منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 04 - 2024, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 159081 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

البابا فرنسيس



"لقد دخل يسوع إلى أورشليم كملك متواضع
ومسالم، يركب جحشًا، ولا ترافقه حاشية، ولا يحيط به جيش
كعلامة عن القوة. لنفتح له قلوبنا! هو وحده يمكنه أن يُحرِّرنا
من العداوة والكراهية والعنف، لأنَّه الرحمة ومغفرة الخطايا"
 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 159082 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




دخل يسوع أورَشَليم ليؤسِّس مملكة باسم الرَّبّ التي لم تكن من إرادة إنسان كمملكة الرُّومان، لأنَّ مملكته ليست من هذا العَالَم بحسب ما صرَّح به أمام الحاكم بيلاطس البُنطي:
"لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العَالَم. لَو كانَت مَملَكَتي مِن هذا العَالَم لَدافعَ عَنِّي حَرَسي لِكي لا أُسلَمَ إلى اليَهود. ولكِنَّ مَملَكَتي لَيسَت مِن ههُنا" (يوحنا 18: 36).
ومجده هو مجد الملك يمنح الحياة، ويُحبّ خاصّته حتّى النَّهاية. إنّه الملك الّذي يقبل الموت من أجل خاصّته، وهو مقتنع بأنّ تلك هي العظمة الحقّيقيَّة، وهي القوّة الحقيقيَّة الّتي تُغيّر الحياة، وتجلب السَّلام.


 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 159083 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




دخل يسوع احتفاليا إلى أورَشَليم ليفتتح العهد المسيحاني



دخل يسوع ظافرًا إلى أورَشَليم لتدشين زمنًا جديدًا، يسوده عدل الرَّبّ وسلامه في الأرض كلّها، وذلك بتقريب جسده ذبيحةً ذ كَفَّارةٍ لِلخَطايا على الصَّليب على جبل الجُلجُلة في أورَشَليم (عبرانيين10: 37) كي يصالحنا مع الله، كما صرّح بولس الرَّسول: " فإِن صالَحَنا اللهُ بِمَوتِ َابِنه ونَحنُ أَعداؤُه! " (رومة 5: 10). لقد جاء حاملًا معه سلام الأزمنة المسيحانية، كما وَرَدَ في الكِتاب: "لا تَخافي يا بِنتَ صِهْيون هُوَذا مَلِكُكِ " (يوحنا 12: 15). يسوع هو سيّد لمصيره وقراره تَمَّم نبوءة زكريا: "ابتَهِجي جِدًّا يا بِنتَ صِهْيون وآهتِفي يا بنتَ ُأورَشَليم هُوَذا مَلِكُكَ آتِيًا إِلَيكِ بارًّا مُخَلِّصًا وَضيعًا راكِبًا على حِمَار وعلى جَحشٍ آبنِ أتان"(زكريا 9: 9).



نستنتج مما سبق أنّ عيد الشَّعانين، هو استباق للنّصر الأخير الذي سيتمّمه الرَّبّ في مجيئه الثَّاني الأخير، حيث سيفتح سفر الحياة، ويظهر جليّا لكلّ بني بشر، فتتجدّد الخليقة الّتي تئنّ شوقًا إليه. بالمسيح وحده يتمّ الخلاص الحقيقيّ والكامل لنا ولكلّ إنسان. كما تنبَّأ يوحنا الحبيب: "رَأَيتُ بَعدَ ذلِكَ جَمعًا كَثيرًا لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يُحصِيَه، مِن كُلِّ أُمَّةٍ وقَبيلَةٍ وشَعبٍ ولِسان، وكانوا قائمينَ أَمامَ العَرشِ وأَمامَ الحَمَل، لابِسينَ حُلَلًا بَيضاء، بِأَيديهم سَعَفُ النَّخلِ، وهم يَصيحونَ بِأَعلى أَصْواتِهم فيَقولون: الخَلاصُ لإِلهِنا الجالِسِ على العَرشِ ولِلحَمَل!" (رؤيا 7، 9-10). إنَّها دعوة الشَّعب الجديد الذي يُولد عند قدم الصَّليب، حيث يجذب المسيح المرفوع على الصَّليب الجميع إليه (يوحنّا 12، 32). وبكلمة وجيزة، جاء يسوع إلى أورَشَليم ليحمل الخلاص والسَّلام المسيحاني لها للبشريَّة جمعاء.



ينبغي ألاَّ نتردَّد بالهُتَاف معًا ليسوع المسيح المَلك والمُخلّص، ليس بالأقوال فقط، إنَّمَا بالأعمال الصَّالحة، وأن نعلن إيماننا به وانتماءنا لملكوتهَ، ونبحث عن خلاصنا، فيُنعِمَ الرَّبّ المخلّص، بالبركة والنِّعمة والفرح والأمان على عَالَمنا الذي يريد حقًّا الخلاص. ولنهتف بكلّ قوّة وإيمان وتقوى "هوشعنا هوشعنا"، خلّصنا يا ربّ من الرَّذائل والآلام ومن الكآبة والقلق والخوف والتَّشاؤم من الغد، بإعطائنا الأمان والطُّمأنينة والعُمق الرَّوحيّ والارتياح النَّفسيّ، لكيّ نحقّق خلاصنا وسلامنا بمُخلصنا يسوع المسيح الملك؛ أجل! هوشعنا، خلّصنا يا رب!



