ لأنَّكَ أَحبَبتَني وخَلاصًا كُنتَ لي. الحَجَرُ الَّذي رَذَلَه البَنَّاؤون قد صارَ رأسَ الزَّاوِيَة» (مز 118: 19- 22). يحمد المسيّا الرّبّ لأنّه هو محبوب الرّبّ وصار له خلاصًا وقت الضيق. وكما تأملنا كيف أنّ رفض البشريين لمسيح الرّبّ من خلال أناشيد عبد الرّبّ (راج أش 42- 53)، وهذا الرفض صار أساسًا في إظهار العمل الإلهي لأن الرّبّ هو الّذي أرسله وهو الّذي دعاه لُيتممّ إرادته الخلاصيّة، فيصير رأسًا ليقود عروسه المختارة نحو الملء.



في ختام المزمور يدعونا الكاتب بالإبتهاج: «هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه. إِمنَحِ الخَلاصَ يا رَبُّ اْمنَحْ إِمنحِ النَّصرَ يا رَبُّ اْمنَحْ. تَبارَكَ الآتي باْسمِ الرَّبِّ نُبارِكُكم مِن بَيتِ الرَّبِّ. الرَّبّ هو اللهُ وقد أَنارَنا» (مز 118: 24- 27).الإبتهاج هو تعبير عن الفرح الّذي يمنحه لنا الرّبّ من خلال أعماله الخلّاصيّة. ما علينا سوى مباركة الرّب لأنّه من خلال أعمال يمينه القديره يحمل لحياتنا النور والفرح والتهيليل. هذا هو مصير مَن يقبل أعمال الرّبّ في حياته، فهو قادر أنّ يقلب الموازيّن رأسًا على عقبْ، لُينير قلوبنا وحياتنا ويحملنا كعروس لملء النور كما سنرى في نص العهد الثاني.
 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 159466 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


خطوة العروس الأوّلى (يو 20: 1- 2)



على ضوء كلمات كاتب سفر المزامير (118) الّذي يحملنا للتهليل سنقرأ الآيات الأوّلى والّتي يسردها التلميذ الّذي أحبّه يسوع (يو 20: 1-10). هذا المقطع الإنجيليّ لهذا اليّوم الفصحيّ، هو بمثابة إعلان لبدء حياة الكنيسة: «وفي يَومِ الأَحَد جاءَت مَريمُ المِجدَلِيَّةُ إِلى القَبْرِ عِندَ الفَجْر، والظَّلامُ لم يَزَلْ مُخَيِّماً، فرأَتِ الحَجَرَ قد أُزيلَ عنِ القَبْر» (يو 20: 1). هذه الكنيسة عروس القائم، الّتي بدأت مُتمثلة في مريم المجدليّة، الّتي بمفردها ذهبت في صباح اليّوم الأوّل، الأحد، إلى قبر عريس نفسها، وإذ بالمفاجأة الغير متوقعة فقد وجدت إزالة الحجر عنه! تحمل خطوة المجدليّة الأوّلى الـمُسرعة بُشرى وفرحة لتُعلن للتلاميذ الحقيقةً الخارقة، وهي القبر الفارغ، بالرغم من إنّها لمّ تفهمها بالكامل بعد: «أَسرَعَت وجاءَت إِلى سِمْعانَ بُطرُس والتِّلميذِ الآخَرِ الَّذي أَحَبَّهُ يسوع، وقالَت لَهما: "أَخَذوا الرَّبَّ مِنَ القَبْرِ، ولا نَعلَمُ أَينَ وَضَعوه"» (يو 20: 2). تُمثل خطوة المجدليّة، خطوتنا ككنيسة تنمو وتبحث عن العريس القائم.

 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 159467 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


خطوات التلميذيّن (يو 20: 3- 4)



