02 - 05 - 2024, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 159421 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البشارة ذُكرت حادثـة البشارة فى إنجيل القديس لوقـا بوضوح (لوقا26:1-38) ويذكر الـمؤرخون ان القديس لوقا قد أخذ هذه الحوادث عن طفولة الـمسيح وميلاده من فم السيدة العذراء نفسها “امـا مريم فكانت تحفظ كل هذه الأمور متفكرة بهـا فى قلبهـا”(لوقا19:2)، لهذا فقد ذكر فى بدء انجيله انـه حصل على “الأمور الـمتيقنة عندنا كما سلّمها إلينـا الذين كانوا معاينين وخدّامـاً للكلمـة”(لوقا2:1) ولهذا كتب انجيله. “وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ يا ممتلئة نعمة اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ: «مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.“(لوقا26:1-38). |
||||
02 - 05 - 2024, 12:32 PM | رقم المشاركة : ( 159422 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى البشارة وأحداثهـا نجد العديد من الدروس التى يلزم الوقوف أمامـها للتأمـل. + “فـى الشهر السادس“(لوقا 26:1) – أي بعد ستة أشهر من بشارة الـملاك جبرائيل لزكريـا الكاهن بميلاد يوحنا الـمعمدان. + “أُرسل جبرائيل الـملاك“(لوقا26:1)- جبرائيل أو غبريال إسم عبري معناه رجل الله، أو قوة الله، أو أظهر اللـه ذاتـه جباراً. وهو ملاك ذى رتبـة رفيعـة وأُرسل فى القديم لدانيال النبي (دانيال21:9-27) وأعطاه نبؤة السبعين اسبوعا لـمجيئ الـمسيّا. وأُرسل الى أورشليم ليحمل البشارة لزكريا الكاهن فى شأن ولادة يوحنا (لوقا11:1-22). وها هو الآن يحمل البشرى الى الناصرة ليبشر مريم بأنهـا ستكون أمـاً للـمسيّا. فهو ملاك البشارات الـمفرحـة. + “إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم“(لوقا27:1) – هنـا تحديد لإسم العذراء وعلاقـتهـا بيوسف، وانـه من بيت داود تحقيقـا لنبؤات العهد القديم أن الـمسيّا هو من بيت داود ومولوداً من عذراء. + “السلام لكِ أيتهـا الـممتلئة نعـمة، الرب معكِ، مباركة أنتِ فى النساء” (لوقا28:1) ان الكلمات التي بدأ بها الملاك جبرائيل حديثه مع مريم لهي مثيرة للإعجاب: “افرحي أيتها الـممتلئة نعمة، الرب معك” (لوقا28:1). لا يوجد اي شخص في تاريخ الكتاب المقدس قد وُجهت له مثل تلك التحية من قبل.ولكن ماذا لوكنت إمرأة صغيرة يهودية تعيش في القرن الأول الميلادي وتواجه بتلك الكلمات المقدسة لأول مرة؟. ان الملاك جبرائيل قال ثلاث اشياء عجيبة لمريم في بدء رسالته لها: لقد دعاها ان “تفرح” وموجها لها لقب ” ممتلئة نعمة” وتأكيد ” ان الرب معها“. |
||||
02 - 05 - 2024, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 159423 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السلام لكِ- لم تكن هذه بالتحية العادية كقول “يوم سعيد” ولا حملت معنى “سلام” او “شالوم”بالعبريـة، لكن الكلمة اليونانية للسلام هنا “شيريـه” chaire وتعنى كمال معنى الفرح. ان كلمة شيري او شيريه ربما تكون تحية لمن يتكلمون باليونانية هي تحية عادية ولكن لم يستخدم لوقا الأنجيلي مثل تلك التحية في أي مقطع اخر من انجيله او في سفر اعمال الرسل والذي كتبه هو أيضا ولكن بالنسبة لفتاة يهودية كانت تحمل معنى آخرلقد إستخدم بعض أنبياء العهد القديم ذات التحية موجهة الى “إبنـة صهيون” يسألونهـا أن تفرح جداً بل تصرخ علانية: “ترنمي يا إبنـة صهيون، اهتفي…افرحي (شيري) وابتهجي من كل قلبك يا إبنة اورشليم” (صفنيا14:3و17) |