 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 159084 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مزار أحد الشَّعانين: بَيْتَ فاجي: تاريخها وآثارها



التَّسميَة:



بَيْتَ فاجي اسم آرامي בض¼ضµ×™×ھض¾×¤ض¼ض·×’ض¼ضµ×™ (معناه "بَيْتَ التَّين")، وهي قرية صغيرة تقع إلى الجنوب الشَّرقي من جبل الزَّيتون وتتصل ببَيْتَ عَنْيَا من الجهة الغربيَّة على مسافة 800م. مرَّ بها السَّيد المسيح بعد دخوله بَيْتَ عَنْيَا ثم إلى بيت فاجي، إذ كان قادمًا من أريحا إلى القُدْس. ومن هذه القرية أرسل السَّيد المسيح اثنين من تلاميذه ليأتياه بجَحْش، فركبه في دخوله بانتصار إلى القدس. فمن بَيْتَ فاجي يبدأ أحد الشَّعانين التَّقليدي متجهًا نحو القدس. وقد ربط التَّقليد بهذه القرية أيضًا ذكرى لقاء مرثا مع يسوع قبل إحياء لَعازَر من القبر (يوحنا 11:20-34).



التَّاريخ:



ارتبط تاريخ بَيْتَ فاجي بالحوادث التي وردت في الأناجيل (يوحنا 11،20-34، متى 21،1-11، مرقس 11،1 -11، لوقا 19،28-40) التي تُروي لنا دخول يسوع إلى أورَشَليم من بَيْتَ فاجي. وفي القرن الثَّاني والثَّالث الميلادي يشير التَّلمود أنَّ بَيْتَ فاجي كانت إحدى ضواحي القدس وقد أثبتت الحفريات من آبار مياه ومعاصر زيت وقبور شهادة التَّلمود. وفي كتابات المؤرِّخ الكنسي يوسابيوس القيصري (265-340م) جاء ذكر "بَيْتَ فاجي كضيعة صغيرة تقع على جبل الزَّيتون. دخلها السَّيد المسيح في طريقة إلى أورَشَليم." ويصفها ايرونيموس (385-419) كمكان كان يقضي فيه كهنة اليهود عطلتهم؛ ومنها أتى التَّلاميذ بجَحْش للمسيح. وفيها بسط كثيرون ثيابهم على الطّريق".



في العصر البيزنطي أشارت السَّائحة الإسبانيَّة إيجاريه في مذكراتها في القرن الرَّابع إلى وجود كنيسة في بَيْتَ فاجي تُحيي ذكراها لقاء يسوع مع مرتا عندما جاء من الأردن لإحياء لَعازَر. وفي عام 530 لمَّح ثيوذسيوس أنَّ بَيْتَ فاجي هو المكان الذي اخذ السَّيد المسيح منه جَحْشا ليركبه في دخوله منتصرًا إلى أورَشَليم من خلال باب بنيامين. وفي عام 870 نوّه برناردو النَّاسك إلى الصَّخرة التي استعان بها السَّيد المسيح في ركوبه جَحْش بن أتان لدى دخوله القدس.



لم يكتفِ الحجاج في العصور الوسطى بتحديد موضع بَيْتَ فاجي بين بَيْتَ عَنْيَا وجبل الزَّيتون بل أشاروا إلى الكنيسة ووجود حجر في داخلها الذي استعان به يسوع لركوب الجَحْش. وفي عام 1165 وصف الحاج يوحنا فيرسبورك المكان بقوله: يوجد برجان من حجر كان أحدهما كنيسة. وفي عام 1172 أضاف الحاج تيودوريكو أنَّ المسيح جاء من بَيْتَ عَنْيَا إلى بَيْتَ فاجي حيث أُقيم معبدٌ إكرامًا له، لأنّه كان قد أرسل اثنين من تلاميذه ليأتيا بجَحْش وأتان. واستعان بصخرة كانت موجودة هناك لركوب الجَحْش. في هذا الصَّدد قال الرَّاهب الفرنسيسكاني نقولا يوجيبونسي: "في بَيْتَ فاجي لا توجد جدران ولا بيوت بل حجارة. وفيها حجر كبير عليه وقف المسيح"؛ وفي عام 1345 أهملت الكنيسة وتحوَّلت إلى خربة. وما جاء القرن السَّابع عشر حتى انطمست آثار الكنيسة. وفي عام 1883 بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحاليَّة على أنقاض الكنيسة الصَّليبيَّة. وفي عام 1954 تمَّ ترميم الكنيسة بشكلها الحالي تحت إشراف المهندس أنطونيو برلوتسي، بإضافة برج مجاور للكنيسة بناء على مواصفات السَّائح يوحنا فيرسبورك.