بمجرد يجب أنّ يصغيا التلميذان يسرعا، بطرس والتلميذ الّذي أحبّه يسوع (راج يو 13: 23؛ 20: 2؛ 21: 7. 20)، إلى القبر ليروا علامات غياب العريس وحضوره الجديد، فيولّد فيهما الإيمان الفصحيّ: «فخرَجَ بُطرُسُ والتَّلميذُ الآخَرُ وذَهَبا إِلى القَبْرِ يُسرِعانِ السَّيْرَ مَعاً» (يو 20: 3-4). هذه هي صورة الكنيسة ورسالتها لنساء (المتمثلات في المجدليّة) والرجال (المتمثليّن في بطرس ويوحنّا) اليّوم ومعنى حياتها. الرسالة الّتي تحفظها المجدليّة، الـمُبشرة الأوّلى ورسولة الرسل بحسب إنجيل يوحنّا، فهي الّتي حملت إعلان القيامة للبشريّة. النساء بدءً من مريم أمّ يسوع إلى المجدليّة هنّ صورة الكنيسة الخصبة الّتي جددت صورة المرأة الأوّلى بحب حقيقي للعريس القائم. نجد إستمرارًا لهذا الإعلان الحيّ بالبشريّة، الّذي بدأته مريم، على لسان الرسل في بشارتهم بأنحاء المسكونة وقلّب تبشريهم هو المسيح المصلوب والقائم (راج 1بط 1: 10، 1يو 1: 1- 4). هناك التلميذ الّذي صمدّ حتّى تمّ قبر معلمه وهناك الّذي أنكر، وهما يمثلانا في علاقتنا بالرّبّ والآن يأتي القرار الإلهي ويكشف عن سرّه المسيانيّ لكليهما دون تمييز.


 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 159468 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مجدُ القائم (يو 20: 5- 10)



حياتنا ككنيسة، هي على مثال حياة العريس، تتألم وتموت ثمّ تقوم حينما تفرح وتسبح الآب بقيامة عريسها الّذي كان مرفوضًا فصار بقدرة الآب رأسًا للزاويّة. وإذا تسألنا عن معنى حياتنا ككنيسة وهي الّتي حفظتها المجدليّة ويليها تلميذيّ يسوع؟ علينا بإدراكنا بأننا ككنيسة نحمل إعلانًا لحقيقة بل سرّ إلهي وهي قيامة يسوع، الّذي لا ينفردوا به ولكنهم تلقوه أيضًا كعطية مجانية وبدون إستحقاق. فهم يسلمونا ما تسلموه من سخاء وحبّ القائم. نعلم أنّ المجدليّة لا تملك حبًا كاملاً، فهي حينما وصلت للقبر لم تعد قادرة على تفسير ما تراه ولكن يقينها الوحيد هو حبها للرّبّ والمعلم الّذي ستدعونه لاحقًا في لقائه بها لاحقًا (راج يو 20: 11- 19). القبر الفارغ هو رمز لرسالتنا ككنيسة، مدعوين بالإيمان الدخول فيه لنختبر قوة وفرح القيامة حتى نتمكن ككنيسة بإعلان حياة القائم فينا.



إنّ سرّ إعلان القيامة، الّذي نحفظه كعروس شابة للبشرية هو كلمة قلبت جوهر التاريخ "المسيح قام"، لأنّنا نُدخل في تاريخنا واقعًا وسرّ إلهي نحياه فقط بالإيمان. إذا نظرنا إلى تاريخنا البشريّ اليّوم، حرب، ألم، موت، خطيئة، خيانة، ... فلا يوجد شيء يجعلنا نفكر في حدث القيامة بل بلأحرى في الموت. الحياة الّتي ليست لها نهاية هي الحياة الّتي إفتتحها القائم وهي أبدية. هذه الحياة لا يُهددها الموت ولا تنتمي إلى تجربتنا وإمكانياتنا. فلنتبع خطوات المجدليّة والتلميذيّن فقط الإيمان بالرّبّ هو الّذي دفع بهم للتمتع بمجد القائم الغائب جسديًا والحاضر في قلبنا كعروسه المختارة.