||||
02 - 05 - 2024, 12:35 PM | رقم المشاركة : ( 159424 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“إبتهجي (شيريـه) جدا من كل القلب والنفس يا إبنة صهيون هوذا ملكك يأتيك…ويسكن فى وسطكِ” (زكريا9:9). فى القديم جاءت التحية “إفرحي يا إبنة صهيون” وعبريـا تعنى “راني نيوخانـاه”، وفى البشارة جاءت التحية للعذراء “إفرحي يا ممتلئة نعـمة” وعبريـا تعنى “راني شانيناه”، انـه تشابه عجيب. انهـا دعوة للفرح بالـمسيّا الآتـى، مريم صارت تجسداً لإبنـة صهيون التى تنتظر الـمخلص فلتفرح وتبتهج. |
||||
02 - 05 - 2024, 12:36 PM | رقم المشاركة : ( 159425 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريـم هـى إبنـة صهيون فتمثل شعب الله الـمختار كلـه، فهى إذن مختارة بحسب تدبيـر اللـه السري العجيب لتكون أم الـمسيح كقول الـمرّنم ”لإنك أنت نسجتني فى بطن أمي ولم تختف عنك عظامي حينما صنعت فى الخفاء”(مزمور13:139-14). |
||||
02 - 05 - 2024, 12:37 PM | رقم المشاركة : ( 159426 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في سفر يوئيل النبي جاءت الكلمة مصحوبة بالفرح والإبتهاج:” لاَ تَخَافِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ. ابْتَهِجِي وَافْرَحِي لأَنَّ الرَّبَّ يُعَظِّمُ عَمَلَهُ. لاَ تَخَافِي يَا بَهَائِمَ الصَّحْرَاءِ، فَإِنَّ مَرَاعِيَ الْبَرِّيَّةِ تَنْبُتُ، لأَنَّ الأَشْجَارَ تَحْمِلُ ثَمَرَهَا، التِّينَةُ وَالْكَرْمَةُ تُعْطِيَانِ قُوَّتَهُمَا. وَيَا بَنِي صِهْيَوْنَ، ابْتَهِجُوا وَافْرَحُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ، لأَنَّهُ يُعْطِيكُمُ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ، وَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ مَطَرًا مُبَكِّرًا وَمُتَأَخِّرًا فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ(يوئيل21:2-23). هكذا نجد في نبؤة صفنيا ونبؤة زكريا النبي انه يوما ما الرب سيأتي لشعبه ويخلصهم من اعدائهم وسيأتي كملك ويعيد مملكته في اورشليم وفي ذلك اليوم شعب الله المؤمن متمثلا في شخصية “ابنة صهيون” مدعوة للفرح والإبتهاج وهذا ما اعلنه الملاك لها :” وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».(لوقا31:1-33). لعدة قرون انتظر اليهود إتمام تلك النبؤات وصرخوا في اجيالهم. أجـيــال..وأجـيال..وأجـيال مـرتْ..وسـبق الأجـداد أن قــالـوهـا، ولكنـهـم قـالـوهـا بصدق..قـالوهـا بشوق.. قـالوهـا بعطش..قـالوهـا بإيـمـان. “لـتـنـشق السموات وتـُنـزل الصِديــق“، فـلـتـصتلح السموات مع الأرض.. فلـتـفـتح السـماء أبوابهـا..فـلـتعـمل شيئـا عظـيما. فلـتـرتـج الأرض، وتـهـتـز الجبال وتـتـفـتت الصخور..لـتـُنـزل الـصــِدّيـــق”ليتك تشُق السـموات وتنـزل“(أشعيا1:64). |
||||