المعالم الأثريَّة:



أجرى المعهد الآثار الفرنسيسكاني في القدس حفريات عام 1961 أسفرت عن اكتشاف ما يلي:



(1) الكنيسة الصَّليبيَّة:
بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحاليَّة عام 1883 على أنقاض الكنيسة الصَّليبيَّة، وهي مبنيَّة من حجارة ضخمة مزينة بالرُّسومات. ولم يبق من هذه الرُّسومات إلا القليل. وتحوي الكنيسة على ممر يؤدي إلى غرفة ربما تكون السَّكرستيا، وهي غرفة ملحقة بالكنيسة لحفظ الزَّي الكهنوتي والأواني المقدسة. وفي داخل الكنيسة من جهة الشِّمال نجد "مسلة".



(2) المَسلَّة:

عبارة عن قطعة صخريَّة يروي التَّقليد أنّها استخدمت لموطئ قدمي يسوع لدى ركوبه على الجَحْش في دخوله منتصرًا إلى أورَشَليم. وقد وجدها صدفة فلاح فلسطيني من جبل الطُّور عام 1877 بينما كان يبحث عن حجارة للبناء. واشتراها الآباء الفرنسيسكان عام 1880. وتُزين المَسلَّة لوحات من العهد الصَّليبي لمشاهد إنجيليَّة على النَّمط البيزنطي. ولقد تمكن الفنان فكاريني من ترميم الرُّسومات التي كادت أن تختفي وهي: من جهة الشِّمال: لوحة تمثل التَّلاميذ يأتون بالجَحْش والأتان من بَيْتَ فاجي. ومن جهة الشَّرق: لوحة تمثل دخول السَّيد المسيح منتصرًا إلى أورَشَليم، وتحتها كتابة لاتينيَّة غير واضحة. وتعني: هنا تَطْوَاف الشعانين في أيام... ومن جهة الجنوب: لوحة تمثل إحياء لَعازَر من القبر. ويظهر يسوع ويتبعه بطرس من جهة الشِّمال ولَعازَر وامرأة تغطي أنفها للدلالة على الميت قد أنتن، ومريم ومرتا ساجدتين، ورجل يحمل غطاء القبر من الجهة اليمنى. ومن جهة الغرب: تمثل اللوحة السَّيد المسيح يبارك بيده اليُمنى، ويحمل كتابًا بيده اليسرى وبجانبه مريم ومرتا أختا لَعازَر. وتتوسط هذه اللوحة كوة مغلقة. وتحت اللوحة كتابة باللغة اللاتينيَّة تشير إلى بَيْتَ فاجي. وفي الطّرف الآخر من اللوحة نقش اسم الفنان Bernardi Witardi de Borda Fok o For.



(3) الكنيسة الحَاليَّة:
قام الآباء الفرنسيسكان ببناء الكنيسة الحاليَّة عام 1883 وتمَّ ترميمها عام 1954. يتوسط الكنيسة مذبح من الرخام "الصَّليبي" وبَيْتَ القربان من صنع النَّحات مورته A. Mortet . وزيّن الرَّسام فكاريني (Cesare Vagarini) الكنيسة بلوحات جداريَّة فنيَّة زيتيَّة. وفي صدر الكنيسة نجد لوحة زيتيَّة بألوان مختلفة تُمثل دخول المسيح منتصرًا إلى القدس يتقدَّمه الشَّعب حاملين أغصان الزَّيتون وسعف النَّخل ويتبعه الرُّسل والنِّسوة التَّقيات. وأمَّا جداران الكنيسة فهي مزينة بلوحات بلون واحد تمثل تَطْوَاف الشَّعانين. ويشعر الزَّائر في الكنيسة كأنَّه واحدٌ من هؤلاء السَّائرين وراء المسيح في دخوله إلى أورَشَليم.




 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 159085 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لمحة تاريخيَّة حول تَطْوَاف الشَّعانين التَّقليدي:



بدا التَطْوَاف التَّقليدي في أحد الشَّعانين في القدس في العصر البيزنطي. إذ تُروي السَّائحة إيجاريه الإسبانيَّة أن المسيحيِّين كانوا يُقيمون منذ القرن الرَّابع التَطْوَاف بأحد الشَّعانين في تمام السَّاعة الواحدة بعد الظهر مبتدئين من كنيسة "أبانا الذي"؛ ثم يتوجَّهون إلى كنيسة الصُّعود ومن ثمة ينحدرون من جبل الزَّيتون وهم حاملون أغصان الزَّيتون أو سعف النَّخل. وينتهي التَطْوَاف بهم في كنيسة القيامة. ويبدو أن نشأة هذا التَطْوَاف تعود إلى البطريرك كيرلس الأورَشَليمي (348-3879).