 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 159469 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ففي العهد الأوّل توقفنا أمام كلمات كاتب سفر المزامير 117 (118)، والّذي بنظرة إستباقيّة دعانا للتهليل بما سيتممّه الآب في حياة مَن كان مرفوضًا ثمّ صار رأسًا للزاويّة. المجد هو كلمة الآب الأخيرة لبشريتنا. وهذا يدعونا أنّ نستعيد مكان يسوع القائم بمجده في مركز حياتنا ككنيسة وليس الأنشطة أو الأعمال ... إلخ. نحن ككنيسة بناء على النص اليوحنّاوي مدعويّ، للتمثل بتتبع أقدام المجدلية، الباحثة عنه في القبور لنعلن سيّادة مجد قيامة الرّبّ وأنّ قيامته غيّرت تاريخنا البشريّنحن ككنيسة مدعوين لنعلن أنّ الممجد والقائم من بين الأموات هو المصلوب. وعلى غرار كاتب سفر المزامير والمجدليّة وبطرس والتلميذ الّذي أحبّه يسوع، مدعويّن بأنّ نُعلن مجد القائم في محيطنا اليّوميّ. هذا المجد النابع من القيامة، فهي الحياة الّتي بلّا نهاية، وتولّد في وجود يسوع القائم. مجد القيامة هي "نعم" الله لنمط يسوع، تتجدد فينا اليّوم رسالتنا ككنيسة باعلان مجد وبهاء القائم وليس موته فقط. علينا بالسير لإكتشاف القبر الفارغ في صباح اليّوم الأوّل بعد السبت، وهو ومز لليوم الأوّل للخلق. في سيّر خطوات المجدليّة والتلميذيّن نسير ككنيسة لنعلن قيامة يسوع كإنسان جديد سماويّ، الّذي لا يجعل الإنسان العتيق يسود ويدمر بل يقوم ويمجدنا معه. في يوم القيامة يتجسد مشروع الجمال والوداعة الّذي كان حلم الخالق في فجر الخليقة. مدعوين لنحمل قلب ووجهه وقدمي المجدليّة والتلميذيّن لنحمل وجه مجد القائم لكل آخر.
 
قديم 02 - 05 - 2024, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 159470 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,270

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"سيّادة الـمُتألم" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الثانيمُقدّمة



نسير معًا القراء الأفاضل نحو ملء الزمن الأربعينيّ وهو عيد قيامة الرّبّ من بين الأموات. بعد أنّ تعمقنا، بالمقالات السابقة، من خلال النصوص الكتابيّة فيما بين العهدين، على الأسلّحة الّتي تُهيئنا للمعايشة سرّ يسوع الفصحي بشكل أعمق. من خلال الأسلحة الروحيّة الّـتي تتلخص في القوس الإلهيّ، ثم سلاح الحياة، ويليها سلاح المجانيّة، ثمّ سلاح الحقّ وأخيراً إختتمنا بسلاح الغفران. هذه الأسلحة تمهدنا اليّوم لقبول نصوص مقالنا الحاليّ، الّلذان يصيرا تمهيد أساسي للأسبوع العظيم. من خلال نص العهد الأوّل، بنبؤ اشعيا وبلأخص في جزء اشعيا الثاني (40- 54) الّذي يمنحنا صورة العبد الّذي يضع في مقدمة أولاوياته سيّادة السيّد الرّبّ (50: 4- 7) قبل قبوله رسالة الآلم وشعوره بالخجل والعار. أمّا بالنسبة لنص العهد الثاني فيأتي النص المرقسي على مرحلتين؛ الأوّلى وهي دخول يسوع أورشليم (11: 1- 10) والثانيّة هي سرد الإنجيليّ لروايّة آلام الرّبّ وموته مُشدداً عليه كمُتألم يتوجه بحزم نحو أورشليم ليتمّم رسالته الخلّاصيّة (14: 1- 16: 45). من خلال هذا المقال التمهيدي لأسبوع الآلام وللثلاثيّة الفصحيّة معًا، مدعوين لتهيئة عالمنا الباطنيّ للغوص في قيامة الرّبّ من خلال تبعيته في مسيرة الألم والموت الّتي يتممها "مِن أجلنا ومِن أجل خلاصنا". نهدف أنّ نرافق "خطوات المتألم" هذا الأسبوع الأخير مع عبد الله برسالة اشعيا النبويّة ومع يسوع الابن في بشارة مرقس، بترك المجال لسيّادة الرّبّ من خلال الآلم. فالكلمة الأخيرة ليست للآلم، بل للمجد ولإعلان سيّادة الرّبّ من خلال الآم العبد والابن.





1. سيّادة عبدُ الرّبّ (اش 50: 4- 7)