02 - 05 - 2024, 12:38 PM | رقم المشاركة : ( 159427 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الآن قد أتى ذلك اليوم في النهاية وظهر الملاك جبرائيل لمريم ليعلن لها البشرى ان الرب الملك يأتي لشعبه ليخلصهم (لوقا31:1-33) وليؤكد لها: “ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ”(لوقا35:1). ولقد بدأ الملاك جبرائيل رسالته لمريم حاملا لها دعوة للفرح والإبتهاج والذي قيلت من قبل في نبؤتي صفنيا وزكريا لإبنة صهيون. الكلمات الأولى لمريم -شيري chaire تعني ان تفرح الآن إشارة ان عهد المسيّا قد بزغ فالرب الملك سيأتي لخلاص إسرائيل ومريم كانت اول من استقبل لتلك الأخبار المفرحة فيجب ان تفرح وتتهلل كإبنة صهيون كي تفرح بعمل الله الخلاصي الذي سيحققه مجيئ المسيّا. والنقطة الثانية في تحية الملاك جبرائيل هي طريقة توجيه التحية لها فلم يدعوها بإسمها الشخصي فلم يقل “السلام لك يا مريم، الممتلئة نعمة” بل هو قال لها ببساطة “السلام-افرحي- يا ممتلئة نعمة”. هنا قبلت مريم من الـملاك لقبـاً جديداً، فلم يناديها يا “مريم” بل أعطاها لقبا جديدا وهو “الـممتلئة نعـمة”. لقد اجمع العديد من مفسري الكتاب المقدس انه قد اعطي لمريم هنا اسم جديد من السماء وفي الأنجيل فذلك شيئ كبير وهام للغاية وهو ليس هذا اسم مستعار فعندما يحصل شخص ما على اسم جديد في الكتاب المقدس فهذا يعني ان الله يكشف عن شيئ ما في ذلك الشخص وعن المهمة المدعو لها. فإسم ابرام مثلا قد تغير الي إبراهيم والذي يعنى “اب للجميع” لأنه مدعو ان يصبح اعظم الأباء البطاركة في إسرائيل (تكوين 17)، ومثال يسوع الذي غيّر اسم سمعان رسوله الي بطرس والذي يعنى “الصخرة” لأنه يصبح الصخرة التي سيبنى عليها يسوع كنيسته (متى16). |
||||
02 - 05 - 2024, 12:39 PM | رقم المشاركة : ( 159428 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دُعيت مريم ب “الممتلئة نعمة” وهو لقبها الجديد والذي يشير الي شيئ عن الرسالة او المهمة والتي أُوكلت لها. لقد أشار القديس يوحنا بولس الثاني قائلا: “ان ممتلئة نعمة هو اسم مريم الذي تحمله في عيون الله”. وأضاف قائلا: في اللغة السامية استعمال الاسم يعبر حقيقة عن الأشخاص والأشياء والتي يرجع اليها وكنتيجة لهذا اللقب “ممتلئة نعمة” يشير الي بعد عميق لشخصية فتاة صغيرة من الناصرة نالت نعمة واختيار إلهي لا يمكن تعريفه او وصفه. هذا الأسم الجديد الذي أُعطي لمريم خصها بمهمة خاصة في خطة الله للخلاص. ان حلول اللـه فى هيكل بشري يسبقه تقديس لهذا الهيكل كى يؤهل لهذا الحلول، وهنا كان الإمتلاء والتقديس لـمريم منذ البدء. |
||||
02 - 05 - 2024, 12:41 PM | رقم المشاركة : ( 159429 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“الـممتلئـة نعـمة” وباليونانيـة (خاريتون kecharitomene) وهى تعنى الإمتلاء من النعمة حتى الفيض وهذا الإمتلاء من النعمة هو عمل الرب فهو يملأ بنعمته كل محبيـه، وهذا الإمتلاء هو بدء التلامس بشخص الـمسيح. هذا اللقب أثبت الوضع الحالي “ايتها الـممتلئة نعمة” وليس التى ستمتلئ نعمة. فالكلمة تعنى عملا قد بدأ في الماضي ومستمر في الحدوث في الحاضر. “ممتلئة نعمة” تعنى ان مريم مثال لعلاقة جديدة بين اللـه والإنسان، فلقد حاول الإنسان منذ القديم أن يتقرب الى اللـه، فقّدم لـه ذبائح وتقدمات إسترضاء وإستعطاف وإتقاء، غير ان اللـه لم يرتض بهذه الذبائح