أشار كتاب القراءات الأورَشَليميَّة إلى بعض التَّعديلات في القرن الخامس حتى القرن الثَّامن، إذ كان التَطْوَاف يبدأ صباحًا، وكان يتوقف موكب الشَّعانين في الجِسمانيَّة وفي كنيسة حنة (الصَّلاحيَّة) حيث تُتلى الأناجيل التَّاليَة حول دخول يسوع إلى اورشليم: (يوحنا 12: 112-19، ولوقا 19: 28-40، ومرقس 11: 1-11).



في القرن التَّاسع، كان بطريرك القدس يبُارك سعف النَّخل وأغصان الزَّيتون في بَيْتَ عَنْيَا ويسير الموكب نحو القدس مع التَّوقف في كنيسة الصُّعود والجِسمانيَّة وكنيسة القديسة حنة (الصَّلاحيَّة) وينتهي في كنيسة القيامة.



في عام 1007 منع الخليفة الحاكم بأمر الله هذا التَطْوَاف إلى أن جاء الصَّليبيون عام 1099. وكان البطريرك يسير من بَيْتَ عَنْيَا حاملا ذخيرة الصَّليب المُقدَّس يواكبه الرُّهبان والمؤمنون حاملين سَعف النَّخل وأغصان الزَّيتون، ويتوجَّهون نحو القدس من خلال البَاب الذهبي وينتهي التَطْوَاف بهم في ساحة الحرم.



في القرن الرَّابع عشر انحصر تَطْوَاف الشَّعانين داخل الأسوار مُبتدئًا من كنيسة مار يعقوب في حارة الأرمن حتى كنيسة القيامة تحت إشراف الأرمن. وفي القرن الخامس عشر شرع الآباء الفرنسيسكان بالتَطْوَاف من بَيْتَ فاجي يترأسه حارس الأراضي المقدَّسة وهو راكب حِمَارًا وينتهي التَطْوَاف عند وادي قدرون؛ وبعد بضع سنوات أصبح التَطْوَاف ينتهي عند جبل صهيون.



في عام 1560 كان حارس الأراضي المقدسة يترأس التَطْوَاف؛ تبدأ مسيرة الموكب من بَيْتَ فاجي مرورًا مكان بكاء الرَّبّ على أورَشَليم (Dominus flevit)، ثم يدخل القدس من باب صهيون إلى أن يصل دير المُخلص في جبل صهيون، وكان يتخلل التَطْوَاف عظة باللغة العربيَّة. ثم توقف التَطْوَاف عام 1648 بأمر السُّلطات. العثمانية. وفي عام 1933 عاد التَطْوَاف من جديد بحيث بدأ الموكب من بَيْتَ فاجي باتِّجاه جبل الزَّيتون، وكان ينتهي في كنيسة القديسة حنّة (الصَّلاحيَّة) المجاورة لسَاحة الحرم، وهو الموضع القديم للتَطْوَاف. لا يزال تَطْوَاف أحد الشَّعانين قائمًا حتى أيامنا الحاضر حيث تنطلق من بَيْتَ فاجي، مرورًا بجبل الزَّيتون وصولا إلى كنيسة القديسة حنة داخل أسوار البلدة القديمة.



يتم ترتيب دورة أحد الشَّعانين بالنِّظام التَّالي: حامل الصَّليب والقواسة، ثم حملة الأعِلام الكشفيَّة، ثم كاهن رعيَّة القدس للاتين (الفرنسيسكان) يصحبه مختار دير اللاتين، ثم يسر وراءهم الأشبال والزَّهرات والكشاف المبتدئ وقادة الكشاف ويتبعونهم أبناء الرَّعايا من فلسطين والجليل ويرافقونهم الزُّوار الأجانب من جميع أنحاء العَالَم. وأخيرًا يسير الرُّهبان الفرنسيسكان ثم طلبة الاكليريكيين في البطريركيَّة اللاتينيَّة، ثم يأتي أخيرًا موكب بطريرك اللاتين البطريرك والمرافقون له من أساقفة وحارس الأراضي المقدسة يحيطه لكشاف المُتقدِّم على جانبي المسيرة. وينتهي الاحتفال بزياح القربان المقدّس ومباركة الجموع المواطنين المُحلّيِّين والحُجّاج من شتّى أنحاء العَالَم. وهذه الدورة هي مناسبة مركزيَّة لتجمع المسيحييِّن من أنحاء العَالَم خاصة من الأرض المقدسة لذكرى دخول يسوع ظافرا إلى أورَشَليم استعدادا لبدء أسبوع الآلام والقيامة.