يحمل لنا الوحي الإلهيّ في الجزء الثاني "اشعيا الثاني" وهو المعروف باِسم كتاب التعزيّة، من رسالته النبويّة، أربعة أناشيد وهي تُشكل صورة إستباقيّة لآلام يسوع المسيح بالعهد الثاني، تنطلق هذه الآلام في آلام عبدُ الرّبّ بحسب اشعيا. في هذا المقال سنتوقف أمام بعض الآيات من النشيد الثالث (50: 4- 7)، الّتي نسمع فيها صوت العبد المتألم وهو يستجيب لنداء السيّد، موضحًا كيف أعدّه والأسباب الّتي جعلته يقبل قائلاً: «آتاني السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسانَ تِلْميذ يَبعَثُ كَلِمَةً لِأَعرِفَ أَن أَسنُدَ المُعْيي. يُنَبِّهُ أُذُني صَباحاً فصَباحاً لِأَسمعَ كتِلْميذ. السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ أُذُني فلمِ أَعصِ ولا رَجَعتُ إِلى الوَراء» (50: 4- 5). هذة الرسالة الّتي يستقبلها العبد كنداء من الرّبّ وهو بمثابة سيّده، يشير في سرده على قبوله لسيّادة الرّبّ عليه وعلى مصيره المستقبليّ. لذا يقوم بالإستجابة من خلال حاسة الإصغاء إذ يصغي لصوت الرّبّ ويقبل المجازفة بالألم مُؤكداً الطاعة وعدم العصيان بل يؤكد على قراره الحازم في تبعيّة مشورة السيّد الرّبّ لأنّ ثقته في سيّادته الّتي تحمل الخير له ولـلضعفاء. يستمر العبد قائلاً: «أَسلمتُ ظَهْري لِلضَّارِبين وخَدِّي لِلنَّاتِفين ولم أَستُرْ وَجْهي عنِ الإِهاناتِ والبُصاق. السَّيِّدُ الرَّبُّ يَنصُرُني لِذلك لم أَخجَلْ مِنَ الإِهانة ولذلك جَعَلتُ وَجْهي كالصَّوَّان وأَنِا عالِمٌ بِأَنِّي لا أَخْزى» (50: 6- 7).



ثمّ يشير العبد إلى أسباب تلبيّة النداء وهي إنّه سيعرف كيف يساند الضعفاء (راج 50: 4). بالرغم من تسليمه ذاته بوعيّ للرافضين له، وللألم لأنّه أدرك جوهريّة رسالته وهي إنتمائه للسيّد وليس للبشر، يُشدد العبد بأنّ الكلمة الأخيرة هي لسيّادة الرّبّ فهو الّذي دعاه وهو الّذي سينصره. وهذا السبب جعله يتقدم دون خجل أو تراجع أمام الألم. على ضوء قرار العبد الواضح بقبوله الألم، تتضح سيّادته على الألم، فهو ليس بخاضع أو مُستسلم، بل من خلال طاعته وإستجابته الحرة والواعيّة يترك المجال لسيّادة السيّد الرّبّ الّذي دعاه.





2. الابن: سيّد الأحداث (مر 11: 1- 15: 47)



بناء على إرادة العبد الرّبّ الحرة ووعيّه بالطاعة للرّبّ الّذي دعاه بحسب اشعيا سنرى الابن وهو يتوجهه نحو أورشليم عابراً مسيرة الآلام الّتي تبدأ بدخوله إلى أورشليم (مر 11: 1 – 10). وهنا تصل ذروة البشارة المرقسيّة إلى سرده آلام الابن الإلهي (14: 1- 15 :47). يُمهد لنا طقس أحد الشعانين مسيرتنا كمؤمنين طوال أسبوع الآلام كنقطة إنطلاق للإحتفال بسرّ آلام الرّبّ وموته ودفنه وقيامته. من خلال تتبعنا للقرائتين بحسب مرقس، ومقارنتنا نصوص القيامة الّتي تتمحور حول قيامة الرّبّ خلال زمن القيامة، نجد أنّ رغبة مرقس الإنجيلي، في أنّ يبشرنا برواية آلام وموت وقيامة يسوع بشكل كامل. ووفقًا لنصوص مقالنا هذا نجد أنّ إعلان الإنجيلي بنصيّن إنجيلييّن لهما قيمتهما اللّاهوتيّة بحسب منهجيّته.



تُرتكز رواية حدث دخول يسوع أورشليم بحسب مرقس (11: 1 – 10)، تمهيد لقراءة روايّة آلام الرّبّ، والّتي ترد مُطولة بحسب مرقس 14: 1- 15: 47. على ضوء قرائتنا لبعض آيات النشيد الثالث لعبد الرّبّ (أش 50: 4-7) والّذي من وجهة نظرنا، هو بمثابة مفتاحًا تفسيريًا لّاهوتيًا لروايّة الآم يسوع. إلّا أنّ المقاطع الإنجيليّة المأخوذة بحسب مرقس، تساعدنا على الدخول في سرّ يسوع الفصحيّ والأحداث الّتي تروي آلامه وموته أي عبوره للقيامة والمجد.