لأنهـا بقيت حاجزا بين اللـه والإنسان، وأعطى اللـه للإنسان عن طريق الوحي الطريق الوحيد لإرضاء اللـه وهو قلب الإنسان فيقدمـه ذبيحة للرب. فى القديم بعض الوسطاء قد جسدوا حضور اللـه للشعب بتابوت فيه عصا ولوحا العهد والذى كان رمزاً للعهد مع اللـه وكلامـه، وبعد بناء الهيكل وهو الـمثال الحي لوجود اللـه بين شعبه، وها الآن إختار اللـه من بين الذين أخلوا قلوبهم لإستقبالـه فحلّ فى أحشاء مريم الطاهرة ليدخل العالـم ويعيش بين الناس. هذه العلاقـة الجديدة بين اللـه والإنسان وهذا الـمثال وضح تماما فى مريم بنوع فريد وقد أرادهـا اللـه فى قلب كل إنسان وهو الإمتلاء من النعـمة والـمتاحـة لكل فرد منـا. |
||||
02 - 05 - 2024, 12:43 PM | رقم المشاركة : ( 159430 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأكيد الملاك لمريم قائلا: “الرب معكِ“(لوقا28:1). من خلال الأنجيل تلك الكلمات للتحية قد استخدمت ووجهت لرجال ونساء الذين قد دعاهم الله لمهمة خاصة لها تأثير على كل شعب إسرائيل. كانت مهامهم تتطلب سخاء كثير وتضحيات وثقة عظيمة ولهذا أُعطي لهم مثل ذلك التأكيد جتى لا يواجهوا مثل تلك الضيقة وحدهم فالله سوف يكون معهم يرشدهم ويحميهم ويقويهم. واحد من أعظم القادة في تاريخ إسرائيل تمت تحيته بمثل تلك “الرب معك”. فمثلا عندما ظهر الله ليعقوب مؤكدا له العهد ومباركا له قائلا: “ وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ»(تكوين15:28). ومثل ذلك عندما دعا الله موسى من العليقة المشتعلة ليقود الشعب من ارض مصر فقال:” «إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ»(خروج12:3). وأيضا قبل ان يقود يشوع بن نون الشعب في معركة في ارض الميعاد قال الله:” لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. كَمَا كُنْتُ مَعَ مُوسَى أَكُونُ مَعَكَ. لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ”(يشوع5:1). وعندما دعا ملاك الرب جدعون ليدافع عن الشعب من غزو الأعداء حياه قائلا:” «الرَّبُّ مَعَكَ يَا جَبَّارَ الْبَأْسِ»(قضاة12:6). وعندما وضع الله داود على رأس مملكته الدائمة فقد ذكّره الله بأمانته له قائلا:” وَكُنْتُ مَعَكَ حَيْثُمَا تَوَجَّهْتَ، وَقَرَضْتُ جَمِيعَ أَعْدَائِكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَعَمِلْتُ لَكَ اسْمًا عَظِيمًا كَاسْمِ الْعُظَمَاءِ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ”(2صموئيل9:7). وعندما دعا الله ارميا ليكون نبياً للأمم قال له:” لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ»(ارميا8:1). من موسى الي ارميا السِمة واضحة “الرب معك” إشارة ان شخص ما قد دُعي الي مهمة عظيمة ستكون صعبة وضرورية ومستقبل إسرائيل سيكون على الأكثر معتمدا على كيف ان ذلك الشخص سيقوم بدوره. ان الشخص التي وجهت له هذه الكلمات والمرسلة من الله لدعوة مهمة وثقة الله في ذلك الشخص التي أوكلت له هذه المهمة بالغة الأهمية و تاريخ إسرائيل والعالم معتمدا على تلك اللحظة وعلى استجابة ذلك الشخص الذي اختاره الله. ولكن هذا الشخص تم التأكيد له انه ليس وحده فالله سيكون معه في مهمته مساعدا له في أي عمل لا يستطيع وحده القيام به فيد الرب تسند وتعضد وتقوي. |
||||