 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:19 PM   رقم المشاركة : ( 159086 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بناء على إرادة العبد الرَّبّ الحرة ووعيّه بالطّاعة للرّبّ وليس للبشر بحسب النَّشيد الثَّالث لعبد الرَّبّ لأشعيا النَّبي في كتاب التَّعزيَّة (أشعيا 50: 4-7) يتوجّه يسوع نحو أورَشَليم عابرًا مسيرة الآلام الّتي تبدأ بدخوله إلى أورَشَليم. ويؤكِّد ذلك بولس الرَّسول بقوله "فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب. لِذلِك رَفَعَه اللهُ إلى العُلى ووَهَبَ لَه الاَسمَ الَّذي يَفوقُ جَميعَ الأَسماء"(فيلبي 2: 8-9). والاتضاع هو أسلوب الله: يتضع الله كي يَسيرَ بصحبة شَعبِه في العهد القديم، كي يتَحمّل خياناته كما ورد في سفر الخروج. إنه درب يسوع الذي اتخذ "صُورةَ العَبْد" (فيلبي 2: 7).



في بداية الأسبوع الأخير من حياة يسوع على الأرض دخل أورَشَليم، مدينة السَّلام، في أبهى حُلَلِها وقمّة مجدها لنشر روح السَّلام والطُمأنينة والفرح والبهجة وحبّ الحريّة. هذا الدُّخول الملوكي، الذي تفاعل معه النَّاس، أعطاهم قوّة التَّحرّر والأمَان والرَّجاء بالخلاص.



إنّ هذا العيد هو فرصة لنا للصعود معًا إلى جبلَ الزَّيتونِ لملاقاةِ المسيحِ العائدِ اليومَ من بَيْتَ فاجي متقدّمًا إلى القدس يومِ آلامِه ليُتمِّمَ سرَّ خلاصِنا. لنُسرِعْ ولْنقتَدِ بالجموعِ التي أسرعَتْ لملاقاتِه، لا بحملِ أغصانِ الزَّيتونِ أو سَعَفِ النَّخلِ، ولا بفرشِ الثِّيابِ أمامَه على الطّريق، بل بالسجود له بأنفسِنا، وبكلِّ قِوانا وإرادتِنا، واستقباله بروحٍ منسحقةٍ وبنِيَّةٍ مستقيمةٍ وبعزمٍ ثابت. وبدَلَ بسط الثِّيابِ أمامَه، لِنُلقِ بأنفسِنا أمامَ قدمَيْه ساجدِين. ولْنردِّدْ مع الأطفال هُتَافهم، تعبيرًا عن إيماننا فيما تهتزُّ أغصانُ أنفسِنا وأرواحِنا: "مُبَارَكٌ الآتِي بِاسمِ الرَّبِّ". تمجيدا للمسيح الملك الذي خلَّصنا في الماضي ويُخلصنا اليوم. فمَلكنا الوديع حاضرٌ فيما بيننا، هو خلاصنا وقوَّتنا وحياتنا بموته على الصَّليب. الكلمة الأخيرة ليست للألم، بل للمَجد الابن، وإعلان سيّادة الرَّبّ من خلال الآلام "العبد" الذي تنبَّأ عنه أشعيا (أشعيا 50: 4-7).



هلمّوا ولْنصعَدْ معًا جبلَ الزَّيتونِ لملاقاةِ المسيحِ العائدِ اليومَ من بَيْتَ فاجي متقدّمًا إلى يومِ آلامِه المكرَّمة، وقد جاءَ طوعًا كما قال "حياتي، ما مِن أَحَدٍ يَنتزِعُها مِنَّي بل إنّني أَبذِلُها بِرِضايَ" (يوحنا 10: 18) ليُتمِّمَ سرَّ خلاصِنا. ولندخل مع المسيح في موكبه إلى أورَشَليم قائلين مع الرَّسول " الشُّكرُ للهِ الَّذي يَسْتَصْحِبُنا دائِمًا أَبَدًا في نَصرِه بِالمَسيح. ويَنشُرُ بِأَيدينا في كُلِّ مَكانٍ شذا مَعرِفَتِه (2 قورنتس 2: 14).



"قيامة ربنا يسوع المسيح من بين الأموات هي تذكير دائم بأن قوى الشَّر والموت لن تتغلب على الحياة، بل أن الحياة ستنتصر على الموت وظلامه"، كما جاء في رسالة الفصح المجيد لبطاركة ورؤساء الكنائس في القدس 2018. فالحياة أقوى من الموت.