يكشف لنا الإنجيلي بأنّ سيّادة يسوع هي الّتي تحتل المكانة الأوّلى وتُسيطر على كلّ الأحداث الّتي تجري من حوله. إنّه ليس مستسلمًا للألم ولم يقع تحت رحمة الرافضين له من البشر الّذي آتىّ خصيصًا من أجل خلاصهم، بل هو سيّد لمصيره وقراره. ففي روايّة دخوله إلى أورشليم، تؤكد على دخوله المسيّاني والّتي تُجسد نبوءة زكريا الـقائل: «اِبتَهِجي جِدّاً يا بِنتَ صِهْيون وإهتِفي يا بنتَ أُورَشَليم هُوَذا مَلِكُكَ آتِياً إِلَيكِ بارّاً مُخَلِّصاً وَضيعاً راكِباً على حمارٍ وعلى جَحشٍ ابنِ أتان» (9: 9). يُظهر هنا مرقس الإنجيلي هويّة يسوع الحقيقيّة، فهو سيّد لكلّ الأحداث الّتي تدور حوله. ففي هذه الروايّة وهي أقصر الروايات مقارنة بباقي الأناجيل الثلاث، تحتلّ الآيات من جانب يسوع مساحة كبيرة (راج مر 11: 1 – 6)، وهذا يُهيئنا للإحتفال بحدث دخوله لأورشليم.



يظهر الجانب نفسه من طريقة تعامل يسوع مع يهوذا أثناء العشاء (مر 14: 17 – 21). إن سيادة يسوع على الأحداث التي تحدث تبدو وثيقة الصلة بالموضوع، لدرجة أن مرقس، يعرضها بسخرية من بداية روايّة آلام يسوع. فإذا توقفنا على آيات مرقس الأوّلى، سنرى أن سيّادة يسوع على كل ما يحدث قد تأكدت منذ البدء. وبعد أن قام بترتيب الوقائع زمنيًا «وكانَ الفِصحُ والفَطيرُ بَعدَ يَومَين. وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يَبحَثونَ كيف يُمسِكونَهُ بِحيلَةٍ فيَقتُلونَه، أَنَّهُم قالوا: "لا في حَفلَةِ العيد، لِئَلاَّ يَحدُثَ اضطِرابٌ في الشَّعْب"» (مر 14: 1- 2). إنها ملاحظة تبدو وكأنها عابرة إلّأ إنها في غايّة الأهميّة، في الواقع، كل شيء سيحدث بشكل صحيح خلال العيد. يبدو أن الرؤساء البشريين يُرتبون كلّ شيء، وكلّ ما يحدث ظاهريًا خلال روايّات الآلام يبدو وكأنه ثمرة شر الإنسان ومؤامرات الأقوياء، لكنها في واقع الأمر تحمل سرد روايّة حياة الابن الـمُعطاةبحريّة ووعيّ. وسيظهر ذلك بوضوح خلال روايّة العشاء الأخير (راج مر 14: 22 – 25)، عندما يأخذ يسوع الخبز والكأس بين يديه، ويقول: «بَينما هم يَأكُلون، أَخذَ خُبزاً وبارَكَ، ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهم وقال: "خُذوا، هذا هُوَ جَسَدي". ثُمَّ أخَذَ كأَساً وشَكَرَ وناوَلَهم، فشَرِبوا مِنها كُلُّهم، وقالَ لَهم: "هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس» (مر 14: 22 - 24).





3. إنكار التلميذ (مر 14: 66- 72)



نتابع بحسب مرقس وهو الّذي يعتبره التقليد الكتابي تلميذاً لبطرس، كيف يشير في سرده بأن أحداث الآلام ليست نتيجة للصدفة وليست بسبب المؤامرات البشريّة، بل تنبع من إختيار يسوع الحرّ والواعي. إنّ حدث دخول يسوع إلى أورشليم يؤكد أيضًا على نوعيّة المسيح أي المسيّا الّذي يأتي حاملاً الخلاص للجميع وبدون إستثناء. وهذا ما سنراه في نبؤته لبطرس الّتي أعلنها قبل عبوره الآلام بالإنكار الّذي سيأتي لاحقًا بقوله: «الحَقَّ أَقولُ لَكَ إِنَّكَ اليومَ في هذِه اللَّيلَة، قَبلَ أَن يَصيحَ الدِّيكُ مَرَّتَين، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات» (مر 14: 30). تكشف سيّادة المعلم في إعلانه حدث إنكار تلميذه قبل وقوعه، مما يؤكد إنّه بالفعل هو صاحب السيّادة الـمسيّانية (راج مر 14: 27- 31). وبالرغم من إعلان بطرس شفويًا هويّة معلمه قبلاً حينما أجاب على سؤال يسوع ببراعة مَن أنا في رأيكم، نسمع بطرس مؤكداً: «أَنتَ المسيح» (مر 8: 29). لكن بطرس، في واقع الأمر، لمّ يدرك هويّة المسيح الحقّة ونعلم ذلك من خلال قوله أثناء آلام يسوع قائلاً: «إِنِّي لا أَعرِفُ هذا الرَّجُلَ الَّذي تَعْنُونَه» (مر 14: 66- 72). وبهاء على إنكار التلميذ الّذي كشف سيّادة يسوع ومسيّانيته سنتوقف بحسب رواية مرقس لآلام الرّبّ إيمان شخصيّة وثنيّة تقلّب الموازين وتجعل كلّ ما هو وثني بداخلنا يتطهر مع آلام الرّبّ.