 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 159087 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أيها الآب السَّماوي

إذ نذكر في إيمان وخشوع دخول ابنك يسوع المسيح
إلى أورَشَليم ليتمَّ آلامه وقيامته من اجل خلاصنا،
دعنا أن نرافقه في طريقه، صارِخِينَ: أوصَنَّا في الأعالي،
مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبّ كي ننال نعمة فداء صليبه
ونفوز بالقيامة والحياة الأبديَّة. آمين
 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 159088 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





عظة أحد الشّعانين
هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبِّ



﴿الرَّبُّ نُورِي وخَلاصِي، فَمِمَّن أَخَاف؟﴾ (مزمور 1:27)




أَيُّهَا الأَحِبَّةُ جَميعًا في الْمَسيحِ يَسوع. مَعْ أَحدِ الشَّعَانين، نَكونُ قَدْ بَلَغنَا نِهايةَ زَمَنِ الصَّومِ الكَبير، والّذي امتَدَّ عَلَى مَدَى خَمسَةِ أَسَابيع، عِشْنَاهَا بِرُوحِ الصَّلاةِ والتَّوبَة، ومُمَارَسَاتِ الصَّومِ والصَّدَقَة. خَمسَةُ أَسَابِيعٍ مِنَ التَّحضيرِ والاستِعدَاد، إلى أنْ وَصلنَا اليومَ أُسبوعَ الآَلامِ الْمُقَدَّس، لِنَعيشَ مَع الْمَسيحِ أَكثَرَ حَالاتِ حَيَاتِهِ كَثَافَةً ووَقْعًا. فَلِهَذهِ الأيّامِ الْمُبَارَكَةِ طَابِعٌ خَاصٌّ ورَونَقٌ مُمَيَّز، نَحيَاهَا بِزَخَمٍ رُوحِيٍّ شَدِيد، مِنْ خِلالِ صَلَوَاتٍ وقِرَاءَاتٍ وتَرَاتيل، جَميعُهَا تَهدُفُ إلى مُشارَكَةِ الْمَسيحِ في عَمَلِهِ الخَلاصِيّ، مُجتَازِينَ وَادِيَ الدُّمُوعِ والآَلام، إلى أَنْ نَبلُغَ مَجدَ الفِصحِ والقِيَامَة. وهَكَذَا نُتِمُّ مَا سَبَقَ أنْ قَالَهُ بُولسُ الرُّسولُ في الرِّسَالَةِ إلى أَهلِ رومَة: ﴿لأَنَّنا إِذا شَارَكْناهُ في آَلامِه، نُشَارِكُه في مَجْدِه أَيضًا﴾ (رو 17:8).



يَا أَحِبَّة، حَياةُ الإنْسانِ هِيَ كَأَحَدِ الشَّعَانِين! بَدَأنَاهُ بِدَورةِ الفَرحِ وأَناشِيدِ الانتِصَار. ثُمَّ مَا لَبِثنَا أنْ عَبَرنَا سَريعًا، إلى أَجوَاءِ الآَلامِ ومَوتِ الْمَسيح! فَأَحَدُ الشَّعَانين يَمزِجُ بَينَ مُتَنَاقِضَين: بَينَ العِزَّةِ والقُوَّة، وبَينَ العَارِ والضُّعف. هَذَان العُنصُرانِ الْمُتَنَاقِضَان، يَتَدَاخَلانِ في حَيَاتِنَا بِشَكلٍ مُتَواتِر: فَحِينًا نَحيَا الفَرَحَ، وحِينًا نَختَبِرُ الحُزن. حينًا نَشرَبُ كَأسَ الهَنَاءِ العَذبَة، ونَتَجَرَّعُ كَأسَ العَذَابِ الْمُرَّةِ حينًا آخَر. نَشعُرُ تَارَةً بِمحبَّةِ النَّاسِ والتِفَافِهم، ونَتَلَقّى طَعَنَاتِ الغَدرِ وسُوءِ الْمُعَامَلَةِ مَرَّةً أُخرَى. نَعتَلي صَهوَةَ الْمَجدِ وَنَنْتَشي نَشوَةَ الانتِصَارِ أَحيَانًا، ونُحَطُّ إلى أَسفَلِ دَرَجَاتِ الذُلِّ والانكِسارِ أَحيانًا أُخَر... إذْ لا حَالٌ ثَابِتْ، والتَّغيرُ سُنَّةُ الحَيَاة!



وهَذَا مَا حَدَثَ مَع الْمَسيحِ الرَّب: فَيَومًا اسْتَقبَلُوهُ بِصَيحَاتِ السُّرورِ والْمُبَايَعَة، ويومًا آَخَر حَكَمُوا عَليهِ بِصَرَخَاتِ الإدانَةِ والخِيَانَة. يَومًا فَرَشُوا أَمَامَهُ الطَّريقَ بِأَرْدِيَتِهم وبالأغْصَان، ويَومًا آَخر عَبَّدُوهُ بالبُصَاقِ والشَّتَائِمِ والَّلطَمَات! هَذَا الأسبوعُ الْمَلْحَميّ، يُرينَا كَيفَ أَنَّ الّذي يَبدُو مُتَنَاقِضًا، يَغدُو عِندَ الإنسانِ مُتَوافِقًا! فَهَذَا الْمَخلُوقُ الَّذي مَيَّزَهُ اللهُ بالْمَجدِ والكَرامَة، يملِكُ القُدرَةَ والحُرّيّةَ في الانتِقَالِ مِنَ الخَيرِ إلى الشَّرِّ الْمُطلَق، والعُبورِ مِنَ الشَّرِّ إلى الخَير العَظيم. هَذا الإنسَانُ في تَنَاقُضَاتِه، هو الَّذي لِأجلِهِ جَاءَ الْمَسيحُ فَادِيًا، وهَذَا هو عُنوانُ وجَوهَرُ "أُسبوعِ الآَلام". هَذَا الإنسَانُ هُوَ الكَائِنُ الّذي لأجلِهِ صَارَ الكَائِنُ الأزَليّ، كَلِمَةُ الله، يَسوعُ الْمَسيح، إنْسَانًا: ﴿جَاءَ لِيَبحَثَ عَنِ الهَالِكِ فيُخَلِّصَهُ﴾ (لوقا 10:19).



في عِظَةٍ حَولَ أَحَدِ الشّعانين، يَكتُبُ رَاهِبٌ عَاشَ في القَرنِ العَاشِر، قَائِلًا: ((عِيدُ اليَومِ يُقَدَّمُ لَنَا مِنْ خِلالِ حَالَتينِ مُختَلِفَتَين! فَفِي الشَّعَانين نَرَى الرَّبَّ يَسوعَ مِنْ جِهَةٍ سَامِيًا وَمُكَرَّمًا، ومِنْ جِهَةٍ أُخرَى نَراهُ مُهَانًا ومُتَأَلّمًا. نَرَاهُ مُحَاطًا بالْمَجدِ والشَّرَف، ونَراهُ أيضًا ﴿لا صُورَةَ لَهُ ولا بَهاءَ﴾ (أشعيا 2:53). هُنَا يَهتِفُونَ لَهُ: ﴿هُوشَعْنا! تَبارَكَ الآتي بِاسمِ الرَّبِّ، مَلِكُ إِسرائيل﴾ (يوحنّا 13:12)، وهُنَاكَ يَسخَرونَ مِنهُ ويَطلُبونَ مَوتَه. هُنَا يَركُضونَ نحوَهُ بِسُعَفِ النَّخل، وهُنَاكَ يَصفَعُونَهُ ويَضرِبونَ رَأَسَهُ بِقَصَبَة! هُنَا يُغرِقُونَهُ بالْمَدائِح، وهُنَاكَ يُشبِعُونَهُ مِنَ الشَّتائِم. هُنَا يَتَسَابَقُونَ عَلَى فَرشِ طَريقِهِ بِأَردِيَتِهم، وهُناكَ يُعَرُّونَهُ مِنْ ثَوبِه! هُنَا يمتَطِي حِمارًا مُحَاطًا بالتَّكريم، وهُناكَ يُعلَّقُ عَلَى خَشبَةِ الصّليبِ، ممزَّقًا بالسّياطِ، وَحِيدًا ومَرذُولًا! فَيَا أَيُّهَا الرَّبُّ يَسوع، إِنْ ظَهَرتَ مُمَجَّدًا أو مُهَانًا، رَاكِبًا أو مُعَلَّقًا، تَبقَى أَنتَ فَرحَ الجَميعِ وخَلاصَهُم).



أَيُّها الأحبّة، أُسبوعُ الآلامِ القَاسِي، لم ينتَهي بِموتِ الصَّليب، إنَّما بأَمجَادِ القِيَامَةِ وأَفرَاحِهَا. والكَلِمَةُ الأخيرة لَم تَكُنْ لِلموتِ إنّما للحَيَاة. فَإنْ كَانَ الألَمُ جُزءًا أَصيلًا مِن حَيَاتِنَا، فَلْنَقبلهُ إذًا بِصَبرٍ وإيمان. وإنْ كانَ الْمَوتُ نهايةَ حَياةٍ فَانِيَة، فَلْنَجعَل مِنهُ جِسرَ عُبورٍ لحيَاةٍ لا تَفنَى. أُسبوعُ الآلامِ يُعَلِّمُنا أَنَّ الْمَجدَ الآتي مِنَ النَّاسِ والدُّنيا، مَا هو إلّا بَاطِلٌ وغُرورٌ يَتبَدَّدُ كالضَّبابِ إذَا أَشرَقَت عَليهِ شَمسُ الظُّروفِ والْمَواقِف. ولا مَجدٌ يَبقَى سِوَى الْمَجدِ الحَقيقيِّ الآتي مِن الله، فَإليهِ أَسْعَى. لِأنَّ النَّاسَ وإنْ رَفَعوكَ اليَومَ ومَجَّدُوك، فَاعلمَ أَنَّهم غَدًا قَدْ يُسَفِّهونَكَ ويَصلِبوك! وعَليه، قَالَ الرَّبُّ عَلَى لِسانِ نَبيّهِ إرمِيَا: ﴿مُبَارَكٌ الَّذي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، ويَكونُ الرَّبُّ مُعتَمَدَهُ﴾ (إر 7:17).