4. إيمان الوثني (مر 14: 1- 15: 47)



بتتبعنا دخول يسوع أورشليم، كمسيح متواضع ووديع، ركز مرقس على حدث إنكار بطرس وه هو الآن يتوقف على حدث نقيض تمامًا، عند أقدام الصلّيب هل سيكون من الممكن أنّ نفهم، بحسب اللّاهوت المرقسيّ، وبشكل كامل حقيقة يسوع ومسيّانيته؟ يكشف الإنجيلي ما يحمله قلب شخص وثني وهو الإيمان فهو قائد الـمئة الوثنيّ الّذي سيفاجأنا بفهمه الباطني هذه السيّادة الإلهيّة، إذ يراه يموت فيقول جملة وحيدة ولا نسمع صوته سوى في هذا القول: «كانَ هذا الرَّجُلُ ابنَ اللهِ حَقّاً!» (مر 15: 39). تؤكد سيّادة يسوع المتألم في مقطع الآلام، على حقائق تُميّز بقوة نهايّة حياته الأرضيّة. وكما في المقطع الخاص بالدخول إلى أورشليم، يظهر هذا الجانب من روايّة إعداد العشاء الأخير، حيث يحدث كل شيء وفقًا لأمر يسوع. إنه سيد الأحداث ويبدو أنه يعرف كل شيء ويحدد كل شيء (راج مر 14: 12 – 17).





الخلّاصة



إن نصيّ كلّا العهديّن يحملا لنا رسالة جوهريّة بناء على آلام عبد الرّبّ بحسب اشعيا (50: 4- 7) وآلام يسوع الابن بحسب مرقس (11: 1- 10؛ 14: 1- 15: 47) هل يسوع الألم أم الإرادة الإلهيّة الّتي لها سيّادتها القويّة؟ مقطع عبد الرّبّ يحمل دليل إضافي لفهم روايّة آلام وموت يسوع. ترشدنا كلمات نشيّد خادم الرّبّ إلى فهم خوض الآلام بوعي وبقبول كطاعة للسيّد الرّبّ وليس للبشر. ويقيّن العبد بأنّ الله في عونه وسيادته الّتي يخضع إليها لخير ضعفاء آخرين. وهكذا يأتي يسوع الابن مُتممًا، ما لم يُفهم من أناشيد العبد الأربع لأنّه بحسب قول بولس «فَوضَعَ [يسوع] نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب. لِذلِك رَفَعَه اللهُ إِلى العُلى» (فل 2: 8). حتى في هذين النصين تظهر قراءة للتاريخ تتجاوز المظهر، مدعوين لرؤية مشروع الله الخلاصيّ قائلين: من أجلنا ومن أجل خلاصنا عبر يسوع الألم. في بداية أسبوع الآلام لهذا العام، نحن ككنيسة مدعوين، مثل بطرس بالعبور من الإنكار إلى الإيمان، ومثل الوثني التعبير عن إيماننا بتركنا الرّبّ يسود علينا حنى من خلال الألم، دون رفضه وعدم الإستسلام لمشاريعنا البشريّة. علينا بالتركيز على أنّ الآلام، مصدر لتواضع قلوبنا وإعلاء المجد الإلهي. سواء آلام العبد أو يسوع الابن، رمز لآلامنا الّتي تعيشها بشريتنا اليّوم، ومن خلالها لنتعلّم كيف نسير نحو ملء ملكوت الله وقيامة الابن الأبدية الّتي تترك السيّادة للرّبّ. أسبوع الآم مقدس. دُمتم خاضعين لسيادة الله الآب دون إستسلام أو خنوع للألم.




 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024