مع أَحَدِ الشَّعانين وأُسبوعِ الآلام، أَقولُ لِنفسي ولِكُلِّ إنسَانٍ يُعَانِي، وقَدْ تَألَّبَت عَليهِ الحَيَاةُ وظُروفُهَا، عَلَى مِثالِ الْمَسيحِ الْمُتَألِّم، كَلِمَاتِ الْمَزمورِ الْمُعزّي: ﴿الرَّبُّ نُورِي وخَلاصِي، فَمِمَّن أَخَاف؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَياتي فمِمَّن أَفزَع؟ إِذَا اْصطَفَّ علَيَّ عَسكَرٌ فَلا يَخافُ قَلْبي، وإِنْ قَامَ علَيَّ قِتالٌ فَفِي ذَلِكَ ثِقَتي. ناصِرًا كُنتَ لي فلا تَخْذُلْني، ولا تَترُكْني يا إِلهَ خَلاصي﴾ (راجع مز 27).
 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 159089 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





أَيُّهَا الأَحِبَّةُ جَميعًا في الْمَسيحِ يَسوع. مَعْ أَحدِ الشَّعَانين، نَكونُ قَدْ بَلَغنَا نِهايةَ زَمَنِ الصَّومِ الكَبير، والّذي امتَدَّ عَلَى مَدَى خَمسَةِ أَسَابيع، عِشْنَاهَا بِرُوحِ الصَّلاةِ والتَّوبَة، ومُمَارَسَاتِ الصَّومِ والصَّدَقَة.

خَمسَةُ أَسَابِيعٍ مِنَ التَّحضيرِ والاستِعدَاد، إلى أنْ وَصلنَا اليومَ أُسبوعَ الآَلامِ الْمُقَدَّس، لِنَعيشَ مَع الْمَسيحِ أَكثَرَ حَالاتِ حَيَاتِهِ كَثَافَةً ووَقْعًا.
فَلِهَذهِ الأيّامِ الْمُبَارَكَةِ طَابِعٌ خَاصٌّ ورَونَقٌ مُمَيَّز، نَحيَاهَا بِزَخَمٍ رُوحِيٍّ شَدِيد، مِنْ خِلالِ صَلَوَاتٍ وقِرَاءَاتٍ وتَرَاتيل، جَميعُهَا تَهدُفُ إلى مُشارَكَةِ الْمَسيحِ في عَمَلِهِ الخَلاصِيّ، مُجتَازِينَ وَادِيَ الدُّمُوعِ والآَلام، إلى أَنْ نَبلُغَ مَجدَ الفِصحِ والقِيَامَة. وهَكَذَا نُتِمُّ مَا سَبَقَ أنْ قَالَهُ بُولسُ الرُّسولُ في الرِّسَالَةِ إلى أَهلِ رومَة:
ï´؟لأَنَّنا إِذا شَارَكْناهُ في آَلامِه، نُشَارِكُه في مَجْدِه أَيضًاï´¾ (رو 17:8).
 
قديم 27 - 04 - 2024, 02:24 PM   رقم المشاركة : ( 159090 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



حَياةُ الإنْسانِ هِيَ كَأَحَدِ الشَّعَانِين!
بَدَأنَاهُ بِدَورةِ الفَرحِ وأَناشِيدِ الانتِصَار. ثُمَّ مَا لَبِثنَا أنْ عَبَرنَا سَريعًا، إلى أَجوَاءِ الآَلامِ ومَوتِ الْمَسيح!
فَأَحَدُ الشَّعَانين يَمزِجُ بَينَ مُتَنَاقِضَين: بَينَ العِزَّةِ والقُوَّة، وبَينَ العَارِ والضُّعف. هَذَان العُنصُرانِ الْمُتَنَاقِضَان، يَتَدَاخَلانِ في حَيَاتِنَا بِشَكلٍ مُتَواتِر: فَحِينًا نَحيَا الفَرَحَ، وحِينًا نَختَبِرُ الحُزن. حينًا نَشرَبُ كَأسَ الهَنَاءِ العَذبَة، ونَتَجَرَّعُ كَأسَ العَذَابِ الْمُرَّةِ حينًا آخَر.
نَشعُرُ تَارَةً بِمحبَّةِ النَّاسِ والتِفَافِهم، ونَتَلَقّى طَعَنَاتِ الغَدرِ وسُوءِ الْمُعَامَلَةِ مَرَّةً أُخرَى. نَعتَلي صَهوَةَ الْمَجدِ وَنَنْتَشي نَشوَةَ الانتِصَارِ أَحيَانًا، ونُحَطُّ إلى أَسفَلِ دَرَجَاتِ الذُلِّ والانكِسارِ أَحيانًا أُخَر... إذْ لا حَالٌ ثَابِتْ، والتَّغيرُ سُنَّةُ الحَيَاة!

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024